أخوية - صحيفة سورية حكومية تتهم معتقلي إعلان دمشق بيروت بأنهم قبضوا أموالاً من مروان حمادة

صحيفة سورية حكومية تتهم معتقلي إعلان دمشق بيروت بأنهم قبضوا أموالاً من مروان حمادة

Posted: 12-07-2006 , 16:24 GMT

في أحدث هجوم تشنه الصحافة الحكومية على المعارضين السوريين، اتهمت صحيفة "الثورة" الحكومية في مقال نشرته اليوم الثلاثاء؛ معتقلي إعلان دمشق - بيروت بقبض أموال من الوزير اللبناني مروان حمادة المقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط!
وكانت الصحافة الرسمية، والتي تعبر عن وجهة نظر النظام السوري، قد هاجمت معتقلي إعلان دمشق - بيروت في وقت سابق، حيث شككت في توقيت توقيع مثقفين سوريين ولبنانيين على الإعلان الذي يدعو إلى تصحيح مسار العلاقات السورية اللبنانية استناداً إلى احترام سيادة البلدين. وقد كان هذا الهجوم مقدمة لحملة شنتها السلطات الأمنية في صفوف الموقعين السوريين، حيث تمت إحالة عشرة منهم إلى المحاكمة. كما تم فصل 17 موظفاً حكومياً من أعمالهم بسبب التوقيع على الإعلان أو تأييد موقعيه المعتقلين.
وجاء في مقال كتبته الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف، التي قيل إنها ترتبط بعلاقات مع مسؤولين في النظام السوري لا سيما شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، أن "الوقائع تثبت يوماً بعد يوم كلام الرئيس (السوري بشار) الأسد حول (..) المؤمرات التي أصبحت تحاك من لبنان ضد سورية وصار لبنان ممراً ومستقراً لتلك المؤمرات".
وتابعت معلوف متسائلة: "ماذا يعني ما حصل بين مروان حمادة وميشيل كيلو في اجتماع قبرص؟ وبماذا يفسر (رئيس الوزراء اللبناني فؤاد) السنيورة والذي تعهد للرئيس بشار الأسد أن لبنان لن يكون أبداً جسراً للتآمر على سورية؟".
وزعمت معلوف، دون أن تفصح عن مصدر معلوماتها التي تشبه ما تسربه الأجهزة الأمنية في سورية عادة، أن "ما أثبتته التحقيقات هو حصول كيلو على مبالغ من حمادة وزعت على الذين وقعوا على إعلان بيروت - دمشق. وما حقيقة ذلك السيناريو المشبوه لجنبلاط ومحيطه بدءاً من بروكسل وما التزم به لأسياده هناك وصولاً إلى لقائه بـ(المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين) البيانوني والالتزامات المالية وغير المالية التي تكفل بها جنبلاط من أجل دعم الأعمال الإرهابية والاضطرابات داخل سورية؟" حسب زعمها، علماً بأن البيانوني لم يلتق جنبلاط مطلقاً.
وتابعت معلوف متسائلة: "ما معنى أن يجعل السفير الأمريكي من اللبنانيين المقيمين في أمريكا أداة مالية لجنبلاط ساعة يشاء ناهيك عن الأدوار "المحبكة" لـ"فبركة" الدسائس والمؤامرات من قبل السفارة الأمريكية والعاملين فيها ضد الأحرار والمواطنين والعموميين في لبنان؟ بل وما حقيقة ما تتداوله أروقة الإعلام اللبناني من أن تلفزيون المستقبل عقد اتفاقاً سرياً مع وحدة المسمى النفسية في المخابرات الأمريكية CIA يطلع من خلاله على أفضل الدراسات والأفكار لنجاح واستمرار حملاته الإعلامية ضد الشعب السوري وقيادته؟".
من جهته، لاحظ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية، الذي أسسه الصحفي السوري المعارض نزار نيوف، أن المقال أن "ماريا معلوف المقربة من النظام السوري، وبشكل خاص ماهر الأسد، وجهت عددا من التهم الخطيرة لموقعي إعلان دمشق - بيروت".
ونبه المجلس إلى أن "إدارة الصحيفة تعمدت وضع المقال على الصفحة الأولى في موقعها على شبكة الإنترنت، رغم أن المقال منشور في الصفحات الداخلية للنسخة المطبوعة من الصحيفة!
وبينما أشار المجلس إلى "النبرة الاستخبارية - التخوينية" التي استخدمتها معلوف، وصف ما زعمته معلوف من أن جنبلاط تعهد بتقديم أموال لتنفيذ أعمال إرهابية في سورية بأنه "اتهام خطير".
ولاحظ المجلس أن الاتهامات في مقال معلوف "وردت بصيغة توكيدية، وليس بصيغة "يقال" التي يلجأ إليها بعض الكتاب لتمرير بعض "المعلومات" أو "الدسائس" لأغراض سياسية أو شخصية. فهي تتحدث عن أن "التحقيقات أثبتت" ذلك، دون أن تشير إلى المكان التي جرت فيه هذه التحقيقات ومن قام بها، في لبنان أم سورية، مع أن الصيغة توحي بأن "التحقيقات" المقصودة هي تلك التي جرت مع ميشيل كيلو وزملائه المعتقلين منذ عدة أشهر على خلفية البيان المذكور، إذ لا علم لنا بتحقيقات جرت حول هذا الأمر في لبنان!؟".
كما لفت المجلس إلى أن "الاتهامات وردت في صحيفة رسمية تملكها الحكومة السورية. الأمر الذي يعني أن السلطات السورية تتبناها رسميا. ولا بد من الإشارة في هذا المجال إلى أن المعتقلين ما زالوا رهن المحاكمة، ولم تجر إدانتهم بأي تهمة، سواء من هذا النوع أو من نوع آخر. وحتى الاتهامات التي وجهت لهم من قبل قاضي التحقيق لم تتضمن حسب معلوماتنا، حتى بطريقة الإيحاء، أية إشارة لـ"لقبض أموال من جهات أجنبية" كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال!". وأشار المجلس إلى أنه "بحكم العلاقات الشخصية والسياسية، وربما الأمنية، التي تربط الكاتبة بالنظام السوري، وبشكل خاص ماهر الأسد، يمكن الاستنتاج أن نشر هكذا اتهامات جرى تنسيقه مسبقا من قبل المعنيين في النظام، وبشكل خاص الضابط المذكور. وهو ما يتقاطع مع معلومات كنا حصلنا عليها سابقا من أوساط مقربة من المخابرات العسكرية تفيد بأن ماهر الأسد هو شخصيا من أوعز باعتقال ميشيل كيلو وزملائه إثر تلقيه تقريرا من المخابرات العامة كتبه أحد عملائها المزروعين في قيادة حزب وليد جنبلاط".
© 2006 البوابة(www.albawaba.com