أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   الغريب! (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=121819)

قرصان الأدرياتيك 26/04/2009 22:56

الغريب!
 
كان يحلمُ، لا بل كان يعيش حلمه هذا...
في يومهِ الأخير حاولَ أن يقضي مساءَه بعيداً عن الهمسات والعيون، بعيداً عن رقابة الآخرين؛ فاختار طريقَه منحدراً من أحد الجبال المُشرفة على مدينةٍ صغيرةٍ فتيّة مستلقية تستقبلُ الشّمسَ على شاطئ جزيرة صقليّة الإيطاليّة الشماليّ.

دخلَ مطعماً مُستلقياً هو الآخر على بطنِ جبلٍ من جبالها لا يدري ما يحملُ في جعبته الفارغة، قرأَ اسمه الغريب "أَلكَتْراتْس alcatraz" ودخل. وهناك علم من صديقته فرانتشيسكا البيضاء أَنَّ أَلكَتْراتْس هو اسم أشهر السّجون في الولايات المتّحدة الأميركيّة وقد أُغلقَ بعدَ أن نفّذَ أحدُ سجنائه فراراً اختفى من بعدها وإلى الأبد!
وفي صدر هذا المطعم وعلى وجه الجدار وجدَ عبارةً مكتوبة بخطٍ عريض تقول:
un uomo solo che guarda il muro è un uomo solo, ma due uomini che guardano il muro è il principio di un'evasione
وتعني: "رجلٌ واحدٌ فقط يتطلّع إلى الجدار ليسَ إلا رجلاً واحداً فقط، لكن أن يتطلّع رجلان إلى الجدار فهذا بداية فرار".
لم يجد سبباً لشرح عبارة كهذه مكتوبة على جدار أحد السجون الشهيرة. أعجبته كثيراً فنسخها على صفحةٍ من صفحات دفتره الحزين، وجلسَ وحيداً على طاولته يأكل مما اختارته له صديقته البيضاء...
كانت تعمل في المطبخ بينما كان هو وحيداً في جلسته هذه. كان وطاولته والطعام يراقبُ الآخرين، الجالسين هنا وهناك، بعينٍ لا تُفكّر ولا تُطلق سوى النظرات. حلمَ بالكون الواسع واقتربَ أكثر فأكثر ليجد مدينته الخفيّة هذه "جويوزا ماريا Gioiosa Marea" تستريح على شواطئ صقلية الجزيرة المقدّسة التي دنّسها العربُ كثيراً، وبين جبالها التي ما زالت تُعاني من وقع صخبهم وبداوتهم، وجدَ مطعمه الصغير هذا، وفيه، وعلى طاولةٍ وحيدةٍ، وحيدةٍ جداً، وجدَ شاباً سوريّاً يتكلّم العربيّة، ويحلم بوطنه، وطناً حرّاً يحمل اسمه، سرقه الأغرابُ وفيه هم باقون لا ينتهون، يأكل طعاماً غريباً في مكانٍ غريب، يستمع إلى لغةٍ غريبةٍ في جوٍّ غريب مشحون بالغربة ومُسربل بالبعد والشقاء، ينتظر صديقته البيضاء ذات العينين الزرقاوين والشعر الأسود القصير. وتحت أنغام الزمن ووقع خطواته حمل ذاته عند انتهاء عملها ومعاً صعدا إلى بيتها ليجلسا هناك على أرضٍ حميميّة جداً، وهناك ودون العيون والأفواه، جلسا يتبادلان أطراف الحديث، حتى الساعات المبكرة من يومه الآخر والأخير.

كان يعلم أنَّ رحلته هذه ستنتهي يوماً ما، وهي ذي قد انتهت. لملم ذاته، أو ما تبقى منها، ومع الحسرات والدموع قال: إلى اللقاء! خرج مبتلاً من الحزن والدمعات وحلم مجدّداً بالكون الواسع.

i m sam 26/04/2009 23:18

:akh:
سيعود الوطن وسيعود شبابه اليه
تحية لقلمك صديقي

achelious 03/05/2009 02:04

كانت قراءة ممتعة,,:D

jovia 03/05/2009 07:34

الغربة والاحساس فيها كتير صعبين على كل حال الله بيعين :sick:حسيتك عم تحكي بهالقصة عن كتير عالم يمكن في منهون موجودين بالمنتدى هون شكرا لانك اخدت من وقتي بشي ممتع:D

وشم الجمال 05/05/2009 13:01

قرصان,,,

وما بالك بجمع غفير يتطلعون الى السماء ليل نهار؟؟؟
هل يملكون الفرار من قيد الأرض؟؟؟

الغربة قاتلة قاتلة قاتلة

ومتل ما قال وائل قراءة ممتعة وهيك بتخلي الواحد يحس انك عم تحكي احداث صارت معك يعني في روح بالكلمات

قرصان الأدرياتيك 07/06/2009 01:23

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : i m sam (مشاركة 1257931)
:akh:
سيعود الوطن وسيعود شبابه اليه
تحية لقلمك صديقي

الوطنُ هو الإنسان وإن كانَ إنسانُنا السوريُّ مفقوداً فلا وطنَ يُرجى!
تحيّة لكَ يا صديقي :D.

الصمت الناطق 10/06/2009 17:00

l' ètranger perdu et oubliè

??? Est ce que ton pays t'e abondonnè


toi le partant eutre voyage et è trangetè

nomade eutre les pays

soutfraut la perte de nation


مبدع كالعادة

،
،

قرصان الأدرياتيك 10/06/2009 17:26

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : achelious (مشاركة 1259632)
كانت قراءة ممتعة,,:D

تمتّع إذاً يا صديقي بما تقرأ، وحاول أن تستلَّ سيفَ نقدِك لتبترَ بنصلِه رقابَ المتطفّلين من أمثالي...
أحيّي فيكَ ذاكَ الشّغف وكلَّ حبّة عرق تصرفها في قراءة كتابٍ أو كلمة.
:D.

قرصان الأدرياتيك 16/06/2009 21:23

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : jovia (مشاركة 1259703)
الغربة والاحساس فيها كتير صعبين على كل حال الله بيعين :sick:حسيتك عم تحكي بهالقصة عن كتير عالم يمكن في منهون موجودين بالمنتدى هون شكرا لانك اخدت من وقتي بشي ممتع:D

غالباً ما تُحاكي مشاعرُنا بعضُها بعضاً فنبدو كأنّنا رجلٌ واحدٌ أو امرأةٌ واحدةٌ، ولهذا تكون شراكتنا متينة تستقي من ماءٍ واحد أعني طباعنا وعاداتنا الشرقيّة ونمط التفكير السّائد في أرضِنا الواسعة!
شكراً لأنّك منحتِني وقتَك هذا :D.

قرصان الأدرياتيك 16/06/2009 21:32

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1260610)
قرصان,,,
وما بالك بجمع غفير يتطلعون الى السماء ليل نهار؟؟؟
هل يملكون الفرار من قيد الأرض؟؟؟
الغربة قاتلة قاتلة قاتلة
ومتل ما قال وائل قراءة ممتعة وهيك بتخلي الواحد يحس انك عم تحكي احداث صارت معك يعني في روح بالكلمات

عزيزتي سراب
كم منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى ..... وحنينُه أبداً لأول منزلِ

لا أحدَ منّا يملكُ الفرارَ إلا إذا جعل من عاطفته معبراً ممهّداً بالدّموع! ولكنَّ الخيارَ بين شرّين يقتضي اختيار أقلّهما شرّاً! ألا توافقيني في هذا؟! ثمَّ ما قيمة الإنسانِ في عيني نفسِه وعيون الآخرين يُرضي الجميعَ إلا ذاته؟! وما محلّه من الإعراب وهو نكرة يتبع هذا ويلحق ذلك ويُعطف على ذاك؟! الخطوة الأولى أصعبُ الخطوات، لكنَّ الارتقاء من بعدِها أسهلُ من الهبوط...

شكراً لمرورِك التاركِ أبداً عبقاً لا يُمحى ولا يزول :D.

قرصان الأدرياتيك 18/06/2009 21:57

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : الصمت الناطق (مشاركة 1280185)
l' ètranger perdu et oubliè

??? Est ce que ton pays t'e abondonnè


toi le partant eutre voyage et è trangetè

nomade eutre les pays

soutfraut la perte de nation


مبدع كالعادة

،
،

بـــلادٌ ألـــفـنـاها عـلى كــلِّ حـالـةٍ ..... وقَد يُؤلفُ الشّيءُ الذي ليسَ بالحَسَن
ونَستَعْذِبُ الأرضَ التي لا هوا بها ..... ولا مـاؤهـا عَــذبٌ ولـكـنَّـهـا وَطَـــن.

إن خُيّرتُ بين مطامحي وما في الغربِ من نموٍّ ومستقبلٍ وإبداع، وبين أهلي وخلاني وأرضٍ تعيشُ فيّ لاخترتُ هؤلاء! كلمةٌ صغيرةٌ أسمعها من فمِ صغارِ أختي تملأ الدّنيا عليّ بهجةً وتتبدّدُ معها وحشتي ووحدتي، ولا أعلمُ حتّى السّاعة ماذا أريد وكيف وأين! اختيارٌ صعب...


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:55 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03470 seconds with 11 queries