أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الروح (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رحلة في فصول الحياة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=121556)

butterfly 14/05/2009 22:30


14 أيار

لم تكن مريم مع يسوع في أحد الشعانين ، فلا هي سمعت هتافات " هوشعنا " ولا اختبرت حماسة الجماهير واحتفاءها بدخوله أورشيلم . فآخر ما تذكره الأناجيل عن مريم في تلك الأسبوع وقوفها على أقدام الصليب وهي تشهد وحيدها يموت ببطء ، ميتة مؤلمة وبعد ما أظلمت السما حملت مرتجفة جثة وحيدها بين ذراعيها

لقد خلّد مايكل أنجلو ذلك المشهد في المنحوتة الرخامية الشهيرة وكأنها عربون تقدير لتلك السيدة ولالتزامها بإرادة الله حتى النهاية . وقد أطلق الفنان على تلك المنحوتة أسم " بيتا " وهي لفظة إيطالية معناها الأمانة . كانت مريم تلك السيدة الأمينة التي قالت نعم للرب وثبتت على عهدها حتى النهاية . لقد وثقت بحب الله لها وحكمته ولو انها ما توقعت يوما ً ان يحدث لها مثل تلك المأساة التي حلت بها

والمسيحي الذي اعتنق فكر المسيح يعرف أن السيد ما تكلم يوما ً عن النجاح بل عن " الأمانة " فقط . وعندما ننظر إلى حياتنا نظرة إنجيلية ندرك أن الاستمرار في الأمانة إنما هو النجاح الأهم الذي يمكن المرء أن يحققه في الحياة .



butterfly 15/05/2009 11:49


15 أيار

إن أهم الطرق التي قد نلجأ إليها في سبيل الدفاع عن أنفسنا هي ، في مجملها عقبات تسيء إلى عملية التواصل لأنها تحاول أن تخفي حقيقة نواحي الضعف التي فينا . فنقدّم إلى الآخر صورة غير صادقة عما نحن فيه
وبقدر ما نخفي حقيقتنا ، نسيء إلى قدرتنا على النمو الشخصي . إني لن أبلغ القدر من النضج الذي يمكنني بلوغه ما دمت ألجأ إلى الاحتماء وراء حيل هي اشبه ببرقع احجب به حقيقتي عن الآخرين إنها في النهاية تفصل بين الواقع وبيني .

منذ أن اكتشف الإنسان اللغة وهو يحس بميل عنده إلى استعمالها لا للتعبير فقط عن حقيقة ذاته بل لطمس بعض معالم الواقع أيضا ُ . فنحن منذ الطفولة نميل إلى تجميل الصورة التي نعطيها عن انفسنا ، إذ من شأنها أن تعود علينا بالمكافأة . وعندما نكبر قد نجد في أنفسنا ميلا ً إلى التلاعب في اللغة عواقبه وخيمة ، نقول لشخص مثلا ً أننا نحبه وذلك لنتمكن من استعماله ونحن غالبا ً ما نفعل ذلك لنقنع أنفسنا اننا أفضل مما نحن عليه ، إنها في الحقيقة محاولة أخرى لتغطية ما نحن فيه من ضعف وما نشعر به من دونية في مواجهة الآخرين

:mimo:


ابو نجبو 15/05/2009 12:59

جميل جداً....
شكراً الك....
:D

butterfly 17/05/2009 03:08

16 أيار

من الواضح أننا قبل أن نتفاهم عقلانيا ً ، علينا أن نتصارح ، فالعواطف إذا ما بقيت دفينة تقف عائقا ً في وجه تبادل الأفكار بانفتاح وحرية .
لا يمكنك أن تتعرف إلي ّ بوضوح وشفافية إلا عندما أبوح لك بمشاعري . فأفكاري وقناعاتي وقيمي ليست في الواقع دائما ً من عندي ، فقد اكتسبتها في الغالب من القراءة أو ورثتها عن أسلافي أو استقيتها مما سمعت او استنشقت أو أخذتها عمن قلدت ..
فأفكاري ومواقفي تصنفني في خانة ما ، فأنا مثلا ً " إيرلندي " او " ديمقراطي " ، ولكن لن تظهر لك شفافيتي ولا الأنا الحقيقي الذي يسمح بأن تقوم شراكة شخصية بيني وبينك . مشاعري وحدها تسمح بذلك ، أسلبية كانت أم إيجابية . إن مشاعري لأشبه ببصمات أناملي ، بلون عيني ونغمة صوتي فهي فريدة ولن تكون لأحد سواي .
فإذا ما شئت أن تتعرف إلي عليك أن تتعرف إلى مشاعري . ولن تتمكن من فهم أفكاري ونواياي وتوجهاتي على حقيقتها في الجدال إلا بعد أن تتعرف إلي ّ من خلال الحوار



butterfly 17/05/2009 03:22

17 أيار

في حياتك وفي حياتي آلاف التحديات تطرح علينا داعية كلا ً منا إلى الخروج من عزلته . إن السيدة التي علمتني في صف الحضانة قالت لي منذ فترة قصيرة أنني كنت من أكثر التلامذة التي علمتهم خجلا ً ومن أضعفهم بنية . طبعا هي عرفت مني الوجه الخارجي فقط ، وما كانت لتفطن أن ذلك الطفل هو في حنايا ذاته خائف ، متردد ، وكثير الاهتمام بما يفكر به الآخرون ،وأنه كان يتجنب المخاطرة خشية أن يرفضه الآخرون ، وكان يحاول إخفاء تلك الأمور كلها في صدره النحيل الضيق .
ومن نعم الله علي أن عديدا ً من الناس نظير تلك المعلمة تركوا بصماتهم في نفسي لأنهم عرفوا كيف يتعاملون معي بمزيج من الحب والتطلب .
سأل أحدهم المذيع الشهير وولتر كرونكايت عن أهم شخص أثر في حياته بعد أفراد عائلته ، فأجاب : اعتقد أنها معلمتي لما كنت في الصف الرابع
وفي ما يخصني انا فإ‘ني أكن كل العرفان لمعلمتي في الحضانة وللعديد من الذين على مثالها أقنعوني بأني استطيع أن انجح ودفعوا بي بلطف كي أحاول .



butterfly 18/05/2009 01:25

18 أيار

تتميز في عملية الاتصال بين الأشخاص مستويات مسة . ولفهم تلك المستويات من المفيد أن تتخيل الإنسان وكأنه في سجن مظلم ، وفي نفسه توق إلى الخروج من سجنه للقاء الناس ، ولكنه خائف . فالمستويات التي سنشرحها في الأيام المقبلة . تمثل خمس درجات من العزم على الخروج من الذات وخلق علاقات شخصية مع الناس

الشخص المحبوس وهذا واقع كل إنسان ، يعيش في سجنه منذ سنوات ولكن من دون أن تكون الأبواب الحديدية يوما ً مقفلة ! بإمكانه أن يخرج من سجنه ولكن الزمن الذي قضاه في السجن علمه أن يخش الأخطار التي قد تصادفه خارج سجنه . لقد ألف الشعور ببعض الأمان والحماية داخل جدران سجنه ، حيث هو رهينة بملء إرادته ، فظلام السجن يحبس عنه حتى فكرة واضحة عن نفسه ، وهو لا يدري كيف سيظهر للملأ إذا ما جازف خارجا ً إلى الضوء
وفوق كل شيء هو لا يعرف كيف سينظر العالم إليه ، ولا يدري هل الناس الذين يتحركون في الخارج سيقبلونه في عالمهم . إنه يتمزق حيرة ً بين ما به من حاجة قوية إلى الخروج ولقاء الناس ، وخوف لا يقل قوة من إمكانية رفض الآخرين له إذا ما قرر أن يضع حدا ً لعزلته


وشم الجمال 18/05/2009 08:40

رائع جدا تصويرو لمفهوم السجن يللي بنعيش فيه وكيف نحنا بنخاف من الخروج منو لانو بنخاف من العالم يللي خارج سجننا بس بسجونهم الخاصة

جميل جميل ميمو:mimo:

butterfly 19/05/2009 01:38

19 أيار

يذكرني هذا السجين بما قاله فيكتور فرنكل في كتابه " بحث الإنسان عن معنى " ، عن رفاقه السجناء في مخيم داخو .
" كان بعضهم ، يقول فرنكل من الذين يتشوقون بلهف كبير إلى الحرية ، وكانوا قد قضوا سنين طوال في السجن ، عندما اطلق سراحهم ، خرجوا إلى الضوء وفتحوا عيونهم بشيء من العصبية ، ثم قفلوا راجعين نحو ظلام السجن الذي اعتادو رؤيته منذ زمن طويل "

تلك هي صورة ولو مأساوية للمعضلة التي نعيشها جميعا ً ، في فترة من حياتنا ونحن نحاول المضي في مسيرة نمونا الشخصي ، أننا في غالبيتنا نلبي بخجل كبير الدعوة إلى " لقاء " الآخرين . لأننا نشعر بانزعاج عميق ونحن نظهر حقيقتنا الشخصية . يظهر بعضنا بمظهر الملبي للدعوة فقط والبعض الآخر يبدي شجاعة ويكمل المسيرة نحو الحرية وبين الاثنين محطات كثيرة
سنتكلم لاحقا ً كما قلنا عن تلك المحطات كمستويات خمسة في عملية الاتصال
وسنبدأ بالمستوى الخامس الذي يمثل أقل قدر من إرادة الخروج من ذواتنا نحو الآخرين . والمستويات الباقية تشير نزولا ً إلى قدر أكبر فأكبر من النجاح في المخاطرة نحو عالم الآخرين



butterfly 19/05/2009 01:51

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : باشق مجروح (مشاركة 1255579)
رائع جداً جداً جداً ..
متابع بشوق :D

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : i m sam (مشاركة 1257122)
واللي ضايغ ومو قادر يعرف ذاتو؟؟؟
هي كتير عم تصادفني من فترة ...
تحية لك مرسيل :D ووردة ايضا

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1261616)
الحب,,,,أسطورة ومع ذلك نؤمن بها ونزداد امعانا واحتراقا بها لا لشئ الا لاننا جبلنا عليه

ربما ينتهي الضياع ذات يوم,,,ربما

مرسيل,,,اشكركـ:mimo:

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ابو نجبو (مشاركة 1265987)
جميل جداً....
شكراً الك....
:D

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1267486)
رائع جدا تصويرو لمفهوم السجن يللي بنعيش فيه وكيف نحنا بنخاف من الخروج منو لانو بنخاف من العالم يللي خارج سجننا بس بسجونهم الخاصة

جميل جميل ميمو:mimo:

شكرا كتير لكل اللي متابعين معي
:mimo:


وشم الجمال 19/05/2009 09:33

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 1267976)
19 أيار

يذكرني هذا السجين بما قاله فيكتور فرنكل في كتابه " بحث الإنسان عن معنى " ، عن رفاقه السجناء في مخيم داخو .
" كان بعضهم ، يقول فرنكل من الذين يتشوقون بلهف كبير إلى الحرية ، وكانوا قد قضوا سنين طوال في السجن ، عندما اطلق سراحهم ، خرجوا إلى الضوء وفتحوا عيونهم بشيء من العصبية ، ثم قفلوا راجعين نحو ظلام السجن الذي اعتادو رؤيته منذ زمن طويل "

تلك هي صورة ولو مأساوية للمعضلة التي نعيشها جميعا ً ، في فترة من حياتنا ونحن نحاول المضي في مسيرة نمونا الشخصي ، أننا في غالبيتنا نلبي بخجل كبير الدعوة إلى " لقاء " الآخرين . لأننا نشعر بانزعاج عميق ونحن نظهر حقيقتنا الشخصية . يظهر بعضنا بمظهر الملبي للدعوة فقط والبعض الآخر يبدي شجاعة ويكمل المسيرة نحو الحرية وبين الاثنين محطات كثيرة
سنتكلم لاحقا ً كما قلنا عن تلك المحطات كمستويات خمسة في عملية الاتصال
وسنبدأ بالمستوى الخامس الذي يمثل أقل قدر من إرادة الخروج من ذواتنا نحو الآخرين . والمستويات الباقية تشير نزولا ً إلى قدر أكبر فأكبر من النجاح في المخاطرة نحو عالم الآخرين




كمان ذكرتني الصورة يللي رسمها بالصورة يللي حكى عنها افلاطون بخصوص الكهف والناس يللي جواتو والظلال,,,,في نقاط التقاء بين الحالتين

بس كتير خطير انو الانسان ينزل لعالم الاخرين لانو احيان كتيرة بيندم على خوض هيك تجربة لانو بينصدم بالشخوص يللي بدخل عوالمهم
يمكن القصة بتصفي سوء اختيار

butterfly 20/05/2009 01:08

20أيار

المستوى الخامس من التواصل يمثل أضعف استجابة للتحدي الإنساني ، وأدنى مستوى من الاتصال البشري . ولا يحدث هنالك ، في الواقع اتصال حقيقي إلا على سبيل المصادفة . في هذا المستوى نستعمل دائما ً كلاما ً مبتذلا ً ، لا يتخطى سطحية المجاملات : " كيف حالك ؟ " .. " كيف حال العائلة " وقد ننطق بعبارات كالتالية " يعجبني فسطانك كثيرا ً " ، " أمل أن نجتمع مرة ثانية في وقت قريب " "تسرني رؤيتك "
في الواقع نحن لا نعني شيئا ً من كل ما قلناه أو سألنا عنه . وكم يكون اندهاشنا كبيرا ً إن بدأ الشخص الآخر يجيبنا على سؤالنا عن حاله بدقة وتفاصيل ،من حسن الحظ فأن المحاور يحس عادة بسطحية الكلام ، وقلة الصدق فيه ويوفر علينا الدهشة بإعطائه جوابا ً سريعا ً متوقعا ً " أنا بخير ، شكرا ً " .
مثل هذا الحديث هو الذي يدور في حفلات الكوكتيل ، واجتماعات النوادي ، الحديث الذي يفتقر إلى الاتصال بالآخر ، ويخلو من أية مشاركة بين الأشخاص .يتكلمون ولكن كل منهم يلازم عزلته مطمئنا ً إلى سلامته الخاصة ناعما ً في ادعائه الشخصي متماديا ً في خداعه ومتسترا ً وراء حنكته . فأعضاء الجماعة يلتقون ليكون كل منهم في وحشته بحضور الآخرين .
كل ذلك اختصره بول سيمون ببلاغة في قصيدته " أنغام الصمت " وقد استعملت بفعالية كبرى في فيلم المتخرج قال :
" وفي ظلمات الليل العارية
شاهدت عشرة ألاف شخص
أشخاص ينطقون ولا يتكلمون
أشخاص يسمعون ولا ينصتون
أشخاص يكتبون أغنيات
لن تنشد أبدا ً
وما تجرأ أحد أن يعكر سكون
ذلك الصمت "


وشم الجمال 20/05/2009 09:04

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 1268629)
وفي ظلمات الليل العارية
شاهدت عشرة ألاف شخص
أشخاص ينطقون ولا يتكلمون
أشخاص يسمعون ولا ينصتون
أشخاص يكتبون أغنيات
لن تنشد أبدا ً
وما تجرأ أحد أن يعكر سكون
ذلك الصمت "



ترى هل السبب غربة الانسان حتى عن نفسه؟
الجميع يخاف من الاخر,,,,يخاف من العري

رائعين هالكلمات:mimo:

butterfly 21/05/2009 00:29

21 أيار

في المستوى الرابع من عملية التواصل نحن لا نبتعد عن سجن وحشتنا لنقيم اتصالا حقيقيا ً بالآخرين ، لأننا لا نبوح بشيء من ذواتنا بل نكتفي بأن ننقل إلى الآخرين ما قال فلان أو ما فعل علان .. من دون أي تعليق أو الإدلاء بوجهة نظر خاصة . فكما أننا في أغلبيتنا نختبىء أحيانا ً وراء كلام مبتذل ، هكذا أيضا ً نبحث عن ملجأ لنا وراء الكلام عن الآخرين ، فلا نعطي شيئا ً من ذواتنا ولا نطلب من أحد أن يعطي من ذاته شيئا ً .


وشم الجمال 21/05/2009 14:19

المستوى الرابع من التواصل كتير تعيس وبيصورلي حياة جحيمية مع مرتبة الشرف

marioma alghzayala 21/05/2009 14:44

رائع رائع ..حبيتو كتيييييييييييييييير .... :clap:

ميرسي ميمو ..ميرسي جدا جدا

butterfly 22/05/2009 00:09

22 أيار

في المستوى الثالث ، أبدأ بالكشف عن شيء من نفسي . لقد قررت أن أخرج من مخبئي لأخاطر وأكشف لك عن أفكاري ، وعن بعض أحكامي الخاصة وقراراتي . ولكن من دون ان أرفع الرقابة تماما ً عمّا أبوح به . وبينما أنا أفصح عن أفكاري .. سأراقبك باهتمام. أريد أن أتفحص حرارة الماء قبل أن اغطس . أريد أن أتثبت من أنك ستقبلني مع أفكاري وأحكامي وقراراتي . فإذا رفعت حاجبيك مثلا أو تثائبت أو التفت إلى الساعة في معصمك فمن المرجح أنني سأتراجع إلى مكان أكثر أمانا ً كأن ألجأ إلى غطاء الصمت ، أو أتناول موضوعا ً آخر . وأخطر من كل ذلك ، قد أبدأ بأن أقول لك ماأظن أنك تود أن تسمعه مني ، سأحاول أن أكون ما تريد !

ولكن قد يأتي يوم أشعر فيه أن في أعماقي توقا ً إلى أن أنمو كإنسان ، فتصبح لدي الشجاعة الكافية لأطرح امامك ما في فكري وقلبي ، تلك ستكون ساعة الحقيقة عندي . وإذا ما فعلت وبقيت رغم ذلك في غربة عنك ، و أنت لا تعرف عني سوى القليل ، فذاك يعني أن علي أن أسير بك نحو عمق جديد في ذاتي .

butterfly 23/05/2009 00:34

23أيار

قد يفوت البعض منا أنه بعد ان نفصح عن أفكارنا واحكامنا وقراراتنا لا يزال عندنا ما نشارك فيه الاخرين . ولكن في الحقيقة إن ما هو فريد عندب ، وما يفرق بين الآخرين وبيني ويجعل من اتصالي الشخصي اتصالا يعرّف عن خصوصية ذاتي ـ، إنما يبقى في مستوى شعوري الخاص وعواطفي .
إذا كنت أريدك في الحقيقة أن تعرف من أنا ، فلا يكفي ان أقول لك ما يجول في فكري ، بل علي أن أبوح لك بعمق مشاعري، وهذا هو المستوى الثاني . إن أفكاري وأحكامي وقراراتي قد تكون كلها تقليدية . وإذا كنت أنتمي مثلا ً إلى حزب سياسي كنت واحدا ً من مجموعة ...
أما مشاعري التي هي وراء أفكاري وأحكامي وقناعاتي ، فأنفرد بها أنا لوحدي . ما من أحد يناصر حزبا ً سياسيا ً أو يعتنق قناعات دينية ، أو يلتزم بقضية بالشعور نفسه الذي عندي أو بالحماسة أو الخمول عينه . وما من أحد يختبر شعوري بالخيبة أو معاناتي أمام الخوف ، أو يحس بآلامي ، وما من أحد يناهض الحرب بالا متعاض عينه أو يعيش وطنيته بالطريقة ذاتها .
إنها مشاعري على هذا المستوىمن الاتصال ، هي التي علي أن أشاركك فيها إذا أردت أن أقول لك حقيقة من أنا .

باشق مجروح 26/05/2009 17:40

:na3san::sleeping:
...........


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 13:16 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05031 seconds with 11 queries