أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   اللاهوت المسيحي المعاصر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=30)
-   -   سفر نشيد الانشاد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=10665)

ramrom 14/08/2005 04:20

سفر نشيد الانشاد
 
مقدمة

الواقع إن الاقتراب من سفر نشيد الأناشيد، يشبه الاقتراب من الشجرة المشتعلة، بالنار المقدسة، التي رآها موسى النبي، حيث قال له الرب: "يا موسى! اخلع نعل رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" (أع7: 37) .
والواقع أن الإنسان يلبس نعلا في قدميه للحماية من شوك الأرض الملعونة، التي قال الرب عنها لآدم "ملعونةٌ الأرضُ بسببك ... وشوكا وحسكا تنبت لك" (تك3: 17و18) .

ولكن إذا ما ترك الإنسان الأرض الملعونة بشوكها، وبدأ يقف على الأرض المقدسة بطهرها، وجب عليه أن يخلع ذلك النعل، من جهة، من أجل قداسة المكان، تماما مثلما يحدث في الدخول إلى أماكن العبادة. ومن جهة أخرى، ليترك لحواسه أن تستشعر قداسة هذه الأرض المباركة، دون ما عائـق. فخلع النعلين يشير إلى التحرر من العوامل المادية التي تقيد انطلاقة الروح في هذا الطريق الروحي. ومن هنا نستطيع أن نفهم ما قصده السيد المسيح بقوله: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يوحنا 6 : 63)، وكذلك ما قاله بولس الرسول: "الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، أما الروحي فيحكم في كل شيء .." (1كورنثوس 2: 14) ولعل هذا هو ما دعى السيد المسيح أن يحذر قائلا: "لا ترموا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأقدامها، وتلتفت فتمزقكم" (متى7: 6) .

لهذا فعندما نقترب من سفر نشيد الأناشيد، بسمو معانيه ورموزه، علينا أن نخلع نعل المادية، والأفكار الشهوانية، ونتقدم في قداسة الفكر ونقاوة القلب، لأن: "كلَّ شيء طاهر للطاهرين، أما للنجسين وغير المؤمنين، فليس شيء طاهر، بل قد تنجس ذهنهم أيضا وضميرهم" (تيطس1: 15) .

الواقع أن أسلوب نشيد الأناشيد ليس هو عشقا فاضحا كما يقول المعترضون، ولكنه عشق مقدس. وربما تندهش من هذا التعبير: (العشق المقدس)! ولكن لكي يزول اندهاشك سنقدم شرحا وافيا لإصحاحات سفر نشيد الإنشاد




--------------
يتبع مع محبتي للجميع

ramrom 14/08/2005 04:24

تابع المقدمة


فلكي نفهم تعبيرات سفر نشيد الأناشيد، يجب مقارنتها بآيات أخرى من الكتاب المقدس، لتوضيح معانيها "قارن الروحيات بالروحيات". والواقع أن صفات العروس قد وردت في الإصحاحين (الرابع والسابع) من سفر نشيد الأناشيد. وإليك المعاني الروحية التي تشير إليها هذه الألفاظ من واقع مقارنتها بآيات الكتاب المقدس الأخرى:

1ـ الرأس: تشير إلى الحكمة كما ذُكر في (أمثال4: 7و9) "الحكمة هي الرأس فاقتن الحكمة ... تعطي رأسك إكليل نعمة، تاج جمال تمنحك" .

2ـ الشَّعر: يرمز إلى العناية الإلهية بالإنسان: فقد قيل في (متى10: 30) "وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" .

3ـ العينان: ترمزان إلى البصيرة الروحية، كما وضح معلمنا يوحنا في رسالته الأولى (إصحاح5: 20) "ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق" .

4ـ الخدُّ تحت النقاب: [أي تحت الحجاب أو البرقع] يرمز إلى امتياز البهاء (خروج34: 29) "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء .. لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه .. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه" .

5ـ الفم: يرمز إلى الحديث بما يرضي الله. (مزمور19: 14) "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك" .

6ـ الشفتان: ترمزان إلى التسبيح والاعتراف باسم الرب (عبرانيين13: 15) "ولنقدم به في كل حين ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" .

7ـ الأسنان: ترمز إلى هضم كلمة الله (أرميا15: 16) "وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي ..." .

8ـ العنق: يرمز إلى قوة الإيمان ففي (أيوب41: 22) "في عنقه تبيت القوة ..." ولهذا وصف عنق العروس ببرج الأسلحة والمجان (نشيد الأناشيد4: 4) .

9ـ الثديان: يرمزان إلى التغذية الروحية من العهد القديم، والعهد الجديد، وهما ثديا الأم الروحية الكنيسة عروس المسيح، ففي سفر أشعياء يقول: (أشعياء66: 11) "لكي ترضعوا من ثدي تعزياتها" .

10ـ البطن: ترمز إلى الحياة الباطنية أي الإنسان الباطن أو الداخلي كما يقول بولس الرسول في: (أفسس3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" .

11ـ السرة: ترمز إلى الفطامة الروحية: فقطع الحبل السري بعد الولادة يعطي للمولود حياة، تعتمد على ما يحصله بالفم، وليس عن طريق الحبل السري، وينبغي مقارنة ذلك بما قيل عن المولودة اللقيطة في (سفر حزقيال إصحاح 16: 4) "أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظيف ..." بل تركت للموت.

12ـ دوائر الفخذين: (أي مفاصل الساقين):
The joints of your limbs are like jeweled chains, the work of a master hand.
والمفاصل في جسم الإنسان هي الروابط التي تربط أعضاء الجسم بعضها ببعض، وهي ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء جماعة المؤمنين كجسد واحد. وهذا ما وضحه بولس الرسول عن دور المفاصل في تركيب الجسد، إذ قال "ننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس، فيه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله، وتكامل بنيانه بالمحبة" (أفسس4: 15و16)

13ـ الرجلين: ترمزان إلى السعي للخدمة ببشارة السلام كقول الرسول بولس في (رسالة أفسس6: 15) "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام" .

هذه هي معاني ومدلولات أجزاء الجسم التي يقول المغرضون أنها ألفاظ هابطة. فقد اتضح لنا سمو الإشارة وبلاغة التعبير للمعاني السامية التي تعبر عن ترابط جسد الكنيسة المقدسة كعروس روحية للمسيح.


من الرب نسأل أن يستخدم هذه الكلمات ليزيل كل التخوفات من قدسية كلماته، وليفتح الطريق أمام القلوب لتقبل نعمته والدخول في عشرة حقيقية معه

-----------------------------------

يتبع مع محبتي للجميع

ramrom 14/08/2005 04:32

تابع



شخصيات السفر :
العريس : هو السيد المسيح الذى يخطب الكنيسة عروسا مقدسة له ( أف 5 : 27 ) .

العروس : وهى الكنيسة الجامعة ، أو المؤمن كعضو حى فيها ، وتسمى " شولميث " .

العذارى : فى رأى العلامة أوريجانوس هم المؤمنون الذين لم يبلغوا بعد العمق الروحى ، لكنهم أحرزوا بعض التقدم فى طريق الخلاص .

بنات أورشليم : ويمثلن الأمة اليهودية التى كان يليق بها أن تكرز بالمسيا المخلص .

أصدقاء العريس وهم الملائكة الذين بلغوا الأنسان الكامل ( أف 4 : 13 ) .

الأخت الصغيرة : وهى تمثل البشرية المحتاجة من يخدمها ويرعاها فى المسيح يسوع .


†††††††††††††††† †††††††††††††††† †††††††††††††††† ††††††††

الان وبعد او وضحت بعض المفاهيم الاساسية في هذا السفر
سوف نبدأ الان اجمل رحلة في اجمل اسرار البتولية والحب الالهي في سفر الحب الروحي بين العريس وعروسه الكنيسة

ramrom 14/08/2005 04:55

الاصحاح الاول

1 نشيد الإنشاد الذي لسليمان2 ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر. 3 لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق.لذلك أحبتك العذارى. 4 اجذبني وراءك فنجري .أدخلني الملك إلى حجاله.نبتهج ونفرح بك.نذكر حبك أكثر من الخمر.بالحق يحبونك. 5 أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان. 6 لا تنظرن إلي لكوني سوداء لان الشمس قد لوحتني.بنو أمي غضبوا عليّ.جعلوني ناطوره الكروم .‎أما كرمي فلم انطره. 7 أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة.لماذا أنا أكون كمقنّعة عند قطعان أصحابك. 8 إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة. 9 لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون. 10 ما أجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد. 11 نصنع لك سلاسل من ذهب مع جمان من فضة. 12 ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته. 13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. 14 طاقة فاغية حبيبي لي في كروم عين جدي. 15 ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة.عيناك حمامتان. 16 ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا اخضر. 17 جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو.

--------------------------------
التفسير

ماذا رأت الكنيسة العروس فى " المسيا " عريسها ؟ لقد رأته :
1- المسيا المتألم
2- المسيا الراعى
3- المسيا الملك
4- المسيا الحبيب
††††††††††††††††

أولا : المسيا المتألم :

ليقبلنى بقبلات فمه ، لأن حبك أطيب من الخمر ، لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى " ( نش 1 : 2 ، 3 ) .

أنه صوت الكنيسة الجامعة وقد رفعت أنظارها إلى الصليب ، فأشتمت رائحته الطيبة ، ورأت أسمه مهرقا من أجلها ، فوجدت لذة فى حبه ، لهذا أخذت تناجيه قائلة : " ليقبلنى بقبلات فمه " : انها تطلب قبلات الآب ، حقا لقد قبلها الله بقبلات كثيرة على مر العصور ، أعلن حبه لها فخلق العالم كله من أجلها . وأعطاها صورته ومثاله ، بعد السقوط لم يتركها بل وعدها بالخلاص ، ووهبها الناموس المكتوب عونا ، وأرسل لها الأنبياء يؤكدون خلاصها ... لكن هذا كله لم يشبع العروس ، اعتبرت كل ذلك هدايا مقبولة تسر بها ، ولكنها تطلبه هو !

فى العهد القديم تمتعت العروس بصحبة الملائكة والأباء والأنبياء ، كانت العروس فى طريق النمو ، تسير نحو النضوج لترى ( الكنيسة ) عريسها قادما إليها على جبال الناموس وتلال النبوات فألتهب قلبها بالحب نحوه ، قائلة : " ليأت وينزل إلى ويقبلنى بنفسه على الصليب ، ليضمنى إليه بالحب العملى فأتحد معه " .

" لأن حبك أطيب من الخمر " ... كان الخمر يقدم للضيوف ، خاصة فى الأعياد ، علامة الفرح ، كما كان يقدم عند تقديم الذبائح ، ( خر 29 : 40 ، لا 23 : 13 ، عد 15 : 5 ) ، أما حب السيد المسيح ففريد ، يهب فرحا لا يستطيع العالم أن ينزعه !
أشعياء النبى رأى السيد المسيح – العريس المحب – عظيما فى القوة ، بهيا ، يجتاز المعصرة بثياب محمرة من أجل خلاص عروسه .... فتساءل قائلا : " من ذا الآتى من أدوم بثياب حمر من بصرة ؟ ! هذا البهى بملابسه ، المتعظم بكثرة قوته ؟ ! أنا المتكلم بالبر ، العظيم للخلاص . ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة ( معصرة الخمر ) ! قد دست المعصرة وحدى ، ومن الشعوب لم يكن معى أحد ! ( أش 63 : 1 – 4 ) .
هذا هو الحب الفريد الأطيب من الخمر ... فقد اجتاز الرب المعصرة وحده ، لا ليقدم لنا خمرا أرضيا بل يقدم دمه المبذول عنا ، سر حياتنا وقوتنا وخلاصنا .
لا عجب أن يبدأ السيد خدمته فى عرس قانا الجليل ، محولا الماء إلى خمر ، لا ليسكروا ولكن أفاقهم من السكر ، وهبهم الخمر الجديد علامة حبه واهب الفرح والقوة .

" لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى ، اجذبنى وراءك فنجرى ، أدخلنى الملك إلى حجاله ، نبتهج ونفرح بك ، نذكر حبك أكثر من الخمر " ( نش 1 : 2 – 4 ) على الصليب سكب الرب كمال حبه فأفاح برائحته الطيبة فى المسكونة كلها ، وظهر اسمه فى الأرض كلها .
فاحت رائحة طيبة ، فأدركت الكنيسة أنه بعينه الممسوح بالدهن من قبل الأب لخلاصنا ، الذى شهد له النبى : " أحببت الحق وأبغضت الأثم ، من أجل ذلك مسحك الله بدهن الأبتهاج أكثر من رفقائك " مز 44 .....
فى العهد القديم ، مسح يعقوب الحجر الذى كان تحت رأسه وأقامه ليكون عمودا فى بيت الرب ( تك 28 ) – كعلامة انفتاح السماء على الأرض ..
حين نتحدث عن " خدمة الرب " نقصد " خدمة الرب وسط شعبه " أو الدخول بالأنسان إلى حضرة الرب ، ... لهذا حين نتحدث عن العريس " كلمة الله " كممسوح نرى فيه تحقيق المسحة فى أكمل صورها ، إذ حملنا فيه ودخل بنا إلى الأتحاد مع الله ... هذا هو عمل المخلص ، إذ يقول " من أجلهم أقدس ذاتى " ( أى كرس عمله من أجلنا ) . لكى يكونوا هم أيضا مقدسين فى الحق .
على الصليب أهرق هذا الدهن الطيب ، ودخل به القبر حتى يتنسم الأموات رائحة الطيب عوض الفساد الذى لحق بهم ، وبقيامته قدم للعالم هذا الدهن المهرق الطيب . هذا هو ما يختبره المؤمن حيث يدفن مع المسيح فى المعمودية ويقوم فيشتم رائحة ثياب الرب ، ويتنسم اسمه المهرق على الصليب ، وينهل من رائحة القيامة .
إذ اشتمت البشرية رائحة اسمه المهرق انجذبت إليه بقلوب عذراوية لا تريد أن تنشغل بآخر غيره ، وأنسابت أفكارها نحوه فى عذراوية لا تريد أن تفكر فى اهتمامات الحياة أو اغراءاتها ، وانطلقت أحاسيسها وعواطفها وكل طاقاتها الداخلية نحوه ... قائلة : " لذلك أحبتك العذارى " .
فى جرينا نطلب العريس نجتذب معنا كثيرين يجرون إليه بفرح ، لهذا تاجيه النفس البشرية : " اجذبنى ورائك فنجرى ، ......... نبتهج ونفرح بك ، ....... " هذا هو سر الصليب وفاعليته ، أنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية ، وسر البهجة والفرح .
انجذب زكا العشار وراء المسيح ، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به ، وإذ جلست المرأة السامرية معه نادت أهل المدينة ليجالسوه وينعموا بحديثه الفعال .
طلبت النفس يد العريس السماوى قائلة : " اجذبنى " ، لكى يسنده ويمسك بها ويدخل بها إلى حجاله الروحى فى أبهج لقاء .
يرى بعض الآباء أن الحجال الإلهى هو " سر المعمودية " ، ففى جرن المعمودية يلتقى المؤمن بالسيد المسيح عريسا له ، يلبس الأنسان الجديد ، وينعم بالملكوت الإلهى ، تلبس النفس مسيحها كثوب أبيض للعرس الأبدى ، تلبسه كبر لها وسر قداستها ، يتجمل به ، وتحيا به إلى الأبد ، فى هذا يقول الرسول بولس : " قد لبستم المسيح " غل 3 : 27 .

" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان ، لا تنظرن إلى لكونى سوداء لأن الشمس قد لوحتنى ، بنو أمى غضبوا على ، جعلونى ناطورة الكروم ، أما كرمى فلم أنطره "( نش 1 : 5 – 6 ) .
إذ تلبس النفس مسيحها برا لها وتقديسا لحياتها تقارن ماضيها بحاضرها ، فتخاطب بنات أورشليم هكذا : " أنا سوداء وجميلة .......... " انها تعترف بضعفها الذاتى لكنها تعلن عن جمالها الذى أقتنته خلال اتحادها بالمسيح يسوع ربها ، جميلة كستائر سليمان .
يرى القديس أغسطينوس النفس البشرية قبل اتحادها بالمسيح كقطعة الفحم السوداء لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة فيزول سوادها وتصير جمر نار حارة فى الروح مملوءة جمالا ، شاول الطرسوسى كان قبلا مجدفا ومضطهدا وضارا ، كان فحما أسود غير متقد ، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء ، صوت المسيح ألهبه نارا وأزال كل سواد فيه ، صار ملتهبا بحرارة الروح ، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه " .

كان يليق باليهود أن يسندوا الأمم ويكرزوا لهم بالصليب ، لكن عوض الكرازة وقفوا يعيرونهم بالسواد الذى لحق بهم بسبب الوثنية ، أما الأمم فأجابوا بأن سوادهم ليس طبيعيا ، جبلوا عليه ، إنما هى نتيجة ما عانوه إذ " نزلوا " تحت الشمس فلوحتهم ، ....
هكذا تعتذر " كنيسة الأمم " لبنات أورشليم عن سوادها ، قائلة : لا تحسبن يا بنات أورشليم أن السواد المرتسم على وجهى طبيعى ، لكن لتفهمن أنه قد حدث بسبب تجاهل شمس العدل لى ، فإن شمس العدل لم يصوب أشعته على مباشرة ، لأنه وجدنى غير مستقيمة ، ....
فى القديم كان الأمم مثقلين بشمس التجارب ، محرومين من شمس العدل ، فأعطيت الفرصة لإسرائيل أن يختاروا وينعم عليهم بالرحمة . أما الآن إذ رفض اليهود شمس العدل وسقطوا تحت شمس العصيان وعدم الأيمان ، تمتعت كنيسة الأمم بالسيد المسيح شمس العدل . لقد زال سوادها القديم بإشراق شمس العدل عليها ، ولم تعد شمس الخطية تقوى عليها ، كقول المرتل : " لا تحرقك الشمس بالنهار ولا القمر بالليل " ( مز 120 : 6 ) .
ماهو الكرم الذى تحرسه العروس وكرمها الذى لا تحفظه ؟
يقول العلامة أوريجانوس أن الملائكة هم " بنو أمها " فقد صار البشر والملائكة منتمين إلى أم واحدة ، صار الكل أعضاء فى كنيسة المسيح ، هؤلاء الملائكة يسندوننا ويحاربون عنا ومعنا ، إذ يرسلهم الرب لعوننا فى الحرب الداخلية ضد الخطية ، حتى تقدر النفس أن ترعى كرم الرب الذى هو " القلب " وتتخلى عن كرمها الذاتى ، أو أعمال انسانها القديم ، فلا تعود تحتفظ بها بل تتخلى عنها .



-----------
يتبع

ramrom 14/08/2005 05:01

تابع الاصحاح الاول


ثانيـــــا : المسيـــــــا الراعــــى :

إذ تحدثت الكنيسة " عن عريسها المتألم " فرأت فى آلامه جاذبية حتى انسحبت كثيرات معها إليه ، هاج العدو عليها .... لهذا تستنجد الكنيسة بذات العريس بكونه : " الراعى الصالح " الذى يدخل إلى حياتها ويرعاها بنفسه ، أنها تناجيه ، قائلة :
" أخبرنى يامن تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة ؟
فى وسط مرارة قلبها بسبب شدة حرب العدو ضدها تشعر النفس البشرية بعذوبة عناية الله راعيها ، فتدعوه : " يا من تحبه نفسى " وكأنها تقول مع القديس غريغوريوس أسقف نيصص : هذا هو الأسم الذى أدعوك به ( يا من تحبه نفسى ) ، لأن اسمك فوق كل الأشياء ، وهو غير مدرك حتى بالنسبة لكل الخلائق العاقلة ، هذا الأسم يعلن عن صلاحك ، ويجذب نفسى إليك ، كيف أقدر ألا أحبك ، يا من أحببتنى هكذا وأنا سوداء ( نش 1 : 4 ) ، فبذلت حياتك من أجل القطيع الذى هو موضوع رعايتك ؟ ! .
حقا ما أحوجنا أن يمسك الراعى نفسه بأيدينا ويدخل بنا إلى كنيسته ، موضع راحته ، مرعى خلاصه ... هناك نلتقى بالسيد المسيح نفسه سر راحتنا وسلامنا .. فى بيته نلنا البنوة لله خلال المعمودية ، وقبلنا روحه القدوس ، ساكنا فينا خلال سر الميرون ، فى بيته نجد غفران الخطايا وننتعش بالذبيحة المقدسة المحيية من جسد ودم يسوع ..... فى بيته نجلس تحت ظلال صليبه ، سر مصالحتنا مع الله وسلامنا الداخلى ..
لماذا أختارت العروس أن تلتقى بعريسها الراعى فى وقت الظهيرة ، قائلة " أين تربض عند الظهيرة ؟ ! .... إن كنا نلتقى بالراعى الصالح فى كنيسته الواحدة الممتدة عبر العصور إنما ندخل إليه لنراه متجليا فيها كشمس الظهيرة ، .... فلا يعرف أعضاؤها الظلمة أو الظلال ، بل يعيشون على الدوام فى ذروة نور راعيهم ، يستنيرون به فيصيرون بدورهم نورا للعالم يقول القديس غريغوريوس " انك تجعلنى أربض فى الظهيرة ... فى النور لا يعرف ظلا ، إذ لا يوجد ظل فى الظهيرة حيث تكون الشمس عمودية علينا " . لا يمكن لأحد أن يتأهل لراحة الظهيرة ما لم يكن أبن النهار والنور ...
يرى العلامة أوريجانوس فى الظهيرة رمزا لكمال بهاء الله ، فالعروس تريد أن تلتصق بالرب فى ملء عظمته ، ...
تريد الكنيسة أن تلتقى بعريسها وقت الظهيرة : حيث ظهر الرب لأبراهيم ومعه ملاكان ، وبشره هو وسارة امرأته أنه يقيم لهما نسلا ، يكون بركة لأمم كثيرة ( تك 18 ) .
فى وقت الظهيرة ألتقى يوسف بأخيه الأصغر بنيامين ، فحنت أحشاؤه إليه ، ولم يقدر إلا أن يدخل المخدع ويبكى ، هذه هى صورة اللقاء التى نشتهيها حيث يلتقى الراعى الحقيقى البكر يسوع المسيح بنا نحن أخوته الأصاغر ، يرانا فتحن أحشاؤه علينا ، ويدعونا " بنيامين " أى " أبناء اليمين " .
فى وقت الظهيرة أعلن الراعى الحقيقى يسوع المسيح ذاته لشاول الطرسوسى الذى كرس طاقاته لأبادة أسم يسوع ( أع 22 ) ، فأكتشف شاول حقيقة الراعى الحى الذى لا يموت ...
أخيرا ، فإن تعبير العروس " أين تربض وقت الظهيرة ؟ " يذكرنا بنبوة أبينا يعقوب ليهوذا قائلا : " يهوذا جرو أسد .... جثا وربض كأسد ... من ينهضه ؟ لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب ( تك 49 ) – تحققت هذه النبوة حين ربض الأسد الخارج من سبط يهوذا ونام على الصليب وقت الساعة السادسة لا ليستريح بل ليرعى بالحب البشرية ، مفدما دمه فدية وخلاصا .
تسأل الكنيسة راعيها : " أين ترعى ؟ أين تربض ؟ ... لئلا أكون خفيفة مقنعة عند قطعان أصحابك " ( نش 1 : 7 )
انها تشتاق أن تتعلم الطريق الذى يلزمها أن تسير فيه ، لئلا بسبب عدم معرفتها لمنحنياته تعرج إلى قطعان أصحابه ... فيراها كثيرون غيره . وكأنها تقول : أريد ألا يرانى أحد غيرك أنت وحدك ، أود أن أعرف الطريق الذى يحضرنى إليك ... ولا يدخل أحد بيننا " .
يجيب الراعى كنيسته هكذا :
" إن لم تعرفى ( نفسك ) أيتها الجميلة بين النساء ، فأخرجى على آثار الغنم ، وأرعى جداءك عند مساكن الرعاة " ( نش 1 : 8 )
أوضح لها الراعى معالم الطريق فى نقاط ثلاث :
( 1 ) تتعرف أولا على نفسها ، أى تبدأ بالداخل ، لتدرك أن الله قد خلقها على صورته ومثاله ، وتدرك الطبيعة الجديدة التى وهبت لها خلال رعايته .
( 2 ) تخرج عن الأنعزالية والذاتية ، فأنها لا تقدر أن تصير " جميلة بين النساء " إن لم تخرج مع راعيها خارج المحلة لتحمل عاره ، متمثلة بالآباء القديسين .
( 3 ) تشهد للراعى أمام الجداء ، هكذا لا تعيش فى سلبية ، لتدخل بهم إلى موضع رعايته .

إذ تلتزم الكنيسة وهى تحت رعاية المسيا المخلص أن تحمل مسئولية الشهادة العملية لخلاصه فتدخل بالجداء إلى الحظيرة ليصيروا خراف المسيح يطلب منها أن تعمل بروح القوة التى لا تعرف الخوف قائلا لها :
" لقد شبهتك يا حبيبتى بفرسى فى مركبات فرعون ( الترجمة السبعينية ) نش 1 : 9
نلاحظ هنا دعوته لها " فرسى " بصيغة الجمع ، حتى تلتزم الكنيسة بالعمل بروح الوحدة مع بقية الخيل .. كما أن دعوته لها " فرسى " يعلن ملكية الكنيسة للسيد المسيح ، هذا هو سر قوتها ..
ومن اعتزاز الرب بكنيسته التى يقودها كفرس لقب بـ " الجالس على الفرس " رؤ 19 : 19 ، 21 ...
يمتاز الخيل بالقوة والقدرة على دخول المعارك بسرعة بغير خوف ، وتحدث زكريا النبى عن قوة بيت يهوذا هكذا : " أن رب الجنود قد تعهد قطيعه بيت يهوذا ، وجعلهم كفرس جلاله فى القتال " ( زك 10 ) .
يشير الخيل إلى قوة الله السماوية أو العلوية ...عندما رأى خادم أليشع النبى الجيش محيط بالمدينة أضطرب ، لكن أليشع طلب من الرب أن يفتح عينى الغلام ، " فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع " ( 2 ملوك 6 ) ...
أما قوله هنا " فى مركبات فرعون " ربما ليؤكد أنه وإن صار المؤمنون خيلا للرب يحملون السمة السماوية لكنهم " مركبات فرعون " أى يعيشون على الأرض ( فى مصر ) ، وقد عرفت مصر بجودة خيلها ( 1 مل 10 ) .

إذ تم لقاء الراعى مع كنيسته فأعلن لها حقيقة مركزها ، قائلا لها :
" ما أجمل خديك بسموط كحمامة ، وعنقك بقلائد ، نضع لك سلاسل من ذهب مع جامان من فضة ، ما دام الملك فى مجلسه ( على مائدته ) نش : 10 – 12
يمكننا أن نلخص ثمار الرعاية فى الآتى :
( 1 ) يصير لها خدى حمامة ، أى تحمل روح الأتضاع مع العفة ، إذ حملت فى داخلها الروح القدس الذى يملأ حياتها الداخلية .
( 2 ) يتزين عنقها بروح الطاعة ، ومواهب الروح القدس - وخدمة الآخرين .
( 3 ) تتمتع بشبه الذهب ومرصعات الفضة ، أى الناموس والشريعة ، حتى تتمتع بالذهب ذاته أى " انجيل النعمة " أو " الحياة السماوية "


----------------
يتبع اخوتي :hart:

ramrom 14/08/2005 05:08

تابع الاصحاح الاول


ثالثا :المســــــــــــــــــيـ ـــــــا المــــــــــلك:

أما وقد شبه العريس كنيسته بفرسه فى مركبات الخلاص ، يقودها بنفسه ، ويجتاز بها إلى ملكوته ، فإن الكنيسة أيضا تتطلع إليه كملك حارب عنها واتحد بها ليقيمها ملكة تجلس عن يمينه .
" مادام الملك متكئا على مائدته أفاح ناردينى رائحته " ( نش 1 : 12 ) .
إذ ملك ربنا يسوع المسيح بالصليب ، ساكبا حياته من أجلها ، تقدمت الملكة إليه ترد الحب بالحب ، فتقدم حياتها ناردينا خالصا ، تسكبه عليه ، فتفوح رائحته حيثما يكرز بالأنجيل .
على مائدة الرب أو مذبحه يلتقى الملك بالملكة ، فتقدم الملكة ذبيحة الملك نفسه ، رائحة زكية مقبولة لدى الآب ،
يقول القديس أغسطينوس :
" أنتم فوق المائدة ! أنتم داخل الكأس ! "
" ما دامت الكنيسة هى جسد ذاك الذى هو الرأس فإنها تتعلم أن تقدم نفسها ( تقدمة ) خلاله " .
هكذا ما دام الملك متكئا على مائدته ، تجتمع به الملكة ، فتظهر فيها رائحة معرفته ( 2 كو 2 : 15 ) ، تقدم ناردين حبها له ، وتبذل حياتها من أجله ، كما بذل حياته عنها ... فتدخل معه إلى المر ، قائلة :
" صرة المر حبيبى لى ، بين ثديى يبيت " ( نش 1 : 13 ) .
إن كان قد تألم لأجلها ومات لإغنها تتقدم إليه بالمر الذى يستخدم فى دهن المسحة وفى الأطياب ... تدخل معه إلى القبر تحمل المر لتكفين جسده .
فى دعوة الملكة للملك نلاحظ الآتى :
( 1 ) الملكة تحزم المر أثناء التقدمة وتغلق عليه " صرة المر " لتكون رائحته أقوى وأغلى ، عندئذ يقطن الملك فى قلبها حيث يجد راحته ، ويسكن فى حضنها .
( 2 ) استخدمت الملكة عبارة " صرة المر حبيبى لى " لأنه حسب الشريعة كل شىء غير مربوط أو مغلق يكون دنسا ( عد 19 : 15 ) ، والنفس التى تلمس ما هو دنس تتدنس ، أما يسوع فليس فيه عيب قط ، ... تتلامس معه النفس فتتقدس .
( 3 ) فى العهد القديم تعلق المرأة صورة مصغرة لزوجها الغائب علامة حبها وولائها له ، إذ تستقر الصورة على صدرها ، ومن هنا جاء هذا التعبير " بين ثديى يبيت " .
والثديان إشارة إلى العهدين القديم والجديد ، منهما تتغذى الكنيسة .

" طاقة فاغية حبيبى لى فى كروم عين جدى " ( نش 1 : 14 )
الطاقة الفاغية هى حزمة زهر الحناء ، التى تطبق العروس يدها عليها طوال الليلة السابقة لزفافها حتى تصير فى الصباح حمراء ، ذات رائحة طيبة ، وبهذا تتهيأ لعريسها ، وقد امتازت عين جدى بالحناء الطيبة الرائحة .
إن كان الملك يمسك بصليبه كصولجان ملكه ، فإن الملكة تمسك بعريسها فى يدها وتطبق عليه فترتسم سماته وعلامة ملكه عليها ... أى تحمل اللون الأحمر . انها لن تكون ملكة ما لم تحمل علامات الصليب والبذل ، وتصير حمراء ، كعريسها ... هذا هو سر قوتها ، وسر عرسها وجمالها ..

لهذا يناجيها الملك قائلا :
" ها أنت جميلة يا حبيبتى ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان " ( نش 1 : 15 ) .
للمرة الثانية يدخل العريس الملك فى حوار مع عروسه ، فى المرة الأولى كان يحثها أن تتعرف على ذاتها وتدرك أنها " الجميلة بين النساء " ( نش 1 : 8 ) – أما الآن فهو يناجيها مؤكدا لها : أن سر جمالها هو قربها منه ، بعد أن أقترب هو منها ونزل إليها ، ..
يرى السيد المسيح الملك فى الكنيسة جمالا لا يشيخ ، سره العينان الحمامتان ، فقد حل فيها الروح القدس ، الذى يظهر على شكل حمامة – ووهبها استنارة داخلية أو بصيرة روحية . لقد صارت الآن تفهم الكتب المقدسة حسب الروح وليس حسب الحرف ، صارت تدرك الأسرار الروحية فى الكتب المقدسة ، لأن الحمامة رمز للروح القدس .

إذ صارت للنفس عينى حمامة ، تدخل معه فى اتحاد أعمق .... إذ تناجيه ، قائلة :

" ها أنت جميل يا حبيبى وحلو ، وسريرنا أخضر ، جوائز بيتنا أرز ، وروافدنا سرو ... ( نش 1 : 16 )
يبدو أن الكنيسة ( العروس ) قد رأت جمال عريسها بأكثر قرب ، وأدركت بعينيها اللتين دعيتا " حمامتين " جمال كلمة الله وعذوبته ، فإنه بالحق لا يستطيع أحد أن يدرك أو يتعرف على عظمة سمو الكلمة ما لم يتقبل أولا عينى حمامة ، أى ينعم بالأدراك الروحى .

" سريرنا أخضر "
ما هو هذا السرير الذى ينسب للملك والملكة إلا الجسد الذى تستريح فيه النفس ، والذى يتقبل سكنى الرب فيه ؟ فجسدنا لم يعد بعد ثقلا على النفس ولا مقاوما لعمل الله ، لكنه تقدس وصار هيكلا للرب تستريح فيه نفوسنا ويفرح به الرب ، فيه يلتقى الله بالنفس البشرية ، وخلاله تنعم نفوسنا بالشركة مع الله ، ويكون لها ثمر الروح ... لذلك دعى أخضر ، أى مثمر ! .

" جوائز بيتنا أرز ، وروافدنا سرو "
تعرف شجرة السرو بقوتها العظيمة ورائحتها الجميلة ،
والروافد أى الأسقف المائلة التى فوق المنزل لحمايته من الشمس والعواصف إنما أشارة إلى الأساقفة الذين يعملون بروح المسيح وإمكانياته للحفاظ على المؤمنين ، أما الجوائز ( العوارض ) التى خلالها يتماسك القصر كله فهم الكهنة الذين يخدمون لبنيان أولاد الله .



----------------
الى اللقاء مع اصحاح اخر مع محبتي لكم

:hart:

الخير للجميع 15/08/2005 23:32

نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............

:hart: :hart: :hart: :hart: :hart: :hart:

Syria Man 16/08/2005 10:26

اقتباس:

نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............
:? :? :? :? :?

Anonymous 16/08/2005 18:43

اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك

توت توت توت 19/08/2005 07:22

اقتباس:

نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............
اقتباس:

اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك

يا جماعة يا جماعة ... على ما أعتقد أنو اطرميز زيتون ما هو مشرف القسم ... وما هو اللي حذف تعليقاتكم
هدا أولا ..
ثانيا وهو الأهم ... هون القسم اسمو اللاهوت المسيحي المعاصر مو حوار الأديان ....
بقى احترموا انفسكم رجاءا ..

Sawiros 19/08/2005 08:22

الأخ رام روم ممكن اسم الكتاب اللي حضرتك اقتبست منه الموضوع؟؟

Atramez_Zeton 19/08/2005 08:32

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : malrifaie
اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك

الموضوع بالاساس خارج النقاش ..... لانو الموضوع مانو موضوع حوار اديان .... و هون ما مسموح للنقاش منشان هيك انحذفت الردود

و انا عم فكر شي مرة حط شي نكتة بحوار الاديان بيصيرو العالم بيرجعوها ل الله و بيحطو عليها كفر و مدري شو
لازم تفرقو بين المواضيع القابلة للنقاش و الغير قابلة للنقاش...

:D

Syria Man 19/08/2005 10:55

اقتباس:

الموضوع بالاساس خارج النقاش ..... لانو الموضوع مانو موضوع حوار اديان .... و هون ما مسموح للنقاش منشان هيك انحذفت الردود

و انا عم فكر شي مرة حط شي نكتة بحوار الاديان بيصيرو العالم بيرجعوها ل الله و بيحطو عليها كفر و مدري شو
لازم تفرقو بين المواضيع القابلة للنقاش و الغير قابلة للنقاش...
أنا معك اخ جورج
بكل شي قلتو
:D :D :D

ramrom 24/08/2005 22:50

الاصحاح الثاني


1 انا نرجس شارون سوسنة الاودية 2 كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات 3 كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين.تحت ظله اشتهيت ان اجلس وثمرته حلوة لحلقي. 4 ادخلني الى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة. 5 اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا. 6 شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. 7 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء. 8 صوت حبيبي.هوذا آت طافرا على الجبال قافزا على التلال. 9 حبيبي هو شبيه بالظبي او بغفر الأيائل.هوذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكوى يوصوص من الشبابيك. 10 اجاب حبيبي وقال لي قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. 11 لان الشتاء قد مضى والمطر مرّ وزال. 12 الزهور ظهرت في الارض.بلغ اوان القضب وصوت اليمامة سمع في ارضنا. 13 التينة اخرجت فجّها وقعال الكروم تفيح رائحتها.قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. 14 يا حمامتي في محاجئ الصخر في ستر المعاقل أريني وجهك اسمعيني صوتك لان صوتك لطيف ووجهك جميل. 15 خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لان كرومنا قد أقعلت. 16 حبيبي لي وانا له الراعي بين السوسن. 17 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال ارجع واشبه يا حبيبي الظبي او غفر الأيائل على الجبال المشعّبة


---------------
:hart:

ramrom 24/08/2005 22:52

المسيا الحبيب

إن كانت النفس قد تحدثت مع قريباتها عن السيد المسيح كعريس لها ، تمدح حبه وتسترسل فى وصفه ، ثم عادت فتلاقت مع خطيبها الراعى الصالح ، وتعرفت عليه كملك يقيمها ملكة تجلس معه ، الآن تنزل معه الحديقة بعيدا عن كل تكلف أو رسميات يتناجيان معا فى حديث عذب .
انه يقول لها : ان كان العالم قد جذبك بكل مغرياته ، فطلبتى ملذاته ومباهجه ، فإنى أنزل إليك فى العالم ، وأكون فى الأودية بين يديك لتتعرفين على :
" أنا نرجس شارون ، سوسنة الأودية " ( نش 2 : 1 ) .
شارون سهل فى اليهودية ، منطقة خصبة جدا والمياة فيها متوفرة ، لكنها لم تزرع إذ هى مكان ضيق كان يستخدم كطريق بين مصر وسوريا ، نرجس هذا السهل من نوع ممتاز ، يظهر دون أن يزرعه أحد من البشر أو يتعب فيه ، هكذا يظهر حبيبنا فى أرضنا ، جاء إلينا بنعمته ، وليس لبر فينا .
السيد المسيح هو زهرة الشعب اليهودى ، فقد قاد الناموس إلى المسيح ، وهو سوسنة الشعوب الأممية إذ قبلته مخلصا ... أنه مسيح العالم كله : اليهود والأمم .
ويرى القديس جيروم أن زهرة الحقل أو سوسنة البرية ( الأودية ) إنما هى شخص المسيا الذى نبت فى عصا هرون ، الزهرة التى نبتت فى القديسة مريم ، التى وإن كانت فى ذاتها لا تحمل حياة لكنها حملت " الحياة " ذاته .
هذا هو حبيبنا بالنسبة لنا نحن عروسه ، لقد حمل بآلامه الرائحة الذكية ، يشتمها الذين فى السهل أى اليهود والذين فى الوادى أى جماعة الأمم .... أما نحن فماذا بالنسبة له ؟
" كالسوسنة بين الشوك ، كذلك حبيبتى بين البنات " ( نش 2 : 2 )
يقول العلامة أوريجين : " إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكى تصير حبيبته أيضا سوسنة تتمثل به .... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته تتمثل به تصير سوسنة " .
المؤمن فى عينى الرب كالسوسنة " الزنبقة " ، بهية للغاية ، ولا سليمان فى كل مجده يلبس مثلها ، جميلة لا ببرها الذاتى ، بل بنعمة الدم الذى يجرى فيها ....
إن كانت النفس البشرية قد صارت كسوسنة بين الأشواك ، لكنها لا تنشغل بالأشواك المحيط بها ، انما بالعريس الذى يشبعها ويرويها ويهبها راحة .... إنها تراه قادما إليها ، مقتربا نحوها حتى تقترب إليه ، يرتفع على الصليب حتى تستريح بظل محبته الأبدية ، ويقدم لها ثمر الصليب حلاوة فى حلقها ، لهذا تناجيه ، قائلة :
" كالتفاح بين شجر الوعر ، كذلك حبيبى بين البنين ،
تحت ظله اشتهيت أن أجلس ،
وثمرته حلوة فى حلقى " ( نش 2 : 3 ) .
إن كانت تعيش وسط الأشواك ولا تقدر أن ترتفع إليه ، فهو ينزل إليها ، يصير كشجرة التفاح ( رمز التجسد الألهى ) بين يديها ، لقد حل بيننا نحن الوعر الذى بلا ثمر ، وصار كواحد منا ، لكن ليس بلا ثمر مثلنا ، بل كشجرة التفاح : جميلة المنظر ، رائحتها منعشة ، يؤكل ثمرها ، ويشرب عصيره ... إنه شجرة الحياة التى نقتطفها عوض شجرة معرفة الخير والشر .

إذ تجلس النفس مع حبيبها عند الصليب ، وتتذوق حبه اللانهائى ، تطلب منه الدخول إلى أحشائه لترتوى من ينابيع حبه العميقة ، قائلة :
" أدخلنى إلى بيت الخمر ،
علمه فوقى محبة ،
أسندونى بأقراص الزبيب ،
أنعشونى بالتفاح ،
فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 4 ، 5 ) .
سبق أن رأينا " بيت الخمر " هو بيت " الحياة الجديدة " التى صارت لنا خلال آلام السيد المسيح الخلاصية ، ( ويرمز بيت الخمر ) إلى " بيت الوليمة والحكمة " حيث تدخل النفس إلى السيد المسيح وتنال عصير تعاليم الحق ومزيجها فى إناء الحكمة الإلهية ، تنتعش به النفس جديدا كل يوم ....... إذ تتعرف على أسرار الله كأنها جديدة كل يوم .
إذ تدخل النفس بيت حبيبها تلتزم بقانون بيته ألا وهو " المحبة " لكنها إذ لا تقدر أن تطبقه بذاتها تسأله أن يقوم بنفسه بتدبير حياة الحب فيها أى تتسلم من الله " الحب الحقيقى " قانون محبته ، فتعرف كيف تحب الله والوالدين والأخوة ....
حقا فى " بيت الحب " ننال طبيعة الحب الواحدة من مصدرها " الله نفسه " لكننا نلتزم أن نتعرف أيضا على قانون الحب العملى ..



--------------------
يتبع :hart:

ramrom 24/08/2005 22:53

تعود النفس تصرخ معلنة حاجتها إلى " المحبة " ، قائلة :
" اسندونى بأقراص الزبيب ، أنعشونى بالتفاح ، فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 5 ) .
إذ دخلت النفس " بيت المحبة الإلهية " وتسلمت من الله تدبير الحب ، تعلن أنها قد صارت مجروحة حبا يستحيل أن تكون هذه الجراحات خاصة بحب جسدانى ، ... أنها صرخات النفس داخل الكنيسة " بيت المحبة " إذ تطلب من خدام المسيح أن يسندوها بأقراص الزبيب أو الأطياب التى هى التعاليم الإلهية المعزية التى تسكب حب المسيح فى الداخل ، وتفيح رائحته الذكية ، إنها تطلب التفاح الذى هو رمز للجسد المقدس ، فهو سر انتعاشها الروحى .

" شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى " ( نش 2 : 6 )
بمعنى آخر ، بشماله يؤدب ، فتصغر أمامنا الحياة الزمنية وكل ملذات الجسد والعالم ، وبيمينه يترفق إذ يفتح القلب أمام السمويات فتشتهيها ، على أى الأحوال ، يضع الرب تأديباته تحت رؤوسنا ، إذ بدونها لا تكون رؤوسنا متزنة ، ويحوط رؤوسنا بيمينه حتى تمتلىء قلوبنا رجاءا فيه ! هذه هى جراحات الحب الإلهية .

" أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء "
( نش 2 : 7 ) .
إذ دخلت النفس إلى بيت المحبة الإلهية .. كأنها قد حملت مشاعر الرسول بطرس حين أنسحبت أعماقه بالكامل نحو السيد المسيح المتجلى أمامه ، فقال " يارب جيد أن نكون ههنا " مت 17
إنها صورة رائعة للكنيسة الأم التى تطلب من أبنائها " بنات أورشليم " أن يبقين فى الأحضان الإلهية ... ولا يزعجن الرب المستريح فى قلوبهم بارتكابهن شرا أو خطية ! أنه صوت الكنيسة الأم تجاه كل نفس مؤمنه تدعى " ابنة أورشليم " ، تتطلع إلى أورشليم السمائية كأم لها ، ...
ولعله أيضا صوت الكنيسة الموجه إلى جماعة اليهود " بنات أورشليم " التى رأت المسيا نائما على الصليب ، مدفونا فى القبر ألا تضطرب من هذا فتنكر الأيمان به ، فإنه وإن ظهر كما فى ضعف لكنه يقوم متى شاء ، فى اليوم الثالث ، لقد نام على الصليب بإرادته ، ويقوم أيضا بإرادته ، إذ يقول : " لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها " .. لكن بكل أسف رفض اليهود قبول السيد المسيح المصلوب منتظرين مسيحا حسب أهواء قلوبهم .
الخاطب يطلب خطيبته
" صوت حبيبى ، هوذا آت ظافرا على الجبال ، قافزا على التلال ،
حبيبى شبيه بالظبى أو بصغير الأيل ،
هوذا واقف وراء حائطنا ،
يتطلع من الكوى ،
يبرق خلال الشبابيك .. " ( نش 2 : 8 ، 9 ) .
تتحدث كنيسة الأمم مع الشعب اليهودى فى عتاب لطيف ، فتقول لهم : لقد تعرفت على " كلمة الله " أو صوت الحبيب ، الذى جاء متجسدا خلال اليهود ( أبن اختى ) ، عرفته خلال جبال الشريعة التى تسلمتموها وتلال النبوات التى بين أيديكم ، لقد جاءنى ظافرا بفرح وسرور خلال الشريعة والنبوات ، لكن فى ملء الزمان جاءنى بنفسه كالظبى حاملا طبيعتنا ، مختفيا وراءها – واقفا وراء حائطنا – يتحدث معنا مباشرة .
لقد تقبلت رسالة تجسده خلال كوى الشريعة وشبابيك الأنبياء .... لقد عرفت صوته وأمكننى أن أميزه ( يو 10 : 3 ، 4 ) .
إن كانت الكنيسة قد تعرفت على كلمة الله المتجسد خلال شريعة العهد القديم والنبوات ، فقد جاء الحديث هنا بمثابة دعوة موجهة لكل نفس لكى ترتفع بالروح القدس على جبال الكتاب المقدس لتلتقى هناك بالخطيب القادم يخطب مخطوبته .
لهذا يقول المرتل : " أساساته فى الجبال المقدسة " ، " رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى " مز ( 86 : 1) ، (120 : 1 ) .







-----------------
يتبع :hart:

ramrom 24/08/2005 22:54

بماذا تشبه العروس خطيبها ؟
" حبيبى شبيه بالظبى أو صغير الأيل على جبال بيت ايل " ( نش 2 : 9 ) .
يشبه السيد المسيح بالظبى ( الغزال ) ، وكلمة " ظبى " فى العبرية تعنى " جمال " ، فقد جاء السيد المسيح يطلب يد البشرية التى أفسدتها الخطية وشوهت طبيعتها الداخلية وجمالها الروحى ، ليتحد بها فيسكب جماله عليها .
ما أروع حديث رب المجد فى حز 16 : 6 – 14 ..... نحو الكنيسة : " مررت بك ورأيتك وإذا مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشى ..... ...... ....... ..... " .
الكنيسة التى ضمها إليه بعد أن مر عليها فوجدها ملقاة فى الطريق عارية ومدوسة بدمها ، فقدسها بالتمام .
إذ نزل المخلص إلينا يطلبنا عروسا له جاءنا من السماء ومزل حتى إلى حائطنا الذى أقمناه بعصياننا لله ، جاء إلى الحجاب الذى فصلنا عن قدس أقداس الله ووقف وراءه يعمل ويجاهد حتى الدم ، فحطمه ، وفتح لنا طريقا سماويا نسير فيه .
نحن أقمنا الحجاب ، فصرنا عاجزين عن الصعود إليه ، لهذا نزل هو إلينا ، وعلى الصليب انشق حجاب الهيكل ، لكى يشرق لنا بقيامته خلال الكوى والشبابيك التى صنعها بنفسه .

دعوة للقيامة :
نزل الخاطب إلى بيت مخطوبته وهو يعلم أن شباكا وفخاخا كثيرة قد نصبت لها تجعلها غير قادرة على الخروج من بيتها وحدها والأرتفاع إلى بيته .... نزل بنفسه ذاك الذى وحده لا تقدر فخاخ الخطية أن تمسك به ولا شباك الموت أن تقتنصه .
أنه يناديها بسلطان أن تقوم لتلتصق به وتصير حمامته الوديعة ، تحمل ثمار القيامة فى حياتها ، قائلا لها :
" قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى ،
لأن الشتاء قد مضى ، والمطر مر وزال ،
الزهور ظهرت ، بلغ أوات القضب ،
وصوت اليمامة قد سمع فى أرضنا ،
التينة أخرجت فجها ( البراعم الصغيرة ) ،
قعال الكروم تفيح رائحتها " ( نش 2 : 10 – 13 ) .
انها دعوة للقيامة الأولى ، قيامة النفس البشرية فى المسيح يسوع من موت الخطية وانطلاقها فوق الأحاسيس الجسدية والشهوات الأرضية ، فتعيش حسب الروح لا الجسد .
ما كان لكلمة الله أن يلقبها قريبته ويتحد بها ويصير معها روحا واحدا ( 1 كو 6 : 17 ) ولا أن يدعوها جميلة ، لو لم يرى صورتها تتجدد كل يوم ( 2 كو 4 : 16 ) ، وما كان قد رآها قادرة على تقبل الروح القدس الذى نزل على يسوع فى الأردن على شكل حمامة ، ولا دعاها " حمامته " لو لم تكن قد أدركت حب كلمة الله وأشتهت الأنطلاق إليها مسرعة وهى تقول " ليت لى جناحا كالحمامة فأطير وأستريح " ( مز 55 : 6 ) .
فى هذا الربيع الذى صنعه الرب بقيامته ، يدعو الكلمة الإلهى عروسه أن تقوم ، قائلا لها : " قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى " ( نش 2 : 10 ) . هنا الدعوة موجهة للعروس أن تقوم وأن تتقدم فى طريق الكمال ، ذلك كما قال السيد المسيح للمفلوج : " قم أحمل سريرك وأمشى " متى 9 : 6
تكرار الدعوة للقيامة :
يكرر السيد الدعوة لخطيبته أن تقوم ، قائلا لها :
" قومى وتعالى ، يا قريبتى ، يا جميلتى ،
يا حمامتى فى محاجىء الصخر ، فى ستر المعاقل ،
أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك ،
ان صوتك لطيف ، ووجهك جميل " ( نش 2 : 13 ، 14 )
لماذا يكرر الخاطب الدعوة لعروسه أن تقوم ؟
.. السيد المسيح يدعو العروس القائمة أن تقوم ثانية ، والتى اقتربت إليه أن تأتى إليه .. لأنها يليق بها أن تدخل من مجد إلى مجد ( 2 كو 3 : 18 ) .
فى المرة الأولى يدعوها أن تقوم وتأتى إليه : " قومى ....... وتعالى " ، أما الآن فهو يدعوها أن تخرج من بيتها ومن مدينتها وتنطلق إلى محاجىء الصخر إلى ستر المعاقل ، تنطلق ليس فقط عن شهوات الجسد الشريرة بل وعن العالم المنظور كله ... إنه يدعوها للقاء معه داخل الحصون
الأبدية غير المنظورة !
دعوة السيد المسيح للنفس بالقيامة إنما هى دعوة للدخول فى المسيح يسوع لتلتقى مع الله بوجه مكشوف ... " أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك " !
هذا القول لا يعنى أن وجهها مخفى عنه أو صوتها مجهول بالنسبة له ، لكنه يريدها أن تدخل إلى الأتحاد معه ، فتظهر أمامه فى دالة الحب كعروس تظهر بغير قناع ، وتتحدث فى صراحة .
السيد المسيح يدعونا للأتحاد به " الصخرة الحقيقية " والدخول معه إلى حضن أبيه " ستر المعاقل " لنكون معه إلى الأبد ... هذه هى الحصون الأبدية التى تضفى على الكنيسة جمالا فيكون صوتها لطيفا ، ووجهها جميلا !
هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدى إلى الفكر الروحى ، فلا تعود حمامة رعناء ( هو 7 : 11 ) ، بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها وألتصاقها به ، يرى
وجهها على الدوام ويسمع صوتها



-----------------------

يتبع :hart:

ramrom 24/08/2005 22:56

يحذرها من الواشين :
إن كان " كلمة الله " قد نزل إلى الأنسان يمد له يده ، وقد قبله الأنسان ، فإنه يعود فيحذره من الواشين ، العاملين على تحطيم اتحاد الله مع الأنسان المؤمن ، قائلا :
" خذوا ( امسكوا ) لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم ،
لأن كرومنا قد اقعلت ( أزهرت ) " نش 2 : 15
فى تكراره كلمة " الثعالب " تحذير منها ، إذ هى تزحف بخفة وتدخل من الثقوب الصغيرة لتفسد الكروم فى بدء نموه ..... بهذا تفسد كميات ضخمة من الثمار المقبلة ، فمع صغرها تفسد نمو الأنسان ونضوجه .
ما هى هذه الثعالب الصغيرة ؟
( 1 ) إن أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى المؤمن أو النفس التى ترتبط بمسيحها فإن هذه الثعالب الصغيرة قد تكون خطايا نحسبها هينة كالكذب الأبيض أو الهزل ... لهذا يليق بنا أن نحفظ كل أبوابنا الداخلية مغلقة تجاه أى ثعلب صغير ، ممتنعين عن كل شبه شر ( 1 تس 5 )
( 2 ) وإذا أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى الكنيسة ، فإن هذه الكلمات تظهر موجهة إلى معلمى الكنيسة ، فتعطى لهم الأوامر باقتناص الثعالب المفسدة الكروم ، هنا تفهم الثعالب بكونها المعلمين الذين يروجون التعاليم الهرطوقية ، هؤلاء الذين يضللون قلوب البسطاء ويفسدون كرم الرب فلا يأتى بزهرة الأيمان الأرثوذكسى مستخدمين حججهم المنمقة .
إذ صار هيرودس مضللا دعاه الرب أيضا ثعلبا ( لو 13 : 31 ) .
لقد علمنا الكتاب المقدس أن نحذر الثعالب الصغيرة لكن لا نخافها ، فقد أعطينا سلطانا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو ( لو 10 : 19 ) .

وليمة العرس :
بالتجسد الإلهى نزل الخاطب إلى خطيبته يطلب يدها ، وبقيامته دعاها أن تقوم به ومعه فلا تخاف الموت ولا ترغب سلطان الخطية ، لكنه طالبها أن تحذر الثعالب المفسدة لكرم الأتحاد معه . استجابت العروس لدعوة الخاطب :
" حبيبى ( قريبى ) لى وأنا له ، الراعى بين السوسن ،
إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ،
أرجع وأشبه يا حبيبى ( قريبى ) الظبى وصغير الأيل على
الجبال المشعبة ( الضيقة ) " ( نش 2 : 16 ، 17 ) .
اعتادت الكنيسة القبطية أن تسمى سر الزواج " عقد أملاك وزواج " ، ففى هذا السر يقدم كل منهما نفسه فى ملكية الآخر ، هذا السر تراه النفس البشرية أو الكنيسة فى أكمل صورة على الصليب ، حيث يقدم الرب دمه مهرا لها ليدخل كل منهما فى ملكية الآخر ... لتقول العروس " حبيبى لى وأنا له " .
رأته على الصليب معلقا ، فأدركت بحق مفهوم العرس السماوى ، فقد اشتراها بكمال حبه ، قدم حياته فدية لحياتها ، لهذا هى أيضا تلتزم أن تقدم حياتها له بفرح وسرور ، حتى فى الحياة الأبدية تتغنى هكذا : " لأنك ذبحت وأشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان شعب وأمة " رؤ 5 : 9
الكنيسة تود أن تفرح قلب العريس فتدعوه : " الراعى بين السوسن " وكأنها تقول له ، أيها السوسنة المتألمة ، لقد أثمرت شجرة صليبك اتحادا ، فجعلت منا نحن أيضا " سوسن " على مثالك . لتفرح وتسر ....
وليمة القيامة أو الوليمة الأبدية :
إذ دخلت النفس وليمة العرس الإلهى وتذوقت قيامة الرب فى حياتها ، أى اختبرت القيامة الأولى ، قيامة النفس من موت الخطية ، اشتهت القيامة الثانية أو قيامة الجسد فى مجىء الرب الأخير ، فصارت تستعطف العريس قائلة : " ارجع يا حبيبى " .... نعم تعال أيها الرب يسوع فإنى ألقاك لأعيش معك إلى الأبد . ... الآن قد عرفتك أنت كالظبى أو كصغير الأيل ، صارت لى خبرة معك .......



-------------------------
انتهى الاصحاح الثاني
الرب يبارك الجميع :hart:

ramrom 24/08/2005 23:03

اقتباس:

نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............
اول شي لما انحذفت ردودك كنت عامل نسخ ولصق لاصحاحات ما دخلها بالموضوع ابدا
انا عم اقدم شرح لسفر نشيد الانشاد واذا بعد ما اخلص عندك اي سؤال عن السفر اطرحو بشكل منفصل بحوار الاديان


اقتباس:

اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك
اول شي مو جبان يلي بيحذف كلمات ما الها طعمة من حضرتك
والشتيمة والسب ما بيدل على ضعف الحجة عندك انت ؟؟؟


اقتباس:

يا جماعة يا جماعة ... على ما أعتقد أنو اطرميز زيتون ما هو مشرف القسم ... وما هو اللي حذف تعليقاتكم
هدا أولا ..
ثانيا وهو الأهم ... هون القسم اسمو اللاهوت المسيحي المعاصر مو حوار الأديان ....
بقى احترموا انفسكم رجاءا ..
يسلمو تووت تووت على مرورك والرب يباركك


اقتباس:

الأخ رام روم ممكن اسم الكتاب اللي حضرتك اقتبست منه الموضوع؟؟
اخي ما اقتبست من كتاب هادا تلخيص لمحاضرات كنت اخدتها في تفسير سفر نشيد الانشاد ايام ما كنت بمصر
الرب يباركك

اقتباس:

لازم تفرقو بين المواضيع القابلة للنقاش و الغير قابلة للنقاش...
:D :D يا ريت يفرقو :sosweet:
الرب يبارك حياتك

الأخت هبة 25/08/2005 17:49

ربي يباركك رمروم وتسلم ...

Sawiros 26/08/2005 13:00

[quote="ramrom"]
اقتباس:

اقتباس:

الأخ رام روم ممكن اسم الكتاب اللي حضرتك اقتبست منه الموضوع؟؟
اخي ما اقتبست من كتاب هادا تلخيص لمحاضرات كنت اخدتها في تفسير سفر نشيد الانشاد ايام ما كنت بمصر
الرب يباركك
أظن فيه خطأ ما
لأن الموضوع كله منقول بالحرف من هنا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


ramrom 26/08/2005 16:13

اقتباس:

أظن فيه خطأ ما
لأن الموضوع كله منقول بالحرف من هنا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


سلام ونعمة قلتلك اخي انو الموضوع تلخيص لمحاضرات في سفر نشيد الانشاد ايام ما كنت في مصر بتحب اعملك سكانر للمخلص؟؟
اذا ابونا عامل التسفير والمخلص من هون انا ما دخلني
بعدين فتحت الموقع ما لقيت تفسير لاي ايه؟

على كل حال الرب يباركك :sosweet:

Sawiros 27/08/2005 06:24

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ramrom
اقتباس:

أظن فيه خطأ ما
لأن الموضوع كله منقول بالحرف من هنا

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


سلام ونعمة قلتلك اخي انو الموضوع تلخيص لمحاضرات في سفر نشيد الانشاد ايام ما كنت في مصر بتحب اعملك سكانر للمخلص؟؟
اذا ابونا عامل التسفير والمخلص من هون انا ما دخلني
بعدين فتحت الموقع ما لقيت تفسير لاي ايه؟

على كل حال الرب يباركك :sosweet:

اكمل هي مهمة على كل حال :hart:

ramrom 27/08/2005 16:11

الاصحاح الثالث


1 في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. 2 اني اقوم واطوف في المدينة في الاسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي.طلبته فما وجدته. 3 وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي. 4 فما جاوزتهم الا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فامسكته ولم ارخه حتى ادخلته بيت امي وحجرة من حبلت بي. 5 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء. 6 من هذه الطالعة من البرية كاعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل اذرّة التاجر. 7 هوذا تخت سليمان حوله ستون جبارا من جبابرة اسرائيل. 8 كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب.كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل9 الملك سليمان عمل لنفسه تختا من خشب لبنان. 10 عمل اعمدته فضة وروافده ذهبا ومقعده ارجوانا ووسطه مرصوفا محبة من بنات اورشليم11 اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به امه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه


-----------------------------
بعد أن ترنمت العروس تمتدح فاعلية الصليب فى حياتها معلنة أن وليمة القيامة هى وليمة العرس خلالها تنعم بالأتحاد مع العريس وتنطلق أعماقها الداخلية نحو مجيئه الأخير ، استعرضت فى صورة رمزية لأحداث القيامة بالنسبة لها ، فقالت :

في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. 2 اني اقوم واطوف في المدينة في الاسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي.طلبته فما وجدته. 3 وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي. 4 فما جاوزتهم الا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فامسكته ولم ارخه حتى ادخلته بيت امي وحجرة من حبلت بي. 5 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء" ( نش 3 : 1 – 5 ) .

يمكننا تفسير هذا الحديث ، كحديث الكنيسة الجامعة لعريسها المسيح.



---يتبع :hart:

ramrom 27/08/2005 16:13

حديث الكنيسة الجامعة



حمل هذا الحديث الرمزى صورة حية لأحداث القيامة بالنسبة للكنيسة منذ أرتفع عريسها على الصليب فقد طلبته ثلاث مرات ولم تجده إلا فى المرة الأخيرة .
ففى المرة الأولى طلبته " فى الليل " ، ولعل ذلك إشارة إلى الظلمة التى غطت الأرض فى لحظات الصليب ، إذ يقول الكتاب : " ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة ، ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم ...... وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى أثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين " (متى 27 : 45 – 52 ).
صار النهار ليلا ، وكانت ظلمة على كل الأرض ، ولم يستطع حتى التلاميذ أن يدركوا سر الخلاص فى ذلك الحين ...... إذ لم يكونوا بعد قد تمتعوا بالأستنارة . طلبوه وهم على فراشهم فما وجدوه ودعوه فلم يسمع لهم ، طلبوه وهم فى ظلمة الفكر الجسدانى البشرى ، وهم على فراشهم غير قادرين على الجهاد معه أو ادراك أسرار الروح ، فلم يجدوه لعلهم كانوا يتساءلون فى داخل أفكارهم : هل هذا هو المسيا المخلص ؟ ! أو على حد تعبير تلميذى عمواس فيما بعد : " كنا نرجو أنه المزمع أن يفدى اسرائيل " مر 24 : 20 .
وفى المرة الثانية طلبته العروس ليلا ، هنا اشارة إلى حال التلاميذ بعدما دفن الرب ودخلوا العلية وتحول وقتهم كله إلى ليل ، إذ طلبوا الرب وهم خائفين والأبواب مغلقة . لقد كان الوقت سبتا ، انتهى لكنهم لم يذوقوا طعم الراحة ، ولا قدروا أن يستكينوا انما تحولت عليتهم إلى مدينة وتحولت أفكارهم وربما أحاديثهم معا إلى أسواق وشوارع ، يتساءلون كل فى داخله أو مع زملائه : وما نهاية الأمر ؟ ! بحثوا عنه فيما بينهم وهاجوا وماجوا فى أعماقهم ولا سلام ! .
أما فى المرة الثالثة فقد تم البحث عنه فقد تم البحث عنه عند القبر الفارغ ، فقد خرجت مريم فجر الأحد والظلام باق لم تبال أن تسير فى الشوارع والأسواق حتى اجتازت إلى القبر ، لقد خرجت نيابة عن الكنيسة حزينة القلب وسألت الملاك بدموع عمن تحبه نفسها ، وما جاوزته قليلا حتى رأت الرب وألتصقت به ... لقد أمسكت به أولا لكنها إذ أرادت أن تبقى هكذا سألها أن تسرع وتخبر التلاميذ أن يلتقوا به فى الجليل .... وكأن القديسة مريم قد دخلت به إلى الكنيسة بيت أمها وحجرة من حبلت بها .
أما حديث الكنيسة : " احلفن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن الحبيب حتى يشاء " فهو حديث عتاب مملوء حبا موجه من الكنيسة المسيحية إلى جماعة اليهود . لقد سخروا بالعريس على الصليب قائلين : " إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب " مت 27 : 40 ، وكأن الكنيسة بعد أن دخلت إلى قيامته عادت تقول لبنات أورشليم : لماذا كنتن تستعجلن العريس أن يقوم ، أسألكن بحق الأنبياء " الظباء وأيائل الحقل " أن تتركن أياه ليقوم فى اليوم الثالث حيث شاء هكذا ! إن كان قد رقد على الصليب فراجعن النبوات واذكرن أنه يقوم متى شاء ! لقد عرفت الآن سر موته ودفنه ، انه مات عن قوة ، وقام ليقيمنا معه ! .


------------------
يتبع

:hart:

ramrom 27/08/2005 16:16

العروس المقامة :

انتهى الحلم المزعج وتبددت الظلمة بقيامة الرب ، فتعرفنا عليه وتمتعنا بالأتحاد به ، وصار لنا سمة " قيامته " ، لهذا وقفت الملائكة كأصدقاء العريس القائم من الأموات تترنم ممتدحة العروس القائمة مع عريسها ، قائلين :
" من هذه الصاعدة من البرية ، كأعمدة من دخان ، معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر " ( نش 3 : 6 ) .
إنه حديث روحى رائع فإن العروس وقد التقت بعريسها القائم من الأموات الصاعد إلى سمواته قد أدخلته إلى قلبها ... وكانت الثمرة الطبيعية لهذا العمل أن صعدت به ومعه إلى سمواته ، كقول الرسول بولس : " أقامنا معه وأجلسنا معه فى السموات " . دخوله إلى أعماقها رفعها عن برية هذه الحياة ، فصارت تناجيه : " لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل " فى 1 : 23
لعل هذه الكلمات " من هذه الصاعدة ... ؟ " تصدر عن العريس نفسه الذى يسندها ويشجعها مؤكدا لها أنه يراها صاعدة إلى السموات بالرغم من وجودها الآن على الأرض . إنها وهى بعد فى الجسد صارت كالدخان الحامل رائحة الصلاة الذكية ، فيه نسمات العريس نفسه ، ولعلها كلمات السمائيين الذين تطلعوا إلى البشريين الترابيين وقد انفتح أمامهم باب الفردوس وانطلقوا بالسيد المسيح الساكن فيهم مرتفعين من يوم إلى يوم نحو السمويات ولعلها أيضا كلمات بنات أورشليم هؤلاء اللواتى كن قبلا يعيرون الكنيسة بسوادها كما سبق فرأينا بسبب عدم انتسابها للآباء والأنبياء .... إذ هى من الأمم ، لكنها تظهر الآن خلال اتحادها بالمسيا المخلص جميلة وبهية ، تصعد من مجد إلى مجد ! .
أما مواد عطارة العروس فهى :
المر : لأنها دفنت مع المسيح يسوع الذى كفن بالمر والأطايب ، فإنه إن لم تدفن معه لا تقدر أن تنعم بالحياة الجديدة المقامة والمرتفعة نحو السموات .........
اللبان : فإن رائحة بخور صلواتها تصعد نحو الرب ...... بل تردد مع المرتل : " أما أنا فصلاة .
كل أذرة التاجر : وهى أدوات التجميل التى تشتريها النفس من المسيح نفسه " التاجر " الذى وحده يقدر أن يزين النفس ويجملها عروسا له



----------------------
يتبع :hart:

ramrom 27/08/2005 16:17

زمان وليمة العرس :


" هوذا سرير سليمان حوله ستون جبارا من جبابرة اسرائيل ، كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب ، كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل ، الملك سليمان عمل لنفسه تختا من خشب لبنان ، على أعمدته فضة وروافده ذهبا ومقعده أرجوانا ، ووسطه مرصوفا محبة من بنات أورشليم " ( نش 3 : 7 – 10 ) .
إن كان صليب الرب وقيامته هما سر وليمة العرس ، إذ يتقدم العريس القائم من الأموات ويقيم عروسه التى دخلت معه دائرة آلامه وصلبه ، يسكن فى قلبها فترتفع به صاعدة إلى السماء معطرة ومزينة بكل جمال روحى ، فإننا نتساءل :
متى يكون هذا ؟ أو ما هو زمان الوليمة ؟
يظهر العريس فى موكبين أحدهما فى الليل حيث يقيم على السرير فى وسط أولاده المجاهدين ، والآخر فى النهار جالسا على تخته الأبدى ...
الموكب الزمنى : فى هذا الموكب يظهر العريس حوله ستون جبارا ، كلهم رجال حرب ، حاملين سيوفهم على فخذهم ، يجاهدون وسط أهوال ليل هذه الحياة ، أنه الموكب الذى تعيشه الكنيسة المجاهدة حول المسيح عريسها .
هنا يظهر العريس وقد أقام " سريرا " فى وسط الكنيسة ، إنه سرير فريد عليه " ربض الأسد الخارج من سبط يهوذا " ( تك 49 : 9 ) ، هو صليب الرب الذى حقق سلاما للكنيسة إذ به تصالحت السماء مع الأرض ، وأعطى الغلبة والنصرة للكنيسة على قوات الشر الروحية .
أما الستون جبارا من جبابرة اسرائيل المحيطون به ، هم أبناء الملكوت ، كل مؤمن يحمل على فخذه سيفه الذى هو كلمة الله لكى يغلب .
الموكب الأبدى : فى الموكب الزمنى ظهر العريس على سريره ليعطى لشعبه طمأنينة بكونه سر راحتهم وسلامهم وسط جهادهم فى هذا العالم أو فى هذه الحياة الزمنية ، أما فى الموكب الأبدى فلا حرب ولا جهاد ، لذا يظهر ملكا محمولا على تخت أو محفة تحمل على الأذرع ... يظهر على عرشه الأبدى الذى تحمله الكائنات الحية الأربعة ( رؤ 4 ) .


========================
:hart: :hart: يتبع

ramrom 27/08/2005 16:22

دعوة للوليمة :


" اخرجن يا بنات صهيون وأنظرن الملك سليمان بالتاج الذى توجته به أمه ، فى يوم عرسه وفى يوم فرح قلبه " نش 3 : 11
هذه هى الدعوة التى توجهها الكنيسة للعالم للتمتع بوليمة الصليب ، أنها تطلب من البشرية أن تخرج من ذاتها ، عن الأنا ....... " أخرجن " ، حتى يستطعن التمتع برؤية الملك الحقيقى " سليمان الجديد " وقد توجته أمة اليهود بأكليل الشوك .
خلال البصيرة الروحية يرى المؤمنون التاج السرى للمصلوب ألا وهو " غفران خطايانا وازالة اللعنة " .... هذا هو يوم عرسه ويوم فرح قلبه ، إذ قدم دمه مهرا لعروسه ! .



----------------------
انتهى الاصحاح الثالث

مع محبتي للجميع :hart:

Syria Man 28/08/2005 09:02

شكراً رمروم
:D :D :D

Anonymous 28/08/2005 12:22

ارجو تفسير هذا الاصحاح السابع من نشيد الانشاد
ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع* 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن* 3 ثدياك كخشفتين توامي ظبية* 4 عنقك كبرج من عاج عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق* 5 راسك عليك مثل الكرمل و شعر راسك كارجوان ملك قد اسر بالخصل* 6 ما اجملك و ما احلاك ايتها الحبيبة باللذات* 7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة و ثدياك بالعناقيد* 8 قلت اني اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها و تكون ثدياك كعناقيد الكرم و رائحة انفك كالتفاح* 9 و حنكك كاجود الخمر لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين* 10 انا لحبيبي و الي اشتياقه* 11 تعال يا حبيبي لنخرج الى الحقل و لنبت في القرى* 12 لنبكرن الى الكروم لننظر هل ازهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان هنالك اعطيك حبي* 13 اللفاح يفوح رائحة و عند ابوابنا كل النفائس من جديدة و قديمة ذخرتها لك يا حبيبي*

ramrom 28/08/2005 16:06

اقتباس:

syria man
الرب يباركك ويستخدمك لمجد اسمو :D



اقتباس:

رائد رائد
هلأ انت قرأت الموضوع ولا القصة مجرد نسخ ولصق من غير تفكير؟؟؟؟

Syria Man 29/08/2005 16:30

اقتباس:

الرب يباركك ويستخدمك لمجد اسمو
:D :D :D :D :D

Anonymous 31/08/2005 08:36

[رائد رائد
[/quote]

هلأ انت قرأت الموضوع ولا القصة مجرد نسخ ولصق من غير تفكير؟؟؟؟[/quote]

انا قرات ولا استخدم اسلوب النسخ والطبع ، لذا ارجو تفسير هذا الاصحاح

ramrom 31/08/2005 21:09

اقتباس:

انا قرات ولا استخدم اسلوب النسخ والطبع ، لذا ارجو تفسير هذا الاصحاح
لو فعلا قرأت كان عرفت اني عم اقدم شرح للسفر كلو بالدور اصحاح اصحاح
استنى ليجي دور الاصحاح السابع

Syria Man 31/08/2005 22:55

اقتباس:

لو فعلا قرأت كان عرفت اني عم اقدم شرح للسفر كلو بالدور اصحاح اصحاح
استنى ليجي دور الاصحاح السابع
:D :D :D :D :D :D

ramrom 02/09/2005 00:04

الاصحاح الرابع

1ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد.2 اسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم.3 شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك.4 عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن علق عليه كلها اتراس الجبابرة.5 ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن.6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان.7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة8 هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان.انظري من راس امانة من راس شنير وحرمون من خدور الأسود من جبال النمور.9 قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي باحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك.10 ما احسن حبك يا اختي العروس كم محبتك اطيب من الخمر وكم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب.11 شفتاك يا عروس تقطران شهدا.تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان.12 اختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم.13 اغراسك فردوس رمان مع اثمار نفيسة فاغية وناردين.14 ناردين وكركم.قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان.مر وعود مع كل انفس الاطياب.15 ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان16 استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب.هبي على جنتي فتقطر اطيابها.ليأت حبيبي الى جنته ويأكل ثمره النفيس




إن كان بالتجسد الإلهى نزل كلمة الله إلينا يخطبنا عروسا له ، وبصلبه أقام حفل العرس ، فإنه بقيامته قد بررنا ، فصرنا العروس المقامة التى بلا عيب ، لهذا يمتدحها العريس ، ناظرا فيها كل جمال ، قائلا لها

ramrom 02/09/2005 00:11

" ها أنت جميلة يا حبيبتى ، ها أنت جميلة " نش 4 : 1
خلال القيامة وهب للكنيسة كل جمال روحى وقوة ، الذى يتحدث عنه القديس بطرس الرسول قائلا : " كما أن قدرته قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة ، لكى تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة " 1 بط 1 : 4 . أما علامات هذا الجمال فهى :
" عيناك حمامتان من تحت نقابك ( صمتك ) " نش 4 : 1
العينان جميلتان كعينى حمامة لأنها فى شبه حمامة الروح القدس التى نزلت من السماء ، أما كونهما تحت النقاب ، فذلك لأن أسرار الروح التى تعاينها عينى الكنيسة لا يستطيع العالم أن يفهمها أو يدركها ، فتيقى بالنسبة له كأنها تحت نقاب ! .
ولعله وصف العينين أنهما تحت النقاب لأن المؤمنين مهما تمتعوا ببصيرة روحية فى هذا العالم ، لكنها تعتبر كما لو أنها تحت النقاب متى قورنت بالرؤيا فى الحياة الأبدية .
" شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد " نش 4 : 2
إن كان السيد المسيح هو رأس الكنيسة ، فإن الكنيسة هى الشعر المحيط بالرأس الذى يعيش عليه ، بدون الرأس لا تساوى شيئا ، ولا يكون لها وجود .
هذا هو شعب المسيح ، انه كقطيع ماعز يرعى على جبل جلعاد العالى ، جبل كلمة الله المرتفعة التى تنطلق بقلوب أولاد الله نحو السماء .
أما وصف القطيع أنه رابض على الجبل أى جالس يستريح فى كلمة الله بغير عجلة ، والمستقر تحت رعاية الله فى طمأنينة .
ولماذا جبل جلعاد ؟
على جبل جلعاد ترآى الله للابان وحذره قائلا : " احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر " تك 31 : 24 .... هكذا يشعر المؤمن بالطمأنينة ، لا يقدر أحد أن يمسه .
امتازت منحدرات جبل جلعاد بوفرة العشب ، فصار مثلا لحياة الشبع .
وقديما كان البلسان ينبت فى جلعاد ، يعرف برائحته العطرة التى طالما أطنب الشعراء والمؤرخون القدماء فى مدحه ، واستخدمه الأطباء فى شفاء الجروح والأمراض ، .. وكأنه على جبل جلعاد يعصب الطبيب الحقيقى – يسوع المسيح – جراحات شعبه ويشفى أمراضهم ببلسان دمه المبذول على الصليب .
" أسنانك كقطيع الجزائر ( المجزوزة ) الصادرة من الغسل " نش 4 : 2
لاق بالكنيسة أن يكون لها أسنان ، فقد نمت ونضجت ولم يعد يكفيها لبن التعليم ، انما تطلب دسمه ، تمضغه وتهضمه فى حياتها .
بهذه الأسنان طلب الرب من بطرس الرسول أن يأكل الحيوانات بعد ذبحها ، ولا يقول عن شىء ما أنه نجس أو دنس . فالكنيسة تعمل على الدوام – خلال خدامها – لتقدم كلمة الخلاص للجميع ، تذبح نجاسات الشر وتمضغ الأمم الوثنيين وتمزق شرهم وأخطائهم حتى يصيروا أعضاء فى جسدها .
" اللواتى كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم " نش 4 : 2
كان الله يرسل تلاميذه – أسنان الكنيسة – أثنين أثنين للكرازة ، لعله كى ينطق الواحد بكلمة الكرازة بينما يصلى له الآخر حتى تخرج الكلمة ممسوحة بالنعمة الإلهية .
يمكننا القول بأن من تمتع بكلمة الخلاص عن طريق أسنان الكنيسة النقية ، أى خدامها الحقيقيين ، يلزمه ألا يبقى عقيما بل يلد أكثر من واحد ، أى يكون له ثمر مضاعف . يمتثل بالسامرية التى إذ سمعت صوت الرب وتلاقت معه داخليا نادت مدينة السامرة لكى يلتقوا به مثلها ، ولاوى أيضا الذى جمع زملاءه للتمتع بالمخلص .
" شفتاك كسلكة من القرمز وفمك حلو " نش 4 : 3
إن كان أعضاء الكنيسة جميعا ملتزمين بالثمر المضاعف فإن سر هذا " الشفتين اللتين كسلكة من القرمز والفم الحلو ، أى أن المؤمن ملتزم بالشهادة للمخلص خلال شفتيه وفمه ...
" خدك كفلقة رمانة تحت نقابك " نش 4 : 3
كان ثوب رئيس الكهنة وأفوره تزين برمان مطرز ( خر 28 ) ، كما زين الهيكل فى مواضع مختلفة بمنحوتات على شكل الرمان ، هكذا يشير الرمان للزينة ، تتجمل به الكنيسة بكونها ثوب السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم ، والهيكل الذى يقطنه روحه القدوس .
وقد خص الخد بالرمان ، لأن الخد يشير إلى ملامح الأنسان ، عليه تظهر علامات الفرح أو الحزن ، السلام أو الضيق ، فملامح الكنيسة جميلة ، مفرحة ومملوءة سلاما .
قال " كفلقة رمانة " لكى يظهر ما بباطنها ، إذ هى مكتزة بالعصير الحلو الأحمر ، دائمة النضرة ، لا تعرف الضمور .
أختار الرمانة لأنها مملوءة احمرارا ، سر جمالها هو دم السيد المسيح الذى يقدسها ، فلا يكون للدنس أثرا فى داخلها .
وتحت نقابها لأن مجدها من الداخل ، من أسرارها وعذاباتها ....



-----------------
يتبع :hart:

ramrom 02/09/2005 00:13

عنقك كبرج داود المبنى للأسلحة ،
ألف مجن ( درع ) علق عليه ،
كلها أتراس جبابرة " نش 4 : 4
غالبا ما يربط الرب جمال الكنيسة بجهادها حتى يفهم المؤمنون أن جمالهم فى المسيح يسوع سره أيضا جهادهم الروحى القانونى فلا يبقى خد الكنيسة جميلا كفلقة رمانة بدون العنق المنتصب كبرج داود المبنى للأسلحة ، أى بدون الأيمان الحى المستقيم غير المنحرف المرتبط بالجهاد .
خلال هذا العنق ، الذى هو الأيمان ، يرتفع وجه الكنيسة إلى السماء فيشرق الرب عليه بنوره ، يجعلها تعيش مستقيمة ، ليست كالمرأة المنحنية نحو الأرض ( لو 13 : 11 – 16 ) ، بل منتصبة ترى فى الله سر قوتها وجهادها ، تسمعه يقول لها " أنا ترس لك " تك 15 : 1 ، خلاله تحتمى من كل سهام العدو الملتهبة نارا ( أف 6 : 16 ) .
" ثدياك كخشفتى ظبية توأمان ، يرعيان بين السوسن ، إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلام أذهب إلى جبل المر وتل اللبان " نش 4 : 5 ، 6
إن كان السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب ( رو 1 : 13 ) إذ يقدم العهدين القديم والجديد كثديين ترضعهما الكنيسة وتتقوت بهما ، فإن الكنيسة أيضا وهى كنيسة المسيح صار لها هذان العهدان كثديين يتقوت بهما أولادها .
أمام هذا المديح الذى صار للعروس من جهة بصيرتها الداخلية واحتشامها وجهادها فى وحدة الروح وعملها الكرازى وخصوبتها ودقتها وإيمانها وتمسكها بكلمة الله ... تعلن العروس لعريسها أن سر هذا كله هو صليب العريس وقيامته ، لهذا تتعهد أمامه أن تذهب معه إلى جبل المر تدخل معه حياة الألم ، وتدفن معه فى القبر كما تذهب معه إلى تل اللبان لتحيا كل أيام غربتها فى صلاة دائمة حتى يفيح نهار الأبدية وتنهزم ظلال الزمن .
وتكون اجابة العريس المتوقعة :
" كللك جميل يا حبيبتى ، ليس فيك عيبة " نش 4 : 7
كأنه يختم حديثه بالقول : أنه يطول الحديث عن وصف جمال من خرجت معه إلى شركة آلامه ودخلت معى فى حياة الصلاة والشركة ، أنى ألمس فيك كل جمال ، لأن حبى لك يخفى كل ضعفاتك ، ودمى يستر كل خطاياك ، مبررا كل جمال أزينك به ، فلا أرى فيك عيبا قط .

ramrom 02/09/2005 00:15

دعــــوة للعمل والجهاد :



" هلمى معى من لبنان يا عروسى ،
من لبنان ، هلمى ،
أنظرى من رأس الأيمان ، من رأس شنير وحرمون ،
من خدور الأسود ، من جبال النمور " نش 4 : 8
إن كان فى بدء اللقاء مع العريس تشعر النفس بتعزيات كثيرة وراحة ، لكنها لتعلم أنها مدعوة أن تنطلق مع عريسها فى صحبتها لحياة الجهاد الروحى القانونى ، ويلاحظ فى هذه الدعوة التى يكررها الرب أنها دعوة للخروج مع العريس ، فإن الحرب الروحية هى للرب ، لحسابه وبأسمه ، فإن خرجت النفس محتمية فيه غلبت وانتصرت ، بدونه لا تعرف إلا الهزيمة .
إن كانت الدعوة موجهة للخروج معه من لبنان ، وهى بلد سياحى ، عرف بحياة الترف ، فإن العريس السماوى يدعو النفس البشرية أن تصحبه ، تخرج من الحياة السهلة ، حياة الراحة الجسدية ، وتواجه الصراع مع قوات الظلمة ، وهى فى صحبة عريسها قاهر الأسود والنمور .
" قد سبيت قلبى يا أختى العروس ، قد سبيت قلبى ،
بإحدى عينيك ، بقلادة واحدة من عنقك " نش 4 : 9
فى جهاد العروس ( الكنيسة ) المر تئن فى داخلها ويبكى قلبها ، أما هو فلا يقدر أن يحتمل أنينها ودموعها .... فينجذب قلبه إليها ، ويأسره تنهدها الداخلى .
لاحظ القديس غريغوريوس النيصى أن العريس هنا يقول " بأحدى عينيك " ، لأن الأنسان له بصيرتان ، البصيرة الخارجية التى يرى بها الأمور المنظورة ، والبصيرة الداخلية التى يعاين بها الله .. التى هى القلب ، هنا ما يأسر قلب الله هى دموع البصيرة الداخلية السرية .
وقد علمتنا الكنيسة أن نتحدث مع الرب بهذه اللغة – لغة الدموع – فى غروب كل يوم ، قائلين :
" إليك رفعت عينى يا ساكن السماء ، فها هما مثل عينى العبيد إلى أيدى مواليهم ، ومثل عينى الأمة إلى يدى سيدتها ، كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا ، حتى يترآف علينا ، إرحمنا يارب إرحمنا ، فإننا كثيرا ما أمتلأنا هوانا ، كثيرا ما شبعت أنفسنا من هزء المستريحين ، وإهانة المستكبرين ، العار أردده على المخصبين ، والهوان على المتعظمين ، هللويا ( مز 122 )
وتكون اجابة الرب : إننى لا أحتمل انكساركم وهوانكم ، لقد سبيتم قلبى وكل حبى ، فلا أدعوكم عبيدا بل أحياء ، أنتم أخوتى ، أنتم عروسى .



---------
يتبع :hart:

ramrom 02/09/2005 00:18

الآن ماذا فعلت آلام الجهـــــاد بنا ؟


إن كنا وسط الآلام نشعر بضعفنا فنرفع أعيننا الداخلية بتذلل نحو إلهنا الذى فى أعماقنا فنجتذب قلبه ونسبى حبه بانسحاقنا ، إذا به يعلن حقيقة مركزنا ، أننا فى موقف القوة لا الضعف ، والمجد لا الهوان ، إن كنا نئن خلال شعورنا بالضعف لكنه يؤكد لنا الحقيقة المخفية عن أعيننا : أن جهادنا – رغم كل ما يبدو فيه من ضعف – يعلن حلاوة حبنا وتفوح منه رائحة أدهان فريدة فى أطيابها ، إذ يقول :

" ما أطيب حبك يا أختى العروس ؟ ! كم محبتك أطيب من الخمر ؟ !كم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطايب ؟ ! نش 4 : 10
عجيب هو الرب فى نظرته إلينا وفى مدحه إيانا ، مع أن ما نحمله من حب إنما هو إنعكاس لحبه فينا ، وما نحمله من رائحة أطياب إنما هى ثمر أطيابه العاملة فينا ! يا للعجب يعطينا ماله ثم يعود فينسبه لنا ويمتدحنا من أجله ويكافئنا عليه !!
يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص سمو كنيسة العهد الجديد خلال الرائحة التى تفوح منها ، إذ هى " أطيب من كل الأطايب " ، فاقت رائحة كل عبادة قدمت سابقا ، .... الآن لم تعد لنا الذبائح الحيوانية ، بل الذبيحة الفريدة التى يشتمها الآب رائحة رضا ... خلال هذه الذبيحة يشتم الله كل عبادتنا وكل جهادنا الروحى كرائحة طيبة " أفضل من كل الأطايب " ..
لهذا ففى وسط مرارتنا بسبب شعورنا بالضعف ، يمتدحنا الرب بغير مداهنة ولا رياء ، بل يعود ويتكلم عن بركة شركة الآلام معه أو الجهاد من أجله وبأسمه فى أكثر تفصيل ، قائلا :
" شفتاك يا عروسى تقطران شهدا ، لسانك عسل ولبن ، ورائحة ثيابك كرائحة لبان " نش 4 : 11
يرى الرب فى عروسه المجاهدة المتألمة أنها كالنحلة التى تقطر عسلا ! إذ قيل عنها " النحلة ضئيلة بين الطير وشهدها أعذب ما يستساغ من الطعام " ابن سيراخ 3 : 11
ماذا يرى الرب أيضا فى عروسه المجاهدة المتألمة ؟ أنه يراها الأرض المقدسة التى تفيض عسلا ولبنا ( خر 3 : 8 ، 17 ) .
ماذا يكون هذا العسل المخفى إلا " كلمة الله " الحى الذى دعى بالمن السماوى ...
على أى الأحوال حينما يتحدث الرب عن رعايته لشعبه يؤكد لهم أنه قدم لهم عسلا إشارة إلى عذوبة عطيته ، أو حلاوة كلمته فى فمهم ....
أخيرا فإن الأنسان غالبا ما يتطلع إلى نفسه فى وقت الضيق فيظن كأنه فى قفر بلا ساكن ، عقيما بلا ثمر ، أما الرب فيرى عكس هذا إذ يقول :
" أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " نش 4 : 12
كأنه يقول لها : اذكرى الأمكانيات الكامنة فى داخلك ، أنت جنة وعين وينبوع ، إمكانيات الروح القدس الساكن فيك ، هذه التى لا تعلن فيك إلا إذا قبلتى الآلام وانحنى ظهرك للصليب .
إنها جنة مغلقة من كل جانب بسور الوصايا حتى لا يتسلل إلى مدخلها لص أو وحش مفترس ..
كما يوصينا الوحى الإلهى ألا نبدد مياة ينابيعنا فى الخارج ، فى الشوارع ، مع الغرباء ، .... حينما تنحرف أفكارنا الداخلية نحو الخطية نكون قد أضعنا مياة ينابيعنا وقدمناها للغرباء ، لهذا يجب أن نكون : " عين مقفلة ، وينبوع مختوم " ....
إذن الجنة المغلقة أو العين المقفلة أو الينبوع المختوم تشير إلى الحياة التى لا يدخلها إلا الرب وحده الذى له مفتاح داود " يفتح ولا أحد يغلق ، ويغلق ولا أحد يفتح " رو 3 : 7 . هذه الحياة تحمل ثمار الروح القدس الثمينة السمائية ، إذ يقول :
" اغرسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة فاغية وناردين ، ناردين وكركم ، قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان ، مر وعود مع كل أنفس الأطياب ،
ينبوع جنات بئر مياة حية وسيول من لبنان " نش 4 : 13 – 15 .
ماذا يجد الرب فينا ؟ أنه يجد أصنافا متنوعة من ثمار للأكل كالرمان وروائح طيبة وأطياب وبخور ( لبان ) ومواد تستخدم كأدهان طبية ومياة حية للشرب ...
هكذا تظهر عروس المسيح غنية فى كل شىء : لديها طعاما يشبع ، وشرابا يروى ، وأطيابا ثمينة للتجميل ، وأدوية للعلاج .... يفرح بها عريسها وأصدقاؤها




------------------
يتبع
:hart:


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:06 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.09739 seconds with 10 queries