![]() |
تميز المسيحية...
الذي يميز المسيحية عن غيرها من الأديان والمذاهب
لا توجد أية تعاليم يمكن مقارنتها بتعاليم المسيحية ، فسموها يتفق مع طبيعة الإله الواحد الحي . فهي تحض على مسامحة المسيْ ومحبة الأعداء بلا قيد أو شرط ، يقول السيد المسيح : " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات " . فالمسيحية لا تهدد ولا تتوعد وليس فيها حقد أو بغض في الله لأن الله محبة ، وهو لا يأمر إلا بالخير ولا يعطي إلا الخير " كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " ( يعقوب 1 : 17 ) . فالمسيحية تقدم أيضا" أسمى صورة عن الله القدوس الصالح المحب ، وتنفي عنه كل المفاهيم المشوهة المنفرة المخيفة . ويستطيع المؤمن أن يقترب إلى الله ويعرفه أكثر من خلال السيد المسيح حيث أنه يقول : " قال له يسوع أنا معكم زمانا" هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس . الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب . ألست تؤمن أني أنا في الآب ولآب فيّ . الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال " ( يوحنا 14 : 9 و 10 ) . لقد جاء الله إلينا في المسيح " والكلمة صار جسدا" وحل بيننا … " ( يوحنا 1 : 14 ) . وهكذا فإن الله لا يعود إلها" متباعدا" متخفيا" ، لكننا صرنا نعرفه كإله يحبنا مستعدا" للتضحية بكل شيْ من أجلنا " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا 3 : 16 ) . وعلاقة الله بالمؤمنين بالمسيح مميزة ، فهي علاقة أبوة ومحبة . فالله هو الآب الحنون الذي يحب أولاده ويتعهدهم بالرعاية والحماية والاهتمام ، ويقوم بتسديد حاجاتهم وهم يبادلونه الحب ويقدمون له كل الإجلال والاحترام والتقديس . ومحبة الله ترفع من مستوى الناس فتجعلهم أولادا" له ، لا مجرد عبيد لا كيان لهم ولا أهمية لوجودهم ، علم يسوع تلاميذه أن يصلوا قائلين " أبانا " ويقول أيضا" لتلاميذه " لا أعود أسميكم عبيدا" … لكنني سميتكم أحباء … " ( يوحنا 15 : 15 ) .فلا عجب أن تخلو المسيحية من الأحكام الشرعية والقوانين والأنظمة ، فالقوانين والأحكام والعقوبات توضع من أجل العبيد والمجرمين ، لا من أجل الأبناء وأفراد العائلة الواحدة. وتحترم المسيحية الإنسان احتراما" مطلقا" بغض النظر عن تفصيلات خلفيته ، لأن الله خلقه على صورته كشبهه ، أي كائنا" روحيا" يتمتع بالحس الأخلاقي والأدبي . فالمسيحية تساوي بين الجميع فلا تفضل شخصاً على آخر أو أمة على أخرى أو طبقة على غيرها . فهي مستعدة لتجاوز كل الحواجز والعداوات التي يخلقها البشر . وتتعامل المسيحية مع أساس مشكلة الإنسان المتمثلة في ميوله ورغباته وتترجم نفسها إلى أعمال وتصرفات شريرة ، فالمشكلة تكمن في القلب والفكر حيث يتم تفريخ بذور الخطية والشر ، فالخطية تتم فعلاً في القلب والفكر قبل أن تظهر عملاً وممارسة في حيز الوجود المرئي . ولهذا تعمد المسيحية إلى معالجة جذور الخطية في مكامنها يقول السيد المسيح : " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل . ومن قتل يكون مستوجب الحكم . وأما أنا فاقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم . ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع . ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم " ( متى 5 : 21 و 22 ) . ويقول " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن . وأما أنا فاقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك … " ( متى 5 : 27 – 29 ) . كما تقول كلمة الله " كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس … " ( 1 يوحنا 3 : 15 ) . فالغضب بذرة القتل ، والاشتهاء بمثابة الزنى ويقتضيان نفس الحكم . ولأن الوصايا وحدها لا تغير أحداً ولا تبدل من طبيعته الأصلية الميالة للخطية ، فقد قدمت المسيحية حلاً خارجياً . فالإنسان يحتاج إلى قوة خارجة عن ذاته لتستبدل ضعفه قوة ، وموته حياة . ونحن نتحدث هنا عن عمل روح الله في حياة كل شخص يخطو خطوة الإيمان بالمسيح ، فروح الله القدوس يأتي ويسكنه ويعطيه طبيعة روحية جديدة متوافقة مع طبيعة الله ، وينشىء فيه رغبات وأشواقاً مقدسة لإرضاء الله ، وكلما زاد المؤمن استسلاماً لعمل روح الله داخله وطاعة له ، ازداد نمواً ونضجاً ونجاحاً في السلوك حسب مرضاته فيحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه . وعلى الإنسان المؤمن أن يغذي هذه الطبيعة الجديدة ويقويها بما تحتاجه من طعام روحي لضمان فاعليتها ، ويسمي الكتاب المقدس هذا الإنسان المؤمن خليقة جديدة . وهكذا فإن المسيحية تقدم للإنسان هوية جديدة وطبيعة جديدة " إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" . فالمسألة أكثر من مجرد الدعوة إلى تحسين الأخلاق أو إبراز المظاهر الأدبية التي يصطنعها الإنسان عبثاً ليكون مقبول لدى الله ، فالميت يحتاج إلى عملية إحياء لا إلى مساحيق تجمل وجهه . أما الخليقة الجديدة ، فهي التي تنتج الأخلاق الصحيحة ذات البعدين الروحي والاجتماعي . والمسيحية دين النعمة لا دين الناموس ، فهي تعتمد على دور الله وعمله وقوته في خلاص الإنسان لا على ما يمكن أن يسهم به الإنسان في هذا المجال ، لهذا فهي تعزو الفضل وتقدم المجد لله لأن كل شيْ به وله . تقول كلمة الله : " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد " ( أفسس 2 : 8 و 9 ) . فالمؤمن لا يسعى إلى اكتساب أو صنع صلاح أو بر شخصي للوصول إلى درجة القبول لدى الله ، لكنه يضع كل خطاياه ودينونته على صليب المسيح ويقبل بر المسيح الممنوح له مجاناً ، فينال رضى الله وهو ما لا يمكن أن يحققه بجهوده الشخصية . ليس المؤمن تحت عبودية نواميس ووصايا وشرائع لا فكاك له من طاعتها ، ولكنه يسمح للمسيح الذي حرره من الناموس أن يعيش حياته المقدسة الغنية الفياضة من خلاله . والمسيحية دين اليقين ، إذ تؤكد كلمة الله أن من يضع إيمانه وثقته في المسيح للخلاص ينال الحياة الأبدية . وتقول كلمة الله : " الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " ( يوحنا 3 : 18 ) . وتقول أيضا" " من له الابن فله الحياة ، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة " ( 1 يوحنا 5 : 12 ) . فالمؤمن على يقين بأنه لن يهلك وأن له حياة أبدية بفضل ما عمله المسيح من أجله على الصليب ، وهو لهذا لا يرتعد خوفا" من مصيره بعد الموت ، لأن كل شيْ واضح منذ الآن وأساس الدينونة واضح ، ولم يفاجئه الله يوم الحساب بمقاييس أو أسس خفية سيحاسبه على أساسها ، والرائع في الأمر أن الله يريدنا أن نختبر هذه الثقة وهذا السلام " لا خوف في المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ، لأن الخوف له عذاب ، وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة " ( 1 يوحنا 4 : 18 ) . وما دام المؤمن أبناً لله فكيف يمكن أن يرسله إلى الجحيم ؟ . يقول الرب يسوع المسيح : " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة ، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه " ( متى 7 : 11 ) وكم هو محزن أن يضع إنسان ثقته في عقيدة يظل يتبعها طوال عمره دون أن يدري على وجه اليقين مصيره بعد الموت . وتتميز المسيحية بمطالبها البسيطة التي هي في متناول الجميع ، وتتمثل في الإيمان بالسيد المسيح مخلصاً ورباً ، وهذا يعني الاعتماد عليه كمخلص من دينونة الله على أساس موته على الصليب والحصول على الحياة الأبدية . وهذا الأمر في متناول الجميع كباراً وصغاراً ، فقراء و أغنياء ، فلاسفة وبسطاء . فليست هناك طقوس وشروط وتحفظات . ومن أعظم ما يميز المسيحية الكتاب المقدس ، كلمة الله الموحى بها مصدر الأيمان الوحيد وركيزته . وهو كتاب كامل متكامل ، منسجم ومتوافق مع نفسه . ويقدم للإنسان كل ما يحتاجه للحياة " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ، لكي يكون إنسان الله كاملا" متأهبا" لكل عمل صالح " وهو يقدم صورة واضحة عن مقاصد الله للإنسان وكل خليقة الله ، وعمل الله منذ الخليقة وعبر التاريخ لتحقيق هذه المقاصد . ونجد أن كل أعمال الله في التاريخ ومعاملاته مع الإنسان تتجه إلى افتداء الإنسان من عبوديته للخطايا . فمع أن الله يتمتع بكامل السيادة كرب ، إلا أن أعماله وتدخلاته في حياة البشر ليست عشوائية أو فوضوية فكلها تصب في الفداء . لقد صمد الكتاب المقدس أمام كل أنواع التشكيك والتمحيص العلمي الدقيق ، وبقي صخرة شماء أمام كل أعاصير النقد الحاقدة . وهو كتاب غني يقدم الجديد دائماً ويمكنك قراءته للمرة الألف فتجد فيه جديداً ، وتأخذ أسراره تنكشف أمام عينيك وتعينك في حاجتك وذلك عن طريق ما نتعلمه من تجارب الذين سبقونا على درب الإيمان ومن معاملات الله معهم . والإيمان لا يتم بمجرد الاقتناع بصحة الحقائق التي يتحدث عنها الكتاب المقدس ، فلا بد أن يكون هناك تدخل إلهي في حياة الفرد فيجذبه إلى شخص المسيح ، ويعطيه بصيرة لفهم كلمة الله ويشرح قلبه لقبولها . وهذا هو عمل روح الله ، لهذا لا يمكن إقناع أحد أن يصبح مسيحياً لأنه لا يمكن لأحد مهما كان عمله واطلاعه وذكاؤه أن يحدث في قلبه إيماناً . وغني عن القول إنه لا قيمة لإيمان شخص يُكره على الإيمان أو يُشترى من أجل تغيير قناعاته الدينية |
مشكور اخ Samal, وبتمنى من الجميع مسيحيون ومسلمون من قراءة هذا الموضوع
|
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:01 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون