أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   المكتبة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=62)
-   -   أسبوع وكاتب - 2 (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=90738)

butterfly 17/01/2008 08:41

أسبوع وكاتب - 2
 
اللي متابعين بالمكتبة :oops:
بيتذكرو موضوع أسبوع وكاتب :gem:
اللي كانت فكرتو .. أنو كل اسبوع أحد الأعضاء بيعرفنا على أحد الكتاب المفضلين عندو ..

الموسم الأول :lol: للموضوع كان غني كتير ( حكينا عن 15 كاتب ) .. :



Butterfly - نيكوس كزنتزاكيس
The Light - عابرييل غارسيا ماركيز
سرسورة - أمين معلوف
Chefadi - سعد الله ونوس
Butterfly - غادة السمان
Layla - مي زيادة
إمرأة من ورق - فراس السواح
لاوديسا -محمد شكري
ma7aba - شكسبير
The morning - جبران خليل جبران
Bl@ck - غسان كنفاني
زياد الرحباني - عبد الرحمن منيف
elinde -غيورغي فاسيلييف
ليندا - توفيق الحكيم
وائل76 - لمى خاطر

رح نبدا هلق الموسم التاني من الموضوع ..
بتمنى من اللي حابب يحكي عن كاتب معين :fthink: يراسلني بخصوص الكاتب مشان ننسق دور ...

*ملاحظة :fglasses: .. رح نترك مهلة اربع ايام بين الكاتب واللي كاتب مشان الناس تلحق تقرا معنا ..

:mimo:



BL@CK 17/01/2008 14:15

أحجز دور أنا أو لأ ؟! :oops:

لاوديسا 18/01/2008 20:00

اي والله .. اشتقنا

..AHMAD 22/01/2008 07:01

هيهاااااااااااات

اي عليي ما عليي انو شتئنا

يلا ناطرينك فراشة العظيمة

سوري محشش 26/01/2008 23:42

قولو الله واذا بدك باترفلاي بعتيلي عل خاص منشان اعرف اذا بصير شارك
محسوبك داخل من سوريا عل دايل اب الله وكيلك ما عم يبعت رسائل ولا شي
المهم الكتاب يلي حاكين عنن رائعين بس في كاتبين اهم بكتير واشهر وفوق كل هاد
كتاباتن احلا عكل الاحوال الشغلة نسبية صجي انا ما بأمن بالنسبية
بس هل مرة طلعت معي
بتعرفو حاسس حالي محشش رسمي المهم خيتو اذا انا لازمك احكي معي اوكي
وانا عم استنا ومشكورين عل فكرة الحلوة

سوري محشش 26/01/2008 23:45

صحي باتر فلاي المكان يلي حاطة انو انتي منو كتير حلو
بموت بجبران خليل جبران

سوري محشش 26/01/2008 23:49

سوري ما شفت شكسبير ولا غابرييل ماركيز

فدوى يومة 24/02/2008 20:53

مازلت جديدة هنا لهذا فقد فاتني أن أتعرف اكثر على اسبوع وكاتب


هل أجد هنا من يشرح لي الفكرة أكثر

butterfly 01/03/2008 06:23

رح يبدا الأسبوع الأول .. مع
Butterfly
وعرفكن على شاعر سوري مميز جدا ً

أدونيس !

:mimo:


butterfly 01/03/2008 06:24

أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى
والآخرون - بعضهم يظنّك النّداءَ
بعضهم يظنّك الصّدى.
أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً
للنور والظّلامِ
يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ
والآخرون - بعضهم يرى إليك زبدًا
وبعضهم يرى إليك خالقًا.
أجمل ما تكون أن تكون هدفًا -
مفترقًا
للصّمتِ والكلامِ .




أدونيس




butterfly 01/03/2008 06:27

حياته



علي أحمد سعيد إسبرالمعروف بـأدونيسولد في1930 بقرية قصابين بمحافظةاللاذقيةفيسوريا. تبنى اسمأدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) «أنا الذي أطلقت على نفسي هذا الاسم، ذات مرة وبالمصادفة وقعت بين يديمجلة قرأت فيها موضوعاً حول أسطورة أدونيس فأعجبت بها وبعدها حدث نوع منالتطابق بيني وبين بطلها فقلت في نفسي إن الصحف التي لا تنشر قصائدي هيبمثابة الخنزير البري. وقررت أن أكتب باسم أدونيس، أنطون سعاده لم يطلقعليَّ هذا اللقب، هذه شائعة لا أكثر

متزوج من الأديبةخالدة سعيدولهما بنت اسمها "أرواد"، تيمناً باسم جزيرةأرواد.

أدونيس لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة. حفظ القرآن على يدأبيه، كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى. وفي ربيع 1944, ألقى قصيدةوطنية من شعره أمامشكري القوتلي،رئيس الجمهورية السورية حينذاك، والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدتهالإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية فيطرطوس، فقطع مراحل الدراسة قفزاً, وتخرج منجامعة دمشقمتخصصاً في الفلسفة سنة 1954.
التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعيالذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعريوسف الخال, وأصدرا معاً مجلةشعرفي مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلةمواقفبين عامي 1969 و 1994.
درّس في الجامعة اللبنانية, ونال ردجةالدكتوراةفي الأدب عام 1973 منجامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحتهالثابت والمتحولسجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث فيفرنساوسويسرةوالولايات المتحدةوألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاثعشرة لغة. غادر بيروت في 1985 متوجها إلى باريس بسبب ظروف الحرب.

المنهج الفني
استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغةعلى نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الإستخدامات التقليديةدون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.
استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية بالإضافة لإتقانه الرسم وخاصة بالكولاج.


* الويكبيديا


يتبع ..
:mimo:


butterfly 01/03/2008 15:03

حوار مع أدونيس - العربية
مقدم البرنامج: أحمد علي الزين
تاريخ الحلقة: الجمعة 14-9-2007



أدونيس: ربما ينبغي كي أعود إليها إلى القرية التي جئت منها.. أن أرى كيف تخرج من سرة البحر أمواجه لتموت على صخرة أو تضم حطاماً.. ربما ينبغي أن أسائل وجه الفضاء لماذا تتغير فيه تقاطيره ولا يتغير.. أن أجهر الأساطير في أرضنا سفن تتنقل لا مرفأ ولا شاطئ.. ربما ينبغي أن أصالح بين الطيور وأعشاشها بعد أن تترحل عنها.. أن أقول الجبال مرايا لأيامنا.. أن أجر خطايا إلى موعدٍ لم يعد غير قبر.. ربما ينبغي أن أعانق من أولٍ شجر الحور والسرو والتين والياسمين.. وأن أتواطأ مع غيمة لم يزل خصرها عاشقاً كي نعد الحقول لأمطارنا.. أتراني سأقدر؟ لكن أحقاً وجدت وعشت وسافرت أم كنت حلماً؟
من هو أدونيس؟
أحمد علي الزين: علي أحمد سعيد هذا اسمه في الهوية, وأدونيس اسم اختاره لنفسه خيار آخر وولادة أخرى في المسافات والمدن التي شهدت انبثاقات له وولادات في الرؤى وفي القصيدة.
ولد علي في قصابين قرية في الشمال السوري في شتاء ليل من عام 1930 ومن أبوين فقيرين, كان والده أحمد سعيد شوقاً بالمعرفة واللغة والشعر, وهذا كان الحجر الأساس في عمارة أدونيس لاحقاً.
نشأ بداية وسط هذه البيئة تعلم في كتّابها لحوالي عشر سنوات, ثم تابع دراسته في مدن الساحل في طرطوس واللاذقية, ثم إلى دمشق حيث نال إجازته في الفلسفة سنة 1954, ومنذ بداية الخمسينات بدأ يرسل قصائده إلى مجلة الآداب البيروتية.
وهكذا دارت عجلة أيامه وفق رغبته في تغيير مصيره كما كان يقول, ليحط فيما بعد ترحاله في بيروت على أواسط خمسينات القرن الماضي, حيث بدأ يشعل ناره وحرائقه في مسائلة الموروث فكراً وشعراً ونصاً وأنساقاً, فكان من بين أوائل الدعاة الحداثيين الذين صرفوا أعمارهم من أجل تهديم جدران السجن الكبير للخروج إلى المدينة الإنسان المدينة الحرية المدينة العدالة.
من قصابين إلى باريس حيث ولادته الكونية كما يسميها بعد بيروت التي كانت الولادة الثقافية, 77 عاماً يضيء أدونيس عند كل ليل منها قصيدة وشمعة للأيام الآتية.

أدونيس: اللي أذكره من طفولتي أنه أولاً أنا ما عرفت طفولة, يعني ولدت بالحقل بين الأشجار بالحقول, ومن طفولتي مارست مثلاً شتل التبغ حصدت القمح درست على النورج, نقلت ميّ, يعني جميع الأعمال التي يقوم بها الفلاحون عادة قمت بها وأنا طفل صغير، فما عرفت الطفولة بالمعنى الذي نتحدث عنها في الكتب، ولدت كبير بسن كبيرة أقصد، وما كان فيه مدرسة ما كان عندنا مدرسة, كان عندنا الكتاب نروح بين وقت وآخر نقعد تحت الشجرة ويعلمنا الشيخ كيف نقرأ القرآن وكيف نكتب، فأنا تعلمت تحت الشجرة, ولم أدخل المدرسة حتى سن 13, وهلأ عم حاول أسترجع وأتذكر طفولتي لأني عم أكتب مذكراتي عم أكتب سيرة بحياتي، مثل كأنه شيخوختي ليست حركة في اتجاه الموت مثل كل الناس يعني وإنما هي بالأحرى حركة في اتجاه الطفولة.
أحمد علي الزين: استعادة الطفولة.
أدونيس: استعادة الطفولة.
أحمد علي الزين: وأنت تقول لتكن هذه الشيخوخة طفولتك التي افتقدتها, سعيت لتغيير مصيرك؟
أدونيس: تماماً, وعشت الحلم بالتغير وأعتقد حققته أو أنجزته إلى حد كبير بحياتي كلها وبتفكيري كله وحتى بتنقلاتي اليومية, يعني أنا رجل صرت مثل كأني مسافر لا مسافر في المكان وحده, وإنما مسافر في الزمن أيضاً ومسافر في نفسي داخل نفسي، هذا خلق لي شعور شوي معقد, خلق لي شعور إنه أنا أعيش في منفى متحرك, وهالمنفى المتحرك في المكان وفي الزمان خلق تطابق مع منفاي اللغوي, فأنا أشعر أني منفي لغوياً داخل اللغة اللي عم أكتب فيها, وعم بحاول أوجد نفسي عبرها, كلما أوغلت في هذه اللغة حتى أوجد نفسي أشعر كأني أبتعد عن نفسي.


أدونيس: الكتابة هي وسيلة لمزيد من التساؤلات
أحمد علي الزين: بهذا المعنى أستاذ الكتابة تبدو كحل أو كشيء من الحل في البداية ولكن بهالمعنى صارت بالنسبة لك مأزق يعني؟
أدونيس: بالعكس, بالنسبة لي الكتابة هي وسيلة عملياً وسيلة لمزيد من التساؤلات ولمزيد من الضياع ولمزيد من المنفى بالشعور بالمنفى خارجاً وداخلاً, مثل كأن الكتابة تكملني, يعني شخص ثاني داخل شخصي لا يعبر عني بقدر ما يكملني.
قلت أسهر حتى الصباح لأكتب لكن ما أقول.. انكببت أخط وأمحو وأبدأ لا شيء.. كيف تغيرت؟ أن وكيف توارى كل ما كان عندي؟ نمت كلا.. رمى النوم أثقاله فوق رأسي.. في الصباح شعرت كأني شطرت وأصبحت غيري.. شخصاً بعيداً يسير إلى ذاته البعيدة كاتباً هذه القصيدة..
أحمد علي الزين: تتحدث عن الحنين في مكان ما, تقول الحنين يضمر نوع ما من الكفاح ضد الموت.. يضمر نوعاً من الكفاح ضد الموت, أنت تخاف..
أدونيس: لأن الحنين باللغة العربية هو إلى ما اختبرته فمضى, وما اختبرته ومضى يندرج في عالم الطفولة, وإذن تذكره أو الحنين إليه هو نوع من كأنك تدير وجهك إلى الطفولة, فيما تدير وجهك ظهرك إلى الشيخوخة والموت, وهاد بهالمعنى الحنين مهم, لكن بشرط ألا يكون حنيناً استسلامياً, يعني أن يكون الحنين دافع إلى مزيد من الهجوم وإلى المزيد من التقدم, لكن إجمالاً عنا الحنين استسلامي من شان هيك يولد الحزن, والحزن قد يتحول إلى خيبة ويتحول إلى إحباط, أما بالنسبة لي لم يكن ولا مرة..
أحمد علي الزين: هو حفزك يدفعك..
أدونيس: حافز لمزيد من التقدم في مواجهة الموت.

أحمد علي الزين: يعني دائماً أنت تسعى إلى تغيير مصيرك حتى الآن؟
أدونيس: باستمرار..
أحمد علي الزين: يعني هيك بس تطلّع أنت أكيد منتبه تماماً إنه مصير أدونس الطفل اللي كان في قصابين تغير, أصبح أدونيس العربي والعالمي في أكثر من مكان وزمان, بتلتفت هيك إلى الخلف بتلاقي مصير الآخرين مصير الأوطان لم يتغير, ألا يحزنك هذا الشيء؟
أدونيس: يعني يحزنني كثيراً ويمزقني بالمعنى الثقافي, لأنه بالتحليل الأخير لكي يكون الفرد عظيم يجب أن يكون شعبه أيضاً عظيم, وأكثر من هيك أنا بدي أقول لك من الصعب كتابة شعر عظيم إلا بثقافة عظيمة, وأنا كثير بدي أعطيك أديش مهم النظام بالنسبة.. النظام وما يفعله بالنسبة لأفراده وبالنسبة لنفسه هو أيضاً, لكن على مستوى الأحلام العظيمة والإبداعات الكبيرة, وعلى المستوى الثقافي الخلاق مع الأسف الأنظمة العربية لا تفعل شيئاً, هناك الآن توجهات نحو إعطاء جوائز وهذا شيء جيد, لكن حتى هذه التوجهات فيما يتعلق بإعطاء جوائز ورصد أموال للعمل الثقافي, كل نوع من جعل الثقافة أكثر ارتباطاً بالوظيفية بدلاً من تحرير الثقافة من الوظيفية, يأتي هذا المال ليجعلها أكثر ارتباطاً بالوظيفية, وآمل ألا تتحول هذه العناية اللي بدأت اليوم إلى هذا النوع من القتل للثقافة, إلى نوع من ترويضها وربطها أكثر فأكثر بالآلة السياسية القائمة.
أحمد علي الزين: تشعر بغربة كبيرة بينك وبين المجتمع اللي تنتمي له؟
أدونيس: هلأ يعني أشعر بغربة من جهة وأشعر باندماج وذوبان فيه أيضاً في الآن نفسه, لأنه مثلاً إذا سألتك..
أحمد علي الزين: لأنك تقول أنت مثلاً الأفكار الكبيرة مستحيل تمر بعقول صغيرة, يعني وإذا مر يعني بتصغر..
أدونيس: طبعاً أي نص عظيم.. يعني القرآن بعقل محمد عبده شيء وبعقل القرضاوي شيء, وبعقل أبو مصعب شيء آخر نص واحد يؤمنوا فيه الجميع, بس له مستوى بهالعقول مختلفة, وبهالمعنى النص يعظم ويكبر بقدر ما بيكون العقل اللي يتناوله عظيم وكبير.
بعد هذا التشرد ملئ المدائن.. بعد السنين التي أرهقت كاهلي.. أغني لنا لطفولاتنا.. لا أصدق أني شيّخت.. أمشي غريباً لا عزاء ولا أتشكى لحبي وموتي فلك واحد.. وأغوي من يجيئون بعدي أن يضيئوا بنور الجسد ظلمات الأمد..

أحمد علي الزين: حين تجالسه يذهب بك في شعاب المعرفة والتاريخ والشعر, ليس من حرج أن تطرق أي باب شئت, فباب الحب رحب يفضي إلى حكايات وحدائق, وباب الشعر عالٍ خلفه ألف قصيدة, وباب الفكر يفتح دائماً على الحرية, لكأن مسار حياته أبواب تفضي إلى أبواب يفتحها على الضوء, وكلما تعثر أمام جدار ما يفتح في قلبه كوة, وكلما علا جدار السجن كما يقول تصبح الخطيئة مقدسة.
القصابين وشقاء الطفولة في مدن الساحل في القرية, ثم دمشق حيث هب هوى العشق مع خالده رفيقة العمر صديقة وحبيبة وزوجة ومبدعة قرأته بهوى الفكر, ثم بيروت بيروت مجلة شعر مع يوسف الخال سنة 1957 كانت مجلة شعر حجر الزاوية في بناء القصيدة الحديثة, ثم مواقف مجلة أخرى أو منبر آخر لموقفه من الثورة من الحياة من الوجود ومن التراث, حيث يقول في افتتاحية العدد الثالث عام 1969 "الثوري العربي يحاصره عدوان خارجي مستعمر ومتطور, وداخلي متخلف وطاغية". لكأنه في كل مرة صاغ افتتاحية أو مقالاً أو دراسة أو معالجة للموروث أو للمعاصر, كان يضمّن كلامه بياناً من نوع آخر بياناً من أجل الحداثة بمفهومها الشامل وليس المقتصر على الشعر فقط, نتابع مع أدونيس نحو منابع تأثراته من بيته العتيق في قصابين إلى بيته الباريسي.

رحلة أدونيس من بيته العتيق في القصابين إلى بيته الباريسي
إذا بدنا نحكي عن التأثرات الأولى أنت تقول أنه يمكن الوالد أو أكيد مش يمكن الوالد هو كان يقرأ وكان شاعر, التكوينات الأولى انطلقت من المنزل؟
أدونيس: من المنزل, يعني أنا عرفت الشعر العربي على يد أبي أساساً, واطلّعت على الكتب الدينية وكتب التصوف أيضاً بالبيت بواسطته, وهو اللي يعني فتح لي عالم الشعر, لكن أنا بالأخير اكتشفت مع الوقت أنه لم يكن أباً بالمعنى التقليدي وإنما كان صديقاً, ولذلك اختلفت معه كثيراً, واتجاهي الشعري كان مختلفاً عن اتجاهه, واتجاهي الفكري أيضاً كان مختلفاً عن اتجاهه, وأتذكر الآن أنه مع كل هذا لم يقل لي مرة واحدة افعل هذا لا تفعل هذا, سطوة الأبوة كان يقول لي يمكنك أن تأخذ قراراً في أي لحظة ومتى شئت, ليس أسهل من اتخاذ القرار, كل وصيتي لك هو أن لا تتخذ قراراً إلا بعد التأمل والدرس والصبر, ادرس وتأمل ثم خذ قرارك.
أحمد علي الزين: افتقدته بكير أنت, هو توفى بحادث سيارة؟

أدونيس: فقدته بكير ولم أكن أعرفه جيداً, لأنه في أثناء حياته كنت أبحث عن طريق أخرى غير الطريق اللي نشأت فيها بين يديه.
أحمد علي الزين: وصرت أب مكانه أنت إلى حد ما في موقع المسؤولية عن العائلة الأم الإخوة؟ الوالدة قلت لي لم تزل يعني شابة 104 سنوات يخزي العين..
أدونيس: يعني ولدت هي في سنة 1905 أو 1904 مع أنها عمرها هلأ 104 سنوات ولا تزال قوية وأتحدث معها بالهاتف.
أحمد علي الزين: طيب أستاذي بعد قصابين هيك وسنوات الطفولة كانت دمشق هي المحطة الثانية مهيك؟ دمشق يعني كانت سنواتك التفتح والأسئلة الثانية.
أدونيس: دمشق يعني كانت للتعلم فقط في الجامعة, طبعت حياتي سيدة أدخلتني إلى الوسط الثقافة وأنا مدين لها هي السيدة عبلة خوري ساعدتني كثيراً, وأنا بهذه المناسبة إني أحييها, فسنواتي في دمشق محدودة أربع خمس سنوات فقط السنوات الجامعية فقط, بين أعوام 50 - 54..
أحمد علي الزين: أنت آنذاك سجنت في تلك الفترة؟
أدونيس: لا سجنت في 55 حينما تركت الجامعة قلت سأذهب للقيام بخدمة العلم, ذهبت للقيام بخدمة العلم وكان ذلك في مدرسة ضباط الاحتياط في حلب, وكنت في حلب وحدث اغتيال المالكي فاعتقلت وأنا في حلب, قلت ماذا؟ ما علاقتي بجريمة وقعت على بعد 400 كيلو متر طبعاً..
أحمد علي الزين: أنت آنذاك كنت على صلة بالحزب القومي..
أدونيس: كنت على صلة آنذاك بالحزب القومي, وهكذا أمضيت حوالي سنة دون استجواب, ودون محاكمة ودون أي شيء هكذا..
أحمد علي الزين: بتقول إنه في خمس دقايق بحياتك على الحدود السورية اللبنانية غيّرت كل مصيرك, هذا كان يمكن بـ 56 خلال العدوان الثلاثي يوميتها سكرت الحدود..
أدونيس: تماماً في 56 بـ 16 أكتوبر أو أظن 15 أكتوبر أو ما بعرف أي بالضبط, لم أكد أجتاز الحدود السورية إلى الحدود اللبنانية حتى أُعلن النفير العام في سورية, واستدعي جميع ضباط الاحتياط إلى الخدمة, لكن أنا كنت صرت في الجهة الثانية..
أحمد علي الزين: بتقديرك لو حدث ذلك يعني..
أدونيس: كان مصيري تغير كله..
أحمد علي الزين: متأكد؟
أدونيس: أنا متأكد..
أحمد علي الزين: يعني ما كنت أدونيس الذي هو الآن؟
أدونيس: أعتقد كان كل مصيري تغير على الخمس دقائق, لأنه كانت الحياة آنذاك في سورية لا تعقل لا تطاق على أي مستوى من المستويات, الإنسان لا قيمة له, والفكر لا قيمة له, ولم يكن لأي شيء أي قيمة..
أحمد علي الزين: أنت تقول أن دمشق هي مدينة مساومة ومدينة تسوية لا مدينة تفجر وانبثاق وانبعاث وحيوية, وبيروت مدينة البدايات, أخشى أن تتعرض بيروت هذا اللي بتقوله أيضاً بحوارك مع صقر أبو فخر..
أدونيس: تماماً وهذا ما وقع في بيروت وعرّبته السياسة, لا عاصم للبنان ولبيروت على نحو خاص إلا بثقافتها, وأنا أستغرب مثلاً كيف أن لبنان القائم على هذا التنوع البشري والذي هو في أساسه تنوع ثقافي, كيف تُنسى القاعدة الثقافية لهذه العائلات البشرية ولا يؤخذ منها إلا الجانب السياسي, تحويل ينابيع إلى صهاريج، وبدل أن تكون بيروت مجموعة من الينابيع صارت مجموعة من الحصص من الصهاريج لنقل. حُبس الماء الحي في بيروت بالطائفية وبالطوائف. وأنا يعني أتساءل باستمرار لماذا هذا النسيان الكامل للأسس التي سوغت قيام لبنان ككيان سياسي؟ فلا يُفهم لبنان سياسياً إذا لم يُفهم بهذا التنوع أو هذا الغنى الثقافي الطائفي؟ لكن مع الأسف..
أحمد علي الزين: يعني بهالمعنى أنت وجيلك والجيل الذي تلاكم وضعتم حجر أساس بتقديرك ما أحد استفاد منه, يعني أو ذهب هباء هذا الجهد في التحديث..
أدونيس: حتى اللبنانيين أنفسهم فيما سمي بعصر النهضة كل الأفكار الجديدة فيما يتعلق باللغة, فيما يتعلق بالعلاقة بالآخر, فيما يتعلق بأفكار التقدم, فيما يتعلق ببناء المجتمع وفصل الدين عن الدولة كل هذا فعله اللبنانيون لكن الآن كل شيء..
أحمد علي الزين: عاد إلى نقطة الصفر؟
أدونيس: عاد إلى أسوأ عاد إلى ما هو أسوأ.
أحمد علي الزين: تعربت بيروت يعني؟
أدونيس: بهذا المعنى قلت..
أحمد علي الزين: تخشى أن تتعرب الكلام اللي قلته من سبع ثمن سنين..
أدونيس: لأن نموذج لبنان ضد الواحدية والنظام العربي قائم على الواحدية..
أحمد علي الزين: يعني العرب يخشون من لبنان بتقديرك الأنظمة العربية؟
أدونيس: إيه أعتقد أنهم لا يطيقون هذا النموذج, يطيقه المفكرون والكتّاب والأدباء لكن لا تطيقه الأنظمة كأنظمة, وهو كشيء آخر يعني صار له عدو جديد أشد بأساً من العداء العربي له العداء المضمر هو إسرائيل, إسرائيل لا يوافقها أن يكون إلى جانبه نظام علماني تعددي متسامح متنوع منفتح, وهي النظام المغلق الواحدي, فيوافقها أنظمة متل الأنظمة العربية القائمة اليوم أكثر مما يوافقها نظام متنوع متعدد كلبنان.






:mimo:


butterfly 02/03/2008 01:29

أدونيس واتحاد الكتاب العرب
فصل أدونيس عام 1995 من اتحاد الكتاب العرب في سورية لحضوره لقاء في غرناطة ضم من بين من ضم كتاباً وسياسيين إسرائيليين وغير إسرائيليين وأثار ذلك الفصل ردود فعل واسعة في أوساط المثقفين العرب بين مؤيد لقرار الاتحاد على اعتبار أن سلوك أدونيس يندرج في إطار ما يطلق عليه «التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني» وبين معارض للقرار ومدافع عن أدونيس على اعتبار أن ذلك القرار لا ينقص من مكانته، واجتهد آخرون فقرؤوا القرار قراءة سياسية، وشمل الاهتمام بفصل أدونيس كتاباً من معظم الأقطار العربية وطرح الموضوع في نقاش جدل حول مقولة التطبيع الثقافي. موقف الاتحاد اليوم
وعن هذه الحادثة يقول أدونيس:
«كان مؤتمراً نظمته اليونسكو للبحث في ما بعد السلام لأن اليونسكو تعتبر أن السلام آت، لم يكن المؤتمر حواراً بين العرب واليهود، وإنما كان مؤتمراً للتأمل في مرحلة ما بعد السلام، ودعي إلى هذا المؤتمر زهاء عشرين شخصاً من فلسطين بالدرجة الأولى ومصر والمغرب العربي وسواها وكنت من بين المدعوين العرب.
ما قلته: إن «إسرائيل» اليوم تنتمي إلى المنطقة يعني إلى منطقة قامت ثقافتها أساساً ومنذ البداية على التمازج بين عناصر متعددة ومختلفة منذ السومريين والبابليين والأكاديين حتى الفينيقيين لذلك فالثقافة في هذه المنطقة ثقافة تمازج وتفاعل وأعطيت أمثلة في المناقشة أن العرب أفادوا من جميع العناصر الأخرى التي كانت موجودة في المجتمعات الإسلامية وبشكل خاص المسيحيين واليهود لتكون حضارتهم حضارة منفتحة.
وطرحت على «إسرائيل» أمام الجميع في المؤتمر هل ستعيد «إسرائيل» النظر في ثقافتها ولا أعتقد أن لديها ثقافة في هويتها وهل ستظل ذات هوية مغلقة، لا يمكن أن يكون هناك سلام بين هوية منفتحة حضارية تعترف بالآخر وهوية مغلقة تريد من الجميع أن يكونوا تابعين أو خاضعين لها بشكل أو بآخر، من دون إعادة النظر هذه لا يكون السلام، هذا جوهر ما قلته وهناك غضب اليهود مني غضباً شديداً لأنهم أحرجوا فلم يستطيعوا القول بنعم أو لا فصمتوا صمتاً كاملاً».
أما التطبيع فيرى أدونيس بأنه كلمة من خارج الثقافة ولا علاقة لها بالثقافة، وإذا دخلت اللغة فإنها ستكون أكثر من مقبرة.
«إذا كنت ضد التطبيع حتى داخل لغتي وداخل ثقافتي فكيف يمكن أن أكون مع التطبيع بين لغتين وثقافتين».

:mimo:


butterfly 02/03/2008 01:31

أدونيس و احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية

طالب الشاعر السوري أدونيس، بإلغاء قرار فصله من اتحاد الكتاب العرب في سوريا وإطلاق سراح معتقلي الرأي حتى يشارك في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.
وبحسب التقارير فقد رفض أدونيس المشاركة بسبب عدم تحقيق اللجنة المنظمة مجموعة من الشروط التي ربطها أدونيس بموافقته على المشاركة.
وهي إصدار اعتذار من اتحاد الكتاب العرب عن قرار فصل أدونيس من عضويته، وأن يلغى القرار علنا عبر كتابة اعتذار علني يلغيه، كما اشترط أدونيس إطلاق سراح جميع المسجونين بسبب آرائهم السياسية، وذلك لتحقيق الانسجام مع احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية هذا العام.
وكانت الاحتفالية وضعت اسم الشاعر السوري أدونيس ضمن اللجنة الاستشارية التي يتم الدخول إليها عبر أيقونة العاملين في الاحتفالية، في الموقع الإلكتروني لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية.

*نسيج الأخبارية








*:gem:

butterfly 02/03/2008 01:33

ليس نجمًا ليس إيحاءَ نبيّ
ليس وجهًا خاشعًا للقمرِ -
هُوَذا يأتي كرمحٍ وثني
غازيًا أرض الحروفْ
نازفًا - يرفع للشمس نزيفهْ;
هُوَذا يلبس عُرْيَ الحجَرِ
ويصلّي للكهوفْ
هوذا يحتضنُ الأرض الخفيفَهْ .



يتبع في الغد ...
:mimo:


butterfly 02/03/2008 17:43

طَرَفٌ رايتي لا تُؤاخي ولا تتلاقى
طَرَفٌ أغنياتي.
ها أنا أحشد الزهور وأستنفر الشجَرْ
وأمدُّ السماء رواقا
وأحب وأحيا وأُولَدُ في كلِماتي
ها أنا أجمع الفَراشات تحت لواء الصباح
وأربّي الثمارْ
وأبيتُ أنا والمطَرْ
في الغيوم وأجراسِها, في البحارْ;
ها أنا أُشرع النجومَ وأُرْسي
وأُنصّبُ نفسي
مَلِكًا للرياحِ .




butterfly 02/03/2008 17:47

الجوائز

  • جائزة الشعر السوري اللبناني. منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ، الولايات المتحدة 1971.
  • جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية. فرنسا 1993.
  • جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما. إيطاليا 1994.
  • جائزة ناظم حكمت. إسطنبول 1995.
  • جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي. باريس، فرنسا.
  • جائزة المنتدى الثقافي اللبناني. باريس، فرنسا 1997.
  • جائزة التاج الذهبي للشعر. مقدونيا 1998.
  • جائزة نونينو للشعر. إيطاليا 1998.
  • جائزة ليريسي بيا. إيطاليا 2000.

butterfly 02/03/2008 17:49

أدونيس يفوز بجائزة غرينتزاني كافور للإبداع أعرق جائزة إيطالية


تَسَلَّم الشاعر العربي الكبير أدونيس جائزة «غرينتزاني كافور» وجرى الاحتفال بتسليم الجائزة في «بلاتسو ريالي - القصر الملكي» بتورينو في إطار الدورة السنوية لأعرق جائزة إبداعية إيطالية. دورة هذا العام من الجائزة أقيمت تحت عنوان «عبق الهند - كتابات وقصص» وتستضيف خمسة عشر كاتباً من شبه القارة الهندية يمثلون شعوب الهند وتنوّعاتها العرقية واللغوية، إضافة إلى تمثيلهم الجيل الذي ولد ما بعد استقلال الهند، وحاز حضوراً عالمياً واعترافاً كبيراً، كآروندهاتي روي وآنيتا ديساي وأميتاف غوش وفيكرام سيث وفيكرام تشاندرا. وساهم هذا التيار في ميلاد مجموعة أخرى من المبدعين الشباب، الذين ستكون غالبيتهم من ضيوف الدورة الراهنة من المسابقة، وهم الكاتب والباحث إم جي أكبر وسوداهير كاكار وبهاغوان داس موروال وآنيتا ناير وأوداي براكاش ولافانيا سانكارانا وفيكاس سواروب وتارون جي تيجبال وشاشي تهارّور وألطاف تيريوالا وتيهريتي أومريغار.

19/1/2008


* النهار

butterfly 03/03/2008 20:00

توقعات نوبل للآداب تضع أدونيس خامسا / 2007
شاهد – وكالات :
قررت الأكاديمية السويدية اختيار يوم الخميس 11 أكتوبر للإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب، حيث تظهر النتيجة في الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت (استوكهلم) على موقع الإنترنت الخاص بالأكاديمية.
ومن المعروف أن القائمة القصيرة بأسماء المرشحين تخضع للسرية التامة، وكثيراً ما تفاجئ اللجنة توقعات الخبراء والنقاد، بإعطائها الجائزة لشخص غير متوقع أو حتى غير معروف بالدرجة الكافية.
الجائزة تبلغ قيمتها عشرة ملايين كروناً سويدية أي مايعادل (1.54 مليون دولار)، وتصر الأكاديمية السويدية على أن السياسة لا تلعب أي دور باختياراتها.

وتضع وكالة (لادبروكس) التي تتلقى المراهنات على أكبر جائزة للآداب في العالم الروائي الايطالي وكاتب المقال الأدبي (كلوديو ماجريس) على رأس المرشحين للفوز بالجائزة يليه الشاعر الاسترالي (ليز موري) والروائي الأمريكي (فيليب روث)، ويأتي الشاعر السويدي توماس (ترانسترومر) في المركز الرابع بالقائمة التي يحتل فيها الشاعر السوري أدونيس المركز الخامس ، وباستثناء موري فجميعهم كانوا مرشحين للفوز في السنوات الماضية.


:lol:



butterfly 03/03/2008 20:00

أدونيس ونوبل


اتهم أدونيس بأن له مآرب خفية من حرصه على ترجمة أدبه لأكثر من 13 لغة غربية وليرشح إلى جوائز عالمية ومنها نوبل باحثاً بذلك عن المجد والشهرة والمال، وعن الجائزة يقول:


«لم تعنني الجائزة عميقاً في أي وقت من حياتي ولا يمكن لأي كاتب أن يسعى إلى نوبل بل هي التي تسعى إلى الكتاب وتفتش عنهم وهذه من جملة شروطها، ولم أكن وحدي مرشحاً فهناك أسماء عديدة كانت مرشحة والجائزة ليس لها أي قيمة أدبية بل قيمتها مالية فقط».


butterfly 03/03/2008 20:01

"نوبل" لكويتزي.. ولأدونيس "السوليفان"!

كل شيء كان مختلفا هذا العام. فإعلان صاحب نوبل في الآداب جاء قبل موعده، دون أن تحيط به ضجة كتلك التي اعتدناها في أعوام مضت. كما لم يكن الحاصل على الجائزة مجهولا، ولم يكن ذا توجه سياسي مريب كما كان حال العامين الماضيين. التكهنات هي الأخرى كانت مختلفة عن السنوات السابقة؛ إذ كان هناك تأكيد زائد على ذهابها هذا العام للشاعر السوري علي أحمد سعيد "أدونيس"، وظل هذا التوقع يتسيد الساحة الثقافية في العالم كله حتى قبل لحظات من ذهابها إلى من كاد يتفق الجميع على أنه يستحقها وعن جدارة! صحيح أنها لم تكن المرة الأولى، وصحيح أن اسم أدونيس ظل مطروحا لأكثر من سبع مرات على مائدة التصويت؛ لكن ما اختلف هذا العام هو ما قرأناه عن مصادر أكاديمية سويدية وصفت بأنها مقربة جدا إلى لجنة التحكيم أن أدونيس هو الأكثر توقعا لأن يفوز بالجائزة هذا العام. من هنا، بدأت ذاكرة المثقفين العرب تستدعي السنوات الماضية، وتضع خطوطا تحت ما حدث عام 2001، حين كان الفارق بين إف إس نايبول (الذي حصل على الجائزة) وأدونيس، صوتين لا أكثر، وما حدث في العام الماضي، حين وصل أدونيس إلى التصفيات النهائية ودخل المنافسة مع المجري إيمري كيرتيز، الذي حصل بالفعل على الجائزة. بل إن لجنة نوبل حين رفعت السرية عن وثائقها اتضح أن أدونيس كان على وشك الحصول عليها عام 1988 بدلا من نجيب محفوظ لولا فارق طفيف في عدد الأصوات!! أما على الضفة الأخرى، فكانت الأوساط الأدبية الغربية، تقصر تكهناتها هذا العام حول 5 أسماء باعتبارهم الأقرب للجائزة هم الهولندي سيز نوتيبوم، أو البلجيكي هوجو روث، أو البيروفي ماريو فارجاس لوسا، أو أدونيس، وكان أقلهم ذكرا في بورصة التكهنات هو الجنوب أفريقي جون ماكسويل كويتزي. وهكذا، كان مثقفون عرب كثيرون يحبسون أنفاسهم انتظارا للنطق باسم أدونيس ليكون بذلك العربي الثاني الذي ينال الجائزة بعد نجيب محفوظ، قبيل أن يقفز اسم كويتزي ليأخذ اللقب من الجميع.

أدونيس بسلوفان أوربي

قد يكون مناسبا هنا أن نعود لأدونيس الذي استطاع خلال العقدين الماضيين أن يبني له "قاعدة" في الأوساط الغربية وهو مترجم إلى عدد كبير من اللغات العالمية، بما فيها الإسكندنافية التي تندرج فيها نوبل، كما أن له حضورا قويا وفاعلا في المحافل الشعرية العالمية وصلت ذروته في شهر حزيران الماضي حين دخل الشام فاتحا ومحمولا على سفن الاتحاد الأوربي بتنسيق من فرع المفوضية الأوربية في دمشق وبالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، حيث قدم فرانك هيسكه، سفير المفوضية الأوربية في دمشق هذا اللقاء مع أدونيس باعتباره "سيسمح للسوريين التعرف إلى أدونيس في شكل أفضل، وأن يثمّنوا عمل أحد أبنائهم الأكثر شهرة اليوم"؛ الأمر الذي أثار حنقا واسعا لدى العديد من المثقفين العرب عموما، ولعل الشرنقة التي أطبقت على أدونيس من حيث لا يدري هي استشهاد هيسكه بقول سابق لأدونيس هو: "أوربا هي وجهي الآخر، هي أناي الأخرى. فبيني أنا الضفة الشرقية للمتوسط، وبين ضفته الغربية، ثمة وحدة أنطولوجية. فأنا هو هذا الأنا وهذا الآخر مجتمعين"، ذلك أن الكثيرين رأوا في ذلك تسويقا لأدونيس بورق "السوليفان" الأوربي، والذي عد أيضا إشارة قوية ترجح فوز أدونيس بجائزة نوبل، ولا يخفى في الوقت ذاته البعد السياسي لضغط أوربي على عاصمة الأمويين.

ونحن في الانتظار!
قُضي الأمر وذهبت الجائزة (التي تبلغ قيمتها نحو مليون ومائتي ألف دولار أمريكي) للجنوب أفريقي جون ماكسويل كويتزي صاحب المنجز الأدبي الكبير، والسمعة الطيبة، متخطية أدونيس لمرة جديدة، ليبقى منتظرا في أول قائمة التكهنات للعام القادم وربما الأعوام التي تليه!


*شبكة المجد الأخبارية .

butterfly 04/03/2008 02:15

الحزب السوري القومي الاجتماعي

دخل أدونيس الحزب سنة 1945 وتركه 1958 وسمي خلال هذه الفترة بشاعر الحزب. لكن ما هو سبب دخول أدونيس الحزب القومي بدلاً من الحزب الشيوعي الشائع في تلك الفترة؟

«منذ دخولي أخذ الشيوعيون يعملون على اجتذابي إلى الحركة الشيوعية ولولا المصادفة لكنت دخلت الحزب الشيوعي».

كانت المصادفة في تلك الفترة أنه استيقظ ذات صباح فوجد أمتعة وأسرة لطلاب طردوا من المدرسة، كان الطلاب من الحزب السوري القومي وقد تظاهروا ضد الفرنسيين الذين كانت لهم حامية في طرطوس، عندها قرر أدونيس وآخرون الانخراط في الحزب السوري القومي دون أي فكرة مسبقة عنه.
«لا أذكر أنني كنت حزبياً جيداً على المستوى النظامي

" انخرطت في حركة فكرية سياسية هي الحزب السوري القومي الاجتماعي، ظنّاً مني بأنه يجسد الصورة المغايرة، المرجوة، للصورة السائدة في المجتمع السوري، وإذاً للثقافة السائدة. وأنه تبعاً لذلك يخرجني من منفاي – منفى الأقلية. تمثلت لي هذه الصورة أساسياً في الدعوة الى العلمانية، أي الى بناء مجتمع ينفصل فيه الدين عن السياسة، بحيث يكون تجربة شخصية لا تلزم أحداً إلا صاحبها.
تمثلت أيضاً في النظرة اللاعرقية الى المجتمع، والقول: في البدء كان التعدد – أعني أن المجتمع مزيج بشري ثقافي، في كل موحد، يتخطى أي انتماء عرقي. ويوضّح هذه النظرة مفهوم وضعه انطون سعادة، مؤسس الحزب، سمّاه «السلالة التاريخية» التي تنصهر فيها الأعراق والثقافات. ويذكّر هذا المفهوم بما طرحه، في ما بعد، الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، وما سمّاه الـ «ريزوم» أو الجذمور، كما يترجمه «المنهل». ويقول لنا الجذمور، كما تقول السلالة التاريخية: في البدء كان التعدد. فالجذمور مجموعة من الجذور تتلاقى وتتشابك، أصلياً. والآخر إذاً، بدئياً عنصر مكوّن من عناصر الذات. لا ذات إلا متشابكة مع الآخر. وهو مفهوم يجنبنا فرض التعريب أو قمع الجماعات الإثنية والاقليات الدينية وإلغاء الهويات وقسرها على الذوبان في هوية عربية واحدة. يجنبنا كذلك الفرز الإتني اللغوي والاجتماعي، فلا يعود المجتمع مجموعة من العناصر المفككة، المتضاربة، كل منها ينظر الى الآخر بوصفه عدواً، وإنما يصبح متحداً، اجتماعياً، مدنياً، واحداً. التهجين، التعددية، التركيب، هي في هذا الاطار، عبارات ليست مجرد صفات أو حالات. إنها كذلك أفعال تتم في التفاعل واعادة التشكيل، بحيث تتعذر معرفة الأصول، وتزول مفهومات الانتماء القومي إلا الى المجتمع والأرض التي تحتضنه. هذا هو البعد الاساسي، وربما الوحيد الذي جذبني الى هذا الحزب. أما البعد التنظيمي الهرمي فكان يقمع التنوع ويتشدد إزاء الرأي الشخصي. كان فيه نوع من المفارقة: يحتضن التعدد الإتني من جهة، ويفرض، من جهة ثانية، فكراً أوحدياً، يقصي المختلف.
في هذا الأفق تغيرت نظرتي الى العروبة. فإذا كانت دون مضمون حضاري معرفي نقدي تساؤلي منفتح وعادل تصبح مسألة عرقية أو بمثابة مسألة عرقية على رغم ما عرفته الأرض العربية من تمازج الشعوب.
في هذا الأفق أيضاً، خرجت من اسمي الأول علي، الى اسم ثانٍ، أدونيس. هكذا بلغة الذات، أخذت أعلن حروبي على نفسي، لكن بأسلحة الآخر الذي يحيا فيّ. أو لأقل: اسم أدونيس إظهار للآخر الذي فيّ، أو هو أنا بوصفي آخر.
غير أن هذا الاسم صار اثماً. عمّق منفاي، داخل بلادي وداخل ثقافتي. ولا يزال يثير لي المشكلات على أكثر من صعيد.
وفي أواسط الخمسينات عبرت الاختبار الكبير الكاشف: لمناسبة قضية تورط فيها بعض مسؤولي الحزب الذي انتميت اليه، جيء بأعضاء الحزب بالمئات من أقاصي سوريا، من دون أي علاقة محتملة بموضوع المحاكمة، لأنهم بُرّئوا في النهاية أو خرجوا بمنع محاكمة، لكن بعد محن عدة. وقد جيء بي من حلب وأنا في خدمة العلم. ومع أنني خرجت بمنع محاكمة إلا أن الثأر امتد الى ميدان الشعر. بل صار مجرد وجودي وشعري نفسه موضع تساؤل بل يُعدّ عدواناً وتهديداً. وتبين لي الحصار المزدوج: قمع فكري من جانب الاحزاب التي تدعو الى التحرر، وقمع بوليسي من جانب الدولة ومؤسساتها تمثل بوقائع غريبة لا أجد هنا المجال للحديث عنها. وعندما بلغ القمع من الطرفين مستوى الحرية الفكرية والفنية، فضلاً عن السجن مجدداً بلا دعوى، توجب أن أبحث عن الحرية في مستوى آخر. ومع أن المنفى، بالنسبة اليّ ليس في الخارج، وإنما هو في الداخل فقد اخترت بيروت حيث كان الانسان يقدر، على الأقل، أن يعيش منفاه في الداخل، وحيث المعركة من أجل الحرية الفنية والفكرية ممكنة. وجاءت في هذا السياق مجلة «شعر»، وفي ما بعد مجلة «مواقف» أفقاً ووعداً. وقد أتاحتا لي، على الأقل، أن أخوض معركة الحرية الشعرية والفكرية بحسب قناعاتي. وإذا كان خوض المعركة فاتحة أساسية وأفقاً فإنه لم يكن آنذاك حاسماً. "


butterfly 04/03/2008 02:16

لو تركتُك يا نَفْسُ تَستسلمينَ، لروَّضتِ ما كانَ صَعْباً،
ولأُعطيتِ مُلكاً.
وصحيحٌ ضَعُفْتُ، ولكنني كنتُ أفحصُ أهواء عصري،
أغزو دُخَيْلاءهُ،
وأجادِلُ شكّي فيه، ويأسيَ منه،
وأراهِنُ ما لا أُطيقُ،
وما لا يُطيق الرهان.
وصحيحٌ تأوَّلْتُ، أسرفت في الظنِّ، خيراً وشراً، ولكن
كيف نعرف سرّ المكان،
إذا لم نُلوَّثْ بطينِ المكان؟


:mimo:
يتبع .. في الغد

butterfly 05/03/2008 02:41


هوى ريشتي

أمسِ ، على أرضين مخضرّتينْ
كتبتُ أشعاريَ في لحظتينْ
وشئتها ، على هوى ريشتي ،
هنا سنونو ، وهنا برعمينْ ...




أدونيس والكولاج



"( لا أعتبر ما أقوم به رسما, بل هو شيء اسميه ( رقيمة) ومحاولة لابتكار شيء يكون نتاجا لكولاج من خامات مختلفة, ورقيمة كلمة عربية تشير إلى التشكيل والكتابة, أنا أحاول القيام بتشكيلات واستخدم الكتابة كخلفية لونية). "

butterfly 05/03/2008 02:42

الكولاج عند أدونيس
رسوم ذاتية لأشياء متعددة

آلان جوفروي
ترجمة: د.مي محمود
منذ بداية التسعينات، حقق أدونيس ما يربو على مئة عمل وأكثر من الكولاجات، تميزت جميعها بفرادة واضحة. ويظهر في هذه الأعمال مرتاحاً، رشيقاً، عميقاً، جلياً، ومحيراً، كعهدنا به دائماً. ونكتشف نحن هذه اللوحات كمن يكتشف بلد للمعرفة، كما لو أننا عدنا لاكتشافها بعد أن نسيناها. نقع على أثره بعد مغادرته لها، نتعرف على نظره، وبصمته، ونحن ننتقل من عمل إلى آخر، على الطريق المتعرجة، المستقيمة، الوعرة، السالكة ذاتها، إنها ذات الطريق التي يفتتحها من قصيدة إلى أخرى، ومن كتاب إلى آخر. في هذه الكولاجات ، يجعلنا أدونيس نرى ما تجعله الكلمات أحيانا حاضراً دون أن نراه، محسوساً ولكنه عصي على الإدراك. وتشكل هذه الأعمال مجتمعة ما يشبه مساحة الأرض، هو مالكها، إنها مسلات صغيرة تقود سيرنا داخل المتاهة الشاسعة لأعماله المكتوبة.
المبدأ السائد على هذه اللوحات بسيط، إذ أن أدونيس يجمع أينما مر مواداً صغيرة، بقايا من خشب، وحجر، وخرق، وورق، ومقطعات غير مرمزة من واقعنا العادي. إن هذا النهج في القطف الجسور للأشياء التي لا نراها عادة، ويمر بها العابرون والسائرون دون أن يلحظوها، يلحظها هو ويجمعها في حقائب سفره ليعود لرؤيتها من جديد، هذه الأشياء تذكرنا بكولاج ال"ميرز" لكورت شويترز، الذي قال لنقاد الأدب عام 1922" إن اقتطاع العمل الفني من الطبيعة، والذي من الناحية الفنية لا يمكن الإعداد له، يتطلب معرفة أكبر من تلك التي يتطلبها تكوين عمل فني يعتمد على قواعد الفنان الخاصة، وذلك بفضل مواد لا قيمة لها. الفن لا يعير أهمية للمادة، ويكتفي بتكوينها ليخرج العمل الفني منها (....) فهل بوسع ناقد الأدب فهم هذا ؟ في واقع الأمر، استطاع هذا الـ"خطف" للأشياء الواقعية، إن كانت من الطبيعة أو من طبيعة صناعية - وبموازاة خط أعمال مارسيل دوشامب المعدة سلفا، مع اختلاف كامل في الأسلوب – أن يوفق بين أمرين لا تزال الثنائية الغربية تفصل بينهما: الفن واللا فن، المعنى واللا معنى، المرئي واللا مرئي . أما أدونيس فهو يقف بكولاجاته على الخط الموحِد، الذي على الرغم من كل ما قيل عنه بقي غير مفهوم.
لا يكتفي أدونيس بتجميع لقطهِ وترتيب بعضها مع البعض الآخر، طبقا لمعايير الشكل والمادة واللون، على غرار العديد من فناني التجميع، ولا يرضى بالتوقف عند هذا الحد، إنما هو يلصقها على خلفيات من ورق أو من ورق مقوى ويخط عليها، لا قصائده هو، بل قصائد مكتوبة لمن أعجب بهم من شعراء عرب، ويقدمها لنا لنقرأها في آن واحد، كما لو أن كلمات الآخرين والأشياء المجهولة تكون كلاً واحداً يحتاج من يفك رموزه.
أمامنا كولاج فوق لوحة الخط، وإن كان هذا الخط في بعض الحالات هو لكتابة مختلقة وغير مقروءة، تعوضه عن الاستشهاد بنصوص بينة. وهكذا نجد أن اللغة المكتوبة تستخدم كخلفية أولى للأشياء التي انوجدت صدفة. وهنا يكمن الابتكار الأساسي لأدونيس في هذا المجال الذي باتت الابتكارات الحقيقية فيه معدومة تقريباً.
لكننا نميل مع ذلك إلى تصنيف الكولاج عند أدونيس طبقاً للألوان السائدة فيه، فهنالك على سبيل المثال، الأسود والأحمر، الأسود والأبيض، الماروني والبيج أو الأحمر، الرمادي والأسود. ولكن هذا التصنيف لأعماله، وإن سهل إجراءه، لا يخدمنا كثيرا في قراءتها أو تفسيرها. إن الغاية التي يضعها أدونيس لنفسه في هذه اللوحات هي ليست بالغاية الجمالية حصراً، مثلما لا يمكن اختزال الغاية في قصائده بالإغواء الأدبي.
وهو في هذا أيضاً يخترق خلسة الأنظمة والمراتب. فما هو دقيق ولا شكل له يملك القيمة ذاتها للكبير وللذي له شكل.
ويقينا، هو لا يريد أن يوحي لنا بأن الكل مكافئ للكل، مما سيفسر على أن بإمكان أي شيء أن يمتزج بحقيقة كبرى. في حين بإمكان أي شيء، بالنسبة له، أن يقود إلى شيء جسيم ( وقد يكون العكس فيقود كل شيء جسيم إلى أي شيء). شريطة أن نبقى متيقظين، وحذرين إزاء كل ما نفعله ونقوله، أي أن نكون في حالة تيقظ دائم إزاء الواقع، وهذا هو حاله على الدوام، إن كان يكتب أو يلصق، أو يجول الدروب بحثاً عن لقاء مع العالم، أو جالساً على طاولة الكاتب يستجمع أفكاره. إن هذه المواد المنضدة على لوحات الخط تكون على سبيل المثال، شخصيات وقامات بشرية، أو هي حيوانات حقيقية أو خرافية، أشكال معمارية، أبواب، وشبابيك، ومسلات، ومنازل، وصروح. هذه الشخصيات هي إما واضحة للغاية أو خفية، عندئذ علينا معرفة قراءة هذه الكتابة التي لا كلمات فيها، فهي، كما يبدو، مواد لا ترتبط فيما بينها إلا بعلاقات قليلة. إن شئنا التعرف عليها أم لم نشأ، الأمر سيان، لأن حضورها المستتر كائن، ويعبر عن اختيار طوعي.

butterfly 05/03/2008 02:46

أدونيس تشكيليا : أحب اللعب !
ترجمة : ميريام رزق الله


مجلة 'البوزار' الفرنسية المهتمة بالفن التشكيلي


بعد ان كنت في صفوف المشاهدين والمتذوقين لفن التصوير، صرت أحد مبدعي فن 'الكولاج' وذلك منذ حوالي العشر سنوات.
­ انا لا افضل استخدام لفظ 'كولاج' لوصف اعمالي، وافضل استخدام لفظ عربي، وهو لفظ 'ركيبة' الذي يعني صفحة نجد عليها في نفس الوقت: كتابة ، ولون ، ورسم،. وكلمة 'كولاج' تعطي بشكل أساسي فكرة أو إحساس 'التصنيع'، في حين ان كلمة 'ركيبة' تشير بشكل أساسي الي خصوصية هذا النوع من الإبداع.


لماذا شعر الشاعر بداخلك بالحاجة الي اكتشاف ذلك الفراغ الخاص بالمرئيات؟
­ إن حصيلة أعمالي الشعرية ترتكز علي اقتناع تام بأن الفن والشعر لايعبران عن الوجود او الإنسان ولكنهما يكملانها. ودائما مايكون التعبير عن شيء ما ناقصا، فهو لايعبر سوي عن جزء منه، وذلك لحسن الحظ.
وحين أتكلم، لا اعبر عن نفسي، ولكني أقوم بإسقاط لأفكاري فالفن والشعر إذا ليسا سوي امتداد للوجود.. ومن خلالهما، لا أقومه بإعادة تجسيد الواقع، ولا أقوم بمحاولة لفهمه، بل اخترع واقعا آخر ينمو ويستمر خارج الواقع الأصلي الذي انبثق منه بل يسبقه أيضا!



هل هذا هو ماتقصده بمقولتك: 'إني آتي من المستقبل؟'
­ نعم، بشكل ما. فكتابة قصيدة او تصميم 'ركيبة' يكونا بمثابة فتح أفق جديد وخلق نسب وعلاقات جديدة بين الكلمات والأشياء، تجعلنا نبدو كما لو كنا ندفع الوجود دفعا الي التحرك معنا. وهنا نجد مسألة المرئي واللامرئي تطرح نفسها، فهما بالنسبة لي مرتبطان بشدة ببعضهما البعض. ولايمكننا فهم الأول إن لم ننفتح علي زواياه الخفية. وللتمكن من رؤية المرئي، يجب 'بشكل ما' رؤية الغير مرئي، وهو الشرط الأساسي لفتح أفق جديد بداخل النفس لنتمكن بالتالي من الخروج من الذات والامتداد لأبعد. ولعل ذلك هو سبب سعيي نحو 'الركائب': رؤية اللامرئي.



هل للكتابة مكانة جوهرية في 'ركائبك'؟ وهل يمكن اعتبارها كأفق أساسي؟ وهل تشكل الكلمات فيها (في الركائب) أشعارا؟
­ أحيانا أستعين بأشعار لشعراء آخرين، وأحيانا تكون مجرد كلمات او أجزاء جمل، ولكن مايهمني في كل ذلك هو شكل الكتابة نفسها. فالخط العربي في الثقافة العربية ليس مجرد كتابة. ولكن ينظر إليه كنوع من الإبداع التشكيلي. وقد تعلمت منذ نعومة أظافري ان جماليات الخط تمثل الجمال في أنبل معانيه كما تعبر عن مدي حساسية مبدعه الفنية. ولكن الخط في الوقت ذاته هو عمل تجريدي: فهو لايعبر عن الأشياء التي تشير إليها الكلمات ولكنه يعبر عن قوة تلك الأشياء وعن الجانب اللامرئي منها. أي الجانب الروحي. ولذلك فقد



نعم ، ولكن في 'ركيبتك' ، لايمكننا وصف أو اعتبار خطك بأنه 'جميل'، فليس هناك أي فخامة في شكل الخط بل علي العكس يبدو فقيرا. فما الذي تقصد به منها؟
­إني أبحث عن البساطة. أكتب كلمات وأحللها في كثير من الأحيان حتي أعطي الشكل الأكثر بدائية للأحرف التي تكونها ، وذلك لدرجة قد تبدو معها الكلمات غير مقروءة بالمرة.



هل تختار سائر الخامات التي تدخل في تكوين 'ركيبتك' علي أساس سوء نوعيتها؟ وافتقادها للقيمة أو المعني؟ واين تجد هذه الخامات؟
­ إني أجمع خاماتي أثناء السير. وأحيانا 'أحمل كيس وأعكف علي جمع الحبال القصيرة'، وقطع المعادن والأقمشة، والاجزاء الخشبية التي أجدها،. ويراقبني الناس باندهاش كبير، كما لو كنت مجنونا ،



كتابة مشوهة.. خامات تافهة.. او غير ذات معني: فهل تنتمي 'ركائبك' الي مدرسة الجمال الكامن تحت الانقاض؟
­ إلي حد ما ، نعم فالركائب في الواقع تتكون أساسا من أشياء عديمة المعني. اشياء تافهة، ولكن بواسطة تلك الاجزاء او الأشلاء القاصرة، أستطيع تكوين شكل غني بالمعاني. وللتمكن من كتابة قصيدة جديدة لابد دائما من إفراغ الكلمات من محتواها القديم حتي تصبح قادرة علي بعث علاقات جديدة بين الكلمات والأشياء، وحين تعود الكلمات الي حالة الاحرف الأولية تتخلص من وطأة تاريخها ومن جذورها من كل ماضيها الذي يتزاحم فيه كل ما أخفي وكتم من الثقافة العربية.



ماهو النظام الذي تتبعه في العمل؟
­ ليس لدي نظام محدد إني ألعب،
ومبدأ اللعب في عملية التصميم يعتبر جوهريا، وهو قائم ايضا في القصيدة، فلايمكن ابدا البدء في كتابة قصيدة دون اللعب قبلها قليلا. ولكن اللعب بالكلمات في حد ذاته يمثل خطورة فقد نقع في تركيبات شديدة السطحية تفقد فيها الكلمات رحيقها وتتحول الي مجرد كومة من الزلط والحصي.



ما الذي تبحث عنه وتجده في الركيبة ولاتجده في القصيدة؟
­ لعله شكل من أشكال الحرية التامة ، تلك الحرية التي أدرك عجزي عن التوصل إليها في القصيدة ، بسبب مقص الرقابة. ولا أقصدها رقابة سياسية او أيدولوجية ، ولكن رقابة عضوية بالثقافة العربية. فانظروا كيف تهيمن اليوم في ثقافتنا القصيدة المتأثرة بملامح دينية او قومية او سياسية. فتلك القصيدة ليس لها أية قيمة من وجهة نظر الشعر! فالقصيدة التي تكون بمثابة مغامرة روحية تامة، مغامرة فكر حر، دائما ماتدان او ترفض بسبب المكانة والسلطة التي يملكها القرآن الكريم في العالم العربي. وقد اتاحت لي 'الركائب' مجالا لم يخضع للرقابة من قبل أحد، ذلك لأن الرقابة لاتملك سلطة عليه بالمرة.

* اخبار الأدب ..


butterfly 05/03/2008 02:49


إبداعات أدونيس ..

* اللوحة ذات اللون البرتقالي للفنان العراقي حيدر






*

*




*


سرسورة 05/03/2008 03:01

تسجيل متابعة و شكر....:D

butterfly 05/03/2008 05:07

معلّقات أدونيس
زيـاد دلـول

1
تبدأ اللوحة وربما القصيدة أيضاً في تحريضات لا ضابط لها سوى عبث المصادفة؛ وما أجمل أن تبحث بوعي عن المصادفة:
التقاط أشياء صنعتها الطبيعة بآلات الزمن وبأكاسيد المطر والغبار، أوراق نحتها تمزيق لهو الريح، وحصى صقلها حفيف الرمال. جمْعُ أشباح هيئات من كرتون مطبوع بلغات الصناعة والتغليف، محنَّط بخيوط القنَّب وبخرَازات النحاس، صفائح معدنية مرققة بعجلات السيارات، بلاستيك معجون بسخام نعال المارَّة.
وهناك على طاولة كتابة الشعر تنصب ورشة صناعة الطواطم.إنها لعنة الشعر الجميلة، الشعر في وظيفته الأولى: الكلام الساحر.
ألم تكن التمائم خليطاً من الكتابة والورق والخيوط؟
ألم تكن التميمة شعراً عصيّ القراءة؟
تبقى الكتابة في رقيمات وألواح أدونيس شبكات في نسيج تكوين العمل كمثلِ تهشيرات أفقية تحمل ذلك الطوطم على صدرها وفي محور بنائها، وهي عندما تكون مقروءة، مزدوجة الغرض في اختيار النص وفي الوظيفة الغرافيكية.
حوار مع المعريّ والمتنبي والنفّري، مع ديوان الشعر السالف القابع في الذاكرة. نص الآخر رسماً وسمعاً، تعقباً وتنويطاً بأدوات المرسم. فالمعرفة علبة ألوان وأقلام تعرّت من الضوء لتصير مساحات سوداء ورمادية تنظم تكوين اللوحة الأوّلي. أعمدة النصوص هي أعمدة البناء التشكيلي. أرجوحة للإطلال على ما وراء جداري حديقة الواقع: الشعر والرسم.
جَدل الكتابة الخارجة عن الكلمة مع ما تلتقطه اليد. جَدَل الفكر والملموس تحت غواية العين.
2
إذا كان شعر أدونيس شعراً ملحمياً يسأل الكون والإنسان والجمال والصيرورة، ويحتار في نبوءة الأشياء والطبيعة، شعراً يحمل ذاكرة اللغة وفنونها وبراعتها، ويعتنق البلاغة مذهباً في الاختزال للوصول إلى الجوهر، فإن الشاعر في رسوماته يكتب قصائدَ غير مقروءة، يحضر العالم على سطحها بأشيائه الموشومة بأثر الإنسان أو بأثر الطبيعة. أشياءٌ -مادة للتأمل أكثر مما هي أشياء للرسم. الشاعر يجد في خربشات الرسم سلاسة الكتابة خارج القواعد المملوءة وخارج الصرف والنحو والوزن. يجد لغته البيولوجية والحسية لا لغة القاموس والماضي والدلالات.
3
يندر أن يلجأ أدونيس إلى اللون مادةً تصويريةً وعجينة، وإنما يأتي اللون مع المادة الملصقة، أسودَ ترابياً أرجوانياً صدئاً خشبياً، ألوانٌُ مستعارة من تقاليد الكولاّج، من قصاصات القماش وتعريقات عبث التآكل لما يمكن استعماله وما يتيح للصمغ أن يثبّته على الورق.
وربما في سيطرة الأسود تذكير بحبر الكتابة.
وربما في تقشف الألوان إخلاص لتقاليد المخطوطة.
وكيف لنا أن ننسى أن بالحبر والورق وحدهما يعمل الشاعر.
في اللجوء إلى الكولاّج، الذي هو ضرب من ضروب النحت البارز والنحت الغائر، تضادٌّ وتعاكسٌ مع الكتابة. الكتابة ملساء، صقيلة، جرافيكية، تسير على سطور أو في أنساقٍ منضبطة، وفي اللغة العربية هي أفقية حصرياً. وأما الكولاّج في قبالتها فهو عفوي، شاقولي، أفقي، ذو سماكات وملامس لا نهائية. مسوِّغ استعماله كسر النسق الكتابي أو تحويل مساره. وهو بذاته ليس توضيحاً للنص وليس من صُلبه بل نقيضه ومكمّله في آن، وكأن به غاية في تغيير ورق الكتب إلى صفحات للرسم والنحت، صفحات تتنكر للكتابة بوصفها كلاماً مرصوفاً وترى بها شبكات غرافيكية تدور حول الشكل الملصق، تتقاطع معه، أو تجري من تحته.
الخطُّ خيطٌ وتخطيط
الخطُّ شِعرٌ وشَعْرٌ
الخطُّ سِلكٌ ومَسْلَك
هو شاشٌ ونسيجٌ، عودٌ وقَصَبٌ
الخطُّ ظِفرٌ وضفيرة، زجاجٌ ومعدن وشفافات بلاستيكية
مسمارٌ ومِحزَقة، فلّين ونبيذ وعلامة
هو فاصلةٌ ونقطة حبر، أو شريط صمغ.
الكولاّج هو العالم المرئي، الملموس، الشيء بذاته لا صورة الشيء. الشيء في صيرورته لا الشيء المتخيّل، الشيء باسمه لا بدلالته، الشيء موضوعاً على الصفحة لا الصفحة التي تُثاقفُ موضوعاً.
ولكن أين التجريد في ذلك؟
الشيء الملصق على البياض الأجرد هو تجريد لمعناه المألوف والمطروق كونه هجر بيئته الأساسية، أو استعماله الدارج، ليستقر في العمل الفني. لتبدّله من عنصر طبيعي أو صناعي إلى عنصر مفهومي. لوجوده في صلب التأمل والتساؤل والتغيُّر. لتحوّله إلى لُغزٍ في محيط الكتابة.
4
في باب آخر يطرق أدونيس صناعة أخرى: نحت الفراغ.
لأعماله ثلاثية الأبعاد استقلالية كاملة عن الكتابة. وهي ليست نحتاً وإنما هي تركيب نحتيٌّ لكل ما تلتقط يده، ولكلِّ ما يسمح بتشكيله لاحتلال فضاء منمنم. إنها أعمال لا تدّعي النصبية ولا تسكن الساحات والشوارع، بل تعتلي منصّات الطاولات والشبابيك ومحطات القراءة. تركيبات تتجنب الصقل والتزويق والحرفة، وتؤالف مواد غير متآلفة، يوحدها منطق الإنشاء وضرورة التناسق، قانونها دادائي وجذورها في الإيحاء والإشارة. مَثَلُ أدونيس في ذلك مَثَلُ صانعُ دمى لعبادة الريح، أو صانع صناديق ثمينة لحصى الأرض والوديان والشواطىء، لبازلت كريم أو لفخار مُبتَذَل.
تلتصق مقومات العمل بالصمغ أو بالمعنى أو بترتيب الفوضى والاحتمالات. ولكنها مقومات تبدو، دائماً، مهددة بالانهيار، هشّة ، مائلة نحو مصدرها الأوّلي: الأرض.
منحوتات صلبةُ الجسد ولكنها ترتدي ثياب الزوال.
5
يندرج عمل أدونيس التشكيلي في باب اللَّعِب كمثل سائر الفنون. وفي تحديدٍ آخر، لا ينفصل عن تقنية الكتابة بمعناها الكبير. فإذا كانت الكتابة في نشأتها الأولى تجريداً وترميزاً فهي رسمٌ في حالتها المطلقة.
يلاحظ الرسّام: ما أكبر سرير القصيدة في الكتاب وما أعلى منبر الشاعر؛ ألم يحنْ وقت عودة القصيدة إلى الجدار؟
كم هي متفرِّدة تلك المعلّقات.

زياد دلول
فنان سوري مقيم في باريس
باريس، 10 أيلول 2007

butterfly 05/03/2008 05:08

غداً ، عندما بلادي تغنّي:
"أنا الحبّ يُؤثَر عنّي
بوجهي محوتُ السّوادا
وصرت لكلّ بلادٍ بلادا -
فلم يبق في أرضنا ظلامٌ ولم يبق شرُّ"،-
فقل أنا حُرٌّ ، وقل أنتَ حُرُّ


:mimo:


يتبع .. في الغد .

butterfly 05/03/2008 05:13

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : سرسورة (مشاركة 931796)
تسجيل متابعة و شكر....:D

:cry::cry: شكرا ً سارة
للحظة حسبت أني عم احكي مع حالي :lol:
شكرا ً عالمتابعة

:mimo:


Moonlights 05/03/2008 09:06

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 931870)
:cry::cry: شكرا ً سارة
للحظة حسبت أني عم احكي مع حالي :lol:
شكرا ً عالمتابعة

:mimo:


طبعاً لا !!
نتابع يوم بيوم ولكن لم نرغب بقطع موضوعك الرائع المحترف الذي يغطي كافة زوايا عالم أدونيس الرائع.

ولنا عودة .

تحياتي

:D

فدوى يومة 05/03/2008 17:37

أنا هنا أتابع بصمت
لك وردة لهذا المجهود الذي تبدلينه ها هنا


butterfly 06/03/2008 03:04

أرض بلادي.. كنتُ في وعيها
وكنت نجواها وأعماقها ،
أَبدؤُها ، أعيدُها في دمي
وفي فمي
براعماً ، أوديةً ، أحجرا ،
أنقلها للورى ،
رسالةً تُريه ما لا يُرى .
أرض بلادي قصّةٌ لم تزل
تقلبُ كفُّ الكون أوراقها ،
تحملُها الشمس ، فإن أغْلِقتْ
آفاقُها ، تفتحُ آفاقَها ...
خلاّقتي ، فأيّ شيءٍ أنا
إن لم أكن بالحبِّ خَلّاقَها.


:cry: :mimo:

butterfly 06/03/2008 03:18

فضل القصيدة
ولدتُ في وسط شعري، وذلك في قرية فقيرة في سوريا. لم تكن سائدة هناك غير ثقافتين. الأولى حية ومجسدَة والثانية تقليدية وتجريدية. ولم أعش طفولتي كأغلب الأطفال، لأنني وُلِدت كشجرة أو كحجر أو كنهر أي كجزء من الطبيعة وليس من المجتمع. ولذلك، كتبتُ الشعر منذ طفولتي. كما أنني دخلت المدرسة بفضل قصيدة. إن الشعر هو الذي صنعني إذن ومنحني إمكانية التعلم والوجود في مدرسة. يتعلق الأمر بقصة طويلة. فحينما كنتُ طفلا، لم أكن أذهب إلى المدرسة، بخلاف عدد كبير من أطفال القرية. وبعد استقلال سوريا سنة ،1943 قرر الرئيس الأول للجمهورية، شكري القوتلي، زيارة القرية فقد قلتُ لنفسي: “سأكتب قصيدة للاحتفاء بمقدم رئيس الجمهورية، وسيستمع إليها، وسيُعجب بها، وسيسألني: ما الذي يمكن أن أفعله من أجلك صغيري؟ وسأجيبه: أريد أن ألج المدرسة”. وقد تحقق هذا الحلم بشكل حرفي. ولذلك أقول انني مدين بما أنا عليه الآن لقصيدة.

:mimo:


butterfly 06/03/2008 03:22

آمنَ قلبي بأناشيده
بموطني : بالسّرْوِ والياسمينْ ،
بكلّ ما فيه ، بكل الذي
كُوِّن من ماءٍ ونارٍ وطينْ ،
بأمّتي .. يولدُ في صدرها
تلفتُ الدنيا وحلْمُ السنينْ.
...
ما في دمي إلا مَدَاراتُها
مفتوحةً كالأرض ، مبسوطةً
على الغد الآتي ، على العالمين ،
ما في شرايينيَ غيرُ اليقينْ.







:mimo:

butterfly 06/03/2008 03:25

القصيدة صورة جدارية
لا أؤمن بالمواضيع. وأظن أن موضوعي هو الكون في شموليته وفي تناقضاته. وتظل القصيدة صورة جدارية تعبر عن هذا التنوع وعن هذه التعددية. ولذلك، فإن تمثل القصيدة باعتبارها إحساسا أو عاطفة فردية أو حبا للأشياء لا يعني شيئا، لأن كتابة القصيدة تعني الإحساس والتفكير في نفس الآن. فجميع كبار الشعراء المدعين كانوا في الوقت نفسه مفكرين كبارا، كما هو الأمر بالنسبة لجلجامش وهوميرس ودانتي، وأيضا رامبو وغوته وغيرهم. لا يمكن إذن فصل القصيدة عن الفكر. ويَفترض ذلك إعادة التفكير في تمثل القصيدة. لا يمكن إذن الحديث عن موضوع، وإنما عن مواضيع وعن الكون. ما الذي يعنيه “موضوع”؟ إنه “الموضوع” تقليدي ومتجاوز. وأجد أن “الموضوع” منظم شيئاً ما. أما الشعر فهو فوق ذلك. ولأنك شاعر، ولأنك تكتب، فإنك تظن أن “البداية هي هذه وأن النهاية هي تلك...” لكن بإعادة قراءة القصيدة، بعد الانتهاء منها، يصير ما كان بدايةً نهايةً. فماذ يعني ذلك؟ إن القصيدة أشبه بقذفة بركانية. إنها أضمومة مواضيع. لأنك إذا كتبتَ عن الحب فإنك تكتب ضمنيا عن الموت وعن السخافة. إذن فكل قصيدة تضم عددا من المواضيع إذا فهمنا “الموضوع” بهذا الشكل.

:mimo:


butterfly 06/03/2008 03:26

حيرة

ينشر عينيه ويطويهما
حيران، لا يغفو ولا يستفيقْ
كأنّما يفرُّ من نفسِه
كأنما تجفلُ منه الطريقْ.




butterfly 06/03/2008 03:29

حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,
ألمح الفجر العميقا
وأرى الأمس العتيقا
وأرى ما لست أدري,
وأحسّ الكون يجري
بين عينيكِ وبيني .
:sosweet::sosweet::sosweet:




«الرجل هو الذي يدفع المرأة إلى أن تتصرف تصرفات لا تشبهها، والحرية في مجتمعنا هي نقطة سوداء على المرأة بالنسبة للرجل الذي يبيح لنفسه كل شيء.» :pos::pos: سمعتو!!!
يتبع .. في الغد

:mimo:

butterfly 07/03/2008 02:00

كتبه ..
  • · قصائد الشاعر أدونيس باللغة الانجليزية
  • · قصائد أولى



·
أوراق في الريح
موجود بمكتبة اخوية " هون " 1958.
"في غبار الصلوات، غرق الفجر ومات، لكن الأطفال تبع يحمل وجه الشمس، من أمواج الأمس، في شلال... لو جرحنا الصوات وغسلنا بدماء الكلمات، لو كفرنا ودفنا الماضي في سروال باسم الأطفال. في القدم الحافية الصغيرة خمس مسامير ورقصتان والدرب شباك على جزيرة حدودها الجراح والأغاني، والشارع يوم لا يحيا-الله الحي الباقي... عفوك عفوك يا ألله. والكفن الأبيض في الطريق، والكفن الأبيض في التراب، والكفن الأبيض كالغراب يا ليت... لو نفيق".
·

أغاني مهيار الدمشقي. 1961.
"يقبل أعزل كالغابة وكالغيم لا يرد، وأمس حمل قارة ونقل البحر من مكانه. يرسم قفا النهار، يصنع من قدميه نهاراً ويستعير حذاء الليل ثم ينتظر ما لا يأتي. إنه فيزياء الأشياء -يعرفها ويسميها بأسماء لا يبوح بها. إنه الواقع ونقيضه، الحياة وغيرها. حيث يصير الحجر بحيرة والظل مدينة، يحيا -يحيا ويضلل اليأس، ما حيا فسحة الأمل، راقصاً للتراب كي يتثاءب، وللشجر كي ينام. وها هو يعلم تقاطع الأطرافن ناقشاً على جبين عصرنا علامة السحر. يملأ الحياة ولا يراه أحد، يصير الحياة زبداً ويغوص فيه، ويحول الغد إلى طريدة ويعدو يائساً وراءها، محفورة كلماته في اتجاه الضياع الضياع.. والحيرة وطنه، لكنه مليء بالعيون، يرعب وينعش، يرشح فاجعة ويفيض سخرية، يقشر الإنسان كالبصلة. إنه الريح لا ترجع القهقري والماء لا يعود إلى منبعه، يخلق نوعه بدءاً من نفسه- لا اسلاف له وفي خطواته جذوره. يمشي في الهاوية وله قامة الريح".

وقد قدمت قصائد أدونيس مسرحيا ً

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -






· كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل
"كنا حشداً كبيراً، نساء ورجالاً، نسير في طريق النساء، فجأة خرج علينا فهد قطع الطريق، قلت لرجل بجانبي: أليس هنا فارس يرد عنا هذا الفهد؟ لا أعرف لكن أعرف امرأة ترده، وأين هي؟ سار وسرت معه إلى هودج قريب فنادى: نادا، انزلي وردي عنا هذا الفهد. قالت: أيطيب قلبك أن ينظر إلي، وهو ذكر وأنا أنثى؟ قل له: نادا تحييك وتأمرك أن تفتح الطريق، محني الفهد رأسه وغاب"



يتبع :mimo:
.
·


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 08:05 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.12585 seconds with 11 queries