أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   أدب ساخر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=44)
-   -   وليد معماري (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=96968)

فايق ورايق ومدايق 03/10/2009 17:37

عاصفة ثلج....

«صوت الشعب» العدد 212 (1706) 21 - 27 أيار 2009
منذ سنوات، أكتب، وأكرر كتابة موضوع واحد، مرة على الأقل في فصل واحد من فصول السنة.. حتى صرت على خجل من التكرار.. بينما الشركة التي أكتب عنها، طلت وجهها بالجبصين دون أي خجل... والقصة، وما فيها أن العاملين في الشركة العامة للبناء والتعمير في محافظة ريف دمشق لم يقبضوا أجورهم منذ شهر شباط اللباط، في هذه السنة، وحتى تاريخه.. وفي السنة الماضية قبضوا أجور رمضان بعد عيد الأضحى، كما أذكر..
وعاينت على أرض الواقع حالات عائلات، معيلوها يعملون في هذه الشركة، وصلت بهم الحال إلى حدود المأساة، فالمدينون توقفوا عن إدانتهم.. بما في ذلك القريب والصديق وسمّان الحارة، (وأستثني اللحام، لأن هذه العائلات لا ترتكب معصية أكل اللحم، لأنها من الكبائر)... لكنها بقيت عند حدود أكل الخبز.. أقصد الخبز المغمس بالهواء... وقد بقي الهواء الرباني المجاني متوفراً لهم، وظل الخبز الشيطاني عصياً عليهم...
أحد الآباء أخرج من التعليم الأساسي (الإلزامي حسب القانون)، ثلاثة من أولاده، وأودعهم في ذمة مهن حِرفية بأجور لا تكاد تكفيهم قوت يومهم.. وأبقى في البيت على طفلة رضيعة تبكي من شح ثديي أمها... وأتذكر هنا رغماً عني، مقطعاً من فيلم: البحث عن الذهب (أو:حمّى الذهب) لشارلي شابلن.. وكان شابلن عاملاً مأجوراً في الشركة.. وحين دلَّ شركته على مكامن الذهب، نسيته الشركة، وتركته وحيداً يواجه عاصفة ثلجية عاتية.. في كوخ تتقاذفه الرياح، يكاد يهوي به إلى أودية الفناء.. وفي الكوخ المتأرجح تحت العاصفة، لا يجد (شابرو) ما يأكله، فيلجأ إلى طبخ حذائه.. ومن باب الكوميديا السوداء يأكله بالشوكة والسكين... ثم (يفصفص) مسامير الحذاء كما تفصفص عظام الفروج في عصرنا الراهن... شابرو هو العامل المنتج، والمكتشف.. لكن شركته ستنساه ليواجه عاصفة الثلج وحيداً... وهذا ما يشبه سياسة حكومتنا الحصيفة!..
ولأن شبيه الشيء بالشيء يذكر.. ألتفت إلى رسالة مهندس من محافظة درعا، حصل على شهادة الماجستير في هندسة الاتصالات والإلكترونيات عبر الإيفاد.. وصرفت عليه الدولة ما صرفت من دولارات، وحين عودته بشهادته، عُيّنَ كعنصر عادي، مثله مثل أي شخص يحمل شهادة محو أميّة... وهو يسألني، (مع أني لست موضع سؤال): "لماذا أُهمّشُ يا خال؟"...
وليس لديّ جواب سوى قول الشاعر:
إنما الأممُ الأخلاق ما بقيتْ
إن همُ ذهبت أخلاقهم، ذهبوا


تحية لأستاذي الفاضل... وليد معماري
وتحية لك محسن دمت بخير...

حلبي 04/10/2009 02:40

بعد أن عدت لقرائة الموضوع من البداية


بصراحة أتمخمخت

كلام من أروع مايكون

و أحب أن أحيي الشباب الطيبة على النقل للموضوع

بصراحة أعطاني الكلام اللي قرأته شعور بالطمئنينة بأن بلدنا فيها خير

و الحمد لله هناك من يتكلم و بحكمة بحيث لا يقع في المصائب ولا يحرم البسطاء من من يتكلم عنهم

لذا تحيتي و أكباري الى الأخ الكاتب وليد معماري


و للأخوى اللي أكرمونا بوضع الموضوع :D

ياسمين_الشآم 04/10/2009 03:51

يعطيكم العافية ابو سليمان ومحسن وحلبي عاالالتفاتة الحلوة لمقالات

وليد معماري التذكير حاضره وماضيه كتاباته

لكل جيل جديد العودة الى ماكتب في الماضي لعلنا نبتعد قليلا عن ماطبع في الاذهان

الحاضرة الان من تشويش في طباعة الاحرف

انه كنز بما كتب

اشكركم كنت بحاجة لان أقرأ واستمتع بكل كلمة لتدخل العقل والقلب

mhsen77 05/10/2009 02:15

مفقود.. مفقود



التقيتُ به في الصباح الباكر، وتبادلنا الابتسامات،كما في كل صباح... أنا نازل إلى عملي.. وهو صاعد إلى بيته... والمسافة بين بيتينا، حين التقينا، واحدة، لأننا جاران يسكنان في بناية واحدة.. والفرق بيننا عدة درجات فقط.. هو متقاعد يسكن في الطابق الخامس، وأنا أسكن في الثالث... أي أنه صار أقرب إلى السماء مني.. هذا، إذا لم يكن مثل هذا الصعود سيتم بحافلات البولمان، وقد ارتفعت أجور ركوبها إلى حدود جهنمية، وحينها ربما فضّلنا الهبوط بحافلات (الهوب، هوب) نحو الأسفل لمسافة، لا يحتاج السكن الأبدي فيها إلى مادة المازوت من أجل التدفئة!...



هذا الصباح، حين التقينا.. كانت ابتسامة جاري أوسع من المعتاد.. ابتسامة تشبه ابتسامة البحر لمن يعيشون على أطاريف شاطئه.. الابتسامة التي افتقدها أهالي اللاذقية منذ سنوات.. وسيفتقدونها لربع قرن قادم، بعدما بيعت ابتسامات الأمواج إلى شركات استثمارية، على نظام الـ (B.O.T) أسوأ، بما لا يقاس، مع مستثمري البولمانات التي تنقل الناس إلى (الأعلى)!!..



اعذروني... فاتني التعريف بنفسي... اسمي عبد المكتفي الروائحجي.. واسمي يفيدني كثيراً حين تكون تسعيرة الميكرو باص الذي أذهب به إلى مكان عملي سبعة ليرات ونصف، وأدفع لسائق الميكرو عشر ليرات.. (فيطنش) السائق عن الباقي.. وحين أصافحه مودعاً، وأذكر له اسمي، يعيد لي ليرتين ونصف، وأتعجب، من وجود عملات بين يديه، مختفية من السوق، منذ غزو الفرنجة لبلادنا!...



واعذروني لأني لم أذكر اسم جاري حتى الآن... واسمه فرحان الفحْرري.. وحين سألته عن سبب الابتسامة الليبيرالية المرتسمة فوق وجهه في مثل هذا الصباح الملوث بسخام السيارات.. أجابني: يا رجل.. أتستكثر عليَّ الفرح، وقد افتتحوا في حارتنا مؤسستين, واحدة للخضار واللحوم, وأخرى للبضائع المفتخرة من صنف (التيرسو)... وهذا يشبه رشّ الملح على الجرح.. ويشبه تكفين ميت فقير بكفن من الحرير... وقد كانت جدتي تقول إنهم يبيعون الجمل بـ (متليك).. والجمل معروض للبيع في السوق.. لكن (المتليك) غير موجود.. لأنه، يا ولدي.. مفقود.. مفقود..

«صوت الشعب» العدد 190 (1684) 19-26 تموز 2008

mhsen77 05/10/2009 02:21

وراثة الصلع



بدأتُ القراءة الحرّة الرديفة للكتب المدرسيّة في سن مبكرة، في الصف الثالث تحديداً.. وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي توقيتاً، وفي مدرسة رسمية مجانية، داخل سور دمشق العتيد.. وأقصى ما كان ولي التلميذ يدفعه كمساهمة في صندوق النشاط المدرسي هو أربع ليرات في السنة عن الولد الواحد.. وست ليرات عن أخوين في المدرسة، وسبع ليرات عن ثلاثة أخوة!...



وأما مكتبة المدرسة فكانت مليئة بالكتب.. وكان المعلمون يشجعوننا على الاستعارة، ثم يناقشوننا فيما نقرأ... ثم تضاف للمستعيرين القارئين المستوعبين علامات إضافية... وأظن، حسب ما تسعفني به الذاكرة، أن ثمة ميزانية سنوية كانت مخصصة لرفد المكتبة... واستمرت عادتي في استعارة الكتب ومن أسف أن مثل هذا الأمر لم يعد موجوداً لا في المدارس الرسمية، ولا في المدارس الخاصة.. بل ربما المكتبة المدرسية ذاتها لم تعد موجودة..



ويقيني أن الكتب المدرسية تعطي طالب العلم المفاتيح الضرورية وحسب، لدخول عالم الثقافة.. وأما الثقافة الحقيقية، فيمكن لأي امرئ، أتقن القراءة، أن يحصّلها، سواء بقي في المدرسة، وحاز على شهادات، أو بقي دون شهادات.. فالشهادة شيء.. والثقافة شيء آخر..



وأمامي الآن أرقام مرعبة حول أحوال القراءة في العالم العربي، تقول أن عدد الأمّيين في عالم: "أمجاد يا عرب أمجاد"، يبلغ (حسب أرقام الدائرة الثقافية في جامعة الدول العربية) واحداً وسبعين مليون نسمة... وتبلغ حصّة الفرد العربي الواحد من القراءة ست دقائق في العام الواحد.. وأن إجمالي ما تنتجه الدول العربية من الكتب يساوي 1% من الإنتاج العالمي، رغم أن نسبة العرب تساوي 5% من عدد سكان العالم!..



ويقرأ كل عشرين عربي كتاباً واحداً في السنة، بينما يقرأ كل بريطاني سبعة كتب.. ويقرأ الأمريكي أحد عشر كتاباً في العام.. ومعدل القراءة عند الإنسان العربي هو ست دقائق في السنة، مقابل ستٍّ وثلاثين ساعة لدى الإنسان الغربي...



ومبررات العزوف عن القراءة في مجتمعاتنا كثيرة.. ومنها، وليس كلها: الوقت!.. حيث الفئة القارئة حُشرتْ في خانة البحث عن لقمة العيش.. والقراءة الجادة تحتاج إلى جهد، بينما الاسترخاء أمام شاشة التلفزيون ومتابعة صوره الملونة المجانية الساحرة، تشكل تعويضاً عن تعب ساعات العمل المضنية... وهذا صحيح.. لكنه غير مقنع.. ولا يبرر هذه الفجوة المرعبة بيننا وبين أمم تعيش شعوبها تحت ظل نظم رأسمالية تستنزف جهد مواطنيها حتى آخر قطرة... ويبدو لي أننا أمة اعتادت تلقي ثقافتها عبر المشافهة.. وغرق جزء كبير منها في مستنقع القراءات السلبية العقيمة التي تكرر، ببغائية، قراءة ما كانت قد قرأته سابقاً.. ولكن من دون تعمق، ومن دون بحث عن معاني ما تقرأ...



وأروي من طرائف ما يرويه الأطفال، أن معلماً سأل تلميذه: كيف تأتي إلى المدرسة وشعرك منفوش على هذا الشكل؟... رد التلميذ: ليس عندي مشط!... فقال المعلم: كان عليك أن تستخدم مشط أبيك!... أجاب التلميذ: أبي أصلع.. وليس لديه مشط!...



ويبدو أننا ورثنا عدم استخدام الأمشاط من صلعات آبائنا وجدودنا الأقدمين...

«صوت الشعب» العدد الثقافي الأدبي الخاص 196 (1690) 11 - 18 تشرين الأول 2008

حلبي 10/10/2009 03:51

اقتباس:

وأروي من طرائف ما يرويه الأطفال، أن معلماً سأل تلميذه: كيف تأتي إلى المدرسة وشعرك منفوش على هذا الشكل؟... رد التلميذ: ليس عندي مشط!... فقال المعلم: كان عليك أن تستخدم مشط أبيك!... أجاب التلميذ: أبي أصلع.. وليس لديه مشط!...



ويبدو أننا ورثنا عدم استخدام الأمشاط من صلعات آبائنا وجدودنا الأقدمين...
لله درك كم نحن بحاجة لأمثالك ممن لا يمسحون الجوخ و لا يضللون الناس بتزييف الحقائق

mhsen77 25/10/2009 00:20

دعاء من مقام الصفاء

حين شببت عن طوق المدرسة الابتدائية في منتصف الخمسينيات و قبل ان تظهر نتائج شهادة السرتفيكا دفعتني الحياة للعمل في سوق الحريقة باجر فاخر يبلغ ربع ليرة باليوم كنت اسكن انا و عائلتي في حي يقع على كتف سور دمشق العريق هو حي الجورة ....على بعد امتار من باب توما ...
و كان علي ان اقطع المسافة من الحي الى مكان العمل مشياً ماراً بحي القيمرية ثم بحي النوفرة صعودا على درج حجري الى الباب الشرقي من الجامع الاموي ... ثم التف جنوباً فغربا و اعبر تحت ظل الجدار الجنوبي للجامع الاموي ...
و كان ثمة دكاكين عشوائية لحرفيين خشابين تتطفل على جدار الجامع ازيلت فيما بعد و عاد الجدار الى اصالته الاموية و انكشف المشهد على مقام النبي يحيى هذا المدخل الذي تابعت الدولة العباسية حمايته و كذلك الدولة العثمانية ... وما تلاها من عهود انتداب ثم استقلال الى ان جاءت حضارة التكنولوجيا ممثلة بمحافظة دمشق و اغلقت مدخل اللمقام بخزان كهرباء فظ وفج لا يحترم هوية دمشق التاريخية .....
وفي اخر مرور لي من محور مشواري الصباحي المسائي الذي انغرست معالمه حجراً حجراً في ذاكرتي الطفلية اوقفني مشهد رجل دمشقي يقف امام الخزان الكهربائي و يرفع ذراعيه و رأسه نحو السماء و يدعو ربه قائلاً :
اللهم ادم علينا نعمة الكهرباء ...(آمين )...
و لكن لا تجعل خزاناتها عتمة على اوابدنا... ( آمين )...
اللهم انعم على دمشق بمديرية اثار حية غير ميتة ...( آمين ) ...
اللهم انعم على دمشق بلجنة تحميها من مؤسسة الكهرباء ...(آمين )...
اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف في التقنيين ...(آمين )...
اللهم احم دمشق القديمة من عبث العابثين و من طمع الطامعين ...و من جور الجائرين... ( آمين ) ....
اللهم اجعل ثواباً لهذا الرجل الذي يدعى وليد معماري و يردد خلفي كلمة آمين ...
و لا تكتب اسمه بين المطففين .. .
يا سمّاع يا منّاع يا ارحم الراحمين


زاوية قوس قزح
جريدة تشرين
عدد الاثنين 5 تشرين الاول 2009

حلبي 25/10/2009 01:39

اللهم أمين

سلمت يداك أخي الكريم :D

و أطال الله في عمر وليد معماري ليكون ذخراً لبلدنا الحبيب :D

mhsen77 25/10/2009 01:56

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : حلبي (مشاركة 1351995)
اللهم أمين

سلمت يداك أخي الكريم :D

و أطال الله في عمر وليد معماري ليكون ذخراً لبلدنا الحبيب :D

اهلا بعمي الحلبي اهلا


مطوّل لتصير حومصي متلي :p


:D

حلبي 25/10/2009 02:03

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : mhsen77 (مشاركة 1352004)
اهلا بعمي الحلبي اهلا


مطوّل لتصير حومصي متلي :p


:D

ما في ورانا شي منستنى :lol:

abosleman 25/10/2009 22:43

جسر التنهدات

ضَمَّنتُ كتاباتي الكثيرَ من الكلام عن القرنفل، وتحديداً، القرنفل الأحمر.. ودفعني حبي لهذا الورد، وأنا في بلدتي الأم، زيارة صديق قديم في حقله الصغير.. حقله وليس مزرعته!.. وكما هي العادة، أجلسني الرجل على مصطبة ظليلة تطل على الحقل... وراح هو يحضّر شراب (المتة).. ورحت أتأمل أشجاره المثمرة الدانية القطوف، وبعض مساكب الخضراوات المنزلية اليانعة، وأنا أعرف، أن ثمن الماء الذي يرويها بالراحة، يساوي ضعفي ثمنها في حال اشتراها من السوق.. إنما حاله هو حال العاشقين، وعشقه أن يأكل ثمراً بكراً.. وخضراوات تكبر أمام عينيه..

ولم أرَ القرنفل الذي أعشقه من حيث جلستنا، فنبتات قرنفله محمية تحت (هنغارين) من البلاستيك.. وفيما أنا أتناول كأس (المتّة) منه، سألته: كيف حال القرنفل عندك؟... فأطلق تنهيدة عميقة من قاع رئتيه، وقال: سترى بعد قليل آخر وجبة من الإنتاج.. إنها آخر وجبة لهذا العام... الطقس بدأ يميل إلى البرودة.. والوجبة القادمة، إن كان هناك وجبة قادمة، تحتاج إلى تدفئة اصطناعية، وأجهزة التدفئة تحتاج إلى المازوت.. والمازوت حلَّق في العلالي... ومن أجل نمو شتلات القرنفل في (هنغار) مساحته 600 متر مربع على الأرض، على مدى ثلاثين يوماً.. تحتاج كل قرنفلة إلى ليتر واحد من المازوت.. أي إلى خمس وعشرين ليرة.. فبكم سأبيعها؟!...

وتابع صديقي: أنا لا أتحدث عن مشكلتي الشخصية، فثمة مأساة على المستوى الوطني، إذ حين ارتفع سعر المازوت في (عزِّ) الموسم.. توقف زارعو القمح والشعير، والعدس، والحمص المروي عن سقاية زرعهم، وقد حسبوها جيداً: لا يمكن أن يكلفك ريُّ الكيلو غرام الواحد من القمح عشرين ليرة، وتبيعه بست عشر ليرة!.. وأنت ترى بقلبك وعينيك، كيف بدأنا استيراد القمح والحمص والشعير والعدس.. وبعد قليل سنستورد البرغل، ربما من غواتيمالا...

وتنهد صديقي من جديد وهو يصب لي الماء الحار في كأس (المتة)... ولكي أبعده عن همومه، رحتُ أروي له حكايات عن جسر يُعرف باسم (جسر التنهدات)، مررت فوقه ذات يوم في مدينة البندقية في إيطاليا... وهو أشهر جسر في العالم، وقد اكتمل بناؤه عام 1900م.. والجسر يربط بين قصر (روجز)، وبين السجن السياسي، الذي كان يُقاد إليه المساجينُ المذنبون، وكذلك الأبرياء المتّهمون... وكان أولئك التعساء يطلقون آلاف التنهدات حين يعبرون الجسر مكبلين بالسلاسل من أجل المحاكمة.. أو إلى السجن لتنفيذ العقوبات..
اكتفيت من شرب (المتة)، ودفعت بالكأس إلى صديقي...
مدَّ يده لأخذ الكأس.. ولم يأخذه.. أوقف يده في منتصف المسافة بيننا.. وبعد لحظات، بدت طويلة.. فتل أصابعه في حركة استفهام.. وسألني:
تُرى.. كم من جسور التنهدات يجب أن تشاد في بلاد العرب أوطاني؟!...

حلبي 25/10/2009 23:15

اقتباس:

تُرى.. كم من جسور التنهدات يجب أن تشاد في بلاد العرب أوطاني؟!...
أه ... أه ... أه ... ثم أه

يبدو أن العدد مطابق لعدد المواطنين


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:37 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03506 seconds with 11 queries