ومطرٌ عذبُ الهطول تساقط ذا ليلةٍ باردة..

داعبَ وجهه الهادئ..

فاغتشتهُ نبوءةٌ عن أنثى..

تهتفُ ألقا ً حين تُسافر في القُلوب..

نُسيَماتٌ بحرية صاخبة الجمال.. اعترته..

سَرَى بَينَهَا حافيَ.. القلبِ..

أخذتهُ إلى نَفْسه..

وبعثرتهُ عند شُرفاتها..

عندَ الشرفة الأخيرة..

أمسكَ ناياً..

وعزفَ في الخُفية صوتَ شوقٍ دافئ..

زحفَ الليل على عَتبة أيامه..

مُنكسراً..

واكتحلتْ مساءاته مِن إشراقة عينها..

وعند السَّحر..

نبتَ سريرهُ حقولَ ياسمين..

تصعلكتْ أنثاهُ بمخمل جسدها على قارعة صدره..

بفتنة..

وكأنثى تقطرُ عِشقاً..

انهمرتْ..

كالمطر..

كالثلج..

كأوراق الشجر..

لثمَتْ جنينَ القمر.. من حبل السُّرّة..

تدفقَ المحيط..

من بؤبؤ عينها..

عارماً..

صاخباً..

شبقاً..

سَرق الدهشة من جنون أميرها..

دغدغَ الأخير أنوثتها..

داعبها..

وشطرَ حياءها نصفين..

مُفتشاً عن سرّها الخفيّ..

عذبٌ وأنثاه جامحة..

قلبَ الكينونة حفلة شعرٍ..

مجوسية..

تنحنحَ الليل خجلاً.. وانسحبْ

وصهل الصباح تسبيحُ..

لذّة..

وانسكبْ..

غاب القمر..

وذابت روحها كسكّرة في ماءه..

فأعلنت في صمت صخبه..

بذابل عينها..:

إنني وجدتكَ..

وضعتُ فيكَ!