أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الاديان (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=14)
-   -   حوار الأديان(اتمنى الاهتمام) (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=12546)

zen 16/09/2005 12:27

حوار الأديان(اتمنى الاهتمام)
 
لقد أصبحت قضية الحوار فى عالمنا المعاصر قضية ملحة على جميع المستويات فنحن نعيش فى عصر تشابكت فيه المصالح وتعقدت فيه المشاكل على نحو لا يسبق له مثيل وقد أصبح- البحث عن حلول لهذه المشاكل عن طريق الحوار أمراً ضرورياً وقد يكون الحوار محليا أو إقليمياً أو عالمياً حسب طبيعة المشاكل المثارة وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها من مشكلات ومن هنا يمكن القول بأن الحوار قد أصبح ضرورة من ضرورات العصر للتغلب على المشكلات الواقعية فى عالمنا وتعد القضايا الدينية جزءاً لا يتجزأ من مشكلات عالمنا الواقعية بل تعد فى كثير من الأحيان بمثابة الخلفية لغيرها من المشكلات لما للدين من تأثير عميق فى نفوس الناس هكذا كان الحال فى السابق ولا يزال الحال كذلك حتى اليوم والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة.
ويعد الحوار الدينى جزءاً لا يتجزأ من الحوار بين الحضارات فالحضارات فى كل مكان فى العالم قد قامت أساسا- كما هو معروف- على قاعدة من الدين ويعد الدين حتى اليوم- فى نظر كتاب معاصرين مرموقين فى الغرب- أحد المكونات الرئيسية لأي حضارة بالإضافة إلى اللغة والتاريخ والثقافة.
ومن هنا يصف الغرب حضارته بأنها حضارة مسيحية كما يصف المسلمون حضارتهم بأنها حضارة إسلامية.
من ذلك يتضح لنا أن الحوار الديني لا يمكن عزله عن ألوان الحوارات الأخري لأنه يتشابك معها بشكل أو بآخر تشابكا ظاهراً أو خفياً أردنا أم لم نرد وقد أكد هذه الحقيقة أكد علماء الأديان المعاصرين المستنيرين فى ألمانيا وهو الأستاذ هانز كونج بقوله: " إن تحقيق السلام فى العالم يتوقف على تحقيق السلام بين الأديان ولن يتحقق السلام بين الأديان إلا بإجراء حوار بين هذه الأديان " ومن شروط نجاح أي حوار على أي مستوي أن يكون كل من طرفى الحوار نداً للآخر وهذا يعنى ضرورة تحقيق المساواة التامة بينهما فى كل ما يتعلق بالحوار المراد إجراؤه بين الطرفين
ويقتضى الحوار أيضا أن تكون هناك قضية محددة يتحاور الجانبان بشأنها ولابد فى هذه الحالة أن تحدد بدقة عناصر هذه القضية حتى لا يدور الحوار فى حلقة مفرغة مثل حوار " الطرشان " كل يتحدث بلغة مختلفة وبمفاهيم مختلفة لا تربط بينها أرضية مشتركة.
ويتطلب الأمر كذلك تحديداً واضحا لأهداف الحوار حتى تكون هذه الأهداف دليل المتحاورين لا يحيد عنها طرف من الأطراف ولا يجوز التقليل من أهمية هذا التحديد الواضح للأهداف إذ بدونه سنجد كل طرف يغنى على ليلاه الأمر الذي يبعد المتحاورين عن إمكان التوصل إلى أي شئ مفيد ويضاف إلى ذلك أمر هام يتمثل فى ضرورة توفر مناخ مناسب للحوار ينأى عن الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة ويتحرر من العقد النفسية سواء كان ذلك يتمثل فى عقدة التفوق فى جانب أو مركب النقص فى جانب اخر.

فالنعرات الاستعلائية خطرها فى أى حوار لا يقل عن خطر الشعور بالدونية.

وهكذا نجد أن أى حوار يراد له النجاح لا يجوز أن تكون غايته العمل العمل علي إلغاء الآخر أواستبعاده أو التقليل من شأنه أو الادعاء باحتكار الحق دونه ويمكن القول بأن الحوار الدينى بالمعنى الحقيقى لهذا المفهوم لابد أن ينطلق من الاحترام المتبادل ومن نظرة إنسانية شاملة تقوم على احترام الكرامة الإنسانية ووحدة الجنس البشرى وانتفاء الأنانية والفهم المتبادل بمعنى التسليم بحق كل طرف فى أن يكون مفهوماً من الطرف الآخر دون أى لون من ألوان التشويه أو التزييف.
وبعد هذا التمهيد الضرورى الذى طال بعض الشئ ننتقل الى موقف الإسلام من قضية الحوار الدينى.
لقد انطلقت المبادرة إلى الحوار الدينى أساساً من القران الكريم فى توجيه :إلى النبى صلى الله عليه وسلم. وفى ذلك يقول القران الكريم

"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله "

قد أدار النبي صلى الله عليه وسلم فى مسجده بالمدينة حواراً مع وفد نجران المسيحي الذي قدم على النبى صلى الله عليه وسلم فى خمسة عشر رجلا بقيادة أسقفهم أبى الحارث " وقبل هذا الحوار سمح لهم النبى أن يقيموا صلاتهم فى أحد أركان مسجده ويمتاز موقف الإسلام فى أى حوار دينى على أي مستوى عالمى بميزة فريدة لا تتوفر لغيره من الأديان وهى إيمانه بكل الديانات السماوية السابقة " وهذه الميزة تجعله متحررا من العقد والحساسيات التى قد تعكر صفو الحوار " ومن أجل أن يكون هناك حوار مثمر وتعاون وثيق بين الجماعات البشرية- أياً كانت انتماءاتها- دعا القران الكريم الى ضرورة تعرف كل جانب على الجانب الآخر وتفهم مواقفه على قاعدة من المساواة التامة وهذا ما :تعبر عنه الآية الكريمة

"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "

وهذه الآية تبرز لنا المعنى الإنسانى العام لطبيعة الإسلام. فنحن نتعرف على الآخر من خلال تعرفنا على أنفسنا فنحن جميعاً قد خلقنا من أصل واحد الأمر الذى يؤكد وحدة الإنسانية والأخوة بين البشر على الرغم من كل الاختلافات بين الشعوب والتى يجعل منها الإسلام منطلقاً للتعارف والتآلف لا مدخلا للنزاع والشقاق.
وهذا أمر من شاًنه اًن يوفر المناخ المناسب للحوار من أجل خير الجميع.
ولم يكتف القران بإعلان المبادرة الى الحوار وتوفير المناخ المناسب لذلك وانما رسم أيضا الأسلوب الذى ينبغى اتباعه فى الحوار.
فمن المعروف أن الحوار سيؤدى إلى مناقشات ومجادلات حول القضايا المطروحة على مائدة الحوار- وهذا أمر طبيعي- ومن هنا وجه القران الكريم المسلمين إلى اتباع :الأسلوب الأمثل فى أدب الحوار بقوله

"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن "

بل ان القران قد جعل الجدال بالحسنى أحد المناهج التى يتحتم على المسلمين اتباعها ليس فقط مع أهل .الكتاب وإنما مع كل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو غيرها

"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "

ومن الضرورى فى الحوار بين الأديان أن يتجه المتحاورون الى البحث عن القواسم المشتركة بين الأديان التى يجرى الحوار بشأنها والبعد عن المسائل الشائكة فى قضايا العقيدة لأن الحوار حولها فى المراحل الأولى للحوار غير مجد على الإطلاق ومن أجل ذلك ينبغى أن يركز الحوار على الأمور المشتركة وهى كثيرة فالديانات السماوية-على سبيل المثال- تؤمن بوجود إله خالق لهذا الكون وتؤمن بحياة أخرى بعد هذه الحياة تتحقق فيها موازين العدل بين الناس ويجازى فيها كل على عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر كما تؤمن هذه الأديان بمنظومة القيم الأخلاقية والإيمان بذلك كله يتضمن سلوكا مستقيما ودعوة إلى المحبة والسلام بين الناس وهذا يعنى أن- الحوار حول ما يجمع أصحاب الأديان من قيم مشتركة هو أفضل السبل لتفهم كل جانب للآخر بهدف التعاون البناء بين الأديان من أجل خير الإنسان وتقدمه واستقرار الأمن والسلام فى العالم وعلى هذا النحو يمكن القضاء على الكثير من أشكال الصراعات الدينية فى العالم وتحقيق السلام بين الأديان الذى يعد شرطا لا غنى عنه لتحقيق السلام بين البشر.
والقرآن يبين لنا أن واجب الأديان ليس التنافس فيما بينها على مطامع دنيوية وإنما :التسابق فى فعل الخير وهذا ما يعبر عنه القرآن الكريم بقولة

"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا"

وفى عصرنا الحاضر الذى تقترب فيه الجماعات الدينية والحضارية المختلفة من بعضها بعضا بصفة مستمرة فى" قرية كونيا " تصبح قضية العدل والسلام بين الناس على رأس هذه " الخيرات " وبالفهم الصحيح للأديان ولدورها الرائد فى النهوض بالبشرية يمكن الإسهام بشكل فعال فى العثور على حلول مناسبة للمشكلات القائمة وهناك العديد من المشكلات المعاصرة التى لا يمكن حلها إلا بالتعاون بين الأطراف المعنية بصفة عامة والدينية منها بصفة خاصة ومن بين هذه المشكلات الملحة فى عالمنا المعاصر- على سبيل المثال لا الحصر- مشكلات التطرف والتعصب والإرهاب والجريمة المنظمة والتطهير العرقي والإدمان ومشكلات تلوث البيئة وتدمير الموارد الطبيعية والاضطهادات والملاحقات الظالمة للأفراد أو الجماعات أو الشعوب ومشكلات الحروب العبثية التى لا طائل من ورائها وغير ذلك من مشكلات على جميع المستويات.
إن الحوار بين الأديان يمكن أن يؤدى إلى تعاون مثمر بين الأديان فى الإسهام فى حل هذه المشكلات وفى مكافحة العديد من الظواهر السلبية فى عالمنا كما يمكن أن يسهم فى إيجاد الحلول لمشكلات التطور الإجتماعى وكل ذلك يسهم بدوره إسهاما فعالا فى الوقاية من النزاعات المحتملة كما يمهد الطريق لحل النزاعات القائمة.
وهناك ملاحظة أخيرة وهامة تتلخص فى أنه إذا أريد إجراء حوار مثمر بين الأديان والوصول إلى تعاون مشترك فيما بيتها فإنه لا يجوز للمتحاورين أن يستعيدوا دائما فى ذاكرتهم وحواراتهم عوامل الكراهية القديمة والعقد الموروثة من أزمان غابرة وإحيائها من جديد بل ينبغى بدلاً من ذ لك أن يتبنى الجميع فكراً إيجابيا يسعى إلى بناء مستقبل مشرق ينعم فيه العالم بالسلام.
إننا نواجه اليوم أجيالا جديدة وعوالم جديدة لم يكن لها ذنب فى أى ظلم وقع فى العصور السابقة كما أنه ليس لها فضل فى الأعمال الإيجابية للأجيال السابقة أيضا وما تحتاجه منا هذه الأجيال الجديدة هو أن نتيح لها الفرص المناسبة فى بناء حياة مثمرة وأن نساعدها فى الوصول إلى ذلك وعلى قادة الأديان فى العالم أن يبرهنوا على مصداقيتهم ويتحملوا مسئوليتهم فى توعية أتباعهم بكل ما يحيط بعالمنا من مخاطر والتعاون فيما بينهم عن طريق الحوار .
فى إنقاذ البشرية من كل ما يتهدد وجودها فى الحاضر وفى مستقبل الأيام

واتمنى الاهتمام
تقبلوا تحياتي
:D :D :D :D :D :D :D

zen 17/09/2005 00:37

:frown: :frown: :frown:

Willi 17/09/2005 02:06

:jakoush: :jakoush: :jakoush:

Kakabouda 17/09/2005 02:23

هيك لكن :confo: :confo:

answer me muslims 17/09/2005 03:37

:(

أمير المحبين 17/09/2005 09:46

أنا ما أشارك الا نادرا لكن هذا لاينفي اني اتمني التوفيق للطرفين^_^

zen 21/09/2005 13:32

بس كمان ياخسارة الوقت
ماحدا بيستاهل
:cry: :cry: :cry: :cry:


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:58 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.02200 seconds with 9 queries