أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   الأخ وطني- عبد الخالق الحموي (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=197)

dimozi 23/12/2003 13:05

الأخ وطني- عبد الخالق الحموي
 
قرأت هذه القصة من كتاب لوحات من الحياة لعبد الخالق الحموي , و أعجبتني فأحببت أن أتشاركها معكم .

كثرت مشاهدتي له , منذ عشر سنوات و أنا أراه يذرع شوارع المدينة مقبلا مدبرا ,لا يتكلم مع أحد , في جيب قميصه الأيسر صف متناسق من الأقلام التي تعمل بالحبر و غير الحبر , و يقال أنها أغطية فقط لأقلام منزوعة الجسد .
يدخّن بشراهة , يستحم وسط بيته العربي بأشعة الشمس – هكذا رآه سكان البيوت المجاورة – كان يعمل في إحدى شركات الدولة , و لما عرف من الجميع بصفته مثالا للنزاهة و العمل على أكل لقمته حلالا , فإنه لم يستكن لأية هفوة تصدر من غيره.
سمعت من أحد زملائه , أنه كان يحثهم على الامتناع عن رمي الأوساخ و أعقاب السجائر حيثما كان , ناصحا إياهم برميها في الأماكن المخصصة لهذا الغرض, فيعلق عليه أحدهم : (( الأخ أوروبي ))….
… ينتقد انتقادا شديدا الوسائل المتبعة من بعضهم في تنبيه بعضهم بزمور السيارة الذي يوقظ النيام و الموتى و ينهك الأعصاب و لكنه يسمع أحدهم يقول: (( الأخ حساس )) …
كان يكره بعض المصطلحات التي تنم عن الإنتهازية و النفعية كقول بعضهم : دبّر حالك يا أخي .. أو .. الدنيا صارت صعبة , و إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب , و كأن قدر الخراف أن تكون دوما قربانا للذئاب التي لا تشبع .

* * *
و لظروف معينة , و ربما لمكيدة حيكت له , صدر قرار المدير بتعيينه رئيسا للجنة المشتريات .. و بدأت الهموم و المتاعب .. كان يحمل حقيبة ملأى بالأوراق و الطلبات راكضا بين الأسواق .
… وتمر الأيام , و ينقل صاحبنا جزءا من عمله في الشركة و السوق إلى بيته , يتفقد الأوراق و يطابقها مع الأسعار مع الأسعار , ينهي عمله ثم يدخل إلى غرفة النوم راضيا مطمئنا ..
لكن اليوم الذي كان يخشاه قد أتى , و اضطر لتقديم استقالته من الشركة , فقد عرض عليه مبلغ من المال لقاء تمرير بعض البضائع و المعاملات التي لا يمكن مرورها, لإضرارها بمصلحة الشركة , ولكنه لم يشأ بيع ضميره و شرفه المهني .
ترك كل شيء و قدم استقالته , و لم تنفع محاولات زملائه في ثنيه عنها .
و في الجانب الآخر , كان هناك العارفون بحقيقة ما جرى , لقد ضحكوا حتى الثمالة , و يقال أن أحد العمال رأى معدة أحدهم من خلال حلقه لكثرة ما فتح شدقيه على مصراعيهما , و جميعهم قالوا باستهزاء : (( الأخ وطني ))……



و دمتم
dimozi :)

Hus 23/12/2003 16:52

thank u

keko 24/12/2003 01:34

good

Mark Wesam 02/01/2004 23:33

That is really wonderful

Mr.com 05/01/2004 08:26

للأسف لم يعد هناك الكثير من هؤلاء الناس

عبير 05/01/2004 10:46

الدنيا لسا بخير

butterfly 21/01/2008 06:28

Up


جميلة الصياغة والفكرة

شكرا ً
:mimo:



الساعة بإيدك هلق يا سيدي 14:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.02556 seconds with 10 queries