أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   آنا أخماتوفا (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=100633)

لاوديسا 22/05/2008 17:22

آنا أخماتوفا
 
آنا أندرييفنا أخماتوفا (1889-1966)

لقبها الحقيقي غورينكو، شاعرة ومترجمة وباحثة روسية. سطع نجمها في العصر الفضي للأدب الروسي ليتجاوزه فيما بعد.
عاشت حياة صعبة مليئة بالفواجع.
حظرت مؤلفاتها في الاتحاد السوفييتي بين عامي 1946- 1956م.

من أعمالها:
المساء
السبحة
السرب الأبيض
قصيدة بلا بطل
بالإضافة إلى:
ترجمات إلى الروسية لعدد من الشعراء كطاغور وهوغو.
دراسات أدبية عن بوشكين.

لاوديسا 22/05/2008 17:24

وبينما كان كل منا يلعن الآخر
في شغف متقد حد الانصهار،
لم نكن كلانا قد أدركنا بعد
ما أصغر الأرض على شخصين،
وأن الذاكرة الضارية تبرح
تعذيب الأشداء – داء مضطرم!
وفي ليل لا قرار له يعلمنا القلب
أن نتساءل: آه، أين الخليل الراحل؟
وحين يصدح كورس المديح
عبر أمواج البَخور مهللا ومتوعدا
تحدّق في روحي بصرامة وتعنت
ذات العينين اللتين لا فرار منهما.

1909

لاوديسا 22/05/2008 17:25

تضعف ذكرى الشمس في قلبي.
يزداد العشب اصفرارا.
تنفح الريح بندف الثلج المبكرة
بالكاد… بالكاد
في السواقي الضيقة لم يعد الماء يسيل
إنه يتجمد
لا شيء سيحدث هنا أبدا
آه، أبدا!
فرشت الصفصافة في السماء الخاوية
مروحة نافذه.
ربما، من الأفضل أني لم أصبح
زوجتك.
تضعف ذكرى الشمس في قلبي.
ما هذا؟ ظلام؟
ربما! .. يتسع الليل لحضور
الشتاء.

30 كانون الثاني 1911
كييف

لاوديسا 22/05/2008 17:36

تضعف الذكريات عن الشمس
في القلب ،
والعشب يصّفر ،
والريح تعبث بندف الثلج الطعينة
رويدا رويدا .
وفي القنالات الضيقة يتصقع الماء،
فلا يندفع التيار .
وهنا – وفي كل الأوقات – ما من شيء يحدث
آهٍ ، ما من شيء يحدث ،
في كل الأوقات !
ربما كان من الأفضل أن لا أكون زوجتك * .
فالذكريات عن الشمس
تضعف في القلب
والعب يصفر
ما هذا ؟ هي الظلمة ؟
هل هذا ممكن !
أن يستطيع الشتاء ادراكنا بليلةٍ واحدة .


1911

لاوديسا 22/05/2008 17:37

لتلك التي تودع اليوم غاليها ،
دعي الألم يتغلغل في القوة
لأننا أقسمنا بالأطفال
وأقسمنا بالمقابر
بأن لا أحد يستطيع اجبارنا على الانحناء !


1941

لاوديسا 22/05/2008 17:43

كم من الأحجار رُمِيَتْ عليَّ!
كثيرة حتى إنِّي ما عدتُ أخافها،
كثيرة حتى إنَّ حفرتي أصبحت برجًا متينًا،
شاهقًا بين أبراج شاهقة.
أشكر الرُّماة البنَّائين
– عساهم يُجنَّبون الهمومَ والأحزان –
فمن هنا سوف أرى شروق الشمس قبل سواي،
ومن هنا سوف يزداد شعاع الشمس الأخير ألقًا.
ومن نوافذ غرفتي
كثيرًا ما سوف تتغلغل النسمات الشمالية،
ومن يدي سوف يأكل الحمام حبات القمح.
أما صفحتي غير المنتهية
فيَدُ الإلهام السمراء
ذات الهدوء والرقَّة الإلهييَّن
هي التي سوف،
من هنا
من عَلٍ
تنْهيها.


لاوديسا 22/05/2008 17:45

سوف تأتي في كلِّ الأحوال، يا أيها الموت –
فلِمَ ليس الآن؟
إنني أنتظرك وقد نفدَ صبري.
من أجلكَ أطفأتُ الأضواء
وفتحتُ الباب –
يا بسيطًا كأعجوبة.
فتعالَ، من فضلك،
تعال في أيِّ قناعٍ ترغب:
انْفجِرْ فيَّ كمثل قنبلة غازيَّة
أو تسلَّل واسْرقني على غرار رجل عصابة،
سمِّمْني بدخانك التيفوسيِّ
أو كُنِ الأسطورةَ التي حلمنا بها أطفالاً
– التي ألِفَها الجميعُ حتى الاشمئزاز –
الأسطورةَ التي ألمح فيها طَرَفَ معطف أزرق باهت
ووجهَ خادمٍ شاحب من فرط الخوف.

لم يعد ثمة ما يهمُّني بعد الآن...
فنهر "الينيسي" يجري
ونجمة الشمال تلتمع
والرُّعبُ الأخير يُبهِتُ
البريقَ الأزرقَ للعينين المعشوقتين.

سوف أشرب نخبًا أخيرًا لمنزلنا المدمَّر،
لحياتنا التَّعِسَة،
لوحدةٍ عشناها اثنين.
وسأشرب نخْبكَ أيضًا:
نخبَ خداع شفتيك اللَّتين خانتا،
نخبَ جليد عينيك الميت،
نخبَ هذا العالم الوحش،
ونخبَ إلهٍ لم يعرف أن يخلِّصنا.

لاوديسا 22/05/2008 17:46

الحنان الحقيقي لا يشبه شيئًا:
صامتٌ هو،
بلا جدوى، إذ تغطي كتفيَّ
وصدري بمعطف الفراء.
وبلا جدوى كلماتُك المهموسة
عن روعة الحبِّ الأول:
كم بتُّ أعرفها جيدًا
نظراتك هذه العنيدة والجشعة!

لا أعلم هل أنتَ حيٌّ أو ميْت،
هل على هذه الأرض أستطيع البحث عنك
أم يمكن لي فقط،
عندما يخبو المغيب،
أن أندبكَ بصفاء في أفكاري؟

كلُّ شيء لك: صلاة النهار،
حَرُّ الليل الأرِق،
والأبيضُ من سرب أشعاري،
والأزرقُ من نار عينيَّ.

لم يُعشَق أحدٌ أكثر منك،
لم يعذِّبْني أحدٌ أكثر منك –
ولا حتى ذاك الذي خانني حتى كدتُ أحتضر،
ولا حتى ذاك الذي غمرني ورحل.

لاوديسا 22/05/2008 17:48

لقد علَّمتُ نفسي أن أعيش في بساطةٍ وحكمة،
أنظر إلى السماء وأصلِّي للرب،
أتنزَّه طويلاً قبل نزول المساء
كي أُنهِك همومي الباطلة.
وعندما الأشواكُ تصنع حفيفَها في الوهاد،
وعندما تتدلَّى عناقيد السُّمَّن الحمراء،
أكتبُ أبياتًا فرحة
عن انحطاط الحياة،
عن انحطاطها وجمالها،
ثم أعود من نزهتي.

الهرَّة الكثيفةُ الوبرِ تلحس راحة يدي،
تُخرْخر في نعومة،
والنار تتوهج فجأة
على برج المنشرة الصغير عند البحيرة.
وحدها صرخة لقلق يحطُّ على السقف
تكسر الصمت بين الفينة والأخرى:
لقد علَّمتُ نفسي أن أعيش في بساطةٍ وحكمة،
حتى إذا قرعتم بابي
لن
أسمعْكم
ربما.

لاوديسا 22/05/2008 17:49

هكذا هو الحب:
تارةً يتلوَّى كمثل أفعى
ويمارس سحرَه في أنحاء القلب،
وطورًا يهدل كيمامةٍ
على حافة نافذتي البيضاء.

هكذا هو الحبُّ:
قد يبرق على الجليد المتلألئ
أو يتراءى لي في غفوة القرنفلة،
لكنه، في عنادٍ وصمت،
يخطف منِّي راحة البال.

أسمعه ينتحب في رقَّة
في صلاة كمنجتي المعذَّبة،
وكم أخاف حين يعلن قدومه
في ابتسامة رجلٍ غريب.

أنا صوتكم، يا عشَّاقِيَ الكاذبين،
وحرارةُ لهاثكم،
وانعكاسُ وجوهكم في المرآة،
والخفقان الباطل لأجنحتكم الباطلة...
لا يهمُّ من أنا،
فحتى اللحظة الأخيرة سأرافقكم.
لهذا تدَّعون حبِّيَ في جشعٍ،
على الرغم من ذنوبي وشروري،
ولهذا تعهدون إليَّ بخيرة أبنائكم.
لهذا لا تسألون عنه قط
وتطوِّقون منزليَ الخالي على الدوام
بمدائحكم الدخانية.
لهذا تقولون: لا يمكن لاثنين أن يلتحما أكثر منَّا،
وتقولون: لا يمكن لأحد أن يحبَّ امرأة في جنون أشد.

مثلما يتوق الظل إلى الانفكاك عن الجسد،
مثلما يتوق الجسد إلى الانفصال عن الروح –
هكذا أنا اليوم.
أتوق، يا عشَّاقي الكاذبين،
إلى أن تنسوني

لاوديسا 22/05/2008 17:53

لا ليس صحيحا بأنني أعيشُ حزينة..
وان الذكريات تنسل مني..
وإنني ضيفة مقيمة عند الذكرى..
وأنها تعذبني..!
فحينما أهبط إلى القبو، وبيدي فانوسي.
يبدو لي ثمة صمت أخرس
يدوي على درجات السلم الضيق..!
ويتعالى دخان فانوسي.
ولا أستطيع الرجوع..،
بينما أعرفُ بأنني ذاهبة إلى عدوي..
فأرجو..
وأبتهل..
لكن ليس هناك سوى الظلمة..
والسكون..!!
إذن..
انتهى احتفالي..!
فها هي ثلاثون سنة قد مرت..،
منذ أن قادوا النساء إلى هنا..
وهنا..
مات سيد الفجور من وهن الشيخوخة..

لقد تأخرتُ..يالفاجعة..
ليس علي أن أظهر في الأماكن العامة..
لكني ألمس الجدران المرسومة
وأتلمس دفء الموقد..
ياللعجب..
فمن خلال هذا الجدار الرطب..
كل هذا العذاب..
وهذه الحكمة..!!

اتقدت زمردتان خضراوتان..
ثمة قطة تموء:
لنذهب إلى البيت..!

لكن..
أين بيتي؟؟
بل أين عقلي..؟؟

لاوديسا 22/05/2008 17:55

لقد جلبتُ لنفسي هلاكا محببا..
بلايا واحدة إثر أخرى..
فيالمصيبتي..!!
إن هـذه القبور هي نبوءة لكلماتي..!

ومثـل غربان تحـوم..،
يوخزني دمي النقي، الحار..
وهكذا أغتصبت حبي
أعنية وحشية بهيجة..!

معك أحسُ بالعذوبة..، وبالقيظ.
فأنت قريب مثل القلب في الصدر..
أعطني يدك.. وأستمع بهدوء..
إنني أتـوسلُ إليك: إذهب
ودعني لا أعرف أين أنت..!

لا تناديه..
فسيكون ناكرا للجميل..
إذا ما كان حيا..
وتنكر لحبي..!

1921

اسبيرانزا 24/05/2008 16:33

رائع هذا الشعر لكنه للاسف كاغلب الشاعرات .... ذاتى
لماذا لا يخرج قلم المرأة من حيز الانا ليندمج فى حيز المجموع ... الهموم العامة اقصد
اشكرك لاوديسا الجميلة على الموضوع الجميل
يشتاق اليك واليه قسم الشعر :D

بـحــر 24/05/2008 17:08

لاوديسا :

متابعة :D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:59 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.02821 seconds with 10 queries