أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   ام حسـّان (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=103930)

The morning 05/07/2008 07:14

ام حسـّان
 
كانت تجلس الى طرف الرصيف منحنيه كـكعه العيد و تسند رأسها لمثقل فكرا الى عامود كتب عليه " خـطر الموت " لكنّ ام حسـان لم تكن من الذين يهتمّون لهذه العبارات فلا خطر اكثر من خطر الحرب و لا موت اكثر من موت الحرب . كـانت الحرب قد وشمت على زنود ام حسّان عدد من القبل و العديد من الزكريات البارزه .
الى جانبها كانت تجلس كل عصافير السماء المتعبه و التي تتدافع كجماعه تقصد قوتها هربا من الطوفان فهناك كان الخباز يقف صباحا و قد ترك للعصافير غدائهم المعتاد .. لم تكن العصافير و الحمائم تخشى ام حسّان فلقد اعتادو على رائحته ملابسها السوداء الواسعه المفعمه تعبا و فقرا و اعتادو على اصابيعها التسعه السمراء تحملهم , تلاعبهم و في بعض الاحيان تكلمهم , و انهم على اغلب الظن اعتادو على احاديثها , فهي لا تلجأ عاده الى تغيرها . تتكلّم عن الله و ابنها و الوطن , و بعد الانتهاء من الحديث عن الوطن تبدأ مجددا بالحديث عن الله . و في بعض الاحيان فقد تتحدّث عن شيئ اخر كما حدث اليوم , فإن حديث ام حسـّان اليوم كان يحتوي على الكثير من الرموز و الاشارات الجديده تحدثت عن شيئ يدعى الحب و ابا حسّان فاليوم كان الذكرى العشرون على وافته و ارادت امّ حسّان ان تخرج بحثا عنه كما هي عادتها في كل سـنه لكنها في هذه المرّه قررت ان تؤمن انّ ابا حسّان لم يكن بعائد اليها و بدأت تسب و تشتم عندما قال لها الخبّاز صبحي انها يجب ان لا تفكّر فيه مجددا لانّه الان في الجنّه يقضي وقته مع حوريه اجمل منها و لا يفكر فيها و لا في مشاكلها و همومها التي هي حتّى اليوم تكتبها على دفتر صغير سود تخبّئه في صدرها لتخبر ابا حسّان بكل ما حصل معها في غيابه .. لم تكن امّ حسان تثق بان ابا حسّان سيقرب امرأه اخرى حتى و ان كانت اجمل منها و ذات شعر ذهبي و روائح و مساحيق من التي يبيعونها ليجعلو من النساء يظهرن كالدمى . كانت في الكثير من الاحيان تتسائل ان كانت هي جميله حقا .. و احيانا اخرى تحاوّل ان تتزكر تفاصيل وجهها منذ اخر مرّه نظرت الى المرأه فيها قبل ان يخرج حـسّان , هي تزكر جيدا تفاصيل ذلك اليوم فقد كان يوم اثنين و كانت الساعه قد قاربت الرابعه عندما دخل عليها و طلب اليها ان تقوم بضبّ كل احتياجاته في صندوق محكم الاغلاق لانّه سيخرج و لن يعود قبل عدد مطوّل من الايام , تزكر تماما عرقه الساخن و لهاثه المنقطع كأزرار قميصه و عيونه تحاول الّا تخبرها الحقيقه و اخيرا قبلته على جبينها .. كانت امّ حسّان تعلم انه لم يكن بعائد اليها فتلك القبله كانت تشبه القبل الاخيره على جباه كل الامهات في تاريخها ..


يتـــبع ..

يمان Rooooonaldo 05/07/2008 17:39

معك .. :D

whiterose 05/07/2008 18:34

me 2 :D

سوا ربينا 05/07/2008 19:11

متابع ,,,:D

The morning 05/07/2008 20:10

قد قاربت الشـمس على المغيب و لم يأتي الباص بعد , مما اثارقلق ام حسـّان كأم عادت الى العش و لم تجد صغارها فـالسـائق محمود يلبس ثـوب حسـّان في اعينها ليـجعلها تخاف عليه و تخاف منه و يجعلها تشـعر بالانتماء الى شيئ ما في هذا الفضاء الكوكبي. لم تكن من عاداته الّا يخبرها ان كان قد رسم برنامجه اليوم على مواعيد جديده و احتياجات لا تدخل ضمن روتين قوته اليومي, بدأت تفكر و تفكر و تسأل الله ان ينصرف عنها اليه . و بينما كانت تكلّم احد الطيور عنه سـمعت صوتاً يناديها في مكان ما فبدأت تبحث عن الصوت و تتلفت كي تحاول التقاط الاشاره ., الى ان رأت شـابا يرتدي قميصا ً اسـود و زيّا شـبابيا يلبسه لجميع تسمـيه ام حسّـان الزينج فهي لطالما حاولت ان تلفظه كما يفعل محمود و اخوه يوسف لكنها لم تكن تؤمن ان هناك فارق كبير بين اللفظين لزا كانت في كلّ اخر محاوله تضحك عاليا ً و تقول ان الشـيطان يـسكن لسانها .
بدأ الشـاب يقترب منها و هو يلهث انفاسه باسمها , ام حسـّان امّ حسـّان و عندما بات قريبا كي تفـهمه جـيدا اخبرها دون تخطيط للحفاظ على قلقها , بأن الشـرطه احتجزت باص مـحمود لانّه كان يحمل على ظهره مفـروشات و هذا ممنوع فرخصته كانت تكفيه فقط لايصـال الاشخـاص و لا تكفيه عيشا . ام حسـّان لم تفهم ما حصل و لكن كلمه " الشـرطه " كانت كفيله ان تخبرها بأنّه كان حدث جلّ. حملت ثقلها و اسندته الى عامود الكهرباء قليلا و الى يد الشاب قليلا ثمّ سألته بـصوت يخشى من سـماع الاجابه : هل سيـعتقلونه ؟ فضحك الشاب و قال : لا تخافي لا تخافي, لن يعتقلونه لكنّه سـيحتاج لسدّ المخالفه بدفع مبلغ مالي .
ام حسـّان لم تفهم ايضا لكنها فضلت ان لا تفهم اكثر من انّه لن ينام في تلك الغرفه الضبابيه فهي حتّى اليوم تخشى من ان تزكرها و تزكر الامها السـوداء فيها . انا احمد قاطع الشاب خوفها :وعدت محمود بأن اوصلك سـليمه الى المنزل فهـيا معي . سـارت ام حسـّان مع هذا الشاب المدعو احمد خائفه من كل شيئ و من كل مكان , متلفته حولها و كأن الله قد سمع لصلاتها و انصرف عن حمايتها ..

يــتبع

MaTyA 05/07/2008 20:22

مرة حكيت وبرجع بقول :
انو القصص او القصائد المميزة كتير هي يللي بتخلينا نتخيل احداثها كـ صور مرئية.

اسلوب السرد حلو ..

بس شغلة ..بما انو البعض ما بيحب نقلو الاخطاء الاملائية..(في ظل الكتابة بالفصحى)
لهيك ما اقتبست بعض الاغلاط الاملائية وعطيتك تنويه بسيط عنها..

و متابعة معك

fernanda bachchan kfoury 05/07/2008 20:37

متابعة...:D

The morning 05/07/2008 22:44

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : matya (مشاركة 1050038)
مرة حكيت وبرجع بقول :
انو القصص او القصائد المميزة كتير هي يللي بتخلينا نتخيل احداثها كـ صور مرئية.

اسلوب السرد حلو ..

بس شغلة ..بما انو البعض ما بيحب نقلو الاخطاء الاملائية..(في ظل الكتابة بالفصحى)
لهيك ما اقتبست بعض الاغلاط الاملائية وعطيتك تنويه بسيط عنها..

و متابعة معك

بتـشكرك عالمديح بدايه ..
امّا بخصوص الاغلاط الاملائيه , ما بزعل و ما عندي مشكله تقولي بس فيـكي تسلمي بالامر الواقع بكل بسـاطه :p .. انا شـخصيا سـلّمت بالقصّه , املائيا بغلط كتير و دائما و بكل اللغات -عربي \ عنكليزي - يعني مافي مجال كتير سـيطر على هي الشغله يمكن لاني ما بعطيها كتير من الاهميّه :) .. يعني هي اريح لنظر المتلقي لكن طالما عم يفهم الفكره فما بحسها بلّشت تصير مشكله بعد, لذلك ما بحط مجهود على انّي دقق على الاملاء بـشكل صـحيح طالما بعدها في نطاق المفهوم .. لمّا رح بتبلش تصير مشـكله بيني و بين المتلقي اكيد رح بشتغل اكتر عليها .. شـكرا بكل الاحوال

مسطول على طول 05/07/2008 23:00

معك ومع ام حسان عاملتنا دراما مورنغ , يرحم ايام ابو أم حدو شو كانت بنت بلد

barcawi 05/07/2008 23:06

شكرا لك بالأنتظار.......

The morning 06/07/2008 09:32

كـلو متابعه متابعه حدن يعطي رأيو :frown:

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : مسطول على طول (مشاركة 1050167)
معك ومع ام حسان عاملتنا دراما مورنغ , يرحم ايام ابو أم حدو شو كانت بنت بلد

ههههههههههههههههههه ..
كـلنا ولاد البلد ;-)

The morning 06/07/2008 20:16

كانت امّ حسـّان تزحف ذكرياتها المخيفه بعيدا .. تحاول الا يلاحظ احد متاهه الاصوات في مساحه فكرها .
و فجأه كادت تبكي فأمسكت بشفاهها و كان ذلك الصوت المنذر بأن شيئ ما يلعب خلف المكان , نظر اليها احمد فأمسك بيدها من على فمها و ابتسم و هو يهزّ رأسه مواسـيا. لن يـحصل له مكروه اعدك , قال. لكنّها لم تخبره بأنها لم تعد تعلم ان كان ما يحصل في داخلها نتيجه لخوفها عليه او خوفها منه , منهم , منها , من ذلك الشيئ الذي يتمثّل بكل شيئ في كلّ مكان. يقتحم عليها اماكنها و غرفها و وحدتها و اناسها و بقايا طعامهم و احلامهم..
كانت تحاول طرد كل تلك الصور من كل الاماكن و الاوقات و لم تستطع فالتفتت الى احمد الذي كان يطالع عينيها الدامعتان و قالت : متى سنصل؟ الّا انّه لم يجب و لم يعلم ان كانت عدم اجابته عائده الى انّها كانت خائفه او الى انّه كان خائف عليها و للحظه فكّر انه قد يكون خائفا منها !
طباعها و حركات و جهها و حتّى انقباض عضلاتها كلّ شيئ مرّ في خياله كان يوحي له بأنها تتحوّل شرسه جاهزه للانقضاض عليه و التهام كل ما تواجد حوله من اشكال, ابتداءً باحلامه و انتهائا به.
اراد استعجال الزمن او التأكد من انّه سيصل الى البيت سليما .. فقد كان عليه ان يـسير معها من موقف الباص الى المنزل مسافه تقارب العشر دقائق. و بدأ يقلق و يحاول ان يطمئن نفـسه باحاديث محمود عنها و عن طيبتها و حنانها و و و لكنّ ايّ من ذلك لم يكن لينفع عندما يقارنه بها و هي جالسه على المقعد المجاور له تحترق غضبا.

لم يكن يدور في بال احمد عندما توقف الباص سوى الوقت و خيال المسافه التي عليه ان يقطعها بصحبتها ,وحيدا وسط غضبها. امّا في بالها فلم يكن هناك من جديد ..

يتــبـع

The morning 07/07/2008 21:02

وصلا اخيرا و كان كلا ً منهما يسكن خوفا مختلف لكنّ الشيئ الذي وحّد خوفها هو رؤيه امّ محمود من خلف الباب مطلّه بثقل بابتسامتها. ام محمود لا تبتسم دائما و لا تبكي نادرا و احيانا يقول محمود بأنها لا تعلم ايضا لكنّ اي من ذلك لم يكن بمـثبت. فتحت لهما الباب و انطلقت عائده الى حجرتها و كأنها لم تكن لتنظر محمود, فكّـر احمد بأنها قد تكون غاضبه من فعلته, فهي لطالما اخبرته بأن الشرطه في هذه البلاد لا تحتاج الكثير من القانون لتعمل, فهي تجد اعمالها الخاصّه اولا ثمّ تضع القانون ليحميها لكنّه كان دائما يبيعها وعودl بأنه لن يخرج عن مصالح الشرطه كما هي تسميها و هو يسميها القوانين.
لم يجد احمد الكثير من الاشياء ليملأ هواء الكلام فيها فاستأذن بالانصراف. امّا ام حسـّان فتحركت بثقل الى غرفتها و افرغت بعضا من الغضب الذي كان يسير على شعيرات جسدها عنيفا مستنفرا كلّ غددها. قامت بركل الباب عنفا بكلتا يديها ثمّ اغلاقه بذات الطريقه و ذات الغضب و ذات العنف النسائي الغير معتاد. الساعه قاربت الثامنه و محمود لم يكن في البيت بعد, فكّرت قليلا ثمّ قررت بأنه انها ان أ ُعلنت السـاعه العاشره و نـَفس محمود لم يحرّك سكونا lلبيت فإنها لذاهبه هناك و لسوف تأخذ معها العصى الكبيره و السكيّن الصغيره و أقسمت بغضبها و بكل الامها بأنه لن ينام في مكان اخر غير سريره البارد في الغرفه المجاوره.
لم يكن هناك مجال لولاده احتمالات اخرى في مخيلتها, امّا ان يأتي او تأتي به.

يتــــبع

The morning 10/07/2008 07:17

ام حسـّان لم تكن لتعلم كم من الغضب كان يدور في عروقها و عرقها و تعبها و كلّ جزء نابض في كيانها الذي ما كان ليستقل عن غضب المكان, الجدران و الصور و حتّى الارض , كلّهم كانو في اهتزاز غاضب ينتظرون الساعه العاشره .
لم تكن ام حسّان لتفكّر يوما ان السـاعه العاشره سـتغير مجرى حياتها فهي دائما تؤمن بالـساعه الرابعه فقـط . حـسّان خرج في الساعه الرابعه و في السـاعه الرابعه قتل زوجها و في الساعه الرابعه قصّ ابهامها. و بدأت الذكرى تعود الى مخيلتها, الساعه تشير الى الرابعه و هي تجلس في زاويه المكان تتحسس اصبعها المفقود و تقاوم الصراخات التي تسيل على دمائها, احسّت يومها بخيالات الفقدان فحسان خرج و لم تعد تراه و زوجها مات و لم تعد تراه لكنّ هذا كان اصبعها و هي كانت تراه جيدا ملقى ً على الارض تدوسه احزيتهم القذره و كأنه عقب من سجائرهم. شبحه كان يملأ المكان نزيفا امّا هي فكانت متجمّده تنظر الى وجه ذلك الشاب الذي قام بفعلته و هو ساكن كأحرف الرثاء.
ارادت ان تصفعه و تصفع معه وجودها في الغرف السوداء الحزينه لكنّها لم تجرأ و خافت على اصابيعها التسعه المتبقيه. نعم انها تعترف ,و حتّى اليوم , انها تخشاهم و تخشى العتمه التي يطوقون بها الارض. و تعترف ايضا ببراعتهم باستنجاب الخوف. استنجاب الخوف الذي يأتي باستجنابهم . تتشابه الكلمات و لا تعلم ام حسّان مدى صحتهم في القواميس العربيه لكنّها لم تكن تأبه لانّ شيئا في تلك المدينه لم يكن ليساير القواميس او القوانين.
و تسـمع صـوتا يأتي من الخارج يشبه صوت موسيقى الضجيج التي يخلقها باص محمود , تخشى النظر من النافذه و تفضّل المحافظه على ثباتها و غضبها فقد كانت قد اتخذت القرار بأنهم ان جاءوا ليأخذوها في هذه المرّه فـسوف تخبرهم بانها كانت تعلم بمجيئهم و انّها كانت جااهزه و عالمه بكلّ ما سيحصل و بذا تثبت لهم انها اذكى منهم و انّ ذهابها معهم سـيكون برضاها هي و هي وحدها بل و ليس له علاقه بمهاره ايّ من موظفيهم. و كان اخر ما اتخذته من قرارات هو انها لن تخرج من هذا المنزل باكيه و انّ دموعها لن تجد مكان للولاده اليوم. فالساعه العاشره هي سـاعه الغضب فقط ,الّا انها رمت كل هذه القرارات خلف فرحها برؤيه محمود يدخل عليها المكان ضاحكا متسائلا ان كانت قد قلقت عليه. تحوّل كل غضبها دموعا القتها على كتفي محمود و كأنها لم تبكي يوما من قبل.

يتــبع

The morning 11/07/2008 18:05

كانت امّ حسـّان تحتاج الى عمر اخر ليـرمم ما اصابها في ذلك اليوم , فعلى مرّ العمر كانت المخاوف تأتيها واحده تلو الاخرى لكنّها اليوم اتت كلها معا و كأنه اجتماع عشائري لاغتيالها و دفنها للتخلّص من زاكرتها.
احتضنته و راحت تبكي مطولا و كان هو يشعر بدفئ دموعها منسكبه على كتفه محاولا الّا يذكّر نفسه بان كل تلك الدموع كانت لاجله لاجله هو فقط ليس لاجل انها لم تجد مركبا للعوده منزلا و ليس لانّـها ستحتاج ان تسـتغني عن الكثير من الحاجيات في حياتها ان هو ذهب لكنّ تلك الدموع و كل ذلك الغضب كان لانّه بـخير. لم يشـأ محمود بالبكاء الّا انه احس بأن كلّ الحزن في جسده اتى ليستقرّ عند عينيه قبل ان تقرر ام حسـّان ان تبدأ بالحديث و تنهي الموقف , ام حـسّان دائما تملك حكمه في انهاء مواقف كهذه ففـي جنازه والدها منذ 40 سـنه و عندما كان الجميع منهمك في البكاء انشغلت هي بارتدء فسـتان العيد الذي اشتـراه لها قبل سوفاته بأسابيع لكنّها قررت ارتداءه في ذلك اليوم كي تراه و هي تلبسه حتـّى و ان لم يكن العيد قد اتى بعد, فالعيـد سـوف يأتي في كلّ عام لكنّ والدها كان سيوارى الثرى مرّه واحده و هي ستملك ذلك اليوم لتحزن به و سـيأتي العيد بعدها ليجعلها تستعيد فرحها.
اذهب و اخبر امّك انك سالم , قالت . لكنّ محمود كان يعلم بانّ امّه لن تكون بذات القلق فهي قلقت كذلك في المرّه الاولى و ما عادت تقلق بعدها, ربما لكثره ما تكرر ذلك او ربما لانها كانت تعلم انه سيـأتي قبل العاشره لكنّه هز رأسه و خرج يبحث عن والدته في المنزل.

يـــتبـع

يمان Rooooonaldo 12/07/2008 03:04

انو اول شي .. يعطيكي الف عافية .. :D

الشي الوحيد اللي لهلا .. ما لقيتو بنفس مستوى القصة كان الجزء التاني .. حسيتو بعدني شوي عن القصة .. بس البقيّة .. كتير حبيتو .. ببساطتو ..

في شوية تعابير كتير .. عجبتني بالقصّة ..

ثانكس شوش .. وفعلا ..

وقت بتحكي الشام .. ما بيطلع تقدملا الا .. :D

مكمّل معك .

The morning 14/07/2008 08:12

و كأن الحياه قد اصبحت اسهل بعد ان خرج محمود من وجع ذلك المكان .. ام حسّان شـعرت بأن حياتها باتت اسـهل ربما لأنه عاد , ربما لانها لم تحتج لان تأتي به و ربما لانّه خرج من الغرفه ! شيئ ما في مكان ما كان يؤكد لها ان قلقها كله ذاك لم يكن له مبرر يزكر فحتّى امّه لم تقلق قلقها و اخبرتها بأنه سـيعود . حاولت الّا تجد تفسـيرا منطقيا لقلقها فهـو لا مبرر له و هـي كانت تـعلم ذلك جـيدا, لذا فضّلت ان تهوي بجسدها الى سريرها و لا تبحث في اي من افكارها عن ايّ من الاحداث .
و اتى الصـباح و اتى معه يوم اخر لا ينتمي للامس بشيئ , ام حسـّان لم تستـيقظ باكرا كـعادتها و لم يـشأ محمود او امّه ايقاظها . محـمود شـعر بالامس و من خلال دفئ دموعها على كتفه انها كانت قد صرفت الكثير من الجهد في التفكير فيه لذا قرر ان يتـخذ القرار عنها اليوم بـعدم اصطحابها معه الى البلد.
و مـضى يوم اخر و ام حسـّان لم تزهب الى البلد و رابع و خامس و عاشر و في اليوم الحادي عشر تأكدت امّ حسـّان بأن شيئا اخر قد كُسـر فيها .. للمرّه السادسه في حياتها تـشعر بأنها تـسير على زجاج الامل المكـسور و تجرح كلا ركبتيها فيه عندما تركع باكيه راجيه من كلّ شيئ ان يرحمها. لمَ كان عليها هي فقط ان تمرّ بكل ذلك في كل مراحل حياتها و بدأ ذلك الغضب العارم يلبَس روحها. تختارني الدنيا دائما لتقوم بجميع تجاربها عليّ و افهم و اتفهم و احاول ان اقنع نفسي بأني سـأخرج سـليمه لكنّي في هذه المرّه لا اريد ان اتفهم , نعم انّك تركبين ظهري و تمارسين ضـدّي كل انواع العنف . حدّثت ام حسّان الدنيا بلهجه تهزأ فيها من القدر و تعترم الغضب و كأنها ستعكس بذلك سير الكره الارضيه , ثمّ و بذات الحاجه الملحّه , عادت فارتدت ملابسها المعتاده و انتقلت الى ارجاء البيت تبحث عن محمود ليحملها معه مجددا الى البلد فترتزق.

يــتبع ..

اسبيرانزا 15/07/2008 16:53

كامل تشجيعاتى ,,,لكى مورننج :D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:24 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03843 seconds with 11 queries