أخوية - الرائيلية : الحلقة الأولى (مقدمة)

الحركة الرائيلية

مقدمة :
في أحد الأيام وأنا أتابع في التلفاز نشرة الأخبار وإذ بي أسمع خبرا عن إلقاء القبض على شخصين في لبنان بتهمة التعامل مع العدو الصهيوني لم يجذب الخبر انتباهي بشدة بادئ الأمر ولكن عند شرح ملابسات القضية ذكر إسم بدعة جديدة تهاجم الكنيسة بل تهاجم البشرية جمعاء تهاجم ما تربينا عليه من قيم دينية واجتماعية وثقافية في ظاهرها تضع حقوق الإنسان و حريته ولو كان مؤسسها يفهم الحرية ويفهم معنى أن يكون المرء حرا لما جعل الحرية فوضى وإباحية وتحللا من كل القيم والضوابط يدعو إلى نبذ الحرب و التعصب ويجعل من ذلك ديانة بديلة وكأن الديانات السماوية دعت إلى القتل و الحرب والتعصب يدعي أنه يمزج الروحانية مع العلم في حين أنه في الحقيقة يبتعد عن كل ما هو روحي و سام إلى فلسفة مادية بحتة ومتى كانت المادة تعطي الحرية للإنسان و يدعو إلى تفسير علمي للإنجيل ..... - من الواضح أن صديقنا في منتهى الروحانية- فهو يدعو إلى تفسير كتاب روحي يدعي أنه قرأ الإنجيل و كأن الكتاب المقدس قصة تاريخية أو كتاب حكم ولو أدرك أو أحس يوما ما بالحب و السمو الروحي لعرف قيمة الكتاب المقدس ولما تمسك بالحروف مغمضا عينيه عن ما بين السطور من روح لا يمكن فهمه بمعادلاته اللعينة. يدعو إلى الاستنساخ ويعد البشرية بالخلود عن طريق الاستنساخ ثم نسخ الذاكرة نعم الذاكرة فلا قيمة للروح لا بل لا وجود للروح برأيه- ومع ذلك فهو روحاني- حسنا وماذا عن العلاقة الجنسية بين الشريكين والتي تفوق في معناها مجرد عمل جنسي ديناميكي ماذا عن معاني الشراكة و الحب و العطاء التي يجسدها هذا العمل ..... أجل فالحرية تفترض الإباحية الجنسية ولم يعد الجنس أداة للمشاركة مع الخالق بتكوين حياة جديدة بل هو مجرد عمل حيواني بلا هدف...وكيف بلا هدف أنا آسف بل بهدف التسلية و التمتع واللذة الجسدية - روحاني بجدارة - وأي إنسان مجتزأ سنخلق نحن البشر إنسان كمالة لآخر بدون جزء مهم من التاريخ الجزء الذي يتلقى فيه المخلوق حب ورعاية أبويه وهو لم يولد بعد وهو في رحم أمه في الفردوس الذي يصرخ أول مرة باكيا عندما يغادره .... - ومع ذلك أنت روحاني- سنخلق إنسانا لا يملك جزءا هاما من الحب و العطاء وتتشدق بأنك تريد أن تنشر المحبة والسلام أي سلام مبني على لغة المادة التي على مر التاريخ البشري الذي يبدو أنك جاهل أو متجاهل له لم تجلب سوى الدمار والحروب وكيف لا تتجاهله فيبدو من اسمك (رائيل) أنك من جماعة متناسية للتاريخ لا تذكر منه سوى أن الله جعلها شعبا مختارا وكيف لا نصدق هذا الادعاء وقد اتخذت الحركة من نجمة داوود شعاراً لها ولسنا غريبين أيها الأحبة عن هذه الحركات التي تحركها بشكل واضح الصهيونية لضرب الكنيسة وضرب البشرية ولكن وكما قال السيد المسيح لبطرس " أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت" فلن تقوى هذه الحركة على كنيسة المسيح فنحن كنيسة المسيح وما دمنا صاحين ومتيقظين لن تأخذنا هذه البدع التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تلغي حقيقة الإنجيل المطلقة وروحانيته السامية فوق كل مادة , بل على العكس ستزيدنا إيمانا وثقة بأنه لم ولن يكون هناك ما يسمو فوق التعليم المسيحي روحانية فهذا الكتاب على عكس ما يدعيه الرائيليون ليس موجها لزمن معين كان فيه الإنسان متخلفا بل إننا كلما تعمقنا فيه وجدناه أعمق وأعمق وأكبر من أي فلسفة كانت وستكون .

وفي نهاية المطاف يمكن أن نستلخص أن الطائفة الرائيلية ما هي إلا من ابتداع الصهيونية وكما ابتدعت الماسونية ونشرتها بين الأغنياء والرؤساء فالحركة الرائيلية تنتشر الآن بين المفكرين وعلماء الوراثة، فشعارهم نجمة الصهيونية واسم نبيهم المزعوم «رائيل» مشتق من اسرائيل وكما أنهم يطمحون أن يكون مقرهم في القدس.
ومعتقداتهم جاءت لضرب جميع الأديان الرسالات السماوية وهذا هو هدف الصهيونية، إبعاد الناس عن دينهم ليسيطروا على العالم و ينشروا ما يعتقدون.

لذلك أضع بين يدي من يهتم بحثي البسيط عن الحركة الرائيلية .

في الحلقة القادمة ..... تعريف الحركة ..... نشأتها الغريبة ...... لمحة عن أهم معتقداتها....!

- يتبع -