أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   رحلــة موت (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=112820)

وشم الجمال 12/11/2008 10:57

رحلــة موت
 
اليوم ذكرى وفاة صديقة غالية على قلبي,,,عاشت سنين طوال وهي تصارع السرطان,,,وفي نهاية المطاف,,,,اختارها الموت مع انه ما كان اختيارها,,,
هنا سأكتب لحظات الوداع الأخير,,,قصتي مع وداع آلاء,,,

وألف شمعة لروحها,,,,


كل ما لديها خاضع لنظرية النفاذ,,,اشتهاها الموت البطئ فأخضعها لساحة تجارب لا تنتهي,,,
أي عدل قد يختزن في قضاء يشرق من ثناياها ذاكرة بحجم وجود,,,روح وجسد,,,
أجل,,كانت أنثى بحجم وطن,,,أضاعها الوطن فأغدقت على حكاباه مطراً من دموع,,,,

استرسل القدر في سخريته ليشعل من بقاياها رمادا وحطبا ,,,
بن السماء والأرض انتَظَرت الفرح ,,,وتحت الأرض وجَدَت من رفاتها قصصا وحكايا لا تنتهي,,,
عشِقَت الحياة,,,
ورسمت ابتسامة بيضاء نقية على طول الطريق,,,مرت الأيام تلو الأيام,,,وكل في كل يوم جديد,,تكون معجزة الحياة,,,قاوَمْتُ كثيرا كي لا أصادفها ,,,لم أشأْ أن أكون المتواطئة الأخيرة ضدها ,,,وبعد جهد ومجاهدة,,,دخلت ذاكـ المشفى,,,ركبت المصعد,,,صادفت عينا طفل ذوتا بدون قدرة على فتحهما ,,,كان مُتْعَب,,,متألم,,,كان بأحضان والد يصرخ,,,ليتني مكانكـ يا بني,,,أجل أقسم انه كان يقولها ,,,ليت الوجع يحاصرني ولا يمسُّكـ,,,
بكيْته بحرقة,,,قبلته قبلة الوداع الأخير,,,لم أعرفه ولكني تقاسمت معه عبء الإنسانية أجمع,,,منحته بعضا من دفء كيما يرافقه في رحلته إلى الموت,,,,

وصلت إليها,,,رجاء,,,حبيبتي ابكِ أكثر وأكثر فهي اختكـ التي تحتاج للإرتواء من دموعنا,,,,,
عمو أبو فادي,,,,آآىىىه كم كان يلزمكـ من الشجاعة كي تظل واقفاً دون أن تنهار باكيا ,,,أنت من كنت تصارع الموت أكثر,,,,,
أم فادي,,,,كم كانت رقصة الموت تغرس من الخناجر في صدركـ العاري إلا من الوجع,,,,


يتبع,,,,

Reemi 12/11/2008 11:46

:akh: .

personita 12/11/2008 11:47

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1158400)
اليوم ذكرى وفاة صديقة غالية على قلبي,,,عاشت سنين طوال وهي تصارع السرطان,,,وفي نهاية المطاف,,,,اختارها الموت مع انه ما كان اختيارها,,,
هنا سأكتب لحظات الوداع الأخير,,,قصتي مع وداع آلاء,,,

وألف شمعة لروحها,,,,


كل ما لديها خاضع لنظرية النفاذ,,,اشتهاها الموت البطئ فأخضعها لساحة تجارب لا تنتهي,,,
أي عدل قد يختزن في قضاء يشرق من ثناياها ذاكرة بحجم وجود,,,روح وجسد,,,
أجل,,كانت أنثى بحجم وطن,,,أضاعها الوطن فأغدقت على حكاباه مطراً من دموع,,,,

استرسل القدر في سخريته ليشعل من بقاياها رمادا وحطبا ,,,
بن السماء والأرض انتَظَرت الفرح ,,,وتحت الأرض وجَدَت من رفاتها قصصا وحكايا لا تنتهي,,,
عشِقَت الحياة,,,
ورسمت ابتسامة بيضاء نقية على طول الطريق,,,مرت الأيام تلو الأيام,,,وكل في كل يوم جديد,,تكون معجزة الحياة,,,قاوَمْتُ كثيرا كي لا أصادفها ,,,لم أشأْ أن أكون المتواطئة الأخيرة ضدها ,,,وبعد جهد ومجاهدة,,,دخلت ذاكـ المشفى,,,ركبت المصعد,,,صادفت عينا طفل ذوتا بدون قدرة على فتحهما ,,,كان مُتْعَب,,,متألم,,,كان بأحضان والد يصرخ,,,ليتني مكانكـ يا بني,,,أجل أقسم انه كان يقولها ,,,ليت الوجع يحاصرني ولا يمسُّكـ,,,
بكيْته بحرقة,,,قبلته قبلة الوداع الأخير,,,لم أعرفه ولكني تقاسمت معه عبء الإنسانية أجمع,,,منحته بعضا من دفء كيما يرافقه في رحلته إلى الموت,,,,

وصلت إليها,,,رجاء,,,حبيبتي ابكِ أكثر وأكثر فهي اختكـ التي تحتاج للإرتواء من دموعنا,,,,,
عمو أبو فادي,,,,آآىىىه كم كان يلزمكـ من الشجاعة كي تظل واقفاً دون أن تنهار باكيا ,,,أنت من كنت تصارع الموت أكثر,,,,,
أم فادي,,,,كم كانت رقصة الموت تغرس من الخناجر في صدركـ العاري إلا من الوجع,,,,


يتبع,,,,

تجربة الموت جدا تصعق فينا الحياة.. و لكأننا لا ندرك أنها النهاية المكتوبة على جباهنا.. و لكأننا لا نصدق عندما ينتزع منا جزءا من القلب أو الكبد..لم نتعلم في المدارس كيف نستقبل ذلك الآتي لا محالة.. بطيئا كان أم خاطفا كالبرق، له طعم النصل.. و هل نتعود يوما على طعم النصل؟
:akh:

وشم الجمال 12/11/2008 12:25


قاومتُ وقاومتُ ولكن كان عليّ أن أكون معها ,,,عليّ أن أعانقها أن أشتم رائحتها,,,
أغمضت عينيَّ ودخلت إلى ساحة صراع الموت,,,صرخت في أعماقي ملعون هو
الموت ملعون هو الوجع,,,فتحت عيناي ,,,شهقت,,,لست أنت لا بدّ أني في المكان الخطأ ,,,
كان وجهها بلا ملامح,,,
متضخم وليل شعرها انجلى فما عاد هناكـ مكن دفء يحيط كتفيها ولا حتى رأسها,,,,
مسكت يدها قبلتها,,,غسلتها بمطر دموعي,,,خرجت مخطوفة اللون باهتة الصفات,,,

نحتاج إلى من يتبرع بالدم ,,,الاء بحاجة إلى كمية كبيرة من الدم,,,
ذهبت إلى الجامعة الملاصقة للمشفى,,,أعلنت حالة طوارئ,,,
هاتفت من أعرف ,,,,
بدأ جمع العينات لاختبار تطابقها مع نوع دم المريضة,,,
جاء دوري,,,,
قال الطبيب,,,لا يمكنكت التبرع ,,,صرخت لمَ؟فأجاب,,وزنكـ لا يؤهلكـ لمثل هذا العمل,,,
لا لا يمكنكَ أن تحرمني من أن أكون بعضاً منها,,,
لا يمكنني أن أكون الآن مجرد سراب,,,
أحتاج أن أثبت حقيقتي,,,لن أسمح لكـ بكيت وبكيت فقال لا يمكنني أن احتمل مسؤولية هذا العمل,,,
سحبت أحد الأوراق من بين يديه وقلت له سأكتب ورقة أوقع عليها أن المسؤولية تقع على عاتقي,,,
سأكتب أني المسؤول الوحيد,,,,
انسحب من أمامي من دون أية كلمة,,,,
تركني أصارع هذا الضعف المكنون في جسدي,,,,
سحقا,,,سحقا على هذا القدر,,,
سحقا على دمائي التي لا تساوي جناح بعوضة,,,
مرت الثواني ثقيلة على صدري,,,,
تمكنوا من الحصول على حاجتهم من وحدات الدم,,,,ودعت صديقتي وخرجت مثقلة بهموم الانسانية,,,
خرجت مثقلة بالظلم,,,
بالوجع باللانتهاء واللانتماء,,,,

وصلت منزلي واختبأت تحت فراشي وبعد ساعات دق هاتفي,,,,
أجل,,,,مستحيييييييييل,,,,,
كانت النهاية,,,,آلاء انتقلت الى رحمة الله هكذا قالوا ولكن,,,
الاء عادت إلى منزلها عادت تجوب السماء لأن العذابات خلقت منها ملاكا لا يمت للانسان بصلة,,,,

عادت لتكون ملاكا لكل المعذبين في الأرض,,,,
ألف وردة لروحكـ غاليتي,,,
ألف وردة وشمعة,,,,

وشم الجمال 12/11/2008 13:10

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : personita (مشاركة 1158447)
تجربة الموت جدا تصعق فينا الحياة.. و لكأننا لا ندرك أنها النهاية المكتوبة على جباهنا.. و لكأننا لا نصدق عندما ينتزع منا جزءا من القلب أو الكبد..لم نتعلم في المدارس كيف نستقبل ذلك الآتي لا محالة.. بطيئا كان أم خاطفا كالبرق، له طعم النصل.. و هل نتعود يوما على طعم النصل؟
:akh:

لا يا صديقتي,,,لا يمكننا أن نتقبل هذه الحقيقة ولو كان لا مفر منها,,,
خلقنا متعلقين بالحياة ولو كانت مطعمة بالوجع
ولو كانت مأساة مكتوبة على جباهنا,,,
فطرنا على حبها فكيف لنا أن نتقبل اننا ذات يوم سنفارقها,,,

اه كم هو مؤلم طعم الموت,,,آه يا صديقتي,,,,:akh:
اقتباس:

كاتب النص الأصلي : Reemi (مشاركة 1158446)
:akh: .

ولروحكـ مثلها:akh:

العربي الأصيل 12/11/2008 13:25

يصدمنا الموت بخروجه عن كافة مقاييس العدالة كثيراً من الأوقات...

ندرك أنه يساوي بين الغني والفقير ..الأبيض والأسود...الرجل والمرأة... الظالم والمظلوم...الخير والشرير...الكبير والصغير....

الخير والشرير؟؟ الكبير والصغير؟؟

أين العدل في ذلك؟؟ أن يقطف شباباً وفتياتٍ في عمر الزهور!! ويترك معمرين هم أنفسهم ضاقوا بالحياة...

أن يحصد روح الملائكة التي تطير بيننا مفعمة بالبراءة والسحر والجمال...

ويترك على رقابنا جلادين تخضبت أيديهم وأسنانهم بدمائنا ودماء أطفالنا...

كيف ينتقي الموت على هواه ؟؟ ويترك جانباً من يصلون لقدومه ويتمنونه الآن قبل غد...

لا عدل في الموت يا صديقتي..

والعزاء الوحيد أنها تركت هذه الدنيا القاتمة بالظلم والشر والقتل...إلى مكان عسى تجد فيها روحها الطاهرة الراحة الأبدية.

وردة لروحها... والصلوات والسلام

x52 12/11/2008 13:47

ان هذه الحياه لا تحتمل وجود اشخاص مثاليين وكل شخص يلامس المثالية يدخل غرفة التصفيه ولا يخرج منها مرة اخرى

لا يسعك صديقتي الا ان تحسديها على رحلتها لأن حياه كهذه لا تستحق احداً بجمال تعبيرك عنها


دمت لنا ودامت اخوية

حنين. 12/11/2008 14:11

اردت ان اقرا ما كتبت لكنني عجزت بعد قراءة اول السطور
عجزت لاني عشت تجربة مريرة مل تجربتك مع اعز شخص في الوجود
والحق اني بعد سبع سنوات من فراقه لا اصدق انه رحل ولا اقدر ان اقول الله يرحمه
لاني احس انه لازال حيا ولكنه يعيش بعيدا
احيانا اتمنى ل ظل حيا ولو ممدا بلا حراك وبلا صوت كمان كان اخر ايامه
احيانا اقول ليته ظل ولو صورة وشكل
ولكن تعلمين انها اناية منا ان ندعو الله ن يبقيهم ليتعذبو على تلك الشاكلة رحم الله جميع احباءنا اللذين فارقونا
وشفى كل المرضى خاصة مرضى السرطان
الامر مريع وليس مجرد مزحة يا من تدخن

إبريل 12/11/2008 16:47

أرجعتني لحظات حين فقدتهم ..
فقدت ثلاثة أجزاء مني ..
وتهاويت في سرداب من الظلام
واعتنقت الحزن أعواما
هم السابقون

عزيزتي .. لا أراكِ اللهُ مكروهًا بعزيز

achelious 15/11/2008 00:27

ليس مدهشا أن تبكي اللغة,ولكن المدهش ان تكتبي بدموعها
فتخلدي ذكرى وتمزقي أخرى .. وترسمي صورا تقارب الشعرا

وشم الجمال 23/11/2008 14:11

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : achelious (مشاركة 1161068)
ليس مدهشا أن تبكي اللغة,ولكن المدهش ان تكتبي بدموعها
فتخلدي ذكرى وتمزقي أخرى .. وترسمي صورا تقارب الشعرا


اخيليوس,,,المدهش أكثر أن نهتف للشم س حين تشرق وينحسر الظلام عن الارض,,,
أن نكون دائما على موعد مع الفجر ولو كان مصبوغا بذكرى موت أو فجيعة,,,

الموت هو الصورة الاخرى للحياة


اقتباس:

كاتب النص الأصلي : rana31 (مشاركة 1158787)
أرجعتني لحظات حين فقدتهم ..

فقدت ثلاثة أجزاء مني ..
وتهاويت في سرداب من الظلام
واعتنقت الحزن أعواما
هم السابقون


عزيزتي .. لا أراكِ اللهُ مكروهًا بعزيز

عزيزتي,,,

ذهبوا ولكن,,,,الأموات الأحياء يملؤون الطرقات,,,,
فطوبى لهم وهم في قبورهم,,,

ليعتقك الحزن يا صديقة ,,,,
اقتباس:

كاتب النص الأصلي : h13free (مشاركة 1158643)
اردت ان اقرا ما كتبت لكنني عجزت بعد قراءة اول السطور
عجزت لاني عشت تجربة مريرة مل تجربتك مع اعز شخص في الوجود
والحق اني بعد سبع سنوات من فراقه لا اصدق انه رحل ولا اقدر ان اقول الله يرحمه
لاني احس انه لازال حيا ولكنه يعيش بعيدا
احيانا اتمنى ل ظل حيا ولو ممدا بلا حراك وبلا صوت كمان كان اخر ايامه
احيانا اقول ليته ظل ولو صورة وشكل
ولكن تعلمين انها اناية منا ان ندعو الله ن يبقيهم ليتعذبو على تلك الشاكلة رحم الله جميع احباءنا اللذين فارقونا
وشفى كل المرضى خاصة مرضى السرطان
الامر مريع وليس مجرد مزحة يا من تدخن

ما دخل التدخين يا بنتي,,,
هاموش انا ما بحب الشب يللي ما بدخن:oops:

ولكن للحزن وجع خالد أتمنى أن يمنحكـ الله برءا منه,,,,
أتمنى ان يمنحك نعمة السكينة:D
اقتباس:

كاتب النص الأصلي : x52 (مشاركة 1158622)
ان هذه الحياه لا تحتمل وجود اشخاص مثاليين وكل شخص يلامس المثالية يدخل غرفة التصفيه ولا يخرج منها مرة اخرى

لا يسعك صديقتي الا ان تحسديها على رحلتها لأن حياه كهذه لا تستحق احداً بجمال تعبيرك عنها


دمت لنا ودامت اخوية

سوس شو دخل المثالية؟؟؟؟ها جاوب شو دخلها؟؟؟؟

أجل يا صديقي قد احسدهل لانها الان بين الملائكة ما اجمل ان نغرق في ملائكية اللحظات:D
ودمت يا غالي

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : العربي الأصيل (مشاركة 1158587)
يصدمنا الموت بخروجه عن كافة مقاييس العدالة كثيراً من الأوقات...

ندرك أنه يساوي بين الغني والفقير ..الأبيض والأسود...الرجل والمرأة... الظالم والمظلوم...الخير والشرير...الكبير والصغير....

الخير والشرير؟؟ الكبير والصغير؟؟

أين العدل في ذلك؟؟ أن يقطف شباباً وفتياتٍ في عمر الزهور!! ويترك معمرين هم أنفسهم ضاقوا بالحياة...

أن يحصد روح الملائكة التي تطير بيننا مفعمة بالبراءة والسحر والجمال...

ويترك على رقابنا جلادين تخضبت أيديهم وأسنانهم بدمائنا ودماء أطفالنا...

كيف ينتقي الموت على هواه ؟؟ ويترك جانباً من يصلون لقدومه ويتمنونه الآن قبل غد...

لا عدل في الموت يا صديقتي..

والعزاء الوحيد أنها تركت هذه الدنيا القاتمة بالظلم والشر والقتل...إلى مكان عسى تجد فيها روحها الطاهرة الراحة الأبدية.

وردة لروحها... والصلوات والسلام

صدقت يا رفيقي,,,صدقت,,,,

الموت يخنقنا ويخطفنا دون ان ندري,,,,

ولكن لا نملكت أن نضيق ذرعا بمتجبر,,,,,

ووردة لروحها

marioma alghzayala 23/11/2008 17:11

لك ... لك ياالله :cry:


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 02:24 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.09106 seconds with 11 queries