أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الاديان (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=14)
-   -   حوار هادئ جداً .. عبد الله و عبد المسيح .. مهم جداً (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=2825)

سهم العرب 12/01/2005 14:05

حوار هادئ جداً .. عبد الله و عبد المسيح .. مهم جداً
 
بسم الله و به نستعين ..

قال الله تعالى : ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل125

أرجوا من الأفاضل أن يقرؤوا بتمعن وأن يدقق النظر جيداً فيما سأطرحه .. هذا إذا كان فعلاً يريد الحق و المعرفة ، وأنا هنا سأحاول بمشيئة الله تعالى أن أضع هذار الحوار من الأسئلة و الأجوبة عليها ( عبدالله يسأل و عبد المسيح يجيب ) ، ولكن أتمنى منكم أن تقرؤوا هذا الموضوع جيداً وأن لا يفوت سطراً واحداً ..
و الموضوع طويل جداً ، لهذا يجب القرءاة كاملاً و لو كل يوم صفحة واحدة مثلاً ..


و الموضوع يأتي ......


توحيد أم تثليث

عبد الله : أتؤمن حقيقة بالثالوث ؟

عبد المسيح : طبعا , كما جاء في رؤيا يوحنا الأولى (5/ 7/8 ) :

(فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ غفِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ) [رؤيا يوحنا الأولى 5/ 7-8].

عبد الله : لا يا صديقي فإن هذه العبارة : "الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد", التي كانت في طبعة عام 1611 الإنجليزية (طبعة الملك جيمس) قد تم حذفها من الطبعات القياسية المراجعة أعوام 1952 ثم 1971 ثم في العديد من الطبعات الأخرى, بعدما تبين أنها أقحمت على الأصل اليوناني الذي ترجمت منه كل طبعات الكتاب المقدس.

وأنا أقدر أنك ربما لم تلحظ من قبل ما جرى من تصحيح لهذه الفقرة في الطبعات الجديدة, ولكني أتساءل هل غابت عن علم رجال الدين والوعاظ ? الخلاصة أن التثليث لم يرد في الإنجيل ولم يبشر به المسيح, ولم ترد كلمة "الثالوث" أو "التثليث" أصلا في الكتاب المقدس ولا في معاجم ألفاظه, ومن ثم لا نجد في النصوص دليلا ولا أساسا البتة لفكرة التثليث.

عبد المسيح : ولكننا نقرأ في إنجيل متى ( 28/ 19) :

(فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ) [متى 28/19], وهذه العبارة ما زالت قائمة ومعتمدة في نسخ الأناجيل.

عبد الله : هذا فهم متعسف للآية 28/19, فعندما نذكر اجتماع ثلاثة أشخاص على شيء هل يعني ذلك أنهم أصبحوا شخصا واحداً أو ثلاثة أشخاص في واحد؟ ويسجل لنا التاريخ أن عقيدة التثليث لم يأت بها المسيح وإنما ابتدعها أثناسيوس بطريرك الإسكندرية واعتمدها مجمع نيقية عام 325 م; أي بعد رحيل المسيح بثلاثة قرون, ولا شك أن الأفكار الوثنية السائدة لدى الرومان قد ألقت بظلها على العقيدة فأوحت بما تحمله من أفكار كتثليث الألوهية, وكان من نتاجها أيضا تغير يوم الراحة (السبت) إلي الأحد لأن "الأحد" 25 ديسمبر هو يوم ميلاد "مترا" آلهة الشمس لديهم, كما أصبح هذا التاريخ (25 ديسمبر) هو يوم الاحتفال بميلاد المسيح, وابتدعت عادة تزيين شجرة عيد الميلاد, رغم ما جاء في نبوءة أرمياء (10/ 2-5)
من تحذير من هذه البدعة :

(هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ الأُمَمِ، وَلاَ تَرْتَعِبُوا مِنْ آيَاتِ السَّمَاءِ الَّتِي تَرْتَعِبُ مِنْهَا الشُّعُوبُ. لأَنَّ عَادَاتِ الأُمَمِ بَاطِلَةٌ، إِذْ تُقْطَعُ الشَّجَرَةُ مِنَ الْغَابَةِ ثُمَّ تُشَذِّبُهَا وَتَنْحَتُهَا يَدَا صَانِعٍ بِفَأْسٍ. ثُمَّ يُزَيِّنُونَهَا بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَتُثَبَّتُ بِالْمَسَامِيرِ وَالْمَطَارِقِ لِئَلاَّ تَتَحَرَّكَ. فَتَكُونُ كَفَزَّاعَةٍ فِي حَقْلِ قِثَّاءٍ لاَ تَنْطِقُ، بَلْ تُحْمَلُ لأَنَّهَا عَاجِزَةٌ عَنِ الْمَشْيِ. فَلاَ تَخَافُوهَا لأَنَّهَا لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ) [إرمياء 10/2-5].

وهكذا ولمَّا ابتعدت المسيحية شوطا بعيدا عما جاء به المسيح من تعاليم, أرسل الله تعالى رسوله الخاتم محمد ليعيد الأمر إلى نصابه ويصحح ما أحدثته الأمم بعد رحيل المسيح; من تحليل للحم الخنزير وإلغاء للختان, كما نادى بولس في غلاطيا (5/2) :
(هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ خُتِنْتُمْ، لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً) [غلاطيا 5/2], وكذلك اعتماد التقويم الروماني كبداية للتاريخ.

وقد بَكَّت القرآن الكريم بشدة ما انحرفت إليه الفرق المسيحية من تثليث :


(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة 73

هل ترى الآن أي دليل أو قرينة على التثليث الذي لم ينطق به المسيح عليه السلام ؟

عبد المسيح : إني أعتقد على الأقل أن الرب ويسوع شيء واحد, كما في يوحنا (14/11) : (صَدِّقُوا قَوْلِي: إِنِّيِ أَنَا فِي الآبِ وَإِنَّ الآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي بِسَبَبِ تِلْكَ الأَعْمَالِ ) [يوحنا 14/11].

عبد الله : ولم لا تقرأ أيضا (يوحنا 17/21), لتفهم المقصود مما ذكرت?

عبد المسيح : إنها تقول : (لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً؛ أَيُّهَا الآبُ، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي) [يوحنا 17/21].

عبد الله : إذن, إذا كنت تفهم من العبارة الأولى (14/11) أن الرب ويسوع هما واحد, فلم لا يكون أيضا الحواريون مع يسوع والرب واحدا كما في (17/21), وبالتالي إذا كان هناك من يقول أن يسوع هو الرب لأنه هو والرب واحد, فلم لا يكون الحواريون أيضا هم الرب لأنهم مثلما كان يسوع (في الآية الأولى) هم ويسوع والرب واحدا?

وأكثر من ذلك إذا كانت دعوة التثليث تنص على أن الرب ويسوع والروح القدس شيء واحد هو الثالوث, فبنفس المنطق يصبح الحواريون مع الرب ويسوع والروح القدس شيئا واحدا: قوامه "خمسة عشر في واحد" ?

عبد المسيح : ولكن يسوع هو الرب طبقا ليوحنا (14/9) :

فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَضَتْ هَذِهِ الْمُدَّةُ الطَّوِيلَةُ وَأَنَا مَعَكُمْ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَافِيلِبُّسُ؟ الَّذِي رَآنِي رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ: أَرِنَا الآبَ؟ [يوحنا 14/9].

عبد الله : إنك لا تستطيع أن تفسر هذه العبارة بمعزل عن السياق الذي جاءت فيه, فاقرأ ما جاء قبلها مباشرة في يوحنا (14/8 ) :

(فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: «يَاسَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا!») [يوحنا 14/8].

وفي نهاية السياق يتساءل عيسى في حديثه مع فيلبس أنَّى له أن يُرِيَ الله للحواريين فذلك مستحيل, إنما يُعْرَف الله سبحانه بعظمة مخلوقاته من شمس وقمر ومجرات وسائر خلقه اللانهائي, ومن مخلوقاته: عيسى عليه السلام, أما الله ذاته فلا يُرَى.

ألم يجئ في (يوحنا 4/24): (اللهُ رُوحٌ، فَلِذلِكَ لاَبُدَّ لِعَابِدِيهِ مِنْ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِالرُّوحِ وَبِالْحَقِّ») . [يوحنا 4/24].
وكذلك في (يوحنا 5/37): (وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لِي. وَأَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ رَأَيْتُمْ هَيْئَتَهُ) [يوحنا 5/37].

وهل في قدرة الإنسان أن يرى الروح رأي العين, لقد رأوا يسوع البشر وما رأوا الرب قط, وهذا ما يؤكده بولس أيضا في رسالته الأولى إلى تيموثاوس :

(الَّذِي وَحْدَهُ لاَ فَنَاءَ لَهُ، السَّاكِنُ فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَيُّ إِنْسَانٍ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ. لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِين) [تيموثاوس (2) 6/16].

لذا يستحيل لبشر أن يرى الرب جسدا ماديا ويحسم القرآن الأمر في عبارة بليغة:

( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الأنعام /103)

عبد المسيح : دعني أكن صريحا معك فإني لا أستطيع أن أعيد النظر بسهولة فيما لقنته منذ الطفولة .

سهم العرب 12/01/2005 14:06


عبد الله : حسنا. لأعينك على تحليل قضية التثليث أسألك بعض الأسئلة: أولا ما هو الروح القدس?

عبد المسيح : الروح القدس هو الرب. لقد تعلمنا أن نقول أن الآب هوالرب, والابن هو الرب, والروح القدس هو الرب; ولا يصح أن نقول أنهم ثلاثة أرباب بل هم ثلاثة في واحد.

عبد الله : اقرأ إذن (متى 1/ 18 ).

عبد المسيح : (أَمَّا يَسُوعُ الْمَسِيحُ فَقَدْ تَمَّتْ وِلادَتُهُ هَكَذَا: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ؛ وَقَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا مَعاً، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ) [متى 1/ 18 ].

عبد الله : قارن إذن ما قرأته بما جاء في (لوقا 1/ 26 -27).

عبد المسيح : (وَفِي شَهْرِهَا السَّادِسِ، أُرْسِلَ الْمَلاَكُ جِبْرَ ائِيلُ مِنْ قِبَلِ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ بِالْجَلِيلِ اسْمُهَا النَّاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ اسْمُهُ يُوسُفُ، مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ، وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ) [لوقا 1/ 26 -27].

عبد الله : إذن فإن الذي أُرسل إلى مريم العذراء حين حَمْلِها المعجز دون أب كان (في رواية متى) هو الروح القدس, وفي رواية لوقا هو جبريل, من هو الروح القدس إذن ?

عبد المسيح : الروح القدس إذن هو جبريل.

عبد الله : أين الثالوث إذن ?

عبد المسيح : الرب إذن هو الرب, والروح القدس هو جبريل, ويسوع هو ....

عبد الله : دعني أساعدك : عيسى رسول بَشَر من عند الله , ابن مريم من غير أب.

عبد المسيح : كيف إذن أهتدي إلى الحق الذي لا غموض فيه ولا لبس ولا تناقض?

عبد الله : الإجابة في القرآن الذي أنزله الله, مصححا لما طرأ على العقائد السابقة وعلى كتبها من تغيير وتبديل, للعودة إلى الحقائق البسيطة الساطعة: الله الواحد لا شريك له, وعيسى ابن مريم نبي الله, الذي جاء بعد رهط طويل من الأنبياء, مبشرا بخاتم الأنبياء بعده محمد صلى الله عليه وسلم.

هل بقيت لديك تساؤلات تحول بينك وبين الإقرار بالتوحيد والاعتراف بسائر الأنبياء ابتداء من آدم ونوح إلى موسى وعيسى ثم محمد (عليهم الصلاة والسلام)?

عبد المسيح : إني الآن في قرارة نفسي أطمئن إلى هذه الحقائق تماما, ولكني لا أستطيع أن أخالف ما كان عليه آبائي وأجدادي, إنني قطعة منهم لا تنفصم.

عبد الله : أنت حر وكلنا أحرار فيما نعتقد, وكل إنسان مسئول مباشرة عن فعله, ولن ينفع أحد أحدا يوم القيامة: أبا كان أو ابنا أو زوجا , ولنا في إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة, حين فارق دين أبيه وقومه عندما هداه الله لرسالة الحق التي جاء بها كل الأنبياء بلا استثناء. ولعل الله قد هداك بهذا الحوار إلي ما لم يتح لأهلك من قبل, هذا قدرك، ولا تزر وازرة وزر أخرى, ألم تسمع الآيات :

( مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ) (الإسراء / 15)

عبد المسيح : ألا يمكن أن يكون المرء مسلما ومسيحيا في نفس الوقت ?

عبد الله : لا إكراه في الدين. تستطيع أن تعتنق ما تشاء وتفعل ما تشاء, ولكنك إذا جمعت بين الاثنين لا تعد مسلما, فإن المسلم هو الذي يعتقد ويلتزم بكل ما جاء به الإسلام, و إلا لم يكن مؤمنا بعد, كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء :

( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150)أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151)وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) (النساء 150 -152)

وأثق أنك في النهاية ستسلم معي بكل ما عرضته عليك.

عبد المسيح : هب أنني اقتنعت بكل ما تقول. ألا أستطيع أن أحتفظ باقتناعي في قرارة نفسي دون إعلان, حتى أظل حرا ولا أتقيد بشيء يلزمني.
عبد الله : تَذَكَّرْ أنك متى بَلَغْتَ وأصبحت راشدا فقد أصبحت مسئولا أمام الله: إما أن تعتنق وتشهد بالحق أو غيره, فلم يخلقنا الله عبثا ولم يزودنا بالحواس وبالعقل الذي نميز به بين الحق والباطل بلا طائل, وإنما خلقنا لنعبده ونعمرالأرض بالحق ونتنافس في فعل الخير ودفع الشر, وأرسل الرسل مذكِّرين لنا بهذه الحقائق, ومبشرين ومنذرين بحساب الله العادل يوم القيامة.

واقرأ هذه الآيات :
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (آل عمران/191).

(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ( 8 )وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ( 9 )وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد/ 8-10).

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات/56).

( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) (الكهف/ 7).

سهم العرب 12/01/2005 14:14


هل المسيح بشر أم إله ؟

عبد الله : أمازلت تعتقد أن يسوع هو الرب ?
عبد المسيح : نعم. ففي إنجيل يوحنا (1/1) :

(فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ. وَكَانَ الْكَلِمَةُ هُوَ اللهُ ) [يوحنا 1/1].

عبد الله : لقد اتفقنا أن كلام الله لا ينبغي أن يتناقض مع بعضه, فإذا تناقضت عبارتان إما أن تكون أحدهما أو كلاهما خطأ.

والآن إذا كنت تفهم من (يوحنا 1/1) أن يسوع هو الرب, فكم ربا لهذا الكون, ألم يؤكد الكتاب المقدس في أكثر من موضع علي التوحيد المطلق الذي يتناقض مع مفهوم "يسوع الرب", وتأمل هذه النصوص :

(فَاعْتَرِفُوا الْيَوْمَ وَرَدِّدُوا فِي قُلُوبِكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَلَيْسَ إِلَهٌ سِوَاهُ ) [تثنية 4/39].

(اسْمَعُوا يَابَنِي إِسْرَائِيلَ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، ) [تثنية 6/4].

(أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اصْطَفَيْتُهُ، لِتَعْلَمُوا وَتُؤْمِنُوا بِي، وَتُدْرِكُوا أَنِّي أَنَا أَنَا هُوَ اللهُ ، لَمْ يُوْجَدْ إِلَهٌ قَبْلِي وَلاَ يَكُونُ إِلَهٌ بَعْدِي. أَنَا هُوَ الرَّبُّ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي) [إشعياء 43/ 10-11].

(هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ: «أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي) [إشعياء 44/6].

(لأَنَّ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ، «إِنَّهُ اللهُ مَكَوِّنُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا، وَمُرْسِي قَوَاعِدِهَا: لَمْ يَخْلُقْهَا لِتَكُونَ خَوَاءً، بَلْ لِتُصْبِحَ آهِلَةً بِسُكَّانِهَا. أَنَا هُوَ الرَّبُّ وَلَيْسَ هُنَاكَ آخَرُ) [إشعياء 45/ 18].

واقرأ أيضا المزيد من الأمثلة في : تثنية 4/35, خروج 8/10, صموئيل الثاني 7/22, ملوك أول 8 /23, أيام أول 17/20, مزامير 86 / 9 و 89 / 6 و 113/ 5, يوشع 13/4, وأخيرا زكريا 14/9.

عبد المسيح : ولكن هذه الأمثلة كلها من العهد القديم لا من العهد الجديد.

عبد الله : حسنا, اقرأ ما جاء على لسان يسوع نفسه في مرقس (12/29) :

(أولى فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً هِيَ: اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ) [مرقس 12/29].

وكذلك ما جاء في تيموثاوس الأولى (2/5) :

(فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عِوَضاً عَنِ الْجَمِيعِ. هَذِهِ شَهَادَةٌ تُؤَدَّى فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ) [تيموثاوس الأولى 2/5].

وكورنثوس الأولي (8 /4) :

(فَفِيمَا يَخُصُّ الأَكْلَ مِنْ ذَبَائِحِ الأَصْنَامِ، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الصَّنَمَ لَيْسَ بِإِلهٍ مَوْجُودٍ فِي الْكَوْنِ، وَأَنَّهُ لاَ وُجُودَ إِلاَّ لإِلهٍ وَاحِدٍ) [كورنثوس الأولي 8 /4].

والآن إما أن يكون ما جاء في (يوحنا 1/1) هو الصواب وباقي النصوص كلها خطأ أو العكس.

عبد المسيح : هذا قرار صعب.

عبد الله : فلنلجأ إلى القرآن ليوضح لنا الإشكال المتعلق بلفظ "الكلمة", فالقرآن يستخدم نفس اللفظ في ذكره لعيسى عليه السلام ولكن بمفهوم واضح صحيح, ففي سورة آل عمران نقرأ:

(َ فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران / 39).

وفي نفس السورة أيضا نقرأ:

( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران / 45).

فأنت ترى أن "الكلمة" في القرآن (نابعة من الله أو تابعة لله) وليست "ذات" الله, ويتفق ذلك مع ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى (3/23) :

(وأنتم وَأَنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، وَالْمَسِيحُ لِلهِ ) [كورنثوس الأولي 3/23].

لذا فإن عبارة (يوحنا 1/1) لِتتفق مع كل النصوص الأخرى ينبغي أن تُقرأ: الكلمة كانت "من الله", وربما حذفت "من" نتيجة للترجمة من الأرامية إلى اليونانية إما عمدا أو دون قصد, والله أعلم, ففي اللغة اليونانية: الرب = Theos أما كلمةTheou فتعني : من الرب, أي أن اختلاف حرف واحد في النقل أو الترجمة يغير المعنى كلية.

عبد المسيح : ولكن لِمَ يُطْلَق وصف "كلمة" على يسوع في القرآن وفي الإنجيل سويا?

عبد الله : لأن خلق عيسى ابتداء في رحم مريم العذراء لم يكن بواسطة مادية أو نطفة بشرية وإنما كان بإرادة الله المتمثلة في كلمة "كن", مصداقا لقوله تعالى :

( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (آل عمران/47)

عبد المسيح : ولكنا نعتقد أيضا أن يسوع هو الرب لأنه "امتلأ بالروح القدس".

عبد الله : إذا كان الأمر كذلك فماذا تقول في أناس غيره امتلأوا - طبقا للكتاب المقدس - بالروح القدس مثل :

(فَقَدْ كَانَ بَرْنَابَا رَجُلاً صَالِحاً مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ. وَانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ كَبِيرٌ.) [أعمال 11/24].

(وَنَحْنُ نَشْهَدُ عَلَى هَذَا، وَكَذَلِكَ يَشْهَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي وَهَبَهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ») [أعمال 5/32].

وكذلك : (وَوَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى اسْتِفَانُوسَ، وَهُوَ رَجُلٌ مَمْلُوءٌ مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ) [أعمال 6/5].

و : (بَلْ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوآتِ جَمِيعاً رِجَالُ اللهِ غالْقِدِّيسُونَف مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ) [بطرس الثانية 1/21].

و : (وَحَافِظْ عَلَى الأَمَانَةِ الْكَرِيمَةِ الْمُوْدَعَةِ لَدَيْكَ، بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْحَالِّ فِينَا ) [تيموثاوس الثانية 1/14].

و : (وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الأُمُورِ لاَ فِي كَلاَمٍ تُعَلِّمُهُ الْحِكْمَةُ الْبَشَرِيَّةُ، بَلْ فِي كَلاَمٍ يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، مُعَبِّرِينَ عَنِ الْحَقَائِقِ الرُّوحِيَّةِ بِوَسَائِلَ رُوحِيَّةٍ) [كورنثوس الأولى2/ 13].

و : (وَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ، قَفَزَ الْجَنِينُ دَاخِلَ بَطْنِهَا. وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ) [لوقا 1/41].
عبد المسيح : ولكن امتلاء يسوع بالروح القدس تم منذ كان في رحم أمه .

سهم العرب 12/01/2005 14:15


عبد الله : ونفس الشيء حدث ليوحنا المعمدان كما جاء في لوقا (1/13, 15) :

(فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَازَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَزَوْجَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يُوحَنَّا، … وَسَوْفَ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ، وَلاَ يَشْرَبُ خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً، وَيَمْتَلِيءُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَهُوَ بَعْدُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ) [لوقا 1/13, 15].

عبد المسيح : ولكن يسوع كان يصنع المعجزات, ألم يطعم خمسة آلاف دفعة واحدة من خمسة أرغفة وسمكتين فحسب ?

عبد الله : لقد صنع مثل ذلك بقدرة الله أليشع وإيليا, فالأول أطعم مائة شخص بعشرين رغيف شعير مع بعض كيزان الذرة :

(وَحَضَرَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ حَامِلاً مَعَهُ لِرَجُلِ اللهِ عِشْرِينَ رَغِيفاً مِنَ الشَّعِيرِ، مِنْ أَوَائِلِ الْحَصَادِ وَسَوِيقاً فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الرِّجَالَ لِيَأْكُلُوا». فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَضَعُ هَذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُلٍ؟» فَقَالَ أَلِيشَعُ: «أَعْطِ الرِّجَالَ لِيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هَذَا مَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْهَا وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». فَوَضَعَهَا أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ) [ملوك ثاني 4/42-43].

كما بارك في قليل من الزيت لدى أرملة حتى قضت بثمنه ديونها وأغناها الله :

(فَجَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَخْبَرَتْهُ. فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي وَبِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَأَبْنَاؤُكِ بِمَا يَتَبَقَّى مِنْ مَالٍ ») [ملوك ثاني 4/7].

ومثل ذلك ما جاء منسوبا إلى إيليا:

(جَرَّةُ الدَّقِيقِ لَمْ تَفْرُغْ، وَقَارُورَةُ الزَّيْتِ لَمْ تَنْقُصْ، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ إِيلِيَّا ) [ملوك أول 17/16].

(فَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تُحْضِرُ إِلَيْهِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ) [ملوك أول 17/6].

عبد المسيح : ولكن يسوع كان يبرئ الأبرص !

عبد الله : وكذلك جعل أليشع الأبرص "نعمان" يغتسل في نهر الأردن فشفي من البرص:

(فَنَزَلَ نُعْمَانُ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ وَغَطَسَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَمَا أَمَرَ رَجُلُ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ، وَطَهُرَ مِنْ بَرَصِهِ) [ملوك ثاني 5/ 14].
عبد المسيح : ولكن يسوع جعل الأعمى يبصر !

عبد الله : وكذلك فعل أليشع :

(وَتَضَرَّعَ أَلِيشَعُ قَائِلاً: «يَارَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْخَادِمِ، وَإِذَا بِهِ يُشَاهِدُ الْجَبَلَ يَكْتَظُّ بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ تُحِيطُ بِأَلِيشَعَ) [ملوك ثاني 6/ 17].

(فَلَمَّا أَصْبَحُوا دَاخِلَ السَّامِرَةِ صَلَّى أَلِيشَعُ قَائِلاً: «يَارَبُّ افْتَحْ عُيُونَهُمْ فَيُبْصِرُوا». فَفَتَحَ الرَّبُّ عُيُونَهُمْ، وَإِذَا بِهِمْ يَجِدُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ) [ملوك ثاني 6/ 20].

كما استطاع أليشع أن يصيب أناسا بالعمى :

(وَعِنْدَمَا تَقَدَّمَ جَيْشُ أَرَامَ نَحْوَ أَلِيشَعَ صَلَّى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَصِبْ هَذَا الْجَيْشَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمُ الرَّبُّ بِالْعَمَى اسْتِجَابَةً لِدُعَاءِ أَلِيشَعَ) [ملوك ثاني 6/ 20].

عبد المسيح : أما يسوع فقد كان يحيي الموتى !

عبد الله : جرى الشيء نفسه على يد إيليا :

(فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ إِيلِيَّا، وَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَيْهِ فَعَاشَ) [ملوك أول 17/ 22].

وكذلك على يد أليشع :

(وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ) [ملوك ثاني 4/ 32-34].

وأكثر من ذلك عادت الحياة إلى جثة رجل ميت بمجرد مسها لعظام أليشع بعد موته:
(وَ فِيمَا كَانَ قَوْمٌ يَقُومُونَ بِدَفْنِ رَجُلٍ مَيْتٍ. فَمَا إِنْ رَأَوْا الْغُزَاةَ قَادِمِينَ حَتَّى طَرَحُوا الْجُثْمَانَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، وَمَا كَادَ جُثْمَانُ الْمَيْتِ يَمَسُّ عِظَامَ أَلِيشَعَ حَتَّى ارْتَدَّتْ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ، فَعَاشَ وَنَهَضَ عَلَى رِجْلَيْهِ) [ملوك ثاني 13/ 21].

عبد المسيح : ولكن يسوع مشى على الماء !

عبد الله : ألم ينفلق البحر بأكمله ليمشي عليه موسى وأتباعه :

(فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِه ) [خروج 14/22].

عبد المسيح : ولكن يسوع كان يطرد الشياطين !

عبد الله : لقد أكد هو نفسه أن ذلك في مقدور غيره من البشر:
(وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَطْرُدُ الشَّيَا طِينَ بِبَعْلَزَبُولَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يَطْرُدُونَهُمْ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَحْكُمُونَ عَلَيْكُمْ؟) [متى 12/ 27] و: [ لوقا 11/ 19]
بل إن الحواريين أيضا قد تمكنوا من طرد الشياطين:

(فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سَيَقُولُ لِي كَثِيرُونَ: يَارَبُّ، يَارَبُّ، أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ طَرَدْنَا الشَّيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ عَمِلْنَا مُعْجِزَاتٍ كَثِيرَةً؟) [متى7/ 22].

ليس هذا فحسب بل إن المسيح قد تنبأ بأن معجزات ستظهر على أيدي أنبياء كذبة:

(فَسَوْفَ يَبْرُزُ أَكْثَرُ مِنْ مَسِيحٍ دَجَّالٍ وَنَبِيٍّ دَجَّالٍ، وَيُقَدِّمُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَأَعَاجِيبَ، لِيُضَلِّلُوا حَتَّى الْمُخْتَارِينَ، لَوِ اسْتَطَاعُوا ) [متى 24/24].

عبد المسيح : ولكن ما فعله إيليا وأليشع إنما كان نتيجة دعائهم للرب !

عبد الله : وما كان يسوع يصنع شيئا إلا بفضل الله وقدرته كما صرح نفسه بذلك:

(وَأَنَا لاَ يُمْكِنُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، بَلْ أَحْكُمُ حَسْبَمَا أَسْمَعُ، وَحُكْمِي عَادِلٌ، لأَنِّي لاَ أَسْعَى لِتَحْقِيقِ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَةِ الَّذِي أَرْسَلَنِي) [يوحنا 5/ 30].

(أَمَّا إِذَا كُنْتُ أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِإِصْبَعِ اللهِ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ ) [لوقا 11/ 20].

وكل ما جرى على يده من معجزات جرى مثله على يد من سبقه من الأنبياء, وارتبط تحقيق معجزاته بالإيمان بها, كما جاء في (مرقس 5/6 6):

(وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْمَلَ هُنَاكَ أَيَّةَ مُعْجِزَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمَسَ بِيَدَيْهِ عَدَداً قَلِيلاً مِنَ الْمَرْضَى فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. ثُمَّ أَخَذَ يَطُوفُ بِالْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ ) [مرقس 6م 5-6].

سهم العرب 12/01/2005 14:17

عبد المسيح : ولكن المسيح مات وقام بعد ثلاثة أيام !

عبد الله : سنتناول موضوع الصلب والقيامة فيما بعد, لأن هناك الكثير مما يقال في رد الموضوع من أساسه, ولكني أكتفي الآن بأن فكرة الصلب والقيامة إنما نشأت على يد بولس الذي لم يلق المسيح أبدا في زمانه :

(اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 8 /2].

أما رواية القيامة, كما جاءت في إنجيل مرقس (16/ 9-20), فقد حذفت من العديد من طبعات الكتاب المقدس - كما أوضحت آنفا، وفي غيرها من الطبعات تكتب وحدها بخط صغير أو بين قوسين مع التعليق عليها, ودعني أسألك بدوري سؤالا محددا : هل قال يسوع يوما أنه الرب, أوقال : "ها أنا ربكم فاعبدوني", أو نحو ذلك.

عبد المسيح : لا ولكنه بشر ورب في نفس الوقت.


عبد الله : وحتى هذه هل جرت على لسانه بأي صيغة من الصيغ ?

عبد المسيح : لا.

عبد الله : بل إنه قد تنبأ أن أناسا بعده سيعبدونه بالباطل, وسيتبعون عقائد باطلة وشرائع يبتدعونها من عند أنفسهم لا يرضاها الله :

(إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ) [متى 9/15].

وقد صدقت نبوءته, أليست أهم ركائز المسيحية المعاصرة قد استحدثت من بعده, وما نطق بها المسيح ولا دعا إليها: ابتداء من التثليث إلى بنوته لله وربوبيته وانتهاء بفدائه تكفيرا عن الخطيئة الأولى.

ولو راجعت بدقة كل أقوال المسيح المدونة في العهد الجديد ما وجدت تصريحا ولا إشارة لربوبيته, فهو يقول صراحة:

(لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لاَ أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي) [يوحنا 8 / 28].

و: (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي ذَاهِبٌ عَنْكُمْ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكُمْ. فَلَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لَكُنْتُمْ تَبْتَهِجُونَ لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي) [يوحنا 14/ 28].

و : (فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً هِيَ: اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ) [مرقس 12/ 29].

و : (وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي?) [مرقس 15 : 34].

ثم : (وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!») [لوقا 23/ 46].

وأخيرا : (وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ) [مرقس 3213/ 32].

فيسوع في الإنجيل هو "النبي" وهو "المعلم" وهو "عبد لله" وهو "المسيح", قبل أن يحوله البشر إلى "ابن للرب" ثم إلى "الرب يسوع".

ودعنا الآن نحتكم إلى المنطق: كيف يولد الرب من جسد إنسان فان كأي بشر غيره? ولقد كان ينام بينما الرب لا ينام كما جاء في مزمور (121/4) :

(أنه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل) [مزمور121/4].

والرب هو القوي الجليل فكيف يدعي عليه أنه حوكم وامتهن وصُلِب; وكيف يكون المسيح ربا إذا كان نفسه دائم العبادة لله كما في (لوقا 165/ 16) : ( أَمَّا هُوَ، فَكَانَ يَنْسَحِبُ إِلَى الأَمَاكِنِ الْمُقْفِرَةِ حَيْثُ يُصَلِّي) [لوقا 165/ 16].

وكان يتعرض لمكائد الشيطان فيدفعه كأي بشر صالح, واقرأ (لوقا 4/ 1-13) ثم (جيمس 1/13) :

(أَمَّا يَسُوعُ، فَعَادَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَاقْتَادَهُ الرُّوحُ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَإِبْلِيسُ يُجَرِّبُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً طَوَالَ تِلْكَ الأَيَّامِ. فَلَمَّا تَمَّتْ، جَاعَ. فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ». فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَاِئلاً: «قَدْ كُتِبَ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ!» ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي، تَصِيرُ كُلُّهَا لَكَ!» فَرَ دَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ كُتِبَ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ، وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ!» ثُمَّ اقْتَادَهُ إِبْلِيسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى حَافَةِ سَطْحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى الأَسْفَلِ فَإِنَّهُ قَدْ كُتِبَ: يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، فَعَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ». فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ!» وَبَعْدَمَا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ، انْصَرَفَ عَنْ يَسُوعَ إِلَى أَنْ يَحِينَ الْوَقْتُ) [لوقا 4/ 1-13].

(وَإِذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلاَ يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً) [جيمس 131/ 13].

فكيف يكون عيسى إذن رَبًّا ? وهذه كلها بعض الأمثلة الدامغة على أن عيسى - بنص الأناجيل - إنما كان نبيا بشرا; حاشا له أن يدعي الربوبية, وإذا تمعنت في سيرته في الأناجيل لازددت يقينا بذلك.

عبد المسيح : أنا معك أن هذا ما يتضح من سيرة المسيح; إلا أننا في ذات الوقت نسلم بأنه الرب بلا جدال.

عبد الله : ألا يتعارض ذلك التسليم مع ما نص عليه الكتاب المقدس نفسه من أن عليك أن تبرهن كل شيء: (امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ) [تسالونكي الأولى 5/ 21].

عبد المسيح : إنه حقا أمر محير.

عبد الله : ولكننا نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى (14/ 33):

(فَلَيْسَ اللهُ إِلهَ فَوْضَى بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا هِيَ الْحَالُ فِي كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ) [كورنثوس الأولى 14/ 33].

حقا إن ما يبتدعه البشر لأنفسهم بأنفسم هو الذي يبعث الحيرة !

سهم العرب 12/01/2005 14:22

الأفاضل : الحوار لم ينتهي بعد سأكمله فيما بعد إن شاء الله ،، أي مساء اليوم ..

و شكراً ..
سلام ..

سهم العرب 13/01/2005 00:03


هل المسيح ابن الله ؟

عبد الله : هل المسيح ابن لله ؟

عبد المسيح : نعم, فقد جاء في إنجيل متى (3/ 17), عندما قام يحيي المعمدان بتعميد يسوع : (وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ يَقُولُ: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ، الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ كُلَّ سُرُور ) [متى 3/ 17].

عبد الله : تمهل يا صديقي, فكلمة الابن هنا لا تعني ما نألفه من بنوة البشر لبعضهم البعض, ولا تدل علي وضع خاص للمسيح دون غيره من الناس, فقد استعمل الكتاب المقدس نفس اللفظ في حديثه عن غيره من الأنبياء; بل وعن الناس أجمعين, واقرأ معي في سفر الخروج (4/ 22).

عبد المسيح : ( ثُمَّ قُلْ لِفِرْعَوْنَ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ هُوَ ابْنِي الْبِكْرُ) [خروج 4/22]

عبد الله : أرأيت ? هكذا يشار إلى نبي الله يعقوب (إسرائيل) أنه الابن البكر (لله), ثم اقرأ الآن صموئيل الثاني (7/ 13-14), ومثله الأيام الأول (10/22).

عبد المسيح : (هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً، إِنِ انْحَرَفَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِ الشُّعُوبَ الأُخْرَى لأُقَوِّمَهُ بِضَرَبَاتِهِمْ [2صموئيل 7/13-14]

و : (هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَيَكُونُ لِيَ ابْناً، وَأَنَا لَهُ أَباً، وأُثَبِّتُ عَرْشَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ) [الأيام الأول 10/22].

عبد الله : وسيزداد عجبك عندما تقرأ إرمياء (31/ 9) : (سَيَرْجِعُونَ بِنَوْحٍ، وَبِتَضَرُّعَاتٍ أَهْدِيهِمْ. إِلَى جُوارِ جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ أُسَيِّرُهُمْ فَيْمْشُونَ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونُ فِيهَا، لأَنِّي أَبٌ ِلإِسْرَائِيلَ، وَأَفْرَايِمُ بِكْرِي») [إرمياء 9/31].

بينما قرأت منذ هنيهة في سفر الخروج (4/ 22): (ثُمَّ قُلْ لِفِرْعَوْنَ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ هُوَ ابْنِي الْبِكْرُ) [خروج 4/ 22].

فأيهما إذن الابن البكر: يعقوب (إسرائيل), أم أفرايم ? وقبل أن تجيب على هذا التساؤل انظر كيف كان عامة الناس أيضا أبناء لله, كما في سفر التثنية (14/ 1) .

عبد المسيح : (أَنْتُمْ أَبْنَاءٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، فَلاَ تُجَرِّحُوا أَجْسَادَكُمْ) [تثنية 14/ 1].

عبد الله : بل إن أناسا كثيرين يشار إليهم أيضا بأنهم "ابن بكر", واقرأ رومية (29/ 8 ).

عبد المسيح : (لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ، سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ أَيْضاً لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ الْبِكْرَ بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ) [رومية 29/ 8].

عبد الله : فإذا كان كل هؤلاء أبناء لله, وكان منهم "أبناء بكر" له, فماذا يكون المسيح إذن?

عبد المسيح : هو الابن "المولود" الوحيد لله.

عبد الله : عفوا يا صديقي فقد جاء في المزامير (2/ 7) قبل مولد المسيح بقرون قول الرب لنبيه داود:

(إني أخبرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّب. قالَ لِي أَنْتَ ابْنِي. أَنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ) [مزمور 2/7].

أي أن داود أيضا كان الابن "المولود" للرب.
الخلاصة أن كلمة "الابن" في الكتاب المقدس لا تفهم حرفيًّا بل مجازيًّا بمعنى: أي إنسان أو جماعة يحبهم الله أو يؤثرهم على غيرهم, وقد أكد ذلك المعنى المسيح نفسه; عندما أكد للناس أبوة الله لهم وله (بهذا المعنى المجازيّ), واقرأ (متى 5/ 45- 48 ).

عبد المسيح : (فَتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ: فَإِنَّهُ يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَغَيْرِ الأَبْرَارِ ... فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ، كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ!) [متى 5/ 45- 48 ].

عبد الله : لذا فإنك حيثما قرأت في الكتاب المقدس عبارة " ابن الله" فإنك تفهم منها معاني الحب والرحمة والقرب من الله تعالى للناس جميعا, وليست الأبوة الخاصة لأحد, وتبدو هذه العمومية بجلاء في عبارة كورنثوس الثانية (6/ 18 ) :

(أَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً، وَتَكُونُوا لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ»، هَذَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ) [كورنثوس الثانية 6/ 18 ].

وفي سفر التكوين: (وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَتَكَاثَرُونَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، انْجَذَبَتْ أَنْظَارُ أَبْنَاءِ اللهِ إِلَى بَنَاتِ النَّاسِ فَرَأَوْا أَنَّهُنَّ جَمِيلاتٌ فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْهُنَّ زَوْجَاتٍ حَسَبَ مَا طَابَ لَهُمْ. فَقَالَ الرَّبُّ: «لَنْ يَمْكُثَ رُوحِي مُجَاهِداً فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. هُوَ بَشَرِيٌّ زَائِغٌ، لِذَلِكَ لَنْ تَطُولَ أَيَّامُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَقَطْ». وَفِي تِلْكَ الْحِقَبِ، كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ، وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ أَبْنَاءُ اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً، صَارَ هَؤُلاَءِ الأَبْنَاءُ أَنْفُسُهُمُ الْجَبَابِرَةَ الْمَشْهُورِينَ مُنْذُ الْقِدَمِ) [تكوين 6/ 1-4].

فإذا تأملت هذ الفقرات وغيرها العديد من الأمثلة في جنبات الكتاب المقدس لأيقنت بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا أساس على الإطلاق لمقولة أن المسيح ابن الله.

عبد المسيح : ولكن المسيح قد ولد من غير أب, فلابد أن الله أباه.

عبد الله : بهذا المنطق لم لا يكون آدم أيضا ابنا لله بمفهومكم؟ ألم يولد بغير أب ولا أم? وقد سماه الكتاب المقدس أيضا مجازيا: "ابن الله" , كما في لوقا (3/ 38 ) : (بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثِ، بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ) [لوقا 3/ 38 ].

ثم اقرأ أيضا العبرانيين (7/ 3).

عبد المسيح : (وَالْوَحْيُ لاَ يَذْكُرُ لَهُ أَباً وَلاَ أُمّاً وَلاَ نَسَباً، كَمَا لاَ يَذْكُرُ شَيْئاً عَنْ وِلاَدَتِهِ أَوْ مَوْتِهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَصِحَّ اعْتِبَارُهُ رَمْزاً لابْنِ اللهِ، بِوَصْفِهِ كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ) [عبرانيين 7/ 3].

عبد الله : أتعرف من "هو" المشار إليه فيما قرأت? الإجابة في العبرانيين أيضا (7/1) :

(فَإِنَّ مَلْكِي صَادَقَ الْمَذْكُورَ، كَانَ مَلِكاً عَلَى مَدِينَةِ سَالِيمَ وَكَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَقَدِ اسْتَقْبَلَ إبراهيم الْعَائِدَ مُنْتَصِراً مِنْ مَعْرَكَةٍ هَزَمَ فِيهَا عَدَداً مِنَ الْمُلُوكِ، وَنَقَلَ إِلَيْهِ بَرَكَةَ اللهِ) [عبرانيين 7/ 1].

بل إنه أكثر تفردا من المسيح ومن آدم عليهما السلام, فلم لا يكون هو الأَوْلَى بلقب ابن الرب

(أو الرب نفسه !)؟

عبد المسيح : فما هي حقيقة المسيح في اعتقادكم?

عبد الله : المسيح لدينا هو عيسى ابن مريم نبيُّ الله.

عبد المسيح : لا ننكر ذلك.

عبد الله : حقا إنها حقيقة بسيطة واضحة لا يملك أحد إنكارها, فلقد أكد المسيح نفسه أنه ابن الإنسان، وأنكر على من يسميه ابن الله, واقرأ لوقا (4/ 41).

عبد المسيح : (وَخَرَجَتْ أَيْضاً شَيَاطِينُ مِنْ كَثِيرِينَ، وَهِيَ تَصْرُخُ قَائِلَةً: «أَنْتَ ابْنُ اللهِ!» فَكَانَ يَزْجُرُهُمْ وَلاَ يَدَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، إِذْ عَرَفُوا أَنَّهُ الْمَسِيحُ ) [لوقا 4/ 41].

عبد الله : يتضح لك الآن كيف أبى المسيح أن يُطْلَق عليه "ابن الله", وكرر إباءه في
(لوقا 9/ 20-21) , بل وأدان من يسيء إليه بهذه المقولة.

عبد المسيح : (فَسَأَلَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ مَسِيحُ اللهِ!» وَلكِنَّهُ حَذَّرَهُمْ، مُوْصِياً أَلاَّ يُخْبِرُوا أَحَداً بِذَلِكَ) [لوقا 9/ 20-21].

عبد الله : عيسى عليه السلام الذي كان لقبه "المسيح المنتظر", بنص الأناجيل, تغير لقبه بعد رحيله على لسان بولس وغيره إلى "ابن الرب" ثم إلى "الرب ذاته", فأنت تقرأ في البداية في إنجيل يوحنا:

(جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّماً، لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَا تَعْمَلُ مِنْ آيَاتٍ إِلاَّ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَهُ») [يوحنا 3/2].

ثم في يوحنا أيضا : (فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «حَقّاً، هَذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ) [يوحنا 6/ 14]

وتقرأ مثله في وصف عيسى بالنبي فحسب في (يوحنا 7/ 40): (وَلَمَّا سَمِعَ الْحَاضِرُونَ هَذَا الْكَلاَمَ قَالَ بَعْضُهُمْ: «هَذَا هُوَ النَّبِيُّ حَقّاً») : [يوحنا 7/40].

وفي (متى 21/11): (فَأَجَابَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيل») [متى 21/ 11].

وفي (لوقا 7/ 16 و 24/ 19): (فَاسْتَوْلَى الْخَوْفُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَمَجَّدُوا اللهَ، قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ !»), و: (فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا حَدَثَ؟» فَقَالاَ: «مَا حَدَثَ لِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ) [لوقا 7/ 16 و 24/ 19].

ثم تُفاجأ بطفرة مفاجئة على لسان بولس في أعمال الرسل (9/ 20):

(وَفِي الْحَالِ بَدَأَ يُبَشِّرُ فِي الْمَجَامِعِ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ ) [أعمال 9/ 20].

ويتبين لك أيضا من هذه العبارة أن المسيحيين الأوائل إنما كانوا يتعبدون في معابد اليهود (الكنيس), ولم تنشأ الكنائس كمؤسسة إلا مع ابتعاد المسيحية عن التعاليم الأصلية للمسيح, وتم استبعاد بولس وبرنابا والأمميين من المعابد بعد اتهامهم بالشرك والتجديف, وانظر: (أعمال الرسل 13/ 50 و 17/ 18 و 21/ 28 ):

(وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَرَّضُوا النِّسَاءَ النَّبِيلاَتِ وَالْمُتَعَبِّدَاتِ وَوُجَهَاءَ الْمَدِينَةِ، وَأَثَارُوا الاضْطِهَادَ عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا، حَتَّى طَرَدُوهُمَا مِنْ بَلَدِهِمْ) [أعمال 13/50].

(وَجَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيقُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ. وَلَمَّا وَجَدُوا أَنَّهُ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الْمَوْتِ قَالَ بَعْضُهُمْ: «مَاذَا يَعْنِي هَذَا الْمُدَّعِي الأَحْمَقُ بِكَلاَمِهِ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: «يَبْدُو أَنَّهُ يُنَادِي بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ») [أعمال 17/ 18 ].

(وَهُمْ يَصْرُخُونَ: «النَّجْدَةَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَدْعُو النَّاسَ فِي كُلِّ مَكَانٍ إِلَى عَقِيدَةٍ تُشَكِّلُ خَطَراً عَلَى شَعْبِنَا وَشَرِيعَتِنَا وَعَلَى هَذَا الْمَكَانِ، حَتَّى إِنَّهُ أَدْخَلَ الْيُونَانِيِّينَ إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَكَانَ الْمُقَدَّسَ) [أعمال 21/ 28].

وترتب علي هذه المقولة التي أحدثها بولس أن تغير وصف طبيعة المسيح في موضعين بإنجيل لوقا: (فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ) [لوقا 11/2]. ومقدمة إنجيل يوحنا: (فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ. وَكَانَ الْكَلِمَةُ هُوَ اللهُ ) [يوحنا 1/1].

سهم العرب 13/01/2005 00:13


هل صلب المسيح ثم قام؟

عبد الله : ينفي القرآن الكريم نفيا قاطعا قتل المسيح أو صلبه, كما جاء في سورة النساء :
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ) (النساء / 157)
فما رأيك في هذا النفي المؤكد ?

عبد المسيح : أؤمن بأنه مات على الصليب ثم قام من قبره.

عبد الله : من المعروف أن كائنا من كان لم يشهد لحظة قيام مصلوب من قبره. كل ما في الأمر أن القبر، الذي ظنوه يضم جسد المسيح، وجدوه خاليا فاستنتجوا أنه قام بعد صلبه, خاصة وأنهم التقوا به حيا بعد حادث الصلب المزعوم, فليس هناك أي دليل على آنه صُلِبَ أو أنه مات وقام, وهذا ما يؤكده القرآن ?

عبد المسيح : ولكن كيف تثبت أنه لم يُصْلَبْ ولم يَقُمْ ?

عبد الله : سأثبت لك ذلك من نصوص الكتاب المقدس ذاته, ولكني أطرح عليك سؤالا هاما قبل أن نستعرض النصوص. أيهما تصدق: ما قاله المسيح صراحة أم ما رواه عنه غيره من الحواريين أو الأتباع أو كُتَّاب الأناجيل?

عبد المسيح : أقوال المسيح أوّلاً وقبل كل شيء.

عبد الله : حسنا ما قلت, فذلك ما عبر عنه المسيح حين قال: (لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَرْفَعَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَرْفَعَ مِنْ سَيِّدِهِ) [متى 10/ 24].

عبد المسيح : ولكن المسيح قد أعلن أنه سيقوم من بين الأموات:

(وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَدْ كُتِبَ، وَهَكَذَا كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ وَيَقُومَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ) [لوقا 24/ 46].

عبد الله : إنه من المألوف في الكتاب المقدس وترجماته أن يعبرعن "العذاب" بالموت, ومثال علي ذلك ما قاله بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس:

(فَبِحَسَبِ افْتِخَارِي بِكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، أَشْهَدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنِّي أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ ) [كورنثوس الأولى 15/ 31].

وإليك الآن أدلة ساطعة تدحض تماما صلب المسيح أو قيامته فتأمل :

1- تضرعه على الصليب إلى الله طالبا العون طبقا لإنجيل متى (27/ 46) :
(وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) [متى 27/ 46].

وأيضا في لوقا (22/ 42) :

(ابْتَعَدَ عَنْهُمْ مَسَافَةً تُقَارِبُ رَمْيَةَ حَجَرٍ، وَرَكَعَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَاأَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ») [لوقا 22/ 42], والكأس هنا هي كأس الموت.

2- استجابة الله لدعاء المسيح أن لا يموت على الصليب طبقا لما جاء في إنجيل لوقا وغيره, فكيف يقال بعد ذلك أنه مات على الصليب, وهاهي النصوص :

(وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُشَدِّدُهُ ) [لوقا 22/ 43] , أي أن الملاك قد طيب خاطره وطمأنه أن الله لن يخذله.

(وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ ) [العبرانيين 5/ 7], ومعنى تلبية طلبه أن الله قد استجاب له عمليا.

( لِيَعْتَرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لأَخِيهِ بِزَلاَّتِهِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، حَتَّى تُشْفَوْا. إِنَّ الصَّلاَةَ الْحَارَّةَ الَّتِي يَرْفَعُهَا الْبَارُّ لَهَا فَعَّالِيَّةٌ عَظِيمَةٌ) [جيمس 5/ 16].

ولقد أكد المسيح بنفسه مبدأ استجابة الله لكل دعائه :

(اِسْأَلُوا، تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا، تَجِدُوا. اِقْرَعُوا، يُفْتَحْ لَكُمْ. فَكُلُّ مَنْ يَسْأَلْ، يَنَلْ؛ وَمَنْ يَطْلُبْ، يَجِدْ؛ وَمَنْ يَقْرَعْ، يُفْتَحْ لَهُ. وَإِلاَّ، فَأَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَطْلُبُ مِنْهُ ابْنُهُ خُبْزاً، فَيُعْطِيهِ حَجَراً، أَوْ سَمَكَةً، فَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟ ) [متى7/ 7-10].

فإذا كان كل دعاء المسيح مستجابا من الله تعالى بما فيه إنقاذه من الموت على الصليب فلابد أنه قد نجا من ذلك المصير.

3- طبقا لرواية يوحنا (19/ 32-33) فقد امتنع الجنود الرومان عن كسر رجل "يسوع" كما في الرواية:
(فَجَاءَ الْجُنُودُ وَكَسَرُوا سَاقَيْ كِلاَ الرَّجُلَيْنِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَ يَسُوعَ. أَمَّا يَسُوعُ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ وَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ، فَلَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ) [يوحنا 19/ 32-33].

4- إن كان يسوع قد مات حقا على الصليب لَتَجَلَّطَ دَمُه وما تدفق عند طعنه برمح أو نحوه, ولكن الإنجيل يؤكد تدفق الماء والدم من الجسد كما روى يوحنا:

(وَإِنَّمَا طَعَنَهُ أَحَدُ الْجُنُودِ بِحَرْبَةٍ فِي جَنْبِهِ، فَخَرَجَ فِي الْحَالِ دَمٌ وَمَاءٌ ) [يوحنا 19/ 34].

5- عندما طلب الفريسيون من يسوع برهانا على صدق رسالته أجاب كما يلي:

(فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ) [متى 12/ 40].

وبغض النظر مؤقتا عن الاختلاف التام بين ما جرى ليونان (يونس) وبين رواية الأناجيل لقصة الصلب والقيامة من ناحية المدة (لم يبق المسيح في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليال بل كان الأمر كله طبقا للرواية يوما هو السبت وليلتان هما ليلة السبت وليلة الأحد), بغَضِّ النظر عن ذلك فالسؤال الأهم هو: هل ظل يونس حياًّ في بطن الحوت?

عبد المسيح: نعم, ظل حيا.

عبد الله: وهل كان حيا عندما لفظه الحوت من بطنه?

عبد المسيح : نعم, مازال حياًّ حينئذ.

عبد الله : إذن فطبقا لنبوءة المسيح (في : متي 12/ 40) فإنه لم يمت وإنما كان حياًّ طوال فترة اختفائه ثم ظهوره للحواريين.
وإليك باقي الأدلة:

6- لقد صرح المسيح بنفسه أنه لم يمت على الصليب, وأذكرك برواية يوحنا;
عندما توجهت مريم المجدلية في الصباح الباكر إلى القبر فوجدته خاليا ووجدت شخصا يبدو عليه أنه بستاني; تبين لها من حديثه أنه المسيح, ولما حاولت أن تلمسه لتتأكد أنه هو جسد حي وليس شبحا قال لها: (قَالَ لَهَا: «لاَ تُمْسِكِي بِي! فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ ) [يوحنا 20/ 17].

وربما كان قوله : " لاَ تُمْسِكِي بِي!" لأن الجرح ما زال يؤلمه, وقوله : "لم أصعد بعد إلى الآب" دلالة على أنه لم يزل حيا ولم يمت بعد ليعود إلى بارئه.

وهذه الرواية وحدها هي أقوى الأدلة على نفي قصة الصلب والقيامة برُمَّتِها, لأنها جاءت على لسان المسيح ذاته.

7- بعد واقعة الصلب المزعوم انزعج الحواريون عند رؤيتهم المسيح وظنوا أن ما يرون هو شبح, لأن الأموات يتحولون إلى أرواح وإذا قاموا لم يعودوا جسما مادياًّ كأجسامنا.

عبد المسيح : مهلا, من قال لك أن الأموات لا يقومون بصورتهم الأولى ?

عبد الله : إني أحيلك إلى ما ذكره المسيح بنفسه في الإنجيل من أن الموتى يقومون كمثل الملائكة.

عبد المسيح : في أي إنجيل جاء ذلك ?

عبد الله : انظر إنجيل لوقا (20/ 34-36) :

(فَرَدَّ عَلَيْهِمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «أَبْنَاءُ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ. أَمَّا الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْمُشَارَكَةِ فِي الزَّمَانِ الآتِي وَالْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، فَلاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ. إِذْ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ مِثْلَ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ لِكَوْنِهِمْ أَبْنَاءَ الْقِيَامَةِ) [لوقا 20/ 34-36].

نعود إلى الحواريين عندما التقوا بالمسيح واندهشوا, فأحَبَّ أن يقنعهم أنه ما زال حياًّ كما كان, فطلب منهم أن يلمسوا يديه وقدميه, ولم يكتف بذلك بل طلب لحما وعسلا ليأكل أمامهم كأي إنسان حي, كما جاء في رواية لوقا :

(وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ بِذَلِكَ، وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» وَلكِنَّهُمْ، لِذُعْرِهِمْ وَخَوْفِهِمْ، تَوَهَّمُوا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ شَبَحاً. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ؟ وَلِمَاذَا تَنْبَعِثُ الشُّكُوكُ فِي قُلُوبِكُمْ؟ انْظُرُوا يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ، فَأَنَا هُوَ بِنَفْسِي. الْمِسُونِي وَتَحَقَّقُوا، فَإِنَّ الشَّبَحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». وَإِذْ قَالَ ذَلِكَ، أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ. وَإِذْ مَازَالُوا غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبِينَ، قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هُنَا مَا يُؤْكَلُ؟» فَنَاوَلُوهُ قِطْعَةَ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ. فَأَخَذَهَا أَمَامَهُمْ وَأَكَلَ) [لوقا 24/ 36-41].

سهم العرب 13/01/2005 00:17


8- إن القول بأن المسيح قد مات على الصليب طبقا لنصوص أخرى من الكتاب المقدس فيه إساءة بالغة إلى شخص المسيح ومقام نبوته, كما جاء في سفر التثنية :

(أمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ ) [تثنية 13/ 5].

وكذلك: (إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَعَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً) [تثنية 21/ 22-23].

فالاعتقاد بموت المسيح مصلوبا هو إنكار لنبوته, وهو مادفع اليهود إلى نشر فرية قتلهم للمسيح مصلوبا ليشككوا في صدق نبوته, بينما يتمسك المسيحيون بدعوى الصلب لأنها في اعتقادهم ضرورة لفدائهم من الخطيئة الأولى, وهو ما يؤدي ضمنا إلى وصم المسيح بالإساءات التي ذكرتها آنفا.

وهذا الاعتقاد أيضا يتعارض مع التعاليم التي جاءت في يوشع (6/6) :

(إنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لا ذَبِيحَة) [هوشع 6/6].

بل إنها تتعارض مع تعاليم المسيح نفسه في إنجيل متى :

(اِذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً. فَإِنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خَاطِئِينَ!) [متى 9/ 13].

وجاء أيضا في إنجيل متى: (وَلَوْ فَهِمْتُمْ مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ عَلَيْهِمْ) [متى 12/ 7].

عبد المسيح : من أين إذن جاءت عقيدة الصلب والقيامة ?

عبد الله : إن أول من دعا إليها هو بولس, كما جاء في أعمال الرسل:

(وَجَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيقُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ. وَلَمَّا وَجَدُوا أَنَّهُ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الْمَوْتِ قَالَ بَعْضُهُمْ: «مَاذَا يَعْنِي هَذَا الْمُدَّعِي الأَحْمَقُ بِكَلاَمِهِ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: «يَبْدُو أَنَّهُ يُنَادِي بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ») [أعمال 17/ 18].

بل إن بولس (الذي لم ير المسيح البتة) قد أقر أنه هو الذي تبنى دعوى القيامة:

(اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 2/ 8].

كما أنه أيضا أول من أطلق دعوى أن المسيح ابن الله:

(وَفِي الْحَالِ بَدَأَ يُبَشِّرُ فِي الْمَجَامِعِ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ) [أعمال 9/ 20].

وهنا يتأكد من جديد أن كثيرا من مفاهيم المسيحية لم يأت بها المسيح; وإنما هي من وضع بولس وغيره.

عبد المسيح : ولكن مرقس أيضا قد ذكر في إنجيله (16/ 19) أن يسوع قد قام وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب:

(ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ، بَعْدَمَا كَلَّمَهُمْ، رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ) [مرقس 16/ 19].

عبد الله : لقد عرفنا من قبل أن الآيات (9-20) من مرقس 16 قد تم استبعادها من كثير من طبعات الكتاب المقدس, وأضيفت تعليقات وملاحظات تشكك في قبولها. وعلى كل حال إذا كنت ما زلت تظن أن رفع المسيح إلى جوار ربه يضفي عليه صفة الألوهية فلم لا نعد غيره من الأنبياء آلهة لنفس السبب، كما جاء في الكتاب المقدس.

عبد المسيح : أي أنبياء تعني?

عبد الله : منهم إيلِيَّا:

(وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. وَرَأَى أَلِيشَعُ مَا جَرَى فَأَخَذَ يَهْتِفُ: «يَاأَبِي، يَاأَبِي، يَامَرْكَبَاتِ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». وَغَابَ إِيلِيَّا عَنْ عَيْنَيْهِ، فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا قِطْعَتَيْنِ) [الملوك الثاني 2/ 11-12].

وكذلك أخنوخ :

(وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِلَيْهِ) [تكوين 5/ 24].

وهوالذي تكرر ذكره أيضا في هذه العبارة: (.وَبِالإِيمَانِ، انْتَقَلَ أَخْنُوخُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ دُونَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَدِ اخْتَفَى مِنْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ إِلَيْهِ. وَقَبْلَ حُدُوثِ ذلِكَ، شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ) [العبرانيين 11/ 5].
دعوى الخطيئة الأولى والفداء

عبد المسيح : أفهم من كلامك أن دعوى الفداء لم يبشر بها يسوع ?

عبد الله : فعلا , فإن هذه الدعوى لم تصبح من أركان العقيدة المسيحية إلا بعد ثلاثة أو أربعة قرون من رحيل المسيح, وهي تتناقض مع ما جاء في الكتاب المقدس, كما في النصوص الآتية:

(لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عِوَضاً عَنِ الأَبْنَاءِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَبْنَاءُ بَدَلاً مِنَ الآبَاءِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ يَتَحَمَّلُ وِزْرَ نَفْسِهِ) [تثنية 24/ 16].

(بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ، وَمَنْ يَأْكُلُ حِصْرِماً تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ) [إرمياء31/30].

(أَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِيءُ فَهِيَ تَمُوتُ. لاَ يُعَاقَبُ الابْنُ بِإِثْمِ أَبِيهِ وَلاَ الأَبُ بِإِثْمِ ابْنِهِ. يُكَافَأُ الْبَارُّ بِبِرِّهِ وَيُجَازَى الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ) [حزقيال 18 / 20].

فها هو الكتاب المقدس يؤكد أن الخطيئة الأولى هي مسئولية آدم وحواء وحدهما, ولا تمتد لأبنائهما من بعد.

عبد المسيح : ذلك ما يبدو من العهد القديم, فماذا عن العهد الجديد?

عبد الله : اقرأ ما قرره إنجيل متى على لسان المسيح في (متى 7/ 1-2).

عبد المسيح : (لاَ تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ؛ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُ) [متى 7/ 1-2].

عبد الله : واقرأ أيضا ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى ( 3 / 8 ).

عبد المسيح : (فَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي سَوَاءٌ. إِلاَّ أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا سَيَنَالُ أُجْرَتَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعَبِهِ) [كورنثوس الأولى 3 / 8] .

عبد الله : إذا أردت مزيدا من الأدلة على أن كل مولود يولد بلا خطيئة فاقرأ (متى 19/ 14).

عبد المسيح : (وَلَكِنَّ يَسُوعَ قَالَ: «دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ») [متى 11/ 14].

عبد الله : إذن فكل إنسان يجيء إلى الدنيا بلا خطيئة, والكل ينتمي إلى ملكوت السماوات, هذا هو الحق الذي جاء به موسى وأكده المسيح من بعده, حتى جاء بولس ليبدل شريعة موسى, كما يتضح لك من قراءة أعمال الرسل (13/ 39).

عبد المسيح : (وَأَنَّهُ بِهِ يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا عَجَزَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى أَنْ تُبَرِّرَهُ مِنْهُ) [أعمال 13/ 39].

عبد الله : ودعني الآن أسألك: كيف تصدق دعوى الفداء; التي اعترف بولس بنفسه أنه هو صاحبها ومنشئها?

عبد المسيح : أين قال ذلك?

عبد الله : اقرأ (تيموثاوس الثانية 2/ 8 ).

عبد المسيح : (اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 2/ 8] , ولكني أتساءل من أين إذن جاءت عقيدة الصلب والقيامة والفداء?

عبد الله : من أين لي أن أعرف? لقد تعلمت من الإسلام أن لا أصدق شيئا لا يقبله العقل السليم, ولم يجئ على لسان أحد من أنبياء الله؛ فيما بلغنا منهم بالنقل الأمين دون تبديل ولا تحريف.

عبد المسيح : أصارحك القول أن هذا هو عين ما أبحث عنه, وقد تيقنت الآن أن القراءة الواعية للكتاب المقدس قد هدتني في نهاية المطاف إلى الحقيقة الكبرى التي جاء بها كل الأنبياء: أن الله واحد; لم يلد ولم يولد, وأنه أرسل أنبياءه من البشر لهدايتنا بدءا من آدم إلى المسيح الذي هو بَشَرٌ وُلِدَ بقدرة الله بغير أب; كما خُلِقَ آدم من غير أب ولا أم, وأنه لم يقم من قبره لأنه لم يُصْلَبْ أصلا ; فقد نجاه الله من كيد اليهود وأيدي الرومان, وأن كل إنسان يولد بلا خطيئة حتى يرتكب الخطيئة إن غواه الشيطان.

ولكن لدي سؤال أخير: كيف أهتدي من الكتاب المقدس أن النبيَّ محمداً رسولُ الإسلام آتٍ بعد المسيح لتختم به رسالات السماء?

عبد الله : لا شك أنك قد قرأت الكتاب المقدس مرارا, ولعلك تعاود البحث والتأمل, حتى يكون ذلك محور لقائنا القادم بإذن الله .



وهنا أتوقف وسأحاول أن أكتب عن الموضوع التالي وهو ذكر خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس وذلك في وقت لاحق ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

والسلام ..

ma7aba 13/01/2005 00:41

كلام مضحك ولقليلي الثقافة والممنوعين من قرآءت الكتب الأخرى خوفاً من فضح الحقيقة
كم خطأ تريد ان اذكر لك في تلك القصة المؤلفة ؟؟؟؟؟؟
حدد عدد الأخطاء التي من خلالها تؤكد لنفسك أنها مزور
يعني هل يكفيك غلط
أم غلطان أم ثلاث أم خمسه
طب أنا رح بلش بأول واحد
أنت قلت
أن الله واحد; لم يلد ولم يولد, وأنه أرسل أنبياءه من البشر لهدايتنا بدءا من آدم إلى المسيح الذي هو بَشَرٌ وُلِدَ بقدرة الله بغير أب; كما خُلِقَ آدم من غير أب ولا أم,
ومن قال لك أننا لا نؤمن كمسيحيين الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ أحد
كلنا كمسيحيين نؤمن بهذه الجملة وهذا يدل على ضحالة ثقافة مؤلف القصة
إن لم تستوعب كلامي لضحالة ثقافتك أنا مستعد للشرح لاحقاً
بس عن جد قلي كم غلط بدك طلع من القصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سلام :o :o :o :o :o :o

سهم العرب 13/01/2005 00:57

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ma7aba
كلام مضحك ولقليلي الثقافة والممنوعين من قرآءت الكتب الأخرى خوفاً من فضح الحقيقة
كم خطأ تريد ان اذكر لك في تلك القصة المؤلفة ؟؟؟؟؟؟
حدد عدد الأخطاء التي من خلالها تؤكد لنفسك أنها مزور
يعني هل يكفيك غلط
أم غلطان أم ثلاث أم خمسه
طب أنا رح بلش بأول واحد
أنت قلت
أن الله واحد; لم يلد ولم يولد, وأنه أرسل أنبياءه من البشر لهدايتنا بدءا من آدم إلى المسيح الذي هو بَشَرٌ وُلِدَ بقدرة الله بغير أب; كما خُلِقَ آدم من غير أب ولا أم,
ومن قال لك أننا لا نؤمن كمسيحيين الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ أحد
كلنا كمسيحيين نؤمن بهذه الجملة وهذا يدل على ضحالة ثقافة مؤلف القصة
إن لم تستوعب كلامي لضحالة ثقافتك أنا مستعد للشرح لاحقاً
بس عن جد قلي كم غلط بدك طلع من القصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سلام :o :o :o :o :o :o

سلام .....

حبيب قلبي ،،،

يا سيد لن تستطيع زحزحتنا عن ما نؤمن به و نعتقد به ..

أنت لماذا لم تقرأ الحوار كاملاً ؟
الحوار شامل و متكامل ، و تقول بأنها قصة ، نعم إنها قصة و حوار أصلي .. و عندما أنتهي من كتابة الحوار سأعطيك المصدر ..

و الغريب في ردك ،، أنك لا تقرأ الحوار كاملاً ، حتى تأتي بالأخطاء إلي ، و تقول بأن هناك أخطاء كثيرة ..
الحوار من كتبكم الأناجيل لم يأتي شيئاً من الخارج ..

و نرجو منك عدم الرد حتى أنتهي من الموضوع كاملاً ..

و شكراً ..

سلام ..

ma7aba 13/01/2005 00:59

عبد الله : أتؤمن حقيقة بالثالوث ؟

عبد المسيح : طبعا , كما جاء في رؤيا يوحنا الأولى (5/ 7/8 ) :

(فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ غفِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ) [رؤيا يوحنا الأولى 5/ 7-8].

عبد الله : لا يا صديقي فإن هذه العبارة : "الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد", التي كانت في طبعة عام 1611 الإنجليزية (طبعة الملك جيمس) قد تم حذفها من الطبعات القياسية المراجعة أعوام 1952 ثم 1971 ثم في العديد من الطبعات الأخرى, بعدما تبين أنها أقحمت على الأصل اليوناني الذي ترجمت منه كل طبعات الكتاب المقدس.

وأنا أقدر أنك ربما لم تلحظ من قبل ما جرى من تصحيح لهذه الفقرة في الطبعات الجديدة, ولكني أتساءل هل غابت عن علم رجال الدين والوعاظ ? الخلاصة أن التثليث لم يرد في الإنجيل ولم يبشر به المسيح, ولم ترد كلمة "الثالوث" أو "التثليث" أصلا في الكتاب المقدس ولا في معاجم ألفاظه, ومن ثم لا نجد في النصوص دليلا ولا أساسا البتة لفكرة التثليث.



لا أعرف حجم الضحك الذي تريدني أن أضحكه
إن أبسط المسيحيين وأقلهم علماً يعرف سبب هذه الزيادة التي هي توضيحية تعليمية وليس لها هدف آخر غير توضيح ماهية الثالوث الذي هو واحد كي لا يظن الناس أن الله ثلاثة بل هو واحد وهذه لا تنسى أنها بين قوسين أي توضيحية ولاحظ أن تتمت الجملة توضح نفس الكلام فأي أختلاف هذا وماهذا التزوير الذي تقوله أي التثليث موجود أيضاً بتتمة الآيه ويبدوا أن صديقك الجاهل نسي قصة الحتعميد
الاب المتكلم والمسيح الأبن الذين بين البشر والروح القدس على هيئة حمامة أليس هذا يدل على التثليث أم أن كاتبك المضحك أراد أن يأخذ مايريد


ثم يتابع
عبد المسيح : ولكننا نقرأ في إنجيل متى ( 28/ 19) :

(فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ) [متى 28/19], وهذه العبارة ما زالت قائمة ومعتمدة في نسخ الأناجيل.

عبد الله : هذا فهم متعسف للآية 28/19, فعندما نذكر اجتماع ثلاثة أشخاص على شيء هل يعني ذلك أنهم أصبحوا شخصا واحداً أو ثلاثة أشخاص في واحد؟ ويسجل لنا التاريخ أن عقيدة التثليث لم يأت بها المسيح وإنما ابتدعها أثناسيوس بطريرك الإسكندرية واعتمدها مجمع نيقية عام 325 م; أي بعد رحيل المسيح بثلاثة قرون, ولا شك أن الأفكار الوثنية السائدة لدى الرومان قد ألقت بظلها على العقيدة فأوحت بما تحمله من أفكار كتثليث الألوهية, وكان من نتاجها أيضا تغير يوم الراحة (السبت) إلي الأحد لأن "الأحد" 25 ديسمبر هو يوم ميلاد "مترا" آلهة الشمس لديهم, كما أصبح هذا التاريخ (25 ديسمبر) هو يوم الاحتفال بميلاد المسيح, وابتدعت عادة تزيين شجرة عيد الميلاد, رغم ما جاء في نبوءة أرمياء (10/ 2-5)


ومن قا ل لك أنها مبتدعه فهي آية بحد ذاتها واضحة وصريحة ولها سندها التاريخي
ولا تنسى أن المسيح قال أنا والآب واحد ولا تنسى أنه ذكر أن الروح القدس هي روح الله أي أنه قال انا هو الآب وأنا هو الأبن وأنا هو الروح القدس أنا هو الله
يعني لله عندنا ثلاث أسماء الآب الأبن والروح القدس أما أنتم 99 أسم بظن ثلاثة أرحم
ومن قال لك أن 25 كانون الأول هو يوم أحد قد يحكم خميس
إن سبب تغيير يوم الراحة هو أن قيامة المسيح حدثة يوم الأحد
وتاريخ 25 ليس له علاقة بآلهة الشمس كما تدعي بل له علاقة بالبشارة الخاصة بمريم أي أنه حسب بعد بشارة مريم ب تسعة أشهر كاملة غير ناقصة
ولا تتكلم عن الزينة كي لا ترى الشعائر الوثنية بالحج



هذا بعض من فيض أستطيع أن أنقد جميع كلامك
سلام

ma7aba 13/01/2005 01:16

لا داعي لقرآئة فالمكتوب مبين من عنوانه فأنا أول جملتين نقدتلك ياهن فهل من داعي لأن أكمل ولاحظ أني أجبت على آخر جملة فلا تقل لي أني لا أقرأ لأني قارئ هذه القصة منذ زمن

Abo rafik 13/01/2005 01:20

اخي سهم العرب....
 
الاخ العزيز سهم العرب ...اول شي بدي اشكرك عالوقت اللي خصصتو منشان تكتب كل هالرد...
تاني شي في شغلات كتير انت مفكرها من صلب العقيدة المسيحية وانت عم تناقش فيها انها غلط وهي مش من عقيدتنا لذلك بطلب منك تقرأباللاهوت المسيحي حتى ترد لانو مش لازم تفهم ع ذوقك ...لازم تفهم متل ما المسيحية بتقول ومتل ما علم المسيح....وبرجع بقللك الانجيل كتاب سهل وما فيك تفهمو وما تعيشو....يعني بالنسبة النا :خلينا ناخد سر الزواج وليش منسميه سر...لانو سر محبة مش شي مخبى متل مابتفهم من كلمة سر ...بل هوي شي ما بينوصف وما بيعرف فيه الا الاتنين المتزوجين بالاصل....يعني المحبة الموجودة بين هالاتنين بالاصل مافيني افهمها او افهم جزء منها وما عيشها....ما فيني حس اني انا ومرتي شخص واحد وما كون بحب مرتي متل ما بحب حالي واكتر...وبالمقابل هالشي مارح يصير الا اذا مرتي حبتني بنفس الطريقة...وبنفس الروح...(لهذا يترك الرجل ابه وامه ويلزم امرئته فيصير الاثنان جسدا" واحدا")...قادر تفهم شو يعني جسد واحد يعني بكل مكنوناتهم واحد (ومع انهم ضللو اتنين بالروح )افعاله ما بتتعارض مع بعضها وما بتختلف وما بيطلع عنها اي شي مومنيح لانو المحبة جامعتهم بكل شي متل ماهيي جامعة الثالوث بسر المحبة...وعظمة المسيحية بتكمن انو كل الناس مدعويين يعيشو هالسر لانوالله احبنا جدا"ولهالدرجة...لدرجة انو يصير انسان حتى الانسان يتأله بالنعمة........بس تفهم هالنقطة بتفهم شو يعني ثالوث واحد....
بس اذا بدك تضل تجيب ردود من وجهة نظر اخرى اللي هيي ع راسي وع عيني ما رح تستفيد شي لازم تفهمنا مظبوط بالاول وما فيك تفهم حتى تعيش ....حياتنا .
وصدقني ما في اي شي بالدني ممكن يخليني اتخلى عن لحظة سلام واحدة بجانب مسيحي ...اني تعبان كتير من شر هالدني ومن شري بالاول....وياريت تقرب اللحظة اللي رح تقربني من عريسي ..ولوقتها رح ضل خبط بهالدني وانا واثق انو مش ممكن يتركني....(ثق برحمة الرب).
ولا تواخذونا....

سهم العرب 14/01/2005 22:46

السلام :

الفاضل : ma7aba .. تحية ..


اقتباس:

وأنا أقدر أنك ربما لم تلحظ من قبل ما جرى من تصحيح لهذه الفقرة في الطبعات الجديدة, ولكني أتساءل هل غابت عن علم رجال الدين والوعاظ ? الخلاصة أن التثليث لم يرد في الإنجيل ولم يبشر به المسيح, ولم ترد كلمة "الثالوث" أو "التثليث" أصلا في الكتاب المقدس ولا في معاجم ألفاظه, ومن ثم لا نجد في النصوص دليلا ولا أساسا البتة لفكرة التثليث.
طبعاً سيكون دائماً هناك تصحيح في الكتاب ، هذا يعني الكتاب يتجدد و العجيب أن الكنيسة هي التي تقرر ذلك .. و تزيد ما تشاء و تحذف ما تشاء عبر العصور ..
قال الله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79) ) البقرة


اقتباس:

لا أعرف حجم الضحك الذي تريدني أن أضحكه
إن أبسط المسيحيين وأقلهم علماً يعرف سبب هذه الزيادة التي هي توضيحية تعليمية وليس لها هدف آخر غير توضيح ماهية الثالوث الذي هو واحد كي لا يظن الناس أن الله ثلاثة بل هو واحد وهذه لا تنسى أنها بين قوسين أي توضيحية ولاحظ أن تتمت الجملة توضح نفس الكلام فأي أختلاف هذا وماهذا التزوير الذي تقوله أي التثليث موجود أيضاً بتتمة الآيه ويبدوا أن صديقك الجاهل نسي قصة الحتعميد
الاب المتكلم والمسيح الأبن الذين بين البشر والروح القدس على هيئة حمامة أليس هذا يدل على التثليث أم أن كاتبك المضحك أراد أن يأخذ مايريد
نرجوا منك الالتزام في الكتابة ، فهل رأيتني يوماً أضحك على علمائكم ؟! ..



اقتباس:

ومن قال لك أننا لا نؤمن كمسيحيين الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ أحد
كلنا كمسيحيين نؤمن بهذه الجملة وهذا يدل على ضحالة ثقافة مؤلف القصة
اقتباس:

ومن قا ل لك أنها مبتدعه فهي آية بحد ذاتها واضحة وصريحة ولها سندها التاريخي
ولا تنسى أن المسيح قال أنا والآب واحد ولا تنسى أنه ذكر أن الروح القدس هي روح الله أي أنه قال انا هو الآب وأنا هو الأبن وأنا هو الروح القدس أنا هو الله
يعني لله عندنا ثلاث أسماء الآب الأبن والروح القدس أما أنتم 99 أسم بظن ثلاثة أرحم
تقولون أن المسيح هو جزء من الإله و ليس الإله ذاته ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) ..
و تقولون أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام .. أي كجزء بزعمكم

هذا يعني ثلاثة أجزاء : ( الأب و الابن و الروح القدس ) هو الله ..

قال الله تعالى : ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) الزمر4
(لو أراد الله أن يتخذ ولدا) كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا
(لاصطفى مما يخلق ما يشاء) واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله
(سبحانه) تنزيها له عن اتخاذ الولد
(هو الله الواحد القهار) لخلقه


أما نحن كإسلام فالله هو وحده الإله .. و أما عن الأسماء فليس بتسعة و تسعين إسماً بل هي غير محدودة و هذه الأسماء تعبر عن صفات الله تعالى ..
قال الله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{24} ) الحشر
و قال تعالى : ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{180} ) الأعراف

و من هذه الأسماء ( الصفات ) ..
الغفار : فنقول في دعاءنا اللهم أغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ، إنك أنت الغفار

الصبور
الهادي
الرشيد




اقتباس:

لا داعي لقرآئة فالمكتوب مبين من عنوانه فأنا أول جملتين نقدتلك ياهن فهل من داعي لأن أكمل ولاحظ أني أجبت على آخر جملة فلا تقل لي أني لا أقرأ لأني قارئ هذه القصة منذ زمن
لو كنت قارئ القصة منذ الزمن لجئت من أول مرة و وضعت الرد الكامل على الحوار في موضوع منفصل ، فلا داعي أنت أن تقول فهل من داعي لأن أكمل ،،،، لأنني مصر على متابعة الحوار و هذا ما أمر الله بي أي واجب عليّ متابعة الموضوع و كما و عدتكم ....
فنرجوا من الأفاضل العودة إلى الموضوع و القراءة سطراً سطراً حتى نهاية الحوار هذا إن كنتم تريد المعرفة الحقيقة ، و إن كان هناك رد على هذا الموضوع فأرجو أن يكون خارج الموضوع أي في موضوع منفصل ،، و شكراً لكم و لكم تحية طيبة ..

سلام ..

سهم العرب 14/01/2005 22:53

السلام ..

الفاضل : لـولـو .. تحية عطرة :) ..


اقتباس:

الاخ العزيز سهم العرب ...اول شي بدي اشكرك عالوقت اللي خصصتو منشان تكتب كل هالرد...
تاني شي في شغلات كتير انت مفكرها من صلب العقيدة المسيحية وانت عم تناقش فيها انها غلط وهي مش من عقيدتنا لذلك بطلب منك تقرأباللاهوت المسيحي حتى ترد لانو مش لازم تفهم ع ذوقك ...لازم تفهم متل ما المسيحية بتقول ومتل ما علم المسيح....وبرجع بقللك الانجيل كتاب سهل وما فيك تفهمو وما تعيشو....يعني بالنسبة النا :خلينا ناخد سر الزواج وليش منسميه سر...لانو سر محبة مش شي مخبى متل مابتفهم من كلمة سر ...بل هوي شي ما بينوصف وما بيعرف فيه الا الاتنين المتزوجين بالاصل....يعني المحبة الموجودة بين هالاتنين بالاصل مافيني افهمها او افهم جزء منها وما عيشها....ما فيني حس اني انا ومرتي شخص واحد وما كون بحب مرتي متل ما بحب حالي واكتر...وبالمقابل هالشي مارح يصير الا اذا مرتي حبتني بنفس الطريقة...وبنفس الروح...(لهذا يترك الرجل ابه وامه ويلزم امرئته فيصير الاثنان جسدا" واحدا")...قادر تفهم شو يعني جسد واحد يعني بكل مكنوناتهم واحد (ومع انهم ضللو اتنين بالروح )افعاله ما بتتعارض مع بعضها وما بتختلف وما بيطلع عنها اي شي مومنيح لانو المحبة جامعتهم بكل شي متل ماهيي جامعة الثالوث بسر المحبة...وعظمة المسيحية بتكمن انو كل الناس مدعويين يعيشو هالسر لانوالله احبنا جدا"ولهالدرجة...لدرجة انو يصير انسان حتى الانسان يتأله بالنعمة........بس تفهم هالنقطة بتفهم شو يعني ثالوث واحد....
بس اذا بدك تضل تجيب ردود من وجهة نظر اخرى اللي هيي ع راسي وع عيني ما رح تستفيد شي لازم تفهمنا مظبوط بالاول وما فيك تفهم حتى تعيش ....حياتنا .
وصدقني ما في اي شي بالدني ممكن يخليني اتخلى عن لحظة سلام واحدة بجانب مسيحي ...اني تعبان كتير من شر هالدني ومن شري بالاول....وياريت تقرب اللحظة اللي رح تقربني من عريسي ..ولوقتها رح ضل خبط بهالدني وانا واثق انو مش ممكن يتركني....(ثق برحمة الرب).
ولا تواخذونا....
حبيب قلبي ، ثق تماماً إني أحبك في الله و إنني أحب كل من هو إنسان يريد الحق و الخير و الحياة و السعادة و النجاح ، لذلك جئت إلى هذه الحوار ليس للتعصب أو التفرقة أو الشر ( البلاوي إلي عم يصير في المنتدى و الدنيا ) ، و ثق تماماً أنني أعيش في منطقة ما بين المسجد و الكنيسة بالوسط تماماً ، أي ما بين الجوار المسيحية و المسلمين مع بعضنا البعض و نعيش بسلام و نتاجر مع بعضنا ،، أي كأصدقاء و أكثر ..
و إننا ننصح بعضنا و نتعلم سوياً ، و لكن الله أمر لنا بالنصحية للأحباب ، فها أنا هنا أقوم بالنصيحة لكم لأنني أحبكم في الله .. و ما شاء الله الفاضل : ma7aba .. يعلمنا المحبة الحقيقة من اسمه ، لكن هناك إختلافات في الأديان و نحن نريد أن نختار الدين الصحيح أي الدين المحبة ..
و أخيراً أشكرك على كلماتك .. و تذكر دائماً عندما أبدأ بالسلام هذا يعني نحن بسلام و آمنين إن شاء الله ..
و دائماً أدعوا الله أن ينير صدورنا و يفتح قلوبنا على الحق و الخير و السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة و الهداية لنا و لكم أجمعين ..
و أدعوا الله العيش بسلام في الدنيا و الآخرة ، و أن يجعل لنا طريقنا الصحيح ......

و السلام ..

سهم العرب 14/01/2005 22:58



لنتابع الحوار ..

محمد رسول الله في الكتاب المقدس

عبد الله : ماذا يقول الكتاب المقدس عن الدافع لإبعاد إسماعيل وأمه هاجر عن سارة ?

عبد المسيح : عندما شب الرضيع إسحاق, ابن إبراهيم من سارة, وتم فطامه. وكان أخوه الأكبر إسماعيل ابن إبراهيم من هاجَر يمزح معه ويسخر منه, غضبت سارة وأرادت إبعاد إسماعيل حتى لا يرث مع ابنها إسحاق, وذلك ما نص عليه سفر التكوين :

(وَكَبُرَ إِسْحقُ وَفُطِمَ. فَأَقَامَ إبراهيم فِي يَوْمِ فِطَامِهِ مَأْدُبَةً عَظِيمَةً. وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإبراهيم يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحقَ، فَقَالَتْ لإِبْرَ اهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ) [تكوين 21/ 8 -10].

عبد الله : دعني أوضح لك بعض ما قد غاب عنك في هذه الرواية: إذا كان إسحق قد تم فطامه وهو ابن سنتين فيكون عمر إسماعيل حينئذ ستة عشر عاما, لأن أمه هاجر قد حملت به عندما كان أبوه إبراهيم في السادسة والثمانين من عمره, بينما ولد له إسحاق وهو في سن المائة عام بنص سفر التكوين (16/16 و 21/ 5) :

(وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إسماعيل) [تكوين 16/16].

(وَكَانَ إبراهيم قَدْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحقُ) [تكوين 21/ 5].

وبذلك يكون ما جاء في (تكوين 21/ 8 -10) بخصوص قصة إبعاد إسماعيل وأمه يتناقض تماما مع ما جاء بعد ذلك في سفر التكوين (21/ 14-21), التي تصور إسماعيل حين إبعاده عن سارة, طفلا صغيرا لا فتى يافعا:

(فَنَهَضَ إبراهيم فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَدَفَعَهُمَا إِلَى هَاجَرَ، وَوَضَعَهُمَا عَلَى كَتِفَيْهَا، ثُمَّ صَرَفَهَا مَعَ الصَّبِيِّ. فَهَامَتْ عَلَى وَجْهِهَا فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. وَعِنْدَمَا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الصَّبِيَّ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ، وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ، عَلَى بُعْدِ نَحْوِ مِئَةِ مِتْرٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَشْهَدُ مَوْتَ الصَّبِيِّ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. وَسَمِعَاللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَتَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَ اءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ ) [تكوين 21/ 14-21].

والصحيح إذن أنهما رحلا عن سارة قبل سنوات من مولد إسحق, وقد أشار القرآن الكريم إلى رحيل إبراهيم بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى "واد غير ذي زرع" هو نفسه "برية فاران" التي جاء ذكرها في سفر التكوين (21/21) :

(وسكن في صحراء فاران) [تكوين 21/21].
وكان ذلك بناء على أمر إلهي إلى إبراهيم عليه السلام, لحكمة يدخرها الله لعباده المؤمنين. وغادر إبراهيم مكة تاركا هاجر وابنها الرضيع لعناية الله, وطفقت هاجر تبحث عن الماء بين جبلين - الصفا والمروة - فجعلت تهرول بينهما. وبعد سبعة أشواط انبثق لها نبع زمزم, وأصبح السعي بين الصفا والمروة شعيرة إسلامية من شعائر الحج الذي يجتمع إليه الآن ملايين المسلمين, ومازال النبع (بئر زمزم), المذكور في سفر التكوين (21/ 19), قائما يرتوي منه الحجاج حتى اليوم :

(ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ) [تكوين 21/19].

وبعد ذلك بسنوات قام إبراهيم وإسماعيل سوياًّ ببناء الكعبة بيت الله الحرام بمكة المكرمة, ومازال موضع صلاة إبراهيم قبالة الكعبة قائما (مقام إبراهيم), ومن خلال شعائر الحج يحيي المسلمون من كل أنحاء العالم ذكرى تضحية إبراهيم بابنه إسماعيل وفداء الله له بكبش الفداء.

عبد المسيح : مهلا, لقد كان الفداء طبقا للكتاب المقدس لإسحق لا لإسماعيل.

عبد الله : بل الصواب إذا قرأت سفر التكوين جيدا يطابق ما أكده القرآن أن الفداء والعهد كانا لإبراهيم, ففي (تكوين 17/ 24-27) :

(وَكَانَ إبراهيم فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، أَمَّا إسماعيل ابْنُهُ فَقَدْ كَانَ ابْنَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ. وَهَكَذَا خُتِنَ إبراهيم وَإسماعيل ابْنُهُ فِي الْيَوْمِ نَفْسِهِ. وَكَذَلِكَ خُتِنَ مَعَهُ كُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ الْمَوْلُودِينَ فِيهِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِمَالٍ مِنَ الْغَرِيبِ) [تكوين 17/ 24-27].

وبعد ذلك ولد إسحق وختن في اليوم الثامن من ولادته: (وَخَتَنَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ بِمُوجِبِ أَمْرِ اللهِ. وَكَانَ إبراهيم قَدْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحقُ) [تكوين 21/ 4-5].

لذا فإنه عندما نزل العهد من الله (بالختان والفداء) كان إبراهيم في التاسعة والتسعين من عمره, وكان إسماعيل ابن ثلاثة عشر عاما, بينما لم يكن إسحق قد ولد بعد.

وقد التزم المسلمون ابتداء من محمد صلى الله عليه وسلم حفيد إسماعيل إلى يومنا هذا بعهد الختان (للذكور), والصلاة علي إبراهيم وآل إبراهيم في كل صلاة من الصلوات الخمس اليومية مقترنة بالصلاة علي محمد وآل محمد.

عبد المسيح : ولكن سفر التكوين في إصحاحه 22 ينص على أن الذبيح كان إسحق ?

عبد الله : أعرف ذلك, وهو تحريف متعمد لأنه يتناقض مع ما جاء في النصوص الأخرى من سفر التكوين التي قرأناها آنفا. ففي (تكوين 22/2 و 12/ 16) :


(فَقَالَ لَهُ: خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، إِسْحقَ الَّذِي تُحِبُّهُ… عَلِمْتُ أَنَّكَ تَخَافُ اللهَ وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي…يَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّكَ صَنَعْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي) [تكوين 22/ 2 و 12/ 16].

فعبارة : "ابنك وحيدك اسحاق" صوابها أن تكتب "ابنك وحيدك إسماعيل", لسبب بسيط هو أن إسماعيل وقتها كان في الثالثة عشرة من عمره بينما لم يكن إسحاق قد ولد أصلا؛ كما استنبطنا من سفر التكوين ذاته. وأعجب من ذلك أنه عندما ولد إسحاق (الأخ الأصغر لإسماعيل) أصبح لإبراهيم ابنان; فلا يعقل أن يقال عنه "الابن الوحيد" !! ولكن التعصب المقيت لكتاب العهد القديم من بني إسرائيل دفعهم لمحو اسم إسماعيل من كل مواضعه في الإصحاح 22 وإبداله بإسحاق, ولكن الله أغفلهم عن حذف كلمة "الوحيد" ليكشف تحريفهم.

ويثبت لك تحريفهم المتعمد للإصحاح 22 أيضا عبارة (تكوين 17/22) :

(لأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ ذُرِّيَّتَكَ فَتَكُونُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَرَمْلِ شَاطِيءِ الْبَحْرِ، وَتَرِثُ ذُرِّيَّتُكَ مُدُنَ أَعْدَائِهَا) [تكوين 22/ 17]، التي تشير إلى إسحق, والتي تكررت بنصها في إصحاح سابق (تكوين 16/ 10) :

(لأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ ذُرِّيَّتَكَ فَتَكُونُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَرَمْلِ شَاطِيءِ الْبَحْرِ، وَتَرِثُ ذُرِّيَّتُكَ مُدُنَ أَعْدَائِهَا) [تكوين 16/10], ولكن المشار إليه هنالك كان "إسماعيل" لا "إسحاق".

سهم العرب 14/01/2005 23:01

والذي يؤكد أيضا أن الإصحاح 22 كان المستهدف بالتحريف, أنه عندما تكرر ذكر عبارة مماثلة وهي "سأباركه حقا وأجعله مثمرا وأكثر ذريته جداًّ", كان المشار إليه هو إسماعيل لا إسحاق:

(أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً) [تكوين 17/ 20].

وكذلك عبارة "سأجعله أمة عظيمة", في (تكوين 21/18):
(قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً) [تكوين 18 / 21], كان المشار إليه واحدا هو "إسماعيل".

كما تؤكده أيضا عبارة: (وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) [تكوين 21/ 13].

عبد المسيح : ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون إسحاق أعلى مكانة من إسماعيل.

عبد الله : هذا ما يقولون, ولكن الكتاب المقدس يخالف ذلك, ففي سفر التكوين (15/ 4):

(فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَنْ يَكُونَ هَذَا لَكَ وَرِيثاً، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ يَكُونُ وَرِيثَكَ) [تكوين 15/ 4].

أي أن إسماعيل أيضا يرث إبراهيم, وكذلك ما جاء أيضا في النصوص التالية:

(وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى«) [تكوين 16/ 10].

(أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً) [تكوين17/ 20].
(وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) [تكوين 21/ 13].

(قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً) [تكوين 21/ 18].

(إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ . فَحِينَ يُوَزِّعُ مِيرَاثَهُ عَلَى أَبْنَائِهِ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الزَّوْجَةِ الأَثِيرَةِ لِيَجْعَلَهُ بِكْرَهُ فِي الْمِيرَاثِ عَلَى بِكْرِهِ ابْنِ الزَّوْجَةِ الْمَكْرُوهَةِ. بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِبَكُورِيَّةِ ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يَمْلِكُهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَظْهَرِ قُدْرَتِهِ، وَلَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ) [تثنية 21/ 15-17].

والإسلام لا ينكر نعمة الله على إسحق وذريته, ولكن الابن الموعود كان إسماعيل, ليخرج من ذريته فيما بعد خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.

عبد المسيح : ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون إسماعيل ابنا غير شرعي?

عبد الله : هذا أيضا ما يرجفون وليس ما يقوله الكتاب المقدس. بالله عليك كيف يكون زواج أبي الأنبياء; وابنه من هذا الزواج; غير شرعي, ففي سفر التكوين (16/ 3):
(وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ) [تكوين 16/ 3].

فكيف يكون الزواج مشروعا والذرية غير ذلك, أم كان الزواج باطلاً لأنه بين كلدانيّ ومصرية; وهل مثل هذا الزواج أقل مشروعية من زواج إبراهيم بسارة, التي يقول عنها سفر التكوين (20/ 12) أنها أخته من أبيه : (وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي) [تكوين 20/ 12]. وحاشا لله أن تكون الرواية الأخيرة صحيحة.

ومن ناحية أخرى كرَّم اللهُ إسماعيل باختياره تعالي لاسمه "إسماعيل", ومعني الاسم: "الله يسمع". ولكن دعني اسألك أوَّلاً هل مرت عليك في الكتاب المقدس أي عبارة تسيء إلى إسماعيل و شرعية بنوته?

عبد المسيح : أبداً لا.

عبد الله : أمر آخر, يتعلق بأبناء إسماعيل وأبناء إسحاق, هو ما جاء بخصوص أرض الميعاد: فقبل أن يولد أي منهما أعطى الله عهده إلى إبراهيم أن يجعل لذريته أرض الميعاد من النيل إلى الفرات, وهي ذاتها بلاد العرب التي استقر فيها أبناء إسماعيل:

(فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ) [تكوين 18/15] .

عبد المسيح : هل تقصد أن الله لم يَعِدْ إسحاق وذريته بأي شيء.

عبد الله : ليس هذا ما أقصد, وإنما سيتبين لك ما أريد بعدما تقرأ سفر التكوين (8/17):
(وَأَهَبُكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ جَمِيعَ أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي نَزَلْتَ فِيهَا غَرِيباً، مُلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً) [تكوين 8/17].

هل تبينت الآن الفرق بين العبارتين, فإن إبراهيم كان "غريبا " وهو في أرض كنعان بينما لم يكن كذلك فيما بين النيل والفرات - أرض العرب - فقد كان وهو من كلدان أقرب لأن يكون عربياًّ من أن يكون يهودياًّ أوغير ذلك، وارجع إلى ما ناقشناه في بداية الحوار (الفصل الأول).

عبد المسيح : ولكن العهد من الله كان مع إسحاق كما جاء في سفر التكوين (17/ 21) :

(غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ) [تكوين 17/ 21].

عبد الله : وهل في هذه العبارة ما يجعل العهد مقتصرا على إسحق وحده دون إسماعيل ?

عبد المسيح : لا بالطبع.

عبد الله : دعني الآن أسرد لك عرضا مفصلا لما جاء في الكتاب المقدس مشيرا إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم, ومبشرا ومؤكدا لبعثته إلى العالمين.

سهم العرب 14/01/2005 23:03


معيار إرمياء

جاء في إرمياء ( 28 / 9) :
(أَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِالسَّلاَمِ، فَعِنْدَ تَحَقُّقِ نُبُوءَتِهِ يُعْرَفُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَهُ حَقّاً) [إرمياء 28 / 9].


ونحن نعرف أن كلمة "إسلام" مشتقة من "السلام" : السلام بين المرء وخالقه، وبين الله وكل المخلوقات. والسلام دعوة الإسلام, وهو من أسماء الله الحسنى, وذلك نقيض ما جاء في إنجيل لوقا على لسان المسيح عليه السلام:


(أَتَظُنَّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُرسِيَ السَّلاَمَ عَلَى الأرْضِ؟ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ، بَلْ بِالأَحْرَى الانْقِسَامَ: فَإِنَّهُ مُنْذُ الآنَ يَكُونُ فِي الْبَيْتِ الْوَاحِدِ خَمْسَةٌ فَيَنْقَسِمُونَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ، فَالآبُ يَنْقَسِمُ عَلَى ابْنِهِ، وَالابْنُ عَلَى أَبِيهِ، وَالأُمُّ عَلَى بِنْتِهَا، وَالْبِنْتُ عَلَى أُمِّهَا، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا) [لوقا 12/ 51-53].


وانظر أيضا (متى 10/ 34-36) :


(اَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. وَهَكَذَا يَصِيرُأَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ) [متى 10/ 34-36].
حتى يأتي " شيلوه"


عندما حضر يعقوب الموت أوصى بنيه كما جاء في سفر التكوين (49/ 1، 10):


(ثُمَّ اسْتَدْعَى يَعْقُوبُ أَبْنَاءَهُ وَقَالَ: «الْتَفُّوا حَوْلِي لأُنْبِئَكُمْ بِمَا سَيَحْدُثُ لَكُمْ فِي الأَيَّامِالْمُقْبِلَةِ «) [تكوين 49/ 1].


ثم : (لاَ يَزُولُ صَوْلَجَانُ الْمُلْكِ مِنْ يَهُوذَا وَلاَ مُشْتَرِعٌ مِنْ صُلْبِهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُوهُ (وَمَعْنَاهُ: مَنْ لَهُ الأَمْرُ) فَتُطِيعُهُ الشُّعُوبُ) [تكوين 49/ 10].


وتتفق هذه العبارة مع ما جاء في القرآن الكريم:

(َ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (البقرة 133).


وكلمة "شيلوه" العبرية معناها السلام والاطمئنان, ولكنها هنا تشير إلى شخص يلتف حول الناس, وربما كانت تحريفا لكلمة "شالواه (إلوهيم)" العبرية التي تعني رسول (من الله).


ومعنى العبارة (في تكوين 49/ 10) أن سلسلة النبوة في آل يعقوب (بني إسرائيل) ستنقطع عندما يأتي "شيلوه" ويؤكد ذلك ما أنذر به أرمياء في نبوءته:
)إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الأَحْكَامُ تَزُولُ مِنْ أَمَامِي فَإِنَّ ذُرِّيَّةَ إِسْرَائِيلَ تَكُفُّ عَنْ أَنْ تَكُونَ لِي أُمَّةً) [إرمياء 31/ 36].


وهو عين ما أشار إليه المسيح في إنجيل (متى 21/43) :
(لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ سَيُنْزَعُ مِنْ أَيْدِيكُمْ وَيُسَلَّمُ إِلَى شَعْبٍ يُؤَدِّي ثَمَرَهُ [متى 21/ 43].


بكة هي مكة


مكة المكرمة هي الموضع الذي عينه الله لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لبناء بيته الحرام, والعرب تنطق مكة: "مكة" أو "بكة" لهجتان لقبائل العرب, وقد ورد اللفظ بصيغتين في القرآن الكريم :


(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) (الفتح24),

و: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) (آل عمران96).


وستندهش عندما تقرأ اسم "بكة" على لسان داود عليه السلام في المزامير:


(عابرين في وادي البكاء (بكة) يصيرونه ينبوعا) [مزمور 84/ 6].


وستزداد دهشة إذا علمت أن البئر المشار إليه في المزمور هو عينه بئر زمزم التي فجرها الله تعالى في هذا الوادي القاحل لتظل حتى يومنا هذا تروى الحجيج من ملايين المسلمين الوافدين للحج والعمرة إلى البيت الذي اختاره الله ليكون قبلة المصلين وملتقى المؤمنين إلى يوم الدين.

سهم العرب 14/01/2005 23:04


بيت المجد

جاء في نبوة أشعياء (160/ 1-7، 11):

(1) (قُومِي اسْتَضِيئِي، فَإِنَّ نُورَكِ قَدْ جَاءَ، وَمَجْدَ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ) [أشعياء 60/ 1], وانظر كيف تضاهي هذه العبارة قوله تعالى في القرآن الكريم:

(َ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنْذِرْ(2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) ) (المدثر 1-3)

(2) (هَا إِنَّ الظُّلْمَةَ تَغْمُرُ الأَرْضَ، وَاللَّيْلَ الدَّامِسَ يَكْتَنِفُ الشُّعُوبَ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ يُشْرِقُ عَلَيْكِ، وَيَتَجَلَّى مَجْدُهُ حَوْلَكِ) [أشعياء 60/ 2].

وحقا كانت بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ساد الظلام العالم كله, بعد أن غابت دعوة التوحيد الذي نادى به كل الأنبياء قبله; ابتداء من إبراهيم إلى عيسى عليهم السلام.

(3) (فَتُقْبِلُ الأُمَمُ إِلَى نُورِكِ، وَتَتَوَافَدُ الْمُلُوكُ إِلَى إِشْرَاقِ ضِيَائِكِ) [أشعياء 60/3].

وقد فتح الله بالإسلام كل أنحاء الأرض, ودخل فيه الناس أفواجا, ومازال حتى اليوم أسرع العقائد انتشارا; رغم كل ما حورب ويحارب به.

(4) (تَأَمَّلِي حَوْلَكِ وَانْظُرِي، فَهَا هُمْ جَمِيعاً قَدِ اجْتَمَعُوا، وَأَتَوْا إِلَيْكِ. يَجِيءُ أَبْنَاؤُكِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى الأَذْرُعِ) [أشعياء 60/ 4].

وقد كان: ففي أقل من ثلاثة وعشرين عاما توحدت قبائل الجزيرة العربية كلها تحت لواء الإسلام, بعد أن كانت قَبْلُ قبائل متناحرة.

(5) (عِنْدَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتَتَهَلَّلِينَ، وَتَطْغَى الإِثَارَةُ عَلَى قَلْبِكِ، وَتَمْتَلِئِينَ فَرَحاً لأَنَّ ثَرْوَاتِ الْبَحْرِ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ وَغِنَى الأُمَمِ يَتَدَفَّقُ عَلَيْكِ) [أشعياء 60/ 5].

وخلال قرن من الزمان اتسعت أمة الوحدة الإسلامية حتى صارت في أوجها أوسع دولة عرفها التاريخ حتى اليوم.

(6) (تَكْتَظُّ أَرْضُكِ بِكَثْرَةِ الإِبِلِ. مِنْ أَرْضِ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ تَغْشَاكِ بُكْرَانٌ، تَتَقَاطَرُ إِلَيْكِ مِنْ شَبَا مُحَمَّلَةً بِالذَّهَبِ وَاللُّبَانِ وَتُذِيعُ تَسْبِيحَ الرَّبِّ) [أشعياء 60/6].

وهذه تنطبق على وفود الحجاج على مدار التاريخ إلى مكة للحج, وما يصحبه من التجارة وتبادل المنافع (والعمرة على مدار السنة).

(7) (جَمِيعُ قُطْعَانِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ، وَكِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدُمُكِ، تُقَدِّمُ قَرَابِينَ مَقْبُولَةًعَلَى مَذْبَحِي، وَأُمَجِّدُ بَيْتِي الْبَهِيَّ ) [أشعياء 60/ 7].

وقبائل قيدار التي تجمعت وتوحدت هي قبائل العرب من نسل قيدار ولد إسماعيل (وانظر ما ذكرته من قبل عن نسل إسماعيل في الفصل الأول). أما بيت المجد المشار إليه فالثابت من السياق أنه بيت الله الحرام في مكة - مستقر أبناء قيدار وإسماعيل (وليس كنيسة المسيح كما يظن بعض مفسري الكتاب المقدس).

(8) (تَنْفَتِحُ أَبْوَابُكِ دَائِماً وَلاَ تُوْصَدُ لَيْلَ نَهَارَ، لِيَحْمِلَ إِلَيْكِ النَّاسُ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَفِي مَوْكِبٍ يُسَاقُ إِلَيْكِ مُلُوكُهُمْ) [أشعياء 60/ 11].

ومن المعروف أن بيت الله الحرام أكبر بيوت الله على وجه الأرض - لا ولَمْ يُوصًدْ ليلاً ولا نهاراً على مدار التاريخ منذ طهره محمد صلى الله عليه وسلم من الأوثان ليصبح قبلة وملاذا لكل مؤمن; حاكما أو محكوما .

سهم العرب 14/01/2005 23:04


راكبوا الحمير وراكبوا الجمال

تأمل نبوءة أشعياء التي ذكر فيها:

(وَعِنْدَمَا يُشَاهِدُ رَاكِبِينَ فُرْسَاناً أَزْوَاجاً أَزْوَاجاً، أَوْ رَاكِبِينَ عَلَى حَمِيرٍ، وَرَاكِبِينَ عَلَى جِمَالٍ، فَلْيُصْغِ إِصْغَاءً شَدِيداً ) [أشعياء 21/7].

من هو راكب الحمار? إن أي تلميذ في مدارس الأحد يعرف أنه يسوع:

(وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَرَكِبَ عَلَيْهِ، كَمَا قَدْ كُتِبَ) [يوحنا 12/ 14].

فمن إذن راكب الجمل الموعود? الذي تجاهله مفسرو الكتاب المقدس? إنه محمد صلى الله عليه وسلم, الذي لم يأت من تنطبق عليه تلك النبوءة غيره. ويؤكد ذلك ما ذكره أشعياء صراحة في نفس الإصحاح عن "نبوءة بشأن جزيرة العرب" :

(نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ) [أشعياء 121/ 13], والتي تشير أيضا إلى الرسالة التي حملها المسلمون العرب الأوائل في نشر الدعوة; ثم حملتها أجيال المسلمين في كل زمان ومكان إلي يومنا هذا.

ثم تمضي نبوءة أشعياء :

(فَاحْمِلَوا يَا أَهْلَ تَيْمَاءَ الْمَاءَ لِلْعَطْشَانِ، وَاسْتَقْبِلُوا الْهَارِبِينَ بِالْخُبْزِ) [أشعياء 21/ 14], لتشير الي أهل تيماء الذين آووا النبي وصحبه من المهاجرين وآخى كل واحد منهم وافدا من المهاجرين وشاركه الطعام والشراب, وهو ما كان من الأنصار بالمدينة المنورة, التي كان اسمها قبل الهجرة "يثرب" و"طَيْبَة" (لاحظ الشبه باسم تَيْماء).

وقد أشارت نبوءة أشعياء إلى هذه الهجرة؛ التي أذن الله بها عندما أعلم الله رسوله بما أجمع عليه الكفار أن يضربوه بسيوفهم ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل (كما جاء في السيرة النبوية), فتأمل عبارة أشعياء (21/ 15):

(لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ) [أشعياء 21/ 15].

ثم تواصل نبوءة أشعياء سردها :

(لأَنَّهُ هَذَا مَا قَالَهُ لِي الرَّبُّ: فِي غُضُونِ سَنَةٍ مَمَاثِلَةٍ لِسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ)
[أشعياء 21/ 16], فتحدد في دقة بالغة ما تم في السنة الثانية من الهجرة من لقاء حاسم بين المؤمنين وبين مشركي قريش (أحفاد قيدار) في موقعة بدر الفاصلة التي اندحر فيها الشرك والمشركون, وقيدار كما علمت هو الابن الثاني لإسماعيل, وانظر سفر التكوين 13/25; كما جاء في الفصل الأول:

(وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إسماعيل مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إسماعيل، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ) [تكوين 25/ 13].

كما يؤكد هذه الحقيقة (أن العرب هم المشار إليهم بأهل قيدار في الكتاب المقدس) ما جاء أيضا بسِفْر حزقيال:

(وَتَاجَرَ مَعَكِ الْعَرَبُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ قِيدَارَ، فَقَايَضُوا بَضَائِعَكِ بِالْخِرْفَانِ وَالْكِبَاشِ وَالأَعْتِدَةِ) [حزقيال 27/ 21].
نبياً مثل موسى
وعد الله موسي طبقا لسفر التثنية بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم, الذي حدده تحديدا بعبارة :

(لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ ) [تثنية 18/18], ولا ينطبق ذلك التحديد إلا عليه صلي الله عليه وسلم لما يلي:



1- "من بين إخوتهم": تعني أبناء إسماعيل أخي إسحاق جد بني إسرائيل, وإلاّ لو كان المراد هو عيسى (الذي هو "من" بني إسرائيل) لقيل "من بينهم".



2- كونه مثل موسى "مثلك", والمثلية هنا إنما تنطبق على محمد لا علي عيسى عليهماالصلاة والسلام من كل وجه:

§ فموسى ومحمد وُلِدا من أب وأم, بلا معجزة, خلافا لعيسى.

§ وكلاهما تزوج وأنجب ذرية, خلافا لعيسى.

§ وكلاهما مات ودفن ميتة بصورة طبيعية, خلافا لعيسى الذي توفاه الله ورفعه إليه ولم يشهد أحد موته.

§ وكلاهما حاربه أعداؤه وطاردوه بجيوشهم, خلافا لعيسي.
وكلاهما نصرهما الله وأظهرهما على أعدائهما في حياتهما, خلافا لعيسى الذي انتصرت رسالته معنويا بعد رحيله.

§ وكلاهما تلقي وحيا دونت نصوصه في حياتهما (قبل أن تحرف التوراة), بينما لم يبدأ تدوين شيء من تعاليم عيسى إلا بعد رحيله.

§ وكلاهما كانت رسالته شريعة عملية متكاملة خلافا لعيسى الذي كانت رسالته روحية وخلقية فحسب.

§ وكلاهما كان قائدا لأتباعه الذين التفوا حوله, خلافا لعيسى الذي انفض من حوله معظم قومه بني إسرائيل.


3- "وأضع كلامي في فمه": إشارة إلى الوحي الذي نزل به جبريل من الله تعالى طوال ثلاثة وعشرين عاما, وهو النبي الأمي الأمين الذي بَلَّغ كل حرف منه كما سمعه, ويتطابق الوصف مع قوله تعالى في سورة القيامة :

(َ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16)إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ(17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ( 18 ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة 16-19)

4- وتتصدر سور القرآن الكريم البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" (عدا سورة براءة) وهي (أي البسملة) التي يبدأ بها المسلم أي عمل في حياته اليومية, فتأمل ما جاء في سفر التثنية (19/ 18 ) :

(فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْصَى كَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي، فَأَنَا أُحَاسِبُهُ ) [تثنية 18 / 19] !!

سهم العرب 14/01/2005 23:08


عبدي المختار

وفي إشارة أوضح لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم تقول نبوءة أشعياء (42):

(1) (هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي ابْتَهَجَتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ لِيَسُوسَ الأُمَمَ بِالْعَدْلِ) [أشعياء 42/1].

ولا ريب أن كل الأنبياء عباد مرسلون اختارهم الله تعالى لهداية أقوامهم, إلا أن كلمة عبدي ورسولي المختار (أي المصطفى) هي الأسماء التي يطلقها الإسلام خاصة على محمد صلى الله عليه وسلم, فالشهادتان أولى أركان الإسلام : "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله", يرددها المسلم في كل صلاة ضمن التشهد في كل صلاة من الصلوات الخمس اليومية; وغيرها من صلوات النوافل والتطوع, وعبارة: "أشهد أن محمدارسول الله " تدوي في الأذان من فوق المنائر وقبل إقامة الصلاة في كل مسجد على امتداد المعمورة طوال الأربع والعشرين ساعة.

(2-3) (لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَصْرُخُ وَلاَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الطَّرِيقِ. لاَ يَكْسِرُ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِيءُ. إِنَّمَا بِأَمَانَةٍ يُجْرِي عَدْلاً) [أشعياء 42/ 2-3].

وهذا وصف دقيق لما عرف به من سيرته صلى الله عليه وسلم.

(4) (لاَ يَكِلُّ وَلاَ تُثَبَّطُ لَهُ هِمَّةٌ حَتَّى يُرَسِّخَ الْعَدْلَ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ)
[أشعياء 42/ 4].

وهوالذي كانت حياته جهادا في معارك متصلة بأمر الله وإذنه, ولم يكلّ يوما أو يفتّ في عضده عداوة العرب ولا كيد اليهود, وما كان ذلك شأن عيسى.

(6) («أَنَا هُوَ الرَّبُّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ. أَمْسَكْتُ بِيَدِكَ وَحَافَظْتُ عَلَيْكَ وَجَعَلْتُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ» ) [أشعياء 6/42], والمقصود بعبارة "وجعلتك عهدا للشعب ونورا للأمم" أن الله لن يرسل رسولاً بعده فستدخل كل الأمم تباعا في دين الله, وقد كان.

(7) (لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، وَتُطْلِقَ سَرَاحَ الْمَأْسُورِينَ فِي السِّجْنِ، وَتُحَرِّرَ الْجَالِسِينَ فِي ظُلْمَةِالْحَبْسِ. ) [أشعياء 42/ 7].

فالعيون العمي وحياة الظلام : إشارة إلى "الجاهلية" العمياء التي لم يسبق لها مثيل, والتي أزاحها نور الإسلام, وعبارة "تحرر الجالسين في ظلمة الحبس": إشارة إلى تحرير الأرقاء; الذي حققته شريعة الإسلام بما تضمنته من نظام المكاتبة ومن كفارات الذنوب بفك الرقاب, وبفضل ذلك اختفى الرق عمليا من العالم الإسلامي (حتى آعاده الاستعمار بصور شتى في العصر الحديث).

( 8 ) (أَنَا هُوَ الرَّبُّ وَهَذَا اسْمِي. لاَ أُعْطِي مَجْدِي لآخَرَ، وَلاَ حَمْدِي لِلْمَنْحُوتَاتِ) [أشعياء 42/8]. وهذا ما تحقق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين, والنبي الأوحد الذي ظلت رسالته وما أنزله الله عليه في القرآن بلا تحريف ولا تبديل, خلافا لرسالة موسى وعيسى (وانظر الفصل الثاني).

(10) (غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، سَبِّحُوهُ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ أَيُّهَا الْمُسَافِرُونَ فِي عُبَابِ الْبَحْرِوَكُلُّ مَا فِيهِ وَيَاسُكَّانَ الْجَزَائِرِ) [أشعياء 42/ 10].

"أغنية جديدة" : لا هي بالعبرية ولا بالآرامية القديمة; بل بلسان عربي مبين, قرآنا يتلي وصلاة وتسبيحاً وأذانا يتردد على امتداد الكرة الأرضية: "من أقاصي الأرض", على ألسنة أكثر من مليار مسلم.

(11-12) ( لِتَهْتِفِ الصَّحْرَاءُ وَمُدُنُهَا، وَدِيَارُ قِيدَارَ الْمَأْهُولَةُ. لِيَتَغَنَّ بِفَرَحٍ أَهْلُ سَالِعَ وَلْيَهْتِفُوا مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ. ولْيُمَجِّدُوا الرَّبَّ وَيُذِيعُوا حَمْدَهُ فِي الْجَزَائِرِ) [أشعياء 42/ 11-12].

فعلى جبل عرفات "قمم الجبال" يتجمع ملايين المسلمين عاما بعد عام, ملبين "ليمجدوا الرب" قائلين: "لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لكوالملك, لا شريك لك". وقد سبق أن أوضحت لك أن :"ديار قيدار" هي بلاد العرب. أما: "ويذيعوا حمده في الجزائر" فقد تحققت بانتشار الإسلام إلى أبعد جزر المحيطات من أندونيسيا إلى الكاريبي.

(13) ( يَبْرُزُ الرَّبُّ كَجَبَّارٍ، يَسْتَثِيرُ حَمِيَّتَهُ كَمَا يَسْتَثِيرُهَا الْمُحَارِبُ، وَيُطْلِقُ صَرْخَةَ حَرْبٍ دَاوِيَةً، يُظْهِرُ جَبَرُوتَهُ أَمَامَ أَعْدَائِهِ) [أشعياء 42/ 13].

ففي سنوات معدودة أسست بالمدينة المنورة نواة الدولة الإسلامية الكبرى التي امتدت فتوحاتها وسلطانها إلى معظم أرجاء العالم.

وختاما فكأن هذا الإصحاح (أشعياء 42) وصف تفصيلي لنبوءة مجيء محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده.

سماه الملك داود سيدي

في مزمور داود (110/ 1) :

(قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ) [داود 110/1].

وبديهي أن الرب الذي "قال" في عبارة : "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي" هو الله رب العالمين, أما "لِرَبِّي" فلا تعني إلا "سيدي", ويفسر مفسرو الكتاب المقدس "لربي" بأن المشار إليههوالمسيح, ولكن كيف يكون ذلك وقد أنكر المسيح نفسه ذلك; كما جاء على لسانه في العبارات الآتية:

(فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبَّهُ، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ ) [متي 22/ 45].

و : (فَمَادَامَ دَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ الرَّبَّ فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْعَظِيمُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ) [مرقس 12/ 37].

وقد أنكر على نفسه هذا اللقب, إذ كيف يكون من أحفاد داود ثم يقول داود عنه "لربي", وقد زاد المسيح الأمر وضوحا فيما جاء على لسانه في إنجيل لوقا (20/42-44) :

(فِيمَا يَقُولُ دَاوُدُ نَفْسُهُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ إِذَنْ، دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟) [لوقا 20/ 42-44].

ولاشك أن العبارة الأخيرة تبدو مبتسرة وتوحي أن ثمة حذفا من نهايتها, أوضحه إنجيل برنابا الذي ترفضه الكنيسة لأسباب; منها أن برنابا قرر أن "العهد" كان لإسماعيل لا لإسحاق; بَيَّن ذلك الإنجيل أن داود كان يشير بهذا اللقب إلى محمد صلى الله عليه وسلم, وقد كان : فلم يَجْرِ على يد نبيٍّ - بإذن الله - ما جري علي يديه من نجاح وانتشار وخلود.



هل أنت النبي؟

عندما أرسل اليهود الكهنة واللاويين إلي يوحنا المعمدان ليسألوه من هو في الحقيقة; كان رده كالآتي:
(فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، بَلْ أَكَّدَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». فَسَأَلُوهُ: «مَاذَا إِذَنْ؟ هَلْ أَنْتَ إِيلِيَّا؟» قَالَ: «لَسْتُ إِيَّاهُ!»؛ «أَوَ أَنْتَ النَّبِيُّ؟» فَأَجَابَ: «لاَ») [يوحنا 1/ 20-21],
والسؤال هنا: مَنْ يكون النبي المنتظر القادم بعد مجيء المسيح ويوحنا المعمدان? مَنْ غير الذي سيكون مثل موسى (وانظر ثانية سفر التثنية 18/18 , في الفقرة 8/6 أعلاه).
الذي يعمد بالروح القدس وبالنار
جاء في متى (3/ 11) :

(أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِالْمَاءِ لأَجْلِ التَّوْبَةِ، وَلكِنَّ الآتِيَ بَعْدِي هُوَ أَقْدَرُ مِنِّي، وَأَنَا لاَ أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِالنَّارِ) [متى 3/ 11].

وبديهي أن الذي سيأتي بعد يوحنا المعمدان الذي عاصر المسيح ما هو إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
الأصغر في ملكوت السماوات
جاء في إنجيل متى (11/11) :

(الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ بَيْنَ مَنْ وَلَدَتْهُمْ النِّسَاءُ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ) [متى 11/11].

فهل تصدق أن يوحنا المعمدان أعظم من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وغيرهم من الأنبياء; أو أنه حقق ما لم يحققوه? كم كان أتباعه والمهتدون علي يديه? وعلى كل ليست هذه هي القضية هنا, ولكن السؤال هو من المشار إليه في عبارة "الأصغر في ملكوت السماوات"? بالتأكيد ليس هو المسيح لأن "مملكة السماوات" لم تكتمل في زمانه بعد; فمملكة السماء هي مملكة الله تعالى وأنبيائه, وأصغر الأنبياء وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.

سهم العرب 14/01/2005 23:09


المعزي أو المعين

جاء في إنجيل يوحنا علي لسان المسيح:

(وَسَوْفَ أَطْلُبُ مِنَ الآبِ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مُعِيناً (مُعَزِّياً) آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ) [يوحنا 14/ 16].

ونحن لا نعرف على وجه اليقين أصل كلمة "المعزي" في اللغة الآرامية التي ترجم منها قول المسيح إلى العبرية ثم اليونانية ثم إلي سائر اللغات - ولكن الذي نعرفه أن اللفظ اليوناني "باراكليتوس" مأخوذ من العبرية. وفي العبرية كلمتان متشابهتان في الإملاء وتختلفان في التشكيل وهما: بِرقليط بكسر الباء; وتعني المحامي أو المؤيد, وبَرقليط بفتح الباء; وتعني المحمود أي "محمد" أو "أحمد" - ومن المعروف أن الكتابة العبرية القديمة (التي ترجم منها إلى اليونانية) لم يكن بها ما يميز تشكيل الحروف.

وأياًّ كان أصل كلمة "المعزي" الغامضة, فإن إشارة المسيح هنا هي إلى نبي يأتي بعده ليتم الرسالة; وتبقي رسالته قائمة إلى نهاية الزمان, وتعال نتفحص نصوص الكتاب المقدس لنرى من هو"المعزي" المقصود.

1- كونه معزيًا "آخر", أي أنه سيأتي بعد كل من سبقه من أنبياء.

2- "يبقى معكم إلى الأبد" , حيث لا حاجة لنبي بعده؛ لأنه آخر الأنبياء الذي تكفل الله بحفظ رسالته - وحدها - كما نزلت إلى آخر الزمان.

3- أنه : (وَعِنْدَمَا يَجِيءُ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى الْخَطِيئَةِ وَعَلَى الْبِرِّ وَعَلَى الدَّيْنُونَةِ) [يوحنا 16/ 8 ], فكل الأنبياء قبله اقتصرت مهمتهم على دعوة أقوامهم وتطهيرهم من الخطايا, بينما كانت دعوة خاتم الأنبياء إلى البشرية جمعاء, وفي أقل من ثلاثة وعشرين عاما - هي مدة بعثته - اقتلع الوثنية من جزيرة العرب وراسل ملوك الأرض: من هرقل إلي ملوك الفرس والرومان; والنجاشي ملك الحبشة والمقوقس حاكم مصر, وجَابَه أهلَ الكتاب من يهود ونصارى بما كشفه القرآن من: تحريف كتبهم, وخروجهم على التوحيد, ودعواهم بصلب المسيح وتأليههم إياه, ونسبة الولد إلي الله سبحانه, وتحريفهم تاريخ الأنبياء وحقيقة رسالاتهم.

4- يشير نص (يوحنا 14/ 30) إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كسيد لهذا العالم يجيء لِيُقَوِّ م العالم بالعقل والحكمة:

(لَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَثِيراً بَعْدُ، فَإِنَّ سَيِّدَ هَذَا الْعَالَمِ قَادِمٌ عَلَيَّ، وَلاَ شَيْءَ لَهُ فِيَّ) [يوحنا 14/ 30].

5- (وَلكِنْ، عِنْدَمَا يَأْتِيكُمْ رُوحُ الْحَقِّ يُرْشِدُكُمْ إِلَى الْحَقِّ كُلِّهِ...) [يوحنا 16/ 13].

وقد لقب محمد صلى الله عليه وسلم من قبل بعثته بالصادق الأمين, الذي يلتزم بالحق ويهدي إليه.

6- (... لأَنَّهُ لاَ يَقُولُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يُخْبِرُكُمْ بِمَا يَسْمَعُهُ، وَيُطْلِعُكُمْ عَلَى مَا سَوْفَ يَحْدُثُ) [يوحنا 16/ 13], وحقا لقد بَلَّغَ كل كلمة من القرآن علمها إياه جبريل, وحفظها عن ظهر قلب كما نزلت ودَوَّنَها كُتَّاب الوحي كما أملاها عليهم, دون أن يضيف حرفا ولا يقدم كلمة ولا يؤخرها, وتذكَّر ما جاء في سفر التثنية ( 18 / 18 ) بنفس المعنى :

(لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ) [تثنية 18 / 18].

والذي يتفق مع وصف القرآن الكريم:

(َ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى(2)وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (النجم 24).

7- (وَلكِنْ، عِنْدَمَا يَأْتِيكُمْ رُوحُ الْحَقِّ يُرْشِدُكُمْ إِلَى الْحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لاَ يَقُولُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يُخْبِرُكُمْ بِمَا يَسْمَعُهُ، وَيُطْلِعُكُمْ عَلَى مَا سَوْفَ يَحْدُثُ) [يوحنا 16/ 13].

وقد تحققت كل نبوءاته صلى الله عليه وسلم, ولا يتسع الحديث هنا لسرد ما حفلت به كتب السنة والسيرة النبوية من نبوءات تحققت ومازالت تتحقق.

8- (وَهُوَ سَيُمَجِّدُنِي لأَنَّ كُلَّ مَا سَيُحَدِّثُكُمْ بِهِ صَادِرٌ عَنِّي) [يوحنا 16/ 14].

وقد رفع القرآن الكريم عيسى ابن مريم مكانا علياًّ ودفع عنه كل إساءة وتحريف, بينما أورد بعض كُتَّاب العهد القديم والعهد الجديد ما ينطوي علي ما لا يليق بمكانته عليه السلام ومن ذلك:

§ أن القول بموت نبي علي الصليب لا يستقيم مع ما جاء في سفر التثنية:

(أَمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ) [تثنية 13/ 5]. وكذلك : (إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَعَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً) [تثنية 21/ 22-23].

§ جاء في متى (27/ 46) :

(« وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ») [متى 27/ 46].

أيصح أن ينسب ذلك القول إلى رسول من رسل الله, ومِنَ الذين وصفهم القرآنالكريم بأُولِي العزم من الرسل?

§ ونحن كمسلمين لا نصدق أنه قد تفوه بوصف الأمميين "بالكلاب والخنازير" :

(لاَ تُعْطُوا مَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِلْكِلاَبِ، وَلاَ تَطْرَحُوا جَوَاهِرَكُمْ أَمَامَ الْخَنَازِيرِ، لِكَيْ لاَ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَنْقَلِبَ عَلَيْكُمْ فَتُمَزِّقَكُمْ) [متى 7/ 6].

ولا أنه خاطب أمه مريم البتول بقوله: "يا امرأة", كما في:

(فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَاامْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ») [يوحنا 2/ 4].

بينما يقول عنه القرآن بكل إجلال:

(َ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) (مريم 32)


الوحي

أول ما نزل من الوحي علي محمد صلي الله عليه وسلم قول جبريل عندما جاءه في غار حراء : "اقرأ" , فقال : "ما أنا بقارئ"; أي أ نَّى لي أن أعرف القراءة, وهو عين ما أشارت إليه نبوءة أشعياء:

(وَعِنْدَمَا يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يَجْهَلُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا، يُجِيبُ: لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِرَاءَةَ)
[أشعياء 29/ 12].

ومن ناحية أخرى لم يكن نزول القرآن عبر ثلاثة وعشرين عاما بنفس ترتيبه النهائي في المصحف, وإنما كان ينزل مُفَرَّقاً: إما مجموعات من الآيات أو سورا كاملة, حتى رُتِّبَت الآيات والسور كما أرشد جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في عرضه الأخير للقرآن فتكاملت الآيات والسور ببيانها ونسقها المعجز, وهذا التنزيل المتوالي ثم الترتيب قد أشارت إليه نبوءة أشعياء أيضا:

(لأَنَّهُ يُكَرِّرُ عَلَيْنَا أَوَامِرَهُ كَلِمَةً فَكَلِمَةً، وَوَصِيَّةً فَوَصِيَّةً؛ شَيْئاً مِنْ هُنَا وَشَيْئاً مِنْ هُنَاكَ. سَيُخَاطِبُ الرَّبُّ هَذَا الشَّعْبَ بِلِسَانٍ غَرِيبٍ أَعْجَمِيٍّ) [أشعياء 28 / 10-11].

لاحظ أيضا أن كلمة "لسان غريب" هنا تعني لغة أخرى غير الآرامية أو العبرية, فالمقصود : "اللغة العربية".
اللغة الواحدة
كل المسلمين عربا وعجما يتعبدون باللغة العربية : بها يدعون الله; وبها يُصًلُّون, ويَحُجُّون, ويُسَلِّم بعضهم علي بعض, ويتفق ذلك مع نبوءة زفانيا:

(عِنْدَئِذٍ أُنَقِّي شِفَاهَ الشَّعْبِ لِيَدْعُوا جَمِيعُهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ وَيَعْبُدُوهُ جَنْباً إِلَى جَنْبٍ) [زفانيا 3/ 9].

عبد المسيح : أخي عبد الله, لا أستطيع أن أعبر لك عن شكري على هذه الجولة التي طفت معي بها في أرجاء الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد, حتى تيقنت تماما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود والمشار إليه في نبوءات وبشارات الأنبياء من قبله, وأنه خاتم أنبياء الله الذين جاءوا جميعا يدعون إلي عبادة الله الواحد الأحد; واتباع هديه الذي اكتمل وبلغ مداه في رسالة الإسلام.

عبد الله : إنما الشكر والحمد كله لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, والحمد لله رب العالمين .



إنتهى ..

المصدر : موقع الإسلام للجميع

و السلام ..


سهم العرب 14/01/2005 23:12

موقع الإسلام للجميع

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


ma7aba 15/01/2005 12:16

اقتباس:


تقولون أن المسيح هو جزء من الإله و ليس الإله ذاته ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) ..
و تقولون أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام .. أي كجزء بزعمكم

هذا يعني ثلاثة أجزاء : ( الأب و الابن و الروح القدس ) هو الله ..
من قال هذا القول لا أحد يقول هذا
المسيح هو الله المتجسدعلى الأرض
ماذا تقول عن المصري أبن النيل لأن له صفات النيل
البدوي أبن الصحراء لأنه له صفات الصحراء
والمسيح هو أبن الله لأنه روح الله المتجسد وكلمته وإرادته وله كل مالله من قدرات إقامة الموتى وشفاء المرضى والخلق
أي أن الله هو الآب والأبن والروح القدس أي هو نفسه الآب وهو نفسه الأبن وهو نفسه الروح القدس
سؤال هل تؤمن بالله
هل تؤمن بكلمته
هل تؤمن بروحه
هل تعتقد أن فكر الله أي كلمته وأرداته مخلوقه أم موجوده منذ الأزل وأن روحه مخلوقه أم موجوده منذ الأزل
أرجو الإجابه بإختصار وعدم الإطاله

ma7aba 17/01/2005 02:43

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : سهم العرب


لنتابع الحوار ..

محمد رسول الله في الكتاب المقدس

[(لأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ ذُرِّيَّتَكَ فَتَكُونُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَرَمْلِ شَاطِيءِ الْبَحْرِ، وَتَرِثُ ذُرِّيَّتُكَ مُدُنَ أَعْدَائِهَا) [تكوين 16/10], ولكن المشار إليه هنالك كان "إسماعيل" لا "إسحاق".

ولكن السؤال الحقيقي نسأله للقرآن
راجع الرابط

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


1+1+1=1 17/01/2005 03:26

اقتباس:

المسيح هو الله المتجسدعلى الأرض
ماذا تقول عن المصري أبن النيل لأن له صفات النيل
البدوي أبن الصحراء لأنه له صفات الصحراء
زميلى العزيز محبه
يبدو أنك نسيت كلمه واحده تفسد إستدلالك تماما وهى
بعض

كذلك
المصرى بن النيل لأن له بعض صفات النيل
البدوى بن الصحراء لأن له بعض صفات الصحراء
وإلا فلا يعقل أن يحمل إنسان كل صفات النيل أو كل صفات الصحراء

فهل على نفس منوال كلامك
المسيح بن الله لأن له بعض صفات الله

أمامك حل من اثنين لا ثالث لهما
إما أن تعترف أن إستدلالك لم يكن فى محله (وبهذا نريد أستدلالا آخر لإثبات بنوة المسيح)
إما أن توافق على أن المسيح له بعض صفات الله

وأى من الحلّين يرضينى
وشكرا

ma7aba 17/01/2005 22:11

اقتباس:

والإسلام لا ينكر نعمة الله على إسحق وذريته, ولكن الابن الموعود كان إسماعيل, ليخرج من ذريته فيما بعد خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.
خطأ والدليل هو
جاء في سورة الجاثية 45: 16 وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِين . وجاء في سورة العنكبوت 29: 27 وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ .

وهذا تصريح أن النبوة محصورة في بني إسرائيل دون سواهم، وهي توافق رأي التوراة التي تحذر بني إسرائيل مِن قبول مَن يدّعي أنه نبي من ذرية إسماعيل. قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلّهِ: لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ! فَقَالَ اللّهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّا لنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ (تكوين 17: 18 و19). وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ المِصْرِيَّةِ الذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: اطْرُدْ هذِهِ الجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لِأَنَّ ابْنَ هذِهِ الجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْني إِسْحَاقَ . فَقَبُحَ الكَلَامُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنهِ. فَقَالَ اللّهُ لِإِبْرَاهِيمَ: لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لِأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ (تكوين 21: 9-12). وقال الله لإبراهيم بعد أن قدَّم ابنه إسحاق فأنقذه الله: وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 22: 18). وكرر الله هذا الوعد لإسحاق، فقال له بعد موت أبيه: وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ البِلَادِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ (تكوين 26: 4).وكرر الله الرسالة نفسها ليعقوب فقال له وهو هارب من وجه أخيه عيسو: وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً وَشِمَالاً وَجَنُوباً. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ (تكوين 28: 14).

فالبركة للعالم والعهد الإلهي عن النسل الموعود به ينحصر في نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلى المسيح. وقد أيّد الإنجيل ما جاء في التوراة عن حصر النبوة في بني إسرائيل، فقال المسيح: الخَلَاصَ هُوَ مِنَ اليَهُودِ (يوحنا 4: 22).وقال الرسول بولس: إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ اليَهُودِيِّ، أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الخِتَانِ؟ كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلِأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللّهِ (رومية 3: 1 و2).ووصف اليهود بأنهم إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالمَجْدُ وَالعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالعِبَادَةُ وَالمَوَاعِيدُ، وَلَهُمُ الآبَاءُ، وَمِنْهُمُ المَسِيحُ حَسَبَ الجَسَدِ، الكَائِنُ عَلَى الكُلِّ إِلهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ (رومية 9: 4 و5).

فإذا كانت النبوة محصورة في بني إسرائيل حسب شهادة التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف يكون محمد نبياً؟ وكيف يقول: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (سورة مريم 19: 54).ثم يقول إن محمداً وحده نبي العرب، وقبله لم يُرسَل لهم نبي وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (سورة سبأ 34: 44).لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (سورة السجدة 32: 3).

ولقد أشاد القرآن بفضل بني إسرائيل على العالم كله فقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ التِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ (سورة البقرة 2: 47). وذكر مراراً أن إسحاق (الابن الثاني لإبراهيم).ويعقوب (حفيده).هما هبة الله لإبراهيم دون ذكر إسماعيل (مع أنه بِكر إبرهيم).فقال: وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنا (سورة الإنعام 6: 84). فَلَمَّا اعَتَزَلَ هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً وَوَهَبْنَا لهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَليّاً (سورة مريم 19: 49 و50). وَوَهَبْنَا لهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيَتاءَ الزَكَاةِ وَكَانُوا لنَا عَابِدِينَ (سورة الأنبياء 21: 72 و73). وَبارَكْنَا عَلَيْهِ (إبراهيم).وَعَلى إِسْحَاقَ (سورة الصافات 37: 113).

ma7aba 17/01/2005 22:40

أولاً هناك نقطه هامة فأنت تقول عبد المسيح وعبد الله أظن أنه بالنسبة للمسييين الأسم واحد فكلنا نعبد الله الواحد
النقطة الثانية أنت تقول على لسان عبد المسيح ماتظنه أنت صحيح وليس مايعتقده المسيحيون وهذا خطأ فادح والدليل
اقتباس:

عبد المسيح : ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون إسماعيل ابنا غير شرعي?
لا يوجد مسيحي يعتقد هذا الإعتقاد
هذا غيض من فيض لذلك سأتجاهل كل هذا التناقض ونصل للمغزى أنك تريد أن تقول الأنجيل تنبأ بمحمد
لنرى الآيات
اقتباس:

(لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ ) [تثنية 18/18], ولا ينطبق ذلك التحديد إلا عليه صلي الله عليه وسلم لما يلي:
هذه هي الآية الأساسية التي تعتمدون عليها ولكن سؤالي هل فكرت بمتابعة قرآءة الآية
سأله موسى وكيف نعرفه فقال الرب إن الكاذب يموت أي النبي الحقيقي لا يموت والسؤال هنا
هل مات محمد أم لا
اقتباس:

1- "من بين إخوتهم": تعني أبناء إسماعيل أخي إسحاق جد بني إسرائيل, وإلاّ لو كان المراد هو عيسى (الذي هو "من" بني إسرائيل) لقيل "من بينهم".
تحليل خاطئ
والسبب أن الآية تقول
15 يقيم لك الرب إلهك (يهوه إلوهيمك) نبيا من وسطك (يا إسرائيل) من اخوتك (يا إسرائيل) مثلي. له تسمعون.

ثم يعود ويؤكد على أنه من أخوته مثله
أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به

أي: أقيم لهم (لإسرائيل) نبيا من وسط اخوتهم (إسرائيل) مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به

19 ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.

أي: ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي (أي يهوه) أنا أطالبه.

20 وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي (يهوه) كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة (إيلوهيم) أخرى فيموت ذلك النبي

أرأيت يموت النبي الكذاب
فدراستنا لتثنية 18 تعلمنا وترشدنا لصفات النبي الآتي إلى العالم ونذكر منها:

1- من وسط إسرائيل كما في العدد 15

2- من أخوتك إي من أحد الأسباط الإسرائيلية الذين هم أخوة بعضهم لبعض

3- يقيمه يهوه إيلوهيم إله إسرائيل عدد 15 و18

4- تكون خدمة النبي بشكل أساسي بين شعب إسرائيل وتكون كلمة الرب موجهة لهم أولاً وليس للعرب عدد 15 و18

5- يتكلم باسم يهوه الله الحقيقي (عدد 19)

6- النبي الذي لا يتكلم باسم يهوه هو نبي كاذب صدر الحكم عليه بالموت من الرب يهوه القدير (عدد 20)

فهل تنطبق هذه الشروط على محمد ابن آمنة ونسيل إسمعيل؟ طبعاً لا
هذه الآية الأولى المهمة التي حرفت الآيات السابقة كلها من أجلها ذهبت هباء في الفضاء
لنرى الآية الاخرى
اقتباس:

وَسَوْفَ أَطْلُبُ مِنَ الآبِ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مُعِيناً (مُعَزِّياً) آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ) [يوحنا 14/ 16].
سأكتب لك لاحقاً ولكن لا تنصدم بالحقيقة ولكني أظن أن كلمة محامي كاذب تلفظ بالإنكليزية لاير لاير نفس الفظ ولكن تختلف الكتابة فحضر نفسك
وأظن أنه يجب ان تدقق بالآيات التي ذكرتها إن كانت موجودة بالإنجيل أم لا كيف لا تصبح مزور
سلام

1+1+1=1 18/01/2005 01:43

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : 1+1+1=1
اقتباس:

المسيح هو الله المتجسدعلى الأرض
ماذا تقول عن المصري أبن النيل لأن له صفات النيل
البدوي أبن الصحراء لأنه له صفات الصحراء
زميلى العزيز محبه
يبدو أنك نسيت كلمه واحده تفسد إستدلالك تماما وهى
بعض

كذلك
المصرى بن النيل لأن له بعض صفات النيل
البدوى بن الصحراء لأن له بعض صفات الصحراء
وإلا فلا يعقل أن يحمل إنسان كل صفات النيل أو كل صفات الصحراء

فهل على نفس منوال كلامك
المسيح بن الله لأن له بعض صفات الله

أمامك حل من اثنين لا ثالث لهما
إما أن تعترف أن إستدلالك لم يكن فى محله (وبهذا نريد أستدلالا آخر لإثبات بنوة المسيح)
إما أن توافق على أن المسيح له بعض صفات الله

وأى من الحلّين يرضينى
وشكرا


is that y:

goodheart 18/01/2005 01:49

سلام اخواني جميعا
اخي سهم العرب اشكرك على ادائك الجميل في التحاور
اولا اخي انت وضعت هنا مواضيع كثيره جدا وهذا لا يمكن طبعا
يعني انت قمت بنسخ ولصق والمواضيع كلها مجاوب عليها ولم ارى جواب من مسيحي بل هو جواب مؤلف القصة وطبعا كل واحد حر بكتابتة
ثانيا انا ممكن انزل نفس موضوعك ولكن لم يكفيني الموقع لاني محتاج لشي شبكة نت كامله من المواضيع والمؤلفات الي كتبهوها اناس عديدين من بحثهم بالقرآن وطبعا مستحيل يكون حوار بهذه الطريقه لانه الحوار هو سؤال وجواب ليس كما فعلت اخي نسخ ولصق
انت لو بحثت اكثر صدقني ممكن تنزل العديد من القصص المشابهة
ولكن نصيحتي لك انك تنزل موضوع انت باحثة وليس الغير بل انك تسأل موضوع حابب تفهمو واحنا نجاوبك بمعلوماتنا وان قبلت او لم تقبل الشرح فهذا يعود اليك
وانا سألت الزميل 1+1+1 في موضوعه سؤال كما احب ان اسألك ايضا سؤال وهو حب المعرفه بديانتكم ليس اكثر
وسؤالي هو هل الله محبة ام لا ؟
الجواب نعم لاني سمعته من كثيرين من قبل
والمحيرني لماذا اسماء الله الحسنى ال 99 لا توجد كلمة محبة وهي الجملة التي توصف الله بكيانة وطبيعتة لانه محب وهذا الاسم لماذا لم يوجد اساسا ومشكور
تقبل تحياتي :D

ma7aba 19/01/2005 21:42

نكمل كلامنا
المعزي
النقطة الأولى
هل يقبل الإسلام أن يكون من ارسل محمد هو المسيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بإنتظار الجواب

شكو زولو 19/01/2005 23:02

يا حبيبي محبة بتوقع انو صار لازم تعرف أنو ما بيجاوبو هني بس بيطرحو تساؤلات الي اسبوع سأل
سؤال و لهلق ما حدا جاوب عليه بقا ياروحي انت و كل الشباب يلي بدعي ل الله يقويكم و يثبتكم على غيمانكم لا بقا تدخلو و تناقشو هل التفاهات لأنو يكل صراحة لايوجد اي نوع من الثقافة بالنقاش بس في نسخ عن النت و لصفق بالمنتدى
بتمنى من الخ سهم العرب أنو يجاوب على سؤالي باعتبار انو عل إطلاع كامل و هوي موجود باسم سؤال بسيط و يمكن أبسط من يلي قبلو على ما اعتقد بقى تفضل و انا ناطر الجواب و لا شاطرين بس بالنسخ و اللصق


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:17 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.13932 seconds with 10 queries