الضمانات التي تريدها إسرائيل كثمن للإنسحاب و السلام ستفرض على النظام السوري السياسة بعقلية التاجر المرابي تنازلات رهيبة سيكون مجبرا على تقديمها و ستمس بشكل جذري كل شعاراته البعثية و القومية المعروفة التي إنتهت صلاحيتها الإستهلاكية منذ زمن بعيد و التي عاش عليها و تعيش من هرائها! و أهمها فسخ العلاقة الستراتيجية وزواج المتعة الطويل الأمد مع النظام الإيراني و الذي تمكن النظام السوري من خلاله منذ بداية الثمانينيات من تطوير شبكته الإرهابية و الإستخبارية أيام إحتلال ونهب لبنان و الذي حقق للنظام المافيوي فوائدا ستراتيجية و مادية واسعة للغاية سيكون مشروع السلام القادم مع إسرائيل الساحة النهائية لها ؟ إضافة لترتيبات أمنية و عسكرية ذات طبيعة حساسة ستجعل من دعم النظام السوري للجماعات الراديكالية من مخلفات التاريخ ؟ فهل سيقبل نظام دمشق بتلك الخيارات في ظل ضيق ساحة المناورة و عدميتها ؟ أغلب الظن أن نظام دمشق بعد إنجاز السلام مع إسرائيل سيكون غير النظام الذي عرفناه و عرفه العالم!! فاللبقاء و الحفاظ على النوع ثمة شروط و مواصفات يعلم نظام دمشق جيدا بأن الوقت قد حان للإلتزام بها و إلا فإن مصير ( نظام صدام ) سيظل هو الخيار المرعب الوحيد في لعبة دولية دموية بلغت اليوم مرحلة حاسمة من جولاتها...؟
لا صراع حضارات بل صراع كيانات سياسية فالثقافات
لا تتناحر وإنما تتفاعل.....والحضارات لا تتصادم وانما تتلاقح.
......understood seek first to understand then to be
|