أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الخواطر و الخربشات (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=16)
-   -   نزيف آخر المحاربين (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=130135)

raniatina 06/10/2009 11:07

نزيف آخر المحاربين
 
نزيف آخر المحاربين

أقفُ وحيدة بهلعٍ في غرفتكَ
الجدرانُ تردد صدى صلابتك
تغذيها عزيمة الأيام الخالية.
أوراقكَ المتناثرة على المكتبِ تفتقدكْ،
تستدعيكَ لِتكمِلَ بها مشوارَكَ
لا أجرؤ على لمسها
وبحار الدمع تترقرق بين أهدابيا
يا غائباً لفه الضبابُ فجأة
لماذا لحقتَ بجنونِكَ ؟!
وشرعتَ أشرعة رحيلِكَ
في زوبعة غضبٍ عاتية!
كتبكَ دفاتركَ مُدوَّناتكَ
كمبيوترك وكلماتُ سرِّكَ
أحلامكَ ومشاريعكَ المبتورة
تثلمُ القلبَ بسكاكينِ ذكراكَ
تناديكَ بصمت..
وبصبر أمٍ رؤوم تنتظِرُ بلا كللٍ عودتكَ
وفي سرها وسهدها تناجيكَ
دون أن تدري ما ألمَّ بكَ
لكنها لا تفقد الأملَ برجوعِكَ.

****
كنتَ تتحدى الطوفانَ وحدكَ
حين انسلوا واحداً بعد الآخر من حولِكَ
وتركوكَ تواجه المصير بمفردك.
أسلحتكَ الخشبية ما كانتْ كافية
لردع كانتونات المافيات
في زمنٍ نسيَ الفرسانَ والفروسيات.
أذكرُكَ حينَ وقفتُ مبهورة بكَ
وأنتَ تشحذ ببسالةٍ همتكَ
بعد أن ركبَ الريحَ الأخُ الأكبر
واختارَ الانزواءَ
بعيداً في لجة الظلمات
ونزفَ حماسته ثاني إخوتنا
وغابَ في سراديب النسيانْ
وتلاشى حماس الأقرباء
والأصدقاء
فحملتَ الراية بعدهما بشجاعة
والمَلؤ يَسخرُ من فروسيتك.
وبرغمهم كالمسحورة آمنتُ بكَ
وصرختُ في كلِ الروابي
هذا أخي.. سندي
نصيرُ المستضعَفين والمستضعَفات
يحملُ في حناياه الأملَ المنشود
وينثِر في قاعات الدرس الوعود
ويبشر بالصمود.
وكم جذعتُ حين حاصروك
وضيِّقوا الخناقَ عليكَ
وتعاضدوا عليك
وإلى حافة الجنون أوصلوك..
ورحتَ تنزفُ صبرَكَ
قطرات...
على مذبح الانتظار
ويأكلُ صمودَكَ الحصار
وتذوي كما الأشجار
تتجرع الهواءَ المسموم حولك
وتذبلُ في ريعانِ ربيعكَ
فيما تحمِلُ بشموخٍ وكبرياء واقتدار
صليبَكَ بين عينيك
وتنكِر الركوعَ لأعدائك.

****
غرفتك المَلئَ بكلماتك
تضج بصخب في الذاكرة
فنبتهل ما بين البكاء والدعاء:
لمن تركتَ بعد رحيلك أمّاً وأخوات !؟
كان وجودكَ بينهم أيقونتهم
كنتَ المعين لهم
في الملمات.
انفرط عقد الصامدين بعدكَ
ولِسانُ حالهم
ينطِقُ بنزيفكَ.

*****
أتنقلُ اليومَ في كافة الأرجاء
التي نسَجَتها فيما مضى أناملكَ
أتلمسُ خلالها وجودكَ
أعللُ النفسَ بالآمالْ
لعلَ جرحَكَ اندملْ
فتقفز بحضورك العاصف كعادتك
تجتاز حاجز الصمت
بعنفوانِكَ
وتهدرُ كالرعدِ ضحكاتكَ
وينساب كالسيل العارم كلامك
يتلألئ بالبدائع مثلك
وضّاء،
بهيّ الطلعة،
مرهف،
ويصدح باسمك.
يا أخي
واللهِ ذبحني غيابُكَ.

raniatina 09/10/2009 09:50

تجتاحني الذكريات
كحمم بركان متدفق كحنانكَ
وطيفكَ يقض مضجعي،
يلاحقني في صحوي وغفوتي.
أقفُ ذاهلة أرقبُ مجلسكَ
في الأيام الخواليَ،
أتفقد ثيابك كعادتي
أهمُّ بترتيب أوراقك
وتلهِبُ وجنتاي
نظرات الامتنان من عينيكْ
تلاحقني وتغمرني
حين كنتُ أعرض عليكَ مساعدتي
لأطبع على لوحة التنضيد خواطرك
ونوطات دروس طلابك، ومقالاتك..
وشتات أفكارك
ومواضيعك في المنتديات،
وأرغب بالغوص أكثر في أعماقك
والغيرة تنشهني
من ثنائِكَ على فتاةٍ عابرةٍ لفتتْ نظرك
فأهرع لأبعد شبحها عن ناظريك
وأشتت ما شدّ نحوها انتباهك
لأني كنتُ أريدكَ أن تبقى بيننا
أطول فترة ممكنة
وأدركُ بحزن دفين
سيأتي يوم وتخطف حسناءُ أخي
لكن.. بدلاً من الحور العين
انقضت قبضات البعد وانتشلتك
وخلفت الحسرات في قلبي.


****
أسمع صدى صوتكَ
حين كنتَ تعابثني بإصرارك
على مناداتي " رانياتِنا "
وتشدد على كسر التاء
وأستغربُ أن تجعلها مجرورة
فأتمرد بنرفزة طفولية:
لماذا دائماً تجعل تائي مكسورة ؟!
ضحكتكَ المجلجلة تسبق كلماتك:
" قلتُ لكِ مراراً للضرورة الشعرية! "
فأثور وأمور بعصبية:
لستُ من مفردات قصائدك العبثية!
وكان جوابك يأتيني ليطربني
وحينها أعاني صعوبة لتصنع غضبي
وأنا أسمع صوتك الحنون:
" بل أنتِ قصيدة على رجليها تمشي "
" أنتِ قصيدتنا يا أديبتنا المستقبلية ".
وكان بيني وبين الأدب عداوة أزلية
وحلمتُ أن أصبح صيدلانية
لا أذكر ما دهاني لأوافق على طلبك!
وما كانت حججك الجهنمية!؟
تلك التي رضختُ بسببها لأجلكَ
وصرتُ طالبة في كلية أدبية!
مع أني كنت أمقت عشقك للأدب وأهله
مستهجنة أن يشغلك عن مهنتك العلمية!
وأسخر بلؤم من شغفك:
عالمٌ يتردى في مهاوي كلامية.
لكني لأجل رضاك امتهنت الكتابة
وغدوتُ مُريدة في محراب صومعتك
لأفيق بفزع على صدمة حقيقية
فأجد بين يدي رايتك
وقد آل أمرها إلي
واختفت عيناكَ من عالمي.


مشلف من المدرسة 10/10/2009 00:09

عانق السماء بالنداء
وعانق الارض بالبكاء
والتقط حبات الثرى
لتجعلها ذكرى لمن تحب
وانتظر ........
فربما يأتيك القدر بورقة ممن تحب
كل الشكر

raniatina 14/10/2009 04:44

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : مشلف من المدرسة (مشاركة 1346069)
عانق السماء بالنداء
وعانق الارض بالبكاء
والتقط حبات الثرى
لتجعلها ذكرى لمن تحب
وانتظر ........
فربما يأتيك القدر بورقة ممن تحب
كل الشكر

تصوير فني واقعي معبِّر جميل
من الصعب على أصحاب المذهب الواقعي الاتيان دائماً بقبسات وهاجة ولكنك أمسكت الحالة من تلابيبها
فحين يضيق المرء بألمه ويصرخ من الضيق يتحول صوته إلى ذراعين تحيطان بمدى السماء الواسع (مجاز أقرب للواقع: وهذه روعة البلاغة)
تعبير شامل موفق عن سعة الألم القابع في أعماقه!
وكذا عناق الأرض
التقاط حبات الثرى (التي كان يمر عليها الحبيب) لصنع تذكارات له فيها كناية مبالغ فيها ولكنها في مكانها الصحيح فهي تنم عن تعاظم الشوق (الهاجس) الذي يسكن المتألم
هل أدركتُ مقاصدك ؟
تحيات أخوية طيبة لك
شاركت فأبدعت وأغنيت
:D

وشم الجمال 14/10/2009 13:17

ايتها الفتاة الطيبة

استعيني بغيابه بكـ
كوني انت وبعدها سيأتيكـ رجلا لا يحلم بسواك

butterfly 14/10/2009 17:20

رائعة ..
:akh:

raniatina 14/10/2009 20:44

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1347784)
ايتها الفتاة الطيبة
استعيني بغيابه بكـ
كوني انت وبعدها سيأتيكـ رجلا لا يحلم بسواك

منورة بوجودك هنا :D
وجمال جديد تضفيه في الصفحة
نعم أحياناً كثيرة يكون غياب الأحباء ملهماً أكثر من وجودهم بيننا
لأن أنانيتنا تدفعنا لنعارض نصحهم وخوفهم علينا
ثم لا تكفي أنهار من الدموع لغسل الندم الذي يصيبنا بعد رحليهم
تكفيراً عما سببنا لهم من صعاب ومعاناة فوق معاناتهم

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 1347879)
رائعة ..
:akh:

أسعدني مرور فراشة جميلة نادرة
:D

ياسمين_الشآم 14/10/2009 21:38

ضمدي تلك الجراحات وعانقي ماتبقى من الذكريات

رائعة كلماتك:D

raniatina 16/10/2009 08:08

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ياسمين_الشآم (مشاركة 1347977)
ضمدي تلك الجراحات وعانقي ماتبقى من الذكريات

رائعة كلماتك:D

تحيات عطرة لك
وجود الياسمين ينعش النفس دائما
أبهجني وجودك هنا
:D

فايق ورايق ومدايق 16/10/2009 18:28

أبدعت يا حاملة القلم لا جرم على من عشق الحزن مداداً له وأطلق القلم لينزف أخر المحاربين بدم يتسامى على الفرح بعبرة دافئه...
سأظل واقفاً وسط دوي بوحك .... دمت بوحاً جميلاً.

raniatina 17/10/2009 16:30

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : فايق ورايق ومدايق (مشاركة 1348735)
أبدعت يا حاملة القلم لا جرم على من عشق الحزن مداداً له وأطلق القلم لينزف أخر المحاربين بدم يتسامى على الفرح بعبرة دافئه...
سأظل واقفاً وسط دوي بوحك .... دمت بوحاً جميلاً.

هذا ليس تعليقاً على نص أدبي! إنه بحد ذاته نص أدبي!!!
أبدعت في تعليقك
وشكراً لك لأنك تكرمت وجدت به بأريحية
مع تحيات أخوية
:D

raniatina 18/10/2009 01:40

حسافا على ربوةٍ كانت يوماً ملاذنا
غدَتْ اليوم أطلالاً في مخيلاتنا
" أستراليا " فتحت ذراعيها لاستقبالنا
زوجي وأنا وجنيننا،
كم وددت طوال عمري
إنجاب مولودي الأول في مسقط رأسي
ووجوهكم السمحة جميعاً حولي
لكني ها أنذا مرة جديدة
لن أشهد أعياد الميلاد في بلدي
أعود بحسرة كرَّة ثانية للغربة..
لا .. ليست بلاد العرب أوطاني
بعد أن أجبروني على شتم عقال سجاني
لا عودة لي إلى وكيلٍ بالخليج يستعبدني
صار محتوماً أن أترك مكاني
بمجلاتهم وأروقتهم لأهرب بأحزاني
لا بل سأهجر لأجلهم أيضاً لغتي
لأعمل في البعيد بلغة ولكنة أجنبية.
أزِفَ موعدُ الرحيل
بين عشية وضحاها
في لحظة قريبة قادمة
سأوصد الباب خلفي
على ما تبقى من ذكرياتنا
لتستقبلنا كزوار أغراب في عطلاتنا!
أيُّ قدر عجيب هذا الذي شرذمنا!!؟
حتى أودلانا صارت تولد في كنف غربتنا
ويحملون شهادات ميلاد من دول غريبة!
كانت أبعد ما يكون عن بالنا!!
فهل عسى لقاء قريب يجمعنا؟!
أم حُكِمَ علينا البقاء للأبد
مشتتين في منافينا؟؟!


*******

أساتذتي إني آسفة
لست مثلكم قوية بما فيه الكفاية
لم أعد أطيق مساكنة الذكريات
أحارب طواحين الهواء
ويفتت قلبي الخواء
ألعن وحدي زوابع صيفية
حامية الوطيس شديدة الوطأة
ابتلعت أشرعتنا بوحشية
وقذفت بمراكبنا على شواطئ غريبة.
عرفتُ الآن أنيّ
كنتُ أستمدّ قوتي
من وجود أكتافٍ قوية حولي
فتفجَّرَ ضعفي مُتجلياً في وجهي
وهاهي الراية تسقط من يدي
ولا أصابع باسلة
لتلتقطها من بعدي.


********
هدية مني
إلى كل مغترب ظروفه أجبرته على الغربة
أضعها بين أيديكم علكم تجدوا فيها السلوى
رانيا
منتصف خريف 2009

هشام ابو شرار 18/10/2009 01:51

تشابه الحالين في الجسدين غريب
والسماء والارض في همس مريب
ربما الظل سيقتل من يحمله
ربما الشخص سيهرب من ظله
لكن التشابه في الذاتين غريب
ربما يغفو واغفو في اللامكان
في اللازمان
في الاعاصير التي حطت على ابواب متجر قريب
او على قبر يؤطره النحيب
تشابه الذاتين في الظل غريب
قد تماهينا زمانا في كلام من عسل
وتلاقينا....تفرقنا في بلاد من كسل
لست انا ليس هو
لسنا نحن
والماضي كما الحاضر ينبئ بالعجيب

raniatina 18/10/2009 21:35

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : هشام ابو شرار (مشاركة 1349207)
تشابه الحالين في الجسدين غريب
والسماء والارض في همس مريب
ربما الظل سيقتل من يحمله
ربما الشخص سيهرب من ظله
لكن التشابه في الذاتين غريب
ربما يغفو واغفو في اللامكان
في اللازمان
في الاعاصير التي حطت على ابواب متجر قريب
او على قبر يؤطره النحيب
تشابه الذاتين في الظل غريب
قد تماهينا زمانا في كلام من عسل
وتلاقينا....تفرقنا في بلاد من كسل
لست انا ليس هو
لسنا نحن
والماضي كما الحاضر ينبئ بالعجيب

موقفك صدمني حتى الفزع في (حماقة) هنا:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


أما كلامك في صفحتي هذه فيشف عن أحاسيس رقيقة راقية
فكيف جمعت كل ذلك بين جوانحك أيها الشرقي الحافل بالتناقضات؟!

هامش:
-------
لا زالت العبرات الحارة تغمرني كلما صعقني اجتماع ملاك وشيطان في كيان شخص شرقي يفترض أن يحمل رسالة إلى الأجيال والحضارات من حوله.

hazim jabali 04/12/2009 22:40

يا عصفورة الخريف
نصل الرحيل
استقر في الشغاف
أشباح الذكريات تسرح
تعتصر الروح
كابوسٌ جاثمٌ لا يبرح
أنت للسلام حمامة
شيمتها الهديل
وليس للبلبل غير أن يصدح
يترك سماء مدنسة
ببراثن صقور تجرح
والمخلب ليس له إلا المذبح


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:23 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03677 seconds with 11 queries