أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   نجيب سرور (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=89636)

اسبيرانزا 04/01/2008 21:55

نجيب سرور
 
أنـا ابـْنُ الشـــقاء ْ
ربيب ُ الـَّزريبــة و المصطبــة ْ
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء ْ
وفى قـريتى (عـُمدة ٌ) كالاله ْ
يـُحيط بأعناقنــا كالقــدرْ
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حـَبــالي
يـلدن الحيــاة ْ
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر ُ و نـادى أبي
بأمر الإله !.. ولبـَّى أبي
وأبهجني أن يـُقــالَ الإلــــه ُ
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخـطو الأوزِّ
فخورا ً أتيــه من الكبريــاء ْ
أليس كليــم ُ الالــه أبـي
كموسى.. وإن لم يجئـْـه الخفــيرُ
وإن لم يكن مثــلـَه بالنبي
وما الفرق ؟.. لا فرقَ عند الصبى ْ !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعوا..
أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !
وتنطـق أعينهم بالحســد ْ
وقصرٌ هنــالك فوق العيون ذهبنـا إليه
يقولون.. فى مأتـم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدودِ وأشــلائهم
فموت ٌ يطــوف بـكل الرؤوسِِ ِ
وذعر ٌ يخيـم فــوق المـٌقــل
وخيــل ٌ تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا في الجـثت
وجدَّاتنــا في ليـالي الشــتاء
تحدثـننا عن ســنين عجــاف
عن الآكلين لحـوم الكلاب ِ
ولحم الحمير.. ولحم القطط ْ
.....
ذهبنــا إليه
فلما وصــلنا.. أردت الدخول
فمد الخفــير يدا ً من حـديد
وألصقني عند باب الرواق
وقفت أزف ُّ أبى بالنظــر
فألقـى الســـلام
ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! !
رأيت ُ.. أأنسى ؟
رأيت ُ الإله َ يقــوم فيخلـع ذاك الحـذاء ْ
وينهــال كالســيل فوق أبى ! !
أهـــذا.. أبي ؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبي فــارع " كالملك " !
أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !
....
أهـــذا.. أبي ؟
ونحن العيــال.. لنا عــادة..
نقول إذا أعجزتنا الأمور " أبي يستطيع ! "
فيصعد للنخـلة العـاليـة
ويخـدش بالظفر وجــه السـما
ويغلب بالكف عزم الأســد
ويصنع ما شــاء من معجزات !
أهـــذا.. أبي
يـُســام كأن ْ لم يكن بالرجــل
وعـدت أســير على أضــلعي
على أدمعي.. وأبث الجــدر
" لمـاذا.. لمـاذا ؟ "
أهلت الســؤال على أميــه
وأمطرت في حجرهــا دمعيــه
ولكنهــا أجهشــت ْ باكـيهْ
" لمـاذا أبي ؟ "
و كان أبي صــامتا في ذهول
يعــلق عينيــه بالزاويـة
وجـدِّي الضــريرْ
قعيـد ُ الحصــيرْ
تحسـَّسـَني و تولـَّى الجـواب ْ :
" بنـي َّ.. كذا يفعل الأغنيــاء ُ بكل القرى " !
كــرهت ُ الإله..
وأصبح كل ُّ إله لدى بغيض َ الصــَّعرْ
تعلمت ُ من يومهــا ثــورتي
ورحت أســير مع القـافلة ْ
على دربهــا المدلهــمِّ الطــويل
لنلفـى الصــباح َ
لنلقـى الصــباح !

اسبيرانزا 04/01/2008 21:57

يا مصر يا وطنى الحبيب
ْ
يا عشَّ عصفور رمته الريحُ فى عش ٍ غريبْ
يا مرفئي آتٍ انــــــــا آتٍ..
و لو فى جسميَ المهزول آلافُ الجراحْ..
و كما ذهبتُ مع الرياح..
يومـــا ً أعودُ مع الرياح..
و متى تهبُّ الريح ُ
أو هبـَّتْ
فهل تأتى بما يهوى الشراع ْ ؟
ها أنتَ تصبحُ فى الضيــاع
ْ
فى اليأس..
شاة ً عاجزة ْ..
ماذا لها إن سـُلـَّتِ السكينُ
غيرُ المـُعجزة ْ ؟!

اسبيرانزا 04/01/2008 22:00

يا سيداتى معذرة..
أنا لا أجيد القول ،
قد أُنْسِيتُ في المنفى الكلام
وعرفتُ سرَّ الصمت..
كم ماتت على شفتيَّ
في المنفى الحروف
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام
، الصمت ليس هنيهة بين الكلام،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام،
الصمت حرف لا يخط ُّ ولا يقال
الصمت يعنى الصمت.. هل يعنى الجحيم سوى الجحيم ؟

اسبيرانزا 04/01/2008 22:04

كانوا قالوا: " إن الحب يطيل العمرْ "
حقا.. حقا.. إن الحب يطيل العمرْ ! !
حين نحس كأن العالم َ باقـة ُ زهر
ْ
حين نشفُّ كما لو كنا من بللور ٍ
حين نرقُّ كبسمة فجر ْ
حين نقول كلاما ً مثل الشعرْ
حين يرف ُّ القلب كما عصفور ْ..
يوشك يهجر قفص الصدرْ..
كي ينطلق َ يعانق َ كلَّ الناس !
كنا نجلس فوق الرملة
ْ
كانت في أعيننا غنوة ْ لم يكتبـْها يوماً شاعر.
.
قالت : -
.. صف لي هذا البحرْ !

- يا قبـَّرتي.. أنا لا أُحسـن فن الوصفْ
- وإذن.. كيف تقول الشعر ؟ !
- لست أُعدُّ من الشعراءْ
أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه ْ
أنا لا أنظم إلا حين أكاد أُشــل ْ
ما لم أوجز نفسي في الكلمات
هيا نوجزْ هذا البحر
- كيف.. أفي بيت من شعر ؟ -
بل في قبلة ! !
عبر الحارس.. ثم تمطى.. "
نحن هنا " !
ومضى يلفحنا بالنظرات
ْ
" يا حارسَ.. إنا لا نسرق ْ
يا حارس َ يا ليتك تعشق
ْ
يا ليت الحب يـُظـِلُّ العالمَ كلــه ْ
يا ليت حديثَ الناس يكون القبـلة ْ
يا ليت تـُقام على القـِطبين مظلة ْ
كي تحضـن كل جراح الناس
كي يحيا الإنسان قرونا في لحظات
"
ومشى الحارس..
قالت
" أوجزْ هذا البحر " !
كان دعاء يورق في الشفتين
- يبدو أن الحارس يملك هذا البحر
يكره منا أن نوجزَه في القبلا ت !
- فلنوجزْه في الكلمات.. أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ !

اسبيرانزا 04/01/2008 22:13

إلام َ نجــيء ثم نروح لا جئـنا ولا رحنـا

إلام َ نعيش ثم نموت لا عشنا ولا متنــــا

هو المنفى إذا كان البقاء قرين َ أن نفنــى


يتامى نحن يـا أطيارْ

دعوا الآهاتِ للأشجارْ

فقد جـُزَّتْ بلا منشارْ!

علام َ نبتنى الأعشاش والحيـَّاتُ فى الأعشاش
إلام َ نسير كالعميان والممشى طريق كبـــاش
وفيم َ الخلف كم منا قتيــل مثــلما من عــــاش
هو الحتف ُ الذي يُصمي برغم الضوء جيش فراش

اسبيرانزا 04/01/2008 22:15

رويدا أيها الثائر ْ

فليس القدر الساخرْ

ولكن دوما ً الشاعرْ !

إذا ما الطائر الصدَّاح قد هدهده اللحن ُ


ورفت نسمة ُ الفجر على أشجانه تحنو


هناك السحر والأحلام والألحان والفن

اسبيرانزا 04/01/2008 22:16

" هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة..

لم يلق في طول الطريق سوى اللصوص ،

حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص..

فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص

اسبيرانزا 04/01/2008 22:18

إنا لتـُعجزُنا الحياة..


فنلومها.. لا عجزنا

،
ونروح نندب حظنا ،


ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا

!
- هو عصرنا

!
- لكننا لسنا به الفرسان.. نحن


قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،


والأرضُ بالأبطال ملأى حولنا

!
- ملأى.. ولكن باللصوص

!
- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف المليء ؟

!
لو لم تكن في العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قميء

" !
- إني لأعلم.. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد..

لو بعدها الطوفان قلها في الوجوه بلا وجل

:
" الملك عريان ".. ومن يفتى بما ليس الحقيقه..

فليلقني خلف الجبل

!
إنـي هنالك منتظر..

والعار للعميان قلبـا ً أو بصرْ ،

وإلى الجحيم بكل ألوان الخطرْ

اسبيرانزا 04/01/2008 22:19

يافرسانَ الأمس ِ..

غير الأمس مع الفرسان..

خلف غيوم اليأس ِ..

فإلى مقهى ريش..

كلُّ العالم مقهى ريش..

كلٌّ يـُغرق عاره..

في أغوار الكأس ِ

اسبيرانزا 04/01/2008 22:22

لا تصمت أبدا.. إن الصمت جهاله..


واحذر أن تتكلم في الموضوع


لا موضوع هنالك


إن الفلك اليوم عطاره


كن فيهم "خضر العطار"


...

البحر سباق


والموجات ألــوف


"الموجه تجري ورا الموجه


عايزة تطولها

"
عجـِّلْ واركبْ أيــَّة موجه


فالأيام دول..


ويلٌ للبسطاء ذوي القلب الأبيض..


حين تفاجئـُهم أنواء ُ الطقس..


الناس اثنان


واحـد ُ ينجو في الطوفان..


والآخر يغرق في كأس..


" إنـي أغرق..


أغرق.. أغرق في هذا الكأس"


.....
يا أيتها المستشرقة المزعومة

والعطشى لأحاديث الفرسان

فرسان الأمس الخصيان

الفكر بخير.. ْ

والأدب بخير ْ..

والفن بخير ْ..

ونحن بخير ٍ

لا تنقصنا غير َ..


مشاهدة القرده..

من أبناء يهوذا..

في أقنعة المستشرق والمستغرب..

بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم..

والمنسوخة في باريس..

والمختومة في بيروت..

والقادمة إلينا من واق الواق..

سائحة في حر الشمس..


اسبيرانزا 04/01/2008 22:27

يا سيدتي الأفعى..

اللهجة من أعماق الشـَّام..


لكن العبرية َ بومٌ ينعق في ذيل الكلمات
!

وأنا أذني يقظة ْ

لا تخطيء زحف الأفعى..

من رهط يهوذا في أي قنــاع !

ما حاصل جمع المعلومات..

حتى الآن..


من ثرثرة الخصيان..

فرسان الامس

عشـَّاق السوق الصحفية.. في بيروت !

ذات التمويل المجهول

أو المعلوم ؟!

- القوم عطاش ٌ للجنس

- كم فروج دانمركي

ذُبح وروقب..

ثم استنزف..

حسب شريعة موسى والتلمود..

والتوراه..


بغلاف "الموعد"

و "الشبكة"


و "الصياد"


و "رجوع الشيخ"


و "الفاشـوش
"

لا تقتلْ.. بدءُ وصايا عشرْ..

يقصد موسى..

"لاتقتلْ إلا.. غير يهوديّْ
"

ويـلٌ للفروج الدانمركيّْ..

آهاً.. هاملت..


سبق السـم ُّ السيف

ْ
سبق العـزَلُ السيف ْ..

نم يا هملت

اسبيرانزا 04/01/2008 22:32

هذا عصر يـَهتك فيه الفأرُ..


عرضَ الفيل


!
...
فلتمرح فى الارض الفئران


!
هذا عام الفيل ْ !

اسبيرانزا 04/01/2008 22:33

ألحقَّ أقول لكم..

لا حقَّ لحيًّ إن ضاعتْ..

فى الأرض حقوق الأمواتْ..

لاحق لميت إن يـُهتك ْ.
.

عرضُ الكلمات
!

وإذا كان عذاب الموتى أصبح سـِلعه..

أو أُحجية ً..

أو أيقونه..


أو إعلانـا ً أو نيشانـا..


فعلى العصر اللعنة..


والطوفان قريب
!

الأبطال.. بمعنى الكلمة..

ماتوا لم ينتظروا كلمه..

ما دار بخلد الواحد منهم..

حين استشهد..

أن الاستشهاد بطوله..

أو حتى أن يـُعطي شيئاً..

للجيل القادم من بعده..

فهو شهيدٌ لا متفلسفْ

ماذا يتمنى أن يأخذ..

من أعطى آخر ما يملك.

.
في سورة غضب أو حب ؟

اسبيرانزا 04/01/2008 22:41

وها أنا أغوص في رمال الصمت..



واختنق


.
العش يحترق..



ويهرب العصفور..
ألليل أخطبوط


!
مدينتي في الليل تدَّعي الهدوء..



لكنني أمــوء..



كقطة جريحة في البرد..



مدينتي أبـراج..



والبرد كالكرباج..



مشيت طول اليوم..



كما مشيت كل يوم..



في الليل والنهار..



بغير مأوى يا مدينة السـُّواحْ..



يا جـُعبة الجرَّاحْ



هذا الهدوء مصطنعْ..



والوحش يستريح..



لكي يقوم في الصباح..



يستأنف الهجوم





: الإخطبوط
- بطاقتك



- تفضلوا



- ما مهنتك



- كثيرة هي المهن



لكنه النصيب



- ما حرفتك ؟



- قد أدركتني حرفة الأدب



أنا أقول الشعر



- وتكتب الأشعار ؟



- وآسف أنا


!
ألم أقل هو النصيب ؟


!
- هو التشردُ.. الشـَّغبْ..



هيا معي



.................
ويثقب الصباح نافذة..



هذا أنا فـي الحبس



الليل والنهار أخطبوط

اسبيرانزا 04/01/2008 22:43

- هل تـُصدقُ ما تقولٌ؟

- الأبُّ قال بأنني حتما ً أعودْ
مَلِكاً على أرض البشرْ

لتَسودَ في الناس المسرةُ و السلامْ!

- لو عدتَ.. منذاَ يعرفـُكْ؟

- سأقول: جئتُ أنا المسيحْ!

- سيطالبونكَ بالدليلْ.

- ستكونُ في جيبي البطاقةُ و الجوازْ.

- هذا قليل..

ما أسهـلَ التزويرَ للأوراقِ في عصرِ اللصوصْ.

و لديهمُ (الخبراءُ) سوف يؤكدونْ أن الهويةَ زائفةْ!

- لكنْ عليها الختمُ..ختمُ الأبّْ..

- يا بئسَ الدليلْ!

سيؤكدُ الخبراءُ أن الختمَ برهانٌ على زيفِ الهوية!

- سأريهمُ هذى الثقوبْ.. في جبهتي

- انظرْ- و في الكفينِ ِ.. في الرجلين ِ..
جئتُ أنا المسيحْ !

- سيقول لوقا: قالَ مرقصُ

إنَّ متََّى قال يوحنَّا يقولْ: "في البدء كانَ الأمرُ إصلبْ

و الآن صار الصلب أوجَبْ!"

حتماً ستُصلبُ من جديد

همْ في انتظاركَ- كلُّ اتباعِكَ، قطعانُ اللصوص

-
همْ في انتظاركَ بالصليبْ...

ماذا؟ أتبكى؟

كلُّ شيءٍ مضحكٌ حتى الدموعْ!


العصرُ يضحك من دموعك،

من دموعي،

عصرنا عصرُ اللصوصْ

بل أنتَ... حتى أنت لصٌّ!

لو لم تكن ما كان في الأرض اللصوصْ!

حتى أنا لصٌ.. ألم أُخدع طويلا باللصوص؟!

اسبيرانزا 04/01/2008 22:47

قد آن يا كيخوت للقلب الجريح

أن يستريح ،

فاحفر هنا قبراً ونم

وانقش على الصخر الأصم :



" يا نابشا قبري حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،


لا فرقَ من عام ٍ ينامُ وألف عام ،

هذى العظام حصاد أيامي.. فرفقــا ً بالعظام

اسبيرانزا 04/01/2008 22:48

" نحن حبـَّات ُ البذار

ْ
نحن لا ننمو جميعا ً عندما يأتي الربيع ْ

بعضـُنا يهلك ُ من هول ِ الصقيع ْ

وتدوس البعض َ منا الأحذية ْ

ويموت البعض ُ منا في ظلام الأقــْبية ْ

غير أنـَّا كلــَّنا لسنا نموت ْ

نحن حبات ُ البـِذار ْ

maro18 05/01/2008 18:40

ياسلام عليكى يا ايمى ايه النشاط دة كله
نجيب سرور شاعر متميز رغم عدم حبى لقصيدته اللى صراحة مش عارفة اوصفها بى ايه
المهم ميرسى يا جميل


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:18 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.06084 seconds with 9 queries