أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   لا يوجد حل آخر (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=77240)

ناتاشا 21/08/2007 18:59

لا يوجد حل آخر
 
لا يوجد حل آخر

نظرت الى القرص الصغير بنى اللون الذي بين أصابعي بتمعن والذي كنت ممسك به منذ نصف ساعة أديره في كل الاتجاهات أحملق فيه بتساؤل وبراكين من الأفكار تتفجر في رأسي
فتنسال حممها في جسمي فأشعر به في صورة توتر ورعشة تسرى في جسدي مسرى الدم
شعرت بقطرات من الماء تتساقط من جبهتي والتي لم تكن بسبب أن أحدهم سكب على وجهي كوبا من الماء البارد... ولكنه كان العرق الذي تسلل من مسام جلدي جراء تلك البراكين المستعرة داخلي
أعلم إن ما سأقدم عليه يعتبر حملقة شنعاء .. وكم كنت أتمنى أن اقدم على حماقتي هذه منذ سنين
منذ زمن وأنا أتمنى أن افعل هذا
لم أتوقع أن ارضخ لهذه الفكرة المجنونة بسهولة
والتي ألحت على حتى لم أجد منها مخرج آخر
وماذا يمكنني أن افعل غير هذا؟ لو املك خيار آخر لكنت فعلته
ولكن .... ولكن ماذا يمنعني الآن ؟؟
أهو الخوف؟ أم جبني الذي اشتهرت به كسابق عهدي ؟
أم لأنني لا أريد الذهاب بهذه الطريقة المقيتة؟
صحيح انهم سيبكونني يوما أو اثنين ... وبعدها كأن شيئا لم يحدث
لكم كنت أردد يوما . أن من يفعل هذه الحماقة فهو إنسان ضعيف ومتخاذل ..ويا لسخرية القدر . انا الآن من سوف يقوم بهذا الفعل ... ولكن ما الضير من ذلك وأنا فعلا إنسان ضعيف ومتخاذل وفاشل
سألت نفسي ( هل هذا فعلا ما يجب على فعله؟؟؟؟)
لا أدرى ...................
قلبت الأمر في رأسي عسى أن أجد مخرجا آخر....
ولكنى لم أجد أي حل آخر .......... فلذلك سأفعلها
نعم.... سأنتحر ,, نظرت للقرص الصغير في دقة اكبر وخاطبته متسائلا:
الآ تستطيع أن تخبرني أنت يا قرص السيانيد,, أين سوف أذهب بالتحديد؟ هل تستطيع أن تخبرني اذا كان ما سأفعله يعد الشيء الصحيح؟؟
قلت لنفسي بدهشة::
_لاشك إني قد جننت .. إني أتحدث مع شئ لا يعنيه آلا أن أتناوله ويودى بي الى الجحيم
ولكن ماذا في هذا ؟ إني أودع هذه الحياة فمن حقي التحدث مع أي شئ كان .. إني استحق هذا فقد تعبت وتعذبت كثيرا و أسعى للراحة.
عدت لحديثي مع قرص السيانيد مرة أخري قائلا :
_أخبرني أيها القرص المميت ... هل أنت من سيعوضني عن كل حياتي التي خسرتها,, هل تستطيع أن تعيد لي أحلامي التي ضاعت فأصبحت سراب,,بل هل ستعيد لي تلك الروح التي عشقتها وتبددت في الظلام,,ستعوضني عن فشلي في كل أمر أقوم به,,أم عن كراهية الناس لي وتدهور علاقاتي بهم لقد أصبحت منبوذا بنظرهم ..هل تستطيع أنت أن تغير لي كل ذلك؟؟... بل أخبرني بالله عليك ما الذي يبقيني على قيد الحياة بأية حال؟
إني فاشل وسأظل فاشلا ما حييت ولن انجح.. وقد حاولت كثيرا ولكنى فشلت,,,, بل فشلت حتى أن أحاول
فلذلك لا أطيق انتظار الموت كي يأتيني ..سأذهب انا إليه
استرسلت في حديثي بمرارة أبكتني :
_ماذا تحاول أن تخبرني بلونك الداكن المقيت...؟
أتقول لي :إني لن أعود أبدا لهذه الحياة لو تناولتك وتقول أن هذه آخر لحظاتي في الدنيا
تريد أن تقنعني أن أعطى نفسي فرصة أخري كي أحاول أن انجح
كلا يا عزيزي ... لقد سئمت التجارب الفاشلة وكما سئمت أيضا من الحزن والعذاب والمرض الذي يتملكني ... أيا ترى هل أنت أيها الشيء الصغير من سيريحني من كل أوجاعي الدنيوية ؟؟
أراك لا ترد على.. أستطيع أن أخمن انك تود أن تقول (هيا تناولني أيها الثرثار وكف عن الشكوى حتى تستريح من آلامك)
فكرت مرة أخيرة فيما انا مقدم عليه حتى أتأكد من اختياري هذا
لقد صارعت الحزن طويلا حتى إني نسيت كيف يفتر ثغري باسما ولا اعلم شيئا عن تلك الرقصة الى يرقصها القلب حين تغمره السعادة
إني لم انسها بالشكل الجيد ولكنها محيت من ذاكرتي ومن حياتي البائسة
انسالت دموعي الحارقة التي ستكون اخر ما يمس وجهي من ماء (باستثناء ماء الغسل عند مراسم دفني بالتأكيد)
لم أعد احتمل المرض الذي يأكل جسدي ..ولا احتمل وحدتي وكآبتي ,,لا أرى سعادة في أي شئ .. إنها النهاية دون شك..لابد من ذلك حتما
لا اشعر بأي نوع من الود لهذه الحياة القاتمة
اللعنة على أولئك المتفائلون الذين يرون كل شئ بضوء كرستالى وردى ...يا للسخافة..لكم يثيرون اشمئزازي!!
صرخت بأعلى صوتي بسؤال كان يستفزني بشدة::: هل سأموت هكذا ؟؟؟؟؟!!!
لم يجيبني سوى نحيبي المتواصل ..فأجبت حين لم يجب أحد: نعم سأموت هكذا...والآن.
افضل أن أنهى حياتي بيدي على أن ينهيها أحد اؤلئك المتعجرفين
ألقيت نظرة وداع أخيرة على كل شئ حولي
الغرفة التي طالما أمسيت واصبحت بها كئيبا حزينا, وهناك في ذلك الركن المهمل كتبي ومذكراتي فهما الوحيدان اللذان كانا معي في وحدتي
غمغمت في ألم :ثم وداعا لكل من كان له دور في إدخال الشقاء والحرمان الى قلبى الصغير.
جلست عل طرف فراشي وتنهدت بقوة حتى أقول وداعا للأكسجين الذي سيفارق رئتي بعد قليل ثم نظرت الى القرص السام قائلا:
_على أية حال سأتناولك ولكن عدني أن تهبني موتا سريعا ليس به قدر كبير من العذاب والألم
وتناولت قرص السيانيد الذي كنت قد اشتريته منذ زمن بعيد حين بدأت تسيطر هذه الفكرة على رأسي وهائناذا أنفذها بمنتهى الإخلاص
ثم بعدها رقدت على ظهري وأغلقت عيناي وتمتمت بصوت خافت : نعم... فلا يوجد حل اخر
وجال برأسي كل أيام عمري منذ طفولتي وصباي ومرحلة الجامعة ووظيفتي ومرت أشباح صور في ذاكرتي أمي ...أبى .. حبيبتي.. أصدقائي
وأحلامي الوردية والتي لم تعد وردية بعد الآن
فكرت في حياتي بعض الوقت ومن ثم.............................

لا شئ.............................................. ......................................

ناتاشا 21/08/2007 19:02

الحقيقة دى اول قصة ليا انا عارفة انها مش متقنة بس احب اشوف رايكم بصراحة
اتمنى تعجبكم
:ss::ss::ss:

اسبيرانزا 30/07/2008 19:15

عجبتنى القصة ناتاشا
مليئة بالانفعالات الوهاجة ,,كذلك مستواها اللغوى عالى نسبيا
بهنيكى كمان على ملكة التشويق ,, والتخلص من لغة الانثى ( اللعنة ) المصاحبة لقلم اى كاتبة امرأة
بس فينى الفت انتباهك لشئ
القصة القصيرة فعلا مهمتها التركيز والتكثيف بس اذا ركزتى وكثفى لحظة واحدة فقط على مدار القصة كلها بتفقدى قصتك تنوع رؤى وافكار
افتحى نوافذ اخرى على عالمك استرجعى واستبقى ,,اجعلى عملك الادبى كالحياة ...منفتح ومتنوع

اسعدتنى ناتاشا :D

achelious 05/08/2008 16:09

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ناتاشا (مشاركة 712998)
الحقيقة دى اول قصة ليا انا عارفة انها مش متقنة بس احب اشوف رايكم بصراحة
اتمنى تعجبكم
:ss::ss::ss:

ناتاشا أسلوبك القصصي جميل.. ومادة القصة مثيرة للاهتمام..
ولكن لم يعجبني الحل الذي تقدمة القصة..;)
يعني إنت عم تتوجهي للناس بالقصة لتقوليلن شو؟!."لايوجد حل آخر!!
تحياتي:D

ناتاشا 07/08/2008 23:46

اسبيرانزاااااااااا.. شكرا ع مرورك العطر .. وبكل اخلاص سوف اضع نصائحك دوما نصب عيناى

اتمنى انا ارى مشاركاتك دوما تنير مواضيعى ...

كونى بخير ايتها العزيزة

ناتاشا 07/08/2008 23:58

achelious شكرا ع مرورك المشرف .. اسعدتنى كلماتك
بخصوص فكرة القصة .. اولا ليس من الضرورة تكون هذة فكرتى ... اقصد انا لا ادعو الناس لفعل اى شىء
ولكن القصة ليست الا ذلك اليأس الذى يصيب اى شخص يدفعة دفعا للتفكير ف امور جنونية منها ما ذكر ف القصة
وانا لا اقدم رأى الخاص ف القصة . اكرر... هذا ليس بالضرورى .. انها ليست الا فكرة تصيب بعض الناس وف الغالب لا يملكون من الشجاعة ما يجلعهم ينفذونها
انت ذكرت انك محب للادب الروسى راجع قصة حلم رجل هزأة للعبقرى المخيف ديستوفسكى .. ستجد انه تناول نفس الفكرة (الانتحار) ولكن قصته هو نهايتها كانت مختلفة .
الشخص الذى فى القصة هو الذى يظن انه لا يوجد حل اخر .. وهذا الشخص ليس بالضرورة ان يكون انا او اننى ادعو لشىء معين
ولكن انا فى غاية السعادة لمروك اشكرك جزيلا .. انا ايضا اعشق الادب الروسى .. تحياتى يا زميل
كن بخير

نسيت اضيف.. انا اعشق جونى ديييييييييييييييييييييييي يييييييب
:lol: :lol:

achelious 08/08/2008 00:08

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ناتاشا (مشاركة 1082159)
achelious شكرا ع مرورك المشرف .. اسعدتنى كلماتك
بخصوص فكرة القصة .. اولا ليس من الضرورة تكون هذة فكرتى ... اقصد انا لا ادعو الناس لفعل اى شىء
ولكن القصة ليست الا ذلك اليأس الذى يصيب اى شخص يدفعة دفعا للتفكير ف امور جنونية منها ما ذكر ف القصة
وانا لا اقدم رأى الخاص ف القصة . اكرر... هذا ليس بالضرورى .. انها ليست الا فكرة تصيب بعض الناس وف الغالب لا يملكون من الشجاعة ما يجلعهم ينفذونها
انت ذكرت انك محب للادب الروسى راجع قصة حلم رجل هزأة للعبقرى المخيف ديستوفسكى .. ستجد انه تناول نفس الفكرة (الانتحار) ولكن قصته هو نهايتها كانت مختلفة .
الشخص الذى فى القصة هو الذى يظن انه لا يوجد حل اخر .. وهذا الشخص ليس بالضرورة ان يكون انا او اننى ادعو لشىء معين
ولكن انا فى غاية السعادة لمروك اشكرك جزيلا .. انا ايضا اعشق الادب الروسى .. تحياتى يا زميل
كن بخير

بهالحالة..ينقص القصة شخصية أخرى..تحكي بلسانك,وتقدم رأيك
مع مراعاة تقديم حل, للمعاقين نفسيا;):D

نسيت اضيف.. انا اعشق جونى ديييييييييييييييييييييييي يييييييب
:lol: :lol:[/quote]
..;):D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 12:19 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03462 seconds with 11 queries