عضو
-- قبضاي --
نورنا ب: |
Jan 2008 |
المطرح: |
حلب |
مشاركات: |
990 |
|
3 كيلو موز ....و رمانة ....!
هذة القصة حقيقية, (ولكن البناء الدرامي من تصوري) مع صحة الأحداث
فقد وقعت في منطقة الأشرفية (منطقة للأكراد) في مدينة حلب (الشهباء)
بس لازم قبل ما تقراها, تكون عم تشرب عصير ليمون مهدئ للأعصاب
مع موسيقى لعمك (شوبان أفندي) ولو كنت معصب من شي لا سمح الله
بنصحك تكبس على الأكس الأحمر في أعلى يمين الصفحة وبلالك ياها.
- مرحبا يا معلم ...
نظر الخضرجي أبو غضب, بغضب الى كيس الثلاثة كيلو
غرامات من الموز الصومالي (الطويل الشهي) وفهم مغزى
عودة الزبون (بدو يرجّع الموز أخونا بالله ههه) رد بجفاء
- خير شوبدك ...!
- من شوي جيت وأخدت تلاتة كيلو من المو.... لم يدعة يكمل جملتة
- وهلق شوبدك ...!
- بدي أرجعهم ماظبطوا معنا
- شلون ماظبطو معك ...! مو قدامك نقيتهم وزنتهم ...!
- آية بدي أرجعهم ماظبطوا
- مافي ترجيع عمو ... هوينا بريحة طيبة من هون (تقليعة)
- شلون مافي ترجيع ...! بدك تبيعني بالغصب ... لك أنا ابن الأزعر (حسب ونسب)
- آية شو أعملك يعني ...! (للأستخفاف)
- مافي ترجيع يعني مافي ترجيع, وهّويا (للأستفزاز)
- أنت قد هالكلمة ...! (للتأكد من الإهانة)
- لك روووح عليك (مسبة) وعلى أكبر واحد فبيت الزعران
وهنا بدأت المعركة بتسارع شديد بأن جذب الأزعر أبو غضب
بكلتا يدية ولطمة كف على خدة الأيمن, (ياللأهانة) أبو غضب يلطم
أمام كبار الخضرجية, (هل قامت القيامة) ....!
أبو قاسم بياع (البصل الأخضر) حاضر, أبو بكري بياع (الكوسى) شاهد
الى جانب كبار الشخصيات (السوقة العريقة) أبو حسن بياع (القرنبيط)
والياسرجي بياع (البطاطا), كلهم ينظرون الى أبو غضب بتأثر وألم
الفزعة يا شباب الفزعة, وكأنة هتف (حي على الجهاد)
إلتم زملاء أبو الغضب وأحباءة ومعارفة, (ولك حتى منافسية الالداء)
من كل بسطة وعربية و وبراكة ومحل (معفن), ألتم القبضايات
على (مزابلهم) أصبح الجميع (كحزمة فجل واحدة), يجمعهم
واجب (سوقي) واحد (وحق الجيرة الأصيل) يدفعهم للهجوم
على كل من تسول لة نفسة المساس بأبي الغضب حتى ولو (بوردة دبلانة)
فكان الزود عن أبو غضب (مو عسواد عيونو لأ) لأن بحسبة بسيطة
قد يحدث ما حدث لأبو الغضب مع أي واحد منهم (فالكل بيهب للمشاركة)
هذا قانون السوق, هذا قانون المصلحة الخفي
وبدأت المعركة (معركة الموز) فجائية ودون ترتيب ودون استدعاء
أي مساعدات (محاربين أشداء) من زعماء (أبضايات) سوق الهال
بينما الأزعر عم (ياكل قتل), شي من يلي بحبو قلب أبو الغضب (ملاكمة حرة)
كفوف طيارة, (ورفسات كركلات ترجيح كرة القدم) والهدف هو جسد الأزعر
كف (عفواً خف) من أيد أبو محسن (بياع المخلل العتيد) كان لة دوي عجيب
ونكهة خاصة, سمع صوتة (كصوت التصفيق) لمسافة ليست بقليلة من المنازلة
يتبعها (بوكس) حديدي من قبضة (تيس ون, أبو جمعة) بياع (الخيار والخس)
حتى صبي المعلم عكرو ولقبة معضم, بياع (الحليب) صاحب الرائحة
النتنة تذكرك (برائحة الحليب عندما يقع في السيارة في فصل الصيف لساعات)
المهم ...
لم يتخلف (المعضم أقصد) عن المشاركة في المعركة وبشراسة
(بينما تخلف عن خدمة العلم لعامين كاملين)
- استطراد بسيط -
كان يحاول كسب رضى معلمة, وإعادة ثقتة فية, بعد أن فقدها
بفضيحة ضبطة (متلبسا) يضيف الى الحليب ماء (ياللفضايح)
وكان جام الغضب يصب على رأس معضم (كالمياة الإغريقية الحارّة)
- لأيمتى بدك تم حمار ... يا حمار ...!
لك عم تزيد لتر مي للتر الحليب يا واطي ...!
بدك تفضحنا أنت ولاة ...!
بصوت يشبة النساء وهن ينتحبن جاوبة
- مو أنت هيك قلتلي يامعلمي ... والله أنت هيك قلتلي ...!
زمجر بغضب وأردف
- قلتلك تزيد نص لتر مي للتر الحليب يا بهيــــــــم مو أكتر
شلاح من رجلك لبين ما أجيب الخيزرانة (أم الرمان) ولاة
(أم الرمان) آاااة .... لك الله يا خيزرانة أم الرمان كم يمقتك (معضم)
لطالما سهر الليالي يأن على وقع سياطك, إن رائحة شواء
لحم رجلية تكاد تشم من مسافة متر, إمتثل (معضم)
لأمر معلمة بأستسلام بعد دمعات مالحة أسقطها على خدة
ليخفف وطئة الغضب, وماهي إلا ثواني قليلة حتى
سمع صوت (معضم) وهو يصعد للسماء كالصاروخ
فأزعجت الغربان الراقدة على سطح محلة
وطارت لا تعلم الى أين تهرب من خوفها من صوتة القبيح
- على هامش سيرة (لتر المي والحليب) -
في أحد الأيام رجعت زبونة لمعلم الحليب تسألة
- من شوي جيت أخدت من عندك خمسة كيلو حليب مبستر ...!
مداخلة بسيطة, (دباح المعلم عكرو ولا تقلو بدي أرجع شي
من عندك, يمو بموت من قهرو) المهم...
- بتأفف وريبة رد, وبشو بقدر أخدمك يا خانم ...!
- لا بس بدي أسألك كم لتر مي بقدر أضيف للحليب ...
ههههه ... حاكم صاير تقيل (كذابة أشرة)
- تبسم المعلم بخجل (مصدقاً كذبتها) وقال وهو
يلوح بيدة ... لا لا ... أختي الحليب آخد كفايتو مو بحاجة
... إنتهى
ولأن رضى المعلم بمثابة التفاني في خدمة الوطن (السوق) ....
إنخرط معضم بالمبارزة
شاهد صديق صدوق المعركة واتصل بأخ عزيز, (الأزعر الأكبر)
واستشاط غبضاً, وأجرى مجموعة مكالمات (خليوية) وفي ظرف
خمس دقائق فقط اجتمع نحو عشر رجال (أشاوس) من كبار
المجرمين وخرجين السجون اختصاص (قتال الشوارع وسلبطة)
واتجهوا نحو السوق مهللين ومكبرين ...!
(مع أنهم لا يحفظون غير الفاتحة ...!)
وجرى ماجرى من المصارعة الحرة وقتال وزهق للأرواح
واستلت العصي الغليظة من أغمادها, ووزعت السكاكين (الشنتيانات)
على المتطوعين كأسلحة (تصنف بيضاء)
وكان الإلتحام وكان الامتحان (امتحان فرض الآراء بالقوة)
الى هنا والوضع (عال العال) وعادي جداً, ويحصل يومياً
(في أحسن المدن تقدماً) إبتداء ب(LA) وإنتهاء ب(NY)
فما بالكم لو حصلت في مدينة حـــــــــــــلب ...!
النخوة وإغاثة الملهوف (لا حدود لها) في حلب
يامو على الله ... (كناية عن أمر عظيم حدث)
مو خسى ....! ابن ابن ابن الخ الخ ... عم رفيقي هيك يصير معو ...!
حمااااااااااااااااد (إختصار اسم محمد بالحلبي)
خبر الشباب وجيبهم بالبيكابات (جمع بيك آب) بســـــــــــــرعة
مشاجرة .... مجرد مشاجرة, ودائماً وأبداً لأمر تافة
قد تكون فتاة (وما أكتر الدنجوانات) وقد يكون (داس على رجل)
أحدهم دون قصد, أو (بقصد, لا يهم كثيراً)
وقد تكون نظرة (زورة) مثال للتوضيح أكثر ...
- ليش عم تزور ...! (يمكن سهي ومو حاسس) ههه
ولكن لا سكوت, ولا إستكانة على الضيم, (لازم أربية)
- إنشالله ماعجبو ...! (افتتاحية تحرش كلاسيكية)
- آية ماعجبو هويا ...(دليل أنة على أهبة الاستعداد للمشاجرة)
- آية تعا لهووووون (وبدأ الفلم الهليودي الحلبي)
هكذا أصبحت حياتنا تافهه ولا قيمة لها, لذلك سوف
نملئها بالمشاجرات الدموية...!
مشان تلات كيلو موز (صومالي طويل, مدري مصري قصير)
تصير مجزرة مو عيب ...!
ترويع مواطنين (يفترض أنهم آمنين ...!)
مشان 3 كيلو موووووز والله عيب ...!
ولكن أين الأبرياء ...!
لا بد وأن يكونوا طرف أساسي في كل مشاكل الأرض
وأولى ضحايا هذا العصر الذي نعيشة
بقرب أرض المعركة اصطف طابووووور طويـــــــــل بطول تعاستهم
طابور مسرحية ثقافية هو ...!
أم طابور أمسية شعرية هو ...!
أم طابور عرض أزياء (فاضح) هو ...!
أم طابور حفل غنائي ساخر هو ...! بالطبع لا
إنة بالتأكيد طابور (الخبز, ليش في غيرو عنا...!)
رجل سبعيني يقف هناك, يتوكأ على عكازة (التي بحاجة لمن يعكزها)
يشاهد مسرحية (مألوفة وبايخة) تعرض أمام ناظرية
كبر سنة أولاً, وخوفة أن (يروح الدور علية) ثانياً
منعاة من التقدم لأصلاح ذات البين
لأن (بصراحة) ساعة ونصف من الإنتظار وسماع قواميس
الشتائم تتلى على مسامعة وتحمل قرف (الي يسوى والي مايسوى)
كفيلة بترك (أهل الحارة كلهم يموجون ببعض) ولا أن تذهب
معاناة ساعة ونصف وقوفاً على القدمين والعكاز, هدراً
هذة الأسباب كانت من أكبر العوائق التي وقفت حجرة عثرة
في طريقة لتهدأة النفوس وترطيب الخواطر (وتبويس الخدود المتشققة)
بينما الإخوة الأعداء, وأصدقاء (الدرب الإجرامي) الطويل
يفرغون طاقتهم (بسفك الدماء) والتي لايمكن كبتها واحتباسها
دون تفريغ ... حدثت مفاجأة ... (ذكرتني بفلم رامبو)
أخذ ابن المشنوق بياع (الدخان) يسدد (بكل ما أوتي من قوة) بعصاة المدببة
بمسامير تشوة كل شيئ, سددها على ظهر شعّار (البويجي المرتزق)
من الخلف وأخذة غدراً, فارتمى وهو يرتجف من الألم وغاب عن الوعي
فقد أصاب عامودة الفقري بشعر كاد أن يكسرة, وتسبب لة (فيما بعد)
شلل نصفي (مومشكلة كلو فدا الأبضايات, كلو فدا الزعامة)
وهنا الحدث الدرامي الأبرز في القصة والتي من أجلها
كتبت ماكتبت (بقهر ولوعة) هكذا سارت الأمور (على مايرام)
كما يرغب أصحابها أن تكون الى أن ...
أن رمى أحدهم .... ماذا تتوقعون أن يرمي ....! حجر ...! خيارة ...!
بطاطا ...! بطيخة ... تفاحة ...! برتقانة ...!
لا لا ... (أعوذ بالله مو عيب ...!)
لقد رمى (العكيد المعدل والزكرت المركز, المحارب المجهول)
قنبلة .....! شوووووووووو ...!
نعم قنبلة يديوية (رمانة) ....!
ياربي سبحانك, ماعم تركب معي 3 كيلو موز وقنبلة يدوية (رمانة) ...!
والله كتير هيك ...! عن جد ماعم تركب معي ...!
طيب لو كانت المسألة أربعة كيلو خيار بلدي
(من يلي بحبو قلبك, ويلي عم ناكل منة كل يوم)
يا ترى شو كان صار ...! عبوات ناسفة ...! ولا حزام ناسف ...!
ولا راجمات صواريخ ...! ولا كاتيوشا ...! ولا هاون ...!
ولا تفخيخ السوق كلة ...! وبكبسة زر بتحول من سوق خضرة
لسوق اللحوم المشوية على الفحم
بووووووووم وانفجرت القنبلة اليدوية حقاً (رمانة حربية)
بين الحشد الغفير وطارت الأشلاء بأتجاهات متفرقة ووقعت
الإصابات وبأعداد كبيرة, فالسلاح الحربي لم يكن من ضمن
قائمة الأسلحة المتعارف عليها أو المسموح بها محليا أو حتى
(المتوقعة على الأقل) وطار معها (طبعاً البريئ) صاحبنا
الرجل العجوز ذو العكاز القديم من قوة الإنفجار ووقع
على الأرض (لا من تمة ولا من كمة) ودماءة تسابق دماء زميلة
(زميل طابور الخبز أيضاً) بعد أن شارف (دور الخبز) على الإنتهاء
فلم يبقى سوى شخص واحد ويحصل على خبزة
حسبي الله ونعم الوكيل على الظلمة ....
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على المفسدين في الأرض
ما ضلت حلب متل ما بعرفها بشعبها الطيب, لا لا ....
تغيرت, كل يوم قصص رعب وجرايم وسرقات واغتصابات
على غرار (عصابات شيكاغو) يعني صار الواحد
بيطلع من بيتو بيتشاهد (متل ما عملت سابقاً)
وبودع أهلو وبيكون كاتب وصيتو ... بركي شو عرفك ...!
بركي بيجية شي صاروخ (آر بي جي) طايش بشيلو
هوة والكم ليرة يلي معو وبخلصوة من الزفت يلي
عم يعيشة وبروح شهيد ...!
كل يوم منسمع قصص بتشيب شعر الراس
واحد قتل مرة ختيارة مشان 2800 ل س ...!
وغيرو, وغيرو, وغيرو, .... بس توصل الشغلة لقنبلة يديوية ....!
والله تقيلة شوي ...!
يعني بأذن الله, شي كم سنة بصير عنا سوق أسلحة (مرخص نظامي)
وشجارات بالأسلحة النارية والسيارات المفخخة ورهائن
وبيطلعلك واحد مقطوعة راسو مشلوفة مدري وين ...!
قلي رفيقي وقت سمع الخبر, طيب لو(لاسمح الله) صار غزو لسورية
شو بيعملو هالأكراد بالأشرفية, والشيخ طة, والشيخ مقصود ...!
قلتلو بيرفعوا علم( كرستان سورية) وبسكرو المنطقة وبيقصفونا بالصواريخ
وبتطلع هالدبابات, والكلاشنات, وبيبدى الكفاح المسلح الكردستاني ههههههه
(والله على جستي)
أحيانا بفكر عن جد, لازم أهاجر, لازم أترك هالبلد
بقول لحالي, طيب أنت عشت وأولادك (إذا أتجوزت)
شلون بدون يتربو بهيك أجواء, وهيك أخبار
وهيك نفسيات, وهيك عقليات ...!
لو كان ابني أو ابن الجيران حتى, عم يشتري موز أبو بطيخ مبسمر
وصار معو هيك شو ردة فعلي يا ترى ...!
لك عم أحكي عن الرجال العجوز (بحرقة) كأني بعرفة
طيب كيف لو كان حدا من معارفي صرلو حادث ممثل (لا قدر الله) ...!
شو بعمل ...!
يا حيف عليكي يا بلد, يا خسارة يا حلب, كنت مفكر أهلك (أهلي)
أحسن من هيك بكتير, يا خسارتك يا (متنبي) وقت قلت ....
كلما رحبت بنا الروض قلنا ..... حلب قصدنا وأنت السبيل
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النور:19]
|