خمسة بلايين دولار فقط لاغير
 

عصام وجدي




هل اصبحت رؤوسنا فارغة ،هل بليت اعصابنا السمعية فاصبحنا لانعي ما نسمع من ظلمنا ونهبنا وموتنا ،ولا يرف لنا جفن و كأن الذي يجري لاناس في عالم

أخر،هل اصبحنا قطيعا يسير الى نهايته واضعين رؤوسنا بين الرؤوس.. هل ضاع إبائنا؟ هل سبعنا ظالمنا فاصبحنا اشباح مطاطئة الرأس لاحول لنا ولا كرامة ولاقول ولافعل؟ هل اصبحت ردة فعلنا على اغتصابنا وسبينا وقتلنا وسجننا هو ان نقول آه وربما بعد استئذان، هذا اذا تطرفنا والا فان نشكر ونهلل ونفدي بالروح والدم. اصبحنا نعيش أحداث موت معلن ماركيزية ولكن مع فارق اننا الضحية والشهود في آن، صارت سلبيتنا هي مطية الكل علينا .لذا اسمحوا لي ان اصرخ وان همسا ظلمنا وقهرنا



تتابع وسائل الاعلام المختلفةقضية اطلاق النار على منذر جميل الاسد وذلك اثر خلاف تركة مع مطلقة ابيه ومن يقف خلفها من مثل آصف شوكت..الذي ساقف عنده هو مبلغ التركة خارج سوريا وهو خمسة بلايين دولار ،نعم بلايين وليست ملايين،وهذا خارج سورية فما هو الذي داخل سوريا؟ ان المرء ليذهل كيف لجميل الاسد بمثل هذا المبلغ الذي يعادل ربع ميزانيةسوريا؟ماهي الاعمال والشركات العالميةالتي أنشأها او وظف امواله بها؟بل اين هي مصانعه وشركاته السورية ؟ولماذا هذا المبلغ مهرب للخارج ؟انه لشي فوق الخيال والتصديق ،ولكن الشيء الحقيقي الوحيد هو ان هذا المال هو ملك للشعب السوري قولا واحدا، واذا كان منذر الاسد قد وضع هذا المال تحت تصرف الرئيس بشارالاسد وقناعته فالحق والعدل ان يعود هذا المال الى مالكه



قرأنامنذ حوالي الشهرفي الصحافةتقرير عن كازينو ريتز في لندن حيث اشار الى ان خسائر نضال علي دوبا بلغت ثلاث وثمانون مليون جنيه استرلني على مدى ثلاث سنوات وفقط في هذا الكازينو اي حوالي سبعة مليارات ليرة والله اعلم كم خسر ابوه واخوته في غير هذا الزمان والمكان؟وهذا يذكرنا بخسارة رفعت الاسد لثمانية ملايين دولار في ليلة واحدة في احدى كازينوهات مالطا


آتهزؤن بنا ،جعلتم مالنا للقمار، نهبتم سوريا واقتصادها وجعلتوها عظمة في فم كلب من اجل لحظات نحسكم


ألا تعلمون ان عشرات السوريين يموتون كل يوم بالارهاب المروري على طرقات الموت السورية ونخسر كل يوم من زهرات شبابنا لتخسروا انتم مالنا وحياتهم بخسة ونذالة


وان هناك سوريين يموتون وهم ينتظرون الدور لعملية قلب او زرع صمام بينما يكفي ما خسره مدلل ابيه لبناء مشافي لجراحة القلب وتجهيزاتها تكفي عدة دول


وان هناك من لايقدر على شراء دواء لمرض ويموت شهيد الفقر وهو يدعو عليكم وانتم تتسكعون بائسين في لندن وباريس و ماريبا ودمشق


وان جزء مما تخسرونه كان يكفي لحل مشكلة تصحر سوريا وغوطتها ولردت دمشق مبلغ المليون دولار الياسميني صفعة في وجه من تاجر وابيه بجنون البقر ولقمة الشعب


اصبحت تمر الارقام المفزعة ونحن في صمت القبور، ولكنها حياتنا واحلامنا وحقنا يسرقوه منا امامنا وفي وضح النهار مع تهليلنا

عندما تضيق المسافات ويتحدد الخيار اما الموت جوعا وقهرا او الموت فداءا للحرية فان الحرية ستربح بالتاكيد لكن ستكون الخسائر كبيرة لسوريا واتمنى الا نصل الى مزيد من الخسارة ،وهذا دور محبي سوريا في اختصار المسافة الى الديمقراطية والحرية
-------------------------------------------------------------------------------------
www.arraee.com

وهذا هو الكلام الصحيح والحل الصحيح .. لأننا لايجب أن نجعل الانتقام من سارقينا .. والمعاملة بالمثل هدفنا .,.. بل يجب أن يكون هدفنا هو مصلحة البلد .. ومن ثم حريتنا .. ومحاسبة هؤلاء اللصوص يجب أن تكون وسيلة في سبيل الغاية الأسمى وهي مصلحة سوريا وحرية الشعب السوري .. ولا يجب أن تكون محاسبتهم هي بحد ذاته الغاية .. لأننا عندها لن نصل الى النتائج التي نريدها ..
:D :D