أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الخواطر و الخربشات (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=16)
-   -   مــــــــــــــــايا .. (رواية) (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=75994)

الموسيقار 28/08/2007 04:37

لا زالت لعنة صوتها تضاجع ارتعاشي رغم انكفائه خلف قطعان الماضي ... ورغم اغفاءة رهنتها .. لتلتقي بي في عالم آخر وتنتقم لانحدارها التدريجي على أرصفة انتظارها لي .,.



دمشق
_باب توما 1995_

مكان صغير خشبي الرائحة .. غرفة واحدة و مستلزمات بدائية .. كفيلة بأن تقول لها (أنت خارج قذارتهم يا صغيرة) ابنة لـ عشرين عاما ً .. ترصف كتبها الجامعية بعناية .. رائحة الـ شانيل 5 تفوح بشدة ولطف .. أوراقها مرتبة على طريقة حياتها الجديدة .. تحاول رسم ضلوعها من جديد ليتسع صدرها للشام والياسمين و نوافر المياه .. و (بعدكـ بقلبي) ترندح نهارا ً فيروزيا ً .. ينساب من قهوة تنتمي لحريتها .. ترتشفها بنهم على شرفتها الصغيرة المطلة على القيمرية .. كانت تعيش فردوسها الصغير السحيق .. تغرف من أحضان أمها بشبق سنوات التلاشي وراء حصونهم العفنة .. هي التي استبدلت بملء انوثتها رخامها اللامع بصرير أسنان امرأة من الشام حين تزدرد العشق دفعة واحدة في زواريب دمشق القديمة .. كان جسدها مستعدا ً لمياه بردى كي يغتسل ويكنس سنين التصحر.. وأنفاسها تنتظر رياح افريقيا لتلتهب افتتانا ً وانعتاقا ً خلف الدوار .. لتزهر عمرا ً دمشقيا ً على كف رجل يعرف كيف يلامس المياه دون أن يبتلعها .. رجل يعرف أن للأنثى فصول.. يعرف كيف يبكي في جنازة كل فصل .. ويرقص في ولادة كل فصل

لم يكن يخنق روحها سوى غرفة صغيرة لرجال يحملون البنادق تقبع تحت بيتها البسيط .. الذي كان أقصى ما تبلغ آفاق حلمها .. بعيونهم يتابعون أوراقها الخضراء كيف تنمو على جدران باب توما .. ويبلغون عزوتها وعشيرتها بكل وردة تتفتح على صدرها .. كانت حبيسة ماضي أمها .. في سجن اختياري ألقت مفاتيحه في قاع التحدي .. لتطلق روحها الدمشقية خارج عيون العيون التي كانت عائلة سموه تكبل أنفاسها بها ..



كيف وصلتُ إليها ضمن حقول ألغام واقعها ؟؟ .. يرعشني السؤال ويدفعني إلى اغتراف التراب بعيني ّ طويلا ً
كيف ألقت ارتجافها تحت نافذتي .. ؟ وكيف قتلتــُها بشفتين من التردد ؟ لم تكن جدران دمشق قادرة على الإجابة يومها .. دمشق كانت قطعة من الجحيم .. جحيم موتنا الأسطوري على كتفيها .. جحيم رجولتي التي خلفتها في اسبانيا .. و رائحتها التي استوطنت قبرا ً .. إلى الأبد .

يتبــــــــــــــــــــــع

ARCH-WAEL 30/08/2007 20:02

لحظاات أحتراق شعرت بهــــــــــــــــا هنــا ..

لم أكن أعلمــ بأن روعتهـــا بحجم الألمــ المرفوق بقرائتهـــــا ....

يا هذا ...//أذهلتني//..

أحتــــــــــــــــــــــــــــــاجـ يتبع .

الموسيقار 01/09/2007 02:11

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ARCH-WAEL (مشاركة 726582)
لحظاات أحتراق شعرت بهــــــــــــــــا هنــا ..

لم أكن أعلمــ بأن روعتهـــا بحجم الألمــ المرفوق بقرائتهـــــا ....

يا هذا ...//أذهلتني//..

أحتــــــــــــــــــــــ ــــــــاجـ يتبع .

أطربني ذهولكـ صديقي ..










أهلا

الموسيقار 01/09/2007 04:14

امرأة نحتها الله ليرمم بمنحنيات جسدها قناطر دمشق المترهلة .. سكب في عينيها وجوده وسحره وجبروته وكل ما يمكن أن يجسد وجهه في امرأة .. خلقها على مسافة واحدة من الحزن والجمال والمهرجانات والثورة ..
خلقها بكامل تبرجها ... وبكامل أنوثتها وجهز جسدها لينفث الحمى ويثور على كل أسمال واوحال ابيها .. وعلى كل عشيقاته ومرتزقته ..

كان اسم أبيها حائزا ً على لعنة الشام وأهلها بكل امتياز .. وكان عقاله مداس كل شامي يعرف أن النخاسة صنعة لا تليق بالـ (أمراء) وبأن تجارة البشر حرفة الأنذال .. كانت الشام كلها تحتقر دعارة و عهر ملائكة النفط البيضاء (حراس الفضيلة)

كانت تستحي أن تلمس جدران دمشق القديمة التي ضحكت عاليا ً حين عربد في آذانها خبر موت أبيها .. كانت ترى الشام قدس الأقداس ومذبح الأرواح الشاهقة .. وأرضا ً تأنف أن يدوسها أبوها حتى لو باعتباراته الرسمية ..

تعودت أن تدلف في شوارع دمشق .. وتنظر الي أوجه المارة المتعبة بنهم .. غير عابئة بخطوات الحراس الثقيلة على بعد أمتار خلفها .. وبنداءات السائق الذي يرمقها بذهوله المكتوم .. كـ فراشة صباحية كانت أميرة الشوارع والحواري وسبل المياه تغدق على رعاياها بأصابعها الغزيرة الشهوة .. وترش ألوانها في أحضان الزوايا البائسة .


كثيرا ً ما كانت تصادف صورا ً وملصقات تحمل أخبار احتفالاتي وانجازاتي الموسيقية .. وتقرؤني في الصحف والتلفزة .. وتعبركل إرهاصات مروري ببابها .. بكثير من الاهتمام المجزوء ..

يتبــــــــــــــــــــــــــع

الموسيقار 09/09/2007 06:37

لم يكن وجهي الذي يكرر نفسه على جدران ولوحات دمشق الاعلانية .. سوى مادة تدفعها إلى شراء بطاقة في الصفوف الأولى من الكونشرتو التي تعلن نفسها .. سيدة الساحة الثقافية في دمشق تلكـ الأيام ..

كانت ترغب بشدة في كنس قذارة النفط الخليجي التي ترشح إلى أنفاسها مع كل محاولة لابتلاع بعض (الانسانية) .. فكانت الموسيقا زحفها الحتمي إلى عنق زجاجة الانعتاق من اوحال ماضيها .. ومنطلق عمر جسمها في تمايل منحنياته مع أشعة الهروب المتعشقة بألحان الأوركسترا .. الحارقة ..

ضمن صحراء ما يسمى بالأرض العربية .. تتهافت القلوب التي يغذيها بردى على كل ما يقول أن الموسيقا طقس من طقوس العبادة ..

لاشيء سوى صورة لـ ظهري والعصا تبرق كالخيال في يدي .. لفرقة وطنية سيمفونية .. كنت المايسترو الذي يحركـ شفتيها على عنق الشام ..
دون سبق إصرار كنت أدير ظهري لأناس عرفت مسبقا ً أنهم أداروا ظهرورهم وآذانهم لموسيقاي وعصاي السحرية ..التي طالما راهنت على اهتزازها عله يهز الأقفال التي تحول دون انفاس أبناء وطني اللاهثة وراء الخبز والأئمة والجنس .. لتمررها إلى الله عن طريق كمان يعرف أن الله والشيطان يمكن أن يتعايشا بين نوتة موسيقية وأخرى ..

كنت أحارب المادة .. والسعي وراء جنس مفقود .. وحرية ميتة .. و لقمة مغموسة بالضياع ..

كانت (فيينـّـــا) تتعشق في تكويني كآلهة تقمصت مدينة .. عرفت كيف تهدي تاريخها نبوغا ً موسيقيا ً .. وموسيقيا ً فقط
يتبـــــــــــــــــــــع

طفوله 09/09/2007 06:43












































/......../



























الموسيقار 10/09/2007 09:19

منحوتة ً نمساوية الكسرات أعادتني فيـــينــّـا إلى صحرائي .. حاملاً عصى ً تلوح للرياح كثيرا ً علها تكنس رمال الغباء التي استوطنت مقابر وطني طويلا ً .. علّ رائحة القهوة تعود إلى صباحات دمشق التي غادرتها الموسيقا منذ آلاف خطب الجمعة و آلاف الأئمة .. وملايين أكياس القمامة التي تحشوها النساء .. وملايين الأجساد التي لا تـــُـمنع عن الالتحام .. إلا بقدر ما تشتهيه ..
أرسلتني فيــيــنّـا بطاقة دعوة دمشقية المنبت .. جولانية الأصل .. إلى صالات الأوبرا .. و محافل الانعتاق من قبضة تجار الأخلاق..وتجار البترول .. وتجار البشر ..

اربع سنوات .. زحفت على جهلي لتجرف كل ما تبقى في جسدي من دماء أبي ليلى المهلهل .. وتتركـ ظلا ً لزرياب والموصلي .. والأصفهاني .. والفارابي ... و كل الذين حاولوا انتشال التاريخ من أيدي آلهة عصر النهضة الفقهية .. قــُـتـِــل معظمهم .. لافتقارهم للعروبة .. أو لأنهم حاولوا إبعاد الفقه عن المراحيض وعن النظرية العظمى لدخول الخلاء وعن التجـــمّـر .. (اللهم أعوذ بكـ من الخبث والخبائث) ..

لسبب أو لآخر صرت الـ مايسترو الأصغر .. للسيمفونية الوطنية .. لأدير ظهري لأهل الشام ..في كل إشعار بحفل قادم ..

حتى مايا .. التي كانت عطشى للموت رقصا ً .. كان يستفزها ظهري الذي يلقي أباها وتاريخها تحت قدميه ..



يتبـــــــــــــــع

مايا * 10/09/2007 11:21

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : الموسيقار (مشاركة 718092)


و كانت _خطيئة أمها الأولى_ جرحا ً في شموخ حماة الشرف العربي وناقلات البترول.. لم تغفر لمايا طفولتها .. فكوموها في قصر تتصدره صورة أمها الخاطئة .. لتذكر الصغيرة بنهاية كل من يحرق حذاء السلطان..

.... رائعة ....


black_iris 10/09/2007 13:43

رائعه جدا
بالانتظار

الموسيقار 11/09/2007 09:06

كثيرة هي نقاط الانقطاع في سطور تاريخي المجزوء إلى مراحل .. مايا دون حاجة إلى الحسابات كانت مرحلتي الأشهى والأقوى والأكثر كارثية ً على كل ما تبعها من مراحل



كانت صورتي تعاني فقدان المفاصل .. و جزيــئات الربط .. يشوبها اشارات استفهام وسطور كثيرة لم تكتمل .. بقدر ما كنت مشروح الـمـــعالم .. كنت مجهول التفاصيل ... مشبعاً بمنحدرات ضبابية النهايات لا تستطيع العين البليدة أن تحصر قاعها ..







حملت موسيقاي على كتفي وحاولت بذرها في شقوق الصخور التي تحتل رؤوس أبناء جلدتي .. مؤلفات تفوق سنين عمري الثلاثين بكثير .. حاولت أن أسبق بها العهر الموسيقي الذي كان يلتهم الشارع .. حاولت تحدي المومسات اللواتي كنّ يحاولن رفع (تعرفتـــهن) بامتهان الموسيقا .. وحين رفضت الشمس أن تتسلل إلى مساحات الأمل لدي ... وهبت الناس مؤخرتي ليطالع وجهي عيون الموسيقيين والموسيقيين فقط .. كان ذلكـ السر في عشقي لقيادة الأوركسترا دونا ً عن العزف وافتراش الكراسي اليائسة ..

يتبـــــــــــــع

الموسيقار 12/10/2007 06:27

حين تتخذ الأوركسترا ديانة ً لكـ .. وتمسكـ بالعصا لتلوح بها للمتهالكين على الكراسي أمامكـ .. تعرف أن عصاكـ تختلف عن كل العصي الأخرى التي تدكـ اجناب الشعوب ..

تعرف أنكـ دكتاتور من نوع جديد .. دكتاتور ينتمي إلى الأحلام التي ينفق البسطاء كل ما لديهم لتقتنيهم بسلطة الاحساس .. فقط هكذا تستطيع أن تسير الجيوش وتعلن فتوحاتكـ الشخصية ..

وحدها الموسيقا لا يمكن أن تموت.. طالما أنها مناسبة لإحياء ما يعتقدون أنا بإمكانهم قتله ..

كانت عصاي تحضر جسد مايا ليأتمر بأمري حين جلست على بعد مقعد مني .. كانت من أصحاب الصفوف الأولى.. وبطاقات الدعوة الرسمية ... على يمينها زوجة المحافظ وعلى شمالها ابنة لوزيرة الثقافة ..
كانت ضحكتها المخملية التي أفلتت منها عنوة .. مناسبتي القدرية لكي أرمقها بنظرة محتجة .. (ماهكذا تُسمع الأوركيسترا) لتطرق بوجهها وتعلو شفتيها حمرة احياء من قتل نبيا ً لتوّه ..


كانت ليلتي الأعظم .. والأكثر أضواء ً وكانت وجوه المتثاقفين حاضرة بالكامل .. كل الشخصيات الرسمية في سوريا من أقصاها لأقصاها ... كانت شاهدة على أول .. التقاء عينينا ..

بنظرة توبيخ .. بدأت عمر ارتماء عيني في مستنقعاتكـ مايا ..

لم أستطع لجم عيني عن تقريع ضحكتكـ التي رنت .. (رغم فتنتها) وأقلقت العازفين ..

لم أستطع ألا أوبخ صوتكـ الذي تعدى على قدسية محرابي الذي يكتظ بالمتعبدين على الكراسي ..

(دور الأوبرا لو أن الله يعرفها لكان فضلها على دور العبادة كلها) .. كنت أعتنق تلكـ الجملة بشراسة .. وأقاتل كل من يتعدى على حرمة الموسيقا كآخر وأول شكل من أشكال عودتنا إلى المدنيـــّــة ..

تلكـ الحرمة التي دفعتـــِـني إلى كسرها بكل سرور .. فيما بعد .


يتــــــبع..

كل شى اوهام 13/10/2007 19:45

كلمات ..عبارات..تكون روايه اجمل من الجمال..
بأسلوب راقى ومبدع ..
بكل بساطه ...تسلم ايدينك..

الموسيقار 31/12/2007 12:44

مايا ..




ستعود .


:D

joys 31/12/2007 13:41

عم تكتبها بطريقه بتشد القارئ الها
و ما بمل من انه يتابعها
تسلم الانامل الي عم تكتب:D

الموسيقار 06/01/2008 05:40

لن تستطيع التراكيب اللغوية وصف حادثة امتزاجنا المباغت .. و لا تحنيط شهقة الوقت التي ابتلعتنا سويا ً في سقطة واحدة .. قوة الارتطام تمنعكـ أحيانا ً عن تحنيط الدقائق ولو بذاكرة .

على ايقاع تصدع غير مسبوق .. هوت رجولتي وموسيقاي والأوطان التي حملتها .. أمام قضية خلفتها ورائي بعد أن حكمت على أوتاري بالطفولة .. وكأن لحيتي لم تغطّ وجهي يوما ً .. بالتفاتة قتلتُ عمرا ً وبدأت عمراً .. بلغت رشدي وسقطت عصاي مصطحبة اعتصامي خارج أسوار النساء .. لأتدحرج من صومعتي ومن عبادة النوتة وأستيقظ تحت قدمي .. أنوثة .

ليلة رتبتني من جديد .. وأجهضت لغتي الوحيدة .. وأرغمت فيينا التي تسكنني على السقوط أمام فتوحات عينين ترتجفان خجلا ً ..
كل الموسيقا التي تمنيت أن أزرعها في رحم امرأة .. تفاجئني وتجرف شموخي أمام الأوركيسترا .. و تستنزف جيوش العازفين الذين ادخرتهم لأطمس بريق رجولتي ..

تابع العازفون .. وعدت إلى مملكتي مهشم السلطة هذه المرة .. كـ مركب أنهكتها عاصفة تحركت عصاي التي قاسمتني سقوطي .. لنتحين الفواصل بين المقطوعات .. حتى نستوثق من بداية الشتاء .. الذي كانت تحملها نظرةٌ خجولةٌ أبيةٌ متكسرة .

دوت معزوفة الختام .. وطاف فيفالدي برشاقة على الحضور ... ليضعني في الصف الأول لأفكاري .. مواجها ً لها .. ولعينيها اللتان كانت تضرمان المفاجآت في مستقبلي ..



يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــع








الموسيقار 06/01/2008 06:06

وفي جوف إحدى ردهات المسرح القومي .. كانت مفاجأتي التالية
عبرت الكواليس لأطوي وجوه العازفين وراء ارتباكـ اجتياز المراحل .. لأول مرة لم أكن محكوما ً بيأسي الذي برمجته الوجوه التي أراها في الصفوف الأولى دائما ً ,, لم أكن كعادتي محطم المجاديف لمجرد أني أعزف منفردا ً ..

كان هناكـ من يطل بإصرار من شباكـ أفكاري .. ويلتهم كل الصور .. لوهلة كانت تلكـ المرأة التي أنهكتني بدقيقتين من الاتصال البصري .. كل ما يحتل نشراتي الفكرية ..

كنت كأزرار آلة كاتبة تضرب بغير هدف .. مخلخلا ً من كل الجوانب إلى أن رأيتها .

بين الحلم والدهشة .. أطلت تلكـ المرأة العاصفة في نهاية أحد الأروقة .. وكان واضحا ً من تلفتها المستمر أنها جهدت حتى تخلصت من كريمات الذوات اللاتي كن يحاصرنها ..

بغباء لم أجربه وجدت قلبي مسمرا ً أمام هرولتها إلي ّ .. وللحظات خمنت أنها سترتمي في صدري .. وتزرعمرا ً جديدا ً على شفتي ..

ثوان _كانت تفصل بين اللحظة التي رأيتها فيها واللحظة التي كبحت بها هرولتها لتتوقف كالأسطورة أمامي_ كانت كل ما يلزمني لأحيي أبطالا ً .. وأقتل آخرين .. وأنسج كل القصص التي تقمصت أكثر اللحظات ارتماء ً في الدوار .

على خطين متوازيين بدأنا وقوفا ً .. ليدخل قدري إغماءته .


يتبــــــــــــــــــــــ ـع .

الموسيقار 07/01/2008 02:00

تشايكوفسكي .. شتراوس .. فيفالدي .. بيتهوفن .. وآخرون ممن لفوا لفهم .. كانو ورائي يقامرون على لجم اصطفافنا الكوني الكارثي .. كانوا يحاولون زرع الألغام بين احتمالات انحدارنا الثنائي نحو مجزرة وتريــّة حتمية ..

كل أولئكـ الموسيقيين كانو يراهنون بسطوة السماء على كبح عيني عن الإمعان في الغرق .. و عالمي عن النزول في جزيرة تحترف الغرق دون أي تلميح بمستقبل قاري ّ آخر ..


تبعا ً لقوانين تصادم الصفائح كان لقاؤنا .. في رحم ممر .. مزلزلا ً

وقفت ِ لاهثة العينين والإيحاءات تحاولين طرد أشباح عقوبة أنزلتها بضحكتكـ على مرأى ً من آلات تحنيط الوقت .. التي تجاهلتنا في لحظة أقل ما نقول فيها أنها .. إرهابية .. !

كنت ِ انتقائية في فرد شعركـ ِ فوق إرادتي .. لتأمري أشباح الموسيقيين بالانصراف مجتمعة .. ونبقى منفردين في مهب إطلالتكـ ِ ..

ها أنت أمامي تضعين قوانين الطبيعة جانبا ً لتبدئي قتلي بـ شاميــّــتكـ الهجينة المصطنعة البريئة :

- كل عمري وأنا بتفوق ع روحي لما بشوفكـ واقف عالمسرح استاذ جورج ..

هكذا .. وبغير العبارات التي .. تمهد لبدء الحكايات بدأت ِ بأمطار من الكلمات كانت كل ما يلزمني لأبدأ توضيب حقائب النزوح عن مملكتي .. وتسليمكـ مفاتيح ذاكرتي ..

في محاولة أخيرة .. لرصف التولزن على مساحات افتتاني الذي حسبته لحظيا ً بكـ ِ ..

- بس انتي كفرتي لما ضحكتي بنص المقطوعة .. ديموزيل .. الأوركيسترا لما بتعزف بيوقف الله عن حكم البشر .. وبيقعد يسمع ..

- استاذ جورج .. ما بظن كان هاد رأيكـ لو كنت قاعد مع بنت سعادتو .. و عرفت هيي ليش جاية تحضركـ .. على كل حال أنا جاية أطلب الغفران ...







يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــع ..

الموسيقار 27/01/2008 08:05

لوهلة حسبتني أبا العلاء المعري .. وأنا أرهص لأتلو رسالة غفراني لإلحادكـ في حق الموسيقا ..

يا ابنة كفري لماذا أطللت ِ بشعركـ أمام اعتزالي النساء ؟

لماذا عبرت ِ مضائقي و أوتاري .. و سكبت عصارة هزيمتي بين نهديكـ ِ اللذان كانا يراهنان .. على جموح عيني ّ ؟

كل قوانين الطبيعة وعلوم المادة كانت تقف إلى جانبكـ .. ليلتها .. وهي على يقين بأني لا أتقنها

كل وسائل الإعلام وجحافل المصورين كانت تنتظر هطولكـ الجميل على العدسات ..

كنتِ نقطة ارتكاز لمفردات الجمال .. بكل جدارة الأمور الجميلة .

- الله يغفر لمن يريد .. ولست من حاشية الآلهة

أجبتكـ .. بتهكم ..

لتسقطي للحظة .


يتـــــــــــــــــــبع


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 16:48 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.07678 seconds with 11 queries