![]() |
الغيمة الحزينة
كان الطفل يستمع إلى جده وهو يحدثه عن بقعة من بلاده جميلة جداً , فيصف سهولها الخضراء الواسعة , وعشبها الزاهي الندي ,ورائحة أرضها الطيبة وأشجار البرتقال فيها ذات الخضرة الدائمة والثمار الشهية .
وكان الجد يتنهد ويختم حديثه بقوله : _ كم أنا مشتاق إليها, وكم أتمنى لو إليها أعود . وخرج الطفل ذات يوم إلى الحقول الجميلة التي طالما أحب أن يلعب ويلهو فيها , وأخذ يركض بفرح وحرّية , فإذا بغيمة كبيرة سوداء تحجب وجه الشمس المضيء وتنشر ظلاً قاتماً فوق المساحات الخضراء . رفع الطفل رأسه وقال لها : _ أيتهـا الغيمة لماذا أنت اليوم حزينة سوداء ؟ أجابت : _ أنا كذلك لأنني أتيت من بلاد السماء الصافية التي ملأها السواد , والحقول الخضراء التي انتشرت فيها الغربان . فسألها : _ هـل هذه هي البلاد التي حدثني عنها جدي ؟ أجابت : _ إنـها هي بعينها . قـال : _ إذن خذيني إليها , ودعينا نضحك ونمرح . لكن الغيمة بكت بدموع غزيرة , وقالت : _ كيف آخذك إلى تلك البلاد وأطفالها لم يعودوا يعرفون الفرح والحزن يملأ عيونهم . نفض عنه حبات المطر ثم قال : _ إذن قولي لهم أن يخرجوا إلى الحقول ويستمتعوا بجمال الطبيعة . أجابت الغيمة : _ حتى الطبيعة أصبحت حزينة . والحقول صامتة تشتاق إلى أهلها وتتوق إلى حريـّتها . وعند المساء قص الطفل على جده ما أخبرته به الغيمة وقال له : _ لماذا لا تأخذني أنت يا جدي إلى هناك ما دمت مشتاقاً إلى تلك الأرض . أجاب الجد : _ إنّـا نناضل ونسعى وغداً عندما تكبر يا بني .. ويكبر كل الأطفال الذين هم في عمرك سنزور تلك الحقول , لأن الحزن لا يتحول إلى فرح إلا بالجد والنشاط والنضال . |
Wonderfull
nice
|
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:29 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون