أخوية - مَـن ينقذ أهالي طرطوس من سطوة "الأمن الجنائي"

كتب مواطن سوري من محافظة طرطوس :

بتاريخ 10/3/2005 وأثناء نقل الشاب محمود مرّود لعرضه أمام المحكمة على خلفية مشاجرة في الحي . أودع لدى فرع الأمن الجنائي لفترة تقارب الساعة ، خلالها طُـلب منه الوقوف حاني الرأس ومكتوف الأيدي ، ولـمّـا رفض الإنحناء انهالوا عليه بالضرب والشتائم ، ثم أركعوه أرضًا ، وأدخلوه إلى غرفة الضابط المسؤول الذي أمرهم أن يلقنوه درسا ً ، فما كان منهم إلا أن أعادوا الكرّة فأخذوا يدوسون عليه ويركلونه وهم يوجهون له أقذر الشتائم .

تم إخلاء سبيله في المحكمة وأعلم أخيه / أحمد / الذي يعمل صحفيا ً في جريدة النور الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري / يوسف فيصل / بالأمر فقام الأخير بنشر مقالة بالحادثة في العدد / 206 / بتاريخ 13/7/2005 ثم حمله إلى رئيس فرع الأمن الجنائي للتعليق على ما جاء فيه ، فطلب منه إحضار أخيه لأن الواقعة غير صحيحة.

في اليوم التالي حضر مع أخيه إلى مكتب رئيس الفرع حيث كان هناك الضابط الذي أمر بتعذيبه ، وقيل له أخيك يكذب ....وو.... وبعد جدل بينهما كان آخر ما قاله له رئيس الفرع : /إذا كنّا أخطأنا بحق أخيك فأزرعها في ذقننا / وانتهى الأمر بالنسبة لهما ... لكنه لم ينتهِ بالنسبة لعناصر الفرع الذين أخذوا يلاحقونهما ويتحرشون بمحمود خصوصاً.

بتاريخ 7/8/2005 اعترضت دورية الأمن الجنائي السيد محمود أثناء تجواله مع إخوته ورفاقه في مهرجان التسوق طالبة منه الهوية والوقوف أمامها باستعداد وبشكل استفزازي مع تهديده بـ (شحطه) ثانية ً إلى الفرع ، تدخّل أخوه أحمد وسألهم لماذا يتصرفون بهذا الشكل ؟؟ ثم أردف هل مهمة الأمن حماية الناس أم إذلالهم وتخويفهم ؟؟ ! .

فما كان منهم إلا أن أقفوا الإثنين و / شحطوهم / إلى الفرع في الطريق سألوا أحمد أنت صحفي أليس كذلك ؟؟ أين تكتب ؟؟ قال لهم في صحيفة / النور / فكان ردهم / طظ / عليك وعلى الصحيفة والحزب ، ثم انهالوا عليه بالضرب والركل وهم يقولون له : ــ هل تريد أن تعرف ما هو الأمن ؟؟ . وما هي مهمته ؟؟ هذا هو الأمن .

في الفرع تم توقيفهما حوالي الساعتين وحلاقة شعورهما مع الضرب والركل والإهانات ثم أفرج عنهما دون توجيه أية تهمة لهما أو تنظيم ضبط بالحادثة ... !! .

يقول الصحفي // أحمد // : بعد هذه الحادثة عرفت ما هو (الأمن) في وطني وما هو دوره فهو ليس أقل من إرهاب المواطن وتخويفه بل وإذلاله .

في اليوم التالي للحادثة قام السيد أحمد بإعلام مسؤوله في الحزب "الشيوعي السوري" بالحادثة ، فتم تقديم كتاب بهذا الشأن إلى رئيس فرع "الجبهة الوطنية التقدمية" يشرح فيه ما جرى ، حاول قبل ذلك نشر مقال آخر عما جرى معه لكن طلبه رُفض بحجة الإخلال بالتحالفات والإساءة لها ..!!!! .

حتى هذه اللحظة لا جديد في الأمر ويظهر أن لا التحالفات الإستراتيجية ولا سلطة الجبهة بقادرة على الوقوف في وجه تعديات الأجهزة الأمنية وسطوتها ، حتى ولو طالت تعدياتها مواطنين من الأحزاب الحليفة أو من أهل النظام فالأجهزة الأمنية ورجالاتها فوق الجميع!.

طرطوس 23/8/2005

"الرأي / خاص"