أحرقتني آخر كلماتك ... أغرقتني في كفن الحقيقة بلا رحمة .... أريد أن تسترجع ما قلته ببطء وسلام ولكن... الكلمات كرصاص تصبه فجوة الحقيقة في قلوب البسطاء ...
حطمتني كلماتك كتمثال منحوت من الجليد وذابت أشلائي في اللامصير متناثرة وثائرة ولكن متلاشية ومبعثرة مثل حبات المطر بعد سطوع الشمس .... نعم أدرك أن لونها جميل وقزحي ومفعم بالحنين ولكن القسوة امتزجت بكل هذا الحنين الملون المعطر كصدى لصرخة ضاعت في غياهب الصمت صرخة لم تكن بتلك الأهمية ولم يتبقى منها في ذاكرتك سوى تذكار بسيط لحزني الأزرق الذي رمته كلماتك في وادي الحقيقة العميق ....
لم أكن بحاجة لسماع هذه الكلمات التي دفنت فيَّ كثيراً من الأشياء الصغيرة العفوية والتفاصيل المرحة .... كنتُ أنسى همومي بها ولكنها الآن باتت حقيقية فلم تعد ابتسامتك تستطيع أن تمحي جروحي ولا أن تسكّن ألمها ... يا ليتني لم أصغي إليك .... لأن الحب مؤلم والشوق مؤسف وابتساماتك بريئة ولكنها صريحة ....
إلام ترمي أخبرني... أترغب في أن أبتعد عن حياتك قبل أن تصبح زرقاء وداكنة وسماؤك رصاصية وباردة ؟ أردتُ أن أقول ما أشعر به ما أفكر به كما يخطر في بالي ولكنكَ كشفت آخر ورقة لك .... ضيعتني منك يا صديقي .... خذلتَني كما خذلني قبلكَ كل الأبرياء .... أفقدتَني توازن أيام من الألفة والزهور ... تركتَ يدي في وقت أحتاجك فيه كما تحتاجني ..... يا ليت كل ما كان فيما مضى سراباً وهماً كما الآن .....