![]() |
قرأة في سفر التكوين
1 ملف مرفق .
قبل التطرق الى هذا السفر يجب ان نعرف اولا ان هذا السفر ليس كتابا علميا ولا يهدف الى كيفية تكوين الكون ، وليس هو ايضا بكتاب تاريخي بالمعنى المتعارف عليه ولا يروي سيرة البشر منذ القدم . قبل كل شيء سفر التكوين هو كتاب ديني يعطي المعنى لوجود الانسان . حسب رأي الخاص لا فائدة من تحليل الكون تحليلا علميا اي ان نعرف كيف نشأ العالم وكيف تكونت الارض ... الخ . فغاية الدين هي اظهار غاية الانسان وفهم العلاقة التي تربطه بالله وفهمها على اساس المحبة والأيمان ، هذا الأيمان بالله وبمحبته ، هذا ما يريده الكاتب التعبير عنه .
يروي هذا السفر من الشريعة والوعود الالهيه منذ ادم الى يومنا هذا . كما ذكرت بالمقدمة ان غاية الكاتب هي ان يجعل سامعيه امام الفكرة القائلة : كل شيء يتعلق بالله . والإنسان نفسه خرج من يدي الله ، هذه هي نظرتنا كمؤمنين الى العالم والانسان . الله يريد الخير لخلقته ، لكن واقعنا او مخيلتنا تقف امام السؤال : من اين يعرف كاتب السفر كل هذه الأحداث التي يرويها ؟ اكيد الجواب السريع والبسيط هو انه يعرفها بألهام من الله . لكن ماذا عن واقعنا نحن ؟؟ نعم ان الكاتب ألهم من الله إلا ان ما يضعه امامنا ليس مجموعة من الوقائع حدثت حقيقة ، فأن ما يريده هو ان يعلمنا عن مفهومنا عن الانسان والعالم . كاتب هذا السفر اكيد لا يعرف كيف صارت الخلقة ، لكنه متأكد من شيء واحد وهو : من ان هناك خالق وراء الانسان وعالمه . وهو يروي ايمانه بشكل قصة . وهنا ايضا يستوقفنا سؤال اخر : هذه القصة ايضا نقرأها ونجدها في الاساطير التي كانت موجودة في عصره !! ولنفهم ايضا ان الاساطير ليست لخداع الناس ، لكنها تعبر عن يقين بشري ودعي بعرض حقيقة لفهم ماهية الانسان وحياته . فممكن القةل ان الكاتب اخذ بتدوين سفره على نفس الاسلوب الذي كان ماشيا في وقته . فالمهم هو ليس ان كل شيء قد حدث حقيقة بل المهم هو ايمانه الذي يريد ان نشاركه فيه . يقول كاتب هذا السفر في الفصل الاول (( لنصنع الانسان على صورتنا )) . نعم كل شيء اخذ مكانه في الخلقة . لكن اي مكانة للأنسان ؟ وهل الانسان هو نوع من الحيوان الراقي القابل للتطور لفترة زمنية معينة كما يدعي الكثيرين ؟ السؤال محتاج للاجابة .. نخلق الانسان على صورتنا ما معناه هو تخويل السلطة له لان الانسان يصبح ممثلا لله على الارض . لكن نرى الانسان يتمرد !! يتمرد بأكله من شجرة الحياة . لكن هل الأكل هو تمرد ؟ ألم يخلق الله اذ رآه كل شيء حسن ؟ لكن ماهذه الشجرة ؟ . يجب ان نعرف ان الشجرة هي غذاء الحياة وكل من يأكل منها يشترك في الحياة التي تتجدد دائما . فشجرة الحياة هذه كانت تسمى في الاسطورة الكلكامشية ب ( نبتة الحياة ) . كثيرون يعرفون وقائع هذه القصة ، كيف ان كلكامش يهم بالبحث عن النبتة لصديقه انكيدو ويجدها واثناء عودته تنتشل الحية منه هذه النبتة . لكن لماذا اذن يقول الكاتب ان ادم وحواء تمردا بأكلهما من الشجرة ؟ . شجرة الحياة هي شجرة معرفة الخير والشر ، والمقصود هو معرفة الهيه والانسان اراد ان يوصل الى هذه المعرفة من دون الله . فاذن اكاتب يريد ان يبين ان ادم وحواء ارادا تملك صفات آلهيه . لان في العهد القديم كان محذورا على الانسان البحث عن هذه الصفة لكي يقرر الانسان على هواه موقفه من الخير والشر . لهذا نقرأ عندما تأتي الحية وتقول لهما : لماذا نهاكما الله عن اكلها ؟. هنا يريد الكاتب وضع حد نهائي للحية . لأن الحية كانت في العهد القديم ترمز الى حيوان سحري يعيد ويجدد الحياة . لهذا نرى عند آلهه الكنعانين تبدو بشكل حية . لان الحية في الشعوب القديمة كانت تتجدد حياتها بأستمرار وهذه الفكرة كانت منتشرة عندهم . فأراد الكاتب ان يعطي نهاية للحية وانها ليست اله لكنها مخلوقة خاضعة له وقد لعنها الله . فأذن الخطيئة ليست بأكلهم من الشجرة ، بل هي ينفيان بكونهم خليقة الله . لان اىنسان اراد ان يكون ذاته الاها واراد ان يقرر كل شيء من دون ان يعطي الحساب لله عما يفعله ، ولم يعد يعتبر نفسه ممثلا لله بل اراد ان يمثل الا ذاته . هذا ما جعل الله ان يعاقبه هو وحواء فشعرا بذاتهما عاريان امامه وعليه ان يموت ويطرد من الفردوس . لكن كيف عرف ادم انه عاري ؟ هنا يجب ان نعرف ان العري امام الغرباء كان يعتبر في العهد القديم عار . لكن ادم قبل المعصية لم يكن يرى ذاته عاريا امام الله . فهذا يعني انه كان يعيش مع الله بالآلفة وان الله لم يكن غريبا عنه . لكن بعد المعصية انه يخجل فيهرب ويختبيء من امام الله ، فعليه اذن ان يطرد من الفردوس وحتم عليه الموت . اذن طرد من الفردوس . لكن اين هذا الفردوس ؟ وماهو ؟ الفردوس لم يوجد قط كواقع مادي ، انه رمز للانسان المقبول عند الله والعيش معه في المودة . الخلقة كانت على انسجام تام مع ارادة الله ، اما ان يكون الانسان مطرودا من الفردوس بعد الخطيئة فهذا يعني ان الله لا يقبل الانسان الخاطيء في مودته . بعد خروجهم من الفردوس نقف امام اول حالة قتل تعرفها الانسانية الا وهي قتل قائين لأخيه هابيل . فهذه القصة هي عبرة للبشرية وتهم كل الناس . والكتاب المقدس لا يشرح لنا لماذا الله رفض قربان قائين ورضى بقربان هابيل ؟ فهنا قائين لا يقدر الاعتراض على الله فصب غضبه على هابيل . فقام بعمله هذا . الله كما نقرأ يدعوه الى ضبط مشاعره لكنه لا يستجيب . الله يستوجب قائين اين اخاك ؟ انه يتهرب ولا يقدر ان يخفي عمله هذا . فعليه اذن ان يجيب عما فعله . الله يلعن قائين وهذا اعظم عقاب له ، الله لم يلعن ادم عندما عصى وهذا معناه : ان الخطيئة ضد القريب اثقل في نظر الله من الخطيئة الموجهة له . نحن ايضا هذا حالنا علينا الأجابة عن كل عمل شرير نقوم به تجاه اخوتن اذ ليس شيء مخفي امام الله فهو حاضر دائما ويطالبنا بالاجابة عنها . فاللعنة عزلت قائين عن مجتمعه الانساني ليس له موضع . وهذا ايضا ينطبق على الكثيرين بعالمنا اليوم ممن يقتلون النساء والأطفال وعلى المجتمع ان لا يقبلهم . ويجب ان نعرف ايضا فكما اشتكى قائين لله عندما اشتد العقاب عليه ، ولا يكون لأي انسان حق التعرض لحياته . لان حياة اي انسان وان كان مجرما وقاتلا هي بيد الله ، فالانتقام غير جائز للناس . لان العقاب و بيد الله وحده .. |
هيدا كم مش عاجبكن !!!!!!!!!!! طيب شو الصحيح وشو المعتمد وشو اللي مافي اغلاط !!؟؟؟
شو ايا واحد بيحط ع كيفوووووووووووووووووووووو و |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:50 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون