أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الاديان (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=14)
-   -   إذا أردت أن تعرف ما هو الإسلام........للقراءة فقط (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=11596)

الخير للجميع 02/09/2005 01:19

إذا أردت أن تعرف ما هو الإسلام........للقراءة فقط
 
يقوم الدين الإسلامي على مبادئ وتعاليم ومندوبات ومنهيات كلها بمجموعها تعاليم تكفل انتقال مطبقها إلى حياة السعادة الأخروية التي ينالها الإنسان من مشرّع هذا الدين الله عز وجل إذا أطاعه ونفذ تعاليمه وينال الشقاء والعذاب إن هو أعرض عنه.....
فلننظر إلى تعاليم هذا الدين من أساسياتها التي لا يكون مسلماً من تركها إلى أمورها المندوبة التي يثاب فاعلها ولا يسأل تاركها عنها هي بمجموعها لخير البشرية وسعادتها ولحياة دنيوية يملؤها الخير للناس لكل الناس...
فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله هي بين العبد وربه إيمانا ويقيناً بأن مسير وخالق الكون واحد أحد لا معبود سواه ولا حاكم للناس إلا هو هو متفرد بتسيير أمور الخلق صالحها و فاجرها مؤمنها و كافرها إنسانها وحيوانها وأن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو أحد عباده الصالحين اصطفاه وجعله رسولاً ليبلغ للناس رسالته وتعاليمه هو من جنسنا بشر يشعر بشعورنا ويعيش حياتنا ويأكل ويشرب ويذهب إلى الخلاء مثلنا لم يتعد ولا ليوم واحد بشريته ولكن الله فضله علينا بأن أوحى إليه وأنزل تعاليم الدين عليه تباعاً وحسب الحاجة على مدى 23 عاماً ليعيش معنا هذه المدة نبياً في كل مراحل الحياة في السلم والحرب في الجوع والشبع في المرض والصحة في السفر والحضر وفي حياة الأسرة زوج وأب وجد وقريب....
أما يحتاج دين أراده الله ختاماً للأديان وختاماً للشرائع إن تُحكم آياته وتفصّل ويشرح للناس بطريقة لاشك فيها ولا ريب طريقة عملية واقعية ليست من الخيال....
لقد تفرد الدين الإسلامي بأنه دين مجتمع كامل اجتماعياً ودستورياً وأخلاقياً...
فيه قانون كامل شمل كل نواحي الحياة المدنية والثقافية والجنائية والعسكرية و و لا يحتاج لأكثر من التطبيق....
وهذا ما جعله محارَباً من كل أصحاب الأهواء والقوانين الوضعية ...
ومحارباً من كل سلطان لا يعترف بأن رب السلاطين هو الله....
محارباً من أصحاب القوة الذين لا يعترفون بأن لله القوة جميعاً...
محارباً من أصحاب الجاه والمال الذين لا يعترفون للفقير حقاً في أموالهم هو الزكاة...
ولكن وبتجرد أقول إن الحق محارَب وصراع الحق والباطل هو صراع أزلي منذ فجر التاريخ منذ أن قتل الأخ أخاه – قابيل وهابيل- بسبب الدنيا ومغرياتها...
وهذا لا يدفعنا إلا أن نزداد إيماناً بأننا على حق لأن طريق السعادة والخلاص طريق الجنة والفردوس طريق صعبة وصعبة جداً تملؤها المحن والامتحانات والشدائد والصعاب يليها النعيم والرضوان الأبديان....

وكذلك فإن الصلاة ذلك التوجه اليومي في خمسة أوقات محددة هي بمثابة لقاءات بين العبد وربه لقاءات يقول فيها العبد أحمدك يا رب العالمين يا رحمن ويا رحيم يا ملك الملوك ومالك يوم القيامة عبادتي كلها لك لا لأحد سواك أعِنّي يا رب وأهدني طريق الحق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وأبعدني عن طريق الذين غضبت عليهم وطريق الذين اهتدوا ثم ضلوا بعد الهداية ...
فكيف بإنسان يتوجه إلى الله بقلب صادق يدعوا بذلك هل تراه يسرق أو يقتل أو يزني أو يتكلم بما يعص الله ...
لا لن يفعل ذلك لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتنهى عن كل ما هو سوء وشر...
وإن فعل فهو عاص لله الذي يقابله في اليوم خمس مرات ولنعلم بأن صلاته ستنهاه عن كل ما هو منافٍ لها...

أما الزكاة فما أروع تشريعها...
فهي كفيلة - إن طبقت كما أراد الله – أن لا تدع فقيراً واحداً على سطح المعمورة....
نعم إن المجتمع المادي الذي لا يعترف بأن المال هو ملك لله أستخلف الغني فيه لا ولن يقبل أن يفرط ولو بقرش واحد تعب وشقي حتى حصّله!!! لا بل سيكنزه ويدخره لأولاده وأحفاده وليومه الأسود.....
لن يعط الفقير ولا المسكين المحتاج ولا لعابر السبيل المقطوع ولا للغارم الذي عجز عن سداد دينه ولا لفقراء العالم , كيف يعط وهو لا يؤمن بأن حق الفقير عليه هو حق لله....
ولا يؤمن بأن الزكاة هي شريعة من الله وهو لا يتفضل على الفقير بشيء بل الفقير يتفضل عليه أنه يقبل صدقته وزكاته منه..........
إي سعادة هذه سينالها المعطي من الله وأي سعادة ستغمر المعطى الذي فرج الغني عنه كربته وفقره بأمر من الله تعالى...
إن هذا يحتاج إلى إيمان وإسلام لله وحده وقناعة كاملة بأن المال هو وسيلة لا غاية وأن الآخرة خير وأبقى والعاقبة للتقوى وأن الجنة والسعادة والخلاص لمن يؤمنون بذلك.....
وأن ما نراه من فقر في هذا العالم واستغلال البعض لهذا الفقر لصالحهم هو نتيجة حتمية لطبيعة البشر القائمة على حب الذات وحب التملك وحب الأنا وهو بدوره ناتج عن البعد عن شرع الله وتعاليمه التي تحض على حب الخير للغير والإيثار و مكارم الأخلاق فما أروعه من تشريع.....

أما الصوم فهو وإن تعددت أشكاله عبر العصور والشرائع والأديان فهو يبقى في مقدمة الأوامر الإلهية التي تمتحن إرادة البشر وقوة تصميمهم وخضوع النفس أمام المغريات المتنوعة استجابة لأمر الله ....
فيا لتعاسة إنسان يجوع ويعطش ويحرم نفسه الملذات إذا لم يكن هذفه السعادة الأخروية التي وعدها الله له....
فالصوم الإسلامي هو من أرقى الصيام وأكمله لماذا هل لأني مسلم...
لا والله بل لأنه متكامل من كل النواحي من الناحية الطبية والصحية والاجتماعية والأخلاقية ........
لن أتكلم عنه من الناحية الطبية والصحية لأن ذلك لم يعد يخفى على أحد في عصر العلم والطب الحديث..
أما من الناحية الاجتماعية والأخلاقية فيكفي أن يجعلك هذا التشريع تشعر بشعور أخوك الإنسان الفقير الجائع من الفجر حتى الغروب لا تأكل ولا تشرب ,ألا يجعلك هذا أن تفكر بحالهم وتشعر شعورهم لتودهم وتساعدهم وتطعمهم كما أطعمك الله وسقاك...
ألا يجعلك هذا قريباً منهم عطوفاً عليهم تحبهم ويحبونك تحترمهم ويحترمونك......
لذلك نجد في شهر الصيام الألفة والمحبة والزيارات والصدقات بين الجميع فقراءهم وأغنيائهم بعيدهم وقريبهم للتوادد والتراحم وحل المشاكل إي سعادة هذه......
إن الصيام يحض على مكارم الأخلاق ويحض على ترك مساوئها , فترى العاق العاصي صار طائعاً مرضياً وترى ذو الخلق السيئ عاد ليحارب السيئ من الخلق وترى الجاحد لنعمة الله شاكراً حامداً وترى الفقير الساخط على الحياة التي جعلته فقيراً حامد لنعمة الإيمان والإسلام التي جعلت المؤمنين اخوة إذا اشتكى منهم واحد أسرع الباقي لإغاثته وتقديم يد العون له.....

أما الحج لبيت الله الحرام ذلك الاجتماع السنوي لمسلمي العالم هو أقرب لمنتدى عالمي واجتماعا جماهيرياً يحضره الأبيض والأسود والأسمر والأشقر من كل بقاع الأرض وكل من يقول لا إله إلا الله جاءوا طاعة للرحمن وخزي للشيطان تنفيذاً لأمر الله تعالى جاءوا من كل فج عميق لتقوية وتعزيز الأخوة بينهم لأنهم وكما قال ربهم أخوة لا فرق بين أحد منهم إلا بالتقوى كما ليتباحثوا أمور دينهم ومشاكلهم ويتواصوا بالخير وبالصبر والمرحمة كما ليشهدوا منافع لهم من تجارة وسياحة وعلم نافع...
تراهم بمكان واحد بلباس واحد بهيئة واحدة يرجون رباً واحدا لا شريك له الغني والفقير الرئيس والمرؤوس والأمير والوزير كلهم سواسية كأسنان المشط لا فرق بينهم عند ربهم ولا عند بعضهم الفائز منهم من فاز برضى الله وجنته ورضوانه.........
هذا بالنسبة للعبادات الأساسية في الإسلام
أما بالنسبةلمحاربة الإسلام للرذيلة والفاحشة والزنى محدث ولا حرج فقد تحدث الإسلام عن كل الأمور من أصغرهاإلى أكبرها من الكبائر مثل قتل النفس التي حرم الله والزنى وشرب الخمرووو.. إلى إماطة وإزالة الأذى عن الطريق كلها تكلم عنها الدين...
فالسعادة ستغمر المؤمن العابد المبتعد عن الكبائر والصغائر التارك للفواحش الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر نظيف القالب ونظيف القلب...
والشقاء والتعاسة ستغمر المعرض عن تطبيق شرع الله والمبتعد عنه...
لا حقد ولا كراهية ولا غيبة ولا نميمة في الإسلام..

الأسمر 02/09/2005 01:30

بارك الله في إيمانك و الحمد لله على نعمة الاسلام ....

ملاحظة بسيطة :
إخوتي الكرام الموضوع تعريف بالاسلام و ليس لمقارنة الاديان أو التشكيك بعقائد الاخرين .....

بارك الله بكم جميعاً
:D

الحق احق ان يتبع 02/09/2005 01:58

جزى الله أخينا خير الجزاء


الله يجعله في موازين حسناتك

Anonymous 02/09/2005 02:54

الاسلام :

هو نقلة من قومية الأديان المتناحرة الى عالمية الاسلام لأمم متعارفة في حياتها ومتعاونة على الأمر بكل ما قد عرف خيره وعلى استنكار كل ماقدعرف شره من أجل حياة طيبة للجميع بمسئولية فردية وجماعية عن عمارة الأرض بالحق والعدل والاحسان وعدم الافساد فيها.


الاسلام دعوة ايمانية بالله خالق السموات والارض لا اكراه فيها ، والخطاب في هذه الدعوة انما هو للعقل وأن الحوار فيها انما هو بالعلم وبالتي هي أحسن متعارفين متعاونين على الخير من أجل تحقيق أطيب آمالنا ومعالجة جميع آلامنا .


النظام الاسلامي :

هو مجموعة الأحكام والقواعد والمباديء والقيم الاسلامية القابلة للسير مع مصالح الأمة في العصور الماضية والقادرة على كل توسع وازدهار لاصلاح المجتمع اصلاحا عاما وشاملا لكونه مستمدا من شمولية الاسلام حتى يأتي في ذلك على جميع ما يتعلق بالمبدأ والفكرة من حقوق وواجبات وأخلاق تعامل.



وبما أن القرآن الكريم هو الأصل الأول للنظام الاسلامي والمصدر الاساسي لاحكامه الكلية وقواعده العامة ، وأن هذا الطابع الكلي هو الذي جعل القرآن في كثير من آياته محتاجا الى بيان النبي صلى الله عليه وسلم ورأيه ، ولهذا جاءت السنة النبوية الى جانب القرآن وفيها بسط لمختصره وتفصيل لمجمله ، وبكليهما نستنبط قواعد ومباديء الاسلام .

Anonymous 02/09/2005 02:58

إن رسالة الإسلام ومنهجها الرباني المحكم شرع سبعة منطلقات لتكون الأساس لحركة الأداء البشري في مسيرة الحياة :

1- التعارف : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله خبير عليم .

2- التدافــع : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيراً ".

3- التكامـل: " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة فيه , فلأخذ الناس يطوفون ويقولون ما أجمله وما أحسن لولا موضع لبنة فيه , فأنا اللبنة وأنا خاتم الأنبياء "

4- التساخر: " .. أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ".

5- التنافس: " .. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاج ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون ".

6- التراحم: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".

7- التعايش: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ". أجل هذه أعمدة سبعة يطرحها الإسلام منطلقاً للمشترك الحضاري البشري ,

وعلى أساس منها ولتفعيلها , طرح مبادئ عامة لتأسيس وتأصيل ثقافة ميثاق مواطنة العالمي :.

1. أيها الناس إن أباكم واحد .. تأكيداً على وحدة الأسرة البشرية .
2. أيها الناس إن ربكم واحد .. تأكيداً على وحدة مصدرية الإيمان.
3. أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام .. تأكيداً على قدسية حياة الإنسان وممتلكاته .
4. أيها الناس إن الله قد قضى أن لا ربا.. تأكيداً على الأمن الاقتصادي.
5. أيها الناس إن عدة الشهور عند الله اثنا عشــر شهراً منها أربعة حرم.. تأكيداً على احترام الوقت , وقدسية كرامة الإنسان وأمنه , و إشاعة ثقافة السلام , وسلامة البيئة , والتعايش الآمن بين الناس.
6. أيها الناس اســـتوصوا بالنساء خيراً فلكم عليهن حــقاً ولهن عليكم حقاً .. تأكيدا على أهمية دور المرأة شريكة متكاملة الشراكة مع الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة .
7. أيها الناس إن الله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرماً فلا تظالموا .. تأكيداً على أن العدل أساس كل فضيلة وأنه الحارس الأضمن لأمن العباد والبلاد .

إن هذه الأعمدة السبعة ، التي تضمنها ميثاق المواطنة العالمية لخطبة الوداع ، وما يتفرع عنها من قيم ومبادئ ، وما يتسق معها مما تزخر به توجيهات القرآن الكريم ، ومما تفصّل فيه وترفده أقوال وأفعال السنة المطهرة ، وما استنه الخلفاء الراشدون المهديون من بعده ، لهي بجملتها تكّون الأسس الراسخة، والمعالم الجلية للميثاق العالمي الإسلامي أو( العقد الاجتماعي العالمي ) ، والإسلام وهو يقرر المواطنة الإقليمية , والمواطنة العالمية , يرتكز في ذلك على :

01.أن الأرض لله , والإنسان مستخلف فيها بأمره سبحانه. " وإذ قال ربك للملائكة إني جعل في الأرض خليفة .. الآية " .

02.وحد الأسرة البشرية. " كلكم لآدم وآدم من تراب

03.وحدة مصدرية الإيمان. " يا أيها الناس إن ربكم واحد "

04.عمارة الأرض مهمة بشرية مشتركة. " هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها .. الآية " .

05.إقامة الحياة مقصد أساس في منهج الإسلام. " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".

06أن الكون وما فيه في عبادة دائمة لله تعالى. " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " , وإن من شئ إلا يسبح بحمده ,, الآية " .

07.العبادة في الإسلام نوعان: · عبادة روحية . · وعبادة عمرانية " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق


" وختاماً نؤكد على أن رسالة الإسلام هي رسالة الحياة للناس دون تمييز( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً .. الآية ) , وأن الآخرة هي ميدان التفاضل بينهم عند الله .. وأنه سبحانه سيفصل بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد ) , وسيبطل الباطل ويحق الحق , وسينال كل من الخلائق جزاءه حسب ما قدم .. إن خيراً فخير وإن شراً فشر, أما الحياة الدنيا فهي للجميع كل حسب جهده وعمله ومهارته , من غير بخس ولا نقص ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها سنوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون .. الآية ) , بل ويؤكد الإســــلام على الناس جميعاً ويدعوهم على اختلاف مللهم وشـــرائعهم , ليتنافسوا في عمل الخير وليدخلوا معاً ميادين التسابق في كل ما يحقق النفع والفلاح للجميع في الحياة الدنيا ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون ) . ونحن المسلمين وعلى أساس مما تقدم , نؤمن بأن الناس جميعاً هم خلق الله وعباده , وأن أحبهم إلى الله , أحبهم إلى خلقه , وأتقاهم في تحقيق منافعهم, مثلما نؤمن بأن الله قد جعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا , على أساس من احترام تنوع أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم , واحترام خصوصياتهم القومية وأعرفهم وثقافاتهم , وعدم انتهاك سيادة بلدانهم وممتلكاتهم واستقرارهم وأمنهم , وأن يجعلوا من هذا التنوع في الشرائع والثقافات والإمكانات والمهارات بينهم , منطلقاً للتعاون والتنافس , وحافزاً للتكامل بين حقوق الإنسان ووجباته , على مستويات المواطنة الإقليمية والمواطنة العالمية , في ظل تكامل وثيق ومتوازن بين نظام عالمي عادل , وعولمة جماعية راشدة , يتحقق بهما العدل , وكرامة الإنسان و وسلامة البيئة , والتعايش الآمن بين الناس جميعاً أفراداً ومجتمعات .

Anonymous 02/09/2005 03:01

الإسلام : عقيدة وشريعة

العقيدة : تمثل الخصوصية الدينية للمسلم التي تميزه عن غيره ، شأنها في ذلك شأن عقيدة أي دين في تمييز أتباعها عن الآخر، والإسلام حسم هذه المسألة بالنسبة لغير المسلم فقرر قاعدة : لكم دينكم ولي دين ، وكذلك قاعدة : لا إكراه في الدين .

والشريعة بدورها تقوم على نوعين من القوانين : قوانين الأحوال الشخصية ، وقوانين المصالح العامة للشعب .

· فبالنسبة للأحوال الشخصية فقد حسم الإسلام هذه المسألة بالنسبة لغير المسلم حيث أعطاه الحق بأن يتعامل في ذلك مع قوانين دينه ومعتقده .

· وفيما يتعلق بقوانين ومبادئ المصالح العامة في الشريعة الإسلامية ، فالمسلم وغير المسلم أمامها سواء بسواء لا تمييز بينهما .

وعلى أساس مما تقدم من توضيح ، لا أحسب أن هناك مشكلة لغير المسلم في ظل الشريعة الإسلامية .

Anonymous 02/09/2005 03:03

كيف يمكن التوفيق بين قولكم بسماحة الإسلام وأنه دين الرحمة وبين ما يقوله القرآن لكم : يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة .. وكما يقول أيضاً : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .

جواب :

بداية نؤكد لكم أننا نؤمن تمام الإيمان بهذه الآيات ونعمل بها ونلتزم بما جاء فيها وفي غيرها من الآيات التي تشترك معها بهذا الموضوع من توجيهات وهي كثيرة , ولكن مع التوضيح التالي :
1. إن النص من القرآن الكريم حتى يفهم الفهم الصحيح ينبغي أن يوضع في سياق النصوص التي تسترك معه في نفس المجال والاختصاص .
2. وأن الآيات ذات الموضوع الواحد ينبغي أن تفهم في سياق التوجه العام لمجمل آيات القرآن الكريم ورسالته العامة .
3. وأن توضع كذلك في سياق النصوص النبوية المعنية بنفس الموضوع , وكذلك في سياق التوجيه العام للسنة المطهرة .
فإذا مر النص في هذه الدوائر الثلاثة مع توفر باقي أدوات النظر الشرعي في النصوص مثل إجادة اللغة العربية والإحاطة بعلوم القرآن والسنة والإلمام بوسائل وأدوات الفهم الصحيح للنصوص , عندها يمكن فهم النص والتعرف على دلالاته الصحيحة .
أما بشأن هذه النصوص التي ذكرتها , فهي تلحق بغيرها من النصوص التي تتكون منها تعاليم وقيم وأوامر وآداب اللوائح العسكرية المتعلقة بساحات القتال وفق النظام العام للإسلام.
وهنا أتسائل هل هناك في العالم لائحة عسكرية واحدة تقول للجند في ساحات القتال أن يرموا أعداءهم بالرياحين والزهور ؟ أم أنها تأمرهم بسحق أعدائهم براجمات الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ؟ أما في خارج ساحات القتال فاسمع ماذا يقول القرآن بشأن العلاقة مع غير المقاتلين من الناس : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبّروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
بل إن الإسلام ليأمر الجند في ساحات القتال , ألا يقتلوا شيخاً أو امرأة أو طفلا ً أو عابداً في صومعته , و ألا يقلعوا شجراً مثمراً إلا لضرورة , وألا يغوروا ماء ولا يتابعوا فاراً من معركة , وألا يجهزوا على جريح , و أ لا يمثلوا بأجساد موتى أعدائهم , بل عليهم دفنهم لأن النفس البشرية مكرمة بالإسلام أياً كان انتماؤها

Anonymous 02/09/2005 03:04

السلام هو اسم الله تعالى والاسلام هو دين الله تعالى اذن الاسلام هو السلام.

وهنا نؤكد أن الإسلام ضد الإرهاب والظلم والتطرف , وأن الإسلام لا يدعو إلى الكراهية , ولا يبرر سفك دماء الأبرياء , وأن الإسلام يعتبر من قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً , ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً.

لذلك فإننا نخاطب أولئك الذين يقتلون ويثيرون الحروب باسم الله : مذكرين بأن السلام أسم الله .. وإنه لمن التناقض أن نتحدث عن حرب باسم الدين , كما أننا نخاطب أولئك الذين يستخدمون الأسلحة لتأسيس مصالحهم : نطالبهم بأن يعيدوا النظر في مسؤولياتهم , مذكرين بأن الحرب هو رحلة اللا عودة , وأن الحرب تخلف وراءها ميراث حزين من المذابح والدمار والكراهية , ومن جهة أخرى نذكر الجميع فنقول : التاريخ المشرف بالنهاية تصنعه الكلمات الطيبات لا طلقات البنادق

Anonymous 02/09/2005 03:05

الإرهاب والتطرف :

· الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين لها ولا جنسية .
· الإرهاب والتطرف سلوك يعكس ثقافة ما وتربية ما .
· ثقافة الأجيال اليوم وسلوكياتها الشاذة ، هي ثمرة المصادر الثقافية والتربوية الأكثر تأثيراً مثل : أفلام العنف والسطو والاغتصاب والتحلل الجنسي ، والتفكك الأسري والتفسخ الاجتماعي ، والترويج لظاهرة تعاطي المخدرات،والاستهتا بالقيم الدينية والإيمانية والأخلاقية ، واتساع ظاهرة الظلم والحروب وعبثية استخدام أسلحة الدمار الشامل ، حيث أن ذلك كله يفرز أجيالاً ساخطة وغير مسؤولة ، وبنسب متفاوتة في غالب بلدان العالم.. وهذه الأجيال غير المسؤولة هي التي تمارس اليوم الإرهاب والتطرف ، والتي من أخطرها وأشدها على مستقبل الأمن البشري انتشار ظاهرة إرهاب وعنف أطفال المدارس .

· لذا علينا قبل ومع المطالبة بمراجعة المناهج التعليمية، التي أصبحت ملحة لمن هجروا قيم الإيمان، وجردوا مناهجهم من المثل الأخلاقية ، علينا المطالبة بجدية وإلحاح بمراجعة ثقافة أفلام هوليود ودزني وغيرهما من وسائل الإعلام العابثة التي تنخر بأساسيات التكوين التربوي والسلوكي لأجيالنا. . كم ينبغي مراجعة قيم ومبادئ الثقافات التي سيطرة منذ بداية القرن العشرين على تربية وصياغة ثقافة الأجيال البشرية مثل الثقافة الفاشية , والنازية , والصهيونية , والماركسية , والعلمانية , ففي ظل هذه الثقافات عانة البشرية من كوارث حربين عالميتين مدمرتين , ومن حرب باردة أدخلت العالم في سباق نكد لإنتاج أسلحة الدمار الشامل التي تشكل اليوم أكبر تهديد لأمن الأجيال وسلامة البيئة , وفي تربة هذه الثقافات نمت وترعرعت ثقافة وسلوكيات العنف والإجرام الاجتماعي والتدهور الأخلاقي في أكبر مدن وعواصم الدول التي تزعم التحضر والتقدم , وما يجري في إرلندا من إرهاب وعنف طائفي وما تمارسه الألوية الحمراء في إيطاليا ونظيرها في إسبانيا , وما جرى في أنفاق المواصلات قي اليابان , وما تفجع به الأسر الأمريكية والأوربية من تقتيل وسفك للدماء بين أطفال المدارس بسبب الإرهاب والعنف الذي استشرى بين تلامذة المدارس الابتدائية فضلاً عما يجري في المدارس المتوسطة والثانوية لأكبر دليل على أن الإرهاب هو من صناعة وإنتاج الثقافات السالفة الذكر. أما الإسلام وبشهادة الخصوم قبل الأصدقاء فقد كان عصره ولا يزال حيثما ساد وحكم عصر الأمن والأمان والسلام البشري , ارتقت به الحضارة البشرية ارتقاء لا نظير له , وعم الأرض العدل والسلام والرخاء .

Anonymous 02/09/2005 03:06

ماذا عن مسألة عدم السماح ببناء معابد لغير المسلمين على أرض السعودية ..؟

نحسب أن أمر هذه المسألة بسيط ، فلسنا وحدنا الذين نحدد جغرافية خاصة لمنطلق عقيدتهم ، فأغلب الأديان تخص عقيدتها بحصانة جغرافية لا يشاركها بها أحد من الأديان الأخرى ، فمثلاً أتباع العقيدة الكاثوليكية اتخذوا من دولة الفاتيكان حصانة جغرافية لعقيدتهم ، فلا يسمح أن يقام داخل الفاتيكان معبد لأي عقيدة أخرى ،حتى لأتباع الكنائس المسيحية الأخرى ، ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قد جعل الجزيرة العربية كلها حصانة جغرافية لعقيدة الإسلام ، معلناً ألا يجتمع مع الإسلام دين آخر في جزيرة العرب ، أما خارج الجزيرة العربية فهاهي معابد غير المسلمين تجاور وتطاول مساجد المسلمين في جميع بلدان المسلمين ، بل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل مدينة القدس طلب إليه كبير أساقفتها ( صفرينيوس ) أن يصلي في كنيسة القيامة ، فرفض عمر قائلاً : أخشى أن يتخذها المسلمون مسجداً من بعدي ، مما يؤكد حرص المسلمين على عدم انتهاك حرمة معابد غير المسلمين ويؤكد المحافظة عليها ، بل أن الطوائف المسيحية اصطلحت فيما بينها على أن يكون مفتاح كنيسة القيامة بيد أحد المسلمين ، بعد أن اختلفوا على شرف حوزة مفتاحها ، ولا يزال حتى يومنا هذا مفتاح كنيسة القيامة بيد أبناء إحدى العائلات المسلمة في القدس .

ومن جهة أخرى فشعب المملكة العربية السعودية كله مسلم ، والإسلام شرط أساس لجنسية المواطن السعودي ،وبهذا لا يوجد شخص واحد في السعودية يدين بغير الإسلام .
أما الفئات غير المسلمة الوافدة إلى المملكة ، فهي قادمة بعقود عمل ولأزمنة محددة ، وليس أحد منهم لديه إقامة دائمة ، وهم بتناقص مستمر بسبب من تزايد وفرة الكفاءات السعودية البديلة ، بالإضافة إلى أن عقود العمل الموقعة من قبل الوافدين تشترط احترام قوانين وتقاليد السعودية، ومن قواعدها وتقاليدها الدينية ألا تبنى معابد لغير المسلمين على أرضها ، وهذا يعني أن المتعاقد غير المسلم حسب العقد هو في خيار أن يقبل أو يرفض ، أما وقد وقّع عقده فعليه أن يلتزم بما وقع عليه.

وخلاصة القول : أن قرار عدم السماح لبناء معابد لغير المسلمين على أرض المملكة العربية السعودية ( جزيرة العرب ) ، يقوم على المبررات التالية :
1. المبرر الديني المبني على نص شرعي لا يملك أحد مخالفته.
2. مبرر اجتماعي لعدم وجود مواطن واحد يدين بغير الإسلام .
3. مبرر قانوني لوجود عقود عمل مشروطة بهذا الشأن .

Anonymous 02/09/2005 03:07

الاسلام والمرأة :

· الإسلام يقرر التكامل المنصف بين مسؤوليات الرجل والمرأة في ميادين الحياة .
· الإسلام يؤكد أن الأسرة مؤسسة أساسية من مؤسسات المجتمع المدني .
· الإسلام يقرر التكامل بين المسؤوليات في مؤسسة الأسرة وباقي مؤسسات المجتمع فلا تطغى مسؤولية على حساب الأخرى .
· الإسلام خفف عن المرأة بعض المسؤوليات ومنحها بعض الامتيازات تقديراً لاضطلاعها بمسؤوليات الأمومة والطفولة .

Anonymous 02/09/2005 03:10

الاسلام دين المحبة :

‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : (‏ ‏لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ‏) .

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا , ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم ) ‏
‏وفي الرواية الأخرى : ( والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ) هكذا هو في جميع الأصول والروايات ولا تؤمنوا بحذف النون من آخره وهي لغة معروفة صحيحة . ‏
‏وأما معنى الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) معناه لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب . ‏
‏وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ) فهو على ظاهره وإطلاقه فلا يدخل الجنة إلا من مات مؤمنا وإن لم يكن كامل الإيمان , فهذا هو الظاهر من الحديث . ‏
‏وقال الشيخ أبو عمرو رحمه الله . معنى الحديث لا يكمل إيمانكم إلا بالتحاب . ولا تدخلون الجنة عند دخول أهلها إذا لم تكونوا كذلك . وهذا الذي قاله محتمل . والله أعلم . ‏
‏وأما قوله : ( أفشوا السلام بينكم ) فهو بقطع الهمزة المفتوحة . وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم ; من عرفت , ومن لم تعرف , كما تقدم في الحديث الآخر . والسلام أول أسباب التألف , ومفتاح استجلاب المودة . وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض , وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل , مع ما فيه من رياضة النفس , ولزوم التواضع , وإعظام حرمات المسلمين وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : ( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك , وبذل السلام للعالم , والإنفاق من الإقتار . روى غير البخاري هذا الكلام مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وبذل السلام للعالم , والسلام على من عرفت ومن لم تعرف , وإفشاء السلام كلها بمعنى واحد . وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة , وأن سلامه لله لا يتبع فيه هواه , ولا يخص أصحابه وأحبابه به . والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .

Anonymous 02/09/2005 03:11

البر والصلة :

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ( ‏ ‏ما زال ‏ ‏جبريل ‏ ‏يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )

‏أي يأمر عن الله بتوريث الجار من جاره . واختلف في المراد بهذا التوريث فقيل يجعل له مشاركة في المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب , وقيل المراد أن ينزل منزلة من يرث بالبر والصلة , والأول أظهر فإن الثاني استمر , والخبر مشعر بأن التوريث لم يقع . ويؤيده ما أخرجه البخاري من حديث جابر نحو حديث الباب بلفظ : " حتى ظننت أنه يجعل له ميراثا " واسم الجار يشمل المسلم والكافر , والعابد والفاسق , والصديق والعدو , والغريب والبلدي , والنافع والضار , والقريب والأجنبي , والأقرب دارا والأبعد , وله مراتب بعضها أعلى من بعض فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأول كلها ثم أكثرها وهلم جرا إلى الواحد وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى كذلك , فيعطى كل حقه بحسب حاله . وقد تتعارض صفتان فأكثر فيرجح أو يساوي . وقد حمله عبد الله بن عمرو الراوي على العموم , فإنه أمر لما ذبحت له شاة أن يهدي منها لجاره اليهودي . وقد أخرج الطبراني من حديث جابر مرفوعا : " الجيران ثلاثة : جار له حق وهو المشرك له حق الجوار , وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام وجار له ثلاثة حقوق مسلم له رحم له حق الجوار والإسلام والرحم " , هذا تلخيص ما في فتح الباري . ‏

وقال عليه الصلاة والسلام :‏ ( والذي نفسي بيده ‏ ‏لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ‏ ‏أو قال لأخيه ‏ ‏ما يحب لنفسه )

attempt 03/09/2005 00:14

نيالكم على هيك دين
انتوا كلامكم هون كتير حلوا
بس تعال للاعمال اللي عملها محمد واتباعه يعني كتير هيك
انتو مو حاسين انه فيه اشي غلط
شي ما في هذا الدين ليس صحيحا
لكن خوفي مايكون اشياءات ماءات وليس شيئ ما واحد
تحملوني

Anonymous 03/09/2005 03:19

الاسلام والديمقراطية :

لماذا السعودية لا تلتزم الديموقراطية في نظامها السياسي ..؟ وهل هذا يعني أن الإسلام يتعارض مع الديموقراطية ..؟

جواب :

بداية كنا نود أن نسأل : هل أنتم راضون عن نظامكم السياسي ..؟ فإن كان الجواب ( لا ) .. عندها يكون السؤال مبرراً .. لماذا لا تتخذوا الديموقراطية بديلاً لهذا النظام غير المرغوب به ..؟ وإن كان الجواب ( نعم ) .. عندها يكون السؤال الموضوعي : ما هي مبررات رضاكم عن هذا النظام ..؟

أما جوابنا بما يخص رضانا عن نظامنا الذي نحكم به ، فنقول وبكل ثقة واطمئنان : نعم نحن راضون كل الرضا عن نظامنا الذي يحكم بلادنا وشعبنا .. وبما يتعلق بمبررات هذا الرضا فنذكر منها بإيجاز :
1. لأنه نظام قائم على تطبيق أحكام ديننا وشريعة ربنا .
2. لأنه يحقق لنا العدل والأمن والأمان .
3. وننعم معه بالاستقرار والتنمية المطردة .
4. ولأنه يتيح لنا كل الأسباب الممكنة للتقدم والارتقاء .
5. وييسر لنا كل عوامل التواصل الثقافي والحضاري مع باقي الأمم .
6. ولأنه يؤصل لنا مقومات تمايزنا الثقافي وتعايشنا الحضاري الكريم مع غيرنا من الأمم .

ولكن ومع رضانا المبرر عن نظامنا .. فإن لدينا الجرأة الكافية التي نعترف بها أننا غير راضون ، عن بعض جوانب أدائنا التطبيقي لقيم ومبادئ وتوجيهات هذا النظام الرباني العظيم .. وهذه مسألة تتعلق ببعض جوانب النقص في الإعداد المناسب للكفاءات والمهارات ، لتكون على مستوى قيم النظام ورسالته الحضارية الغنية بالمبادئ والحوافز والضوابط التطبيقية في شتى مجالات الحياة ، وقيادتنا السياسية مهتمة بهذه المسالة اهتمام جذري , وهي ماضية بكل جدية في علاج هذه القضية ، ونحسب أننا في تقدم إيجابي باتجاه توفير الكفاءات والمهارات وتأصيل المفاهيم العملية اللازمة لتحسين مستوى الأداء والتطبيق لنظامنا الذي ارتضيناه وآمنا به ، وفي هذا المجال نسعى للاستفادة من تجارب الآخرين ، والتعاون معهم في كل ما يعيننا على تحسين أدائنا ، والارتقاء بمستويات تطبيقنا لقيمنا ومبادئنا ، وتفعيل مقومات هويتنا الثقافية والحضارية .

أما كون الإسلام هو الذي يصرفنا عن الأخذ بالديموقراطية لكونها تتعارض معه .. فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر من قبل من لديهم مثل هذا الفهم أو مثل هذا التصور .
فالإسلام يقيم موقفه من أي مبدأ على معايير ثوابته ومنطلقاته مثل : العدل ، حرمة حياة الإنسان وكرامته ، حرية الإنسان وأمنه ، مصالح الناس وسلامة البيئة ..إلخ ، فالإسلام يقترب من أي نظام أو يبتعد بمقدار قرب أو بعد هذا النظام أو ذاك من هذه القيم وترجمتها في حياة الناس إلى واقع معاش ، فهناك كثير من الدول التي تأخذ بالنظام الديمقراطي وتمارس وسائله ، ولكنها في واقع الحال نعاني من أوضاع اجتماعية وسياسية وأمنية تتناقض كل التناقض مع ما تعلنه الديموقراطية من أهداف وغايات ، أو أنها لا تزال دون المستوى الأمثل للديموقراطية .. وهناك بالمقابل دول تعلن أنها تأخذ بنظام الإسلام ، ولكن في واقع الحال ليست أحسن حال من غيرها ، أو أنها لا تزال في واقع حالها دون المستوى الأمثل للإسلام وقيمه السامية .. وهذا يعني بكل تأكيد أن الخيرية لا تزال نسبية في كلا الاتجاهين .. ومن هنا ينبغي أن ننقل الحوار بيننا من دائرة أشكال النظم والوسائل ، إلى دائرة المعايير والغايات والأهداف ، ومن ثمّ الوقائع الميدانية التي تصدقها وتؤكدها ، لنكون أكثر موضوعية وعلمية وأكثر واقعية ، ولننهي حالة الانحباس في دوامة المقارنة بين الوسائل وأشكال النظم ، لأنها تبقى من المتغيرات التي تقررها وتطورها مستلزمات الغايات والأهداف لا العكس ، ويوم ينتظم الحوار حول الغايات والأهداف ، نكون قد وضعنا أنفسنا على المسار الموضوعي الصحيح والعملي ، الذي سينتهي بنا إلى ميادين الفهم والعمل المشترك ، وينأى بنا عن مواضع الخلاف و الاستعصاء الجدلي حول أشكال النظم ووسائلها ، على حساب الارتقاء بالغايات والأهداف .

وتأسيساً على ما تقدم .. فإن نظام الإسلام ركز على الأهداف والغايات ، واعتنى بالمنطلقات والقيم والمبادئ العليا ، باعتبارها الأساس لمنهجية تحقيق الغايات والأهداف ، تاركاً للناس حرية الخيار والاجتهاد بشأن الحاجات والمحسنات والمكملات ، وكذلك حرية الخيار في تحديد نوع الوسائل وأشكال النظم وآلياتها ، وفق مقتضيات الحال عبر الزمان والمكان ، والتاريخ الإسلامي يؤكد ذلك ويصدقه ، فليس هناك نمط ثابت للحكم ، أو نمط ثابت لوسائل وآليات الحكم ، فقد استخدمت أنماط للحكم مثلما استخدمت أنماط للوسائل والآليات ، ولم يعيق هذا التنوع بأنماط الحكم والوسائل المسلمين ، من أن يشيدوا أعظم حضارة في التاريخ البشري ، وأن يقدموا صفحات مشرقة من الإبداع الإداري والعلمي والتكنولوجي ، ونماذج رائعة في العدل الإقليمي والدولي ، وصور ناصعة لمراتب كرامة الإنسان وأمنه وكفايته ، ومواثيق عادلة للتعايش الإقليمي والدولي على أساس من التنوع الديني والثقافي ، وبعد وفي ضوء كل ما تقدم تنتفي مقولة ، أن الإسلام يرفض التعامل مع الديموقراطية ، أو غيرها من النظم بحجة التناقض معها ، حيث أن الإسلام لم ينشغل بأنماط الحكم ووسائله ، بل ركز على الغايات والأهداف ، واعتنى بالقيم والمبادئ المحققة للأهداف والوسائل . . فقال السائل : لاشك أن هذا التوضيح مفيد وموضوعي ويشد السامع إلى تأمله بجدية واحترام .. ولكن هذا التوضيح يطرح من جهة أخرى سؤالاً نجده يأتي في الوقت والموقع المناسب وهو : أين نقاط الالتقاء والافتراق بين الديموقراطية والنظام القائم في السعودية ..؟
نعم أوافقك تماماً على موضوعية هذا السؤال ، وأنه يأتي في موضعه المناسب مع سياق ما تقدم .. وتستحق بذلك الشكر والتقدير لأمرين اثنين أولهما : ما يؤكده سؤالكم عن عمق استيعابكم وتفهمكم للعلاقة بين الغايات والمبادئ من جهة ، والوسائل وأشكال النظم السياسية من جهة أخرى في منهج الإسلام .. وثانيهما : رغبتكم في التعرف على ساحات الالتقاء بين الديموقراطية والإسلام ، وهذا بحد ذاته توجه إيجابي وموضوعي ، للبحث والتنقيب عن قيم ومفاهيم اللقاء بين الثقافات والحضارات ، ونبذ ورفض ثقافة الصراع واستبعاد منهجية حشد أسباب وعوامل أحقادها وتأجيج نيرانها .. أما جوابنا عن سؤالكم : قد تفاجأ إذا قلت لكم : أن الديموقراطية تلتقي مع الإسلام في جانب أساس من جوانب عقده الاجتماعي الذي تأخذ به السعودية .. والعقد الاجتماعي في الإسلام يقوم على عقدين اثنين :

1. عقد الإيمان.
2. عقد الأداء .

وعقد الإيمان : هو عقد بين الشعب ( ولاة أمر ، ورعية ) وبين الله تعالى على تطبيق شريعة الله وتحقيق مصالح الناس وإقامة العدل بينهم . . وهذا يعني وباختصار : أن الله تعالى هو وحده مصدر ثوابت ومنطلقات التشريع في الأمة ، وأن الشعب عليه واجب الاستنباط والاجتهاد والتطوير في كل ما يحقق مصالح الجميع وإقامة العدل ، في إطار التزام وتطبيق ثوابت ومنطلقات التشريع .

أما عقد الأداء : فهو عقد بين ولي الأمر وبين الرعية للعمل معاً، على إنفاذ عقد الإيمان ، والتزام قيمه ومبادئه ، وتحقيق غاياته وأهدافه ، كل حسب مسؤولياته وصلاحياته ، وعلى أساس من السمع والطاعة لولي الأمر والنصح له بالمعروف . . وهذا يعني وباختصار أيضاً : أن الشعب حسب عقد الأداء ( البيعة ) يفوض الحاكم أو ولي الأمر وفق آلية يرتضونها ، ليقوم بأمانة تطبيق عقد الإيمان وغاياته ، وإقامة العدل وكل ما يحقق مصالح الناس وأمنهم ، مع التعاون معه وبذل النصح له .

والديموقراطية : كما هو معلوم تقوم على عقد اجتماعي ( عقد أداء ) بين الحاكم أو ولي الأمر وبين الشعب ، يقوم الحاكم بموجبه بإنفاذ إرادة الشعب ورغباته في تسيير مصالح المواطنين وأمن البلاد وتنميتها .. وهذا يعني وباختصار : أن الشعب هو مصدر التشريع ، وأن الحاكم مفوض وفق عقد الأداء بإنفاذ إرادة الشعب وتشريعاته التي قررها لتحقيق مصالح الناس والبلاد ،والحاكم بذلك مسؤول أمام الشعب وفق آليات وقواعد يرتضيها الشعب . . أي أن الشعب جمع لنفسه المصدرية المطلقة للتشريع ، والسلطة المطلقة للرقابة والمحاسبة ..

والمتأمل في العقدين .. العقد الاجتماعي ( عقدي الإيمان والأداء ) في الإسلام .. والعقد الاجتماعي ( عقد الأداء ) في الديموقراطية .. يجد أن هناك فوارق جوهرية بينهما:
1- الديموقراطية بجملتها تجربة بشرية خاضعة للخطأ والصواب وعرضة للفشل الكامل والنجاح ، أما الإسلام فهو منهج رباني محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والأداء البشري في إطاره مرشد بقيم الإسلام وضوابطه ومعاييره ، مما يجعل الأخطاء فرعية وجزئية لا جذرية وشمولية .
2- الديموقراطية ركزت جلّ اهتمامها على الوسائل والآليات والمصالح المادية ، وأهملت إلى حد كبير القيم والروحانيات والسلوكيات ، أما الإسلام فقد أكد على التوازنية الدقيقة والوثيقة ، بين الوسائل والماديات والمهارات ، وبين القيم والروحانيات والسلوكيات .
3- الديموقراطية تؤسس العلاقة بين الحاكم والشعب على أساس معيار تحقيق المصالح وفق ( عقد الأداء ) ، أما الإسلام فإنه يؤسس العلاقة بين الحاكم والشعب على إخلاص العبودية لله ، على أساس من معايير العدل ، وتحقيق مصالح الناس ، وفق التكامل بين ( عقدي الإيمان والأداء ) .
4- الديموقراطية تعتمد الأكثرية معياراً مطلقاً لتقرير الخطأ والصواب ، بينما الإسلام يقرر الثوابت الربانية معياراً مطلقاً لتقرير الخطأ والصواب في أفعال الناس .
5- الديموقراطية تقرر أن ممارسة السلطة من الحقوق والمكتسبات ، بينما الإسلام يعتبرها من التكاليف والتضحيات .
6- الديموقراطية أوحت بمنهجية التضاد والمعارضة بين فئات الشعب في ميادين تسيير مصالحهم ، بينما يقرر الإسلام مبدأ التناصح والتعاون في ميادين الحياة .
7- الديموقراطية اعتبرت المسائل الأخلاقية شأن شخصي تدخل بالحريات المطلقة للأفراد ، أما الإسلام فيقرر منظومة أخلاقية متكاملة وملزمة للجميع ، وأن الحريات الفردية محكومة ومنضبطة بالمعايير العليا لقيم الإسلام وتقاليد المجتمع بعامة .
8- الديموقراطية شطبت الأسرة من مؤسسات المجتمع المدني ، واعتبرتها شأناً فردياً ، أما الإسلام فيؤكد أن الأسرة مؤسسة مركزية في بناء مؤسسات المجتمع المدني .
9- الديموقراطية تقرر أن الرجل والمرأة متساويان على الإطلاق في الحقوق والواجبات ، أما الإسلام فإنه يقرر التكامل المنصف بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات .

الخير للجميع 03/09/2005 11:30


التوحيد
(معناه، أقسامه، فضائله)

التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهو دين الرسل كلهم -عليهم الصلاة والسلام- الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصح الأعمال إلا به، إذ هو أصلهـا الذي تُبنى عليه.
أقسام التوحيد:
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفا ت، وتوحيد الألوهية.
1. توحيد الربوبية:
وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم، وهذا النوع من التوحيد قد أقر به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق، والمالك، والمدبر، والمحيي، والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: ولئن سأ لتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون [العنكبوت: 61].
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار، ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته، بصرفهم شيئاً منها لغيره.
2. توحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفـات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى: 11]. وأن طريق معرفة ذلك هو الوحي وحده.
فيجب علينا : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل، ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا تأويل، ولا تكييف، لا نحاول ذلك كله لا بقلوبنا وتصوراتنا، ولا بألسنتنا أن نكيف شيئاً من صفاته تعالى أو نمثلها بصفات المخلوقين.
3. توحيد الألوهية:
وهو توحيد العبادة أي: إفراد الله -سبحانه وتعالى- بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً [الجن: 18]، فلا يجوز أن يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله -سبحانه وتعالى- لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله: هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه، والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله.
وتحقيق التوحيد: هو بمعرفته، والاطلاع على حقيقته، والقيام به علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة، وخوفاً، وإنابة، وتوكلاً، ودعاءً، وإخلاصاً، وإجلالا،ً وهيبة، وتعظيماً، وعبادة، وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات، والبدع، والمعاصي كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به، وذلك هو حقيقة التوحيد، وحقيقة لا إله إلا الله.
(معنى لا إله إلا الله):
أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له، لأن المعبودات الباطلة كثيرة، لكن المعبود الحق هو الله وحـده لا شريك لـه، قـال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير [الحج: 62]. وليس معناها لا خالق إلا الله، كما قد يظنه بعض الجهلة فإن كفار قريش الذين بعث فيهم -رسول الله صلى الله عليه وسلم- كانوا يقرون بـأن الخالـق المدبـر هو الله -تعالى- ولكنهم أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، كما في قوله تعالى عنهم: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب [ص: 5]، ففهموا من هذه الكلمة أنها تبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر العبادة لله وحده، وهم لا يريدون ذلك، فلذلك حاربهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها، وهو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له.
وبهذا يبطل ما يعتقده المبتدعة من أن معنى لا إله إلا الله: هو الإقرار بأن الله موجود، أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع، وأشباه ذلك، وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق، ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله، ودعاء الأموات، والتقرب إليهم بالنذور وبالطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم.
لقد عرف كفار قريش من قبل أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله، وإفراد الله بالعبادة، وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام، لتناقضوا مع أنفسهم، وهم يأنفون من التناقض، أما من يقول: لا إله إلا الله، ثم ينقضها بدعاء الأموات من الأولياء والصالحين، والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات فهو جاهل لمعنى كلمة التوحيد، عامل بما يناقض مقتضاها.
ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبيّن أن معنى لا إله إلا الله هو: البراءة من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد، وإفراد الله بالعبادة؛ فهذا هو الهدى ودين الحق، الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، أما قول الإنسان لا إله إلا الله من غير معرفة بمعناها، ولا عمل بمقتضاها، أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد، بل ربما يخلص لغير الله في عبادته؛ من الدعاء، والخوف، والذبح، والنذر، والاستغاثة، والتوكل، وغير ذلك من أنواع العبادات؛ فإن هذا نقض للتوحيد، وصاحبه مشرك.
قال ابن رجب: فإن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله، وصدقه فيها، وإخلاصه، يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده، إجلالاً، وهيبة، ومخافة، ومحبة، ورجاء، وتعظيماً، وتوكلاً، ويمتلئ بذلك، وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك لم تبق فيه محبة، ولا إرادة، ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه، وينتفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإرادتها، ووسواس الشيطان.
فمن أحب شيئا، وأطاعه، وأحب عليه، وأبغض عليه، فهو إلهه، فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا الله، ولا يوالي ولا يعادي إلا لله، فالله إلهه حقاً، ومن أحب لهواه وأبغض له، ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان: 43].
(فضل كلمة الإخلاص):
لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة، وثمرات عديدة، ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط، ولا تتحقق إلا لمن قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها، ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" متفق عليه. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا ا لله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال.
إن من يقول كلمة الإخلاص عاداً وتقليداً دون ان يخالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يقال إنه قالها مخلصاً بها لله، ومثله من يقولها وهو مصر على ذنب وقتها ومن به، فإن هذا ينافي الإخلاص فيها وكمال المحبة لصاحبها،ومثل هؤلاء هم من يفتن عنها عند الموت ويحال بينه وبين النطق بها، وكذلك عند يسأل عن ربه فيقول: "لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته" رواه أحمد وأبوداود.
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث، فإن ثمرتها مشروطة بأن يقولها بإخلاص ويقين تام وهذا معنى قوله: "يبتغي بها وجه الله"، ومن ثم فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء، وإذا كان الله أحب إليه من كل شيىء كان محباً لمحبوباته وأوامره، مبغضاً لمنهياته، مسارعاً بالامتثال والانقياد، ولا يبقى إرادة لما حرم الله، ولا كراهة لما أمر الله به ومن كان هذا حاله غفرت ذنوبه السابقة مهما بلغت وزكا حمله وصلح حاله في الدنيا وحاله في الآخرة.
(أركانها): للشهادة ركنان: نفي في قوله: "لا إله". إثبات في قوله: "إلا الله".
"فلا إله" نفت الألوهية عن كل شيء سوى الله، وإلا الله" أثبتت الألوهية لله وحده لاشريك له.
شروط لا إله إلا اللّه:
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، ولا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد، والتزمها بدون مناقضة لشيء منها، وليس المراد من ذلك عدّ ألفاظها وحفظها، فكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها! وهذه الشروط هي:
1. العلم:
والمراد به: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن -الله عز وجل- هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها، وضد العلم الجهل، بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، بل يرى جواز عبادة غير الله مع الله، قال تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله [محمد: 19]، وقال تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف: 86]، أي: من شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
2. اليقيـن:
وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن قلبه إليه، دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً. فلا بد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله -تعالى- وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيء من أنواع التأله والتعبد، فإن شك في شهادته أو توقف في بطلان عبادة غير الله، كأن يقول: أجزم بألوهية الله ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره؛ بطلت شهادته، ولم تنفعه، قال تعالى: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا [الحجرات: 15].
3. القبول:
القبول يعني: أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق الأخبار ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد، والتحريف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا [البقرة: 136].
وضد القبول: الرد؛ فإن هناك من يعلم معنى الشهادة، ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً، قال تعالى: فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون [الأنعام: 33]. ويدخل في الرد وعدم القبول، من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود، أو يكرهها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [البقرة: 208].
4. الانقياد المنافي للشرك:
وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص، وهو الاستسلام والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله، قال تعالى: وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له [الزمر:54].
والانقياد -أيضاً- لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- والرضى به، والعمل به دون تعقب أو زيادة أو نقصان، وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها، وقبلها، ولكنه لم ينقد، ولم يذعن، ولم يستسلم ولم يعمل بمقتضى ما علم؛ فإن ذلك لا ينفعه.
5. الصدق:
وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون صادقاً في إيمانه، صادقاً في عقيدته، ومتى كان كذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء من كتاب ربه، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في عبادته، وأن يبذل الجهد في طاعة الله، وحفظ حدوده، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119]، وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه؛ لا يعد مؤمناً بل هو منافق، وإن نطق بالشهادة بلسانه، فإن هذه الشهادة لا تنجيه.
ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله -سبحانه- أمرنا بطاعته وتصديقه، وقرن ذلك بطاعته -سبحانه وتعالى-.
6. الإخلاص :
وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، وذلك بأن تصدر عنه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها شائبة رياء أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله، قال تعالى: ألا لله الدين الخالص [الزمر: 3]. وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين [البينة: 5].
وضد الإخلاص: الشرك والرياء ابتغاء غير وجه الله، فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً [الفرقان: 23]، فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله لأنه فقد الأصل. قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً [النساء: 48].
7. المحبة:
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة ولما دلت عليه واقتضته؛ فيحب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويقدم محبتهما على كل محبة، ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبّة مقرونة بالإجلال والتعظيم، والخوف والرجاء، ومن المحبة تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها، ومن المحبة -أيضاً- أن يكره ما يكرهه الله، فيكره الكفار لكفرهم ويبغضهم، ويعاديهم، ويكره الكفر والفسوق والعصيان، وعلامة هذه المحبة؛ الانقياد لشرع الله، واتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) في كل شيء، قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم [آل عمران: 31].
وضد المحبة الكراهية لهذه ا لكلمة، ولما دلت عليه، وما اقتضته، أو محبة غير الله مع الله، قال تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم [محمد: 9].
ومما ينافي المحبة: بغض الرسول (صلى الله عليه وسلم) وموالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله المؤمنين.
(معنى شهادة أنّ محمداً رسول الله):
معناها: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد ا لله إلا بما شرع، فلا بد للمسلم من تحقيق أركان تلك الشهادة، فلا يكون كامل الشهادة له بالرسالة من قالها بلسانه وترك أمره، وارتكب نهيه، وأطاع غيره، أو تعبّد الله بغير شريعته، قال (صلى الله عليه وسلم) : "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله" رواه البخاري، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد" متفق عليه.
* ومن مقتضى هذه الشهادة -أيضاً- أن لا يعتقد أن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقاً في الربوبية، وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع والضر إلا ما شاء الله.


الخير للجميع 03/09/2005 12:02

استمع

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


الخير للجميع 03/09/2005 19:53

أأسف للخطأ في الرابط أعلاه
وهذا هو الرابط الهدية للإستماع

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


الخير للجميع 03/09/2005 23:39

الصــــــــــــــــــــــ ــــــــلاة
 
إن من يعرف عقيدة المسلم وعلاقته بخالقه عز وجل وتفانيه في طاعته والتقرب منه لكسب رحمته ورضاه ودخول جنته جز وجل ....
لا يمكن أبداً أن يصف المسلمين بما تبثه وسائل الإعلام الصهيونية وطبولها الموزعة في كل العالم بأنه دين الإرهاب ودين القتل .....
ولكي تأخذ عزيزي القارئ فكرة ولو بسيطة عن ديني وعن ما أقوله فقط انظر كيف يصلي المسلم.....
هل فكرت ولو مرة بصلاة هذا الإنسان الذي يدعو إلى عبادة إله واحد رب العالمين؟؟؟؟
هل فكرت كيف يستعد هذا المخلوق لمقابلة خالقه في صلاته؟؟؟؟
هل فكرت في غسله لجميع أطرافه وتنظيفها استعداداً لهذه الصلاة؟؟؟؟
............؟
هل فكرت لماذا يتهمونه بما يتهمون؟؟؟؟؟

ولكي تستطيع الحكم على ما يقولونه
يجب عليك أن تعلم كيف يفكر المسلم ؟؟؟
كيف يعبد ربه؟؟؟؟
كيف يصلي؟؟؟
كيف يستعد للصلاة؟؟؟
كيف يحاكم الأمور كلها؟؟؟؟

وأنا كواحد من المسلمين وجدت أنه من واجب أي نصراني أو يهودي أو أي بشر على وجه الأرض..
من واجبهم علي أن أوضح لهم وأشرح لهم ذلك

أعزائي الكرام
يعيش المسلم في تواد وتراحم مع جميع الأمم والأديان المختلفة قاعدته الأساسية
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة : 256)

فهو يدعوا للإسلام وذلك بالتوضيح والشرح للجميع عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى والاستسلام له وحده ...
العقيدة التي يدين بها والمأمور من الله تعالى أن يوصلها لكل البشر ولا يكره أحد على اتباع دينه ما دام أقام عليه الحجة والدليل....

فتفكير المسلم منصب بتبليغ ما أمره الله به تبليغه وذلك لإرضاء الله تعالى ونيل غفرانه وجنته ورضوانه.....

أما عبادة المسلم لذات الله القائل في كتابه العزيز:

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)

فهي متمثلة بحياة المسلم كلها......

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)

فحياة المسلم كلها عبادة.....نومه , قيامه , ذهابه , مجيئه , أكله, شربه , راحته, تعبه .......مادامت النية حاضرة متوجهة في سبيل عبادة الله وطاعة الله وإرضاءه تعالى.....

وصلاة المسلم أحد طرق عبادة المسلم لربه فيها الفروض التي أمرنا الله بها وفيها التطوع الذي لا حدود له....

فللنظر إلى هذا المسلم المتهم كيف يصلي وكيف يستعد للصلاة.....
لا يصلي المسلم لرب العزة إلا إذا استعد روحياً وجسدياً لهذه الصلاة
فلا بد له من الوضوء قبل كل صلاة أو الاغتسال والاستحمام في بعض الحالات الخاصة التي أمره الله بها....
فالوضوء هو غسل الوجه وجميع الظاهر من الأطراف (اليدين والرجلين ) ومسح الرأس بالإضافة إلى المضمضة والاستنشاق ومسح الأذنين...
إي لا بد لمن أراد الصلاة أن يغسل هذه الأعضاء أولاً ولا تصح صلاة المسلم إلا إذا كان نظيفاً (متوضئاً) ....
فالصلاة في الإسلام هي لقاء يومي بين العبد وخالقه خمس مرات في اليوم (الفروض) يثني على ذات الله ويستغفره ويدعوه ويذكر نفسه بكلام الله من القرآن الكريم ......
وهذا اللقاء لا بد ممن يريده مع الله تعالى أن يكون نظيف القلب والقالب
لا حقد ولا كره ولا غل على أحد.....
بنظافة واستعداد يليق بهذا اللقاء....

ثم لننظر إلى هذه الصلاة
يقف المصلي بين يدي ربه تاركاً جميع هموم الدنيا وراء ظهره ....
دائراً ظهره لجميع أمور الدنيا وبشر الدنيا وعمل الدنيا وماديات الدنيا وقهر الدنيا وظلم الدنيا
تاركاً الظالمين والحاقدين والمتربصين به وراء ظهره
لا يأبه بمن مر من خلفه أو جانبه أو أمامه .....
لا يلتفت لا يميناً ولا يساراً .....
لا يأكل لا يشرب لا يتكلم مع أحد....
نعم
إن هذه المقابلة المهمة مع رب الأرباب تتم بسكينة ووقار وأدب..
يثني على الله ويتقرب منه بالدعاء....
يطلب منه تعالى المغفرة والرحمة والعفو....
يدعوا لنفسه.....لوالديه ...للمسلمين.....

يتم هذا اللقاء والاستعداد لهذا اللقاء خمس مرات باليوم....
والمصلي خلالها خاشعاً طائعاً لله تعالى لا يبالي بالعالم أجمع .....

ومن خلفه كان الحاقدون والمتآمرون والمنافقون الذين يأبون أن تكون العبادة لرب واحد وإله واحد
لا يُدعى إلا هو ولا يُرتجي إلا هو ولا يُخاف إلا هو ولا يُستعان إلا هو.....
يأبون أن تكون كلمة الله هي العليا وهي الكلمة الفصل في كل الأمور
يأبون أن يُحقَّر الشيطان و يُذل ويطرد ولا تقوم له قائمة
يأبون إلا أن ينصبوا أنفسهم أنداداً لله

هؤلاء كلهم تآمروا خلف هذا المصلي الغير آبه إلا بمن يصلي له والمترفع عن كيد هؤلاء البشر المؤمن بأن ربه وربهم سينصر دينه وكلمته..
هؤلاء جمعوا كيدهم وحقدهم وألقوه اتهامات باطلة على الدين الإسلامي وكذبوا الكذب الواهية لينالوا من هذه العقيدة البريئة مما يقولون...
فاتهموه مرة بأنه دين القتل ومرة بأنه دين الإرهاب ومرة بأنه دين.....

لأن هذا الدين الداعي إلى إقامة شرع الله وترك ما سواه قد ضر بمصالح هؤلاء الظلمة المتمثلة بتعبيد البشر لهم أنفسهم وترك عبادة الله الواحد
تعبيدهم لم اقتصادياُ وسياسياً وعسكرياً واجتماعياً.......

ومع ذلك فالمسلم لم ولن يضره ما يقول عنه تلك الأباطيل
وذلك ليقينه بأنه على حق
وأن الله ناصر دينه
وأن كيد البشر لن يؤثر على دين رب البشر
وأن عقول البشر سترجع يوماً إلى الصواب وإلى الحق
مهما طال الزمن ومهما كثر الظالمون المشوهون للحقائق..

فنور الشمس لا ولن يستطيع البشر إطفاؤها بأفواههم مهما بلغوا من قوة ....
فالله أكبر منهم ومن كيدهم ومن مكرهم.....

المتمني للجميع الخير والهداية

Anonymous 03/09/2005 23:48

الحمد لله على نعمة الاسلام

Anonymous 04/09/2005 04:52

اقتباس:

الحمد لله على نعمة الاسلام
صدقت والله الحمد لله على نعمة الاسلام .... ياربي لك الحمد والشكر والمنة

Anonymous 04/09/2005 10:37

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


Anonymous 04/09/2005 18:50

:hart: :hart:

الخير للجميع 04/09/2005 23:46

هون أفضل موووووووووووووووووووووووو وووووووووووو
 
الوضوء وقاية من الأمراض الجلدية

قال صلى الله عليه وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم : وقال : ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) متفق عليه

أثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزرعة الميكروبية التي علمت للمنتظمين في الوضوء .. ولغير المنتظمين : أن الذين يتوضئون باستمرار .. قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفا طاهرا خاليا من الميكروبات ولذلك جاءت المزارع الميكروبية التي أجريت لهم خالية تماما من أي نوع من الميكروبات في حين أعطت أنوف من لا يتوضئون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية العنقوديةالشديدة العدوى .. والكروية السبحية السريعة الانتشار.. والميكروبات العضوية التي تسبب العديد من الأمراض وقد ثبت أن التسمم الذاتي يحدث من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفى الأنف ومنهما إلى داخل المعدة والأمعاء ولإحداث الالتهابات والأمراض المتعددة ولا سيما عندما تدخل الدورة الدموية .
لذلك شرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء أما بالنسبة للمضمضة فقد ثبت أنها تحفظ الفهم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها فقد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسمنانهم لو اهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم .. ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا .. وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين والقدمين فائدة إزالة الغبار وما يحتوى عليه من الجراثيم فضلا عن تنظيف البشرة من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية بالإضافة إلى إزالة العرق وقد ثبت علميا أن الميكروبات لا تهاجم جلد الإنسان إلا إذا أهمل نظافته .. فإن الإنسان إذا مكث فترة طويلة بدون غسل لأعضائه فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثه حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر .. التي غالبا ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات إلى الجلد . كذلك فإن الإفرازات المتراكمة هي دعوة للبكتريا كي تتكاثر وتنمو لهذا فإن الوضوء بأركانه قد سبق علم البكتريولوجيا الحديثة والعلماء الذين استعانوا بالمجهر على اكتشاف البكتريا والفطريات التي تهاجم الجلد الذي لا يعتني صاحبه بنظافته التي تتمثل في الوضوء والغسل ومع استمرار الفحوص والدراسات .. أعطت التجارب حقائق علمية أخرى .. فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما .. ولذلك يجب غسل اليدين جيدا عند البدء في الوضوء .. وهذا يفسر لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا استيقظ أحدكم من نومة .. فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا ) كما قد ثبت أيضا أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته . ومن ذلك كله يتجلى الإعجاز العلمي في شرعية الوضوء في الإسلام
قال الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضو الجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الامراض الباطنية والقلب .. توصل العلماء الى ان سقوط أشعة الضوء على الماء أثناء الوضوء يؤدي الى انطلاق أيونات سالبة ويقلل الايونات الموجبة مما يؤدي الى استرخاء الاعصاب والعضلات ويتخلص الجسم من ارتفاع ضغط الدم والالام العضلية وحالات القلق والأرق ..ويؤكد ذلك أحد العلماء الامريكيين في قوله : إن للماء قوة سحرية بل إن رذاذ الماء على الوجه واليدين - يقصد الوضوء - هو أفضل وسيلة للاسترخاء وإزلة التوتر ... فسبحان الله العظيم

المصدر : مجلة الإصلاح العدد 296 سنة 1994 /" من ندوات جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
المصدر /" الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية /" محمد كامل عبد الصمد


أشكر أخي رائد والرفاعي
:hart:

Anonymous 05/09/2005 15:39

وماذا عن العالمية والعولمة ... ؟

تحدث الناس كثيرا عن العولمة ولا يزالون ، ومن حقهم أن يتحدثوا وأن يطيلوا الحديث .. بل من الواجب الملح أن يتأمل المفكرون والمثقفون هذه المسألة ، وأن يؤصلوا لها ، عليهم أن يؤصلوا لآلياتها ووسائلها ، ومطلوب منهم أن يؤصلوا لنظمها ولمعايير ضبط أدائها . ولكن على المفكرين والمثقفين قبل ذلك أن يتأملوا بموضوعية وجدية طبيعة وهوية النظام العالمي ، باعتباره المرتكز الأساسي والإطار المرجعي لمنهجية العولمة وأهدافها ومقاصدها ، عليهم أن يؤسسوا فهما مشتركا وأن يبلوروا رؤية موحدة حول الكليات العليا والمبادئ والقيم العامة التي ينبغي أن يؤسس بها النظام العالمي ، ليكون نظاما مؤهلا لتوفير ورعاية المقومات الحيوية والأساس لحياة الفرد والمجتمع إقليميا وعالميا ، وقادرا على إقامة العدل بين الناس وتقرير المعايير الموحدة والمنصفة في انتظام مصالح الأمم والشعوب ، وليكون من بعد نظاما كفؤا تحكم به العلاقات الدولية بإنصاف ، وتضبط على أساس من قيمة آليات التعايش الآمن بين المجتمعات البشرية .

إن العالمية والعولمة أمران متلازمان متكاملان ، فالعالمية قيم وخلق ، والعولمة سلوك وأداء ، والعالمية مبادئ ومثل وأدبيات ، والعولمة آليات ونظم ووسائل ومهارات ، والعالمية تقنين وترسيم لمصالح الناس ، والعولمة تفعيل وتنفيذ لنظم المصالح بينهم ، والعالمية بدون عولمة تبقى آمالا وتطلعات ، والعولمة بدون عالمية تبقى عرضة للعبثية والتخبطات ، فهما طرفا المعادلة الصحيحة المتزنة لحركة الإنسان في مهمة عمارة الأرض وإقامة العدل والأمن في أرجائها ، وبقدر ما تنتظم العلاقة وتتوثق بين العالمية والعولمة ، بقدر ما ينتظم السير الصحيح في الأرض ، وبقدر ما يتحقق التفعيل الإيجابي لمكنوناتها لصالح كرامة الإنسان وأمنه ورفاهته .

والإسلام جاء من وراء أربعة عشر قرنا ونيف ليقرر العالمية والعولمة ولينشئ العلاقة الموضوعية الوثيقة بينهما ، بعد أن قرر التحول بالنهج البشري من القومية إلى العالمية ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) والتوسع بمصالح الناس والنفع العام من الخصوصية إلى العولمة على أساس من التمايز والتعايش والتكامل " الناس شركاء في ثلاث .. الماء والكلأ والنار " ويقول رسول الله ( خير الناس من ينفع الناس ) وبعد أن قرر قاعدة التدافع والتعاون البشري من اجل صرف الفساد عن الأرض واقامة الأمن فيها ( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) ، وبذلك يكون الإسلام قد احدث تحولا جذريا في حياة الناس وهو يرتقي بهمومهم واهتماماتهم ومسؤولياتهم من المستوى القومي والإقليمي إلى المستوى الاممي والعالمي مقررا وحدة الأسرة البشرية وتكامل مصالحها وأمنها ، وأن الأرض سكنهم المشترك ينبغي المحافظة على سلامتها وعدم إفسادها ، وأنها خزانة رزقهم ، عليهم أن يحسنوا استخدام مفاتيحها ، وان يتقنوا فنون ومهارات تفعيل مخزوناتها ، وعليهم أن يلتزموا قيم العدل والإحسان في نظم ومعايير الانتفاع بمسخراتها ، بما يحقق كرامة الإنسان وأمنه وكفايته ، ومما ينبغي أن يتنبه إليه المسلمون وان يعرفه الناس من حولهم أن الإسلام عقيدة وشريعة ، فلئن كانت العقيدة تمثل مرتكزات وثوابت ومنطلقات خصوصية الهوية الدينية الصحيحة للمسلمين فإن الشريعة تمثل مرتكزات ومنطلقات عالمية وعولمة المنهج المحكم لعمارة الأرض واقامة العدل والأمن ، وتحقيق المصالح المشتركة بين الناس على اختلاف انتماءاتهم القومية والعرقية والجنسية واللونية والدينية ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) .

وعلى أساس من ذلك فإن الإسلام يقرر أن الناس جميعا شركاء في مهمة الاستخلاف الرباني للإنسان في عمارة الأرض ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) وأن الناس جميعا مؤهلون خلقة ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ومهيئون فطرة لأداء هذه المهمة ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ، والناس مكلفون بالتعاون لتحقيق عمارة آمنة للأرض ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، ومدعوون للتكامل والتعارف من أجل إنجاز شامل وعادل لمهمة الاستخلاف الرباني ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، والإسلام يقرر كذلك أن الناس شركاء في الانتفاع العام بنتائج سيرهم وكدحهم لعمارة الأرض وبكلمة أخرى هم شركاء في الانتفاع بثمرات العطاء الحضاري التكنولوجي والصناعي والزراعي والحيوي ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ) ، ولكن ذلك كله وفق قواعد ومعايير صيانة حق التملك والتزام ضوابط نظم وآليات الانتفاع .

وبعد أليس من الموضوعية والمشروعية أن يستوقفنا سائل ليسأل : ما المطلوب والملح من الناس عل أساس ما ذكر آنفا من اجل الوصول بالمجتمعات البشرية إلى عالمية راشدة وعولمة آمنة .. ؟ والجواب باختصار ما يلي :

أولا : العمل معا على تجديد القيم الروحية والأخلاقية وبعث روح المسؤولية بين الأجيال البشرية

ثانيا : إعادة التوازن بين حركة العلوم والتكنولوجيا من جهة وبين القيم الأخلاقية والدينية الربانية من جهة أخرى لضبط النتائج المعرفية لتكون في صالح كرامة الإنسان وسلامة البيئة والتعايش البشري الآمن .

ثالثا : اعتماد الحوار الجاد بين الناس كأساس للتعارف من أجل أن يتعلم الناس كيف يتعامل كل منهم مع الآخر ، وكيف يجل الجميع كرامة الإنسان ، وأن تكتشف القيم المشتركة وتراعى الخصوصيات الثقافية في سبيل تحقيق تعايش آمن .

إن التجديد الديني للقيم الربانية ، والضبط التكنولوجي والمعرفي ، والحوار الثقافي والحضاري بين الناس هي من الضرورات الملحة من أجل الوصول إلى نظام عالمي راشد وعولمة عادلة آمنة

Anonymous 05/09/2005 20:06

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



:jakoush: :jakoush: :jakoush:

الخير للجميع 07/09/2005 01:47

الحــــــــب فــي اللـــــــــــه


قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار". متفق عليه
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله:"
إمام عادل ، وشاب نشأ فى طاعة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إنى أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه". متفق عليه
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ان الله تعالى يقول يوم القيامة:
أين المتحابون بجلالى ؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى" رواه مسلم.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم". رواه مسلم.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: المتحابون فى جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" رواه الترمزى.
فضل الدعاء بظهر الغيب (أي الدعاء لأخيك بدون علمه)
قال الله تعالى: ( والذين جاءوا مِن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
وقال تعالى: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
وقال تعالى: (ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين ، يوم يقوم الحساب).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ، ولك بمثل . " رواه مسلم

a99101464 07/09/2005 13:08

الحجاب في الاسلام و آداب خروج المرأة المسلمة من بيتها :
 
نقلا عن :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


=================
[الكاتب: بلال الزهري]

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد:

فقد فرض الخالق سبحانه وتعالى واجبات على المرأة المسلمة أن تراعيها عند خروجها من بيتها محافظة على عفّة المجتمع الإسلامي.

وسنتناول في مقالنا هذا ثلاثة نقاط رئيسية، وهي: الحجاب، والزينة، والتطيّب.

الحجاب الشرعي :
أوجب الله تعالى على المرأة المسلمة الالتزام بالحجاب الشرعي في قوله تعالى : { يا أيّها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يُعرَفْنَ فلا يُؤذَين وكان الله غفوراً رحيماً } ، [الأحزاب: 59]، وقال تعالى أيضاً : { وليضربن بخمورهنَّ على جيوبهنَّ... } [النور: 71].

ففي الآية من سورة الأحزاب ذكر الله تعالى الجلباب، والجلبابُ هو اللباس الذي يُسدَلُ من على الكتف إلى أسفل القدمين.
وفي الآية من سورة النور وصف الله تعالى خمار الرأس، وهو ما يُغطي شعر المرأة وعُنقها وفتحة صدرها - ووجهها عند بعض العلماء، وليس هذا مقام التفصيل في ذلك -

ويشترط في اللباس الشرعي أن يكون ساتراً، فضفاضاً، غير ضيّق، وأن لا يصف حجم الجسم، وأن لا يكون رقيقاً شفافاً مُخايلاً لما تحته، وأن لا يكون لباساً اختص به الرجال، وأن لا يكون لباساً اختُصت بلبسه الكافرات، وأن لا يكون لباس شهرة وزينة ، وهذا هو مذهب جمهور العلماء ...

قال صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه عندما أهداه قبطية كثيفة -أي سميكة - : (( مالكَ لم تلبس القبطية؟ )) قال أسامة رضي الله عنه : كسوتها امرأتي ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( مُرها فلتجعل تحتها غِلالةً - أي فلتلبس تحتها لباساً آخر - فإني أخافُ أن تصف حجم عظامها )) [رواه الإمام أحمد وغيره].

فمن هنا يُعلم أن أي لباسٍ يشف أو يصف حجم الجسد كثياب الجوخ و" البنطلون " مثلاً، هو لباسٌ غير شرعي يجب تجنّبه.

وقد دخلت نسوة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعليهن ثياب رقاقٌ فقالت رضي الله عنها: ( إن كنتنَّ مؤمناتٍ فليس هذا بثياب المؤمنات ) .
وأدخلت عليها عروس عليها خمارٌ رقيقٌ شَفاف، فقالت رضي الله عنها ( لم تؤمن بسورة النور امرأةٌ تلبس هذا ) [رواهما القرطبي في تفسيره].

فكيف بها -رضي الله عنها- لو رأت لباس المسلمات، لا بل بعض المحجبات، في زماننا هذا، من اللواتي تبدين سوقهنّ وأعناقهنّ وتلبسن اللباس الضيّق؟!

التبرّج :
ومن الآداب التي بيّنها القرآن الكريم للمرأة المسلمة عند خروجها من بيتها، تجنّب التبرّج ، فقد قال تعالى : { ولا تبرَّجنَ تبرج الجاهلية الأولى } [الأحزاب: 33] ، وهذا خطابٌ عام لكل المؤمنات يُحرِّمُ عليهنّ وضع المساحيق وإبداء محاسنهن وزينتهن التي تثير شهوة الرجال.

وللتبرج صورٌ ومظاهر عرفها الناس قديماً وحديثاً، منها ما ذكره المفسرون : كقول مجاهد رحمه الله تعالى مفسراً معنى التبرج: ( المرأة كانت تخرج تمشي بين الرجال ) .
وقال قتادة رحمه الله تعالى: ( كان لهن مشية تكسرٍ وتغنج ) .
وقال مقاتل رحمه الله تعالى : ( التبرج أنها تلقي الخمار على الرأس، ولا تشده، فيداري قلائدها وقُرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها ) .

هذه صور تبرج الجاهلية الأولى، الاختلاط بالرجال، والتكسرُ في المشي، ولبسُ الخمار على هيئةٍ يبدو معها بعضُ محاسن البدن والزينة.

أمّا اليوم فنرى أنّ قسماً من النساء قد تأثّر ببعض الدعوات المشبوهة التي شوّهت معنى الحجاب الشرعي لدى المرأة المسلمة، من لبسٍ للبنطلون أو اللباس القصير، أو إظهار لجزء من شعرها أو رقبتها، هذا بالإضافة إلى شتّى أنواع العطورات والمساحيق بحيث انتفت معها علّة الحجاب، وهي الحفاظ على عفاف المرأة المسلمة والمجتمع الإسلامي، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

خروج المرأة من بيتها متعطّرة :
واعلمي أختي المسلمة، أنه لا يحل للمرأة أن تخرج من بيتها وهي متعطرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيما امرأةٍ استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا من ريحها فهي زانية )) ، وفي رواية: (( وكل عينٍ زانية )) [حديث صحيح أخرجه أهل السنن].

وفي رواية أخرى: (( كل عينٍ زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس -أي مجلس الرجال- فهي زانية )) [رواه الترمذي وأبو داود والنسائي].

قال المناوي في فيض القدير [5/27] : ( والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه ويحصل لها إثمٌ لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه، فإذن هي سببُ زناه بالعين فهي أيضاً زانية ) .

وكما أن العطر يُستعملُ في البدن كذلك يستعمل في الثوب، وكل ذلك لا يحل استعماله بنص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد ذكر المناوي سبب منع خروج النساء متعطّرات، حيث بيّن أنّ فيه تحريك شهوة الرجال، لذلك مُنعنَ من الخروج متعطّرات ولو إلى الصلاة في المسجد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليُوجد ريحها لم يُقبل منها صلاةٌ حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة )) [رواه الإمام أحمد وغيره].

وفي رواية: أن أبا هريرة رضي الله عنه رأى امرأة متطيبة تريد المسجد فقال لها: عليك السلام، فقالت : وعليك ، قال: فأين تريدين؟ ، قالت: المسجد ، قال: ولأي شيءٍ تطيبتِ بهذا الطيب ؟ قالت : للمسجد ، قال: آلله؟، قالت: آلله ، قال: فإن حُبي أبا القاسم أخبرني أنه : (( لا تُقبل لامرأة صلاة تطيبت بطيب لغير زوجها، حتى تغتسل منه غسلها من الجنابة )) ، فاذهبي فاغتسلي منه، ثم ارجعي فصلي. [رواه البيهقي بهذا اللفظ وله طرقٌ أخرى لغيره].

ففي هذه الأحاديث دِلالةٌ قاطعة على تحريم خروج المرأة من بيتها متعطرة سواءٌ قصدت بذلك التعرض للرجال أم لم تقصد.

وقد استدل بعض أهل الفتنة على جواز خروج المرأة متعطرة إذا لم تقصد بتعطرها فتنة الرجال، فقالوا بأن اللام في الحديث هي " لام التعليل "، أي إن كانت نيتها أن يشم الرجال ريحها فهي آثمة، وإلا فلا! وهذا القول غيرُ مستقيم، وباطل، فإن اللامُ هنا ليست لام التعليل، إنما هي " لام العاقبة " ، لأنّها كاللام في قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا } [القصص: 8]، فالتقاط فرعون موسى عليه الصلاة والسلام كان عاقبة له.

وهناك رواية أخرى للحديث رواها الإمام الدارمي تقويّ ما ذهبنا إليه، فإن الرواية تقول (( ...فيوجد ريحها...)) ، فهذه الرواية تدل بشكٍل قاطع على تحريم خروج المرأة من بيتها متعطرة، سواءٌ بنية التعرض للرجال أم بغير نية لأن الحديث يقول (( فيوجد ريحها )) ، وهذا الوجدان يحصل بقصد أو بغير قصد.

كما استدل أصحاب هذا النهج الباطل بما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمخ جباهنا بالمسك المطيب للإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا )) [رواه الإمام أبو داود].

أقول والاستدلال بهذا الأثر عن أم المؤمنين باطلٌ أيضاً، لأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لم يكنَّ يُخالطن الرجال أثناء الحج، بل كنَّ يطُفنَ في معزلٍ عن الرجال، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ( أن عائشة رضي الله عنها، كانت تطوف حِجرةً -أي بمعزل- من الرجال لا تخالطهم ) ، لذا فلا يضرّها رضي الله عنها إن تطيبت.

ثم أقول: لعل المقصود بالطيب هنا طيب النساء الذي ليس له رائحة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( طيبُ الرجال ما ظهر ريحه وخفيَ لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفيَ ريحه )) [رواه الترمذي والنسائي]. وقد ذهب إلى هذا بعض أهل العلم.

وهناك تفسيرٌ آخر لبعض أهل العلم، بأن الحديث يدل على جواز التطيب في الحج فقط وليس في سائر الأوقات، لأنه كما خُص في الحج عدم جواز لبس المرأة النقاب والقفازين، فلعلّه رخُص لهنَّ التطيب في الحج فقط، لأنه مكانُ مأمون من الفتنة ...


والله تعالى أعلم


[بقلم؛ بلال الزهري / عن مجلة نداء الإسلام]

a99101464 07/09/2005 13:14

فريضة الجهاد و ماذا خسر المسلمون بإسقاط فريضة الجهاد :
 
نقلا عن :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


=======================
ماذا خسر المسلمون بإسقاط فريضة الجهاد :
[الكاتب: يحيى هاشم حسن فرغل]
الجهاد - كما يقول الإمام الصنعاني في كتابه سبل السلام - مصدر جاهدت جهادا، أي بلغت المشقة، هذا لغة، وفي الشرع بذل الجهد في قتال الكفار أو البغاة.

وإنه لمن فواجع المرحلة التي يمر بها المسلمون اليوم أن لم يكفهم من الخسارة تعطيل الجهاد على مستوى الفعل من سلوكهم ومقاومتهم، ولكن أن زادوا خسرانا فسمحوا لمن كفر بدينهم واحتقر ثقافتهم وصنع هزيمتهم أن يدخل إلى مخادعهم ليفرض عليهم إسقاط الجهاد على مستوى النية من ثقافتهم وتعليمهم في بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم.

لكن تعالوا نتعرف أولا على الأدوار التي مر بها مبنى الإسلام - حتى اليوم - في تعرضه لخطر إسقاط الجهاد.

إن مبنى الإسلام لا يحتاج إلى ضمان بقائه كدين غير الضمان الذي ذكره الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولكننا نبحث هنا عن ضمان بقاء الناس فيه أو معه.

لقد بدأ الإسلام غريبا بمرحلة النقاء والتميز الأولى، ثم مر بمرحلة الخلط والتزييف في العقل والعلم والقوة والمتعة والدنيوية، ثم بمرحلة المحن والابتلاء الحاضر، ثم يعود - حسب وعد الله - إلى مرحلة النقاء والتميز مرة أخرى، وهذا هو بقاؤه.

لقد مرت عملية بناء الإسلام بالدوائر الآتية:


دائرة المركز: في بناء الأفراد بالتربية والقيم.

ودائرة الوسط التي تحيطها: في بناء المجتمع.

ودائرة الانتشار: بالدعوة على المستوى العالمي.

ودائرة الحراسة: بالقوة التي تحمي ما قبلها، أي في بناء الدولة.

وإنه ليتحرك الجهاد أولا لبناء هذه الدوائر، ثم يتحرك الجهاد لحماية هذه الدوائر على عكس الترتيب السابق. فلما تركنا الجهاد تبددت - أول ما تبددت - دائرة الحراسة بالدولة، ثم انتقل هجوم العدو إلى دائرة الدعوة على المستوى العالمي، ثم انتقل هجوم العدو إلى دائرة المجتمع بتفكيك وحدته على أساس الإسلام، ثم انتقل هجوم العدو إلى دائرة المركز؛ دائرة التربية والقيم والأفراد.

ومن جهتنا فلقد تحركنا في إسقاط فريضة الجهاد في ثلاثة اتجاهات:


الأول: إشاعة مفهوم مزيف عن السلام يعني الاستسلام.

الثاني: ضرب فريضة الجهاد خوفا من البعث الإسلامي المنشود.

الثالث: إخفاء المفهوم الديني لصراعنا مع الغرب تجاهلا لقوله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}.

ولم يتمكن العدو منا لمحض قوة فيه، فنحن الذين أعطيناه شرعية أن يضربنا، لتحريرنا من "الاحتلال الداخلي" - يعنون نظام الحكم الفاسد - وهو مفهوم شديد التهرؤ سياسيا، شديد السقوط أخلاقيا، شديد الكذب واقعيا، فليس لذي ذرة من شرف أو طائف من عقل، أو مسحة من كرامة، أو بقية من دين أن يؤيد المحتل الخارجي الكافر ضد فساد داخلي مهما يكن أمره، مبررا ذلك بلعبة لفظية كاذبة بتسميته الفساد الداخلي احتلالا، وهو في هذا أشبه بامرأة اعترفت بقلة حيلتها ثم استقبلت في فراشها المهجور علجا أجنبيا مقتحما زانيا - ربما لساعة أو ساعتين أو عقد أو عقدين أو قرن أو قرنين!! - بعد أن ساعدته على طرد رجلها الذي عاشرته طويلا لأنه قاس فاسد ولكن أيضا لأنه: لم يعد قادرا على الإنجاب، فهلا استبدلت به زوجا شرعيا؟

ونحن الذين أنكرنا من قبل وما زلنا على مجاهدينا التوجه إلى ساحة المعركة باسم الإسلام، وقدمنا لذلك كله بعملية غسيل الذاكرة: محو التاريخ (تاريخنا)، تشويه التاريخ (تاريخنا)، تجميل التاريخ (تاريخ العدو)، ثم إنكار ما أصبح يسمى دعائيا "نظرية المؤامرة" في حين أن إنكارها - بشروطها - هو في حد ذاته جزء من المؤامرة.

ونحن في معارك الحرب الصليبية الأخيرة؛ نحن الذين قدمنا الأرض والتسهيلات التي دخلت منها جيوش العدو إلى أفغانستان، ثم إلى العراق عبر دول استحقت مفهوم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض}، ثم استحقت حكم الله في قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، وقوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله ورسوله يوادون من حاد الله ورسوله}، والبقية تأتي...

ويخطئ من يظن أن الجهاد بدعة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما هو بصريح قوله تعالى: {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن}، وباستعراض ما جاء في تاريخ الأنبياء السابقين.. نجده جوهرا في رسالاتهم جميعا.

في كتابه "الإعلام بمناقب الإسلام" للفيلسوف الإسلامي أبي الحسن العامري يقارن المؤلف بين الإسلام وستة من الأديان الأخرى المعروفة في شريعة الجهاد - من اليهودية والمسيحية والثنوية والصابئة والزرادشتية والإسلام - فيقول: (وأما العبادة الملكية - وهي الجهاد المشتمل على حراسة الملة - فهو شيء تشترك فيه الأديان الستة، ولولا قيام أهل الدين بالمحاماة عن دينهم بالسيف لاجتاحهم أعداؤهم، ولظهر الفساد في البر والبحر، ولهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد. فأساس العالم إذن لا يحتمل تركه، ولهذا قيل: "لا يصدق الحرب إلا ثلاثة: مستبصر لدينه، أو غيران على حرمه، أو كريم ممتعض من ذل أصابه".

هؤلاء الثنوية والنصارى - الذين يدينون بأن معاونة الدين تكون بالدعاء إليه دون الحرب - لو قصد قاصد بعض هياكلهم بالتخريب أو عمد إلى واحد من كتبهم بالإحراق لما كانوا مقرين له على ذلك، فإن المقصود بالضيم يجد لا محالة من قوته الغضبية تحريكا له... وليس الذي حكي عن المسيح؛ أن من لطم خدك الأيمن فأمكنه من الأيسر، بقادح فيما ندعيه، فإنه قول خارج منه مخرج الأمثال للإغضاء، والاحتمال، حسب ما يقول القائل لأخيه؛ إنك إن لطمتني احتملته منك).

ثم يقول: (لسنا نشك أن الوقائع الحربية بين أصناف الخليقة لن تقع إلا على جهات ثلاثة: وهي الجهاد والفتنة والتصعلك، فأما الجهاد؛ فهو الذي يتولاه عمار البلاد وساسة العباد، من الدفاع عن الدين والصيانة للمراتب، وأما الفتنة؛ فهو ما يقع بين طبقات الأمم من الهيج والقتال لتعصب بلدي أو تعصب نَسَبي، وأما التصعلك؛ فهو ما يقصد به من انتهاب المال واستلاب الأملاك. فالنوع الأول نتيجة القوة التمييزية وهو محمود عند ذوي الألباب، وأما النوعان الآخران فأحدهما نتيجة القوة الغضبية، والآخر نتيجة القوة الشهوية وكلاهما مذمومان عند ذوي الألباب).

يقول الدكتور أحمد عبد الحميد غراب محقق كتاب "الإعلام بمناقب الإسلام" للعامري فيما يتعلق بالمسيحية في مسألة الجهاد: (قارن الفيلسوف الإنجليزي المعاصر برتراند رسل في كتابه "لماذا أنا غير مسيحي" حيث اقتبس قول المسيح: من لطمك... إلخ، وقرر أنه ليس بالمبدأ الذي يقبله المسيحيون في واقع حياتهم، ومن ثم فهولا ينصح أحدا بأن يذهب مثلا ويلطم رئيس الوزراء الإنجليزي على أي من خديه، فإنه لن يسكت على هذا بالرغم من أنه مسيحي مخلص وسيحمل هذا القول للمسيح محملا مجازيا) [ص 147 - 148].

ومع ذلك فنحن المسلمين عطلنا الجهاد أو أسقطناه وتمسك به أبناء الديانات الأخرى على طريقتهم الصليبية الصهيونية الاستعمارية، أولئك الذين توهم بعضنا أنهم دعاة سلام، فخسرنا كل غال وشريف كما خسرنا السلام.

1) لقد خسرنا كل غال حين أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ خسرنا شرف تبليغ الإسلام إلى العالم، وفعالية دخول العالم في الإسلام:

العالم الذي كان مشتاقا إلى دين الله فأخذ ينزوي أمام المجاهدين شرقا وغربا، كما جاء في الحديث الشريف: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها) [رواه الامام مسلم]، وكما جاء في تعبير بعض المستشرقين: (كانت الأرض تطوى تحت سنابك خيل المسلمين، لفرط ما فتحت لهم سريعا).

خسرنا عولمة الإسلام:

ولم تكن فتوحات الإسلام استعمارا أو نشرا للإسلام بالسيف كما يشيع بعض المتشرقين والمتغربين، لقد تحدثوا كثيرا عن انتشار الإسلام بالسيف، وهاهم اليوم لا ينبسون ببنت شفة عن انتشار ما يسمونه الديموقراطية بالدبابة في العراق وما قبل العراق وما بعد العراق، وهم يكذبون في الحالين، لابد لنا هنا من الكشف عن الفرق الذي عميت عنه عيونهم بين فتح إسلامي جعله الإسلام لأصحاب العقيدة لا لخصوص الفاتحين، ولتصبح أجناس من الأمم هم أصحاب الإسلام عقيدة وشريعة وحضارة، وأصحاب دولته حقا من فرس وأكراد ومماليك وتتار وأتراك وهنود وأوربيين أيضا، وصل اعتناقهم للإسلام إلى حد جرى فيه النقاش ومن ثم التشكيك حول ما إذا كان العرب أصحاب الفتوحات الأولى مثلهم أو أقل منهم في ميزان صلتهم بالإسلام دولة وشريعة وحضارة؟

أقول: لا بد لنا هنا من الإشارة إلى الفرق بين هذا الفتح الإسلامي وغزو يوناني، وروماني، وصليبي، واستعماري،وصهيوني، وأمريكي أخيرا! لسنا بحاجة في هذه العجالة لسرد جرائمه وجرائره في استعباد الشعوب وامتصاص دمائهم وتصديرها لحساب الرجل الأبيض.

ويكفي الإشارة العلمية ردا على هؤلاء بالإحالة إلى كتاب "الدعوة إلى الإسلام" للمستشرق الإنجليزي توماس أرنولد، الذي فند فيه القول بانتشار الإسلام بالسيف، فلم يكن الجهاد لإكراه أحد على الدخول فيه، ولكن لإزاحة السدود المصطنعة في طريقه، ولجعله حقا متساويا مع الجميع

نعم لقد خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في فرنسا، خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في الأندلس، خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في شرق أوربا، خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في آسيا الهند والصين والفيليبين، خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في آسيا الوسطى، خسرنا وخسر العالم فتوحات الإسلام في أفريقيا، خسرنا فلسطين والعراق وما يتبعهما، وفي أثناء ذلك خسرنا الشهادة والعزة والشرف والكرامة والسيادة والاستقلال والوطن، وأخيرا خسرنا الحياء - وإذا لم تستح فاصنع ثم اخسر ما شئت - ثم سكنا في مساكن الذين ظلموا، فبكينا كالنساء دنيا لم نحافظ عليها كالرجال.

2) وعلى مستوى العقيدة - وهذا هو لب القصيد - لقد خسرنا إذ أسقطنا الجهاد؛ خطوة البداية في طريق "الإيمان" على مستوى النية:

وهذا ما غفلنا عنه جدا قبل أن نخسره باعتباره نقطة الذروة، على مستوى الفعل.

وكونه كذلك هو ما يدل عليه ما جاء في صريح عقد الإيمان وأولياته الذي عقده مع الله كل مسلم يطلب "الجنة" وهو عقد يقر به كل مسلم ابتداء، حيث إن كل مسلم "يطلب الجنة ابتداء، واسألوا عن الجنة أي مسلم مبتدئ!

وفي أساس هذا المعنى جاء قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}، إن المبايعة التي تمت هكذا بين العبد وربه كما تدل عليها هذه الآية تدور حول حقيقة الإيمان أساسا، وفي هذه الآية يأتي تقديم النفس والمال – الجهاد - في الصيغة الأساسية لعقد الإيمان على مستوى النية، فضلا عن كونه يأتي بعد ذلك - على مستوى الفعل - دليلا على صدق العبد فيما تعاقد عليه مع الله {يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلونَ وَيُقْتَلونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً في التَّوْراةِ والْأِنْجيلِ والْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فاسْتَبْشِروا بِبَيْعِكُمُ الَّذي بايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ}.

إن هذه المبايعة ترد العبد إلى أصل العلاقة بينه وبين الله وأنها تقوم على تسليم النفس، وخير تجسيد لها جاء: في الذبيح إسماعيل، أما فداء إسماعيل بالكبش فما هو إلا محض رحمة أو فضل وتنازل من المالك، لكن لا تستقيم الأمور بعد هذا الفضل إلا بالرجوع إلى الأصل في نموذج المبايعة، {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُموها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأْتيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدي الْقَوْمَ الْفاسِقينَ}.

حقيقة الإيمان إذن - سواء على مستوى النية أو على مستوى الفعل - تقتضي تسليم النفس وما تملك لله تعالى، لا لأنه هو الخالق المالك وحده بغير شك فحسب، ولكن لاستقامة أمر ملك الله، وملك الله لم يكن الإنسان فيه غير ترس من تروس الماكينة الكونية الكبرى المصنوعة بصنع المالك، ولا يسمح لهذا "الترس" أن يخرج عن نسق الكل وإلا سمي "فاسقا" واستحق من ثم ألا يهديه الله. حقيقة الإيمان إذن تقتضي تسليم النفس.

أما الجزاء على ذلك بالجنة مع كونه جزءا أساسيا من عقد الإيمان فقد كان محض فضل من الله تعالى.

إن الثمن الذي يأتيه نظير تسليمه النفس والمال يأتيه تفضلا من مالك الملك، مالك النفس والمال، ولهذا جاء التعبير عن قضاء الثمن بكلمة " بانتدب " التي تفيد التفضل، قال صلى الله عليه وسلم: (انْتَدبَ اللّهُ لِمَنْ خَرَج في سَبِيلِه - لا يُخْرجُه إِلاّ إِيمانٌ بي وَتَصْدِيقٌ برُسُلي - أَنْ أُرْجِعهُ بما نال مِنْ أَجْر أو غَنِيمة، أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنّة) [رواه البخاري].

ولما كان الثمن تفضلا كان عظيما واسعا كأنه بغير نهاية، متناسبا في ذلك مع سعة الفضل الذي يملكه المتفضل، ففي صحيح البخاري بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ منَ الدّنيا وما عليها. ومَوضعُ سَوطِ أحدِكم من الجنةِ خيرٌ منَ الدّنيا وما عليها، والرّوحةٌ يَروحُها العبدُ في سبيلِ الله أوِ الغَدْوَةُ خيرٌ منَ الدّنيا وما عليها).

وفي صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ في الجنةِ مائةَ درجةٍ أعدّها الله للمجاهدينَ في سَبيلِ الله ما بينَ الدرجتين كما بينَ السماءِ والأرض فإذا سألتمُ اللهَ فاسألوهُ الفِردَوسَ فإنهُ أوْسَطُ الجنة وأعلى الجنة - أَراهُ قال: وفوقَهُ عرشُ الرحمنِ - ومنهُ تَفَجّر أنهارُ الجنة)، قال محمدُ بنُ فُلَيحٍ عن أبيهِ: (وفوقَهُ عرشُ الرحمن).

وكان من هذا الفضل الرباني أن أتيحت الفرصة نفسها لمن تعرض للغزو مخلصا وإن لم يحصل عليه، ففي كتاب الجهاد للإمام عبد الله المبارك المتوفى عام 181 ه بسنده عن أبو صالح الحمصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يبعث الله عز وجل يوم القيامة أقواما يمرون على الصراط كهيئة الريح، ليس عليهم حساب ولا عذاب)، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: (أقوام يدركهم موتهم في الرباط).

وكان من هذا الفضل الرباني أن أتيحت الفرصة نفسها لمن أراد الغزو ولم يقدر عليه بنفسه.

قَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ جَهّزَ غَازِياً فَقَدْ غَزَا. وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ فَقَدْ غَزَا) [رواه مسلم].

وقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ طَلَبَ الشّهَادَةَ صَادِقا، أُعْطِيَهَا، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ) [رواه مسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبْتْ لَهُ الْجَنّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللّهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقا ثُمّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرحَ جُرْحا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإنّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ لَوْنُهَا كَالزّعْفَرَانِ ن وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَعَلَيْهِ طَابِعُ الشّهَدَاءِ) [رواه النسائي].

وقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ: الأَنْبِيَاءُ ثُمّ الْعُلَمَاءُ ثُمّ الشّهَدَاءُ) [رواه ابن ماجة في سننه].

إن صدق العبد في هذا التعاقد يكون ببذل النفس والمال في ساحة القتال في سبيل الله، لذلك جاء قوله تعالى بعد ذكر المبايعة " يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " فإذا فعل العبد ذلك فقد قدم فورا كل ما يمكن أن يقدمه تنفيذا لذلك العقد، وقدمه منجزا كاملا. لذلك أيضا يأتي الثمن - الجنة - فورا منجزا كاملا، ولذلك كان انتقال الشهيد من ساحة الجهاد إلى الجنة مباشرة: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقونَ}.

وإذن فإن الجهاد لا يعتبر فحسب أسمى الأعمال التي يطلبها الدين وأرقاها وأعلاها ولكنه يعتبر فوق ذلك الاختبار الوحيد العملي لصدق الإيمان واكتماله في قلب المؤمن، وفي ضوء هذه الحقيقة نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم]، وهو يتحدث عن الجانب المقابل من الموضوع.

إنه يتحدث عمن كان بإيمانه الظاهر قد تعاقد مع الله على تسليم النفس والمال وبيعها لله تعالى لتكون له الجنة، ومع ذلك جاءته الفرصة لتسليم النفس والمال طبقا للتعاقد فلم يفعل، جاءته الدعوة إلى الجهاد فلم يستجب لها، بل إنه لم يحدث نفسه بأن يسلم لله ما تعاقد على تسليمه له، إنه عندما قامت الموانع بينه وبين الجهاد الفعلي اتجه الاختبار إلى قلبه: هل حدث نفسه بالغزو؟ هل تمناه؟ هل تشوق إليه؟ هل تطلع لأداء ما وجب عليه في التعاقد الذي عقده مع ربه لتكون له الجنة؟ إنه إذا لم يفعل شيئا من ذلك قام الدليل عليه أنه لم يصدق حق الصدق في تعاقده، ولم يصدق حق الصدق في إيمانه، لقد دهم إيمانه شيء من النقص، أو شيء من الوهن، أو من الفسق، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم فيما جاء بجامع الترمذي بسنده قالَ: (مَنْ لَقِيَ الله بِغَيْرِ أثَرٍ مِنْ جِهَادٍ لَقِيَ الله وفِيهِ ثُلْمَةٌ). فهو إذن على شعبة من النفاق كما جاء في حديث سابق.

ومن هنا كان الجهاد لا يعد شيئا في الإسلام إلا إذا كان في سبيل الله حقا وصدقا.

وفي "سبيل الله"؛ تعني أنه ليس من الصواب أن يقاس الجهاد بمقياس الحرب الدفاعية أو الهجومية، لأن كلا الوصفين ناشئ من قيمة واحدة يصدران عنها، وهي قيمة التملك، فعندما تكون المسألة هكذا يمكن أن يقال؛ هي دفاع عن هذا الملك، أو هجوم عليه؟

ولكن المسألة في الإسلام تصدر من قيمة أخرى أعلى وأسمى وأشمل، هي قيمة الحق الذي يعبر عنه في الإسلام بـ "سبيل الله" انتصارا له أو اعتداء عليه.

ففي رواية للبخاري بسنده عن رسول الله صلى لله عليه وسلم أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).

وعندئذ فالجهاد في سبيل الله حركة تصويب، وإرجاع إلى سبيل الله بعد أن يزيغ عنه البشر، يتبين ذلك من جهة أن الجهاد في "سبيل الله" في الإسلام يقوم على بعدين: أحدهما تعاقدي وقد قدمناه في قوله تعالى: {إن الله اشترى}، والثاني كوني، أما البعد الكوني فيتم التعبير عنه بعبارة هي من ذاتيات الإسلام؛ "في سبيل الله".

وتوضيح ذلك: أن كل ما في الوجود يتحرك في سبيل الله، وإشكالية الإنسان أنه قد أراد الله له أن يتحرك حركته في سبيل الله - كما هو الشأن في المخلوقات جميعا - ولكن باختياره وإرادته.

في سبيل الله بالنسبة للطبيعيات؛ هو ما نسميه "قوانين الطبيعة"، بالنسبة للشمس كذا، وبالنسبة للقمر كذا، وهكذا.. بالنسبة للرياح، والذرة،والخلية الحية، والزهرة، و... الخ.

أما في سبيل الله بالنسبة للإنسانيات؛ فهي أوامره تعالى ونواهيه، أوامره ونواهيه في الدين والأخلاق، والتشريع والجهاد والتربية والاقتصاد والإعلام... في سبيل الله بالنسبة للإنسان تعني: انخراط كل نشاط إنساني في حركته وفقا لإرادة الله وأوامره ونواهيه، وإذن فكل نشاط إنساني: فرديا كان أو اجتماعيا أو دوليا يخرج عما يريده الله وعما بينه في شريعته... لا يقال عنه فحسب إنه "خارج سبيل الله"، ولكن يقال عنه بحق: إنه "اعتداء على سبيل الله".

وفي هذا يقول فيلسوف الإسلام أبو الحسن العامري في كتابه "مناقب الإسلام": (لم يِشَك أحد أنه صلى الله عليه وسلم كان متمسكا في سيره بصورة عبد قد أخلص الولاية لمولاه، وعلم أن عباده كلهم قد انتهكوا حرمته وخلعوا طاعته، واستعانوا بأموالهم على أبواب عصيانه، فحملته سجية الوفاء لمولاه وخلق الحفاظ لأياديه على نهيهم وزجرهم، فبالغ فيه بالقول أزمنة طويلة حتى إذا أيس من ارعوائهم وأيقن أن الوعظ لا ينجع فيهم ذهب في علاجهم مذهب الطبيب المتحدب، الذي خاف إتيان الداء العضال على نفس العليل، وعلم أن السبيل إلى استبقائه غير موجود إلا بقطع عضو من أعضائه، فأوقع في مغازيه بعدد من القتلى، تدرجا إلى استنقاذ الجمهور من الهلك والردى، وذلك لتيقنه من أن المحمولين على شرف الدين في مبدأ أمرهم كرها متى وقفوا على فضائل دعوة الحق أخيرا فإنهم بعد الاستيضاء برونقها سيعتدون له بجسيم المنة وجزيل النعمة، ويقبلون على خدمة مولاهم ليتلافوا به فارطهم، فتصير أحوالهم فيه شبيهة بحال المأخوذ في صغره بالتأديب، وهو يبغض مؤدبه حتى إذا عقل وانتبه أيقن موقع النعمة العظيمة فالتزم شكره واعتقد إحماده).

ومن هنا تسقط المعركة المصطنعة حول الجهاد، وهل هو هجومي، أو دفاعي... الخ، إذ يكون مجرد وجود نمط من السلوك البشري على هذه الأرض مخالف لشريعة الله التي بينها في رسالاته التي حملها الأنبياء... يعني أن اعتداء وقع علي سبيل الله، ما كان ليقع من غير الإنسان الممتحن - والمنعم عليه معا - بخاصة الاختيار.

من أجل هذا كان كل قتال بنية إقامة سبيل الله ودفع اعتداء عليه في المجتمع الإنساني - بوعي المختار وتبصره وحكمته -... هو في سبيل الله، {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، ومن هنا كانت صور الجهاد في سبيل الله لا تعني فحسب رفع راية "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، ولكنها تعني مع ذلك وبوجه عام: إقرار شرع الله في المحافظة على النفس والدين والعقل والنسل والمال وفقا لمقاصد الشريعة وأحكامها.

يقول الله تعالى في البعد الكوني: {إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت، ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير}، وذلك في سياق البعد التعاقدي للقتال في سبيل الله بعد آيتين اثنتين من قوله: {إن الله اشترى...}، هنا يتضح عمق المسألة الذي يربطها بالبعد الكوني، الملكية لله، وذات الإنسان هي من ملك الله، وليست من ملك صاحبها {يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير}.

ففي طبيعة الكون وواقعه؛ أن أحدا منا لا يملك نفسه أو ذاته، وإنما الذي يملكها هو الله سبحانه وتعالى؛ غاية ما في الأمر - كما سبق أن قلنا - أننا امتحنا - وأنعم علينا - في هذه الحقيقة، بوضع الأمانة في أيدينا، لنردها إلى مالكها بإرادة منا واختيار معطرة بالطاعة أو بغيرها حسب الأحوال، ومن هنا كانت ديانة الإسلام تعني كلمة الإسلام معنى ولفظا؛ الإسلام يعني التسليم.

ولذلك كان العقد موضع التطبيق وإن لم يتفق حدوث قتال، ولهذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم].

هذا هو العقد القائم بين العبد وبين المسلم بحرفيته.

وإجمالا فلقد خسرنا بإسقاط الجهاد؛ خسرنا علاقته التصحيحية بضمير المسلم فإنه لا يتحقق للمسلم البراءة من النفاق، والدخول الصحيح في حظيرة الإيمان إلا إذا قام بواجبه الديني في الجهاد في سبيل الله بالفعل، أو في تمني القيام به إن منعه مانع، سواء رجع هذا المانع إليه شخصيا، أو رجع إلى الظروف المحيطة به: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

ومن أجل هذا كانت ممارسة الجهاد نية أو فعلا.. كشفا عن حقيقة العقد في قلب المسلم. وكان إسقاطه نية أو فعلا.. كشفا عن حضيض الزيف في قلب المنتسب إلى الإسلام.

3) ثم خسرنا إذ أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ نصرة من الله نطلبها من فوق المنابر ثم لا تأتي:

إن نصرة الله للمجاهدين قد جاء التصريح بشروطها، وهي شروط تتعلق بصفات المجاهدين، وهي لا تكون لغيرهم بحال.

إن المسلم في كل زمان ومكان مفتوح أمامه باب الاستناد إلى نصرة الله له في الجهاد، مع الأخذ بالأسباب العادية، إذا عمل بموجبات المنهج الإسلامي:

أولا: أن يحقق شرط النصر بالله: كما جاء تلميحا في الآية التالية لآية العقد في قوله تعالى: {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ومن أوفى بعهده من الله}، ثم في قوله تعالى في وصف أصحاب العقد: {التّائِبونَ الْعابِدونَ الْحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الْآمِرونَ بِالْمَعْروفِ والنّاهونَ عَنِ الْمُنْكَرِ والْحافِظونَ لِحُدودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنينَ}.

وكما جاء محددا واضحا في قوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.

ثانيا: أن يصحح موقفه من الدنيا - في إطار تحقيق الذاتية الإسلامية - وذلك بأن يخضعها للآخرة: وفقا لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواة الترمذي في سننه بسنده: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له).

ثالثا: أن يكون ربانيا بالقرب من ربه: ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه).

رابعا: أن يحقق شرط التوكل: وهو استفراغ الوسع والجهد في الأخذ بالأسباب، إذ هذه الأسباب هي التي وضعها الله، ولا يكون متوكلا على الله إذا رفض قوانينه وأسبابه.

فقد روى الترمذي في سننه بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال: (اعقلها وتوكل).

ما حدث للمسلمين اليوم هو من إهمالهم الأخذ بالأسباب لأزمان طويلة تراكمت آثارها ومخازيها لسنوات طويلة وقرون، ومن ذلك توقفهم عن الإنفاق الرشيد على القتال أولا، مما جعلهم يتخلفون تكنولوجيا ثانيا، ولا يقاتلون ثالثا.

إن التفوق التكنولوجي للعدو جاء نتيجة هذا التوقف، لقد كان العالم الإسلامي على قمة التفوق والعلم في حينه، ولكن الذي حدث أنهم توقفوا عن الإنفاق الرشيد للاستعداد للحرب والقتال في الوقت الذي سارع فيه أعداؤهم إلى مواصلة الاستعداد للحرب والإنفاق على القتال.

إن قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}، يعني أن يصل الإعداد إلى حد إرهاب العدو حتى قبل الدخول في المعركة ردعا له عن التفكير في ذلك. وهي هي نظرة الردع التي تقوم عليها الأحلاف العسكرية في عالم اليوم.

والأمر الذي لاشك فيه أنك إن أردت الشهادة أو محض الدفاع عن النفس كرد فعل فوري ضد الاعتداء فمن حقك بل من واجبك أن تدخل المعركة بما تيسر لك، أما إن كنا نتحدث عن النصر أو نريده أو ندعو الله به فتلك مسألة أخرى، لا يكفي فيها أن تدخل المعركة بما تيسر لديك، خلافا لما شاع في الثقافة الشعبية المعاصرة، حيث يستشهدون على ذلك - خطأ - بانتصار المسلمين مع التفاوت الكبير بين قوتهم وقوة المشركين في غزواتهم تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم، والواقع أن هذا التفاوت لم يكن إلا في العدد البشري وقد عوضه المسلمون بإيمانهم وفقا للميزان الرباني؛ {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}، وهو ميزان محسوب بميزان الإيمان، أما في أدوات المعركة الأخرى فلم يكن هناك كبير تفاوت في قوة السلاح؛ فالسيف هنا هو السيف هناك، والخيل هنا هو الخيل هناك نعم كان هناك فرق، نعم... ولكنه الفرق واطئ السقف - إن صح التعبير - الذي يمكن تعويضه بالروح المعنوية التي نجدها في أدنى مستوياتها في قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين...).

أما القوة المادية المخدومة بالتقدم العلمي فلا يمكن إسقاط التفاوت فيها إلى ما لانهاية، كذلك فإنه لا يصح وقف التطوير فيها إلى مالا نهاية.

وبالطبع فإنه ليدخل في ميزان القوى وحساباته ما يبدعه الجهاد - ولا يملك أن يبدعه غيره - من سلاح الاستشهاد، أو ما يروق للبعض تسميته بالقنبلة البشرية، بقدر موزون قادر على تحييد عناصر التفوق لدى العدو.

وذلك هو الفهم الصحيح لشرط (ترهبون) في قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل}.

ولقد كان المسلمون في جهادهم ضد الحروب الصليبية على مستوى أعلى من العدو، أو على مستوى واحد معه، أو قريب منه، ولدينا نموذج تاريخي للتقدم العلمي لجيش المسلمين في عصر الحروب الصليبية متفوقا فيه على جيش الصليبيين.

ففي "الكامل" لابن الأثير [ج 10 / ص 191 - 193] في أخبار سنة ست وثمانين وخمسمائة: (كان الفرنج في مدة مقامهم على عكا قد عملوا ثلاثة أبراج من الخشب عالية جدا، طول كل برج منها خمس طبقات، كل طبقة مملوءة من المقاتلة، وقد جمع أخشابها من الجزائر وغشوها بالجلود والخل والطين والأدوية التي تمنع النار من إحراقها، وأصلحوا الطرق لها، وقدموها نحو مدينة عكا من ثلاث جهات، وزحفوا بها من العشرين من ربيع، فأشرفت على السور وقاتل من بها من عليه، فأشرف البلد - عكا - على أن يسقط عنوة وقهرا، فأرسل أهله إلى صلاح الدين إنسانا سبح في البحر فأعلمه ما هم فيه من الضيق وما قد أشرفوا عليه من أخذهم وقتلهم، فركب هو وعساكره وتقدموا إلى الفرنج، وقاتلهم من جميع جهاتهم قتالا عظيما دائما يشغلهم عن مكاثرة البلد، ودام القتال ثمانية أيام متتابعة آخرها الثامن والعشرون من الشهر، وسئم الفريقان القتال وملوا منه، لملازمته ليلا ونهارا، والمسلمون قد تيقنوا استيلاء الفرنج على البلد، لما رأوا من عجز من فيه عن دفع الأبراج، فأتاهم الله بنصر من عنده، وكان سبب ذلك أن إنسانا من أهل دمشق كان مولعا بجمع آلات النفاطين وتحصيل عقاقير تقوي عمل النار، فلما رأى الأبراج قد نصبت على عكا شرع في عمل ما يعرفه من الأدوية المقوية للنار بحيث لا يمنعها شيء من الطين والخل وغيرهما.

فلما فرغ منها حضر عند الأمير قراقوش وهو متولي الأمور بعكا والحاكم فيها، وطلب منه أن يأمر المنجنيقي أن يرمي في المنجنيق المحاذي لبرج من هذه الأبراج ما يعطيه حتى يحرقه، فأجابه إلى ذلك، وأمر المنجنيقي بامتثال أمره، فرمى عدة قدور نفطا وأدوية، ليس فيها نار، فكان الفرنج إذا رأوا القدر لا يحرق شيئا يصيحون ويرقصون ويلعبون على سطح البرج، حتى إذا علم أن الذي ألقاه قد تمكن من البرج ألقى قدرا مملوءة وجعل فيها النار فاشتعل البرج، وألقى قدرا ثانية وثالثة فاحترق البرج ومن فيه، فلما احترق البرج الأول انتقل إلى الثاني وقد هرب من فيه لخوفهم فأحرقه، وكذلك الثالث، وكان يوما مشهودا لم ير الناس مثله، فرحا بالنصر وخلاص المسلمين من القتل... وحمل ذلك الرجل إلى صلاح الدين، فبذل له الأموال الجزيلة والأقطاع الكثيرة، فلم يقبل منه الحبة الفرد، وقال إنما عملته لله تعالى ولا أريد الجزاء إلا منه).

4) خسرنا إذ أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ خسرنا اختصاصه بترقية المسلم في الدين:

فهو - أي الجهاد - هو ما يجعل المجاهد الأفضل.

قِيل: يا رسول اللهِ أيّ الناسِ أفضلُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مُؤمنٌ يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ بنَفسِهِ ومالهِ) [صحيح البخاري].

وهو - أي الجهاد - (ذروة السنام) منه؛ أي الدرجة العليا من الدين [رواه أحمد].

والمجاهد مثله (كَمَثَلِ الصّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللّهِ. لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ. حَتّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَىَ) [رواه مسلم وجاء مثله في صحيح البخاري].

وبه (يرفع الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنّةِ. مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السّمَاءِ وَالأَرْضِ) [رواه مسلم].

وبه حرم الله سائر جسده على النار [رواه أحمد في مسنده].

وبه (يُجْرَي عَلَيْهِ أَجْرُهُ - أي بمجرد موته - حَتّى يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيُوفَى فِتْنَةَ الْقَبْرِ) [رواه احمد].

5) خسرنا إذ أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ خسرناه كما خسرنا حلاوة شروطه:

ولأن الجهاد إنما هو في سبيل الله فإنه مشمول بشروط العدل وعدم الاعتداء: (وقاتلوا في سبيل الله ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).

ولأنه في سبيل الله وجب في الجهاد أن تكون نفقته - على المقاتل أو من يرسله - من كسب حلال، ليكون مقبولا عند الله، لأنه لا يقبل إلا طيبا؟!

ولأنه في سبيل الله فإنه مشمول بحماية غير المقاتلين من الضعفاء.

ويظهر حرص الإسلام على هؤلاء الضعفاء - وهو إنما أجاز القتال دفاعا عنهم - من شروطه التي وضعها للقتال، ومن شروطه الكف عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ، والتمثيل بالجثث، ولايمنع ذلك من المعاملة بالمثل إذا دعت الضرورة.

ونظلم الإسلام إذا وقفنا هنا لنلفت إلى ما يجري على الساحة الدولية بعامة من تدمير المدن ومئات الآلاف من غير المحاربين في طلقة نووية واحدة، وإلى ما يجري بين جيش إسرائيل وأطفال الانتفاضة الفلسطينيين، نظلم الإسلام أن نضعه هنا في موضع المقارنة، فهي كأنها مقارنة بين الماء الطهور الذي يغسل، وبين الماء النجس الذي يسمم.

6) خسرنا إذ أسقطنا الجهاد وضوح الهدف في معاركنا المتخبطة منذ عشرات السنين:

فليس الجهاد من أجل الشعارات الفارغة أو تخليد الزعماء، أو السمعة، أو شفاء الغليل، أو ترسيخ السلطة أو توسيع الملك، ولا هو من أجل المال أوالبترول، أو من أجل الفتنة وإثارة الشغب.

ففي صحيح مسلم بسنده عن ا بن سيرين سمعت أبا هريرة يقول: قال: أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه).

7) خسرنا إذ أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ وضوح الرؤية الشرعية في معاركنا القتالية:

إذ يجب أن يكون القتال ضد أعداء الإسلام المعتدين قصدا على حرماته، ولا يقصد به مسالم معاهد أو ذمي، وأن يكون قرار القتال خاضعا لحسابات دقيقة، محسوبا بالفائدة للمسلمين فلا تكون حركة الجهاد اندفاعا إلى الشهادة بغير حساب، وأن يكون القتال مفتوحا لتقبل السلام بشروطه المعروفة شرعا، وأن يخضع ذلك كله لقيادة مسئولة شرعا، مع التنسيق اللازم مع القيادات المعنية لكي نتجنب ضرر الفتنة الأشد، وفقا لأصول الفقه وقواعده؛ من دفع الضرر، وسد الذرائع، وجلب المصلحة، و... رجوعا إلى مصطلحات أصول الفقه.

كما ينبغي العلم بأن اتصاف القائد باٌلإيمان في معناه المطلق ليس كافيا للنصر أو لإبراء الذمة - كما يعتقد البعض - إذ لابد مع تحصيل المعرفة بالحكم الشرعي أن تكون هناك معرفة بالواقع، ثم بطريقة تنزيل الحكم الشرعي عليه، وبغير تحصيل هذه الشروط يمكن للفقيه، أو للمرجع، أو آية الله أو ما يشبه من الأسماء والألقاب؛ أن يكون رجل دعوة، لكنه لا يصلح رجل سياسة، أو يصلح ليكون زعيم طائفة ولا يصلح أن يكون قائد دولة، أو يصلح مفتيا مشروطا بأن تظل فتياه معلقة بالفضاء حتى ينزلها على الواقع رجل الحركة القادر على أن يجمع في نفسه ثلاثة شروط؛ فقها بالحكم، وفقها بالواقع، وفقها بطريقة تنزيل الحكم على الواقع.

8) وبإسقاط الجهاد خوفا من التهلكة؛ خسرنا المال وأهلكنا الولد ووقعنا في التهلكة:

متناسين أن الإسلام قد قفل الباب أمام المتقاعسين عن الجهاد بدعوى ما فيه من ظاهر تهلكة.

ففي جامع الترمذي بسنده عن أَسْلَمَ أَبي عِمْرَان التّجِيبيّ قالَ: (كُنّا بِمَدِينَةِ الروّمِ فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا صَفّاً عَظِيماً مِنَ الروّمِ فَخَرَجَ إلَيْهِمْ مِنَ المُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بنُ عَامِرٍ وَعَلى الْجَمَاعَةِ فَضَالَةُ بنُ عُبَيْدٍ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ المسْلمِينَ عَلَى صَفّ الروّمِ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِمْ، فَصَاحَ النّاسُ وَقَالُوا: سُبْحَانَ الله يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التّهْلُكَةِ، فَقَامَ أَبُو أَيّوبَ الأنْصَارِيّ فَقَالَ: يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّكُمْ لَتُأَوّلُونَ هَذِهِ الاَيَة هَذَا التّأْوِيلُ، وَإنّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الاَيَة فِينَا مَعْشَرَ الأنْصَارِ، لَمّا أَعَزّ الله الإسْلاَمَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ. فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضِ سِرّا دُونَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: إنّ أَمْوَالَناَ قَدْ ضَاعَتْ، وَإنّ الله قَدْ أَعَزّ الإسْلاَمَ، وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا فأَصْلَحْنَا مَا ضَاع مِنْهَا، فَأَنْزَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيّهِ صلى الله عليه وسلم يَرُدْ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا بقوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا في سَبِيلِ الله وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيِكُمْ إلَى التّهْلُكَةِ}، فَكَانَتْ التّهْلُكَةُ الإقَامَةَ عَلَى الأمْوَالِ وَإصْلاَحَهَا وَتَرْكَنَا الغَزْوَ. فَمَا زَالَ أَبُو أَيّوبَ شَاخِصاً في سَبِيلِ الله حَتّى دُفِنَ بِأَرْضِ الرّمِ) [قال أبو عيسَى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ].

وعقب الإمام الصنعاني في كتابه "سبل السلام" بقوله: (وصرح الجمهور: إذا كان لفرط شجاعته يظن أنه يرهب العدو أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن، ومتى كان مجرد تهور فهو ممنوع، لا سيما إن ترتب على ذلك وهن المسلمين). اهـ

ومن ثم ينبغي أن نقول إن حركة الجهاد في الإسلام ليست في أي وضع من أوضاعها حركة انتحارية ينساق إليها الإنسان بمحض سخطه على الأوضاع التي يرفضها الإسلام بصرف النظر عن نتائج هذه الحركة كما يراد لها أن تكون على هذه الأرض...

إنه حركة محكومة بقوله تعالى: {وَأَنْفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقوا بِأَيْديكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ}، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها ما اكْتَسَبَتْ}، {وَأَعِدّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وآخَرينَ مِنْ دونِهِمْ لا تَعْلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقوا مِنْ شَيْءٍ في سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمونَ}.

وأخيرا: فهي بهذا حركة مشمولة برعاية الله وتوفيقه لا محالة، يقول الله تعالى: {والَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ}.

9) خسرنا إذ أسقطنا الجهاد أو أسقطنا شروطه؛ خسرنا خصال المجاهد التي ترقى به ليكون عضوا صالحا في المجتمع كما ترقى به ليكون أهلا للنصر:

ذكر الإمام أبو الليث السمرقندي بسنده عن عوف بن مالك الأشجعي مجموعة من الخصال المستخلصة من ثوابت الشريعة وصحيح السنة وأحكام الفقه؛ قال: (من أراد أن يكون غازيا حقا مجاهدا في سبيل الله فليحافظ على عشر خصال: أولها: ألا يخرج إلا برضا الوالدين، والثاني: أن يؤدي أمانة الله في عنقه من الصلاة والزكاة والحج والكفارات. ثم يؤدي أمانات الناس التي في عنقه من المظالم والغيبة وقول الزور. والثالث: أن يدع لأهله من النفقة ما يكفيهم قدر إقامته. والرابع: أن تكون نفقته من كسب حلال، فإن الله تعالى لا يقبل إلا الطيب. والخامس: أن يسمع ويطيع لأميره. والسادس: أن يؤدي حق رفيقه ويتبسم في وجهه كلما لقيه، وينفق أكثر مما هو ينفق، ويمرضه ويقوم بحوائجه. والسابع: ألا يؤذي في طريقه مسلما ولا معاهدا. والثامن: ألا يفر من الزحف. والتاسع: ألا يغل من المغانم. والعاشر: أن يريد بغزوه إعزاز الدين ونصرة المؤمنين).

وختاما:

فإن عبرة تاريخنا تقول: إن هذا الدين - رجوعا إلى ثوابته ورجوعا إلى تجاربه - يسفر عن كونه " دين الجهاد "، بمعنى أن توطن المسلمين فيه مرهون بجهادهم هذا هو قدرهم، وهذا هو نظامه، وكل من يطلب هذا الدين خارج هذا السياق يجد نفسه خارج ذاته، ثم يجد نفسه داخل أسوار الرقيق إن لم يلحقه الحظ ليكون داخل أمعاء الذئاب: {خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.

ولقد علم العدو منا ذلك، ولهذا كان عداؤهم للجهاد في الإسلام لا يعادله عداء، فأي خسارة خسرناها إذن عندما جاريناهم أمس بإسقاط الجهاد في ساحة القتال، وأي خسارة سوف نخسرها غدا عندما نواصل محوه من مؤسسات العبادة والتربية والإعلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

a99101464 07/09/2005 13:21

روابط " موسوعة الإعجاز في القرآن والسنّة " :
=====================

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


Anonymous 07/09/2005 16:25

العلم ..مفتاح للإعجاز!
د. عدنان محمد فقيه [كلية العلوم – جامعة الملك عبدالعزيز- جدة]

يختلف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عن غيره من أنواع الإعجاز القرآني، ولا يصدر هذا الاختلاف من كون هذا النوع من الإعجاز أكثر أهمية من غيره - كما يُروَّج لذلك أحياناً - إذ إن القرآن معجز من كل وجه وفي كل جانب من جوانبه، ويشهد بذلك جموع المسلمين الذين دخلوا - ولازالوا يدخلون - هذا الدين على مَرِّ العصور انجذاباً إلى الجوانب الروحية والإنسانية التي يزخر بها القرآن الكريم.

لكن الذي يميز الإعجاز العلمي عن غيره من أنواع الإعجاز هو مصداقية العلم التي تكاد أن تكون مطلقة في نظر البعض، مقارنة مع غيره من مجالات المعرفة البشرية، فقد حظي العلم بمرتبة متميزة في عصرنا هذا وضعته في قمة الهرم المعرفي، وأسبغت عليه ثوب المرجعية فيما هو صحيح وما هو خطأ. ومن هنا فإن موضوع الإعجاز العلمي يتميز عن غيره من مواضيع الإعجاز القرآني في كونه مضطراً إلى التعامل مع هذه المرجعية التي أصبحت جزءً واقعياً ملموساً في حياة المسلمين وغيرهم شئنا ذلك أم أبيناه. وفي مقابل ذلك فإن أنواع الإعجاز القرآني الأخرى مثل الإعجاز البياني أو التشريعي في القرآن الكريم لا تواجه مثل هذه المرجعية نظراً لأن مسألة تذوق البلاغة القرآنية مثلاً يتفاوت في إدراكها الناس. فكما أننا لا يمكن أن نتوقع من جميع الناس إدراك الإعجاز البياني للقرآن الكريم نظراً لتفاوت قدراتهم اللغوية، فإنه لا يمكن لأحد أيضاً أن ينكر وجود هذا الإعجاز ثم يكون إنكاره هذا أكثر من رأي شخصي للمنكر، ويرتبط هذا الأمر بطبيعة موضوع الإعجاز هنا، وهو البلاغة أو التشريع، وهما موضوعان لا توجد لهما مرجعية إنسانية مطلقة تحكم بما هو صواب وما هو خطأ، بل هما محل اختلاف الناس من قديم؛ بسبب الأذواق والأفهام والتي إما أن تكون نقية سليمة فتقود صاحبها إلى الإيمان، وإما أن تهيمن عليها الأهواء فتحيد بصاحبها عن الفطرة السوية وتحجبه عن قبول الحق.

أما الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فيختلف عن غيره من أنواع الإعجاز القرآني من حيث المرجعية "المطلقة والموثوقة" التي يحظى بها العلم، وخصوصاً في العالم الغربي كما أشرنا إلى ذلك آنفا. ولقد حاول البعض من المتدينين والمطلعين على الثقافة العلمية الحديثة - بعد أن لمسوا الإشارات القرآنية الكثيرة للأمور الكونية - الاستفادة من "مرجعية" العلم وانبهار الناس به مسلمهم وكافرهم لإثبات صدق الرسالة المحمدية على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التسليم. لكنهم في سعيهم لهذا الإثبات استخدموا سلاحاً ذا حدين، إذ إنهم كرسوا مرجعية العلم وأقروا بها دون مراجعة أو تدقيق، فجعلوا النصوص الشرعية – وعلى غير قصد منهم- في موقف المتهم حتى يثبت العلم براءتها! فظهرت تأويلات غير ضرورية لنصوص شرعية ثابتة؛ بحجة أنها تخالف الحقائق العلمية المقررة والأمر أبعد ما يكون عن ذلك!

ومن أجل هذا المزلق الخطير كان لابد من وقفة متأنية لدراسة هذه الظاهرة - ظاهرة الاستدلال بالمعرفة العلمية لإثبات صدق النصوص الشرعية متمثلة في الكتاب والسنة - ومعالجتها من الناحية العلمية والناحية الشرعية على حد سواء. ولا أزعم أن مثل هذه المقالة يمكنها أن تفي بجميع جوانب الموضوع، ولكن حسبنا أن نشير فيها إلى بعض الإشارت على طريق المعالجة الموضوعية المنشودة، وذلك بالحديث عن شيء من طبيعة المعرفة العلمية ومكانتها بين الظن واليقين، وكيفية توظيف هذه المعرفة في مسألة الإعجاز العلمي آملين أن يسهم هذا المقال في إعادة نظر المهتمين بقضية الإعجاز العلمي في نواحيها المختلفة وتقويم مسيرتها حتى تؤتي ثمارها المرجوة بإذن الله تعالى.

ماهو العلم؟

لعله مما لا يستغرب عدم وجود تعريفٍ دقيقٍ مجمعٍ عليه للعلم وللمعرفة التي يقدمها، فبالرغم من تميز المعرفة العلمية بالدقة والتحديد على وجه العموم إلا أن دراسة طبيعة هذه المعرفة ليس مما يشتغل به العلماء الكونييون، بل هو من تخصص فلاسفة العلوم، والذين تتفاوت آراؤهم تفاوتاً كبيراً تبعاً للمدرسة التي ينتمون إليها في التفكير، ويشرح لنا غريغوري ديري [[1]] في كتابه " ما هو العلم وكيف يعمل" صعوبة تعريف العلم لكنه يشير إلى أن أي تعريف للعلم لا بد وأن يتضمن شيئاً عن "الطريقة العلمية" أي الطريقة التي يتم التوصل بها إلى المعلومة العلمية والتي من عناصرها الفرضية العلمية، والتجربة، والاستنتاج المبني على المشاهدة، وقابلية الحصول على نفس النتيجة عند إعادة إجراء التجربة تحت الظروف المتشابهة، ومن جانب آخر فإن أي تعريف للعلم - والكلام لا يزال لديري- لابد وأن يتضمن أيضاً مجموع المعارف العلمية التي توصل إليها العلم عبر مسيرته الطويلة فالقوانين، والنظريات، والمباديء العلمية كلها تدخل فيما يسمى علماً. وكأن ديري يريد أن يقول إن قصر التعريف على المنهج العملي يجعله غير معبر عن المكانة التي يحتلها العلم بشكل صحيح فهذه المكانة التي احتلتها كلمة "علم" في قاموس اللغة إنما جاءت من تلك المعارف الهائلة التي تنسب إليه، وليس من مجرد الطريقة العلمية التي يتوصل بها إلى استنتاج المعرفة العلمية. ومما يؤيد ذلك ما ذهب إليه الفيزيائي الكبير ريتشارد فاينمان من إدخاله المنجزات العلمية بما فيها التكنولوجيا تحت مسمى العلم أيضاً [[2]]. ومن ناحية أخرى فإن المنهج العلمي للوصول إلى المعرفة العلمية ليس منهجاً واضح المعالم كما قد يتصور لأول وهلة، فالفرضية العلمية لا تسبق دائماً التجربة التي تُجرى لإثباتها، كما أن الاستنتاج قد يسبق التجربة المطلوبة لإثباته، وفي تاريخ العلم الكثير من الأمثلة التي تشهد بذلك. ويمكننا إذا أردنا الجمع بين الطريقة العلمية والمنجزات المعرفية للعلم في محاولة تعريفنا له أن نقول: "إن العلم هو مجموعة المعارف التي تم التوصل إليها عن طريق "استخدام المنهج العلمي" والذي يُعرَّف – بدوره - على أنه ذلك المنهج المؤسس على التجربة، والذي تحكمه الاستنتاجات المبنية على المنطق العقلي أوالنماذج الرياضية أوالطرق الإحصائية". وفي حين أن هذا التعريف يعتريه ما يعتري غيره من المحاولات الأخرى لتعريف العلم من نقص وغموض، إلا أنه يحتوي - في المجمل - على عناصر التعريفات المختلفة في كثير من المصادر التي تعنى بهذه القضية، مع ملاحظة أن الكثير من هذه المصادر تحاول أن تتحاشى تقديم تعريف محدد للعلم نظراً لصعوبة هذا الأمر.

هل يعبرالعلم عن الواقع؟

يميل أكثر المشتغلين بنقد المعرفة العلمية إلى المذهب الأداتي البرغماتي (النفعي) والذي يعد المعرفة العلمية مجرد أداة برغماتية للاستنباط والتنبؤ وليس خبراً عن الواقع [[3]]. ومما شجع هذا التيار على النمو والازدهار ما نتج من تناقضات منطقية في التجارب التي تختص بالعالم الذري والذي تحكمه الميكانيكا الكمومية؛ فقد اضطر العلماء إلى القبول بتصورات ومفارقات لا يوجد نظير لها في العالم الذي نشهده ونتعامل معه، مما حدا بفريق كبير منهم إلى اعتناق المذهب الأداتي الذي نتحدث عنه للخروج من مأزق التناقض المنطقي الذي تقترحه نتائج التجربة لو كانت تعبر بالفعل عن حقيقة العالم.

فعلى سبيل المثال يعتقد الأداتيون بأن "الكائنات" الدون ذرية مثل الإلكترونات والبروتنات والنيوترنات وما دونها لا تعبر بالضرورة عن وجود حقيقي مستقل بالشكل الذي نعهده عندما نتكلم عن وجود كرات البلياردو مثلاً، فنحن لم نر هذه "الكائنات" أصلاً، بل استنتجنا وجودها من عدد من التجارب التي أَمْلَتْ طبيعةً "جُسيميَّةً" لها، ثم أَملتْ تجاربُ أخرى أُجريت على هذه "الكائنات" - والتي أطلقنا عليها اسم جُسيمات - أملت هذه التجارب الأخرى طبيعة "موجيةً" لها. فكيف يكون الشيء جسيماً وموجةً في نفس الوقت؟ وما معنى وجود موجة من دون وجود وَسَط تتموَّج فيه؟ هل يمكننا أن نتصور وجود موجة البحر مثلاً دون وجود البحر نفسه؟ لكن العلم يُصرُّ على أن الكائنات الدون ذرية هي كائنات جسيمية وموجية فتارة تتصرف على أنها موجة وتارة تتصرف على أنها جسيم، والأغرب من ذلك أن كل جسيم من هذه الجسيمات لا يسمح لنا من التحقق من طبيعته الازدواجية (الموجية-الجسيمية) بشكل انفرادي ، فسرعان ما يتخلى عن طبيعته الموجية إذا ما حاولنا "الاقتراب" منه للتحقق منها. وبالرغم من كل هذه التناقضات التي تنطوي عليها الميكانيكا الكمومية فإنها قد أثبتت نجاحاً مذهلاً في التعامل مع العالم الدون ذري، ونشأ عن هذا النجاح كل ما نراه اليوم من تقدم تقني وتكنولوجي من صناعة الحاسب الآلي إلى غزو الفضاء.

وهذه المفارقة بين نجاح الميكانيكا الكمومية في توصيف تصرف الكائنات الدون ذرية من جهة، وبين التناقضات المنطقية التي تثيرها والتي لا تتفق مع فهمنا اليومي للعالم الذي نعيش فيه من جهة أخرى، قد أدت الى انقسام العلماء إزاءها إلى فريقين: فريق عزا هذه التناقضات إلى نقص في النظرية الكمومية مع إقراره بنجاحها منقطع النظير، ومن هؤلاء ألبرت أينشتين، ولويس دي بروي وديفد بوم، وفريق أنكر وجود حقيقة موضوعية أصلاً واعتبر أن العالم يوجد فقط عندما نتعامل معه وعُرِف هذه الاتجاه فيما بعد بـ"مدرسة كوبنهاغن"، والتي كان على رأسها نيلز بور وفيرنر هايزنبرغ. ولكن من الواضح أن موقف مدرسة كوبنهاغن موقف ميتافيزيقي، لا يدخل في نطاق البحث العلمي والذي ينحصر في العالم المادي، وبالتالي فإنه - وبالتعريف - لا يمكن لأتباع مدرسة كوبنهاغن أن يزعموا أن نتائج التجارب العلمية تقتضي موقفهم ذلك، ثم يزعموا "علميّة" هذا الموقف. والشيء الذي يجمع عليه الفريقان هو أن الميكانيكا الكمومية لا تعبر عما يحدث فعلاً إما لإنها ناقصة (رأي أينشتين ورفاقه) وإما لأنه لا يوجد شيء يحدث فعلاً في الخارج قبل عملية القياس التي نجريها (رأي مدرسة كوبنهاغن)، ومن هنا يبرز دور المدرسة الأداتية التي نتحدث عنها، إذ تمثل القدر المتفق عليه بين كلا الفريقين فالميكانيكا الكمومية بما تشتمل عليه من مصطلحات وتعبيرات هي عبارة عن أداة للتعامل مع الواقع فحسب، وربما كان هذا القدر المتفق عليه بين المدرستين سبباً في انتشار المذهب الأداتي في المعرفة العلمية، فاجتذب تأييد غالبية العلماء الكونيين وفلاسفة العلم على اختلافات بينهم في تفصيلات المذهب لا محل لذكرها في هذا المقام.

ويمكننا تشبيه القيمة الأداتية للعلم والخطأ الذي ينتج عن عدم فهمها، بما يحدث عندما ينظر أحدنا إلى شكل توضيحي يبين الدورة الدموية في الجسم، تأخذ الأوردة اللون الأزرق في هذا الشكل، بينما تأخذ الشرايين اللون الأحمر، فلو حاول أحدنا أن يأخذ الشكل التوضيحي على أنه يصوِّر الحقيقة فعلاً فسيظن أن لون الأوردة أزرق بالفعل، أو أن لون الدم الذي يجري فيها أزرق بالفعل... وهكذا يمكن أن نخطئ حينما نأخذ بعض التقريرات العلمية على أنها تصوير للواقع بينما تكون هي مجرد تمثيل له.

العلم بين ظاهر الأمور وحقائقها

الواقع أو الحقيقة من القضايا الميتافيزيقية، والتي لا تدخل تحت نطاق العلم أصلاً، وقد حذر الفيلسوف الفرنسي الوضعي أوجست كونت منذ القرن التاسع عشر من تعرض العلم لمحاولة إدراك حقيقة الأشياء فقال "إن أي نظرية علمية تدَّعي أن بإمكانها معرفة حقيقة الظاهرة تصبح قولا ميتافيزيقياً ينبغي رفضه تماما، لأن العلم لا يبحث في ماهية الأشياء، وإنما يكتفي بالوقوف عند حد الوصف الخارجي للظاهرة فما يهم العلم هو كيفية حدوث الظاهرة" [[4]].

فلا بد لنا أن ندرك حين نتحدث عن المعارف العلمية أنها إنما تتعلق بـ "ظواهر" الأشياء دون حقائقها، وهو أمر يُقرِّه كافة العلماء الكونين، فالبحث العلمي يسعى دائماً إلى واحد من أمرين:

1. وصف الظواهر الطبيعية، كما في علم الجغرافيا والتشريح مثلاً، فإن هذين الفرعين من المعرفة يهدفان إلى توصيف ما عليه الحال دون الدخول في كثير من الاستنتاجات، وقصارى ما يسهم العلم التجريبي في مجالهما هو إمدادهما بالأدوات العلمية المتطورة والتي تساعد في دقة الوصف وصحة التصنيف.

2. تفسير "الظواهر" الطبيعية، وذلك عن طريق إيجاد صيغ تفسيرية (مثل التصورات والمفاهيم العلمية كمفهوم الجاذبية والإلكترون مثلاً) أو قوانين رياضية للمشاهدات التي يلاحظها الباحث، ويندرج تحت هذا النوع علم الفيزياء والكيمياء وغيرهما، وقصارى ما يصبو إليه هذا النوع من العلوم هو إيجاد الصيغ التي تتفق مع المشاهدات وتتمكن من التنبؤ بمشاهدات أخرى عند تغير الظروف. أما الانشغال بالتأكد من مدى مطابقة هذه الصيغ التفسيرية للواقع والحقيقة من حيث هي لا من حيث نتائج المشاهدات التي اقترحتها في المقام الأول، فليس ذلك كله مما يعني العلم التجريبي من قريب ولا من بعيد.

فيمكننا أن نخلص مما سبق إلى أن هذين الصنفين من العلوم (ويشترك معهما في ذلك العلوم التي تجمع بين الوصف والتفسير كعلم الإحياء والعلوم الطبية مثلاً) لايُعنيان بدراسة "الحقائق" وإنما يعنيان فقط بدراسة "الظواهر"، ولعل مما يشير إلى أن العلم البشري - الذي يكتسبه الخلق بمعزل عن الوحي - إنما يتعلق بظواهر الأشياء لا بحقائقها هو قول الله تعالى : ".. ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا".

وعلى ذلك فلا ينبغي إذاً أن نلهث وراء كل كشف علمي جديد، محاولين أن نثبت أن القرآن الكريم قد أشار إليه، كما لا ينبغي أن ننـزعج من عدم قدرتنا على ربط معلومة علمية - مهما بدت أهميتها في ميزان العلم - بآية أو أكثر من آيات القرآن الكريم، لأننا إن فعلنا ذلك نكون قد ألبسنا العلم ثوباً أوسع منه، وأعطينا معارفه المحدودة المتعلقة بظواهر الأمور فوق ما تستحق، فشتان بين الظاهرة المحدودة التي يعبر عنها العلم، والحقيقية المطلقة التي يقدمها القرآن.

وبالرغم مما ذكرنا فإنه لا ينبغي للمسلم أن ينكر أن يكون في هذا الكتاب العزيز إشارة إلى كل حقيقة أو ظاهرة في هذا الكون صغرت أم كبرت، علم ذلك من علمه وجهله من جهله، فإن النفي أصعب كثيراً من الإثبات، إذ يتطلب النفي الإحاطة الشاملة بجميع التفاصيل والمعاني المباشرة وغير المباشرة حتى يتمكن النافي من القول بأن القضية المذكورة لا توجد إشارة لها في القرآن الكريم ، ولا يجرؤ مسلم عاقل على القول بإحاطة عقله المحدود بكلام الله تعالى عز وجل فإن المحدود لا يحيط بغير المحدود "والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب". وعلى ذلك يجب على المسلم الاحتياط والتأدب مع قوله تعالى : "ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء "، كما يجب عليه عدم التسرع في إنكار ما يُعزى إلى القرآن الكريم من إشارت لبعض الأمور الكونية، إذ ما أدراه أنها ليست بإشارة... وإنما الذي يسوغ إنكاره من قبل أهل العلم والاختصاص هو وجه الاستدلال على أن آية ما تشير إلى ظاهرة بعينها وتتحدث عنها، وذلك من حيث دلالات اللغة ومعطيات العلم الحديث وخصوصاً حينما تُستخدم هذه الآية في إطار الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

هل "الحقائق" العلمية قطعية ونهائية؟

لقد تعمدنا استخدام لفظ "حقائق" في عنوان هذه الفقرة بدلا من لفظ "نظريات" كما لم لم نلجأ إلى أي عبارة أخرى أقل تحديداً وأكثر حذراً مثل: "هل المحتوى المعرفي للنشاط العلمي قطعي ونهائي؟"، وذلك لهيمنة فكرة "المصداقية العلمية" على تفكير إنسان القرن الحادي والعشرين بشكل عام، مما أشاع عبارة "حقيقة علمية" في استخدامات الخاصة والعامة منا للتعبير عن أي معلومة تنسب إلى العلم، حتى لا تكاد عبارت مثل "نظرية علمية" أو "تفسير علمي" تُذكر إلا نادراً. ومن جانب آخر فإن قولنا "حقيقة" علمية يعني أنها كذلك في نظر العلم، ولا يعني بالضرورة أنها تمثل واقعاً حقيقاً موضوعياً يصف العالمَ، كما شرحنا ذلك عند الحديث عن المذهب الأداتي في تصور طبيعة المعرفة العلمية.

وفي عرضها لكتاب "ماوراء العلم" للفيزيائي الإنجليزي المرموق جون بولكين هورن تلخص د. يمنى الخولي وجهة نظره في المنجزات العلمية بأنها بالضرورة مؤقته وأن العلم " لا يُحرز حقائق يقينية قاطعة وقصارى ما يدعيه هو رجحان الصدق" [[5]]، وليس هذا النص بغريب، بل تكاد تجد أمثاله في كل كتابة جدِّية عن طبيعة المعرفة العملية، سواء كان كاتبها من فلاسفة العلم، أو من العلماء الكونيين في شتى التخصصات العلمية. ومع ذلك نجد أنه من الشائع لدى عامة الناس أن هناك حقائق علمية قطعية لن يتراجع عنها العلم أبداً، ومن الأمثلة الشائعة جداً، والتي يُستدل بها على هذا النوع من الحقائق: مسألة كروية الأرض، فكثيراً ما يعترض عليك المعترضون حين تتحدث عن عدم قطعية المعرفة العلمية بقولهم لقد أثبت العلم كروية الأرض فهل تعتقد أنه سيتراجع يوماً ما عن هذه "الحقيقة العلمية"؟

الحقائق العلمية بين الشهود والاستنتاج

والجواب عن ذلك أن هناك نوعان من الحقائق العلمية حقيقة علمية "مشهودة" وحقيقة علمية "مستنتجة". فالحقيقة العلمية المشهودة هي تلك التي رأيناها أو استشعرناها بحواسنا بشكل "مباشر" وذلك بمساعدة الوسائل العلمية الحديثة. ومثال ذلك تصنيف مراحل تطور الجنين الذي أثبته العلم الحديث من خلال تحديد شكل الجنين في مراحله الأولى والتي أطلق عليها القرآن الكريم أسماء: العلقة والمضغة، فكل هذه المراحل تمت رؤيتها بالعين المجردة، كما تم تصويرها وتوثيقها وتوصيفها في عصرنا هذا، بالاستعانة بالأدوات العلمية الحديثة. ومن أمثلة ذلك أيضاً ما نراه من صور التُقطت للكوكب الأرضي من زوايا مختلفة بواسطة الأقمار الصناعية، حيث تمثل الحقيقة العلمية المشهودة هنا كون الأرض كروية الشكل.

وربما أمكننا أن نتجاوز قيد "المباشرة" في تعريف الحقيقة العلمية المشهودة لندخل فيه ما أمكن رؤيته أو استشعاره بالحواس بشكل غير مباشر أيضاً أي بواسطة أدوات القياس العلمية الحديثة. وندرج تحت هذا الإطار جميع عمليات القياس العلمية وما يترتب عليها من مقارنات.

ونلاحظ من تعريفنا هذا للحقيقة العلمية المشهودة أن مصداقية هذه الحقيقة إنما تصدر من "شهودها" بواسطة حواسنا إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، لا من "شهادة" العلم لها، وإنما يكمن دور العلم فقط في المساندة والمساعدة في الوصول إلى هذا الشهود. وهذا النوع من الحقائق العلمية قطعي لا يقبل التراجع عنه. وعلى ذلك فحقيقة "كروية الأرض" لا تستند في صحتها اليوم إلى أن العلم قد قال بها ولكن إلى شهودها بواسطة الصور والكاميرات الفضائية، فهي لا تصلح أن تستخدم مثالاً للتدليل على أن حقائق العلم قطعية بشكل عام.

أما النوع الآخر من الحقائق العلمية فهو الحقيقة العلمية المستنتجة، وهذا النوع خاضع وقابل للتغير في أي لحظة، إذ هو مجرد استنتاج يفسر نتائج التجربة، ولا ضمان على أنه نهائي لا يوجد استناج غيره أكمل وأدق منه، يمكن أن يظهر لنا في يوم من الأيام، كما أن هذا النوع من الحقائق العلمية قابل للانهيار في أي وقت تُظهر فيه التجربة نتيجة واحدة فقط لا يمكن تفسيرها بواسطته. وحيث إن الوقائع غير محصورة، فلا سبيل إلى التحقق من هذا النوع من الحقائق العلمية بشكل نهائي. وعلى ذلك تظل الحقيقة العلمية المستنتجة عرضة للنقض، مهما كثرت شواهدها وقل احتمال خطئها، ومن هنا فينبغي الحذر من استعمال هذا النوع من الحقائق العلمية في معرض التدليل على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإن كان من الممكن الاستئناس به في فهمهما ولكن دون مبالغة أو شطط.

ومثال الحقيقة العلمية المستنتجة مفهوم الجاذبية والذي يقول بأن الأجسام يجذب بعضها البعض، فهذا المفهوم ظل قرابة 3 قرون منذ أن اقترحه العالم الإنجليزي الشهير إسحق نيوتن وإلى أوائل القرن العشرين، ظل هذا المفهوم مع ما يصاحبه من قوانين فيزيائة، في محل تقديس من قبل العلم التجريبي والمشتغلين به، وفي منأىً عن أي شك أو ريبة، حتى سمي القانون المصاحب له بقانون الجاذبية ، إلى أن جاءت النظرية النسبية على يد ألبرت آينشتين لتستغني عن مفهوم الجاذبية وتصحح القوانين المصاحبة له بقوانين أخرى ومفهوم جديد (هو مفهوم انحناء الزمكان) ، في هزة عنيفة للوسط العلمي لم تكن تخطر على بال أحد، فكيف يمكن بعد ذلك اعتبار هذا النوع من "الحقيقة" العلمية قطعياً وكيف يمكن الاستدلال به في مسألة الإعجاز العلمي! علماً بأن مصطلح الجاذبية وقانونها لا يزالا يدرسان في مدراس وجامعات العالم على أنهما من حقائق العلم وذلك نظراً لسهولة استخدامهما مقارنة مع النظرية النسبية العامة.

ومن الأمثلة الأخرى التي يشاع أنها من الحقائق العلمية الثابتة - حتى لا يكاد أحد أن يجرؤ على إنكارها - مسألة دوران الأرض حول الشمس والتي بدأ بها عصر النهضة العلمية - كما يُسمّى - على يد كوبرنيكس في عام 1543 م، فهل تمثل هذه المقولة حقيقة تصف الواقع؟ أم أنها مجرد نموذج رياضي يسهِّل العمليات الحسابية التي نتمكن بها من رصد حركة الأجرام السماوية؟

هل تدور الأرض حول الشمس فعلاً؟

يجب أن نقرر أولاً أن مسألة دوران الأرض حول الشمس مما اتفق عليه العلماء الكونيين منذ قرون مضت غير أن هذا الاتفاق لا يعود إلى حقيقة مشاهدة أو واقع ملموس بل يرجع إلى دقة الحسابات الناشئة من افتراض أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس. يقول الفيزيائي المعاصر بول ديفس:"واليوم لا يشك عالم في كون الشمس مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض هي التي تدور وليس السماء" [[6]] ، ولكنه يستدرك قائلاً أنه لن نتمكن أبداً من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقاً "فليس لنا أن نستبعد كلياً أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل" [[7]]، والحقيقة أننا لا نحتاج أن ننتظر اكتشاف تصور آخر لحركة النظام الشمسي حتى نتمكن من القول أن النظام الحالي والذي يفترض مركزية الشمس ودوران الأرض حولها هو مجرد افتراض رياضي لا يصور الحقيقة، بل إن العلم يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول إن السؤال عمّا إذا كان هذا التصور حقيقاً أو غير ذلك ليس بذي معنى في لغة العلم. فالحركة - والتي هي أساس المسألة التي نتحدث عنها - كمية نسبية. فإن قلت أن الأرض تتحرك فلا بد أن تنسبها إلى شيء ما حتى يصبح قولك معقولاً، فلو تصورنا كوناً فارغاً لا حدود له، ولا يوجد به سوى جرم واحد، فلن نستطيع حينئذ أن نقول أن هذا الجرم ساكن أو متحرك، إذ لا بد أن ننسبه إلى مرجع لكي نقول إنه متحرك بسرعة كذا بالنسبة إلى هذا المرجع، أو إنه ساكن بالنسبة له. ومنذ أن ألغت النسبية الخاصة فكرة الأثير والذي كان يمثل الوسط الساكن والمطلق الذي تتحرك فيه الأجرام السماوية أصبح قولنا إن الأرض تدور حول الشمس مجرد افتراض وجدنا أنه يفيدنا من الناحية العملية أكثر من الافتراض المعاكس، بل إنه حتى في زمن كوبيرنيكس نفسه "فقد دافع مناصروه عنه أمام الكنيسة بأن النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية وليس تمثيلاً حقيقيا لواقع العالم" [[8]]. لكن الإضافة التي جاءت بها النسبية هي أنها جعلت من قضية مركزية الشمس أو مركزية الأرض مسألة اعتبارية بالضرورة، إذ إن كل شيء في هذا الكون يتحرك بالنسبة لكل شيء فيه ولا يوجد سكون مطلق أو حركة مطلقة كما أوضح ذلك الرياضي والفيلسوف الإنجليزي الشهير برتراند رسل [[9]]. وخلاصة القول كما يعبر عنه الفيلسوف الإنجليزي-الأمريكي والتر ستيس إنه "ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط رياضياً أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ" [[10]].

هل الأرض مركز الكون؟

ومادام الحديث متعلقاً بحركة الأجرام السماوية فيحسن بنا أن نتناول مسألة علمية أخرى تعد مثالاً صارخاً عن تحيز الموقف "العلمي" ضد الرؤية الإيمانية، في تفسيره لنتائج التجربة. ولندع أشهر علماء الفلك النظريين في عصرنا الحاضر وأعلاهم صيتاً البرفيسور ستيفن هوكنج يحدثنا عن هذه المسألة!

بعد سرده للمشاهدات التجريبية، التي استنتج العلماء منها أن المجرات في هذا الكون الفسيح تبتعد عنا مسرعة من جميع النواحي يشرح هوكنج [[11]] في كتابه "موجز في تاريخ الزمن" كيف أن الفيزيائي والرياضي الروسي ألكسندر فريدمان قد وضع فرضيتين بسيطتين حول الكون بغرض شرح النسبية العامة لأينشتين وينصّان على:

1. أن مظهر الكون يبدو واحداً من أي اتجاه نظرنا إليه.

2. أن هذا الأمر لا يختص بكوكبنا الأرضي بل هو صحيح أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون.

ثم يستطرد في شرح كيف أن الأدلة قد تضافرت على تأييد الفرضية الأولى، ومن ثم أصبح من المقبول علمياً أن نعتقد صحتها، ثم يقول:"وللوهلة الأولى فإن هذه الأدلة والتي تبين أن الكون يبدو متشابها بغض النظر عن الاتجاه الذي ننظر منه، قد توحي بأن هناك شيئاً خاصاً حول مكاننا من هذا الكون، والذي نعنيه بالذات أننا إذا كنا نشاهد جميع المجرات الأخرى وهي تتجه مبتعدة عنا من جميع الاتجاهات فلابد إذا أن نكون في مركز هذا الكون". لكنه يستطرد قائلاً إن هناك بديلاً آخر لهذا الاستنتاج، وهو أن الأمر سيبدو كذلك أيضاً لو كنا في أي موقع آخر في هذا الكون، مشيراً بذلك إلى فرضية فريدمان الثانية والتي ذكرناها آنفاً. ولكن إذا كان هناك من الأدلة العلمية التجريبية ما يؤيد فرضية فريدمان الأولى، مما جعلنا نتقبلها، ونتساءل بناء على قبولنا إياها: هل الأرض مركز الكون؟ فهل هناك من دليل علمي على فرضيته الثانية؟ يجيب هوكنج قائلاً: " إننا لا نملك دليلاً علميا يؤيد أو يناقض هذه الفرضية ولكننا نؤمن بها بدافع التواضع" ويعني بذلك أننا مضطرين لقبول الفرضية الثانية لأن عدم قبولها يعني أن لنا أهمية خاصة في هذا الكون تجعلنا في مركزه مع امتداده الشاسع من جميع الاتجاهات، ولهذا السبب وحده يتجه العلماء إلى قبول فرضية فريدمان الثانية! ولا يخفى ما في هذا التفكير من تأثر بالمذهب المادي، الذي ينظر إلى الإنسان على أنه وليد الصدفة المحضة لا شيء يميزه عن غيره من الكائنات، بما في ذلك موقعه من هذا الكون العظيم. فانظر كيف يقترح المنهج العلمي استنتاجاً مباشرا، ثم انظر كيف يحيد "العلماء" عن هذا الاستنتاج - استناداً إلى فرضية لادليل عليها - لمجرد أنه يوحي بخصوصية الإنسان، وما يتبع ذلك بالطبع من وجود خالق لهذا الكون. ومن الجدير بالذكر أنه قلّما يُشار في الكتب العلمية إلى احتمالية كون الأرض مركزاً للكون، فضلاً عن أن يقال إن هذا هو الاستنتاج الطبيعي للمشاهدات الكونية، بل عادة ما تقدم النظرية الأخرى على أنها الاستنتاج العلمي المعتبر؛ لمجرد أن بديلتها توحي بوجود إرادة تدبر هذا الكون، وغاية من وراء وجود الإنسان فيه.

وكل في فلك يسبحون

تبين لنا مما سبق أن قول العلم بمركزية الشمس في النظام الشمسي ودوران الأرض حولها هو مجرد تعبير رياضي، لا يمكن الحديث عنه على أنه يصور الواقع، حيث إن الأجرام السماوية تتحرك بالنسبة لبعضها البعض في نظام يصح لنا أن نُثبِّتَ أي نقطة فيه لتكون المركز ثم نعيد حساباتنا على هذا الأساس، ويعني هذا الأمر أنه علينا إعادة كتابة علم الفلك الحديث؛ لو أردنا أن نعود مرة أخرى إلى فكرة مركزية الأرض بدلاً من الشمس، وهو الأمر الذي يجعل التفكير في ذلك مستبعداً في الأوساط العلمية. ولكن يجدر بنا قبل مغادرة هذه الفقرة أن نشير إلى أن القرآن الكريم على كثرة إشاراته للشمس والقمر، وحركتيهما، وفائدة هاتين الحركتين للإنسان، لم يذكر صراحة كون هذين الجرمين يدوران حول الأرض أو كون الأرض تدور حول الشمس، وإنما جاء في ذلك قول الحق تعالى "وكل في فلك يسبحون"، وهو تقرير لحركة هذه الأجرام وحسب، وهذا ما شاهده الناس على مرِّ العصور وقرره العلم الحديث، فانظر إلى هذه العبارة الموجزة التي استغرقت من البشرية آلاف السنين لتستوعبها منذ عهد بطليموس وأنموذجه الذي يجعل الشمس تدور حول الأرض إلى عهد كوبيرنكس الذي قال بالعكس، ثم وصولاً إلى أينشتين الذي قررت نسبيته أنه لا محل للنزاع فالمسألة مجرد اصطلاح رياضي.. وصدق الله إذ يقول "ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا". وفي مقابل "اختلاف" العلم الكثير هذا تأبى العبارة القرآنية أن تتعرض صراحة لمسألة "من يدور حول من؟"، وإنما تقرر فقط أن الجميع يسبح في فلك خاص به "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اليل سابق النهار"، ثم تترك بعد ذلك المسائل الاصطلاحية التي تتغير وتتبدل بحسب المنفعة لاجتهاد البشر، ليظهر لنا الفرق جلياً بين العبارة القرآنية القطعية، والحقيقة العلمية الظنية.

وعموماً فإنه لا يخفى أن من مقتضيات الإيمان أن يعلم المسلم أنه ما من آية في كتاب الله تحدثت عن أمر من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وقد استوعبت وصف هذا الأمر بأحسن عبارة وأدقها وأروعها، مما لايطيق مثله البشر، فإذا كان الأمر الذي تعرض له القرآن مما يدخل في نطاق البحث العلمي فلا شك أن دقة العبارة القرآنية سوف تستوعب ما بلغه العلم من وصف، إذا كان ذلك الوصف العلمي حقيقة ثابتة. وكيف لا والمتكلم بهذا القرآن هو الحق سبحانه وتعالى، الخبير بكل ما خفي ودق، والعليم بالسر وما هو أخفى من السر، والذي يعلم أنه سوف يأتي على الناس زمان يتحدثون فيه عن هذه الاية أو تلك وعن وجه الإعجاز فيها.

العلم مفتاح للإعجاز

ويمكننا في ضوء ما سبق أن نقول أن دور العلم في قضية الإعجاز القرآني هو أنه ييسر شهود هذا الإعجاز، وذلك بواسطة الحقائق المشهودة والتي ظهرت للناس في هذا الأيام بعد سلوكهم المنهج العلمي في البحث والاستدلال. وهناك فرق كبير بين أن ننسب هذه الحقائق القطعية إلى العلم فنسبغ عليه – بناء على ذلك - ثوب المرجعية ، وبين أن نقبل بهذه الحقائق كما نقبل بغيرها من المحسوسات والموجودات، مع تقديرنا لدور العلم في الدلالة عليها. وبعبارة أخرى يمكننا القول أن المعرفة العلمية (سواء سميت نظرية أو حقيقة أو غير ذلك) تبقى منسوبة إلى العلم إلى أن يثبت صدقها فتصبح حقيقة مشهودة مستقلة عنه وتخرج عن التصنيف العلمي إلى التصنيف الواقعي الشهودي. ومن هنا كان التراجع عن مثل هذه الحقائق غير ممكن لا لكونها علمية المصدر بل لكونها خرجت من السمة الظنية للعلم إلى السمة القطعية للحس. ويمكننا التمثيل لدور العلم في الوصول إلى هذا الشهود بصحيفة تورد الأخبار اليومية، يكون فيها الصحيح، والصحيح نسبياً والكاذب. فلو أن هذه الصحيفة أوردت خبراً بوقوع صدام بين قطارين في مكان ما، ثم تحققنا بأنفسنا من صدق هذا الخبر، كأن وقفنا على مكان الحادث، ورأينا القطارين الذين ورد ذكرهما في الصحيفة، فإن الخبر يصبح حقيقة مشهودة لا تقبل التراجع عنها، ولا يمكننا تصور أو قبول أن الصحيفة سوف تنشر تكذيباً للخبر في اليوم التالي، ومصدر هذه الثقة لدينا ليس صدق العاملين في الصحيفة أو دقة تحريهم للأخبار، ولكنه شهودنا للقطارين المصطدمين في مكان الحادث. ثم إن شهودنا لهذه الحادثة وتيقننا من وقوعها لن يجعلنا نغير رأينا في أخبار الصحيفة بشكل عام من حيث كونها قابلة للتكذيب والنفي في أي وقت لاحق. وكذلك شأن العلم فإن دوره في كشف بعض الحقائق المشهودة لا ينبغي أن يجعلنا ننسب هذا الشهود له أو أن نعتقد بمطلقية معارفه، كما أن إسهامه في الكشف عن هذه اليقينيات لا ينبغي أن ينسينا أن هذا الكشف إنما جاء عرضاً ضمن معارف العلم الكثيرة والتي تمثل جسراً بين الإنسان والواقع يُقصد به من الاستفادة المادية من هذا الوقع – في المقام الأول- لا معرفة كنهه وحقيقته. وخير شاهد على ذلك هو تحول البحث العلمي في عصرنا الراهن إلى مؤسسات مدعومة لإنجاز أغراض تطبيقية معينة، حتى يكاد يندر أن نجد مؤسسة علمية بحثية على مستوى راقٍ لا تحصل على دعمها من شركات ربحية، أو إلى حكومات تهدف إلى إنجاز مشاريع ذات صبغة تطبيقية. وهذا الأمر يعكس ما أوضحناه في أول المقال من أن دافعية العلم إنما يحدوها الاهتمام النفعي البرغماتي، وليس الاهتمام الأنطولوجي الفلسفي، ولذلك فقد نجح العلم - والذي تمثل التكنولوجيا مثالاً واضحاً له في هذا المجال - في خدمة الرغبات البشرية، بينما أخفق – في المقابل - في الإجابة عن أكثر الأسئلة أساسية في ضمير الإنسان والتي تدور حول مهمته ودوره في هذا الوجود. ومن هنا كان دور العلم في قضية الإعجاز القرآني يتمثل في كونه مفتاحاً للوصول إلى بعض الحقائق التي يمكن التحقق منها بالحس والمشاهدة، وبالتالي يمكن رؤية الإعجاز القرآني من خلالها.

الإعجاز العلمي: تثبيت لا إثبات

إن قضية البحث في المواءمة بين العلم والدين - على أهميتها في هذا العصر وحاجة المسلمين إليها - تحتاج إلى كثير من الحيطة والحذر. فلا ينبغي أبداً أن نجعل من العلم حَكَماً على الدين، نستدل به على صحة نصوصه، ونثبت به صدق رسالته. وربما كان كثير من المتحمسين لقضية الإعجاز العلمي لا يدركون بأنهم بمجرد حرصهم على إثبات صدق القرآن الكريم أو السنة النبوية بواسطة الحقائق العلمية فإنهم - من حيث لا يشعرون - يضعون العلم في مرتبة أعلى منهما. ولا يعني ذلك أن نتوقف عن ربط العلم بالدين والاستفادة مما توصل إليه من معارف في فهمنا لنصوصه المقدسة، ولكن يجب أن يكون ذلك من باب تثبيت حقائق الإيمان في قلب المؤمن لا من باب إثباتها، وشتان بين التثبيت والإثبات. كما أن التثبيت نفسه لا يكون إلا بقدر الحاجة، فالإكثار من ربط آيات الكتاب الكريم بالعلم، واتخاذ ذلك ديدناً، ربما أورث تعلقاً بمعطيات العلم، وحجب صاحبه عن التأمل فيما وراء الظواهر العلمية من أسرار القرآن ومكنوناته، بل يُخشى أن يقود ذلك إلى إبعاد صاحبه عن منهج التسليم بالنص القرآني، فيستمرئ عرض كل ما أشكل عليه فهمه منه على معطيات العلم الحديث، فيفقد بذلك شيئاً من "سكينة" الإيمان بـ"الغيب" والتصديق به، ويبقى في نهم دائم إلى تأويل ما لايدركه من ذلك بما يبصره في عالم "الشهادة"، وليس ذلك مما يزكي الإيمان في شيء.

أما فيما يخص استخدام العلم في إثبات أن هذا القرآن منزل من عند الحق سبحانه وتعالى وليس من صنع البشر، فلا يكون بنسبة آية منه إلى مقررات العلم القابلة للتغيير والتبديل، بل إلى الحقائق المشهودة التي أشرنا إليها سابقاً والتي أصبحت جسماً منفصلاً عن العلم بعد أن ثبت شهودها لعامة الناس. إن مناشدة تعلق الجماهير المسلمة وانبهارها بالعلم ومنجزاته في محاولة لإثبات الدين أمر يضر أكثر مما ينفع، إذ إن فيه تسليم لهم بموقع العلم ومكانته - المبالغ فيها - في أذهانهم ، كما أن فيه ترسيخ لهيمنة العلم على الدين وغلبته عليه. كما لا يكون إثبات أن هذا القرآن من عند الله بأخذ آية منه ثم البحث عن وجه الإعجاز فيها، إذ لن يعدم الجاحد صاحب الهوى، أو الحائر المتردد من أن يجد تأويلاً ما، أو أن يقول ربما كان ذلك من قبيل الصدفة والاتفاق، لكن معالجة هذا الأمر إنما تأتي بسلوك ما دعا إليه القرآن الكريم في قوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا".. ليظهر بذلك صدقه عند كل مريد للحق. وإن كتاباً تحدث قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، وفي ما يزيد عن ألف فقرة (آية) منه عن أمور تتعلق بخلق الإنسان، وتَكوُّن السحاب، وحركة الرياح، وخصائص الأرض، ووظيفة الجبال، وغير ذلك من الظواهر الطبيعية المختلفة، إن كتاباً تحدث عن هذا كله ثم لم يصطدم في أي عبارة من عباراته مع حقائق العلم الحديث - والذي تُعدُّ دراسة الظواهر الطبيعية من صلب وظيفته - لجدير بأن يقف أمامه المنصفون منبهرين عاجزين! فليس الأمر يتعلق بآية واحدة أو بضع آيات تشير إلى حقيقة علمية يمكن للمتأول المشكك أن ينسب إشاراتها تلك إلى الصدفة المحضة، ولكن الأمر يتعلق بهذا الكم الحاشد من الآيات التي يزيد عددها عن الألف كيف تنتقل من موضوع إلى آخر، ومن ظاهرة إلى أخرى تصف، وتشرح، وتشير، وترمز، دون أن يستطيع العلم الحديث بسلطانه الممتد، وهيلمانه الطاغي، أن يرد شيئاً من تلك الإشارات، أو أن يعترض على بعض من تلك العبارات.. وأنى للعلم أن يعترض! وخالق هذا الكون هو منزل هذا الكتاب، وصدق إذ يقول "لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا".. ونحن ياربنا نشهد بذلك.. فاكتبنا اللهم من الشاهدين.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] Gregory M. Derry, 1999, “What Science Is And How It Works”, Princeton University Press, New Jersey.

[2] Richard Feynman,1998, “ The Meaning Of It All”, Allen Lane The Penguin Press, London.

[3] جون بولكين هورن، 2000م ، " ما وراء العلم : السياق الإنساني الأرحب" ، عرض د. يمنى طريف الخولي، المكتبة الأكاديمية ، القاهرة.

[4] ماهر عبدالقادر علي، 1985، " نظرية المعرفة العلمية"، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت.

[5] جون بولكين هورن، 2000م ، " ما وراء العلم : السياق الإنساني الأرحب" ، عرض د. يمنى طريف الخولي، المكتبة الأكاديمية ، القاهرة.

[6] بول ديفس وجون جريبين، 1998، " أسطورة المادة: صورة المادة في الفيزياء الحديثة"، ترجمة علي يوسف علي، سلسلة الألف كتاي الثاني (299)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.

[7] المرجع السابق.

[8] B. Carroll and D. Ostlie, 1996, “An Introduction To Modern Astrophysics”, Addison –Wesley, Reading. USA.

[9] Bertrand Russell, 2000, “ ABC Of Relativity: Understanding Einstein”, Orion Audio Books, London.

[10] والتر ستيس، 1998، الدين والعقل الحديث، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي، القاهرة.

[11] Stephen Hawking, 1996, “ The Illustrated A Brief History Of Time”.

الخير للجميع 08/09/2005 00:35

الاسلام دين الرحمة
 
الاسلام دين الرحمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ( ص ) قال:
(( الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))

الرحمة صفة كريمة وعاطفة انسانية نبيلة،و قد أراد الأسلام أن يطبع الناس بها حتى تمتلىء قلوبهم خيرا و برا، وتفيض على الدنيا رجاء و أملا.
و القرآن رحمة : (( و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين)) الاسراء 82
و الرسول الكريم رحمة : (( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)) الأنبياء 107

و الراحمون هم الذين يرحمهم الله ، و الذي يتجرد من هذه الصفة فهو الشقي. و أولى الناس بالرحمة هم النساء و الأطفال و الضعفاء و المساكين،فهم بحاجة ليد رحيمة تمسح آلامهم و تواسي جراحهم، و عن هذا يقول المصطفى
( ص ): (( الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو كالذي يصوم النهار و يقوم الليل))

و يقول : (( استوصوا بالنساء خيرا))

كان أنجشة في سفر يحدو الابل و يغنيها بصوته الحسن ، فأسرعت وعليها بعض النسوة، فقال ( ص ) :
(( يا أنجشة رويدك بالقوارير))

أما العمال والخدم فقد اهتم بهم الاسلام، وأمر بالرفق بهم ورعاية حقوقهم من التخفيف عنهم و اعطائهم أجورهم وعدم الاساءة اليهم، يقول النبي ( ص ) : (( ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك))
و يقول : (( أعطوا الأجير أجره ، قبل أن يجف عرقه))
و جاء رجل الى النبي ( ص ) يقول: ان خادمي يسيء و يظلم، أفأضربه؟
فقال النبي الرحيم : (( تعفو عنه كل يوم سبعين مرة))

وللأطفال مكانة مميزة في الاسلام، قال ( ص ) : (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا ، ويأمر بالمعروف و ينه عن المنكر))
وكان عليه الصلاة و السلام يخفف الصلاة اذا سمع بكاء طفل و هو يصلي.

و الاسلام هو أول من نادى بالرفق بالحيوان . قال ( ص ) : (( من قتل عصفورا عبثا عج الى الله يوم القيامة يقول : يا رب ان فلانا قتلني عبثا و لم يقتلني منفعة))
وقد مر النبي ( ص ) على حمار قد وسم وجهه ، فقال : (( لعن الله الذي وسمه))

و جاء مرة رجل وعليه كساء، وفي يده شيء قد التف عليه، فقال: يا رسول الله،انني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر، فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن،فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن ، فاستدارت على رأسي، وكشفت لها عنهن،فوقعت عليهن،فلففتها معهن بكسائي. فقال ( ص ) : ضعهن. ففعل. فأبت أمهن الا لزومهن، فقال ( ص ) : أتعجبون لرحمة أم الفراخ بفراخها؟ قالوا : نعم. قال : (( والذي بعثني بالحق،الله أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن حيث أخذتهن، وأمهن معهن)) . فرجع الرجل بهن.

مع محبتي واحترامي للجميع

Anonymous 08/09/2005 08:58

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


الخير للجميع 11/09/2005 21:41

إذا أردت أن تعلم..النظافة في الإسلام
 
إذا أردت أن تعلم..النظافة في الإسلام

والله لم ولن تجدوا ديناً على وجه الأرض يدعو للنظافة والطهارة كما يدعو الدين الإسلامي...
فهو دين النظافة بلا منازع....
فبداية عهد أي إنسان بالإسلام يجب أن تكون النظافة الكاملة والاغتسال لكامل الجسم إيذاناً ببدء حياة جديدة إسلامية نظيفة تبدأ بنظافة الجسم اتصل لهدفها نظافة القلب والجوارح والأعضاء
وكذلك الصلاة في الإسلام لا تقبل ولا تثاب إذا ما اقترنت بالوضوء والطهارة
والوضوء هو غسل جميع أطراف الجسم المعرضة للتلوث بالغبار والأوساخ في حياتنا اليومية...
والطهارة هي أن يكون ما تصلي عليه وما تصلي به من لباس هذه الصلاة الإسلامية الرائعة التي تشغل جميع حواس الإنسان ومشاعره في عبادة الله تعالى وطاعته , طاهراً بلا أوساخ ولا دنس...
وكما يحض الإسلام على الإغتسال في كثير من المناسبات والأوقات
فيجب على المسلم الاغتسال بعد كل لقاء مع زوجته أو الإحتلام وعند رجوع العقل إن غاب لسبب من الأسباب ...
ويحض الإسلام على الاغتسال قبل صلاة الأعياد والجمع و قبل الإحرام بالحج....
كما يحض الإسلام على التعطر والتطيب والتزين قبل كل صلاة وقبل الإحرام وعند لقاء الزوجة ويوم الجمع والأعياد....
كما يطالب الإسلام المسلمين بحسن الملبس والمظهر والعناية بالنظافة الشخصية كتقليم الأصابع وقص وتسريح الشعر ونتف شعر الإبط وحلق شعر العانة........

فيا له من دين أكرمنا الله به فيه من أمور النظافة والطهارة هي مقدمة العبادات المقربة لله تعالى مما أمرنا الله به...

المتمني للجميع الخير والهداية


الخير للجميع 13/09/2005 00:38

بر الوالدين
 
بر الوالدين

يا له من دين جعل للتقرب لله تعالى طرقاً كثيرة ...
من أهمها بر الوالدين والتقرب لهما وطاعتهما وعدم معصيتهما في ما لا يغضب رب العزة تعالى

بعكس ما وصل له الغرب اليوم من خلاصة تطبيقه لتعاليم المسيحية إذ وصل بهم الحال إلى هجر الأبوين بعد سن الثامنة عشرة؟؟؟؟؟؟؟
والولد البار منهم يزور أبويه بالسنة مرة !!!!!!!!!!!
والأكثر براً عند نصارى الغرب يتصل تلفونياً بين الزيارة والزيارة......

الحمد لله على نعمة الإسلام

الخير للجميع 14/09/2005 01:18

تحريم الضار وتحليل النافع
 
تحريم الضار وتحليل النافع

القاعدة الإسلامية الثابتة في كل مكان وزمان
هي ما قاله الله تعالى في الآية الكريمة:

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157)

نعم إنه دين
(َيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)

مهما اختلفت الأسماء والمسميات...
فالدم ولحم الخنزير وكل أنواع المسكرات والمفترات والمخدرات هي مما حرمها الله جملة وتفصيلا بدون السماح لأي قليل منه فنفس الإنسان التي تحب غياب العقل في بعض الأحيان وتستلذ في ذلك قد لا ترضى بالقليل وتريد المزيد فلا يوجد بالإسلام ((القليل منه يفرح القلب)) بل حكم قليله كحكم كثيره كله ضار وكله حرام...
فغياب العقل في الإسلام مما لا يسمح به إطلاقاً إن كان من صنع صاحبه....



krimbow 14/09/2005 01:42

نقلتو كعقوبة لصاحب الموضوع

اذا ارتدع منيح بيرجع بكبسة زر

ما ارتدع بيضل بالارشيف


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:35 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.15365 seconds with 10 queries