أخوية - نصيب ...

رن جرس المنبه مع أول خيوط الصباح.....قفزت من سريرها بنشاط غير معهود رغم انها قضت ليلة طويله لم تذق فيها النوم غير بضعة دقائق....

ركضت في كل اتجاه مع انها امس رتبت ملابسها ...حذاءها حقيبتها حتى أدق التفاصيل ...حتى لا تتأخر حين تستتتيقظ....و هي تستعد لبدء أول يوم لها في العمل....أول يوم حقيقي منذ أنهت دراستها...أن الأوان....لبدء حياة مختلفة.....

سرحت شعرها و ليس كالمعتاد....استوقفتها مرآتها....بعض الوقت....انها ما زالت جميلة...رغم آثار خيوط واهية ظهرت حول عينيها و بعض الأسى فيها يمكن ملاحظته بسهولة...

" الآن انا مستعدة....يا رب...اجعل يومي هذا بداية التوفيق في حياتي....كفاني انتظار.."

"أين مفاتيح سيارتي....أذكر اني وضعتها على الطاولة..أين هي؟؟"..بحثت و بحثت دون جدوى...ماذا تفعل...نظرت الى الساعة...سوف تتأخر...هرعت باتجاه الباب..".لا يهم..سأستقل سيارة أجرة " المهم أن لا أصل متأخرة..

أوقفت أول سيارة أجرة مرت بها ...كانت متلهفة مضطربة...أعطت السائق العنوان و سرحت...تتخيل كيق ستجلس على مكتبها كيف ستتعرف على زملاء جدد....هل ستحب العمل؟؟!!

"لقد وصلنا يا آنسة"..."ماذا؟ نعم شكرا".".نزلت مسرعة...و ما ان كانت الخطوة الأولى حتى وقفت مستغربة "هذا ليس العنوان الصحيح.. لماذا أنزلني السائق هنا "لم تدرك انها اعطته العنوان الخظأ...".يالهي سأتاخر و لا زلت في يومي الأول..."

قبل أن تخطو لتعود أدراجها...مرت بها سيارة مسرعة...كادت تصدمها....وقفت على بعد أمتار ا...و ترجل منها شاب في الثلاثينات من عمره...وسيم و أنيق..."عفوا" يا آنسة لكنه خطأك...لماذا تقفين في منتصف الطريق؟!!."...

"كأني اعرفك الم نلتق من قبل"..".يالله .."انه هو..هو بعينه" ولكن كيف؟!"...لقد علمت أنه غادر البلد ليعمل في الخارج....يومها مات الأمل برؤيته من جديد..

"نعم تذكرتك انت ندى...ناديا نعم ناديا..كنا زملاء في الكلية ذاتها...لن أنسى ما حييت كم خطك جميل....لقد أعرتني مرة دفترك لأنقل محاضرة فاتتني.."

"اسمحي لي أن أقلك بطريقي و..نتحدث..."

لم يعلم يوما" أنها أحبته منذ أيام الدراسة....و أنها تعذبت كثيرا" لأنه لم يعر لها أي انتباه....صعدت معه السيارة...و انطلقا..."أه من ألاعيب القدر....." عاودتها الابتسامة بعد سنوات من السكون..."نصيب"