![]() |
ما هو التعصب الديني ....اسبابه....علاجه....
أسباب انتشار ظاهرة التطرف الديني :
إن الأسباب كثيرة ومتعددة، منها ما يخص المجتمع والمحيط الاجتماعي، ومنها ما يخص الشخص ذاته، ومنها : غياب الوعي الديني والفهم العميق للنصوص الشرعية، وتلقي الفتوى من غير المتخصصين، والملتزمين سلوكاً وقولاً ـ أدى إلى الخلط والفوضى في المفاهيم، وبالتالي انعدم الوسط الثقافي الديني السليم في المجتمع، كل ذلك أدى إلى خلق وسط بديل للشباب، يشبعون فيه أهواءهم ونزواتهم. فراغ الوسط الثقافي من الأكفاء: عادةً ما ينقاد الناس إلى الواعظ الكفء الملتزم ؛ لأنهم يرون فيه صورتهم التي يحلمون بها، فيلتفون حوله وينصرفون عن الوعاظ الآخرين، لعدم ثقتهم بهم. ضعف الإعلام الجماهيري في مواجهة هذه الظاهرة: من بديهيات الأشياء أن الفكرة لا تقارعها إلا فكرة، حيث أن مصدر هذا التطرف هو الفكر، ولهذا لا يمكن التصدي له إلا بالفكر، ولا تقاوم الشبهة إلا بالحجة، ومن الخطأ مقاومته بالشدة والبطش من البداية، بل من الواجب مخاطبة العقول أولاً، ولما كان الإعلام الجماهيري، بوسائله المتنوعة خير أداة لخوض مثل هذه المعارك، فإن ضعفه في تناول هذه الموضوعات ومعالجتها، جعل المجتمع يفقد أقوى أسلحته في مواجهة التطرف. الجرأة من غير أهل الاختصاص على معالجة الموضوعات الدينية: إن ضعف البصيرة بحقيقة الدين، وعدم التعمق في فهم أسراره، والوصول إلى فهم مقاصده، وعدم الإلمام بأسرار اللغة ـ كل ذلك يقودنا إلى معارك جانبية بعيدة كل البعد، عن قضايانا الكبرى التي تنطق بكينونة الأمة وهويتها ومصيرها. فترى منهم من يقيم الدنيا، ويقعدها من أجل حلق اللحية، أو الأخذ منها، أو إسبال الثياب، أو تحريك الإصبع في التشهد، أو اقتناء الصور الفوتوغرافية، أو نحو ذلك من المسائل التي طال فيها الجدل، وكثر فيها القيل والقال ما يخص الشباب في ذاتهم: إن التدين في الإنسان غريزة، تحتاج إلى اشباع، شأنها شأن الغرائز الأخرى، وعدم إشباعها يؤدي إلى قلق واضطراب نفسي ؛ ووفقاً لذلك فإن ما نراه من جنوح نحو الدين، بشكل مبالغ فيه إلى حد التطرف، يمكن تفسيره بأنه نزوة تحتاج إلى إشباع، قد تكون عابرة تنتهي بعد أقل إشباع، وقد تستبد بصاحبها وتتمكن منه، فلا تنتهي إلا بإشباع متواصل، وهذه النزوة تنجم غالباً عن أحد أمرين: فراغ روحي يحيط بالمرء. بطالة وعدم وجود سبل للرزق وكسب العيش. وهذان سيؤديان في نهاية المطاف، إلى أحد شيئين : إما إفراط في التدين لإثبات الذات، وإظهارها بأنها متميزة ومحط أنظار الآخرين، فيحقق ذلك في نفس صاحبها، شيئاً من الرضى والاطمئنان ، وإما التفريط الذي يؤدي إلى الكفر والإلحاد، فلا تبقى للقيم والفضائل مكانة في نفوس هؤلاء، وقد يلجأ إلى الهروب من الواقع، واللجوء إلى تعاطي المسكرات والمخدرات، والنتيجة النهائية شاب مدمن محطم لا خير فيه. مظاهر التطرف: من مظاهر التطرف التعصب للرأي، وعدم الاعتراف بالرأي الآخر، وهو التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه للآخرين بوجود، وكذلك جمود الشخص على فهمه جموداً، لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق، ولا مقاصد الشرع، ولا ظروف العصر، ولا يفتح نافذة للحوار؛ ليقارن ما عنده بما عند الآخرين، ثم يختار ما هو أرجح ميزاناً. إلزام عامة الناس بما لم يلزمهم الله: وهو إلزام التشدد دائماً مع قيام موجبات التيسير، مع إلزام الآخرين به، وإن أعتنهم وأحرجهم، وترك ما هو أرفق لهم، وما يرفع الحرج عنهم في ضوء مقاصد الشريعة وأحكامها. التشدد في غير محله: ويكون في غير مكانه وزمانه، كأن يكون في غير ديار الإسلام، أو في قوم حديثي العهد بالإسلام، أو حديثي العهد بالتوبة. الغلظة والخشونة في التعامل مع الآخرين، والفظاظة في الدعوة سوء الظن بالناس: الأصل في المتطرف هو الاتهام، والأصل في الاتهام الإدانة، خلاف ما تقرره الشرائع والقوانين: أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. ومن خالف هؤلاء في رأي أو سلوك، تبعاً لوجهة نظر عنده، أُتهم في دينه بالمعصية، أو الابتداع أو احتقار السنة، أو ما شاء له من سوء الظن. السقوط في هاوية التكفير: ويبلغ هذا التطرف غايته حين يسقط عصمة الآخرين، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ولا يرى لهم حرمة ولا ذمة. عيوب التطرف: 1. إنه منفر ، لا تحتمله طبيعة البشر العادية، ولا تصبر عليه، ولو صير عليه قليل منهم، لم يصبر عليه جمهورهم، والشرائع السماوية جاءت لتخاطب كل الناس. 2. إنه قصير العمر، والاستمرار عليه غير متيسر، والإنسان بطبيعته ملول، وطاقته محدودة، فإن صبر يوماً على كل التشدد والتعسير، فسرعان ما يكل، وقد يأخذ طريقاً آخر، وينتقل من الإفراط إلى التفريط، ومن التشدد إلى التيسير. 3. إن الغلو في الدين لا يخلو من جور على حقوق أخرى، يجب أن تؤدى أو تراعى، وما أصدق ما قاله أحد الحكماء: ما رأيت إسرافاً إلا وبجانبه حق مضاع. العلاج: التعامل مع ظاهرة الغلو والتطرف عقلانياً، ومعنى ذلك أن ننظر إليها نظرة واقعية، باعتبارها ظاهرة موجودة، ولا بد من التعامل معها، حتى يتم احتواؤها، وبالعقل وحده يمكن الاهتداء إلى العلل الحقيقية الكامنة، وراءها، وعدم الانسياق وراء أحكام آنية، تنجم عادةً من موقف عاطفي متشدد، ولا تصدر من دراسة متأنية مستبصرة. ملء الفراغ الروحي، وذلك من خلال: عقد المحاضرات الدينية والتثقيفية على مدار السنة. إعداد الخطباء الأكفاء. استغلال المناسبات الدينية لعقد الندوات والدروس الدينية. استكتاب علماء أجلاء لمعالجة موضوعات مهمة مثل: التعصب الديني، التعصب المذهبي، محاربة الخرافات، معنى العقيدة الصحيحة. الإكثار من تأسيس المنارات العلمية. توظيف الإعلام بأجهزته المختلفة ووسائله لخلق وعي ديني سليم. القضاء على البطالة وإيجاد فرص العمل. تشجيع الرياضة ودعم الأندية. إقامة المعسكرات الصيفية للتثقيف والترويح. تمكين القدوة والأسوة الحسنة من مواقع العمل والمسؤولية ومجتمعنا في أمس الحاجة إلى القدوة، في المسلك والمهارة في الأداء، والناس تريد رؤية أفعال تطبق، لا أقوال. وخلاصة القول: إن معالجة هذه الوقائع بالعقل لهي خير سبيل لاستئصال شأفة كل تطرف أو انحراف، وهؤلاء الذين يمكن أن ينعتوا بالتطرف الديني، مع التأكيد على أنهم حالات فردية، هم أناس يحتاجون إلى رعايتنا واهتمامنا، كالمريض الذي يحرص أهله وذووه عليه، ويبحثون له عن الدواء الناجح لإسعافه، ويخففون آلامه، ولا يفكرون في نبذه، وأننا لن نيأس بعد من علاجهم، |
شكرا أخي الكريم على هذا الموضوع القبم ,لقد مضعت يدك على الجرح تماما ..إن أخطر الأمراض و أكثرها فتكا في مجتمعنا هو التطرف و التعصب الأعمى ,و لا أقول لدين معين ,بل يكاد التتطرف و التعصب يدخل ضمن التعصب الأثني و العرقي و هو الأخطر على الإطلاق . و الحل كما استشفيت نت موضوعك هو عدم اتخاذ الجهلاء و أصحاب العقول القاصرة كقدوة و ننساق وراءهم كالقطعان الشاردة ,يجب أن يكون للعقل و المنطق الماحة الكبرى في حياتنا و تفكيرنا .
شكرا مرو أخرى على هذا المضوع الرائع. |
اقتباس:
|
شكرا عل لموضوع بس بدك مين يستوعب
|
مشكور قطرميزو .. بس غريب شكلهون جماعة الحوار ما عجبهون الموضوع .. لأنو حطيت أيدك على الجرح .. :D
|
اقتباس:
وما أنتِ عن هذا الكلام ببعيد !!!! |
الموضوع كتير حلو اطرميز وبمحلو تمام بس بدك مين يسمع :jakoush: :jakoush: :jakoush:
|
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 11:53 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون