![]() |
نحو الكمال المطلق : بدوي الجبل
تسألني يا أخي متى يصير الإنسان كاملاً : فأسمع جوابي يسير الإنسان نحو الكمال عندما يشعر بأنه هو الفضاء و لا حدّ له , و هو هو البحر بدون شواطئ , و أنّه النّار المتأججة دائماً , و النور الساطع أبداً , و الرياح إذا هبّت أو إذا سكنت , و السحب إذا برقت و أرعدت و أمطرت , و الجداول إذا ترنّمت أو ناحت , و الأشجار إذا أزهرت في الربيع أو تجرّدت في الخريف , والجمال إذا تعالت , و الأودية إذا انخفت , و الحقول إذا أخصبت أو أجدبت . إذا شعر الإنسان بكل هذه الأمور بلغ منتصف طريق الكمال , أما إذا شاء بلوغ محجّة الكمال فعليه إن شعر بكيانه , أن يشعر بأنّه الطفل المتكل على أمّه , و الشيخ المسؤول عن عياله , و الشاب الضائع بين أمانيه و غرامه و الكهل الذي يصارع ماضيه و أوراقه , و الجاهل بين ظلمة ليله و ظلمة نهاره , و الراهبة بين أزهار إيمانها و أشواك و حشتها , و المومس بين أنياب ضعفها و مخالب حاجتها , و الفقير بين مرارته و امتثاله , و الغني بين مطامعه و إذانه , و الشاعر بين ضباب أمسائه و شعاع أسحاره . إذا استطاع الإنسان أن يختبر و يعلم جميع هذه الأمور يصل إلى الكمال و يصير ظلاً من ظلال الله . |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 13:45 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون