بسم الله وتوكلنا على الله وكفى بالله وكيلا
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
من مسلماتي أني ولدت باكيا ولم أضحك ولكني أحاول الضحك أثناء استنشاقي غاز كاره الهدرات المحلي
أثرت أن أقف لحظات عن تلميع الأحذية في دكان معلمي الجديد
فربما يشوطني بحذائه لخاصية أدمن عليها كل المعلمين بهذه المصلحة
ونظرا أن مؤخرتي قد أدمنت على تلقي الضربات من كافة أنواع الأحذية ولكنها أولا وأخرا أثرت على نوع واحد من الضربات وهي ضربات من عوالم الأرض
بت أرسم وأفهم نوع الشخص من حذائه رابطا تلافيف حذائه بتلافيف تفكيره
مع أنني لا أرى سوى الحذاء والحذاء والحذاء
اليوم سعيد فرجاء لا تلوموني لكن هنئوني على ما أنا عليه
طلبت مني زوجتي أن أغسل معها السجادة وذلك بانتهاء موسم شتاء الأحذية والبدء بانتعال صنادل الصيف
ولكني وبإجابة لا إرادية رفضت وتجهمت وبدون أن أذكر سبب رفضي
سألتني زوجتي : لماذا ترفض !!
أجبتها : أليس عديلي هو من غسل السجادة مع زوجته
قالت : نعم - مع رفع حاجبها الأيمن و إنزال الحاجب ألأيسر-
إن مساعدتك لي في غسل السجاد لا يعتبر نقص من الرجولة .
تذكرت الرجولة والنخوة هذه الكلمتان ثقيلتان على ملمع الأحذية مثلي
وكما سمعت من شخص إنه داء ويجب التخلص منه كأي داء أو فيروس
ذهبت إلى شعاع النور في عقلي محاولا - أن أكون ساذجا - أخراج القنبلة التي علقتها زوجتي ألا وهي الرجولة
من شعاع النور
رأيت جاري وكيف يعاملونه بكل ود واحترام
لم أتمالك أعصابي فالغيرة تأكلني من ساسي إلى رأسي
لماذا لا أكون مثله الأنني ملمع أحذية ؟
لو ترون كيف يعاملونه
تصوروا
الحلاق يحلق ذقنه , والخدم تنظفه وتلمع أحذيته
يمسحون بزته التقليدية وشعره لا يتساقط أبدا وله لحية سمراء ولون جلده أسمر, رقي وأرستقراطية ما بعدها برجوازية
ألئنه لا يربط تلافيف العقول بتلافيف الحذاء مثلي
أخذت نفسا عميقا وقلت بنفسي أنا أحسن منه
وبالمناسبة الطبيبة تتكشف عليه كل أسبوع وتعاينه
سبحان الله منذ أسبوع تعرض جاري إلى حادث ولطمته سيارة وبسرعة البرق أنجدته الأيادي الماهرة
وأخذوه وعالجوه ولمعوه وأنجر وه وحددوه ووضعوا حوله الزهر والحجر والطين ما أسعدك يا جاري
ربما لا تستطيع أن تتفوه بجملة أو كلمة أو حرف لكني لا أحسن منك
يكفي أني أقرأ تلا فيف الأحذية
جاري هو التمثال قسطا كي الحمصي
لله دره كم يحظى بمعاملة حسنة
ومن النافذة سمعت حافلة النقل الداخلي قفزت كدوللي من الباب وأربع درجات تلي ثلاث درجات أخرى إلى أن صعدت 50 درجة إلى سطح الأرض وصولا إلى الشارع محاولا مسك أخر خيط قذفه لي ربان حافلة الدولة كطلقة الرحمة
وطبعا أنا لا أدفع لأني أجزت لنفسي بإفتاء أني شهيد الأحذية فلا أقف على الفرن ولا أدفع بإيلاجي للحديقة العامة
ربما لا أملك محفظة أصلا
وفي الحافلة حصلت على جريدة وهي من مخلفات بائع البزر وطبعا استطعت أن أقرأ جملة لكاتب مصري يدعى أنيس منصور يقول : لا يمكن ان يحتل التلفيزيون مكان الصحيفه ،لأنه لا يستطيع ان يطرد الذباب
فعلا التلفاز لا يستطيع أن يطرد الذباب
وصلت إلى الدكان وطبعا مع تلبسي بطابع الثقة المتهرئة
واللامبالاة بأني متأخر مقنعا نفسي بأن الأمر جد عادي ..
دخلت
وقلت للعصابة التي بالدكان :السلام عليكم الله يصبحكم بأنوار النبي
معلمي : الله لا جاب الغلاء وينك يا غوار
يطلقون على كلمة غوار كشخصية غوار الطوشة
ولكني لست من فرقة الطواشين بل عضو مؤسس فقط
أجبته : معلمي الحافة ممتلئة و و و ...
فنزل عن منبره وعرشه الصولجان مزيحا دسك المطارق والمسامير متهجما علي قابضا رقابي بيده مع حملقة أعين
وقال : لن أسمح بأن تغيب أبدا , هذا أخر تنبيه , فهمت ؟
أجبته : نعم . مع تمثيلي لدور شخص أميركي تأثر من موت صرصار فينيقي
عدت إلى تلميع الأحذية
أمس حصلت على ما قيمته 3$ فقط من عمل 12 ساعة متواصلة
ما هذه الحالة ؟ إن أستمر هذا سأبدل جهازي المحصب الذي أحسب عليه أموالي إلى حصى كي أكون ديناميكيا بموضوع الأرشفة الحسابية فليسوا هم فقط من يغيرون أحذيتهم من الصيف إلى الشتاء
أنا أيضا لا أستطيع
أتى رجلان إلى الدكان يريدون التلميع
فهممت مثل أبو ليلى المهلهل ساحبا لساني من غمدي إلى حذائه وكأني رأيت قطرة ماء في الصحراء
هم من الطبقة المثقفة وسمعتهم يقولون :
الأول :لا يمكن أن أقبل هذا . كيف لهم أن يرفضوا موضوعي !!!
الثاني :عن أي موضوع تتحدث موضوع الاختراع تقصد ؟
الأول :لا لا , أتحدث عن موضوعي بالجريدة .
الثاني : وما كان أسمه ؟
الأول : أسمه : ( دعوني أهش على مؤخرة كلبي لأمتع راقصات تحدت الكتاب )
الثاني :وهل الموضوع ينافي أخر تعديل من المدير للشروط الجديدة ؟
الأول :أي شروط أعلم أن هناك كل خميس شروط جديدة وأقرئها وأدرس ثغراتها وأعمل لها
الثاني : هههه , ألم تعلم أن التعديلات أصبحت تخرج الاثنين والخميس ؟
الأول :ماذا تقول !!!!
الثاني : نعم الاثنين والخميس , هههههههههه
الأول :حسبي الله ونعم الوكيل , ما هذا ! أنكتب أم نقرأ شروط
رئيس تحريرنا , لم ولن أرى مثله يجب أن يوضع في غينس
الثاني :لا لا إنه إنسان متفهم , مثقف له ثقله ووزنه بين الكتاب .
الأول : ( هنا أصابتني قشعريرة في جسدي ) وأردفت طبعا طبعا هو إنسان جيد ومثقف وله ثقله –وأثقاله -
انتهيت من تلميع أحذيتهم قائلا لهم : خالص الله يرزقك
فأعطاني الأول منحنيا لي 10 ليرات
أما الثاني لطمن ب 100 ليرة
أنهيت عملي ذاهبا إلى زوجتي مبضعا بصحن فطائر وقنينة مياه غازية خزنة حمراء واثق الخطوة يمشي ملكا
وطبعا ليس على بابنا قفل أو جرس
دققت الباب ودخلت قائلا : أنا جئت
فلم تجبني زوجتي كان الغضب يتتلمذ على يديها
أجابتني : هل فرحت ... أنا غسلت السجادة بنفسي
أنت رجل لا تعير لامرأتك أي اهتمام أو حنان وغير آبه بالبيت وأنت وأنت وأنت ..............الخ
وعقلي ينظر إلى السقف المتهرئ وإلى تلافيف الأحذية الديناميكية
وعندما انتهت
قلت لها : أحبك أحبك أحبك
قبلتني وقالت سامحني لكني تعبة ومنهكة
ووضعنا الفطائر وشربنا المياه الغازية خائفين أن تأتي دورية شرطة ملقية القبض علينا لأن تلفازنا يسرق ما يبثه تلفاز الجيران
ودمتم
الأحد 20- نيسان-2008