أخوية - المراءة في نظر الانجيل وفي نظرنا نحن

حين نقراء امثال يسوع في الانجيل نلاحظ انه لا يعطي فقط امثالا يجعل فيها الرجال وحدهم بل النسوة ايضا . " اي رجل اذا كان له مئة خروف ... " ثم يقول : اي امراءة اذا كان لها عشر دراهم ... فهنا الرجل والمراءة في تكملة المثلين كلاهما يبحثان وكلاهما على صورة اله الذي يبحث عن الخاطيء ويفرح حين يجده . هناك حبة الخردل اخذها الرجل وزرعها ... وهناك خميرة اذتها المراءة ووضعتها في الدقيق ... ملكوت الله تحتاج الى الرجل لكي ينمو والى المراءة لكي تخمر عجين البشرية كلها .

لقد اعاد يسوع المراءة الى المجتمع الى مكانتها فيه ، فهي ليست متاع الرجل كما نفكر في عقولنا المتحجرة ، وكما يقول بولس : لا رجل ولا المراءة بل كلنا واحد في المسيح . لكن لو ساءلنا سؤال ونقول : هل المراءة وحدها تخطيء ؟ اي انها وحدها تزني او ما شابه ذلك ؟ ظن سمعان الفريسي عندما كان يسوع في بيته واتت المراءة تغسل اقدام يسوع وتمسحها بشعرها انه وحده بار !! اما هذه المراءة التي جاءت الى بيته لا تستحق ان تدعى باءسم لانها زانية اسمها فقط خاطئة او زانية او احد تعابيرنا التي تعبر عن مدى جهلنا للمسيح وللانسان . فهنا لا خطيئة تذكر الا خطيئة الزنى ، كاءن هذه المراءة او غيرها وحدها او وحدهن زنت لا مع الرجل ، فاءذا كان الرجل والمراءة كلاهما خاطئان كلاهما يعاقبان وليس فقط المراءة .

هذه النظرة السلبية الى المراءة لا تتفق بتاتا مع نظرة الانجيل لها . لان المراءة في نظرنا نحن الذين نعيش في القرن الواحد والعشرين تاءتي بعد الرجل اي ليس لها مكانة كمكانته ، لان عندما تخطيء المراءة نقول انها فقط جسد لا غير ، لكن عندما يخطيء الرجل نقول انه من حقه من حقنا ان نعمل مثل ما يحلو لنا من غير حساب لاننا لسنا بنات ولا نسوة كل شيء محروم عليهن لكن حلال علينا !!!1 هذه العمى الروحي الذي عندنا هذه النظرة المتعجرفة الظلامية لا تتفق ابدا مع تعاليم المسيح الذي اعطانا اياها ، لان الكتاب المقدس يقول : ان الله خلق ذكرا وانثى وكلاهما من نفس التراب .

هذه النظرة السلبية ورثناها مع كل الاسف ابا عن جد ، منذ زمن بولس اي في الكنيسة الاولى نرى ونقراء بعض التحفظات بالنسبة لبعض الشكليات مثل غطاء الراءس او التعليم و امور اخرى . فهنا يجب ان يفهم ان بولس ليس ضد تعليم المراءة ، كيف به ينقض نفسه وهو القائل لا رجل ولا المراءة كلاهما واحد في الرب . بولس في رسائله يشيد بدور المراءة لحمل الأنجيل . لكن يجب ان يفهم هذه النصوص حسب الاطار التاريخي والراعوي الذي وردت فيه ، فهناك اجتماعات العبادة والصلاة وهي في ازدياد والبغاء منتشر في المدينة ـ الرجال يتشكون من سفاهة نسائهم ، والنساء يطالبن فيها المساواة مع الرجل وبحقهن في الكلام ويظهرن بدون غاء ، انها قضايا اجتماعية مرتبطة بدواعي اللياقة وظروف المكان والزمان وليس بعقيدة الايمان كما فهمها ويفهمها البعض . ولا ننسى ايضا دور الغنوصية ، كل هذه العوامل لعبت دورها لتهميش المراءة وكاءنها سلعة يتاجر فيها الرجال . وننسى ان المراءة هي مكملة للرجل . حتى الخلاص ان تم على يد رجل لكن عملية الخلاص تم على يد امراءة . فهاهي عذراء تحبل وتلد لنا المخلص ، فالخلاص اذن خرج من احشاء المراءة . فاذن المراءة والرجل لهما نفس المكانة في نظر الله ـ ويجب علينا ايضا ان نعدل نظرتنا وتكون مثل نظرة يسوع لها (( من كان منكم بلا خطيئة ليرميها باءول حجر )) .

فاذن يجب ان ننظر الى المراءة ككيان قائم بذاته مثلها مثل الرجل ، فكما عليها حقوق وواجبات للرجل ايضا حقوق و واجبات . فالمراءة هي محور حياة الرجل ، اي لا حياة لنا من غير المراءة والعكس صحيح . فاذن ليكن نظرنا كنظرة الانجيل . لقد ولى العصور القديمة التي كانت تعرف المراءة مجرد جسد لا غير . لنشكر الرب لانه يريد ان نصحح نظرتنا لها ، والمراءة بدورها يجب ان تشكر يسوع لاعطاء مكانتها الصحيحة