أخوية - قصة الثور والبقرة (زكريا تامر)

البقرة :" أنا أحسدك لأنك لا تعرف الحسد الذي يفترسني ليل نهار ".
الثور :" لا شيء في دنيانا جدير بالحسد ".
البقرة:"أنا أحسد الأبقار الأدبية فخوارها يسمى قصصاً وأشعاراً وروايات ومسرحيات ويسمى أيضاً أدبا راقياً".
الثور :" الحمد لله لأن الثيران لا يطيب لها الحقل الأدبي ".
البقرة:" وأنا أحسد الأبقار السياسية فهي تجهل الهم والغم وتظن أن غزارة حليبها ستنقذها من النهاية الدامية ".
الثور:" ذكرتني بالثيران السياسية ، فكلما أرادت أن تنطح عدواً لم يصب نطحها إلا الصديق ".
البقرة:" وأحسد الأبقار الغنية التي تنفق أموالها على مالا يقيدها ولا تندم ".
الثور:" هذه حال الدنيا ما تجمعه اليد العاقلة تبذره اليد الحمقاء ".
البقرة:" وأحسد الأبقار الفنية فما ينتجه عبث ذيولها يحظى بالإعجاب والتقدير والتقريظ ".
الثور:" لا يحسد الحمار إذ قيل عن نهيقه إنه أروع غناء ".
البقرة :" وأنا أيضاً أحسد الأبقار العسكرية تأكل بشراهة ولا تعطبي أي حليب ولا تخوض غمار أي معركة وتظل نائمة ولا تستيقظ إلا يوم تنصب الموائد ".
الثور:" من يتاح له أن يأكل يخطئ حين لا يأكل حتى التخمة ".
البقرة": وأنا أحسد الأبقار الصحفية فهي مترفة مدللة وتعامل بوصفها سلطة ذات مهابة ".
الثور": كلما لمحت جريدة تاقت قروني إلى الاغتسال بالدماء ".
البقرة": وأنا أحسد الأبقار الحاكمة ".
الثور": لا تكملي كلامك حتى لا تدنو فوراً نهايتنا التي نخشاها ".

- زكريا تامر -