![]() |
ابراهيم نصرالله-مرايا ترابية
من ديوان حطب أخضر- ابراهيم نصر الله (مرايا ترابية)
ظلال قد يكون لنا في التراب ظلال .. هي الروح من سيطوف بنا حين ترحل بنا ؟ حين ترحل عنا و من سيحج الينا لنبقى مكان الزمان هنا و هنا قد يكون لهذي الظلال ظلال همو.. نحن أنتَ أنت أنا |
خزائن في التراب خزائن للوقت مكسورة و دقائق مخلوعة عن عروش الطفولة بحر رذاذ الثواني ووَقْع خطى الهذيان اندلاق السنين على الصفحات القديمة دهر تطارده غابة الخيزران و إيقاع رقص بعيد على جثة السنديان في التراب خزائن هائمة حلمها جسمنا حلمها اللامكان |
أب حين نشير الى حفنة من تراب تتابُعنا.. في التراب أب صوته راعش بالصلاة أصابعه بالنبات سيَخفَى علينا و يعرفنا .. من هبوب الذبول على قمحنا: ها خطاكم و ها بعض وجهي فيكم تشَرُدُنا المُر في بيتنا و تَغَيُّبنا عن يدينا " و كرمل " أسمائنا سوف نبكي و تضربنا أمنا لن تصدق أن أبانا هنا حين نركض |
صحارى بحُمى جفافي.. في التراب صحارى هي الحزن حين تهب المنافي حيث يحتار نهر بأعشابه حين ينسى ضفافي و تستَعِر حرب ضحكات النهار الأخير و ينسى أليفي وعودي للبحر في صدره و زهور اعترافي في التراب صحارى تحن إليَّ لتنسى اخضراري و نعناع ظلي على العتبات و تذكرني-حين يُذكر الراحلون بعيدا- |
أخ .. في التراب أخ يترقب ألعابه أن تجيء هنا من ثلاثين عاما.. هنا كيف لم ننتظره سيسألنا كيف باغَتَنا العمر كيف كبرنا و لم ندْعُهُ ليشاركنا هكذا هنالك في أمنامرة لهونا في المرايا .. وأحلامنا هكذا مرة بعض ألعابنا في التراب أخ حين يأتي الشتاء يسيل مع العشب يرشقُنا بالبياض العميق - كعادته- ثم يسكن قرب أبينا |
ملامح في التراب ملامح سرية لاتحب المكان و تعبد ريحا توزعها فوق سهل الصباح انفجار الحدائق صهوة أنشودة أو حصان ملامح حين تصادفنا و نصادفها تتعثر في خطوها.. هكذا فيزلُّ الزمان كم َبَلغْتَ من القلب قل أيها العمر يا قاتلي كم بلغت من الحَور و البيلسان قبل أن نتبعثر ثانية و تُطلُّ الملامح فينا على هوًّة الهذيان ؟! |
خيام - كما ذات قَتْل-في التراب خيام من الدم..و الذعر مشرعة لقضاء الأساطير في دمنا و خيامٌ من الريح تحملنا .. للمكان الجديد و نحن هنا حولنا بعض رائحة البحر شيء من الكلس في " الميجنا" ها تكاثر فينا المغني تكاثر فينا الامام تكاثر فينا المذيع تكاثر فينا الكلام تكاثر فينا الرحيل الوسام.. و فتت بالنصر أجسادنا!! و لما نزل بعد خمسين عاما هنا وحدنا |
أصابع لا تذكرينافي التراب أصابع من قصب تتحسس قلب الأناشيد فينا تعذبنا ألف عام لنرحل كي تقتفينا أصابع تحفظ أرض الرياح و صلصال أحلامنا في النساء أصابع تشد على الناي أو تشتهينا سندرك سر الينابيع فينا و نصرخ يا أرضَ كل الزواحف يا أرض.. يا أرض.. |
ذراع و خصر حلمناه في حلمنافي التراب ذراع و خصر من الطين لم يكتمل سنُقلِّب خمسين أغنية و بلادا تطل على ألف بحر لنشهده ماثلا في الأمل ونحث المدى كي يضل بنا و سندخل في سحره كالحِيَل ننشد اشتعلي يا أساطيرنا قد يكون لنا في التراب ذراع |
رائع يسلمو كتير:D
|
كلام حين نلقاه ما بعد قاتلنافي التراب كلام كثير عن البيت و البحر و الشرفات البعيدة يفِرُّ من الحبر كي لا نُقيم حدائقنا في المطابع أو في صقيع الجريدة كلام سيمضي بنا حيثما شاء وجه القصيدة كلام ُ سَنُنشِدُهُ مِلْأنا و سيُنشِدُنا |
طيور بالقيود التي حول أرواحنافي التراب طيور تُنَقّي القصائد من حزننا و طيور بها عودة لطفولة ألقابنا و دفاترنا و طيور ترانا نحب المكان و أقفاصنا في التراب طيور ستسقط في فخنا آخر الأمر لكنها.. لن تُعيِّرنا |
نوافذ إلى أهلنافي التراب نوافذ تستدرج النهر من حزنه للحديث الصباحي و الزعتر الحر و العتبات التي تتفلَّت في خطونا قد يكون لها بقليل من الورد إيقاد أفق.. و دعوة سهل فسيح و تلٍّ الى حوْشنا و إطلاق كل حنين الصبايا المؤجل للخيل في دمنا قد يكون لها أن تُشَرِّعنا كالنوافذ أو تتأملنا فهي عين البيوت علينا إذا غابت الأم عن صوتها و تَشَرَّد نصف حكايتنا و هي مفردة الضوء نسرق سرا ستارتها كي يظل الطريق يؤدي - مساء- |
بلاد لتَسْرُد للصمت سيرتهافي التراب قرى و مدائن أوغل فيها الرماد فشَرَّدها الوقت عن نفسها انفرطت شمسها كالنهار الأخير و أسمائها في التراب قلاع بلا حرس و دروب بلا بشر و سيوف تفتش عن حدها في التراب احتمال لكل الغياب و عودتها في التراب بلاد مَضَتْ .. فأتَتْ.. للفَلاة الرياح |
أليف حين أقمنا هنا في التراب أليف ألفناه صمتا فَفَارقنا ليُبعثر عنا فُتات الكلام و حَيطتَنا من مرور الأغاني -صباحا- على رمل أرواحنا في التراب أليف يحب الرحيل قتلناه |
سرير في التراب سرير البياض المُطِلِّ على صلوات الأقارب و الناي و الدعوات و زهر المرارة و صمت يؤدي الى شجر خائف في الظلام و قَفْر يشيد القبور لكي.. لا تضيع الحجارة في التراب سرير الحنين الى أصلنا و الخسارة و كوْن سينهض عند الصباح -رشيقا بأحيائه- لكي يخبىء تحت التراب دماره |
وصايا لنقطع بالحلم هذا الظلامفي التراب وصايا تضيء مدى الحلم تحرُسنا تُرشِد الياسمين الى نفسه حين يجهلنا في التراب وصايا تَحِفُّ بنا : سورةً للغمام سورةً لرثاء السكون القليل و أصل اللجام سورةً لا تنام.. تسير على هَدْيِنا في المذابح أو في الحَمام في التراب وصايا سَتَنْحَلٌّ فينا |
غصون قُرْبها ههنافي التراب غصون لها أُلْفَةُ الظل جذع الزمان القديم لها شرفات تُطِلُّ على الروح و الأودية و لها خُضْرةٌ عكسَ اليباس لها رقصة و لها أغنية غصون تقاسمنا ضوءها و نقاسمها كل أشيائنا ... ... كل زيتونة حين نزرعها سوف تزرعنا |
سطوح و تظل هي العاليةفي التراب سطوحُ سنرفعها عن غبار الطريق و عن خطوات الجيوش و عن شهوة الخلد و الأقبية عن قبول القتيل بقاتلهِ حارسا و ارتجاف القرنفل في ياقة الطاغية في التراب سطوح سنرفعها و سيدركنا قوس أيامنا ننحني |
لغات كل هذي اللغاتفي التراب صدى صرخة قبل أن تتكاثر في لحمنا الكلمات رحلت في ضياع الشعوب و وزعت الصلوات و رَمَتْ نصفها حين أدركَتْ عسل الحب في الحب و الأغنيات في التراب حديث أليف عن الكهف و الغيم عن صبوات النبات و عن روحنا في النمور و عن شوقنا للبنات و لكنها لحظة الدم فاضت فصارت لنا |
مذاق يتذوقها - قبلنا كلنا يا وحيدي - الشجرفي التراب مذاق البحار الندى و الغيوم... مذاق المدى و المطر مذاق السهول الجبال السفوح مذاق البشر ! مذاق الأنوثة و الحب و البرتقال الجريء مذاق الطفولة و الزعفران مذاق الاقامة في قلب أمي مذاق السفر في التراب هنا طعم روحك-روحي و لكنه يتسلل نحو منابعها |
رئات سال في الأرض دمفي التراب رئات أنحن الهواء الذي تتنفسه حين تلهث خلف القمم ههنا نتردد فيها فتعدو ليلتئم العشب فينا و نبعثها من عدم في التراب رئات يطاردها الخوف تُحصي سقوط المحبين مكسوة بالندم ... حين تصعد أرواحهم حينما .. في التراب رئات لها في الغيوم هواء غناء و تَشْرَقُ يا صاحبي كلما |
ملاعب و قد أصبح الرمل للرمل ملعب ؟في التراب ملاعب مشدودة لجنون الصغار بألعابهم و شواطىء تركض في حلمهم و أصابعهم .. دائما حين نتعب ! لهم قلعة يحرسون هشاشتها و لهم نمِرٌ آخر الأمر يشبه أرنب ! يا قديميَ في الخيل و السنديان قديميَ في كل ملح و كوكب نَمِرٌ أنت أم قلعة بين أيدي الصغار ستنهار و الريح في الأفق مخلب كم أنادي أيسمعني الغيم يا أيها الغيم لا تحبس الماء ان التراب هنا يتعذب يا قديمي يا توأم الصهوات لماذا أراك الى الرمل تُنْسَب أي ُ حفنة رمل من الرمل أنت |
جياد قد يكون لنا في التراب جياد ستمتحن الأرض و الأفق فينا و ترحل عنا إذا ما انثنى سُلَّم الدم ضوءا و لوناً و معنى جياد سَتَشْهَدُ فينا الصياح و تعدو عليه لتحمل برق الكلام الى أصله في العناق و تحمل ناي المغني الى وطن في يديه سنهمس:ها قد وصلنا فتصهل: لا لم نصل لم نصل أيًّ شيء وصلنا اليه لم نصل اي َّشيء وصلنا اليه القصائد السابقة من ديوان حطب أخضر ابراهيم نصرالله (مرايا ترابية) |
يسلموووووووووووووووو
|
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:17 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون