أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   ابراهيم نصرالله-مرايا ترابية (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=114790)

Marcello 17/12/2008 16:29

ابراهيم نصرالله-مرايا ترابية
 
من ديوان حطب أخضر- ابراهيم نصر الله (مرايا ترابية)

ظلال

قد يكون لنا في التراب ظلال ..
هي الروح
من سيطوف بنا
حين ترحل بنا ؟
حين ترحل عنا
و من سيحج الينا لنبقى
مكان الزمان
هنا
و هنا
قد يكون لهذي الظلال ظلال
همو..
نحن
أنتَ
أنت
أنا

Marcello 17/12/2008 16:33

خزائن


في التراب خزائن للوقت مكسورة
و دقائق مخلوعة عن عروش الطفولة
بحر رذاذ الثواني
ووَقْع خطى الهذيان
اندلاق السنين على الصفحات القديمة
دهر
تطارده
غابة الخيزران
و إيقاع رقص بعيد
على جثة السنديان
في التراب خزائن هائمة
حلمها جسمنا
حلمها اللامكان

Marcello 17/12/2008 16:37

أب

.. في التراب أب
صوته راعش بالصلاة
أصابعه بالنبات
سيَخفَى علينا
و يعرفنا ..
من هبوب الذبول على قمحنا:
ها خطاكم
و ها بعض وجهي فيكم
تشَرُدُنا المُر في بيتنا
و تَغَيُّبنا عن يدينا
" و كرمل " أسمائنا
سوف نبكي
و تضربنا أمنا
لن تصدق أن أبانا هنا
حين نركض
حين نشير الى حفنة من تراب تتابُعنا

Marcello 17/12/2008 16:39

صحارى

.. في التراب صحارى
هي الحزن حين تهب المنافي
حيث يحتار نهر بأعشابه
حين ينسى ضفافي
و تستَعِر حرب ضحكات النهار الأخير
و ينسى أليفي وعودي للبحر في صدره
و زهور اعترافي
في التراب صحارى تحن إليَّ
لتنسى اخضراري
و نعناع ظلي على العتبات
و تذكرني-حين يُذكر الراحلون بعيدا-
بحُمى جفافي

Marcello 17/12/2008 16:42

أخ

.. في التراب أخ
يترقب ألعابه أن تجيء
هنا
من ثلاثين عاما.. هنا
كيف لم ننتظره
سيسألنا
كيف باغَتَنا العمر
كيف كبرنا
و لم ندْعُهُ ليشاركنا

هكذا
مرة
لهونا في المرايا .. وأحلامنا
هكذا
مرة
بعض ألعابنا
في التراب أخ
حين يأتي الشتاء
يسيل مع العشب
يرشقُنا بالبياض العميق - كعادته-
ثم يسكن قرب أبينا
هنالك في أمنا

Marcello 17/12/2008 16:45

ملامح

في التراب ملامح سرية
لاتحب المكان
و تعبد ريحا توزعها
فوق سهل الصباح
انفجار الحدائق
صهوة أنشودة أو حصان
ملامح حين تصادفنا
و نصادفها
تتعثر في خطوها.. هكذا
فيزلُّ الزمان
كم َبَلغْتَ من القلب
قل أيها العمر
يا قاتلي
كم بلغت من الحَور و البيلسان
قبل أن نتبعثر ثانية
و تُطلُّ الملامح فينا
على هوًّة الهذيان ؟!

Marcello 17/12/2008 16:50

خيام

في التراب خيام
من الدم..و الذعر
مشرعة لقضاء الأساطير في دمنا
و خيامٌ من الريح
تحملنا .. للمكان الجديد و نحن هنا
حولنا بعض رائحة البحر
شيء من الكلس في " الميجنا"
ها تكاثر فينا المغني
تكاثر فينا الامام
تكاثر فينا المذيع
تكاثر فينا الكلام
تكاثر فينا الرحيل
الوسام.. و فتت بالنصر أجسادنا!!
و لما نزل بعد خمسين عاما
- كما ذات قَتْل-
هنا وحدنا

Marcello 17/12/2008 16:52


أصابع

في التراب أصابع من قصب
تتحسس قلب الأناشيد فينا
تعذبنا ألف عام لنرحل
كي تقتفينا
أصابع تحفظ أرض الرياح
و صلصال أحلامنا في النساء
أصابع تشد على الناي
أو تشتهينا
سندرك سر الينابيع فينا
و نصرخ يا أرضَ كل الزواحف
يا أرض..
يا أرض..
لا تذكرينا

Marcello 17/12/2008 16:55

ذراع

في التراب ذراع
و خصر من الطين لم يكتمل
سنُقلِّب خمسين أغنية
و بلادا تطل على ألف بحر
لنشهده ماثلا في الأمل
ونحث المدى
كي يضل بنا
و سندخل في سحره كالحِيَل
ننشد اشتعلي
يا أساطيرنا
قد يكون لنا في التراب ذراع
و خصر حلمناه في حلمنا

حموده ابو حميد 17/12/2008 17:13

رائع يسلمو كتير:D

Marcello 17/12/2008 17:17


كلام

في التراب كلام كثير عن البيت
و البحر
و الشرفات البعيدة
يفِرُّ من الحبر
كي لا نُقيم حدائقنا في المطابع
أو في صقيع الجريدة
كلام سيمضي بنا حيثما
شاء وجه القصيدة
كلام ُ سَنُنشِدُهُ مِلْأنا
و سيُنشِدُنا
حين نلقاه ما بعد قاتلنا

Marcello 17/12/2008 17:20

طيور

في التراب طيور
تُنَقّي القصائد من حزننا
و طيور بها عودة لطفولة ألقابنا
و دفاترنا
و طيور ترانا نحب المكان
و أقفاصنا
في التراب طيور
ستسقط في فخنا آخر الأمر
لكنها..
لن تُعيِّرنا
بالقيود التي حول أرواحنا

Marcello 17/12/2008 17:25


نوافذ

في التراب نوافذ
تستدرج النهر من حزنه
للحديث الصباحي
و الزعتر الحر
و العتبات التي تتفلَّت في خطونا
قد يكون لها بقليل من الورد
إيقاد أفق..
و دعوة سهل فسيح و تلٍّ الى حوْشنا
و إطلاق كل حنين الصبايا المؤجل
للخيل في دمنا
قد يكون لها أن تُشَرِّعنا
كالنوافذ
أو تتأملنا
فهي عين البيوت علينا إذا
غابت الأم عن صوتها
و تَشَرَّد نصف حكايتنا
و هي مفردة الضوء
نسرق سرا ستارتها
كي يظل الطريق يؤدي - مساء-
إلى أهلنا

Marcello 17/12/2008 17:28


بلاد

في التراب قرى و مدائن
أوغل فيها الرماد
فشَرَّدها الوقت عن نفسها
انفرطت شمسها كالنهار الأخير
و أسمائها
في التراب قلاع بلا حرس
و دروب بلا بشر
و سيوف تفتش عن حدها
في التراب احتمال لكل الغياب
و عودتها
في التراب بلاد مَضَتْ ..
فأتَتْ.. للفَلاة الرياح
لتَسْرُد للصمت سيرتها

Marcello 17/12/2008 17:32


أليف

في التراب أليف
ألفناه صمتا
فَفَارقنا
ليُبعثر عنا فُتات الكلام
و حَيطتَنا
من مرور الأغاني -صباحا-
على رمل أرواحنا
في التراب أليف يحب الرحيل
قتلناه
حين أقمنا هنا

Marcello 17/12/2008 17:34

سرير



في التراب سرير البياض المُطِلِّ
على صلوات الأقارب
و الناي
و الدعوات
و زهر المرارة
و صمت يؤدي الى شجر خائف في الظلام
و قَفْر يشيد القبور
لكي..
لا تضيع الحجارة
في التراب سرير الحنين الى أصلنا
و الخسارة
و كوْن سينهض عند الصباح
-رشيقا بأحيائه-
لكي يخبىء تحت التراب دماره

Marcello 17/12/2008 17:40

وصايا

في التراب وصايا
تضيء مدى الحلم
تحرُسنا
تُرشِد الياسمين الى نفسه حين يجهلنا
في التراب وصايا تَحِفُّ بنا :
سورةً للغمام
سورةً لرثاء السكون القليل
و أصل اللجام
سورةً لا تنام..
تسير على هَدْيِنا في المذابح
أو في الحَمام
في التراب وصايا
سَتَنْحَلٌّ فينا
لنقطع بالحلم هذا الظلام

Marcello 17/12/2008 17:43

غصون

في التراب غصون
لها أُلْفَةُ الظل
جذع الزمان القديم
لها شرفات تُطِلُّ على الروح و الأودية
و لها خُضْرةٌ عكسَ اليباس
لها رقصة
و لها أغنية
غصون تقاسمنا ضوءها
و نقاسمها كل أشيائنا
... ...
كل زيتونة
حين نزرعها
سوف تزرعنا
قُرْبها ههنا


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:31 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.21133 seconds with 10 queries