أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   المكتبة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=62)
-   -   أسبوع وكاتب ... (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=56036)

butterfly 22/06/2007 06:54

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : BL@CK (مشاركة 616771)
يسلم إيديكِ مورنينغ

مجهودك واضح بس ليه الكذب جبران بستاهل

:D

أنا رح أبتدي من بكرا مع غسان كنفاني :D

بعدنا ناطرين
وتأخر الموضوع أسبوعين :D

BL@CK 23/06/2007 12:52

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 626352)
بعدنا ناطرين
وتأخر الموضوع أسبوعين :D


حقك عليي بس رافق هالوقت الأخوية وقفت .. و ضغط امتحانات

اليوم و بكرا رح بكون انتهيت .. استحملونا و حقكون على نافوخي :D

BL@CK 24/06/2007 15:48

غـسّـان الـيـافـع :

فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.

بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.

وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.

وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب و كان يضطر أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له إحراجا مع والده الذي كان يحرص علي إنهائه لدروسه الجامعية و كان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين إخلاصه ولرغبة والده.

قي أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه.وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التى رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التى شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق.كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.

وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 58 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق.

في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التى نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية.ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هى شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا فى السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله.

عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية ..

يتبـــع ..


BL@CK 24/06/2007 15:51

غـسّـان الـزوج :

بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية.

بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت تصدر أسبوعية صباح كل اثنين.لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين.

عام 1961 كان يعقد فى يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي.كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال.قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية.

واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت فى الإطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هى شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.

ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها.وقد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961 ورزقا بفايز في 24/8/1962 وبليلي فى 12/11/1966.

بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحيّة اذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه.

عندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حى المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك إخلاء شقته قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بإيجار معقول.

وفي بيروت أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً.ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.

وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً.كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره

وكان يقضى أيام عطلته (إذا تسنى له ذلك ) يعمل فى حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته..

يتبـــع ..


BL@CK 24/06/2007 15:53

غـسّـان الـقـضـيـة :

أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.

"عائد إلى حيفا"، عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.

"أرض البرتقال الحزين"، تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12"، استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق .

"ما تبقي لكم"، التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس"، يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي.

قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة، والتي سبقتها والتي تلتها، وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها أن تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق".

كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التى يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".

يتبـــع ..

BL@CK 26/06/2007 01:25

غــسّــان الـرائـد :

كان غسان أول من كتب عن حياة أبناء الخليج المتخلفة ووصف حياتهم وصفاً دقيقا مذهلا وذلك في قصته "موت سرير رقم 12"، .

فى أوائل ثورة الـ 58 بالعراق أيام حكم عبد الكريم قاسم زار غسان العراق ورأى بحسه الصادق انحراف النظام فعاد وكتب عن ذلك بتوقيع "أبو العز" مهاجما العراق فقامت قيامة الأنظمة المتحررة ضده إلى أن ظهر لهم انحراف الحكم فعلا فكانوا أول من هنأوه على ذلك مسجلين سبقه في كتاب خاص بذلك.

بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة "المحرر" اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكانت الصفحة الخامسة وكان يحررها هو وآخرون.

لا أحد يجهل أن غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية فى الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، لم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان وأصبحت محاضرته عنهم ومن ثم كتابه عن "شعراء الأرض المحتلة" مرجعا مقررا فى عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين.

الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيونى كانت لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني".

أشهر الصحافيين العرب يكتب الآن عن حالة اللا سلم واللا حرب ولو عدنا قليلا إلى الأشهر التى تلت حرب حزيران 67 وتابعنا تعليقات غسان السياسية فى تلك الفترة لوجدناه يتحدث عن حالة اللا سلم واللا حرب أى قبل سنوات من الاكتشاف الأخير الذى تحدثت عنه الصحافة العربية والأجنبية.

إننا نحتاج إلى وقت طويل قبل أن نستوعب الطاقات والمواهب التى كان يتمتع بها غسان كنفاني.

هل نتحدث عن صداقاته ونقول أنه لم يكن له عدو شخصي ولا في أى وقت وأي ظرف أم نتحدث عن تواضعه وهو الرائد الذى لم يكن يهمه سوى الإخلاص لعمله وقضيته أم نتحدث عن تضحيته وعفة يده وهو الذى عرضت عليه الألوف والملايين ورفضها بينما كان يستدين العشرة ليرات من زملائه.ماذا نقول وقد خسرناه ونحن أشد ما نكون فى حاجة إليه، إلى إيمانه وإخلاصه واستمراره على مدى سنوات في الوقت الذى تساقط سواه كأوراق الخريف يأساً وقنوطا وقصر نفس.

كان غسان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.

يتبــــع ..

ليون عباجيان 26/06/2007 01:36

يعني كتير حلو
 
أفكاركن كتير حلوة ومنيح انو لسا في ناس عم تئرا

verocchio 27/06/2007 00:50

من أجل معرفة تفاصيل القضية الفلسطينة من الداخل لا قشرتها السياسية الضوضائية ما عليه الا أن يقرأ أعمال غسان الكنفاني

BL@CK 27/06/2007 17:19

غـسّـان الـشهـيـد :

استشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).

دوى ذلك الانفجار فيما المدينة قد انطلقت نحو حياتها المتداخلة . كان مسرح الانفجار منطقة الحازمية، عندما كان غسان كنفاني يدير محرك سيارته. تناثرت أشلاؤه. اختلطت أشلاؤه بأشلاء ابنة اخته لميس التي كانت قد استقرت الى جانبه. عثر على جزء من يده على سطح إحدى الأبنية المجاورة. لم يكن الهدف قتله فقط، بل بتر يده بالتحديد ..

كان الوقت مبكراً، صحف الصباح صدرت كما في كل الأيام، الاذاعات محصورة بإذاعة لبنان الرسمية. التلفزيون يفتتح برامجه عشية وحتى الحادية عشرة مساء،و بالرغم من ذلك بعد دقائق كان الوطن العربي أجمع يهمس أن غسان كنفاني قد استشهد .

لم تكن إذ ذاك قد عرفت بعد السيارات المفخخة. وغسان كنفاني هو الأول في قائمة شهداء السيارات المفخخة ..

غسان كنفاني كان لا بد وأن يقتل بقرار إسرائيلي طالما أنه أعاد إحياء الفلسطيني الذي ظن قادة المؤسسة الصهيونية انه مات ..

يتبــــع ..

BL@CK 27/06/2007 17:27

ما قبل الحلقة الأخيرة .. :lol:


عمل غـسـّان في الصحف والمجلات العربية التالية :

عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق.

عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية" فى بيروت

رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.

رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.

رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.

صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.

كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس، صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسم العديد من اللوحات.

من مؤلفات الشهيد :

قصص ومسرحيات

موت سرير رقم 12.

أرض البرتقال الحزين.

رجال في الشمس - قصة فيلم "المخدوعون".

الباب (مسرحية).

عالم ليس لنا.

ما تبقى لكم (قصة فيلم السكين).

عن الرجال والبنادق.

أم سعد.

عائد إلي حيفا

بحوث أدبية:

أدب المقامة في فلسطين المحتلة.

الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال.

في الأدب الصهيوني

مؤلفات سياسية:

المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.

مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيميا).

يتبــــع ..

butterfly 27/06/2007 18:29

:lol: ألي قدي ... ناطرة غسان وغادة خيو :frown:

BL@CK 27/06/2007 19:48

قـيـل عـنـه :

" كان الفلسطيني الوحيد الذي أعطى الجواب القاطع الساطع، وكانت الشهادة شهادة، وكأنه أحد النادرين الذين أعطوا الحبر زخم الدم، وفي وسعنا أن نقول أن غسان قد نقل الحبر إلى مرتبة الشرف وأعطاه قيمة الدم، كان غسان كنفاني يعرف لماذا يكتب ولمن يكتب ولكنه كان يعرف أيضا أن قيمة هاتين المسألتين مشروطة لإنتاج الفن بإتقان تطبيق المسألة الأخرى كيف يكتب"

محمود درويش

" غسان كنفاني يستحم على شاطئ عكا...
يحرس أسوار عكا ويدافع عن أرض الوطن..
وفلسطين هي الرمز الإنساني .... للفارس الأسمر
استل سيف الكلمة ، لم يغرسة في الظهر، حفر به عميقا في وجدان هذا الوطن ،و في قلب هذا الشعب "

يعقوب حجازي



" كان غسان شعباً في رجل ، كان قضية ، كان وطناً ، ولا يمكن أن نستعيده الا إذا استعدنا الوطن."

مدري مين بس لاقيتوه :lol:


كهربجي 27/06/2007 23:29

شكراً كتير بلاك.. ولكل الشباب كمان

BL@CK 27/06/2007 23:57

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 633602)
:lol: ألي قدي ... ناطرة غسان وغادة خيو :frown:

هلأ بالسهرة لعيناكي .

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : كهربجي مثقف (مشاركة 633997)
شكراً كتير بلاك.. ولكل الشباب كمان

أهلا بالكهربجي . :D

BL@CK 28/06/2007 01:56

غـسّـان الـعـاشـق :

وجـب الـحـديث عن غسّان و عشقه سابقاً .. و بما أن عشق غسان يغص بالآهات فقد تعمدت أن أؤخر الحديث عنه ..

هل كان حب غسّان حباً .. أم شحنةً تتقد لا بد من إفراغها في أنثى ما... وكانت أنثى من نوع خاص
وهل كانت غادة مزرعة أحلامه .. ؟؟
أم أنه كان يرى فيها من تلمس الحرف ليحبها بهذا الجنون ..أي هل كان يرى في غادة مادةً غزرة ً لقلمه .. ؟؟

لكن الذي لا يختلف عليه اثنان أن رسائل غسّان لغادة كانت تفيض باللوعة ..

رسائل غسان ل غادة كانت مفـعـمـة بكل انواع الحب والأشواق والحنين ,حقيقةً, ( و في بعض الأحيان كانت تضاهي رسائل حب جبران ببساطتها )

لرسائل غسان الأسلوب البسيط و المفردات السلسة السهلة .. و مع هذه السلاسة و السهولة يثبت غسان أن للرسالة دائماً معنى أجمل, وأرق وأعذب, وأن الصور والتشبيهات والكنايات يستطيع أن يتلاعب بها كيفما شاء ... ليأخذنا إلى أحلام ربيعية زاهية ... تمثل الحب بمعنى الحب وأرقى مافي الحب وأحلى مافي الحب ...

و لكن مع كل هذه المشاعر و الكلمات و و و و و و
لم نرى غادة السمان عاشقة غـسّـان .. للأسف لم أجدها و لا في أي كلمة أو كتاب أو أو أو ..
ما كنت لاقي غادة عاشقة غسّـان ..

و للأسف من يقرأ كتاب رسائل غسان . لأول وهلة سوف يعجب بأسلوب غسان .. و لكن ..!!!
غص عميقاً .. سوف تجد غرور غادة السمان متمثلاً بنشر رسائل غسان و عدم نشر رسائلها ..
لماذا لم تقم غادة بنشر رسائلها و تحججت بإن الرسائل مدري شو صار لربّا .. :pos:

كان غـسـان مراهقاً في عـشـقـه .. و كانـت غادة مـتـكبـرةً مغرورةً ..

.. باختصار .. ( كما جاء في رسائل غسان ) ...

غادة ..!!!! يـلعـن ديـنـك ...!!!


و مشان كون موضوعي .. رح أحكي الرأي التاني بنشر غادة للرسائل

" وتشهد لغادة هذه الرسائل بأنها كانت حريصة على ألا تحطم البيت العائلي على رأس غسان،

كما أنها كانت حريصة على أن تظل العلاقة علاقة حب نقي . " د . إحسان عباس

هاي المقولة بتلخص رأي غادة و رأي الموالين إلا بنشر الكتاب ..

يتبـــــع ..

BL@CK 28/06/2007 02:21

تــتــمّــة .. ( روابط مفيدة )


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -




- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -




3 -

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -




4 - أعــمــال غــسّـان الـكـامـلـة

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

-

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

-

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

-

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



.. تـــمَّ ..

:akh:

زياد الرحباني 08/07/2007 05:51

من بعد إذن Butterfly .. رح بلش بالكاتب الجديد ..

وهو الكاتب السعودي المعارض : عبد الرحمن منيف

زياد الرحباني 08/07/2007 05:58

1 ملف مرفق .
ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمّان, لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة
الأردنية, ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد عامين من انتقاله إلى العراق, طرد منيف منها في عام 1955, مع عدد كبير من الطلاب العرب, بعد توقيع (حلف بغداد); فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة
تابع عبد الرحمن منيف دراسته العليا منذ عام 1958 في جامعة بلغراد, وحصل منها في عام 1961 على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية, وفي اختصاص اقتصاديات النفط, وعمل بعدها في مجال النفط بسورية
في عام 1973, انتقل منيف ليقيم في بيروت حيث عمل في الصحافة اللبنانية, وبدأ الكتابة الروائية بعمله الشهير (الأشجار واغتيال مرزوق)
في عام 1975, أقام في العراق, وتولى تحرير مجلة (النفط والتنمية) حتى عام 1981, الذي غادر فيه العراق إلى فرنسا حيث تفرغ للكتابة الروائية. وفي عام 1986,عاد منيف مرة أخرى إلى دمشق.
أما بالنسبة لحياته السياسية فقد التحق منيف بحزب البعث وكان يستهويه الرزّاز وشقير وحبش ورشيدات، وفي بغداد كان يحضر مع صحبه ندوات جبرا الأسبوعية التي كان يدعو إليها أو تلك الايام التي يقدم فيها احد فناني الحركة التشكيلية أو يعرّف فيها بالأدب العالمي. وفي 1955غادر إلى القاهرة بعد سجن في بغداد فطرد جماعي وبقي في القاهرة إلى 1958 فلم ينجذب إلى الناصرية وبقي بعثياً وانخرط في مناقشات مع مثقفي مصر نظير احمد بهاء الدين ومحمود أمين العالم ومحمد عودة وعبد العظيم أنيس وفتحي غانم واحمد عبد المعطي حجازي ورجاء النقاش ومحمد [حسين] هيكل. وفي 1958 غادر منيف بغداد بمنحة من الحزب لدراسة الاقتصاد في بلغراد، فدرس أيضا اللغة الصرب - كرواتية. عاد إلى بيروت وبقي فيها بين 1961 و1963 متفرغا للعمل الحزبي، لكن في مؤتمر الحزب في حمص في 1962 قطع منيف صلته بالحزب وعاد إلى دمشق، وفي نيسان 1963 سحب منه جوازه السعودي وبقي في دمشق إلى 1973 حين انتقل إلى بيروت ليعمل في الصحافة حتى 1975 سنة عودته إلى بغداد.


صدر لعبد الرحمن منيف عدد من الروايات: (الأشجار واغتيال مرزوق) (1973), (قصة حب مجوسية) (1974), (شرق المتوسط) (1975), (حين تركنا الجسر) (1979), (النهايات) (1977), (سباق المسافات الطويلة) (1979), (عالم بلا خرائط) (كتبت بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا, 1982), خماسية (مدن الملح): (التيه) (1984), (الأخدود) (1985), (تقاسيم الليل والنهار) (1989), (المنبت) (1989), (بادية الظلمات) (1989), و(الآن هنا) أو (شرق المتوسط مرة أخرى) (1991), (لوعة الغياب) (1989), (أرض السواد) (1999). كما صدرت لمنيف مؤلفات في فن الرواية, ومؤلفات أخرى في الاقتصاد والسياسة
حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للرواية عام 1989 وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي التي منحت للمرّة الأولى عام 1998

خسرت الثقافة العربية والفكر والأدب العربي
الدكتور عبد الرحمن منيف، أحد أبرز المفكرين والأدباء العرب
الروائي الذي كتب لفلسطين وللقضايا العربية ، حاملاً نبوءة فكرية لمَ يحصل في عالمنا العربي من
نكبات وآلام وجراح.انتقل إلى عالم أفضل يوم السبت الموافق 24/1/2004

زياد الرحباني 09/07/2007 00:40

وهذه بعض أقواله :


أينَ هو التاريخ؟ لا أرى إلاّ ركاما من أكاذيب وافتراءات

سفاهة الحكام وصلت إلي الذروة، وليس بعد الذروة إلا المنحدر

من أجل المقارنة الممكنة بين ما ينفع الناس ويمكث في الأرض وبين هذه الطفيليات التي تفتات من مستنقع الأقزام الحكام. الأفضل أن أعود إلي مدن الملح وأن أفرغ فيها كل ما أستطيع من 'أحقاد' على هذا الوضع العربي.

إسرائيل اليوم رفضت مشروع الرئيس الأمريكي ريغان من أجل تسوية الشرق الأوسط. يجب أن نحيي إسرائيل لأن ما تتمتع به وطنية تجعل العرب يشعرون بخزي مضاعف

كتابة رواية، بالنسبة لي ، نوع من المرض أو الجنون: يجب أن أعيش معها في كل لحظة، في كل تفصيل صغير، يجب أن استمر كذلك

ليس لدي الكثير لأقوله.. ويجب أن يكون لدي الأكثر لأعمله.

البرلمان الإسرائيلي كان قويا في إدانة الصمت العربي، ومرحى للعرب، الحكام المعاصرين، فما دام فهد يرفع يديه بتحية النصر فيجب أن نصدق، وأن نوافق، وأن نقتنع، وحبذا لو كان العرب كل العرب مثل فهد!

" الذاكرة ... لعنة الإنسان المشتهاة ، و لعبته الخطرة ، إذ بمقدار ما تتيح له سفراً دائماً نحو الحرية ، فإنها تصبح سجنه ، و في هذا السفر الدائم بين الحرية و السجن يعيد تشكيل العالم . "


زياد الرحباني 11/07/2007 00:29

مدن الملح هي رواية عربية للروائي السعودي

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

، تعد واحدة من اشهر الروايات العربية وتتألف هذه الرواية من 5 أجزاء.
الرواية تتكلم وتصور الحياة مع بداية إكتشاف

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

والتحولات المتسارعة التي حلت بمدن وقرى

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

بسبب أكتشاف النفط.

أجزاء الرواية
  • تقاسيم الليل والنهار
  • بادية الظلمات
  • المنبت
  • التيه
  • الأخدود

زياد الرحباني 11/07/2007 00:35

ومدن الملح اصدرت لها دار "ديدريشس" في ميونيخ الترجمة الألمانية وهي رابع رواية تترجم له إلى اللغة الألمانية بعد "شرق المتوسط، وسيرة مدينة، والنهايات". التى قامت دار لينوس السويسرية بترجمتها الى الالمانية، وجاءت ترجمة هذا العمل الملحمي الكبير، الذي يتناول اكتشاف النفط في السعودية والمراحل الأولى في بناء الدولة، في وقت تحتل فيه السعودية صدارة الاهتمام لدى الدوائر السياسية الكبرى في العالم وخصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر . يقول عبد الرحمن منيف عنها : أقدر أنّ الرواية يمكن أن تضيف جوانب معينة في وضع الشرق الأوسط ومناخه وبالتالي همومه. ومما لا شك فيه أنّ الحافز الأساسي لدي لكتابة هذه الرواية، كان الإحساس بأنّ موضوع النفط بحاجة إلى معالجة وإلى معرفة التأثيرات الكبيرة التي حصلت نتيجة وجود هذه الثروة التي لم يُحسَن التعامل معها. ومن البديهي أنّ إلقاء الأضواء على جزء من ماضي هذه المنطقة سيساعد في قراءة الواقع الراهن ومعرفة هذا الغليان أو هذا الوضع الاستثنائي المتفجر. ولعل السعودية هي إحدى هذه المناطق التي هي بحاجة إلى إعادة نظر. فالسعودية بصيغتها السياسية الحالية، بنظرتها، بمنطق الحكم السائد فيها، هي نوع من الصيغ التي تنتمي إلى الماضي، التي قد تلائم مرحلة سابقة، أما الآن فلابد من تجديد وتحديث الدولة والمجتمع وإشراك القوى، التي تكونت وأصبح لها حضور كبير على أكثر من مستوى، في القرار. كنا نفضل ألاّ تتدخل القوى الأجنبية وخصوصاً أمريكا في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، لكن نتيجة للتزمت وحالة الجمود المسيطرة على الوضع في السعودية تجعل الآخرين مدعووين وبنسب وصيغ متعددة لإبداء الرأي والتدخل لمحاولة استحداث تغيير من نوع وآخر. ومن الطبيعي أنّ العلاقة الأمريكية ـ السعودية، التي مرت بعدة مراحل صعوداً وهبوطاً، لم تعد متكافئة أو متوازنة بحيث أصبح الأمريكان، الذين دعموا النظام السعودي في السابق، أيضاً مضطرين إلى إعادة النظر في المرحلة الحالية. وهو الأمر الذي نلاحظه من خلال الصحافة الأمريكية ومن خلال القوى والمناخات التي خلقت نتيجة أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وبالتالي أصبح موضوع السعودية على نار ساخنة ـ كما يقال ـ ولا بد من إحداث التغيير. وطبيعي أنّ المرء يتمنى أن يحدث التغيير داخلياً وطبيعياً وبمشاركة كل القوى التي تتطلع إلى مستقبل أفضل. وحين سئل احمد حسو في لقاء اجراه مع عبد الرحمن منيف لماذا أسمى روايته مدن الملح وليس مدن النفط الذي هو أقرب إلى موضوعها، بل هو موضوعها الأساس؟ يجيب بقوله : وعندما يفكر الإنسان للوهلة الأولى لاختيار عنوان لهذه الرواية فسيقع اختياره على مدن النفط، لكني قصدت بمدن الملح، المدن التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي. بمعنى ليست نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، إنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة. هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يلمسها شيء حاد. الشيء ذاته ينطبق على الملح. فبالرغم من أنه ضروري للحياة والإنسان والطبيعة وكل المخلوقات، إلا أن أي زيادة في كميته، أي عندما تزيد الملوحة، سواء في الأرض أو في المياه تصبح الحياة غير قابلة للاستمرار. هذا ما هو متوقع لمدن الملح التي أصبحت مدناً استثنائية بحجومها، بطبيعة علاقاتها، بتكوينها الداخلي الذي لا يتلاءم وكأنها مدن اصطناعية مستعارة من أماكن أخرى. وكما قلت مراراً، عندما يأتيها الماء، عندما تنقطع منها الكهرباء أو تواجه مصاعب حقيقية من نوع أو آخر سوف نكتشف أنّ هذه المدن هشة وغير قادرة على الاحتمال وليست مكاناً طبيعياً لقيام حاضرات أو حواضن حديثة تستطيع أن تستوعب البشر وأن تغير طبيعة الحياة نحو الأفضل.
أمتاز الراحل عبد الرحمن منيف بأنه صاحب نص صحراوي بعيدا عن الغرائبية والاستشراق الذي أصاب أعمال آخرين كمحصلة لاشتغالات سابقة على فضاء النص الصحراوي هي وثيقة على تاريخ من الصراع والسيطرة على المكان إذ تقترح تقاطعات وثنائيات متعددة بين المناخ الصحراوي والقحط وبين شخصية الوافد الأجنبي وصاحب المكان الأصلي بين الصحراء واكتشاف النفط هو إذا يقوم بتأسيس المكان وتحولاته من صحراء قاحلة إلى / مدن ملح/ تقترح حيوات أخرى على الشخصيات ولا سيما شخصية /متعب الهذال/ بكل ما تحمله من توتر وصراع ومقاومة ضد كل انواع التحديث فإحساسه البدائي مكنه من اكتشاف الخراب القادم لكنه لم يستطع الصمود فيختفي من النص تماما وإن ظل شبحه يحوم في المكان والأمر نفسه بخصوص شخصيات أخرى . إن (مدن الملح) تستعيد مطالع القرن العشرين لترسم صورة لتشكل المدن في الصحراء وكيفية ترسيخ قيم جديدة في مكان صحراوي وإخضاع هذا المكان لسطوة الشركات النفطية الأمريكية البريطانية إنها رواية تاريخية لكنها في الوقت نفسه رواية المكان ومقترح لنص صحراوي آسر .

زياد الرحباني 13/07/2007 01:27

واليوم نتحدث عن كنابه : سيرة مدينة

سيرة مدينة عمان وفيها يقول:حين شرعت بكتابة "سيرة مدينة"، كنت أوفي وعدا قطعته على نفسي، أن أكتب عن المدينة التي رأيت فيها النور، والتي قضيت فيها طفولتي وأول شبابي. أما لماذا قطعت ذلك الوعد ولمن، فلأني حين غادرت تلك المدينة غبت عنها ما يزيد على خمس وثلاثين سنة، ولما عدت إليها من جديد إكتشفت فيها مدينة مختلفة، لذا أردت أن أتذكر، مع ناس تلك الفترة، المدينة التي كانت، التي عرفتها، القديمة، كي تقارن بالمدينة الآن، وكي يستطاع من خلال المقابلة بين الصورتين اكتشاف ما يفعله الزمن، وماذا يعني توالي الأيام وكيف يتغير البشر والأماكن بتقدم العمر.
ولعل هذا الكتاب "سيرة مدينة" الذي كتبه عام 1994م, يختلف عن أعمال عبد الرحمن منيف في الرواية أو الاقتصاد أو الإدارة أو... ولعلّ ما يشدّ إليه كثيراً أنه يقع ما بين كتب السير والتّراجم, إذ إنَّ الإنسان يبحث دوماً عن كشف أسرار الأشياء حيّة كانت أو جامدة. فَعَمّان هي المكان والإنسان والتّاريخ والرّمز قديمه وحديثه; ولذلك فإنّكَ تكتشف تلك العلاقة الجدليّة بين عناصر متعدّدة متشابكة ومتفاعلة.

لقد ورد ذكر عمّان عند ياقوت الحموي بقوله: "كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمّان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة, وبجود حنطتها يُضرب المثل "وأضاف أنّها كانت قصبة البلقاء وبالقرب منها الكهف والرقيم. وأضاف المقدسيّ: "جبال عالية باردة ذات قرى وعيون وأشجار".
وأورد ذكرها بيركهات سنة 1812 بأنّ قبائل البدو كانت تتردّد على مياهها... والنهر المدعو "مية عمّان" ينبع من بركة من طرف البلدة الجنوبيّ ويجري في واد تتاخمه على الجانبين تلال صوّانيّة.
إنّ عمّان لا تختلف كثيراً عبر تلك العصور عن تلك الصّورة التي وجدها عليها عبد الرحمن منيف عندما وُلِدَ فيها عام ,1933 لأبٍ نجدي من أرض الجزيرة وأمٍّ عراقيّة; حيث قضى في عمّان قرابة عقدين من الزمن إلى أن أنهى دراسته الثانويّة في مدرسة العبدليّة عام ,1945 ثمَّ سافر للدّراسة في بلدة جدّته في العراق. يقول عبد الرحمن منيف عن عمّان المكان: "تبدأ المدينة بعد رأس العين بمسافةٍ ليست قريبة وأوّل المعالم الماديّة فيها البناء الذي يضمّ مولّدات الكهرباء, مقابل سياج رأس العين على يمين الطريق الترابيّ, وبعد المولدات في بسطة ضيّقة من الأرض عند تلاقي أودية الجنوب والغرب يقع سوق الحلال الأساسي, وعلى ضفاف النّهر من النّاحيتين وحتّى جسر المهاجرين بساتين الشّركَس, أما عند الجسر فكانت الطّواحين, وبدأً من جسر المُهاجرين مروراً بالجامع الحسينيّ وصولاً إلى الجسر العبسلي السوق مع فجوات تتخلّلها البيوت, وغالبيّة سكّانه والعاملين فيه من العرب الذين أتوا من مأدبا والكرك والعقبة, وأيضاً من الجزيرة ثمَّ بعد ذلك وكلّما اقتربنا من الجامع الحُسيني تصبح الأغلبية من الشوام".
ويشير عبد الرحمن منيف إلى وجود دير اللاتين والمدرسة الورديّة على مقربة من المسجد الحسيني الذي كان يشكّلُ قلب المدينة كما هو الحال في جميع المدن الإسلاميّة, ثمَّ بعده يأتي الحمّام الوحيد في عمّان وهو للرجال والنساء وفق ترتيب معيّن. وعلى مسافة قريبة منه مركز الشرطة الرئيسي وغير بعيد عنه كان في يوم من الأيّام أوّل سجن في عمّان الذي كان مكوّناً من ثلاثة طوابق. مقابل المسجد مع انحراف قليل نحو الشّمال السوقان الرئيسيّان: الرّضا والسعادة; حيث يلتقيان جهة الغرب عند دار البلديّة فيشكّلان شارع فيصل الذي يقود بدوره إلى غرب المدينة وشمالها ويؤدي بالنتيجة إلى وادي السير والسلط.
وإذا اتّجهت شمالاً إلى مسافة ليست بعيدة من المسجد الحسينيّ تجد المدرّج الرّوماني أو ما كان يُعرف بمدرّج فرعون وفندق فيلادلفيا, يقابله على الجهة الأخرى بيت الأمير عبداللّه بن الحسين, وعلى مشرفها جبل القلعة. وإلى الجنوب من المسجد الحسينيّ المستشفى الطّلياني ومستشفى الست العرجا.
هذه هي أهم ملامح عمّان بين عام 1941 وعام ,1947 كما يسجلها عبد الرحمن منيف; خليط من السكان الأردنيين; مسلمين ومسيحيين, والشوام وأهل الجزيرة العربيّة والشركس انصهروا جمياً في بوتقة واحدة, إلى أن حلّت نكبة 1948 لتحتضن عمّان موجات من المهاجرين من فلسطين وبأعداد كبيرة لتشكّل نموذجاً فريداً للمدينة العربيّة تضم بين جنباتها أخوة من شتّى أقطار الوطن العربي في تنوْع قوميّ ومذهبي ودينيّ فريد.
ورغم ذلك لم يكن يتجاوز سكّانها في أواخر الأربعينات خمسة وثلاثين ألفاً إلى أن أصبحت بعد الحرب العالميّة الثانية خزّاناَ بشريّاً ضخماً.
أما عن التعليم في عمّان فيقول عبد الرحمن منيف: كان في عمّان كُتّابان: كتّاب الشيخ حافظ وكُتّاب الشيخ زكي, وهذان الكُتّابان قريبان من سوق الخضرة, يرسل إليهما الأولاد لدراسة اللغة العربيّة والقرآن الكريم. وإذا أتمَّ الأطفال الدراسة في الكُتّاب يذهبون إلى المدرسة, فقد كانت في عمّان ثلاث مدارس ابتدائيّة حكوميّة, هي: المدرسة العبدليّة - التي درس فيها عبد الرحمن منيف - وتقع عند الطريق النّازل من جبل عمّان من ناحية الشمال الغربي بطريق وادي السير, وعلى بعد أمتار من قيادة الجيش- مقر كلوب باشا - وغير بعيد عن المفوّضية الإنجليزيّة, ثمّ السفارة بعد ذلك, كانت المدرسة العبدليّة.
والمدرسة الثانية العبسليّة, وتقع شرقيّ المدينة, بالقرب من المدرج الروماني, ثم مدرسة العجلوني في اللويبدة, وكان عدد التلاميذ في هذه المدرسة أقل من المدرستين السابقتين.
توجد مدرسة ثانويّة واحدة هي مدرسة التّجهيز, وكانت تضمّ بعض الصفوف الابتدائية إضافة إلى خريجي المدارس الثلاث السابقة الذين يريدون مواصلة الدّراسة الثانويّة حتّى الصّف العاشر, إذ يتوجّب على الناّجحين والقادرين على مواصلة الدّراسة الالتحاق بمدرسة السلط لكي ينهوا الدّراسة الثانوية هناك, إذ إنَّ مدرسة السلط هي المدرسة الوحيدة التي تشكل ثانوية كاملة, وقد تخرّجَ في هذه المدرسة رجالات الأردن الكبار الذين بنوا الدّولة الأردنيّة المستقلّة تحت ظلّ القيادة الهاشميّة كابراً عن كابر وجيلاً إثر جيل
كذلك مدرسة التجهيز في منتصف السوق, ولا تبعد إلاّ مسافة قصيرة عن الجامع الحسيني- مركز المدينة - فيها باحة واسعة مليئة بالأشجار. وفي أواخر الأربعينات تمّ بناء الكليّة العلميّة الإسلاميّة في جبل عمّان, كما كانت هناك مدرسة المطران وهي مدرسة خاصّة سمّيت فيما بعد بمدرسة ترسانطة.
والحديث عن حدود مدينة عمّان ذو شجون, فقد كان شارع وادي السير باتجاه جبل عمّان يشكل منطقة نائية جداً يصعب الوصول إليها حيث كان بستان أبو شام هو نهاية عمّان. وقد كان طلاّب المدرسة العبدليّة هناك يعانون كثيراً جرّاء الأمطار والسيول التي تحدث أيّام الشتاء. كما يحدّثنا عبد الرحمن منيف عن أيّام الفيضان في عمّان وعن أحوال المدينة الاجتماعية والعلاقات العائلية الحميمة التي كانت تربط الناس بعضهم بعضاً لاسيّما في أيّام الحصاد أو أيام الصيف لجمع المحاصيل الزراعيّة أو إصلاح البيوت استعداداً للشتاء القادم. ويحدّثنا عن تأثر أهل عمّان بما يحدث حولهم لارتباطهم بالهمّ القومي العربي أو الأحداث العالميّة. كيف لا? وهم يستمعون إلى آخر نشرة أخبار وفي صباح اليوم التالي يستمعون إلى أوّل نشرة أخبار. فقد كانت إذاعة برلين مصدرهم الرئيس في الأخبار, فقد تأثّروا بموت الملك غازي رحمه اللّه, أو ما يحدث في الحرب العالميّة بين ألمانيا والمعسكر الآخر, ومدى تأثُّر الناس بهذه الأخبار, أو ما يحدث في فلسطين.
لقد كشف عبد الرحمن منيف عن جوانب سياسيّة واقتصاديّة وتاريخيّة واجتماعيّة وجماليّة مهمّة لمدينة عمّان, وهو بذلك يترك الباب مفتوحاً لإعداد دراسات متميّزة عن المدينة في مختلف الجوانب.
ولعلّ الشيء اللافت في هذا الكتاب أنَّ فيه شيئاً من التاريخ والجغرافيا والانثروبولوجيا والسيرة الذاتيّة (رغم نفيه ذلك) وسير الأشياء فضلاً عن لمسة جميلة من البناء الدرامي للرواية من خلال نمو الأحداث وتطوّرها أو ما يعرف برواية الأجيال.
وبعد, فقد أثرى عبد الرحمن منيف مكتبنا العربيّة, وقدّم أعمالاً روائيّة كبيرة ساهمت في دفع الرواية العربيّة قُدُماً, فقد حقّقت نَضْجاً على مستوى الفن والمضمون.

زياد الرحباني 13/07/2007 01:33

أريد أن أنوه على أن عبد الرحمن منيف قد سحبت الجنسية السعودية منه لأنه كان معارضا بشدة للنظام الملكي الحاكم .. و سنضع الأن مقطعامن روايته .. النهايات .. ونظرا لأنه لم يتوفر لدي كتب أكثر مما تواجد في مكتبة الأخوية فسأمتنع عن تحميلها مرة أخرى ..

زياد الرحباني 13/07/2007 17:18

1 ملف مرفق .
مقطع من رواية : النهايات

butterfly 22/07/2007 18:04

بأخوية في عنا هالكتب للكاتب عبد الرحمن منيف .

قصة حب مجوسية
حين تركنا الجسر
سيرة مدينة

وهالمقالة ..
في نبش هذه الأمة

بتشكر زياد كتير كتير عالأسبوع المميز
... ومنتابع ..

elinde 22/07/2007 19:35

كاتب هذا الأسبوع - غيورغي فاسيلييف
 
سأبدأ هذا الأسبوع الأدبي "اسبوع وكاتب"
بالحديث عن كاتبي المفضل
غيورغي فاسيليف

وقبل البدء هناك بعض الملاحظات:
1. انا الآن لست موجودة بالبيت (انا عند جدتي- والتي بيتها يبعد عن بيتي 7 ساعات بالطائرة)ولذلك كثير من المواد ليست تحت يدي.
2. في بعض كتابات غيورغي فاسيلييف حدة ونقد لاذع ولا اتحمل مسؤولية جزائية عن نقل ما يكتبه الأخرون
3. انا اعرف الكاتب فقط من خلال المراسلة منذ ستة اشهر، على الرغم انه كان في زيارة لاسلندا وللأسف الشديد لم اكن موجودة هناك ، لأنني كنت عندها في المانيا اقدم بحثا اكاديميا .
4. اجمع مواد كتاب عنه وعن حياته واعماله الشعرية والنثرية واعماله العلمية (وهي هامة جدا لكل باحث يبحث في اللغة العربية، ومراحل تشكها وتطورها، وكذلك اللهجات المحلية واللغات المحكية ... الخ.)
5. وجهات نظر الكاتب السياسية والاجتماعية مخالفة لما هو معتاد وهي هامة جدا وهناك صعوبة في تقبل اراء ووجهات نظر مخالفة لما نعتقده ونراه.
6. حرية الرأي وحرية التعبير لا يعلى عليها

محبتي

إليند

elinde 22/07/2007 20:02

غيورغي فاسيلييف






غيورغي من مواليد 1970، سوري المولد، روسي الجنسية. أعيش وأعمل في موسكو. متزوج وعندي ولد عمره خمس سنوات. زوجتي روسية، مدرّسة للغات الاغريقية واليونانية الحديثة، واللاتينية. ومنذ عام 1994 أعمل محاضرا ومدرسا للغة العربية في مدارس، ومعاهد، وجامعات موسكو. ادرَّس اللغة العربية والبلاغة وتاريخ الادب المكتوب بالعربية في البلدان الناطقة بها، وكذلك تاريخ اللغة العربية.
أنهيت جامعة موسكو الحكومية، قسم اللغة الروسية عام 1994، ومن ثم أنهيت الدراسات العليا في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ودافعت عن أطروحة الدكتوراه عام 1997 ( اللغة الشامية المحكية).
أكتب الشعر، والقصة، والخاطرة، والمقالة، والأقوال منذ الصغر. . نشرت حتى الآن بعض الأعمال الادبية كالقصة القصيرة والشعر، وكذلك بعض الأعمال ذات الطابع البحثي العلمي:"الحكمة في مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين"، باللغة الروسية، موسكو 1994، 271 ص؛ "اللغة الشامية المحكية – دراسة لغوية وصفية" باللغة الروسية ، موسكو 1997، 300 ص؛ "لغة دمشق المحكية" كتاب دراسي أكاديمي، باللغتين الروسية والعربية، موسكو 2000، 230 ص؛ وقبل ذلك صدر كتيب دراسي "الفعل في اللغة الشامية المحكية"، باللغة الروسية والعربية، موسكو 1999، 35 ص؛ واكثر من 20 مقالة علمية نشرت في مختلف المجلات والمؤتمرات المتخصصة.
عضو منظمة "كتاب بلا حدود" .

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

: البريد الالكتروني - غيورغي فاسيلييف


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


elinde 22/07/2007 20:31

أحب ان اضيف شيئا الى ما تم اقتباسه من الانترنيت
غيورغي فاسيلييف من اصول يونانية سورية
قضى طفولته في دمشق وشواطئ البحر الجميل
كان نزار قباني يزورهم في البيت وكان صديقا للعائلة
يعرف الكثير من ادباء وشعراء سورية والعالم العربي
في البيت كان يتكلم اللغة اليونانية والانكليزية
امه وابوه خريجا جامعة اوكسفورد
هاجر في الثمانيات الى روسيا مع العلم
انه لم يكن شيوعيا ولايطيق الشيوعية حسب تعبيره لي
أراد ان يقرأ دوستويفسكي بلغته
درس اللغة والأدب الروسيين في اعرق جامعات روسيا واوربا
جامعة موسكو الحكومية باسم ميخائيل لومونوسوف
في هذه الفترة بدأ يكتب بصورة يومية

إليند

----- يتبع

elinde 22/07/2007 21:14

بعد تخرجه من جامعة موسكو
على فكرة كانت اطروحة تخرجه كبيرة
واشرف عليها الأكاديمي اللغوي المشهور
ليس فقط في روسيا لا بل في الغرب والشرق
- يوري روجديستفينسكي
الأطروحة عبارة عن دراسة لغوية للنصوص السومرية والبابلية
والأكادية والفينيقية والمصرية القديمة ووضع قاموسا لها
وهو عمل نادر واقترحت الجامعة طباعته وقد ارسل
لي غيورغي فاسيلييف بالبريد عندما طلبته منه
عمل جدير بالدراسة والاهتمام

وبعد تخرجه اخذه الاكاديمي بنفسه الى معهد الاستشراق التابع لأكاديمية
العلوم الروسية وهناك تم تخصيص منحة مالية كبيرة
وقام بالاشراف على عمله الأكاديمي غريغوري شرباتوف - الذي كان عضوا في المجمعين العلميين العربيين
في دمشق والقاهرة واحد اهم اساطين علم الاستعراب في العالم
وقام غيوغي فاسيلييف خلال سنتين باعداد اطروحة الدكتوراه عن اللغة الشامية (دمشق القديمة) المحكية
الذي يعتبر برأيي العديد من الباحثين في جامعات المانيا وفرنسا وروسيا من اهم الأعمال اللغوية
التي كتبت في هذا المجال ويعتبر عمله هذا مرجعا لكل باحث شرق اوسطي
بعدها عمل في نفس المعهد وفي جامعات ومراكز ابحاث روسية ودولية اخرى

إليند

--- يتبع

elinde 22/07/2007 23:27

كتب غيورغي حتى الآن اكثر من 80 بحثا علميا اكاديميا
منها 8 اعمال كبيرة عدد صفحات كل منها اكثر من 250 صفحة
ويقوم الان بالاشراف على وضع اللمسات الاخيرة لقاموس
"التعابير الفرازيولوجية في اللغة الشامية"
والذي سيصدر قريبا في المانيا

إليندا

--- يتبع

elinde 22/07/2007 23:57

سمعت باسم غيورغي فاسيلييف لأول قبل ثلاثة اعوام
من صديقة لي اسمها إليز من اب سوري من لواء اسكندرون
وام اوكراينية. تعرفت عليها في المانيا هي انسانة ليس في هذا
الكون الواسع شخص مثلها تتفرغ كل الكلمات الجميلة من معناها
عندما اريد ان اتحدث عنها هي فعلا فوق الوصف
وسأضع صورة لها ارسلتها من كندا من فانكوفر حيث تعيش
الآن مع زوجها جورج وهو من فرنسا وهو عالم بيولوجي كبير
وابنها آليك



إليند

--- يتبع

elinde 23/07/2007 00:21

أقول سمعت عن كاتبنا من صديقتي إليز
التي قالت لي ان كاتبا من اصول سورية
كان سببا في فضيحة كبيرة في اوستراليا
حيث قامت صحيفة يومية صادرة بالعربية
اسمها "المناخ" بنشر كتابات له وتم اغلاق
الصحيفة ومحاكمة صاحبها الذي هو من اصول
ارجنتينية سورية وهاجر الى اوستراليا

وبعدها جرت مناقشة حامية في احد المواقع
والتي شارك في الشاعر اللبناني كامل صالح
سأضع هنا الرابط للاطلاع عليه

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



إليند

--- يتبع

elinde 23/07/2007 02:08

وبعدها ايضا جرت مناقشة حادة لأعماله في مجلة
ميدوزا المغربية وكان موقع قرية القنية الجميل قد نشر
له بعض الأعمال حيث قام المشاركون من موقع فضاءات
وميدوزا بكتابة ابشع الكتابات والمسبات والشتائم
والاتهامات الشخصية وتناولها
وكانت تلك الكتابات لهؤلاء الأشخاص من ابشع ما قرأت
في حياتي وسبب لي صدمة مما جعلني اضع خطة
للكتابة عن هذا الكاتب الجميل الجريء
والذي كبّره بنظري انه لم يقم بكتابة حرف واحد
دفاعا عن نفسه وفهمت وقتها اننا فعلا امام كاتب
حقيقي وبدأت بمراسلته وبعد بدأ انعطاف جديد
في حياتي بانني اكتشف قارة كاملة كانت مجهولة
بالنسبة لي.

إليند

--- يتبع

elinde 23/07/2007 02:22

وهذه هي اول خاطرة شعرية
نشرها غيورغي فاسيلييف
وقد حصلت عليها الأن من كندا
من إليز
مليون شكرا لها

هروب السعادة
غيورغي فاسيلييف - موسكو

كنت شاردا مفكرا
وإذا بشيء جاء صفوي معكرا
يا الـهي، ماذا أرى ؟!
ماذا جرى ؟!
تهاجر بلا مأوى السعاده
قالت : "وداعا لبلدان
لا تفرق ما بين العباده،
والغباء، والإنتحار، والبلاده
أنا سعاده ... أنا سعاده !
فهل تدري ما السعاده ؟
أنا للكون ولاده ... ولاده،
فهل تدري ما معنى الولاده ؟!
كيف لي الحياة
في بلاد يموت المرء فيها
حين يرى ميلاده ؟!
كيف لي أن أحيا
في بلاد
لايرى المرء فيها بلاده؟!
أنا سعاده ... سعاده!
كيف لي أن أحيا
في بلاد كالسجن،
كحفرة في أديم الأرض
لايحقق الإنسان فيها مراده؟!
في بلاد كالقبر
الآلام فيها للناس فراش،
والأحزان فيها وساده
كيف أحيا في بلاد
يقتل الفارس فيها جواده؟!
كيف أحيا في بلاد
فيها الرجل
يأكل زوجه وأولاده؟!
في بلاد
ألكل فيها احتراق
ولا ترى حريقا بل رماده
كيف أحيا في بلاد
كل مافيها عبيد
ويظنون أنهم ساده؟!
ياللبلاده!
في بلاد ما أصدق فيها
يوما رجل ميعاده!
كيف أحيا في بلاد
كل ما فيها
صار ... صار شهاده؟!
ألإيمان صار شهاده!
الدين شهاده!
والزواج، والحياة شهاده !
ولا مكان ... لا مكان للسعاده!!

elinde 23/07/2007 02:27

وهذه الخاطرة ثانية اعماله المنشورة
في "المناخ" الاوسترالية

أَبْنَاءُ الشَّرْقِ
غيورغي فاسيلييف


لِكُلِِّّ إِنْسَانٍ وَطَنْ
وَ أَبْنَاءُ الشَّرْقِ
لَهُمْ ثَلاثَةُ أَوْطَانْ
وَطَنُ ذِكْرَيَاتِ الطُّفُولَةِ الْعَذْبَهْ
يَنْخُرُ الْقَلْبَ كَدُودَهْ
وَآخَرُ ... كَالْعَلْقَمِ، كَالْغَصَّهْ
يُهْرَبُ مِنْهُ ... وَبَاءٌ ... شَيْطَانْ
لاَ مَرَافِئَ ... لاَ شُطْآنْ ... أَوْ أَمانْ
يُهْرَبُ مِنْهُ إِلَى أَيِّ مَكَانْ
إَلى النَّوْعِ الثَّالِثِ
لِأََبْنَاءِ الشَّرْقِ مِنَ الْأَوْطَانْ
إِلَى الرُّؤَى الْبَعِيدَه
حَيْثُ يُكْرَمُ الإِنْسَانْ
فََكَيْفَ يَعِيشُ الشَّرْقِيُّ
فِي تِلْكَ الْبُلْدانْ؟!
وَالَّذِي مَا رَأَى مِنْ قَبْلُ
إِلَّا الذُّلَّ وَالْهَوَانْ،
فَكَيْفَ يَعِيشُ الْمِيكْرُوبُ
فِي الْمَاءِ الْمُقَطَّرِ؟!!!
أَللَّه وحْدَهُ يَدْرِي!
فَالْغَرْبُ يَفْتَحُ الْأَبْوَابْ
حَصْرَاً فِي غَالِبِ الْأَحْيَانْ
لِلشَّرْقِيِّ الْمَحْشِيِّ حَتَّى النُّخَاعِ بِالشَّرْقِِ!!!
فِي الْمِهْجَرِ
الشَّرقِيُّ كَالْعَدِيمِ
تَقْتُلُهُ الْمَرْأَةُ أَوِ الرَّحْمَهْ،
"الْبِطْنَةُ أَوِ الْفِطْنَهْ"
يَا لَلْمَصِيبَهْ! يَالَلْفَجِيعَهْ !

elinde 23/07/2007 03:09

وهذه هي الخاطرة الشعرية التي
وضعها الشاعر اللبناني كامل صالح في
موقع فضاءات لمناقشة والتي احدثت دويا
كبيرا

اسطورة الخلق
غيورغي فاسيلييف

هناك اسطورة تقول
ان ذلك الكائن المسمى اله
بعد خلق الكون
ومن الملل
خلق الأنسان على صورة الاله
وخلق العرب
على شاكلة الانسان!

شكل الانسان من طين
وكون الشاكلة من نار
اسكن الانسان في الغاب
وأسكنها في الصحراء
اعطى الانسان ماء
واعطاها زيت الصخر!
أعطى الانسان الكتابة
وأعطاها القرآن!

وعندما الناس ذاهبون
هي عائده
وعندما الناس عائدون
هي ذاهبه!

علم جلجامش السومري
القادم من الغاب
البحث عن الخلود
وعلم انكيدو المحلي النشأة في الصحراء
معرفة المرأه
وطعم اللقمه
ومازال جلجامش باحثا
وما زال انكيدو
يتذوق المرأة
ويتعرف اللقمه
2005

elinde 23/07/2007 03:17

وهذه اول قصة قصيرة نشرها غيورغي فاسيلييف
في موقع "كيكا" من لندن



الرحمة التي لاترحم
قصة قصيرة
غيورغي فاسيلييف

ماهر قنوات شاب من سوريا سافر للدراسة الى احدى البلدان الأوربية. تخصص في مجال برمجة الكمبيوتر. انهى تعليمه في ذلك البلد، وبقي هناك يعمل في احدى الشركات الخاصة التي يملكها تاجر عربي كبير من بلد (ن)...
ماهر متزوج، وعنده بنتان. زوجته اسمها ريحانة قنوات وهي ابنة عم وابنة خالة ماهر. هي انهت كلية الآداب، قسم اللغة الانكليزية، وتعمل مترجمة وسكرتيرة في ممثلية احدى الشركات الحكومية لدولة ناطقة بالعربية (هـ)...
البنت الكبرى اسمها سارة وعمرها سبع سنوات، والبنت الصغرى اسمها اسمهان وعمرها اربع سنوات. سارة كانت تقريبا دائما مريضة حتى احتار الأطباء من نوع مرضها، وكل محاولات التشخيص باءت بالفشل، وكذلك كل الأدوية ايضا لم تعط ثمارها، لا بل اثرت سلبا على تلك الثمرة الزهرة، وبدأت تضمحل من يوم ليوم، وهذا بدوره أدى الى اضمحلال الشجرة الأم – الوالدين، الى ذلك الحد، ان الشجرة تحولت الى مجرد غصنين تجمعهما ساق واحدة وعرق واحد – سارة.
قام الوالدان بإرسال اسمهان الى الأهل في سورية، ليتسنى لهما الإعتناء بسارة، وبمصاحبتها الى عيادات الأطباء والمستشفيات.
استوقفت التحاليل أحد الأطباء، وجعلته لايصدق عينيه، وبدأ بفحصها من جديد، وفي النهاية تبين أن سارة المسكينة الوردة الشامية التي عمرها فقط سبع سنوات مصابة بمرض السرطان وفي بيت الرحم.
وتطلب الأمر تدخلا جراحيا عاجلا، وتطلب ايضا اموالا سريعة. ذهب ماهر الى صاحب الشركة الخاصة التي يعمل فيها - خصوصا وان صاحب الشركة كان يصلي ويصوم، حتى انه كان في العام الماضي في الحج، وكان يتكلم عن الرحمة، والحب، والالفة، واغاثة الملهوف، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ذهب الى عنده وشرح له الوضع جملة وتفصيلا، وطلب منه اقراضه كمية معينة ما من المال، فكان جواب التاجر انه الآن في ضائقة مالية، وانه يستطيع اعطاءه بضع مئات من مصروفه الشخصي وحتى نهاية الشهر. قال ماهر لصاحب الشركة ان العملية تحتاج لعشرات الألاف من الدولارات، وصاحب الشركة يعرض عليه بضع مئات!
لم يصدق ماهر ولا زوجته ايضا لم تصدق أن "الدين المعاملة" العبارة المفضلة لهذا التاجر وامثاله الكثيرين هي مثل الثياب تُلبَس وتُشْلَح، كما طقم السموكين. وقص ماهر من قهره وغضبه على زوجته ان هذا التاجر يجوب النوادي الليلية من المساء وحتى الصباح بحثا عن فتيات لا تزيد اعمارهن عن اربع عشرة سنة، وتلك الأعمر من ذلك برأيه هي عانس، وعن أن هذا التاجر يدفع في الليلة الواحدة لا أقل من عدة الاف من الدولارات، وأن هذا التاجر يذهب بقلب خاشع لله الى الجامع يوميا للصلاة، ويحضر ايضا صلاة يوم الجمعة هناك. ماهر نفسه لم يكن يعرف كل هذا بل قصته عليه زميلة له، من تلك الدولة الأوربية، اسمها آسترد، وتعمل في نفس الشركة. وحدث ان رأته خارجا من عند صاحب الشركة "بَلا وِش"، وسألته وألحت في السؤال، فحكى لها القصة كلها. بكت زميلته وقالت لو عرفت لما سمحت لك بمقابلة عدو الله هذا، المنافق الدجال الذي يحج ويصوم ويصلي ويضاجع حتى الذبابة إن لم تكن البعوضة موجودة، وحكت له عن ملاحقة فحل الماعز هذا لها، وعن هداياه التي رفضتها كلها. وقالت كل هذا ليس مهما، المهم الآن هو اجراء عملية لابنته، وقامت وتلفنت لإمها الطبية، وطلبت منها مساعدة سارة. وطلبت من ماهر ان يذهب الى عند امها مع سارة هذا اليوم في الساعة الرابعة بعد الظهر.
ماهر لم يذهب في ذلك اليوم الى عند الطبيبة ام زميلته، بل تلفن لزوجته التي عادت الى البيت، وقص عليها ما صار معه. وفي المساء اتصلت به زميلته، وعاتبته على عدم ذهابه الى امها التي انتظرته ساعة بكاملها، وانها لم تكن وحيدة بانتظاره، بل كان معها ايضا احدى صديقاتها. وطلبت آسترد زميلة ماهر منه ان يذهب غدا في الساعة الثانية عشرة الى مكتب امها برفقة سارة.
وفي اليوم التالي ذهب ماهر مع سارة الى عند ام آسترد الطبيبة، وما ان دخلا حتى رحبت الطبية وصديقتها بهما وعاتبتاه على عدم مجيئه امس. اعتذر ماهر وقال انه مَدْوُوش ولا يعرف كيف يتصرف. وطلبتا منه السكوت وعدم الكلام لانهما تفهمان الوضع جيدا. وبدأتا يتحدثان مع سارة الجميلة، والتي زادها المرض رقة وحكمة وعمقا، اضافة الى انها تملك روح طفل صافية. عاينتها الطبية قليلا، وبعد ذلك تلفنت الطبيبة وبعدها صديقتها لشخص ما، وسرعان ما جاءت امرأة اخرى وثالثة معها رجل في متوسط العمر. وتبين فيما بعد ان صديقة الطبيبة اخبرتهم بكل شيء البارحة في المساء. وهؤلاء كانوا من جمعية خيرية، وتم الاتفاق على ادخال سارة الى المشفى مباشرة ليتم اجراء التحاليل اللازمة واجراء العملية بأسرع ما يكون. لم يستطع ماهر السيطرة على نفسه، والتحكم بعواطفه، وتدحرجت بضع دمعات على خده، وهنا وكأنهم عائلة واحدة بكى الجميع، وحدها سارة لم تبك، لأن الألم اشتد عليها، فهم ابوها ان سارة تتألم، وطلب جرعة ماء لاعطاء الدواء لسارة، وذهب الجميع الى المشفى. ومن المشفى تلفن ماهر لزوجته، وطلب منها المجيء فورا، وجاءت الأم الى المشفى بعد مماحكة صغيرة مع رئيس عملها.
وفعلا اجريت التحاليل بسرعة حتى ان بعض الأطباء لم يذهبوا الى بيوتهم، وفي اليوم التالي اجريت لسارة عملية جراحية ناجحة، وتم تحديد جلسات علاجية خاصة لها. وصادف ان كان مشفى الأطفال هذا موجودا بالقرب من كنيسة صغيرة، وجامع كبير حيث يصلي التاجر صاحب الشركة التي عمل فيها ماهر. العرب الحكام يبنون بيوتا للعبادة في اوربا وامريكا ضخمة جدا، لايسكنها احد، وفي نفس الوقت، هناك الآف وحتى عشرات الآلاف من سكان تلك الدول التي يحكم فيها هؤلاء البناة الحكام لا يجدون ما يأكلون، عدا عن ذلك، لايجدون الا العراء بيوتا لهم!
وخلال تلك الفترة التي قضتها سارة في المشفى كانت الراهبات من الكنيسة المجاورة يزرن الأطفال، ويقدمن لهم الهدايا واللعب، والقصص، والورق واقلام التلوين، ويتحدثن معهم. وهذه الأشياء كان يأتي بها اما المصلون العاديون القادمون مشيا على الأقدام الى الكنيسة، واما الراهبات اللواتي كن يشترينها من اموالهن الخاصة. ولكن لم يقم احد من الجامع ولامرة واحدة بزيارة للمشفى، عدا عن ذلك، كان الآذان يوقظ الأطفال ويخيفهم، كصفارة الانذار، معلنة بدأ غارة جوية، او ارضية ما. وكان القادمون للصلاة الى الجامع يأتون في سيارات
من أحدث الموديلات الموجودة في العالم. حتى بدا لأحداصدقاء ماهر ان شيخ الجامع الذي تكرش وتورم حتى اضحى بلا رقبة، وبدا بجثة جسده اكبر من تلك الكنيسة الصغيرة.
وتلك الجمعية الخيرية التي انقذت سارة، الطفلة المسلمة السورية، كانت جمعية خيرية يهودية. هذه الجمعية تعمل بصمت، وبدون حاجة الى مكبرات الصوت، وهي تجسد الرحمة الحقيقية التي ترحم. طبعا ماهر ترك العمل في تلك الشركة، وبدأ يعتني بسارة وحتى كان يبقى معها احيانا في المستشفى، لأن الجميع تعاطفوا معه، ومع سارة، ونادرا ما يقوم الرجال حتى في الغرب بمثل هذه الأعمال. وأما زوجته فبقيت تعمل في تلك الممثلية، لأن الأسرة تحتاج الى شيء تقتات به. والشيء المذهل ان رئيس تلك الممثلية كان على علم بكل ما يجري مع ابنة الموظفة التي تعمل عنده - ريحانه، ولأن هذه الموظفة كانت يوميا بالاتفاق مع زملائها وزميلاتها الذين تعاطفوا معها ايضا، كانت تغادر عملها قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة، هذا الرئيس خصم من راتبها كل تلك الأنصاف من الساعة التي كانت تذهب فيها الى المشفى، الى عند سارة. ورئيسها ايضا يتحدث عن "الدين المعاملة"، وعن "الدين الرحمة" وعن تلك "الرحمة التي لاترحم" حسب تعبير ماهر.

2005

elinde 23/07/2007 03:32

وبعد ذلك نشر موقع رابطة اديبات الامارات قصة
كانت مثل الشرارة واثر ذلك جرى على قناة "الشارقة"
برنامج مخصص لنقد أعمال الكاتب والشاعر غيورغي فاسيلييف

المَلِكُ
قصة قصيرة
بقلم غيورغي فاسيلييف

اجتمعت اعضاء الجسم، وكانت المسألة الأساسية المدرجة على جدول الأعمال - تحديد من هو "أهم عضو في الجسم" ، باختصار من هو الملك.
قال المخ: "أنا أهم عضو. أنا أفكر، واحلل، وادقق، واعطي الأوامر. من أنتم جميعا بدوني؟"
قال القلب: "ماذا تقول؟ أنا أهم عضو. فأنا أضخ الدم لكَ ولكل اعضاء الجسم، ولولاي لَمُتُّم جميعا".
اندفع الأير وقال: "ماذا تقولان؟ هل جننتما؟ لولاي ماكنتما، وما كان كل من هنا"!
وتقدمت الطيز وقالت: "أنا أهم الجميع! أنا الملك"!
وقال جميع الحاضرين في وقت واحد وبصوت واحد: "ماذا؟ الطِّيز ملك؟ اسكتي أنت طيز وستبقين هكذا، اقعدي في مكانك!"
غضبت الطيز وقالت: "سوف نرى من الطيز، يا أطياز"!
أغلقت الطيز أبوابها، مرافئها ومطاراتها. وأعلنت حالة الطوارئ. مضى يوم،... يومان، ... أسبوع. وبدأ المخ يخربط في عمله، والقلب تغيرت ضرباته ... بكلمة واحدة، ما بقي أي شيء على ما كان عليه من قبل. وبدأ الجميع يطلب من الطيز ان تفتح الأبواب، وان تقوم بوظيفتها الوحيدة ...
استمرت الطيز حصارها، وشدَّدته من يوم الى آخر. وفي النهاية بدأت الأعضاء ترجوها بأن تفتح منافذها الكريمة .
قالت بلهجة آمرة: "طيب! أنا موافقة، فقط عندما تعترفون كلكم وبصوت واحد أنني الملك".
واعترف الجميع: "يا طيز! انت الملك والملاك".
ومنذ ذلك الوقت والطيز ملك يحكم. ومتى يجتمع الأعضاء مرة اخرى، الله أعلم!

2004

elinde 23/07/2007 03:39

وعلى اثرها نشر في "سوريا-نيوز قصة
بقيت يومين وتم حذفها بعد طوفان كامل
من النقد والانتقاد وكاد الموقع يحجب اثر ذلك

حكاية غير مختَلَقة

قصة بقلم
غيورغي فاسيلييف

عزمتني بنت سورية، تعرفت عليها بالصدفة، حينما تهت في احد شوارع الشام، وكنت عندها ابحث عن المركز الثقافي الفرنسي. وصدف ان سألت شابا، وكما تبين لي فيما بعد انه دلني خطأ قصدا وعمدا. وصلت الى المكان الذي دلني عليه الشاب، ولكني لم اجد المركز الثقافي، بل وجدت نفسي في حي من احياء دمشق القديمة المعتمة الضيقة، وكأنها ترعة عميقة جدا لساقية ماء جف مجراها. بيوت مرصوفة على حافتي ترعة، على خط و نسق واحدين، لاتزورها الشمس.
سابقا كنت اظنها شوارع جميلة، اما الآن ... ربما لست محقة، وفيما بعد فهمت اني محقة، وغير محقة في نفس الوقت.
وتهت هناك ايضا، وبدأ بعض الشباب بالتحرش بي، ولكنني طلبت من امرأة عجوز، وجهها بدا لي كقشرة شجرة صنوبر هرمة في ضواحي باريس، عرفت كل الأوقات، والأزمان والفصول، وكل الأنواء والأجواء. وكل هذا ترك على وجهها بصماته تعبيرا ان هذا أوذاك كان هنا، كما يفعل كل المحبين، اذ يتركون ذكرى يحفرونها على جذع شجرة. طلبت منها وبلغة عربية مقبولة مساعدتي في الخروج من ذلك الحي، وان كانت تعرف عنوان المركز الثقافي، واعطيتها ورقة مكتوب عليها عنوان المركز، لكنها اجابتني بأنها لا تقرأ ولا تكتب، وطلبت مني ان اقرأ لها العنوان، فقرأته لها، وقالت ان العنوان المطلوب في حي آخر وفي الجهة المقابله، وقالت انها ستساعدني بكل سرور ودعتني للذهاب معها، وما ان مشينا بضع خطوات حتى رأيت ذلك الشاب الذي دلني خطأ، ونظر الي بعنين جائعتين واستقرت عيناه على صدري، وفيما بعد على ساقي والمنطقة الواقعة عند انفراج الساقين؛ على فكرة، انا فتاة فرنسية شقراء، عيوني زرقاء، وممتلئة قليلا، لست نحيفة ولست سمينة، أقرب الى النحافة منها الى السمنة، حتى في فرنسا كل زملائي واولاد حارتنا كانوا يتوددون الي، وكانوا ويطلبون صحبتي وحبي و... وبالنسبة للناطقين بالعربية هنا في فرنسا فقد كنت مثل كنيسة لايجوز المرور من امامها الا وترسم علامة الصليب، والفرق هنا انهم كانوا بنهم يصلوبني انا على صليب رغباتهم المكبوتة!
وهنا في الشام احس عيون الناس تلاحقني مثل ظلي، حتى بدا لي ان لعيون الناس ايدي، ولهذه الأيدي اظافر تنغرز بإحكام في تلك المناطق المقدسة المحرمة من جسدي، ولااعرف لماذا لايستطيع احد من الرجال ان يتكلم معي بهدوء. وحين استفسر عن شيء يبلع الرجال ريقهم وكأنهم على شفا الاختناق وتبدأ تفاحة آدم بالصعود والهبوط كما طيارات الورق التي كنت العب بها في طفولتي.
وهنا قلت للعجوز ان ذلك الشاب هو الذي دلني على هذا الحي، عندما رجوته ان يدلني على المركز الثقافي. نظرت العجوز اليه وقالت: "أللا (الله) يلعن اولاد الحرام!، يلا يا بنتي مشي ولا تتطلعي فيه، من وين انت، بيخطرلي انك غريبي (غريبة)، مو هيك؟" فقلت لها أني فرنسية، واني ادرس اللغة العربية في المعهد، وانني جئت الى الشام فقط منذ اسبوع، وان اسمي ماري. فقالت: " اهلين و سهلين يا بنتي ببلدنا، تأدس (تقدس) اسمك يابنتي، وسامحيني يا بنتي، وسامحي هالشباب الضايعين، اللا (الله) يهديون"!
ومشينا بضع دقائق، ولاحظت انها تمشي بصعوبة، وطلبت منها ان تدلني كيف اذهب الى هناك، واني استطيع الذهاب ولا داعي لتغليبها معي. قالت :" يا بنتي انا رح وصّْلِكْ ل راس الشارع، وبعدين من هنيكي بْدِلِّك"! وما ان وصلنا الى رأس الشارع حتى اوقفت العجوز فتاة لا تعرفها – كانت محجبة، وجهها مفتوح، وجميلة ولها ابتسامة جذابة تجعل المرء يعتقد انه يعرف هذا الفتاة منذ قرون وقرون. انتقتها من عدة فتيات كن ماشيات هناك وقالت لها:"مرحبا يا بنتي، اللا يرضى عليك و يخليك ل أهلك، هالبنت غريبي، وَصْلِيَّا للمركز الافرنسي، إي يا بنتي؟ اللا يخليك!" وأجابت الفتاة بعد ان نظرت الي وبعد ذلك الى العجوز : "ولو ياستي من عيني وراسي، شو اسمك – توجهت الي بالسؤال، فقلت ماري-، اهلا ماري! اسمي ياسمين، انت فرنسية؟ – فقلت نعم، وتبادلنا نظرات قصيرة، لكن معبرة، وفهمت اننا تفاهمنا، ولأول مرة، فكرت، هنا في سورية اجد تطابقا بين اسم ودلالته، وفعلا كانت كانت تشبه الياسمين!". قالت العجوز: "روحي يابنتي، اللا يخليكِ لَأَهلك، ويبعتلك ابن الحلال!"
شكرت العجوز على كل شيء، واردت الذهاب برفقة ياسمين، لكن المرأة استوقفتني وقالت لي :"يابنتي انت غريبي، واولاد الحرام كتار، والبنت متل الوردة، بْتِطَلَّعي فِيَّا حلوي، بْتِلْمسيَّا بتدْبُل وبتموت، ديري بالك على حالك، بجاه النبي يحيا ويعقوب ومحمد! اللا يحميك، ويرجعك لأهلك سالمي (سالمه)"! مرة اخرى شكرتها وذهبت مع ياسمين، التي ودعت رفيقاتها واتفقن على اللقاء غدا في الجامعة.
مشت ماري وياسمين عدة خطوات صامتتين، وقطعت ماري هذا الصمت وسألت: "في اي كلية انت تدرسين"؟
"في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، اجابت ياسمين، في السنة الثالثة، وانت"؟ سألت ياسمين.
"انا في السنة الرابعة في السوربون، قسم اللغة العربية"، قالت ماري.
ياسمين: "لغتك العربية جيدة جدا، وماذا تفعلين هنا في دمشق؟"
ماري: "ارسلتني الجامعة في دورة تدريبية وتعليمية لمدة سنة".
ياسمين: "جامعاتكم مدهشة والتعليم عندكم مدهش، يرسلون الطلاب في دورات لغوية، الى بلدان اللغات التي يدرسوها، هذا شيء لايصدق، كالحلم، وهل ابوك او اخوك او اقرباؤك ساعدوك في الحصول على امكانية السفر الى هنا؟"
ماري: "انا لاافهم، وما دخل اقاربي بسفري؟"
ياسمين: "انا عنيت ان المرء عندنا لكي يحصل حتى على جواز سفر، فكيف بالسفر اذن؟ يحتاج الى معارف وفيتامين (و)، وحتى فيتامين (م، أو، ف)!
ماري: "انا ايضا لا افهم، ما علاقة الفيتامينات بالسفر وبجواز السفر؟"
ياسمين: "فيتامين (و) يعني الواسطه أو الوساطة، يعني يجب ان يكون هناك شخص نافذ في الحكومة لكي يساعدك في الحصول على ماتريدين، وفيتامين (م او ف)، يعني ان يكون معك او ان تدبري مصاري او فلوس، وبها يمكنك حتى ان تفعلي كل كل شيء".
ماري: "حقا، عش قرنا ، ادرسْ قرنا"، هذه اول مرة اسمع فيها بحياتي عن مثل هذه الفيتامينات، والبروتينات، ... وليس عندي اطلاقا معارف او نافذون في الحكومة، لقد كتبت طلبا، درسته الجامعة في فترة شهر، وقررت ارسالي لمدة سنة الى جامعة دمشق، الى معهد تدريس اللغة العربية للأجانب، وهذا كل شيء".
ياسمين: "انتم متخلفون جدا في اوربا، كل شيء عندكم يجري ببساطة، أما عندنا فالأمور امتع، وابهى، ولكي تحقق شيئا، يجب ان تدفع الغالي والرخيص من أجله، واحيانا تموت ولا تحقق أي شيء، فمثلا، ينهي الطالب عندنا الدراسة، فلكي يجد عملا، يجب ان يكون لديه مال، ليدفع رشاوى لهذا او ذاك، ولكي يكون عنده مال، يجب ان يكون لديه عمل، ويجب ان يكون لديه دخل. والعمل عندنا لايعطي دخلا، ولايسمح للناس حتى بحفظ ماء الوجه! عندنا يدرس المرء 12 سنة في المدرسة، واربع او خمس سنوات في الجامعة، ليجد نفسه عاطلا عن العمل. وحتى من هو موظف هو ايضا عاطل، لكن براتب! في العمل عندنا يشتغلون ببعضهم البعض، يغتابون هذا او تلك، يشربون الشاي ، ويأكلون الفول بالزيت، او المْسَبَّحا (المسبحة) بالزيت؛ حتى ان سورية اصبحت تعطل يومين في الأسبوع، بدلا من يوم واحد، هل تعلمين كم وفرت الدولة من النقود؟ ملايين، فقط من توفير الطاقة الكهربائية التي كانت تصرف لغلي الشاي والقهوه والمته!! لو كنت مكان الدولة لدفعت للموظفين رواتبهم، وليغلوا ويطبخوا وينفخوا في بيوتهم، لوفرت الدولة المليارات"!
ماري فهمت الكثير مما قيل ولكن كان هناك كثرة الاستعمال كلمة "شيء" وكلمات اخرى لم تفهمها. اما ياسمين فهي طيبة جدا ومثلها مثل كل السوريين يفتحون قلوبهم لكل اوربي او امريكي شاكين تعاسة الحياة ومن كل شيء! سيما وان السوريون يخافون من الحيطان، لانه يمكن ان يكون لها آذان تسمع وتنقل ما يقال ومايسمع الى من يعنيه الأمر، الى المخابرات التي اصبحت ثاني اثنين، تدخل كشريك بين القشرة والبصلة، وبين الفراش واللحاف، وبين الجورب ولحم الساق. حتى ان عزرائيل استقال من عمله بعد ان اخذت المخابرات السورية دوره على عاتقها.
وسرعان ما وصلتا الى المركز الثقافي، حتى انهما وقفتا بعض الشيء امامه لاكمال ذلك الحديث، وطلبت ياسمين من ماري زيارتها في المدينة الجامعية في منطقة المزة، بعد ان اعطتها العنوان وبعد ان وعدتها بمساعدتها في فهم وامتلاك ناصية اللغة العربية، وشكرت كل منهما الأخرى وافترقتا على امل اللقاء بعد يومين في المدينة الجامعية عند ياسمين في الوحدة (n)، الطابق (b)، الغرفة رقم (d)، أي يوم الأربعاء.

elinde 23/07/2007 03:41

ياسمين فتاة حمصية تدرس في دمشق، وتعيش في المدينة الجامعية التي بقي منها الاسم فقط، لان عدد الطلاب الذين يسكنون هناك يقل من عام الى عام، ولأنها تحولت الى سكن لأقرباء واولياء القائمين على امرها، او لأن اولاد كبار المسؤولين وأصدقاءهم استولوا على اكثر من نصف ابنية المدينة، ولأنها تحولت الى احدى المعالم التاريخية، والسياحية، والجنسية الجغرافية لمدينة دمشق بكاملها. ومن يزور دمشق ولايزور المدينة الجامعية كأنه لم يزرها، حتى يمكن القول انه لكل مواطن سوري وطنان، بيته والمدينة الجامعية!
وبعد يومين ذهبت ماري الى المدينة الجامعية وما ان اقتربت منها حتى ظنت انها اخطأت العنوان وانها امام وحدة عسكرية لان المدينة محمية بعناصر المخابرات المسلحين ببنادق روسية الصنع، وبعيون اخطر من تلك البنادق التي يحملونها، وسألت طالبة عن كيف يمكنها الذهاب لزيارة شابة في الوحدة (n)، وقالت تلك الطالبة انها ذاهبة الى هناك ودَعَتْها لمرافقتها، وعلى مكتب الدخول، بعد اسئلة واجوبة مع الحراس سمحوا لها بالدخول واخبروها انها تستطيع البقاء حتى الساعة الثامنة، والساعة كانت وقتها حوالي الرابعة بعد الظهر.
سارت ماري برفقة الفتاة التي بقيت صامتة، ولم تتكلم، وكانت حزينة ومهمومة وتفكر في شيء ما. ماري ما ارادت ان تكون البادئة في الكلام. وحين اقتربتا من الوحدة المطلوبة، قالت الفتاة لماري كيف يمكنها الوصول الى المكان اللازم لها، وودعتها وذهبت باتجاه آخر. دخلت ماري الى الوحدة، وهناك طلبت منها المسؤولة في الطابق الاول جواز سفرها، وكذلك اسم ورقم غرفة من تزور، وبعد مداولات قصيرة سمحوا لها بالصعودعلى الدرج الى الطابق (b) لأن المصاعد لاتعمل. وصلت الى الغرفة المطلوبة ودقت الباب. وبسرعة فتح الباب وانعقد لسان ماري من الدهشة لأن ياسيمين كانت بتسريحة اوربية وبثياب اوربية وبدون حجاب، حتى ان ياسمين قرأت في عيني ماري الدهشة التي اعجبتها، ورحبت بماري بفرح وحبور، واستقبلتها بحفاوة وكأنها يعرفان بعضها البعض منذ الف عام، او اكثر!
ياسمين حضرت طاولةما لها اخت بالنسبة لطلاب الجامعة الذين يعيشون على الأكلات السريعة والفلافل والحمص والمخللات، كان عليها الكثير من الأطعمة المعدة في البيت والتي يجلبها لها اخوها مرة كل اسبوع الى دمشق. ماري تذوقت هذه الأطعمة، بعضها اعجبها كثيرا وبعضها لم يعجبها، وبعد قليل جاءت زميلة ياسمين التي تسكن معها، واسمها رنا، وهي طالبة من اللاذقية تدرس الحقوق، وهي من اسرة عريقة في معارضة النظام، ابوها كان في السجن واخوها كذلك لأنهما كانا شيوعيين. وكالعادة عندما تبدأ الأحاديث في سوريا، بدأن الحديث عن السياسة واهل الكياسة، ودار الحديث حاميا هذه المرة بين ياسمين ورنا حتى يبدو انهما نسيتا ماري ووجودها، وكل منهما توجه الحديث المقنع لماري الحكم، وماري جلست تستمع الى كل هذه الأحايث، وتذكرت كل ما قيل عن احداث ربيع اوربا، ومظاهرات الطلبة والبير كامو وجان بول سارتر، وخيل اليها انها تعيش الآن لحظات شبيهة بلحظات تلك الأحداث.
ياسمين في حمص، في المدرسة تعرفت على طالبة اسمها أنيسة، درست في المدرسة، قيل ان اباها كان شيوعيا. وتحادثتا كثيرا وقرأتا كثيرا، وتعرفت ياسمين على الأدب العربي الحديث، والأدب الروسي، والآداب الأجنبية الأخرى. وفي السنة الأخيرة من المدرسة حدث ان جاءت سيارة من فرع المخابرات اخذت انيسة، التي عادت فقط في نهاية العام الدراسي، وكأنها شخص آخر جاء من مجرات اخرى، وسرعان ما وضعت يدها على نفسها، انتحرت، وعرفت ياسمين من ام انيسة ان الأخيرة تعرضت للتعذيب والاغتصاب، ولم تتحمل نفس وروح تلك الطفلة التي ارادت تنظيم هذا العالم، انطلاقا من مخيلتها كطفلة، لم تتحمل اذى، وشقاء، وقسوة هذا العالم، قسوة اجهزة المخابرات السورية، قسوة اجهزة الغستابو الجديد للنازيين الجدد الذين يحكمون البلاد بالحديد والنار، ويتحكمون بمصائر الناس والعباد.
ياسمين، على فكرة، تكتب مذكراتها، واحلامها، وتكتب الشعر، والقصة، ولكنها لاتنشر اعمالها، فقط اهلها وصديقاتها واصدقاؤها المقربون يعرفون ذلك. كانت تنظر الى العالم من منظار آخر، ترى شقاء الانسان فيه، وآلامه، ومعاناته واوجاعه، ولا تفهم لماذا تحول الانسان الى آلة طاحون بدون روح يطحن كل شيء! واما رنا فكانت ككل المثقفين اليساريين يكرورون عبارات لايفهمون معناها، ومبناها، كان يعجبهم وقع بعض الكلمات، حتى انهم كانوا حين ينطقون بها، ينطقونها ببطء وتلذذ، ويستمعون الى صداها، يتحدثون عن الصراع الطبقي والمطرقة والمنجل وثورة البروليتاريا (الكلمة الساحرة) و الصراع الـ أيدلوجي ... الخ. وكثيرا ما كانت ياسمين ترد على رنا بأن الشيوعيين مثلهم مثل الإسلاميين يكرورون اقوالا لايعرفون معناها ومأخوذة من عصر لايناسب عصرنا وواقعنا، كلمات محفوظة عن ظهر غيب كما يحفظ الاسلاميون بضع آيات من قرآنهم، وتجيء ظهورهم من المتعة عندما يردودون كلماتهم وعبارتهم تلك. وكانت ياسمين تقول لرنا عن أي صراع طبقي وبروليتاريا تتحدثين ونحن في كل سوريا ليس عندنا مصنع واحد، حتى الفلاحون عندنا لايزرعون ولا يحصدون! بلادنا صحراء ونحن بدو! نحن جراد! حتى جيشنا الذي هجم على لبنان كما يهجم الجراد على حقل اخضر التهم كل اخضر ويابس واكل كل مايأكل وترك وراءه الخراب، والدمار. نصف عساكرنا اصبحوا اغنياء من سرقاتهم من لبنان، حتى النوافذ والأبواب قبَّعوها واخذوها، ما تركوا حجرا على حجر هناك. ما فعله جيشنا في لبنان لم تفعله اسرائيل في الضفة الغربية، ولاتسمح لنفسها بفعله! ولم تفعله امريكا في العراق، ولاتسمح لنفسها بفعله! ونحن كل ما عندنا هذه الشعارات الجوفاء المتعفنة، وهذه الـ بسم، وهذه ال صدق، وهذه الـ عن فلان ان علان قال ومال، وجال، وصال، حتى تحولت حياتنا الى أن فلان قال عن فلان، والى قيل وقال! انا اعتقد ان الناس الجيدين قد تم حصدهم عن بكرة ابيهم، ونحن احفاد اولئك المقطعين الموصلين الانبطاحيين المتلونين مثل حرباء، من نحن؟ نحن؟ حتى لااعرف من نحن، ولا احد في الدنيا يعرف من نحن!. نحن ويل وسيل، نحن صحراء وقارات من القحل والمحل وليس هناك من سبيل لإيقافه. كل شيء عندنا لاكما عند البشر. نحن خلقنا وابقي علينا لكي نكون عبرة ودرسا للآخرين لكي لايكونوا كما نحن. واعتقد ان الله لاعلاقة له بهؤلاء الناس وبهذه المنطقة، هؤلاء هم نحن. عندي صديقة تعيش في لندن فرت هي وابوها وامها واختها من هول ماعندنا، من هول وبطش حكامنا، وهول ورعب رجال الدين عندنا، كتبت لي تقول ان اولئك الذين فروا من هذا الجحيم ينقلوه معهم الى هناك، ينقلون صحراءهم ومواشيهم وخيمهم وبعيرهم ويطلقونها ترعى في الحدائق الجميلة الخضراء هناك وتحصد الأخضر واليابس، يقتلون بناتهم وزوجاتهم باسم الشرف والدين، لمجرد انهن يتغنين بالربيع فيهن، ويحلمن بإطلالته، لمجرد ان الفتاة تمشي مع شاب، فماذا نرجو من هؤلاء القتلة؟! حتى انه خطر ببالي، نحن نستورد الثيران الهولندية لتحسين انسال ابقارنا، ونستورد الشتلات، لتحسين شتلاتنا، وبتلاتنا، ونحن نحتاج الى ذلك التحسين في الانسال، والأنساب، والجنس والنوع!
ماري كانت تنظر الى ياسمين ولاتصدق ماتسمع! وهل فعلا الأمور سيئة الى ذلك الحد؟ وياسمين كانت هذه المرة اكثر وضوحا، وأبلغ تعبيرا، ورنا التي اعتادت على الحوار والثرثرة، والأخذ والرد سكتت، وكأنها ،ولأول مرة، ترى ياسمين التي احمرت وتألقت، وشعت عيناها، وهي لم ترها من قبل هكذا، في مثل هذا الحال، ومثل هذا التألق ، ونطقت بعبارة خرجت اتوماكيكيا وكأنها صلاة: "انت، ما أجملك، وما أرهبك ياياسمين"!
اعتذرت ياسمين من الجميع، وعلى انها كانت طول الوقت تتكلم، واقترحت تغيير الجو، بأن يمشين قليلا في المدينة الجامعية. ماري وافقت، اما رنا فقالت انها ستلحق بهما، ويمكن لا، لأنها تريد أن تحضر اكلة تبولة، ووافق الجميع. وما ان خرجت ماري وياسمين التي ارتدت الحجاب الذي يغطي الشعر فقط وبحيث يبقى الوجه مفتوحا، والذي دهش ماري حتى الأعماق، كيف يستطيع مرء يفكر كما تفكر ياسمين، ومع ذلك ترضى ان تلبس الحجاب؟ وخطر بذهنها ان، ان تسأل ياسمين فيما بعد.
أما رنا، فأسرعت الى دفتر مذكراتها، وبدأت بتدوين ما سمعته من ياسمين، خصوصا، وأنه من السهل الكتابة عندما يكون كل شيء طازج، فقط خذ وسجل. ونسيت في حمة التسجيل التبولة، وغير التبولة، سيما وأن ياسمين عادت ومعها ماري التي بدت مصفرة وترتجف وكأن شيئا ما رهيبا قد حصل للتو! واستفسرت رنا عما حصل من ماري التي كانت طول الوقت تتمتم تارة بالفرنسية وتارة بالعربية بشكل غير مفهوم. وبعد ذلك توجهت الى ياسمين وسألتها "شو صار، شوصار، إلِّيلي (قولي لي)؟" وبدأت ياسمين تقص على رنا ما جرى معهما، وقالت: "ما ان خرجنا من الوحدة واتجهنا باتجاه الوحدة (هـ) حتى سمعت ماري صوت شبيها بصوت انفجار، انا اعني انفجار قنابل طلابنا، طلاب كلية الطب، واستفسرت ماري عن هذا الصوت، فقلت لماري عما يجري عندنا في المدينة، خصوصا، وان طلابنا لايقرؤون، وليس في المدينة الجامعية مكتبة، او صالات رياضية، او مدينة العاب، او نواد، او حلقات بحث، او رسم، او رقص ... الخ، هناك نادي واحد هو الاجتماعات الحزبية البعثية، واجتماعات اتحاد شبية الثورة والتي فيها يتحدثون عن الامبرلالا والإسرائيلالا، وعن ان اهدافنا "وحدي حلوي شقرا"، عفوا، "وحدة حرية اشتراكية"! ولذلك يلجأ الطلاب لتمضية الوقت باجراء مباريات فيما بينهم، حيث يقوم الطلاب بشراء اكياس نايلون كبيرة الحجم تتسع لعشرة ليترات وحتى لعشرين ليترا، وهناك من تبجح بأنه ملأ كيسا بثلاثين ليترا من الماء، ويرمون بهذه الأكياس المليئة بالماء من البلاكين على القطط، او الكلاب التي تبحث عن بقايا الأطعمة في الحديقة بالقرب من حائط مبنى الوحدة، وعادة يقوم الطلاب بشراء اطعمة شهية للقطط والكلاب لإستدراجها الى تحت البلاكين، ومن ثم ليتم انزال تلك الضربات الجوية الماحقة والدقيقة الاصابة بصواريخ جو ارض، والتي تصل دقة اصابتها الى بضعة سنتمترات، وهذا ما لم تستطع الدول الكبرى المصنعة للصواريخ ان تصل اليه في دقة اصابة صواريخها، ولكنهم هناك لايعرفون عن منجزات سورية، وبالضبط منجزات طلاب كلية الطب في تقنية صناعة الصواريخ الدقيقة الاصابة. اقول يقوم الطلاب باسقاط تلك الأكياس من الطابق العاشر او الحادي عشر على القطط او الكلاب والتي تنمعس، وتنهرس تحت هذا الضغط وتتحول الى ما يشبه رغيف الخبز! وبعد ذلك يتم تناقل، وتدوال تلك الانتصارات المذهلة على الأعداء. وذلك الذي يحقق اصابات دقيقة وماحقة يعتبر بطلا قوميا بين الطلاب"!


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:32 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.13514 seconds with 10 queries