أخوية - السيران

كنت ادخل الى غرفة الموجه لأخذ إذن بالتغيب عن المدرسة في اليوم التالي
يسألني : لماذا؟؟! .......
فأبدأ بالشرح لأننا سنقوم بزيارة والدي في السجن .
_ بالسجن؟؟؟؟؟ ليش شو عامل .....
فأقول : والدي سجين سياسي .
فيبلع الموجه ريقه و يعطينيالإذن .....
في اليوم التالي نستيقظ الساعة الثامنة صباحا و ننتظر أنا و امي و اخواتي ان ياتي عمي بالسرفيس فنذهب الى (سوق الهال ) لجلب ما يلزم من خضار و اشياء.
بعد ذلك نتوجه الى فرع الشرطة العسكرية لتأكيد تصريح الدخول ( و ما رح فوت بالمشكلات التي يختلقونها من هنا و هناك ..........
ثم نتوجه بعد ذلك الى صيدنايا و كما لاحظتم ليس من اجل السيران كما هي حال الأسر الطبيعية .
عندما نصل الى هناك بعد حوالي 30 دقيقة او اكثر نقف عند البوابة الأولى حيث ننزل من السرفيس حيث يلقون نظرة علينا و على صورنا في الهويات و هنا تحصل مفارقات كثيرة ,فمرة امسك العسكري الهوية بالمقلوب و راح يهز راسة و كانه يدقق مع التصريح .....
المهم بعد الهويات يلقن نظرة على الأغراض ثم نركب السيارة متوجهين الى البوابة الثانية و التي لم نكن نقف عندها و لم اعرف لماذا هذه البوابة كنا نذهب باتجاه البوابة الثالثة و الأخيرة حيث ننزل الأغراض هناك وننزل الى غرفة الإنتظار حيث ننتظر الى ان تاتي عائلات اخرى كي نصعد سوية, اما الغرفة فكان فيها اسرة طابقية عسكرية و مليئة بالذباب , بعد ربع ساعة او اكثر يدخل ملازم و معه مجندين يفتشان الأغراض علب السمنة تفتح و قوالب الجبنة تكسر حتى صابون الغار كان يقسم فهذا ممنوع و ذاك ممنوع حتى مرة من امرات وقف الملاوم المسؤول و بدأ يصرخ ( يا جماعة الكلاسين ممنوعة كم مرة بدنا نحكي ) امام اكثر من عشرة اشخاص كبار و صغار بس انو ( الكلاسين ممنوعة) ........يمكن اخدتو فكرة عن الموضوع .
ثم يبدأ بمناداة الأسماء و نصعد من البوابة الثالثة حاملين الأغراض و نمشي حوالي 1 الى 2 كيلو متر حتى نصل الى قصر الشيرتون مينى السجن نصعد الى صالة الزيارات و نضع الأغراض جانبا ثم ياتي العساكر السخرة حليقي الرأس و العسكري يصرخ عليهم بطريقة حيوانية ياخذون الأغراض الى الداخل.
ننتظر الى ان يدخل ابي ............................و حين ياتي ..يدخل الغرفة المقابلة حيث يفصل بيننا حاجزان من القضبان بينهما متر كان يقف فيه عسكريان يحدقان بنا طول الوقت ...
بعد تبادل السلام و الكلام و عند انتهاء الزيارة بعد 20 دقيقة ننزل مشيا حولي 4 كيلو متر الى الباب الثاني هه طلعلو شغلة طلعت السيارة بتستنانا هنيك ... فنركب السيارة و نمضي عائدين من السيران الشهري ...........................
الله لا يدوقو لحدا.....
حبيت بس خلي اللي ما عندو فكرة يصير عندو .....
و هي مو قصة عائلتي فقط قصة مئات العائلات .....
و لكن بعد الصبر و نضال ضد المجتمع عاد الغائب بعد 12 سنة
و هنا اهدي سلامي الى عائلة عبد العزيز الخير المناضلة في سبيل حرية الراي و الحرية المطلقة.
:D :D :D :D :D :D