أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   حياة قصيرة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=123209)

freesyria 24/05/2009 18:48

حياة قصيرة
 

حياة قصيرة

جاء صوتها العفوي غنيا بذلك الفرح, أورق أشجارا لم تعد تطمح أكثر من ان تكون حطبا..
تتلون اشياء الغرفة بألوان جديدة غير الأبيض والأسود..
جاء صوتها ينفخ بوق انذار..
الذاكرة المتصدئة من تفاصيل الحياة..
كان ذلك الصوت كافيا ليربكه...ليهز كيانه...
ليفجر رغبة قديمة منسية في البكاء او حتى في الصراخ...
حتما لم يكن مستعدا... يعترف انه لم يكن مستعدا..
لم يكن كيانه مهيا لهكذا اجتياح..لهكذا استسلام..لهكذا ضعف..
ابدا لم يكن صوته الخائن الوحيد...
يكتشف ذلك بنفسه و الخدر المستشري كالمجنون في شفتيه..
وذلك الرجفان المرضي الذي حل بيديه وبسماعة الهاتف..
كل هذا قد حصل,
وهي مازالت تبحث عن ماهية هذا الشخص الذي يسرق منها لحظات مهملة من حياتها..
لحظات سيمزجها باتقان فسيفسائي مع اهم لوحاته...
مضت كلمة او كلمتان قبل ان تدركه و تستدركه بذلك التوازن المتقن الكلمات.. البارد العاطفة...المزين بالمجاملات.
اختفت كل الكلمات من باحته...
تشوهت معالم اوطانه..
لم يعد قائدا بعد تلك اللحظة..بعد ان اصبح كيانه خارجا عن القانون...ومعلنا الانقلاب.
وسط هذه الانقسامات والانهيارات في الوجدان والاحساس...
تقول له:
انظر.. يجب ان تعرف انني الان سعيدة بزواجي.. وانني انتظر مولودا!!
ترى ماذا كان ينتظر منها.....
ان تقول له محتاجة اليك!!!
او انها تحبه حتى هذه اللحظة!!!
كانت العواصف مازالت تخترق تفكيره عندما قال ولم يقل:
اعتذر عن انانيتي في اتصالي بك...... احبك جدا لدرجة الموت..
اعلم انك سعيدة جدا ... اعلم انك اغلى من كل هذا الوجود..
اعلم انك تعيشين الحياة التي تريدين... اعلم انك اروع واجمل شيء حصل لي في هذه الحياة.
اعلم انك تحبين زوجك..... اعلم اني اتخلى عن حياتي مقابل ان المس يديك..
حتما..هو على يقين انه بعد دقائق قليلة سينتهي الاتصال.. وستنتهي حياته داخل الحياة.
لكن كل ما كان يستطيع تذوقه وقتئذ هو تلك اللحظة...
كل ما كان يستطيع تنفسه هو روحها..
ثواني من الصمت ..
كانما يريد لصدى الكلمات ان تاخذ نصيبها من الاتصال..
تسأله عن احواله.. ولماذا يتصل من خارج البلد؟؟
كان تواقا ليقول لها انها بلاده..وانه نفي عنها منذ اللحظة التي انتهت علاقتهما... لكنه قال:
انه يبحث عن بداية جديدة لحياته..
بعد مسلسل من الانهزامات الدراماتيكية في الحياة والعمل,كان اخرها طلاق لزواج لم يدم اكثر من سنة.
تصيح مستغربة: طلاق ؟؟لماذا؟؟
لم يستطع ان يجيبها.. سؤال كبير لجواب لايعرفه جيدا سواها!!
لم يستطع ان يجيبها.. والدموع تطرق الابواب لم تعد تريد الانتظار..
فجأة....امتلكته رغبة في انهاء الاتصال..
يتساءل في قرارة نفسه.. ماالذي يفعله هنا؟؟
مالذي سيتغير بعد هذا... سوى فوضى حقيقية للحواس...
سوى انهزام اخر يضاف لانهزاماته السابقة..
هل سيستجدي بها!!
هل سيقول لها انه رحل عن نفسه!!
انه يئس بعدها من البحث عن معنى لحياته !!
انه لم يعد يستطيع مواصلة التحدث الى صورتها الفوتوغرافية التي عتقت,
بالرغم من كونها رفيقه الوحيد وكل راسماله!!
لكنه لم يقل كل ذلك...
لم يرد ان يصدّر الفوضى اليها..
اراد لحياتها ان تبقى رتيبة وهادئة كما كانت..
تمنى لها التوفيق والسعادة...
وعدها الوعد الذي سيندم عليه في حياته...
سيختفي من ايامها نهائيا....
ولن يسمح بانانيته ان يتواصل معها بعد اليوم...
حفنة من المجاملات و اغلاق للسماعة....

في مساء الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم, انتهت تلك الحياة القصيرة داخل الحياة...
وعادت اللاحياة تاخذ مجراها..
يخرج من الفندق, يستوقفه مقهى على الطريق..بضع سجائر متلاحقة وحاجة الى الكتابة....

وشم الجمال 26/05/2009 08:38

اسلوب قصصي جميل ومفردات جميلة

وكما نقول دوما هو الحب وهي حكمته في ان نحب من ليس لنا

achelious 30/05/2009 16:34

اجمل شي بهالقصة رائحة الحقيقة!
أنانيتا وغباؤه

شكراfreesyria:D

freesyria 02/06/2009 17:29

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : achelious (مشاركة 1274711)
اجمل شي بهالقصة رائحة الحقيقة!
أنانيتا وغباؤه

شكراfreesyria:D


شكرا لردك الجميل.
في الحقيقة القصة حقيقية مثلما توقعت.
لا نستطيع الاقرار ولن نكون منصفين بحكمنا عليها بالانانية لانها محكومة بظروف تغرق معها مشاعر كثيرة لاتستطيع ان تطفو وتتمرد على الواقع الحالي.

اما بالنسبة للغباء فاتمنى من حضرتك ان توضح اين لمسته في هذا الموقف او هذه القصة القصيرة

freesyria 02/06/2009 17:30

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : achelious (مشاركة 1274711)
اجمل شي بهالقصة رائحة الحقيقة!
أنانيتا وغباؤه

شكراfreesyria:D


شكرا لردك الجميل.
في الحقيقة القصة حقيقية مثلما توقعت.
لا نستطيع الاقرار ولن نكون منصفين بحكمنا عليها بالانانية لانها محكومة بظروف تغرق معها مشاعر كثيرة لاتستطيع ان تطفو وتتمرد على الواقع الحالي.

اما بالنسبة للغباء فاتمنى من حضرتك ان توضح اين لمسته في هذا الموقف او هذه القصة القصيرة

وشكرا

mary_55 02/06/2009 17:58

الصراحة القصة كلها عجبتني
مابأدر حدد شو هو إلي عجبني أكتر شي
يمكن شعورو بالكبت و الحاجة للبكاء
بعدين أنهاء المكالمة
الأحاسيس كلها هانت حلوة ومدقنة بمزجها بكلمات مناسبة
,,,,
....بلشت ألف كلام مالو علاقة
بتوقع فهمت علي:?
أمتعنا يقصصك..
:sosweet:

butterfly 02/06/2009 18:11

رائعة
الأسلوب ، العاطفة ، الحبكة ..
الختمة
أنا شخصيا ً شدتني كتير ..
:mimo:

freesyria 04/06/2009 01:48

شكرا
 
شكرا ياشباب على الردود اللطيفة..
انا اعترف باني لم اكن الا من هواة القراءة ولم اجرب الكتابة من قبل..
لكن على مايبدو ان الاحداث اليومية بتفاصيلها و التي تخترق وجدان الانسان تكون من اهم الدوافع التي تقود الانسان الى ساحة الورقة البيضاء.

khmn 15/08/2009 16:28

كل حرف تكتبه اخي freesyria ينم عن ذوق رفيع واحساس راقي وقدرة عالية على التعبير عنه هذا الاحساس

امتعتنا حد الثمالة

كتاباتك اكثر من رائعة سأظل الاحق كل ما ينساب من بين اصابعك الذهبية او بالاحرى الاكثر من ألماسية


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:44 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04253 seconds with 11 queries