أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الخواطر و الخربشات (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=16)
-   -   مــــــــــــــــايا .. (رواية) (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=75994)

الموسيقار 09/08/2007 07:49

مــــــــــــــــايا .. (رواية)
 
مع تراتيل الجنازة التي أفرغتني من رجولتي .. وأيقظت بكاءًادخرته للقاء الله _ إذ علمت أن الله لا يحب الدموع_كان كل شيء معدا ً لأكون الحزين الوحيد .. والعائد الوحيد دون مايا !.
تتدافع الطرقات لتفسح لخسارتي .. بخطوات ينقصها المسير نحو الخراب المنتظر .. وتهزأ بي خطوات العائدين المهرولة إلى الهروب مما يسمى بروتوكولا ً ..

ملــّـها الجميع وعمدوا جسدها البارد بالتهامس وسرد الحكايا ..
ماتت بملء حزنها و بكل شجاعة الأنثى الجريحة .. كل هذا وكنت أنا موتها الذي يسفكـ الدمع على ناصية قبرها ..واقفاً على قامة حطامي ..
تساءلوا كثيرا ً .. من أكون .. وشجعهم تكسري على ذرف المزيد من الأسى (المبرمج).




ماتت مايا منذ آلاف الرسائل التي لم تصلني .. وآلاف الكؤوس الفارغة .. ولفافات التبغ التي أحرقت صوري الفوضوية على طاولتها اليائسة .

ماتت مايا .. حين ماتت قبلاتنا على كتف الغياب .. واكتنفت ثلاجة المسافات أنفاسنا الملتهبة ..

قتلتها بالسلاسل التي قيدتني إلى صخور اسبانيا .. وارتشفت روحها مع أول لفافة أدخنها في مطار دمشق بعد أن طويت ست سنوات قضيتها.. وراء الشمس .

جسدي يجدف وحده .. متخما ً بالدماء المتيبسة .. ناقص الذكورة .. مجزوء القامة .. خارج ألوان أثوابها المترفة ..

وخارج يدها التي كانت ترتب أنحائي على طريقة ضحكتها المسروقة من الخرافات ..

اعتنقــــَـت هزيمتي .. وألقت ضلوعها في جسد الذهاب ... على عجل .

يتـــــــــــــــــــــــ بع ..

The morning 09/08/2007 08:28

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : الموسيقار (مشاركة 696356)

يتـــــــــــــــــــــــ بع ..

متـابعه :D

الموسيقار 09/08/2007 08:43

هلأ من كل الرواية عجبكـ الـ يتبع ؟ :frown:


:lol:

الموسيقار 10/08/2007 05:03

قبلة على خد نهايتي .. طبعتها متردد الشفتين .. والتعابير .. لم أكن أريد فضح ملفاتنا السرية .. بقدر ما كنت أود الصراخ والتشهير بكل القمامة التي خلفتها ست سنوات من السقوط إلى قعر اللاشيء .
حاجتي إلى الصراخ وتحقير كل أولئكـ المرتزقة الذين كانوا يدعون هزائمهم التجارية امام انتقالها إلى حياة أخرى تعربد في أطرافي .. لأقتلهم جميعا ًعلى شرف الشمس التي اشتاقت خصلات شعرهاِ .

كل أولئكـ الذين يقطنون خارج حدود تاريخها المشرد وراء لمستي .. ووراء ذكراي التي حطمت كل ما يفصلها عن الانفصام عن روحها الجريحة ..

أعلم أني خسرت كل احتمالات وجودي دفعة واحدة ... والتراب الذي يحضن قدمي ّ المختصرتين يفتتح في مخيلتي مساحات المقابر التي يمكن أن تكفي أحزاني الشاسعة و أميالا ً كثيرة من التلاشي وراء حلم مغمس بدماء كانت رفيقتي الوحيدة طيلة سنوات انفصال أجزائي تحت الأحذية ..

ملامحي متخاصمة الإيحاءات تقف بين حقيقة( أني فقدت ظلي .. ورائحتي و رجولتي ..) وبين مخيلتي التي تنعي مايا التي قتلتـــها مرغما ً .. و شنقت وجهي الذي كانت مايا آخر ما يميز ملامحه .

من غير تكلف عايشتكـ في لحظات التحامكـ بجسد التراب كما تعودت أن أفرد قامتي فوق سريركـ .. دون حسابات أو تصاريح دخول .
بكيت بكل الدموع التي أملكـ ..بكل التفجع الذي يمتلكني .. بكل الألقاب والطاولات والشوارع الضيقة التي تعانقت لتخفي وجهينا المتلاصقين عن أعين فضيلته .. وعن جواسيس جلالته .. وعن عساكر حضرته ..


يتبـــــــــــــــــــــع ..

بـحــر 17/08/2007 17:12

بكل ماضيه المعبّد بالنســـاء .. استباح تقبيل عذريتي على عجــل..
كغفــوة نسمـة الصيف على صدور المنهكين ..غفــت عينــاه في ضعــف الحنــين ...
كمــا تعودت الشهب بريق اللحظــة .. تعوّد هو انتهــاكها ..
..
..
لــم أدركـ يوماً أحلام الطفولة المحطــمة .. ولا عبثية الدمــى المبعثرة ..كــانت كــل أيامي مرتبة بترف الأمنــية ...كوارث السكــون .. وغفــوة الصبى المنتظــر

سقطــت من فــم قــصائده سهواً ..كما تسقط النذور من فم العائزين
و رحــل صمتي مع نســـائم استئذنت العــودة عمداً .. ليفترش إثم حضــوره ذاكرتي من جديد
..


في سرقة اليقين من صخــب الحقيقة حدود لا يمكــن تجــاوزها ...
تعبر أحلامي مهرولة إليّ ..تسكن شقوق المصير .. و تنتظــر ســخاء القــدر

الموسيقار 23/08/2007 05:25

كنا وحدنا وكانت الكاميرات والأقدام تدوس ما تبقى من شعرها المفرود للحيوانات التي تتدرب على النطق كي تحقق أرباحا ً بأسماء من قوائم كثيرة يمكن أن تحجز لها خطوطا ً في جداول العائلة العريقة .. أو تفوز بأحد المظاريف الملأى بالقذارة والمعدة لتكون قربان رحمة لها عند الله الذي لا يمكن أن نرشوه بمظروف حتى لو حوى أوراقا ً خضراء.

لم يعلموا أن الله ألغى التعامل بعملاتهم في دياره .. وأن لله مزاجية في تقسيم الامتيازات..وفي اختيار الألقاب التي لا تقدر بحجم خدمة الحرمين الشريفين .. ولا بنوع الشماغ أو أي معمل انكليزي صنعه ..

حسابات الله تختلف عن حساباتهم .. ولا تكترث لحساباتهم التي ازدهرت بها مصارف العالم .. ولعل الأهم أنهم لم يدركوا بأن الله لا يخاف قضاتهم و منافيهم .. ومحاكمهم العرفية .

بحثت عن الله في كل مكان دعي اليه ذلكـ اليوم . كان الوحيد الغائب .. تنوب عنه الشياطين و الصحافة ..

هنا كانت مايا تمارس طقوس موتها وتسلخ وجهها عن الحياة ببطء و صمت ..

كانت وحدها التي تمر بشفتيها على دموعي لترتشفني و ترشو رجولتي الضائعة ... وموسيقاي النازفة .

كان التراب يفصلنا ويصهرنا ... في ذات الزنزانة و يرتب الأسرّة كي نفيق جسدا ً بجسد .. وكارثة بكارثة .


يتبـــــــــــــــــع ..

طفوله 23/08/2007 05:53

[quote=الموسيقار;697643]






قبلة على خد نهايتي .. طبعتها متردد الشفتين .. والتعابير



كنت أود الصراخ والتشهير بكل القمامة التي خلفتها ست سنوات من السقوط إلى قعر اللاشيء .







حاجتي إلى الصراخ وتحقير كل أولئكـ
بكيت بكل الدموع التي أملكـ ..بكل التفجع الذي يمتلكني .. بكل الألقاب والطاولات والشوارع الضيقة


//...//

الموسيقار 23/08/2007 06:21

أميرة ملحدة .. خلعت ألقابها و ثيابها و عطورها و صالوناتها أمامي .. دون حسابات و خطوط خلفية للعودة كنست كل أرقامها .. و ألقت حراسها وأباها ومجوهراتها تحت سريرنا المشتركـ .. تلقي الآن جسدها دوني تحت عتبة البكاء ..

أميرتي ..كانت كل ما يلزمني .. لأقتل كل من يدعي النسب الشريف .. وكل من يتــّــجر بالفضيلة .. و كل من يدوس على رؤوس الخراف الغبية .. ويذبحها ليقيم الولائم على شرف من لا شرف لهم ..

ألقت مايا جسدها وراء الغياب كي تقول لي كم أحبتني .. كانت بحاجة إلى الموت كي تصلها الرسائل التي أريد لها ألا تصل .. ولا زالت تراهن على قبلة أضعها على جبين جسدها الساكن .. دون جدوى.

كل ما حولي يدفعني لأرتشف حقيقة أنني اقتطعت مايا مثلما اقتلعوا رجولتي .. وقهوة رديئة كانت تعدها كي تقول لي .. لست ابنته .

لست ابنة البترول .. ولا ابنة الصفقات ولا ابنة العملة الصعبة ..

عرفتها .. ابنة ً لأمها .. ابنة لامرأة كانت تعتنق ديانة الشام .. وتعبد الياسمين دوناً عن أي آلهة أخرى .. لامرأة بيعت في أسواق الخليج إلى إحدى البطون الشاخصة .. لتجد نفسها حبلى .. ويغريها الذهاب إلى الانتحار حتى تذكرأن الشام لا تقتل.. فتبتلع جنينها وعارها .. و تكتفي بدموعها المفجوعة .. لتنجب مأساتي ومنفاي و مقتل كل ما يعدني بالحياة .

يتــــــــــبع ..

jasmine77 23/08/2007 11:43

رائعة جداااااااااا موسيقار و مؤثرة كتير :cry:
انا اشتركت بالمنتدى مخصوص بس لألك قديش حبيتا :D
مشكووووووووووور

الموسيقار 25/08/2007 02:11

جسدان يفصلهما ساتر ترابي كل منهما يعاني موته.. كـ ملايين الموتى على امتداد أوطاننا نموت وقوفا ً .. وحادثة الدفن هي عبارة عن تعديل في المكان لا أكثر .. ليست القضية هنا إن كنت تفترش التراب .. أو كان يلتهمكـ
دفنت إلى جانب أمها التي اغتصبت على سنة الله ونبيه .. ثم ماتت بأمر مغتصبها حين اشتم رائحة رجل آخر ..
فاستاءت رجولته التي لايملكـ منها سوى أعضاء تناسلية .. وأدركـ أن أطنان الذهب التي وضعها تحت قدميها لا تكفي لتحقيق مكاسب ليلية مع دمشقية تأنف أن تضاجع مسخا ً ..فيحصد روحها المتكسرة حادث مؤلم .. وتموت حاملة شموخ الياسمين ورائحة البن إلى قبرها الذي اصطحب عارهم ..

دفنوها لينكسوا الأعلام .. ويعلنوا الحداد العام على فقد (الشيخة) لينطلق سموه إلى مدينة أخرى وتسيل هرموناته أمام جنسية جديدة .. غير عابئ بصورته التي تهشمت على أسوار دمشق ..

كانت دمشق مقتل عنجهية سموه ..

و كانت مايا _خطيئة أمها الأولى_ جرحا ً في شموخ حماة الشرف العربي وناقلات البترول.. لم تغفر لمايا طفولتها .. فكوموها في قصر تتصدره صورة أمها الخاطئة .. لتذكر الصغيرة بنهاية كل من يحرق حذاء السلطان..

ولدت لتنحدر بين الأسوار الشاهقة و تغرم بمرآتها التي كانت صديقتها الوحيدة .. قبل أن يتسلل نزار قباني رغما ً عن أنف البنادق الأميركية التي كانت تحاصرها ليمرر الكلمات على جسدها.. ويقول لها : دمشقية أنت .. كيف تعيشين وسط المسوخ ؟

يتبــــــــــــــــــع

Abu Guzef 25/08/2007 06:12

شي حلو والله ومستوى عالي يعطيك العافية تابع لقلك بلكي بنفتح شي مكتبة انا وياك :lol:

:D

حنظلة 26/08/2007 06:27

مـــــــــــــــــــازلت أنتظـــــــــر الأشواكــ ...



حنظــــــــــلة مرّ من هنــــــــــــــا ...

الموسيقار 26/08/2007 06:32

خمسة أعوام تتلمذ جسدها وخصلات شعرهاعلى أصابع القباني ... لتسافر خارج حدود العفونة التي كانت تتقمص ردهات سجنها .. وتلامسها نسائم دمشق مع كل قبلة كانت تنام على امتداد عينيها اللتان كانتا ترتبان أيامها المسروقة من أوحال مستقبلها .. وتلقيانها بين ذراعي مشروع حلم يعيش على مدينة غارقة ..


كان كل ما حولها يزفها لأصابعي .. ويدرب أنفاسها على رائحتي التي سترسم لون خديها فيما بعد كارثة لقائنا .. ترقص ألوان عينيها كل ليلة كي تتجهز لـ ليلة زفاف الأرواح المتمردة على قضبان الشرق وعهر الشرق .. وأسمال الشرق .. لتعربد أنفاسي ببخور الدوار المتناهي إلى الشهقة القاتلة .. حيث أعشق السقوط على شفاه مئات من الجنيات تعزفن فنجان قهوة على كتف مياه صحن دار في دمشق ..

وكأن الحقائب كانت تعدها لتخطو على جسدي .. وتوقع على عظامي بأحمر شفاهها الحزين .. وتعلن اعتناق غضبي والحادي وموسيقاي
دون أن تنظر إلى الوراء وحين أعلن الله مقتل الطاغية ... سافرت تحت مظلة دموعها لتستقبلها دمشق حزينة العينين .. ثكلى بـ أمها التي ألقوا جسدها في رحم ترابها وسافروا .. لازالت دمشق تنجب الهزائم منذ خمسة ألاف عام .. دون أن تشكو تقرحات جسدها القاتلة .. لتحترف البقاء على طرفي بردى تداعب حاراتها وتلملم أنفاسها المتساقطة على امتداد صفحات تاريخها ..

دمشق استعدت كثيرا ً لاستقبال اضحيتها الجديدة .. لتعبر مايا وتموت على ضفافها .. و تدخل مفكرتي تسلبني ظلي وخوفي .. ومن ثم رجولتي .




يتـــــــــــــبع

Abu Guzef 26/08/2007 06:35

كني ردينا عالموضوع ومارديت انتي ع ردنا:lol:

الموسيقار 26/08/2007 06:35

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : حنظلة (مشاركة 719859)
مـــــــــــــــــــازلت أنتظـــــــــر الأشواكــ ...





حنظــــــــــلة مرّ من هنــــــــــــــا ...

ارجو الا يكون مرور الكرام..


شكرا ً لقبولكـ دعوتي .

الموسيقار 26/08/2007 06:37

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : Abu Guzef (مشاركة 719864)
كني ردينا عالموضوع ومارديت انتي ع ردنا:lol:

حقكـ علينا زعيم ردكـ أسلج صدري بس كان التتابع الدرامي سيد الموقف .. :)

:D

Abu Guzef 26/08/2007 06:42

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : الموسيقار (مشاركة 719867)
حقكـ علينا زعيم ردكـ أسلج صدري بس كان التتابع الدرامي سيد الموقف .. :)

:D

عراسي والله

اي معذور معلم كنا عم نتحركشك شوي

حلوة الرواية وحلاوتها بسوادها

سالني الي عن السواد

يعطيك العافية ودام قلمك:D

amar84 26/08/2007 11:07

روايــــــــــــــــــة رائـــــــــــــــــــعه

وأسلوب أرووووووووع

يسلمو ايديك .... بنستنى البقيه:D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:59 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04509 seconds with 11 queries