أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   متفرقات..ايفان تورغينيف (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=106537)

اسبيرانزا 07/08/2008 00:00

متفرقات..ايفان تورغينيف
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



كان يعيش في الدنيا أحمق.
عاش زمناً طويلاً عيشة مرح ودعة. إلا أن الشائعات راحت تتردد شيئاً فشيئاً بأن الناس في كل مكان صاروا يعرفونه كوضيع متبلد العقل.


اضطرب الأحمق , أخذ يفكر حزيناً كيف يوقف هذه الشائعات السيئة؟
وأخيراً أنارت فكرة مفاجئة عقله الصغير المعتم... فأخذ يحققها دون إبطاء.
التقاه أحد أصحابه في الشارع, وأخذ يمتدح رساماً معروفاً.. فهتف الأحمق:
- لا مؤاخذة! إن هذا الرسام قد أودع في الأرشيف منذ زمان... ألا تعرف ذلك؟ لم أتوقع ذلك منك ... أنت إنسان متخلف.
ارتعب صاحبه, ووافق الأحمق في الحال على رأيه.
ويقول له صاحب آخر:
- أي كتاب رائع قرأت اليوم!
هتف الأحمق:
- أرجو المعذرة! كيف لا تستحي؟ إن هذا الكتاب عديم النفع تماماً. أهمله الجميع منذ زمن بعيد. ألا تعرف ذلك؟ أنت إنسان متخلف.
ارتعب صاحبه هذا أيضاً , ووافق الأحمق على رأيه.
ويقول صاحب ثالث للأحمق:
- أي إنسان رائع صديقي ن. ن. ! إنه مخلوق نبيل بحق!
هتف الأحمق:
- أرجو المعذرة. ن. ن. وغد خالص! نهب أقاربه جميعاً. ومَنْ لا يعرف ذلك؟ أنت إنسان متخلف!
وارتعب صاحبه الثالث أيضاً , ووافق الأحمق على رأيه. وتخلى عن صديقه.
وهكذا كلما امتدح أحد أمام الأحمق, كان الأحمق يرد هذا الرد الرادع.
إلا في بعض الأحيان, فقد كان يضيف بعتاب:
- أما تزال تؤمن بالثقات؟
وصار الناس يقولون عن الأحمق:
- حقود! صفراوي! لكن أي رأس له!
وكان آخرون يضيفون:
- وأي لسان! أوه, إنه نابغة!
وانتهى الأمر إلى أن أحد ناشري الصحف عرض على الأحمق أن يرأس قسم النقد في صحيفته.
وصار الأحمق ينتقد كل شيء, وكل إنسان, دون أن يغير شيئاً من طريقته, ومن لهجته.
وصار, وهو الذي كان في يوم ما يصرخ ضد الثقات, ثقة بنفسه. والشبان يجلون مقامه ويهابونه.
وإلا فماذا يفعل هؤلاء الشبان المساكين؟ صحيح لا شيء هنا يستوجب الاحترام, عموماً... ولكن حاول أن لا تحترم ... فستجد نفسك بين المتخلفين!
والحياة رغيدة للحمقى بين الجبناء.
نيسان 1878
ترجمة غائب طعمة فرمان

اسبيرانزا 07/08/2008 00:00

استيقظتُ ليلا


إسـتيقظتُ ليـلا في فراشـي، خـُيل إلي هناك من ينـاديني بإسمي، هناك، من وراء النافذة المعتمة. ضغطتُ وجهـي على زجـاج النـافذة، ولصقتُ عليها أذني، وحدقـتُ ببصـري، وبدأتُ الانتظـار.
لكن، لآ أحـد هنـاك، وراء النافذة، غير الاشجار التي كانت تضج برتابة وغموض، وغير السحب الكثيفة كالدخان، والتي رغم حركتها السريعة، تبدو وكأنها باقية دونما حركة.
لا نجمـة في السماء، لا شعلة ضـوء على الأرض.
ضجر وظلمـة هنـاك، كما هنا، في قلبي.
لكن، فجأة، ثمة صوت شاك إنبعث من البعد، وراح الصوت الشاكي يقترب شيئا فشيئا، وتيضح في صوت بشري، ليمر بي، ثم ليتلاشى.
خـُيل إلي ان الرنين المتلاشي كان يقول: وداعا، وداعا، وداعا. آه، ذلك كان هو الماضي كله، سعادتي كلها، كل ما أحببته وحافظت عليه، يودعني الآن والى الأبد، ودنما رجعــة.
لقـد ودعـتُ حيـاتي التي مـرت بي بشكل خاطف، ورجعتُ لأرقـد في فراشي وكأنني أرقـدُ في قبـر.
آه.. ليتـه كان قبرا.

ايفان تورغينيف

اسبيرانزا 07/08/2008 00:03



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



كنت عائداً من الصيد , فصرت في درب بستان . وكان كلبي يجري أمامي .

وفجأة صغر خطاه , وأخذ يتلصلص , وكأنما شعر بصيد
أمامه .

سرحت بصري على طول الدرب . فرأيت عصفوراً صغيراً له رقعة صفراء قرب منقاره , ووبر على رأسه . وقد سقط من عشه ( كانت الريح القوي تهز أشجار البتولا في الدرب ) وقعد بلا حراك , ناشراً بعجز جناحيه الصغيرين الباردين .

كان كلبي يقترب منه ببطء , وإذا بعصفور عجوز اسود الصدر ينطلق من شجرة قريبة , ويسقط كالحجر , أمام بوز الكلب تماماً , ويقفز مرتين أو نحوهما باتجاه شدقه المفتوح ذي الأنياب , وهو منفوش الشعر , مشوه , يرسل وصوصة مستميتة بائسة .

اندفع لنجدة وليده الصغير و وحماه بجسده ... ولكن جسده الصغير كله كان يرتعش من الذعر , وقد تقسى صوته النحيل . وبح . وهمد مضحياً بنفسه ! لا بد أن الكلب كان يبدو له غولاً هائلاً ! ومع ذلك لم يستطع أن يقبع منزوياً على غصنه العالي الأمن .... دفعته من عليه قوى أقوى من إرادته .

توقف كلبي تريز ور, وتراجع ... والظاهر أنه هو أيضاً أعترف بهذه القوة .

أسرعت أدعو كلبي المرتبك , وانصرفت باحترام .

أجل , لا تضحكوا ... شعرت باحترام إزاء هذا الطائر الصغير البطولي , إزاء سورة حبه .

كنت أفكر : الحب أقوى من الموت , ومن رهبة الموت . والحياة به وحده , تستمر وتتحرك .

ايفان تورغينيف نيسان 1878


إبريل 07/08/2008 02:17

قصص غاية في الروعة
فضّلت الأخيرة على سابقتيها
شكرا جزيلا لك .. ,, .. :D

achelious 07/08/2008 23:38

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا (مشاركة 1081217)

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



والحياة رغيدة للحمقى بين الجبناء.

أنا متعلق بالأدب الروسي,يسلمو اسبيرانزا
ذكرتني قصة"الأحمق.. ببيت الشعر القائل:
لكل داء دواء يستطب به ***إلا الحماقة أعيت من يداويها
بقى صحيح الشجاعة مارح اداوي..بس عالقليلة بتكشفن للعلن الجبان.. لحتى مايرغد عيشهم
متل ما ختم تورغينيف:D

ناتاشا 07/08/2008 23:39

احسنتى يا اسبيرانزاااااااااااااا...... ..... القصص فى غاية الروعة خاصة الاحمق

نتمنى ان تأتى لنا بقصص لانطون تشيخوف..فيودور ديستوفيسكى.. اى من العباقرة الكبار
سنكون ف غاية الشكر لكى ايتها المبدعة
فى انتظار جديدك .. كونى بخير


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:26 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.22191 seconds with 11 queries