أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   قاسم حداد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=81759)

verocchio 06/11/2007 01:16

تعويذة السفر

أيها الحب يا صديقي
ضع يدك على قلبها في السفر و الإقامه ،
و امنح لها الحلم في النوم
واجعلها مطمئنةً ،
فثمة كل هذا الحب لها
وثمة هذا الغريب في انتظارها
وحيداً إلى هذا الحد
وثمة الليل .. الليل كله
وثمة ما لا يوصف
وثمة ما لا يقال ،
أيها الحب يا صديقي .

verocchio 06/11/2007 01:17

عن ليلى

سأقول عن ليلى
عن العسل الذي يرتاح في غنجٍ على الزند
عن الرمانة الكسلى
عن الفتوى التي سرت لي التشبيه بالقند
عن البدوية العينين والنارين والخد
لها عندي
مغامرة تؤجج شهوة الشعراء لو غنوا
صبا نجدٍ متى قد هضت من نجد
عن النوم الشفيف يشي بنا
عن وجدنا ، عنها
لئلا تعرف الصحراء غير العود والرند
سأقول عن ليلى
عن القتلى
وعن دمنا الذي هدروا
عن الوحش الصديق
وفتنة العشاق
والليل الذي يسعى له السهر
عن الطفلين يلتقيان في خفرٍ
ولما يزهر التفاح يختلجان بالميزان
حتى يخجل الخفر
لليلى شهقة أحلى
إذا ما لذة تاهت بنا
وتناهبت أعضاءنا النيران
متنا أو حيينا
أو يقول الناس أخطأنا
ستبكي حسرة فينا إذا غفروا
سأقول عن ليلى
عن المسافر عندما يبكي طويلا
عن السحر اللذيذ إذا تجلى في كلام عيونها
عن نعمةٍ تفضي لأن أقضي رحيلا
عن مراياها موزعةً تخالج شهوة الفتيان
عن ميزانها مشبوقةً
عن عدلها في الظلم
عن سفري مع الهذيان
عن جنيةٍ في الأنس تنـتخب القتيلا
ليلاي لو يدها علي
ولو يدي منذورة تهب الرسولا
سأقول عنها ما يقال عن الجنون إذا جننت
ولي عذر إذا بالغت في موتي قليلا

verocchio 06/11/2007 01:17

هو الحب

قل هو الحب
هواء سيد ، و زجاج يفضح الروح وترتيل يمام
قل هو الحب
ولا تصغي لغير القلب،
لا تأخذك الغفلة،
لا ينتابك الخوف على ماء الكلام
قل لهم في برهةٍ
بين كتاب الله والشهوة
تنساب وصاياك
وينهال سديم الخلق في نار الخيام
قل لهم،
فيما ينامون على أحلامهم،
سترى في نرجس الصحراء
في ترنيمة العود وغيم الشعر سرداً وانهدام
و ما ينهار ينهار، فما بعد العرار
غير مجهول الصحارى وتفاصيل الفرار
غير تاج الرمل مخلوعاً على أقدامنا،
والذي يبقى لنا تقرؤه عين الغبار
والذي لا ينتهي ،لا ينتهي
مثل سر الموت
والباقي لنا محض انتحار
قل هو الحب
لو لنا في جنة الأرض رواق واحد
لو لنا تفاحة الله جثونا في يديه
كلما أفضى لنا سراً ألفناه
ومجدنا له الحب
و أسرينا إليه،
قل هو الحب
كأن الله لا يحنو على غيرك
ولا في الكون مجنون سواك
لكأن الله موجود لكي يمسح حزن الناس في قلبك،
يفديك بما يجعل أسرارك في تاج الملاك
قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب يـراك
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك
قل هو الحب يـراك

verocchio 06/11/2007 01:17

الفقد

شـغـفـت بك بما يكفي لتحرير مدينةٍ كاملة
محتلاً بك مثل عاصفةٍ في الرواق
جسدٌ يخب في الحديد بطرقٍ تـنـحت أطرافي
ما من ليلٍ إلا وكـنست كوابيسه بأهدابي
وما من شهوةٍ إلا واختلج بها الدم.
ذهبت إليك
إليـــك وأنت في مخدع الليل في خديعة النهار
إليـــك وأنت في بهجة الجسد
مأخوذاً بحديدة العسف.
كلما وضعت عليك عضواً لئلا تصيبك الوحشة
انتابتني النصال ، النصال كلـها .
و ها جسدي يكاد أن يذهب
مشغوفاً بك و أنت في الفـقد .

verocchio 06/11/2007 01:18

فجك العميق

جرحك الوحيد الذي لي ،
هل تاجٌ يتكاسر عليه المـلوك ؟
هل نارٌ خجولـةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق
وتفضح كبرياء القراصنة ؟
جرحك هدأة الليل ،
قلت مرةً إنه واهب العاصفة .
هل أنت قبلة العاشق يغتصبها شخصٌ غائب .
هل جنة الأقاصي ،
لا يذهب إليها شخصٌ إلا وأصيب بموهبـة قلقامش
لكي يفقـد صديقـاً .
قلت مـرةً عن فحولٍ تتبادل الهجوم
وتـؤجج الجرح بنحيبها ..
فيما تحـك جنسها بحراشف الجبل
تحرسك في نزهة الليل .
الآن ، لم يعد النهار كافيـاً و لا الليــل ،
ففي كل منعطفٍ أسمع لجرحك صريخاً
مثل شبق العناصر وشغف الناسك ،
لئـلا يموت قبل الحب .
جـرحك المكنون
يسمـونه الحصن في شاهق الجبل،
هو البعيد المبذول لشهوة الأقاصي
قلت مرةً أنه لي ،
وكلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها ريشة السديم
لا تعرف البوصلة جهاتك ولا يطالك المـاء .
جـرحك جهةٌ تحـج إليها الجيوش وتتدفق فيها الأنهار
ويصاب بالفقد كل باسلٍ يتوهم النصر أو يتوسم الهزيمة .
فجـك العميق في العفة مفتـوحٌ مثل أشـداق المغفرة
تركـض إليه المخلوقـات مـأخـوذةً بشريعة الغـزو .
قيل إنك الصدر الواسع
يقبل التوبة ويأخذ إلى الغـواية .
قيل كنـز السـلاح .
عنـدما يفـر الجسد من نصـالك لا ينجـو من الذبيحة
حيث الجـرح الوحـيد المفتوح على آخره ...
مثل بهو الجحـيم .
قلـت انـه لــي ،
جـرحـك الذي تـاج المـلك و وردة الناس ،
قلـت لـي وحـدي .
هل أنت جرحٌ أم سلـة السناجب
أم نيازك مـذعـورةٌ تخدع الليل؟
من أين لك هذا التماهي وهذه التحـولات
تذهبـين إلى نـاس العرس فيصابون بالوجل .
ها أنت أجمل من يقـول
ها أنـا
أضعف من يسمـع
... و يصـدق .

verocchio 06/11/2007 01:18

في حضرة المليكة

كنت في حاشية المليكة
أرفع ذيل قفطانها إذا مشت، وأعدل وسادة الريش لظهرها إذا استلقت على أريكة. وما إن تنظر إلى دورق النبيذ حتى أسرع ساكباً في القدح شيئاً من الروح. أصف أمامها الأواني لكي تطال أصابعها ما تشتهي، لا أدع الكأس تفرغ، وليس للخبز أن يكون عصياً على لؤلؤها الكريم.
هكذا جلست في حاشية المليكة
ترى إلي كلما رأيت. ومن بين الجمع تشير لي كي أفتح القصر للجنود ليحملوا هودجها إلى غرفة البرج الأعلى. وما إن يرتفع الهودج برشاقة الهواء، حتى تطل من بين ستائرها المسدلة وتومئ لكي أتقدم الموكب .
هكذا تقدمت حاشية المليكة
في غرفة البرج الشامخ، تصرف الجميع وتستبقيني وحيداً، وحيداً معها. تنهض من سريرها المترف وتذهب لتحكم رتاج الباب. فرأيت المليكة تفعل شيئاً بنفسها، لا أجمل من مليكةٍ تغلق باباً لتنتخب شخصاً، ولا أجمل من أن تكون أنت هو الشخص .
هكذا مع المليكة في مكانٍ
تستدير نحو النافذة لترخي الستائر، وتقترب مني واقفاً في سكرة الذهول، أكاد أموت لدورة الدم ، دمٌ يفعل فعل الرعد في الأوردة . تقترب، تقترب، العطر الملكي ينسرب في مسام توشك على التهتك في جسدٍ يستيقظ من سباته .. أو يكاد.
تأخذ بيدي وتمشي نحو سريرها الوثير :
( اجلس )
كان الصوت قادماً من الكوكب الأحمر البعيد .
جلست .
أعني رميت بجسدٍ لم يعد لي سلطانٌ عليه، فوقع في نعومةٍ تحضن مثل الريش. جلست إلى جانبي. وضعت كفها على كتفي. تحسست كمن يوقظ الملائك. وراحت تفك أزرار القميص، ثم استدارت تنظر في ظهري العاري وتمرر أصابعها النحيلة على زغبٍ مذعورٍ.
وبدت كمن يقرأ الجسد: ( كل هذي الجراح والندوب والأوسمة ؟ )
ها أنا حاشيةٌ للمليكة .. وحدي .
عاري الصدر والظهر والحواس. المليكة تضع يدها على جسدٍ ممتثلٍ أليفٍ مثل ذئبٍ يرتعش لفرط الخجل. تنـقـل يـدها حيثما تشاء ، وتسأل : (من أين .. من أين ؟ )
كيف لـلـغة أن تسعف الشقي في حضرة المليكة .
أرفع عيني معتذراً عن الصمت وهي مشغولةٌ عن الجواب. يدها تقرأ جسداً كانت لي سطوةٌ عليه. تبحث عن آثار مدنٍ كانت، كمن يدرس خريطة الكنز . تستدير نحو القناني الصغيرة المصفوفة عند سريرها، تختار واحدةً ،تفتحها، وتسكب في راحتها قطراتٍ تشع وهي تغادر زجاج الدورق، ثم
كنت حاشية المليكة وكنت لا أزال .

verocchio 06/11/2007 01:18

السفر

أنتفض أمامه كطفلٍ مخـطوف
هل أشغـل هذه الـراحة بذهب القـلب ،
بتضـرعاتٍ تـنهـر الدم في الرأس.
مـن سيغفـر لي إن أطلقـت غبار الخيـول الوحشيـة
في هذا المـدى الفاتن ؟
ليت أحـداً لا يصدق و لا يغفـر .
ذاهبٌ ، في رفقـةٍ لها نكهـة الأوج
من يقاوم أشداق تنينٍ فاغـرٍ ؟
ليسـت نـزهـةً ،
لكأن ما أراه مـن بيـاضٍ هـو الكفـن المنتخـب .
هـل أنـا الحرف في الكلمة .
ينتابني البرق فأحـلم
أخترق الألـق بسربٍ من اللقـالـق الراعـفة
يأخذ الوجـل وقت الغابـة ومـكان المـاء
وأرشـح أكثر الأعضاء خفاءً لكنيسـة الجسـد .
كيف أقول
عن ارتعـاشة جسـدٍ في التجربة
عن الروح تبكي،
وتضطـرب مثل طفـلٍ خالجته الصـاعقـة،
يصعد في هودج اللهب
مـا الـذي تخشـاه ؟!
لست الأول ولن تكـون الأخير .
ها أنت في شـهوة السفر
مفتـوناً بأجمـل أحلامـك وأكثرها مكراً .
تـقـدم ، نعد لك الأعراس والـمراثي
نشـد أزرك ونسـنـد خاصـرتك بالسـكاكين .
تقدم ، مـا أبهـــــاك وأنـت إلـى الكتـابـة كأنك إلى القتل

verocchio 06/11/2007 01:19

هيأت الكنوز و نامت

تظاهري بالغفلة. تنهض بك هتافات القلب. يداك في سريرة النهر. لأحلامك حرية القميص، وللطبيعة غبطة الماء. تظاهري، ودعي الموجة تكشف ترفك المكنوز. هودجٌ حاربت من أجله الشعوب. وضعتـه ونامت تحت شجرةٍ، قيل إنها نخلة الليل، وقيل إن الكواسر تعرف السر، لكنها تقصر عن ا
تظاهري بالغياب وتماهي مثل رماد الغابات : سـاكنٌ ومجنون .
ترين الساحرات تـخرج عن رزانتها وتـهجوك بسلالٍ مفعمةٍ بالرغبة. ما عليك إلا أن تعلني المدن المكتظة بمكيدة النوم،لتشهدي الدماء تطفر من الأنياب والمخالب مثل صمت البراكين. تظاهري بالنوم، تستفرد بك الكوابيس كأنك ذاكرة المخبأ، تنتقلين مثل اللون الحائل من خرقةٍ إ
هيئي الكنز وتظاهري بالنوم .. ونامي

verocchio 06/11/2007 01:19

وضعت لك المحبة

مصغٍ لك منذ الكتب و أنت لا تقولين
شهقت إليك مثل الطفولة، بحاجةٍ لمن يسمع صمتي. أنا سيد الإصغاء احتجت لمن يبادلني الصمت. فتحت شرفةً وملأت رئتي بنعمة الريح، هواءٌ تتقافز فيه الأسماك وتتخلله أعشابٌ وجنياتٌ، تنفست بعمق البحر والغريق. وحيداً كنت مع انتظارك وما اكتفيت. كيف يعجز شخصٌ، يزعم الكتا
دخلت القلعة، تغلغلت في غرفة النقوش المزخرفة بموتى مازالوا يحكمون، كنت هناك تفسدين هيبتهم. وحين استدرت خارجاً سمعت ناياً يشبه صوتك يستمهلني، فالتفت لأرى ما لا يـرى وما هو غير موجود. رأيتك هناك، تجلسين في غفلة الأرض، تغزلين ابتسامةً لمديح المراثي. كنت تشبهي
وحيدٌ ، وأنت لا تذهبين و لا تأتين.
أحسنت الإصغاء ، وأنت لا تقولين الكلام لوحشة القلب.
ماذا تريدين مني ؟
وضعت لك المحبة في كل حجرٍ بقلعة الملك.
محبة تكسر الليل وتـغوي نهاراً يتأخر،
فيما نتمرغ في وردة النوم .
بعيدةٌ . تملأين غرفة الليل بطيفك الشريد
وتهملين الأحلام شاغرةً بك .
وحيداً، أصغيت حتى تجرحت حنجرتي مثل ذئبٍ يفتن الغريب
و أنت في ازدهارٍ لا يهدأ
كحجرٍ يطير كلما كتبت فيه إسماً يخفيك .
يا أبعد من الغابة و أكثر كثافةً من الغيوم .

verocchio 06/11/2007 01:19

يسافر و يسهر



يـؤثث طريقه بأشباحٍ في رهافة الريح. حوذي يغتاظ لضراوة الغبار حول مواقع خيله. ما كان له أن يغفل عن رعشة الغريب. غريبٌ سهر الليل يملأ الأفق أحلاماً ومناديل. بينه وبين الطريق بوصلةٌ ثملةٌ وأسرى مجللون بالبياض. حوذي يسأم لامبالاة الفرس بغرتها الشقراء، وتلويحة
2
أيها الحوذي الأرعن، تعرف غوايةً تتوغل في شراكها. شبحٌ تائهٌ يشخص نحو الأفق المشحون بغبار الطلع. بينك وبين الخيل أكثر من الرفقة وأقل قليلاً من السلالة. معقودٌ في أسمالك الشعر، وترفل في خطر شامل. وصفوا لك جادة الطريق لتبدو لك المجرة، وأنت لا تغادر بهوك المس
لم نكن لك المكان .
يا حوذينا الجميل، إرفق بنا ولا تذهب أكثر مما فعلت.
ليس ثمة سفيرة في انتظار خيولك غير هذه القلوب المرتعشة، تأكل منك الغربة ووحشة الطريق. فأرخ لخيولك قليلاً واصغ لزفيرنا المكتوم.
نفوز بك ليلاً واحداً، ونموت

verocchio 06/11/2007 01:20

الغريب

أيها الغريب
هذا نهارك المشحون بالعمل والمكتشفات .
في أصابعك شهوة الباب
أنت الواحد القليل،
تتـكاثر كلما دلفت في رواقٍ يأخذك إلى سرادق الجسد،
حيث الذخائر يخبئها لك شخصٌ
لا تعرفه لا يعرفك
وبينكما ألف عرسٍ و ألف جرس
بينكما حرية الهواء :
عضلةٌ مفتولةٌ في الليل مقتولةٌ في النهار .
أيها الغريب
تلك الصخرة المشتعلة في الأعالي
منذورةٌ لكتفٍ ما
شخصٌ للوحشة شخصٌ لقرينها .
جسارة الحلم لك ولك احتضان الصخرة
أيها الشاحب المشرد الوحيد .

verocchio 06/11/2007 01:20

راهبات في غفلة الكاهن
افتح صندوقك الذهبي، واسكب الجرار على آخرها.
دع الأرض تنتشي ببسالة نبيذك
سحرٌ سرقته لك راهبات الدير في غفلة الكاهن .
أطلق الدنان
كل دن من هذا جديرٌ بغيبوبةٍ مكتظةٍ مثل ثدي الثاكل
سترى صعيد الأرض مفتوناً بشقائق الغموض وهي تتفصـد من الروح
كأنها الدم الخفيف بين الصمت والكلام .
افتح بهوك الوثير وانظر إلى السماء
كأنها السرادق كأنـك الملك
لتدخل هذا الأفق ولتشمخ بحلمك ،
تطلقه مثل غرة الفرس،
لتمشط جبينك طينة الغيم وتصاب بغابةٍ تحرس الليل .
أن تبذل جسدك لمهب الفضة،
تمتزج باللثغة المسكرة الطالعة في رائحةٍ مسكونةٍ بموهبة الشمس
مــــاءٌ ، ما إن يندفق حتى تصيبه جمرة الكتابة .
قـيل إنها تميمة الوحش
دمٌ
بلا هـــــوادةٍ
نـصٌ
أن تذهب إليه ،
أن تفض ذهبك المختوم ونبيذك المكبوت
وتبالغ في الشهوة .
اسكب وليكن جسدك القدح
و روحـك الخمـرة الشريفة

verocchio 06/11/2007 01:21

وحيدة البحر


دعـوها ،
هذه الوحيدة في البحر
تأخذنا لجرحهـا الفاتك، وتعطي غرورها بهجة الأشرعـة
الوحـيدة في البحر
كأن المراكب لا ترى الأفـق إلا موصـولاً بهـا.
دعــوها
تسـورها شهامة الأسمـاك
وتفخر بها الصواري المنـتـورة مثل رسائل الماء .
لأجلـها بجـلت زعفـران الأقاصي
مدحت الأبيض لينسـاب مثل غنج الساحرات
وهـن يخلعن الفتنـة على السفن.
آخيـت حجـر المينـاء
وصليت لأجلهـا ، الوحيـدة في البحــر
تضـرعت أن تظل وحيدةً تكسر الريح
وتعيد لموج الهجـوم خيولها الجامحة
لتظل وحيدةً مثل حصنٍ .
لكنها تبذلت أمام مبعوث السماسرة
لــهـت بصـرير المصارف
وخـذلت بسالة النوارس متكاسرةً
وهي تمسك ذيل فسطانها الأزرق.
تلك الوحيـدة في البحـر
دعـوها
وحـيدةً في البحـر
لعـلها في التــرك تـرأف بطفلـها الشارد الوحيـد .
2
وحيـدةٌ في البحـر
تنساني وتتذكر المستقبل وتلهـو
فيما أبتـكر شهـوة السـفر والمغامـرات
لأجلـها،
أعـطي دمـي لجـنون المـوج
لأجلها، الوحيدة في البحـر
لأجلهـا
تحـاجـزت في حديدٍ مـترفٍ
وفتحـت أعضـائي على النـار
لئلا ينتابهـا الغزو ، لئـلا تصـاب بالحجر.
لكنهـا رقصـت مثل البجعـة المغـدورة
لا البحـر لهـا و لا البحـيرة
أقـول لهـا تسمـع و تـرى و لا تقـول .
منحتها القلب تمـرغه في طـين الخنادق
وتقيس الأصفـاد على مرفقـي وتلهـو
منحتها جـسـدي تجـرجره من قتلٍ إلى قـبرٍ إلى مقصـلة
وهـا أنا قاب قـوسين من الفـقـد
وهى تلهـو بي وحيـد القـلب والجسـد والشفتـين .
أحسنـت لها المديح ، لعلها تمنحني الرثاء.
ستذكـرني في نسيانها ... وحيـداً
شحــذته المعارك وغـرر بـه الـولـع.
أخــيراً ،
أخـيراً حيث لا يكون الوحيـد موجـوداً
وليس في البحر قرصـانٌ تـكاتبـه
ليسـعفها بغـارته الأخـيرة ..
وحـــيداً في البحــر

verocchio 06/11/2007 01:21

منذ بنات آوى

بنات آوى الجميلات، يجلسن في خديعة البهو، يؤوين الهارب والمشرد والغريب. أطوف بوهج الشهوة وقميص الأخلاط، لتطمئن لصفاتي مليكة الليل. انتظارٌ غامضٌ في عزلة الذهب وخاتمة الأحلام، وليس لليأس أن يدرك أدواتي. فبنات آوى ضالة المفؤودين وجنة الوحيد. قيل إني مبعوث ال
وها أنا أحصي الجراء وأداعبها متوهماً أنها انتصاراتي .
بنات آوى المتماريات، يتقمصن العفة ويظهرن سكينةً يفزع لها القلب ،لكي يحسن المارة التدلـه بهن. بينهن وبين الحيوان شبهة الدواجن وشهية البذخ.
أصابني ما ينتاب الذئب في حضرة المليكة :
دهشةٌ في الشرايين،
بهجةٌ في غرفة الذاكرة،
واستحواذٌ مثل سحرٍ يذهب بالضحية.
من الماكث في سرير المشبوقة وهي تذرع المسافة بين النوم والمـلاك، من الصارم باسل الجسد بهي السمت يغزو ويغتر، فيختلط على التائه ماء الأفق بزئبق السراب. وضعت أعضائي في اللذة الضارية وتبذلت للبراثن ظناً أنها الحرير. تقدمت كتيبة الفرسان كي أفوز بوردة المليكة، و
طاردني الخالق والمخلوق، حتى وصلت منهك العضل فائض الجزع واضعاً جسدي في شرفة الشنق مكتشفاً أنني لم أذهب طول هذا الليل أبعد من حياةٍ مليئةٍ باللبونات. بنات آوى، وصيفات ذئبة الملوك، بنات آوى بهياتٌ جميلات الطلعة، يدخلن علي ويأوين عندي ويفزعنني ويفطرن قلبي مخد
لم يكن إلا أن أصدق ليل السرد ليغمر أخلاطي في توتر القوس، أهجو مغامرة النحل مادحاً زفير العسل .
لماذا الآن فقط تفتحون في وجهي الكتب وتندفعون نحوي، كما لو أنني القتيل الوحيد مرتداً في حضرة الدم. تتصاعد الرائحة الزكية من قرمز الروح كلما تدفق وحل المرافعات، تنصبون قضاتكم ومحاكمكم المبجلة، وأكون قد أكملت سخريتي من النطق السامي .
لستم أقل توغلاً في الدم . أنا من أعطى جسده لبهجة الكشف، وأعلن ذلك جهراً كأنه يضاهي جنة الأوج، كنتم تنسجون الشراك في عتمة البهو، وتدفعون بأحفادي في ليلٍ مؤثثٍ بالوحشة، حيث القبر لا يتسع لأكثر من فريسةٍ واحدةٍ وجنازةٍ راكضةٍ في سريرها الأخير. فــر بي الشك م
الآن تدركون آثار دمي وتطلقون على جثماني نشيد المذلـة.
الآن، تسمون لكل صاريةٍ مرفأ، وترشحون أحلامي لحشراتكم النحاسية.
الآن .
كيف تنقذون مـأتماً بمعدن الذبيحة، تتفادون حريق السفن منتظرةً مرصودةً بكلاب البحر ، تقفز، وتحرس السواحل .
قيل لي ذات سفرٍ : نعـلمك الغرق قبل البحر .
وكنت أطفر في زئبق الحلم. أرى إلى البحر،
أغادره، لأعود إليه بوهم النزهة .
مرثاةٌ ماثلةٌ،
لست إلا شبحاً تائهاً.
كابرت لئلا أبدو في صورة العراف الأعمى. الآن يحلو لكم أن تطرحوا صوت الجبانات. تباهون بالكوابيس والكوارث التي تغرغر بها جسدي الليل كلـه.
آن لكم أن تصعدوا بأبصاركم أكثر فأكثر.
أطلع من السهوب في قطيعٍ من الوعول
معلناً أنها انتقاماتي.
أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم .
معلناً أنها انتقاماتي.
أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم .

verocchio 06/11/2007 01:21

سورة التل

للجسد صريخٌ يسمعه المارة بقرب التل. زعترٌ يتقصف تحت حوافر جيادٍ محاصرةٍ بالنيران. تتعثر أقدام الناس وتستيقظ في أكبادهم المواقد. فيبطئ الرجال في عبورهم .لينالوا هياجاً يدخرونه لرماد خامدٍ راكـمته سنواتٌ من وهدة الأمل. تتخفى النساء وراء الأكمات المحيطة بالت
جنسٌ له رائحة الطلع. مشى الأحفاد إليه يلوذون من تأود الأرض. مشوا يحملون أمتعةً من خرقٍ وقلاداتٍ من عظم الحيوانات اليابسة وأحشاء طيورٍ منقوعةٍ في رخو القواقع. مشوا، ترشح أطرافهم بالتعاويذ وحشرجات الحروب. جاءوا يصطرعون في شباكٍ منسوجةٍ بولع القناصين .
قيل لهم : تستريحون من السعي.
فألقوا بأكياسهم المتهرئة لفرط ما شرشتها التضاريس . أحفادٌ وضعوا كواهلهم المتعبة على أصول الأشجار، وراحوا يرسمون هندسة التل، يمنحونه جيوباً سريةً مشمولةً بالكبريت. أقبيةٌ خفرتها يقظة الحيوان، مخلوقاتٌ مشحوذة المخيلة، تطلق أخلاطها في رؤوس الطرائد القادمة من
آه
كأنه يسمع، كأنه يرى،
كان الجنس يتلاطم ويتبركن.
والنساء وراء ألأكمات يرقبن شهيق التـل شاهداً لهن .
يسحلن مكامنهن الخفية بالكمـأ ونتوءات الحجر
آه
>أيها التل الفاحش، تتبذل في شرفاتك ذوات الريش وفتوة الفحول وسارقات الزنابق. يا تلـنا، يا مهماز الأرض، أيها الندبة المبجلة في الكتب، أيها الألم، ألم تجد في شهامة الرصاص فسحةً تختبر فيها فصاحة الزعتر والزعفران وبهجة اللغة ونبيذ المعنى.
آه
منذورٌ لغفلة الوحش وكسل الأساطير. تسمع الوصايا يلهج بها الأسلاف، وترى كيف اهتبل الأحفاد تلك الغفلة وذلك الكسل، وتكاسروا على مداخل البحر
آه
لست الوعل الوحيد الذي اعوجت قرونه وتحرق وبـره وأصابت القروح أطرافه وإليتيه لفرط العراك. وعولٌ كثيرةٌ تحرس التل. لماذا طاب لكم أن تستفردوا بي، وتتناهبوا دمي وتطأوا جثماني المنتظر. ألم تكن الشرفات مكتظةً بكم وقت كانت جهنم لا تكف عن الدفع بمبعوثيها لشتى المه
تارةً لكي نساوم على ماءٍ في النهر أو ماءٍ في القدح
وتارةً لكي نمدح الخازوق ونتضرع للضريح .
وعولٌ كثيرةٌ تأرجحت في متاهة الحروب المتناسلة
لماذا أنا دون القتلى.
لا يلتفت التل للهزل الدائر. ينحني على الجميع ويحضنهم بحنانه الوسيع، لئلا يقال إن تلاً وقوراً مثله يسهو عن أطفاله ومريديه. ها هو، في بهجة الجغرافيا، يمد يده في جيبه السرية ليفتح ذاكرة التفاح
ِ
آه
هل أنت هكذا دوماً في الملمات ،
تحسن اللهو وتتبادل المرايا مع مريديك حتى الإنتشاء؟
إذن ، ما الذي أبقيت للنادل أيها التل الثمل ؟
لا يحلو لك التهتـك إلا ساعة يتهدج الجسد المرضوض تحت الغزو.
ألم أقل إن هناك من يستحق، أكثر مني، الوقوف أمام امتحان الفلك ومشارط النطاسين. فلـم كل هذا الهياج الفاجر يتصاعد مثل نحيب المرأة المشبوقة، في حين يصطرع الغزاة وحرس التل في ضراوة من يتلو صلاة القتلى.
أيها التل، ساعدني لكي أتذكر أسماء الذين ابتردوا في نارك، لكي أنسج لكل منهم كوفيةً إذا كان حيـاً وكفناً إذا مـــات .
ســاعدني ،
فهذا دخانٌ باطشٌ يمنع الخلايا من تبادل الأدوار .


verocchio 06/11/2007 01:22

مديح النيران

باسلون في مديح النيران. كل موجةٍ من الوقت الناصع نسميها رقعة القتال. نغفل عن شاهق الجمر. نتخبط في فضة الذهب. ملطخون بالعناصر وريش الضحايا. كل مخيمٍ يمنحنا أسماله لنطمئن ونثق. والحوافر تبذر قمحها الفاسد في طين الناس. موغلـون في المذبحـة، نتشبث بزهرة الليمـ
نرثي ونمدح .
لنـا دلالة الحـزن ، والـدم درجٌ لمراراتنا
لا النـيران تغسل القميص
لا الذئاب تألف الجـب
لا البحر يسعـف السفن ولسنا للنسيان .
باسلون
سـواعدنا رهينـة الكتـب، و لأحفادنـا مـوهبـة الندم .
يقـذفوننـا بالأحصـنة فنظن أنها هـدية العذاب الصـديق.
أطفالٌ يرفعون أسمالهم في طليعة أصواتنـا. يقتحمـون الطريق الملكيـة، فنشعر بدبيـب الوحـوش في زفيرنا، فيما نرقب صافنـاتٍ عوجتـها الإنتظارات، لم تـزل في هيبـة الغيـاب.
باســلون حولـنا جوقةٌ تعزف البراكين
كـمن يغـري الجسد بأكـثر النصال رشاقةً و رأفــة.
وكلمـا تصـاعد القتـل في مكانٍ ، صار الجسد ملـيـك المجابـهات، سيد التجلي :
الجســــــد / حـديدٌ طري تستفرد به دماثة المليكة
الجســــــد / حنينٌ يأخذ شكل الحروف
الجســــــد / حـبٌ يتلاشى في زئبق الندم
الجســــــد / حـالة الـذهب في مديـح النـيران
الجســــــد / حيـلة الطـين لئلا ينجو من المــاء
الجســــــد / ذبيحة الجســـد

verocchio 06/11/2007 01:22

قضاء
لا أعرف كيف ،
أجلس هكذا
رأسي قبعة الكون ويداي في جنون
لست متعَباً ولا حزيناً
أرى البياض أبراج الفوضى
ألمَسُ الحِبرَ وراحتي جنةُ الكلام .
حرفٌ
وتنهمر عليَّ شظايا الغيوم
مثل طرائد تقع في الكمين
لا أعرف كيف
هكذا أبدأ
أعطي جسدي لحرير المباغتات
أرخي أعضائي لهذيان النيازك
و أتبع رنين الملائك وهي تمجّد الغموض .
لا أعرف كيف
لكنني أبتهل للسّر أن يصطفيني عبداً
لحرف ينسج المرايا ويهندس الشكل
لبياض طاعن في التحول
ربما ينهض القتلى بقمصانهم الباهرة
ربما يقرعون أقداحهم ويتبادلون الأنخاب
في صباح مسكون بالضجيج
عندئذ يفقد النبيذُ جسارته
ويحاورني مثل رفيق مبلل بالسفر
و أعرف، آنذاك، أنني كنت الحلم وظل الحلم
وأنني ماء في مجرة القصيدة .


verocchio 06/11/2007 01:23

ذاكرة

كأنك طفل
تهب الموت لتنجو من جسد يرث الأنصال
كأن الأطفال يهيمون
تغوي الجرحى برهيف الخنجر
هل أنت كلام يكفي ؟
رفاقك في طين الله ويرتبكون
رفاقك يبكون
و أنت تسوق قطيع الهذيان
وتمنح يأسك حريات الموتى
يجدل حبل كلامك للأعناق
كأنَّ رفاق الماضي يمضون
كلامك يكفي
مثلك أجسادٌ تسأم مجدَ القتل
وتبحر نحوك
هذا الضوء يؤجج جرح الناس
و أنت تَكلمْ
شَطَّ الأصحابُ
نسوكَ كماضٍ يمضي
غطاك الغيمُ
تفزع في قمصانك أخبارٌ تهذي
مثل قناديل الماء
كأنك تَشحَبُ في جسد يقتتل الآن
كأنك مثلك
تمنح رفقتكَ الخنجرَ
كي يختبروك
كأنك مثلك تلهو .

verocchio 06/11/2007 01:23

الأنخاب

يسير لا يعبأ ولا يكترث
خطواته طريق
وفي رأسه شغفُ النار
يرى الحسنَ ابن الهيثم هنا
يراه ساحر المرايا
يَهَبُ الضوءَ و الماءَ مملكةً ويراه
مدججاً بالبريق
زجاجة في يديه لا يعبأ ولا يكترث
وريث الطبيعة
يشفّ يخدع الأفق و المرايا
ويرسم الماء في الكأس
للرأس أن تَسكرَ
أن تكسر الكتابة
و المرايا في دورة في دوار
له الطريق خطيئة الأرض
نهرا يراه
يفضّض الجثة كي تحسنَ الحلم
و الماء زينة المرايا
يغادر النهر
يلجأ في خندق الضلالة و الضوء
هو الحسن ابن الهيثم
يغرر بالعين كي لا ترى ما تراه
طريق مكنوزة مثل طير
يسير لا يعبأ ولا يكترث
يرفع الكأس للشمس : هذه نخبكِ أيتها المليكة .

verocchio 06/11/2007 01:23

تـآلف
.. لذلك برى خشب ناعمة
و بــرم حبلا لينا
وترك ظلهما يسقط في هدوء على الماء
ثم استند يشحذ ذاكرته
لم ينس شيئا
اعتذر لرقبته
ملّس عليها بحنان الأعزل
وأغمض عينيه
لكي يرى تلك الومضة قبل المغادرة .


verocchio 06/11/2007 01:23

مديح

رأيته يلهج بالبيارق
جذوره في كهوف الكتب
يداه مكفولتان بغدر التوقع
يؤرخ لهزائم الحروب
ويتذكر المستقبل
قبراً
قبراً
لكنه لا يخلع دروعه
يرى البيارق تشغل المدى كغربان
فيتهلل ويبتهج
يصادف في غمرة يأسه أجنحة و توابيت
فيصعد في حبور
يرى فزاعات أحلامه تنتخب له الكفن
وتعد له المديح فيصاب بالتهّدج.

verocchio 06/11/2007 01:24

خطيئة


أيتها النار يا مليكة الوقت
أين أخبئك
و الهشيم سيد المكان ؟

verocchio 06/11/2007 01:24

انهيار

دعوه بلا رأفةٍ
خَلّوه ينهار وحيدا
هذا الهيكل المكابر ، ضحية التركات
لتتهاوى أفاريزه العاجية
تحت سنابك العاصفة وبهجة النار
لنرى مكابدته الأخيرة وهو يهذي
ولتكن القبة
- التي تستل بريقها من ضراعة السماء
و تبجح الأعالي -
أقداما لوحل الأزقة
وناقوسا في لهو القطيع.
بلا رأفة ... هذا الهيكل
لانهياره ..
لهدأة السفوح و المستنقعات
لا لهيكل جديد ،
لكن لهندسة الطبيعة وهندمة الفضاء.

verocchio 06/11/2007 01:25

احتفال خاص

قادم من الحديقة
أعطيتها تاريخ الماء
ورأيت العشب يكفّر عن أحفاده.
زرعت بوحشتها حكايات وقصائد
عن أسرى حرب ينتظرون على شرفاتي
كي يكتمل الوقت
وينتشلوا النعناع الهائم في جسدي
كانوا موتى يحتكمون على سجادة أيامي
يفتضون بريدي
ينتهكون
يوارون
وينتظرون.
قبل قليل جئت ،
حديقة داري تكتظ بهم
يصغون إلي مأخوذين بالأخضر الذي يهبّ
مثل غزال يسوّر أعضائي
ويهيئوني للذبح .

verocchio 06/11/2007 01:25

ابتهال

أتضرع لوعل المباغتة
أن يحزم سريري بشراك تهزم النوم
أخاف أن يجتاحني جيش وتستفردني قبيلة المستنقعات
أرغب في حمى تلهب أعضائي دون هوادة
وليس لمدخرات اليقظة أن تحرمني من جحيم المخيلة
أتضرع أن تختلج الدماء
وتفتح لها طريقا نحو القمصان و الوسائد
أتضرع إليه كي يسمعني و يراني .

verocchio 06/11/2007 01:25

تحولات

لم تزل في هديل التآويل تهذي
وعيناك مذهولتان وحولك طين كثير
ترى رفقة يـقبلون
ترى رفقة يـقبلون
وعيناك مأخوذتان .... وتهذي.

verocchio 06/11/2007 01:26

هناك

يتذكر زنزانته ونافذته
مثل عشق ليس للنسيان
يتهدج في قفص الحرية :
يا لهنـــاك
حيث الأفق اللامتناهي يشمل رعاياه بالغيم
كأن الحرية كانت هناك
شاسعة و مشتهاة
يباهي بها الحياة
لم تكن سلطة تطاله و لا يـد عليه
رهيفاً مثل شفرة الوقت
صارماً مثل برقٍ
شاهقاً كشموخ الآلهة
يداه في حرية الخلق
يمنح أحلامه اللغة
يرأف بمخلوقاته ويصطفيها
يــــا لهنــــاك
حرياته القادرة بدأت من هنــــاك
وهنا .. يلزم البحث عن قرائن .

verocchio 06/11/2007 01:26

مساء الحجر

بغتة يستفز الحجر ذاكرة الهدم
فللأزاميل سطوة البريق
وليس أمام النتوءات غير المدائح
غير عجينة الاندياح وعتمة المتاحف
هذا حجر يخلع السواد
و كلما ارتد الحديد
قلت إن للبيت وقتا يتخرّب فيه
ويركض سكانه مثل ثكلى النمور
كلما بدأ القصف أسلمت وجهي لتيه
سيرأف بي
مرة يستعيد الحجر مرة يستعاد
و الأزاميل تنداح مثل المراكب
أيقنت ..للبيت رب يخرّبه في مساء الحجر

verocchio 06/11/2007 01:26

استجواب

ليست لدي أجوبة للريح التي تخلع الباب
لدي شهوات تغرق نفسها في النوم
وفي نسياني يقدر الماء أن يتمرأى
وتقدر الشجرة أن تبرأ من عادة الغصون
وترسل أوراقها في بريد المساء .
أيتها الريح الصبورة
خذي نشارة الباب واذهبي .
لا أجوبة لدي
هنا أرانب مذعورة تهطل في البياض
مثلما تهطل اللذة في الجسد

verocchio 06/11/2007 01:26

المبارزات

و أنت يا مجنون الأحلام
يا مفتدى الصبايا وشقيق الذبيحة
يا جنس التآلفات
و القوي المأخوذ بطبيعة الفتوى
تستوقفُ القوافل في جسارة
وتجرِّدُها من الطريق و الخرائط
ماذا لديك الآن بعد التجربة
ماذا سيبقى في يديك من عجينة المغامرة
و غبطة الأوج
و أي قلعة ستفتديك ،
من سَيَفْهَمُ المبارزات في كتابك الأخير
يا كشيفَ الجُرح و المعصم و المجادلات.
ماذا فعلت بالأرغن ِّ،
منذ لحظة ترفل في الإيقاع
ها أنت مثل ساحل يأتي إليك البحر
تمعن في الملابسات
هل يداك في ذهول الأفق
أم يداك في الهلاك
قل لنا يا أنت ما الذي تراه من هناك ؟

verocchio 06/11/2007 01:27

عن قيس

سأقول عن قيس
عن الهوى يسكن النار
عن شاعرٍ صاغني في هواه
عن اللون والإسم والرائحة
عن الختم والفاتحة
كنت مثل السديم ، استوى في يديه
هداني إليه
برئت من الناس لما بكاني إليهم
زها بي وغنوا الأغاني بأشعاره
فما كان لي أن أقدر هل أشعلني أم طفاني
سأقول عن قيس
عن جنةٍ بين عيني ضاعت
عن هواءٍ أسعف الطير واستخف بنا واصطفانا
عن كلما هم بي تهت فيه
وباهيت كي نحتفي بالمزيج
عن العشق تلتاع فيه الحجاز
ويشغف في ضفتيه الخليج
سأقول عن قيس
عن حزنه القرمزي
عن الليل يتبع خطاه الوئيده
عن الماء لما يقول القصيدة
بكى لي البكاء،
وهيأ لي هودجاً
وانتحى يسأل الوحش عني
كأني به لا يرى في القوافل غير الخيول الشريدة
عن العامري الذي أنكرته القبيلة
عن دمه المستباح
عن السيف لما انتضاه من القلب
واجتاز بي أرض نجدٍ ليهزم كل السلاح
عن اللذة النادرة
عن الوجد والشوق والشهقة الساهرة
عن الخيل تصهل بي في الليالي
والصهد يغسلني في الصباح
و يا قيس يا قيس
كلانا دم ساهر في بقايا القصيدة
جننتني أو جننت ،
كلانا دم ساهر في بقايا القصيدة

verocchio 06/11/2007 01:27

ظهيرة المنتهى

ستأخذنا الأقدام عبر الشِراك
جناة يحملون الجراح والقرائن
ليس بيننا عبدٌ لسيّدٍ أو عبدٌ لعبد
نباهي باقتراف الجريمة
وندفع عار البراءة عنّا .
ستأخذنا الأقدام للمنتهى
على كواهلنا أثر الأصفاد
ويغمرنا فرح القتلى
وهم يذهبون إلى النوم
نسمع الأقدام الذهبية فوق رخام الموتى
وهَتْفِ الطريدة .
نحن منتخب المذبوحين
نحرّض أحلام الناس
نتوشح بقميص الجناة
إلى المنتهى الأقصى .
نعلن :
قتلناه في ظهيرة تخذل الشمس .

verocchio 06/11/2007 01:28

قدّاس

البغال تجر الجثث على مهل
بينما يتهشم الموت في مرآة الفرسان
ثمة أطفال يخشون القذائف
ويسألون القتلى عن الطريق
لكن البغال تحمحم وتمضي مقتحمة الغبار
وأحيانا، حين تنهمر النيازك ،
تسأل أهدافَها وتهرول في نشيج النهر ،
في أنفاس الغابة
على التلال الرصاصية
تنثر الجثث المضيئة
ثم تنحدر في هاوية دليلها
هتافُ شعب مأخوذ باليأس .
على مهل ينحسر الفرسان وتنكسر المرآة

verocchio 06/11/2007 01:28

خطيئة

يَشْغلُ الكتبَ
ويخلّـصها من شريعة التثاؤب
كل نافذة تمحو الشمس من فجيعة الأمم

verocchio 06/11/2007 01:28

الأنصال

يسمع الأصدقاء صرير آلاتهم،
ثمة عطب في سلة الرأس
و الضفادع تنقّ
كل جريمة تسمّى .
وهم محصنون بالإثم
مجبولون على مكيدة الفراغ ،
لهم مخلب في كل عرس
يقفون بين السفينة وثقبها
القصر و منتهاه
السجن ونزيله
الدولة وعارها
الأمل ويأسه
...............
...............
الحانة و الكأس المترعة .

verocchio 06/11/2007 01:29

السهرة

تنام مختلفا مع الطبيعة
ظهرك لتضرعات السهام
وتزعم أن في صمتك ما يكفي من الجنادب
لحبال الذاكرة
الوديان ترسل كائناتها سربا سربا
لتملأ الغرفة وتفسد عليك المكابرة .
هكذا كل مساء
ما إن تبدأ سهرة الخلق
وتشعل الكائنات أعناقها
حتى تفتعل عراكا
وتمضي إلى السرير عاريا من الحلم .

verocchio 06/11/2007 01:29

تقمّصات

يَحارُ
مثل النهر النافر في ماء المرايا
كجنون النرجس المغرور
كل طينة تمنحه الخطوة
كل طائر يأتيه في جنازة
كأنه عاصفة الرؤيا ، يطل:
من أعطى يدي هوية الفقد
ومن هيأني لشهوة الخطايا
يحار
هذا موكب الأسماك حتى صخرة الجنة
هذي غيمة
يحار ، لا يسأل
لكن ناره تسرج أجناسا و تستثني
وتختار من الغابات أشتاتا
و تدعو أرغناً من قصب الهيكل
أعضاء عباءاتٍ
وتلهو في البقايا .
هائما يحتار :
هذي قدحي الأولى ، وهذي خمرة الرؤيا
فهل يعرفني بيت
وهل تفتح لي سجادة كهف الهدايا .

verocchio 06/11/2007 01:30

هذيان

لستُ في نومٍ ولا يقظةٍ
لكن الحلم الفاتن يخطفني
ذات الحلم كل يقظة
كل نوم
كوكبة تدخر النار في عرباتها
وتدفع الأكواخَ كي تتسع الطريق
وكلما وضعت عينيَّ على شئٍ تحوَّلَ
و أخذَ شكلَ البراكين
تطلق المرأة نمورها ورائي
و لا أكاد أن أعرف من الفارس من الفريسة
أرى الأطفال ينبثقون
من شجر يتدافع ، يبذل أنوثته
و النهر في غفلة التدفق
و البراكين تتلاطم مذهولة ورائي
يقودني خيط من الملائك :
هذا لك لا تفتح عينيك ولا تغفو
هكذا لا أنت في نوم و لا يقظة .
و أكاد في جمرة البهجة أضج بالأسئلة
هل الريح سرير أقدامي
هل أنا في رقص
هل التهجّد يأخذ أقدامي إلى الطريق
هل أمشي في جحيم أم جنة
و الأرض فضاء ؟
حلم فاتن وأنا في الأقاصي
بلا نوم و لا يقظة .

verocchio 06/11/2007 01:30

الغابة

هذه الدسيسة
جرس الضريح وتفاحة تفضح الآلهة
لتكن فاكهة الحكمة شهية و حارّة
ليبتهج الطقس بثعالبه
ويضاهي صلافة الصيادين و أفخاخهم
فالغابة تخون الشجرة و تدس في أخبارها
ما من نبي إلا وصلبته في الصنوبر
غابة تسوق القطيع نحو الفأس و النار
لا لغة تدرك الكلام
وليس للماء حرس غير النيازك
مرة بسط الماء مخلوقاته ومنحها تاج الأسئلة .

verocchio 06/11/2007 01:30

البحارة

.. لكن كم من الضمادات ستعوزنا
لنحصي جراح هذه الأرض
وكم من المراكب
لنقنع الماء بيقظة السواحل
وكم زجاجة سترشدنا إلى الذاكرة
و أنت أيتها الهتيكة
ماذا ستطلبين لاستعادة الفضاء وفرقة المغامرين
كان لنا أن نصون احترازنا
و نرأف بذلك الانتظار الشاسع
كان لنا أن نعبئ الحرب في المستنقعات
وننساب في جرأة الموج
ونحشو مدفأة الكوخ بالمبتكرات ومحظيات المخيلة
الآن ينبغي أن نقذف المرساة
ونعد الأرض بغواية جديرة
ونقول للماء : أيها السيد .


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 08:38 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05175 seconds with 9 queries