![]() |
كائنات انترنتية
الرفاق حائرون.
يتجادلون. يتشاتمون. يتقاتلون. هناك في دوامة السكون. هناك حيث لا بشر. هناك حيث لا خطر. هناك حيث لا مباحث, أو مخبرون, وحيث لا مطـاردة, لكل من يتجرؤون, على انتقاد صاحب البلد, أو الذين في حماه ينهبون. هناك حيث لا سجون. الرفاق قابعون. متقوقعون. متربصون. متشرذمون. يتساءلون. عن كـل شيء في جنون. عن الرضوخ والمقاومة. عن العدو والمساومة. عن محنة السواد الأعظم الفقير. عن الحكومة التي بلا ضمير. ويصرخون. بأعلى صوتهم هم يصرخون. ويهتفون. هناك في جوف الظلام يهتفون: ـالمجد للأطفال والزيتون. ـالمجد للأحرار والتحرير. لكن فقط, على الأثير. لكن فقط, على الأثير. أنا في الحقيقة لا أعرف ما الذي دفعني لكتابة ما سبق. لماذا بالشعر؟ هل هو الغضب من الرفاق الذين أصبحوا يعيشون في الترلملم؟ أم أن السبب يرجع إلى تعاطفي الشديد مع مأساتهم, خاصة أنهم لا يشعرون بها؟ هم على وجه التحديد, فالآخرون يهمني أمرهـم بدرجةٍ أقل. ذات يوم, تخيلوا ـوأنا منهمـ أن الكرة الأرضية في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأن يدخـلوا المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. لكن الحلم استحال كابوساً, فملؤوا الحقائب بالتصاوير الملونة كألعاب الأطفال. ملؤوها بذكريات الزمن الذي مضى, لينقذوها ـهناك ـبعيداًـ من الطوفان. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يبعث على الإحساس بضياع العمر هباءً. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يقلل من لذة الشعور بالرضا عن النفس أو يعكر صفو الضمير. تخلصوا من الوزن الزائد, فكانت النتيجة أن اختفى كل ما قد يحتاج إلى التعديل أو المراجعة. حالوا بذلك دون إمكانية التعلم من الخطأ. استوطنوا الإنترنت. ولم أكن هذه المرة معهم. لاذوا بالفرار إلى الواقع البديل. أصبحوا نوعاً من الـكائنات الإنترنتية. يتجادلون ويتشاتمون ويتقاتلون هناك داخل الشبكة. لا أحد سواهم يسمع ما يقولونه. يتجاذبون ـبتلك الأظافر الحـادة غير المقلمة من سنينـ أطراف المبادئ القديمة حتى تمزقت بين أيديهم. يتقاذفون بالمصطلحات الزجاجية المشطوفة إلى أن تطمس الجراح تقاطيع الوجوه, ويندفع الدم من الفم والعينين. لحاهم تسكنها العتة. وعلى جباههم غبار المخازن المختومة بالشمع الأحمر. كالأشباح التي لا تستريح إلا في خرائب المدن, أصبحوا يظهرون على فترات متباعدة. صاروا يتخيلون دون أن يغادروا المنفى السحيق أن الكرة الأرضية ما زالت في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأنهم سيدخلون المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. اعتادوا على استنشاق الهواء الفاسد الذي يختلط بالعفن في الأماكن المغلقة لأزمنةٍ طويلة. البعض يطلون ـأحياناً على ما يجري في الحياة, ليعودوا مرةً أخرى إلى العالم الافتراضي الأجمل. هناك, يتكومون إلى جوار الحوائط الوهمية متخذين وضع الأجـنة في بطـون الأمـهات. الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة. يا أخوتي الذين هاجروا إلى مغارات الحنين! أوحشني كثيراً أن أراكم هنا تحت شمس الألم الحقيقي الذي بلا نهاية. لا شيء في الدنيا ينوب عن المصافحة...! منقول |
اقتباس:
مع انو كل المقال حلو شكرا امرأة من ورق:D |
اقتباس:
|
م م م م
اقتباس:
الطوفان يخرب و التبعثر يقتل صاحبه فلما لا نواجه الشمس بعيون ثاقبة |
اقتباس:
هذه الكلمات اثرت كثيرا في نفسي و تعبر عن الواقع المرير الذي لجأنا اليه ليس الخوف فقط من السلطات او المخابرات لكن هناك افراد نصبوا انفسهم قضاة للبشرية تحت كثير من المسميات اتمنى ان يأتي اليوم الحقيقي الذي نعيش به حرية الراي و تبا للتعدي على الاخرين كلاميا بالتحريض على الطائفية و العنف و تحت اسم الحرية الذي هي نعمة و اصبحت نقمة في عالمنا العربي بالذات. شكرا |
اقتباس:
:? :? :? :? :? طلعو عالشمس مين كامشكن عادي اذا زرتو فرع السياسيه شي 20 مرة وعملتو صحبه مع فر المخابرات الجويه وين المشكله اذا شربتو فنجان قهوه بفرع المنطقه وين ؟؟؟ بس بالاذن منك امرأة من ورق بس بدي اسئل الشباب اذا عم يتفرجو على مرايا ؟؟؟ |
اقتباس:
:D |
اقتباس:
|
اقتباس:
انا من ناحيتي مبطلة شرب قهوة :cry: اقتباس:
بس مابعرف اذا الشباب عم يشوفوها شكرا عالمرور :D |
م م م م م م
اقتباس:
برجع و بأووووووول خلونا نحكيييييييي اذا فعلاً فييييينا أما الشمس فهي عم تستنى يللي يكون أدها (نحن الناس أدها ..بس لما فعلا نصير نااااااس (انسان)) |
اقتباس:
موضوع كتير حلو..مشكورة..:D |
أنا صار عندي قناعة إنو لا حرية إلا في القبر ......
وهم زرعوه الناس في رؤوسهم للتعويض عن الفردوس المفقود ...... يعني حتى في الدول (الديموقراطية و المتحررة) ترى إنك مقيد بألف ألف قيد ...... مسيّر و لست مخيّر ...... محكوم بقوانين وضعها الكبار و تنفيذها مفروض على الصغار ...... تحكم بقبضة حديدية مغلفة بالحرير ...... وهذا هو الفرق لأن في بعض البلدان هذه القبضة تكون عارية ..... فبتحس ببرودتها ..... وشكرا على الموضوع المميز ..... |
اقتباس:
وهي النقطة المهمة بتتلخص باخر سطر من كلامك :D |
اقتباس:
:D |
اقتباس:
|
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:46 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون