أخوية - السير مع يسوع ( 7 )

يقول الرب له المجد : اشفق على هذه الجموع لانها لا راعي لها . يسوع ارسل تلاميذه للكرازة ، وهاهم يعودون اليه ويخبرونه بكل ما عملوا وعلموا . هذه دلالة على ان رسالتهم ناجحة لأنهم عادوا وهم متحمسين كثيرا . يسوع كعادته يهدء من روعهم ويقول المهم ما يحصل في الداخل اي في القلب لا تفرحوا بالشكل الخارجي ، المهم ما يخرج من الداخل لأن الخلاص ليس بالسمع وانما ما يخرج من القلب . انه يرسلنا نحن ايضا ، اننا امام مواجهة العالم ومقاسمة اخوية نقاسمها مع اخوتنا ونشجع بعضنا البعض ونعبر عن سرورنا وغبطتنا .

يقول يسوع : اشفق على هذا الجمع " الذي ينقصه كل شيء ينقصنا كل شيء ونحن ملأنين ، انهم خراف بلا راعي ، انه يرى شقاء الناس المتروكين ، يرى شقائنا ونحن ملأنيين وينقصنا كل شيء ، هؤلاء لا احد يهتم بهم ، لابد لراعي كفء ان يقودهم ، هاهو يأخذ المبادرة ولما لا انه يشبعنا بكلمات الرجاء وهاهو يقول لنا : انا لا اتكلم من نفسي بل ما آمرني به الاب الذي ارسلني وما اقوله سمعته من ابي " . فاذن ان احببنا ان ندخل في الكلمة وان نقيم فيها ونتغذى منها حقا يجب ان تتغلغل فينا تاركين مكان لها ، لأن كلمته هي غذاء لإيماننا وحياتنا الروحية .

لنسير معه ، وهاهو يقول لنا : من اراد ان يتبعني ليحمل صليبه ويتبعني . قبل هذه الدعوة ، يسأل يسوع تلاميذه قائلا : من انا في رأيكم ؟ هاهو بطرس كعادته جوابه القوي ، لكن يسوع اراد ان يشرح ويفهم بطرس بالرغم من كشف الاب لبطرس عن الوهية المسيح ، يسوع هنا يقول له ( اذهب عني يا شيطان ) مسكين بطرس انه يأخذ المبادرة وانتظر من المسيح كلمة شكرا ، لكن الشيطان هنا ليس في المعنى المجازي ، هنا اراد يسوع ان يفهمه انه لا يجب ان يكون عائقا بوجه الله . لأن الساعة قد اتت ويجب على ابن الأنسان ان يموت لكي يكون الخلاص لهم ولنا . لأن افكار بطرس والتلاميذ كانت مثل اليهود ، انه لا يريد مسيحا متألما ، الكلام عن القيامة يفترض ان يكون بالأيمان ، الأيمان الذي ينقل الجبل وهنا بطرس يجهل النبوة هذه .

بطرس عند اعلانه انه ابن الله ، لكنه يسقط في التجربة لانه كان يحمل فكرة مثل اليهود عنه كمخلص ارضي . نحن بدورنا نقول لبطرس شكرا لأننا من خلاله نكتشف فعل ايماننا الحقيقي . عندما نعلن ايماننا به لا نستطيع ان نبقى فقط على مستوى الكلام ، لأنه يدعونا لكي نقول له : نؤمن بك نضع ثقتنا كاملة فيك . نعم ان الأيمان سيؤثر فينا اذا سرنا في خطاه ونتشبع من تعاليمه .