![]() |
2
من أنت ؟! وحدك في الوحشة لا تعرف من أنت ، يجهلك الأحفاد ، مثل أسلافٍ يزعمون جهلك . تفتح الطرق في ثلجٍ ينحسر ، تتثاءب حولك الغصون ولا ينثني العشب تحت قدميك . خفيف ، زفيرك يرسم تاج الملاك وتزدريك الزواحف لفرط مروقك . لكنك تضيع وتقتحم ، ينتظرك ذئب يهجس بقدومك ترأف بك البراثن مكتشفاً ، مثل شخصٍ يسأل : ( من أنت ؟! ) فتدرك الصوت . تسأل : ( من أنا ؟ ) تمتلك الغابة ، مستسلماً للتحدي . شخص ضائع .. ويضيع . |
ليلُ السَّرد
عبر المآتم كلها لكي يعلن يأسه من الجب والقميص. مدح قـرائنه وبالغ في الغياب، لكي تتأكد أمـه أنـه أكثر الأبناء قدرةً على السفر، دون أن يفسد سكينة البيت . غسل المعدن بجوع العائلة، وبحث عن سببٍ واحدٍ يدعو لموتٍ رحيم ، وعندما هـم بالنص ، عازته التعازيم . فبدأ في سردٍ على هواه. بدأ في فضح مخطوطاتٍ كنزها له أبوه في حديدة الدار. و أخذ يـؤلف الكتب كأنـه يؤثث ليل النص بأشلائه. |
صوت شاحب
يصهل تحت شرفات الدور حول أسوار القصر، فيطيش حلم العقلاء، ويستعيد المخبولون جنونهم . يقبض العشاق على نصٍ يبدأون به ليلة الحب. فيقصد الجميع ظاهر المدينة بحثاً عن الشخص، فلا يجدون غير شبحٍ يتقمص أشكالاً تتراءى لكل واحدٍ في صورةٍ ، حيث لا يكون الشخص في مكان. |
خديجة ، زعفران لمنديلها
هذيت بنا منذ ليلين ، كنا هذيناك كانت خديجة مفؤودةً بالغياب هتفنا نسلي لها القلب ، عينان مأخوذتان وتاريخها فضة النوم . رأت ، أو تراءى لها ما رأت، زوجةً لإبنها ، رأت ، أو هـذت ، أو هذينا لها. قيل لها : يا خديجة .. هذا صغيرك العاشق الفتي . .. هيئ لك خذيه، لئلا تأخذه الفتنة بالناس إلى خمرة التهلـكة. يا خديجة ، وأغويه ، فليس له مهب سواك . قيل لها ، و كانت في الشهوة ، في بهجة الصهد يتفصد تحت وطأة الكلام ، في الريح وهي تمزج الطلع بالهواء ، في بيت الحريق وهو يمحو ، في ليلـها ، واهب الكوابيس ، في ردهة الكهف ، فوهة للخراب . يا خديجة .. هذا فتاك ، طريد الزنازن والحانات خـذيه ، واجعليه خدينك الأثير ، ودثـريه بشغفـك الباذخ يدحمـك ، و يمنح نسلـك المجد ، خذيه ، و اسدلي وشاحك في مهده ومثواه . صغيرك الغر و فتاك الفاتن وفارسك المأخوذ بترف المعنى . قالوا ، يا خديجة ، فـضي طفلـك المفتون كي يجتاز محنتـه و يبرأ من رخام الكهف ، فـضي وحشك المذعور كي يهوى . و قالوا ، ضمخي شفتيه بالرؤيا لكي يهذي و قالوا ، زيني بالزعفران يديه أو خديه . مكتوب لـه .. يبكي لـك ، وله القطيفة وانخطاف الزيت في القنديل و القفطان يبلى في بكاء النار . قالوا ، تسمعين اليوم فرحته الذبيحة وهو يزخر بالنصال و كلما يهذي ، يرى القتلى وينتهب الطريق لهم و أنت في انتحاب البرزخ اليومي بين الدفن و الأعراس قالوا ، يا فرات الناس وحدك تسمعين الماء يشخب دونـه و يموت من عطش ٍ و وحدك تنهلين النوم والأحلام . سوف ينتاب الفتى هذيانـه ، ويقوده مـلـك ، وتغفو أمة في ثوبـه ، و ملاكـه السري يمضي شاهقاً وجلاً ، وبين يديك يكتب ليلنا الأزلي ، بين يديك .. يهذي عندما يهوي إليك وكلما يهذي ويهدم هيكلاً ، يهذي .. ويبنينا .. و يهدمنا .. يرى مستقبلاً فينا . يهذي ، عندما تخلو يداه من القرنفل و الحديد ، وعندما يسري به ماء الحديقة ينتشي في ثوبه ، يحنو على كـتبٍ ويمحو قهوةً و يظل يهذي. ربما تنتابه الرؤيا و يجترح المعاجز ، يهتدي بالبرق كي تـرمي السماء عباءة الفوضى وتنتخب الكتابة، عله يزهو بها. فلربما منحته أسماء وترياقاً لًيقرأ ، ربما طارت به الحمى ونـز الضوء من أطرافه ، و مضى يهلهل سره في بهجة الأسماء، ليلاً هاطلاً في زمهرير الروح ، يهذي مثلما تفشي غيوم حبها للأرض |
اختبار
ما ذا يفعل شخص مثلي، قـصلته الأيام بوحشٍ . يتقمص جنس الأشباح ويبكي . ماذا يفعل للموتى حين يجوبون طريق الجبانات ويختبرون حضور الأحياء . ماذا يفعل شيخ الأشباح لموتى يحتفلون بأخبار بقاياهم في ليل الوهده. |
صلاة الكائن
كنا نغني حول غربتنا الوحيدة كالعذارى في انتحاب الليل كنا نترك النسيان يأخذنا على مهلٍ لئلا نفقد السلوى .. ونذكر .. أن عشاقاً لنا كانوا هنا واستأثروا بالفـقـد ، سابونا على أوهامنا وتقلصوا عنا، و أهدونا إلى الأسلاف. لو أن عشاقاً على ميزانهم مالوا قليلاً أو تمادوا في تغزلهم بعذراواتنا، أو بالغوا . لو أنهم جاءوا قبيل الماء، أفشينا لهم أسرارنا ، كنا توضأنا لهم بالنرجس الناري ، لو جاءت رسائلهم لنا كنا قرأنا سورة الرمان سورنا بلاداً بالتراتيل ، إنتخبنا بهجةً أخرى، وكنا زينةً في الليل، كي لا تخطئ النيران ، كي تغوي العذارى شهوة الأحلام توقظ فتنةً من نومها . لو أنهم ماتوا قليلاً قبلنا .. كنا تمهلنا قبيل الموت أو كنا قـتلنا بعضناً حباً، مكثنا في خطايانا و أجلنا مكاشفة العدو لعله يعفو و يذبحنا برفقٍ ، علنا نخفي عن الجيران شهقتنا ، نكابر، ننتحي في ركن خارطةٍ و ننسى هجرةً ونغض طرفاً عن منافينا، وننكر جرحنا. كنا تشنجنا على أكبادنا ، كنا كتمنا ، لم نكابد غبطة العشاق لم نفتح كتاباً فاتناً في الحب أو كنا قنعنا بالخسارة كلها ، لو أنهم . |
حَـدّادُونَ
خط الخطوط على غيابي حزن أمي و اتزان أبي ، وحدادون مغروسون حتى نصفهم في الأرض يسقون المسامير التي تحنو على سفنٍ ، يروزون الحديد بريشة الميزان ، و الخط الرشيق على ثيابي يقرأ القرآن يتلو في كتابي سورة الأحزاب. حدادون يختلجون في ترف التراب يؤثثون النوم بالحسرات ويبدأ الترتيل ، ينطفئون في ذهبٍ ويتقدون . حدادون مصلوبون في حفرٍ مصفحةٍ لتنثال الكتابة في نشيج النار نهراًً في المجامر يوقظ الفولاذ. كانت جنة الأسماء تنتخب المواسم كي تعمد طفلها بالعشب تبذل حضنها للطير و الحيوان تخدع موتنا و غياب أسرانا. وكانت قهوةً ويداً وأحداقاً مشرعةً ، وترنيم البكاء على شهيد الناس . جاءت من قطيف اللؤلؤ المسنون من نخلٍ كثيفٍ سوف ينسانا ، فهيأت الكلام لنا ، وشالت حزننا كالتاج . كانت تستضيف البحر كي تحمي حديقتها وتفتح للصدى تعريشةً يرتاح فيها قبل أن يهتاج . كان موزعاً بين الحديد وكاسرات الموج ضاعت مقلتاه ، كأنه حلم بعيد سوف ينسى طفله المحبوس ، لم يسأل كتاباً ، لم يؤرخ لإسمه المخطوط في بيتين من نومٍٍ ٍ و من سفرٍ . تناول آلة التهذيب ، وهي زجاجة المشكاة ، كي يحمي حديدته الوحيدة وهي تأخذه إلى امرأةٍ لها تفاحة في سهرة الأسرى . تخط له الخطوط وتستعير الصحن كي تبكي على مرآتها وتؤرجح الذكرى على ولدٍ يغيب ويختفي و يضيع . حدادون ينتخبون آلة حربهم من معدنٍ يحنو ويستعصي على النسيان . مختبلون ، مثل تألق الوراق وهو مضرج بالحبر مثل دماثة الميزان . |
مَزاجُ النَّرد
كنا تهيأنا لتفسير العلاقة بين دفء البيت والحلم الذي لا ينتهي ، كنا .. ، تماهينا بذئبٍ كامنٍ فينا وتسعين احتمال شاخص للموت ، قاومنا ترنحنا لفرط الحب ، أوشكنا على ندمٍ ، فأجلنا العناق ولوعة العشاق أجلنا قيامتنا لندخر الغياب ونخدع الرزنامة الكسلى ، وكنا شاهد القتلى على عشاقهم ، جئنا نؤجج وردة المجنون نختبر احتمالاً واحداً للحب . و كلما طشنا ، ذهبنا في بعيد الناس ، فاضت كأسنا وتبادل الأنخاب جيش يهزم الدنيا بنا . كنا .. ، ستمحونا يد وتعيدنا لغة إلى مخطوطة التأويل نقرأ في زجاج الوقت كي نغوي سلالتنا نكابر ، كي نصدق أن حباً سوف يسعفنا فيحكمنا مزاج النرد . نهرب من تفاصيل المكان إلى زمانٍ هاربٍ لنحرض الأسرى على حراسهم ونؤثث الدنيا بهم . كنا نصب النار في الشهوات نوقظ فتنةً في النص حتى يركض القتلى إلى عشاقهم ليلاً و ينتقمون . فنقول : عام طازج ونقول : جيش خارج ونقول : روح هاجرت لتحل في جسدٍ غريبٍ واحتمالٍ واحدٍ للموت. |
صاحبُ الخريطة
يطوي خريطته ويعطيني يداً أخرى لكي أجتاز فردوس الجحيم ، أشيد بالماضي ، أعيد كتابة المستقبل المغدور . يعطيني يداً ، ويمد ديوان المظالم في بلادٍ كلها طرق مخربة ، كأن الله سوف يؤجل الفتوى ويمدحنا لكي نختار ، بعض الوقت بين عدونا وخصومنا ونهادن الماضي ليأخذنا إلى مستقبلٍ مفقود . يقترح الشراك لنا ويهوي في يدٍ مهزومةٍ ، وينال من تاريخنا الشخصي يأخذنا لهاويةٍ ويزعم أنها حرية الأحياء .. قبل الموت . يرتجل الحوار ، يعيد خربطة الخرائط كي نصدق أننا نمشي إلى مستقبلٍ، متقهقرين ، لنا الخيار ، بوحشة الغابات، بين عدونا اليومي والخصم المؤجل . سيد التأويل أدرك سيد الشك المبجل . كيف نترك جنةً في النار كي نهفو لفردوس الجحيم وكيف نترك كوخنا في عزلة الملكوت كي نمشي إلى طللٍ تزخرفه النهاية باجتهادٍ سيدٍ. يطوي خريطته ، وتطويه يد فيمد لي .. و نكون في الموت المؤقت بين أعداءٍ (تفاديت المراثي ) والخصوم ( يباغتون مدائحي ) ويمد لي .. و نكون في حلٍ من التفسير |
وردةُ النَهرين
خبأت وردتك المقدسة الندى في ملتقى النهرين فارتاحي قليلاً . ربما نجلو زوارقنا ونوقظ شهوة القرصان ، هيأت لنا رمانةً في جنة الأخطاء موهت الخريطة واكتنزت شقرة الغابات فارتاحي قليلاً كي نؤنب بعضنا ، ونضيع في ليلين من لبنٍ و عاج . ربما ، نهران يلتقيان في تاجٍ ، ووردتك الندية منتهانا ، والقوارب جمـة ، ولديك وقت للتكاسل عن ربابنةٍ وكشافين يعتقدون بالطرق الوحيده . كلما نجتاز نهراً جاء نهر . وردة في المنتهى لنضيع في الأشتات ، فارتاحي قليلاً . سوف نقتل بعضنا ونغض طرفاً عن ضحايانا لنفقد كنزك المكنون ، نامي في خبيئتك المقدسة الندى نامي طويلاً . |
مَدِيحُ اليأس
لم تكن أخطاؤنا أغلى من الأبناء ، كابرنا لكي نخفي هوانا عن معذبنا مدحنا يأسنا ، تهنا وسمينا اختلاج الروح تفسيراً ، تقمصنا الهواء . لم تكن أخطاؤنا أغلى ، تماهينا ، شحذنا نعشنا ، مـتنا ، وسمينا هوانا كاسر النسيان أرخينا مراثينا لئلا يعرف القتلى طريق الموت ... ــئلا تشفق الرؤيا على أخطائنا . لم ينتخبنا سيـد الأسماء ، لم نحضر دروس النحو ، لم نعرف مكاناً آمناً للحب . |
الهدية
الجسد قلعة الروح، لكنها تخذله فيجوز للشخص أن يشك في دسيسة الذهب، مثل مصادفاتٍ تلهو به فيحلو له ذلك ويطيب . ذخيرة الجسد تأخذ القلب والصدر والقميص وتطال المخطوطات ، فـيهب مكتبتـه للأصدقاء كمن يـهدي جنة النيران والأسئلة لأجسادٍ طائشةٍ بالذخائر |
قيلَ له : يا مُحمد ..
... وكان في الحلم نصف في الماء ونصف يجدل الحبل، وبينهما مشيمة الهواء . يكتبان في الخشب ما يمحوه الملح والحسك ، يتأبط الريح ويهدهد القلوع لئلا تغفل عن الأفق. قيل له ، وكان في راحة التعب بين السفر و الإقامة ، يسمع القواقع وتصغي له طبيعة الغياب وقلبه في البيت - يا محمد ..هذا طفلك الشقي .. إغفر له ما تقدم من ذنبٍ وما تأخر . طفلك الذي ينام حين يذهب الناس إلى العمل، مشحوذ القلب بحزنٍ كثيفٍ ، وينتحب . طفلك الذي لك والذي عليك ، يدس غوايته بين الوردة وجنة الناس ، بين الكلمة و المعنى ، يفتح الأفق لهاوية التفاسير ، و يجتهد و يهتم.. قيل له ، و كان في الحديد . قميص قديم يتفلت من القلوع ، يكشف أكثر مما يستر . تصيبه ندامة الغائب وبكاء العائد بينه وبين الماء رفقة المنطفئ ، بينه وبين النار لهفة المشتعل ، يأتزر بنصف الأرض وصدره في الريح والشظايا حديدته قيد الكاحل و قلادة الكاهل. خديجته في مغزل الوقت ، لا تفقده ولا تناله . يا محمد .. إنه طفلك ، تراه مثلما تلمس الحديد ممتثلاً لشهوة اللهب يا محمد ، فارأف به و لا تقل لـه أف و لا تنهر خطاه . طفلك الذي بذل لك جناح الذل وحمل كيس عظامك وأعلنك في القبائل مثل بيرقٍ . طاف بجسدك يغسلـه من نفط الحقول ، ويشحذه بالتمر واللبن . قيل له ، وكان في طفولته الأخيرة ، مهداً تهدهده يد الله ، تحنو عليه النوارس وتتلو عليه رسالة البحر . طفل يكتهل ويشيخ وتفيض به فضة النوم أحلامه كفيلة به و بين يديه ينشأ النخل مثل جنة الليل، مشمولاً ، وليس لولده سلطة عليه. يا محمد .. تصاب بالهذيان وينتابك الحديد وتأخذك رجفة الأقاصي، فاشطح كما تشاء، وتيمـم بالوحي كما تشاء، ولك أن تغتر بولدك وهو يـعـق و يجحد و يتيه و يقود العصيان عليك . قيل له : يا محمد طفلـك مثلـك يرث الحبسة والعزلة والكهف ، و يتمجد بك و يسأم . قيل له يا محمد وكان في حديدة الحلم . |
نُـعاس
كان لي أن أفتح الباب الموارب وهو منسي وراء البيت . زرقته الكئيبة ملجأ للطفل يهرب من ظلام الدرس من نوم الظهيرة من نعاسٍ كاذب ٍ . هل كان لي في مجلس التأنيب أخطاء ملفقة لتعترف الطيور بقدرتي في الريح . هل كانت صلاة معلم القرآن كافيةً لتأجيل الظلام أمام أحلامي، لأفتح باب أيامي ، لكي لا تسرق الأشباح ذاكرتي وتمحو شمس أقلامي . ووحدي سوف ينساني وراء البيت وحدي سوف ينساني |
أخطاءُ الليل
قيل إن النساء أكثر رأفة من الرجال بأخطاء الليل . فكن إذا شقت الثاكل ثوباً خاطت لها العذارى قـفطان القرمز يهدهدن به القتلى لئلا يموتوا . و إذا اشتبك الليل بالنهار كن يسمعن ، وكن يرين ، وكان بينهن من يؤجج شهوة القتلى قبل أن يذهبوا إلى الموت، وكن أكثر رأفةً من الرجال عليهم . وقيل إنهن يرقعن ليل رجالهن بحكمة النوم ، فكل خطيئةٍ تقع وأنت في النوم كأنها لم تكن . وكن يهمسن في أجساد رجالهن : ( كلما كان الخطأ كبيراً و فاحشاً بدا كأنـه صواب شامل ). |
ارتجال
تـنسى وتـذكر كي تسميني ، وحيداً ، نجمة الأقداح، تشرب من شغاف الروح ، تنتخب الوضوح وتطلق الفتوى على الأعداء كي يستأنفوا الأنخاب. تـدعوني عدواً صادقاً وتـدقني في الكأس مثل الغامض المفضوح تبكي كي تسميني .. وتمحوني بعيداً في هتاف الليل نجماً ضائعاً في الروح . |
وصايا
سآلتها أن تستعير غموض أحلامي لتفسير الوصايا وهي تهدر في دمي . أن تحتمي بالماء كي نبكي معاً ، أن تستعيد رشاقة القروي وهو يصد ، في شجنٍ ، غيوماً سوف تحصد حقـله قبل الأوان . سآلتها بالكيمياء وشهوة التأويل أن تأوي إلى كوخي قبيل النص كي ينتابني دفء الخليقة وهو ينتخب العناصر . قلت أيامي لها ، لو أنها مالت قليلاً واستعارتني لتأخير المراوغة المثيرة وهي تفتك بالمكان . قلت أيامي لها وكتبتها في فهرس الذكرى وصحن الزعفران . قلت أيامي مزيجة بها ، لكنها قرأت كتاباً نائماً ، فنذرتها في طقسي السري للباقي من الأيام ، للقروي حين يعيد ترتيب الفصول ، أضأت أيامي بها كي ترشد الشمس الأخيرة للخفي من الحقول |
الجنون
سينال منك الجنون ، ما دام الأسلاف يرصدونك ، ويجمعون لك القرائن ليروك في الأخطاء . جنون تظن أنه نصـك الحصين ، فيما ترى نصلاً في الحنجرة ، و الكتاب بيتك الأخير. جنون لك ، تناله و ينال منك . أسلاف من الصـلد وفساد الروح ، لا تأمن ولا تأخذك غفلة عما يصفون . جــن عليهم ، فليس فيهم من يرأف بك ، ولا يسمعون لك ولا يريدون الحجة ، وعلى مضضٍ يـقصلون . أسلاف لك وأنت وحدك ، ينتخبونك مثل خصوم الله عدواً تتكفل به النقائض . |
الساحرات
تركت لهن الأخبار يكتبنها كما يحلو لهن ، ساحرات يبتكرن الليل ، قليلات النوم ، حاسرات الشعر ، محررات الصدور ، يتهجين الأطفال ويرضعن الهواء. يحكمن الغابة مثل بيت الحلم ، ويخدعن الظهيرة لكي تذهب باكراً ، أصدق أنهن الشجرة حيناً ، ومدخنة ترسل رمادها الخفيف حيناً ، ودائماً يبعثن برسائل السهرة مع الجنادب و أمراء العتمة، فأمحو بياض السرير الموحش وأتبع الرائحة ، مثل ذئبٍ يمشي في نساء الجنة. يسمعن قصصاً شردتني وحزناً أورثني إياه سفر طويل و زنزانة نادرة . يصغين لبوحي مثل رأفة الأم . طفل تمحوه جذوره وعيناه تسعان الأفق . وعندما تأخذني الغفوة يمسحن أصابعهن الرحيمة في روحي فيطلع ريش خفيف يحملني وينساب بي ذئب أكثر رهافةً من الشبح . يسهرن في تدوين أخباري بقية الليل فيما يذرعن الغابة في جنونٍ مشغوفٍ بما يفعل . شعور طائشة ، صدور مغسولة بالريح وجسد منسي يحلم بكوخٍ في مكان . |
نارٌ تمسكُ بالنار
خضراء تنقلك الموسيقى لجنـة المنتهى ، بين نشاط اليقظة و ريبة الشخص . شخص يأسرك بهودج الفتنة ، يغريك بذؤآباته الطائشة ، أوسمة يطرد بها الغيم ، ويغويك . تحمين جسدك من شهوة الرقص بنعاس الخجل تزمـين أعضاءك بمزق القميص ، كمن يحبس طيوراً محتقنةً في قفصٍ مكسور. ينهر العاج لئلا يغفل عن البرق ويمدح الوتر ليفتح الماء على الهاوية، يقود كتيبة الأقاصي بيدين شاردتين ، يمد إليك جسوراً تأخذ لزهرة الملاك ويمنح النحاس موهبة الذهب ، ينبثق ويندفق ويستعيد . وأنت في نيزك الشك جليد يتبلر ويتقصف ويذوب ، نمور تصحو ، وأجنحة تتناسل وشجر يذهب في النوم . خضراء .. خضراء و مفعمة باللهب ترتعشين مثل ناسكٍ يلهج ، وتنفصل منك الأطراف ، يضيق بك المقعد والبهو ، تضيق الغرفة والبيت والمكان. يصير الفضاء قميصاً يتهتك وأنت في جسدٍ يجــن ، وليس لك سلطان عليه . يئج في أحداقك الجمر تروزين الشخص بضغينة الشبق متشبثةً بغصنٍ يحترق على هاوية . نار تمسك بالنار ، تطيش بك الأخلاط والعناصر ذاهبةً ، تصرخ منك أمرأة في ذروتها ... |
جئ لنا واذهب إلينا
ذلك الباب الموارب غير مكترثٍ بوحشـتنا الغريبة وهي تهتف في النوافذ واصطخاب الروح . يا الباب الموارب غير مكترثٍ تواضع بـرهةً و ارأف وصدقنا قليلاً ، أيها الباب الموارب غير مكترثٍ بنا اغفر لنا واسأل وصادقنا قليلاً . هل تمادينا وبالـغنا بحبك كل هذا الليل كي يأتي عليك الوقت تنسانا و تبقى موصداً . نغفو على أشلائنا ، نحن الذين انتابنا ماء العناق وساعة الرؤيا و أنت موارب، قمصاننا مثقوبة ويداك في وحشية النسيان تمحونا . لماذا وحدنا قمصاننا مثقوبة بالقلب هل نهفو إليك وأنت في غيبوبة الرؤيا ترانا دون أن تحنو على ماينتهي فينا . أيها المرصود والعشاق ينتظرون في بهو المسافة قـل لنا واغضب علينا وامتحن واعصف بنا واشفق علينا ، إنما لا تعتذر عنا أمام الناس . يا باب النجاة و منتهى أسرارنا إفتح لنا وانظر و لا تغفل و لا تقس علينا . أيها الباب الموارب .. جئ لنا .. واذهب إلينا . |
جَمرةُ الفقدان
ماذا سيبقى عندما تنهال جمرتنا الخفية في هواء الليل ماذا يختفي فينا ، وهذا ماؤنا الدموي يستعصي ، وطير الروح ينتظر احتمالاً واحداً للموت. * هل نـمشي على ليل الحديد لجنةٍ تهوي ونمدح بالمراثي ، ربما ينهار أسرانا على تذكارهم ونؤجل الأسلاف . هل نمنا طويلاً كي نجرب موتـنا فينالنا، ... ويؤلف الأشياء . ماذا ينتهي فينا ويبدأ ، عندما تبقى بقايانا على باب المساء وتصطفينا شهوة المكبوت ، ماذا سنقرأ في المرايا ، هل نؤثث سورة الفتوى بتفسيرٍ يكافؤنا على الأخطاء . لو كنا عرفنا جمرة الفقدان ، وهي علامة الشكوى، ستمدح موتنا .. متنا . * هنا يأس سينقذنا من الأحلام، نحن شهوة الفردوس نهذي في جحيمٍ غير مكتمل ٍ لكي نسهو عن المكبوت والرغبوت . لو نار ستوقظ ماءنا... كنا تمادينا لئلا ننتهي . يا منتهانا هل سرى ترياقنا فينا فأدركنا مرارتنا وأوشكنا على ندمٍ فقدنا منحنى أحلامنا في الوهم ، قلنا شعرنا كي يفضح المعنى ويغفر أجمل الأخطاء، لو قلب لنا أغفى على كراسة الأسماء كنا ننثني شغفاً ، فنشهق في اندلاع الحب يذبحنا ويلهو في شظايانا . بكينا مرةً للحب، لم نكمل أغانينا. بكينا حسرةً ، وتماهت الذكرى مع النسيان، لو كنا مـزجنا ليل قتلانا بماء النوم لم نهمل قصائدنا على ماضٍ لنا . متنا قليلاً وانتهينا في البداية ، لم نؤجل سرنا كنا انتحرنا قبل قتلانا و أخطأنا كما نهوى ، فلا ماء سيرثينا و لا نار ستمدحنا |
دم
كنا نبالغ عندما ننسى دماً يجري على أوراقنا ، لكأننا نعفو عن الماضي ونخجل عندما نتذكر المستقبل المفقود، نفتعل العراك لكي نؤجل موتـنا. هل شعرنا أحلى من التذكار، هل كنا تزوجنا الهواء بغير أجنحةٍ وأقنعنا ضحايانا ببعض المستحيل، وهل لنا في مقبل الأيام ليل واحد يحنو . |
لأنين القصب و جوارح الهِجرات
وضع يده في البحيرة، كمن يغمس ريشةً في قصعة الكلام لم يكن من القصب ، وليس للحب ما يمنح، ولا بين الوحش ذئب جدير بوحدة الثلج . يمضي ، يأخذه نحيب مكبوت، بينه وبين البيت الليل وشكله النوم و حلمه الأخير . يزعم أنه ضارب في خريطة الناس يعلن السفر ، ويعقد أحلافاً مع المكان. روح مغلولة ، و يرخي لمكوثه الجسد شلوا شلواً يحصي عربات الليل ويفتح للحجر صداقة الحلم ثلجه أكثر كثافة من كـرم الطبيعة ، وللجبل رسائل من مرفأ الليل حجر خفيف يتأرجح ويتكلم مثل كتب في الرف. لماذا تؤجل ذهابك وأنت ليس هنا ولا يطالك غير الغائب وقرين القوافل . 2 لماذا تشيد القلاع و تسكنها لينتابك فزع الزائر كأنه العدو ، لا يسعك الوقت ولا المكان يكفيك. 3 من أين لك كل هذه الوحشة و أنت جنة النصال . دع اليد في البحيرة وأفرش ريشة ً تطير بك يزداد لك الأفق وتتأجل لأجلك المواعيد دع الكلام على سجيته و أكتب تقرأ الطبيعة ثلجك الكثيف . 4 جاء مكتظاً بالبكاء لا الكتف له ولا النهر يحصي قمصانه المتعبة لفرط الطريق ويخدع النوم بالليل لئلا تطاله يد المسافة . متى ينام خفيف القلب هادئ الجوارح منساباً مثل يتيمٍ نسيته الثواكل وغفلت عنه المرضعات . يأتي كأنه لن يذهب ، فيما هو يرتب أحجار الغرفة جاهزاً مثل كتيبة الهجوم. يتهجى العبور كأنه في غياهب المنفى. 5 ذئب ليس لأسمه حروف ووجره ريف الكتابة وخسارة الناس، موغل في القطيعة ويعلن أنه الجسور . 6 سيذهب ، سيذهب ، لأنه لم يأت من مكان سيذهب لكي يصدق أن للخريطة إسماً آخر غير البيت وأنين القصب . 7 يا حب ، خذ منه الجسد وأترك له الروح، ولا تجعل من سفره هجرةً و أمسح برحمتك زجاج قنديله لكي يصيبه النوم النوم لليلٍ واحدٍ قبل الموت وبعده . يا حب .. هذا قرينك .. خذه رسولاً كسولاً .. بين البحر والبحيرة . |
جنة الفوضى
اطمئنوا لحظةً كي تبدأ الفوضى وينهال علينا غضب الأسلاف كي ينتصر الشك على أحلامنا، ، فلتطمئنوا لحظةً . 2 يبتكرون الريش للشرفة والماء لأنفاس الحديد ، أخذوا ماء المرايا والهواء. أخذونا للبكاء. ربما يقتنـع الموتى بما يقترح النوم من الأحلام ، هذي جنة يخطئها الناس قبيل الموت ، هذا الفقد تفسير من الخبز و تاريخ الطحين ، هذه الكوكبة المحتربة ... كالضحايا الغاضبة . اطمئنوا لحظةً في ردهة الشك وخلوا سادة الريح يغنون تفاسير الملوك وينالون من التاريخ يمشون على أشلائنا . سادة من مصدر الفولاذ جاءوا يمنحون الناس مكنوز الكباريت و يعطون عبيد الله درساً في السلوك . 3 بيني و بين الأصدقاء الآن تاريخ من الأحلاف من تهويدة الثكلى ، ومن موؤدةٍ تطوي ظفيرتها لآخر مرة ٍ في نحرها ، من سالفٍ يأتي ويحكم . ليس إلا جنة تهوي ... وبين الأصدقاء من يسمي هذه الفوهة دهليزاً لمستقبلنا . فلتطمئنوا ، سوف تبكون على أغلى تفاصيل هوانا و تنامون على أكبادنا ، هذه الفوضى لنا .. فوضى علينا . |
خطاطون
يتناوب تسعة خطاطين على جسدي بالقصب الطازج والآيات وحبر الجنة، يهتاجون كتاج الهودج في العرس، ويبتهجون، ويفترعون عذاراهم في علانيةً. خطاطون أصحاء، ويختبرون صنوف الخط بعشقٍ مشحوذ الحرف. أصابعهم تتوتر في غنـجٍ من فرط الحب، ويخترقون اللحم، يكزون على عاج الفضة، يطفر زئبقهم مختلطاً بالصهد على جسدٍ مرضوضٍ بالخيل وشطح الخط. يطغون بكحل العين على فودي، ويرشح خمر الوجد على أطراف محابرهم، ولهم رقع ينضح ماء الشهوة فيها، يتدلى نصف كلام الله على ثلثي طنافسهم، يجلون الثلث الأسود مثل سيوف الحق الواضح في جسدي. يتهجون الكوفة والبصرة، ينداحون كخمر الهودج، يختارون الناضج من قصب التذكار، ويغتصبون الأبكار من الكلمات، فينهض في جسدي جيش النوم ونرد الليل ، يدب البنج الأسود مثل الفتنة. يستعرون، يزفون عذاراهم في جسدٍ يتغرغر بالرغبة. ينهالون، يخطون الخط ويبتهلون، كأن الله يكافئهم بالجنة في جسدي . تسعة خطاطين أجلاء، تؤيدهم روحي بالمحو، فيضطربون ويختلطون بوحي الحرف، ينزون الدم ويمتزجون بشفرتهم في قصبٍ مختلج الأوداج على جسدٍ يشبق في ليل ضحاياه ، يكاد المعجز، يلتهب النص على أعضاءٍ خاشعةٍ، فتشب الشهوة في مذبوح الروح ، يهب الخطاطون يلوبون بتسع مرايا موغلةٍ في السر، يفضون الختم عن الأبواب التسعة في أشلاءٍ خائفةٍ، وكلام الله يزين بالأسماء زجاج المشكاة ويحرسها. تسعة خطاطين يذوبون لفرط الشطح ومجد الجسد الذاهب في الشطرنج وزهر النوم. |
الصهيل..الصهيل
جــن يسكن الجـسد كأن كل عضلٍ نافـرٍ ذئبٌ يطلع من الأعماق حيث يتكون الإنسان ويستوي تاجاً .. يبطش بسلالة الرعية ، خارجـاً من طبيعته : الوحش دليل الدم / هديل البوصلة هذا هو الصهيـل جــوعٌ كاسرٌ يتـفصد في صلصال الهيكل لكأنك تلمح فضتـك الذهبية تنـتقـل ، كمشكاةٍ ، من جسد النار إلى آنـية اللهب . جـوعٌ كافـرٌ مثل زئبقٍ يمنح الصدر شهوة الأوسمة : غفلة اليقين / غـدارة البوصلة هذا هو الصهيـل جــرس الماس يـنـهر الأرض كي ترفع أحلامها عالياً مثل طفولةٍ في التـرك ، فيما تشحذ العذارى أعضاءهن المكبوتة لمكافأة الشهداء على ذهابهم الفاتن وغواية كتيبة الغزلان لئلا تخطئ خطيئتها: جـنـة الليل / خديعة البوصلة هذا هو الصهيل جـنـةٌ تمزج ثلجة المحراب بحجارةٍ أكثر جمالاً وقدسيةً. تـدل النائم على ذخيرة المخيلة وتفتح الرقص في خريطةٍ مستسلمةٍ فتبدأ مدنٌ تتـلفع بالذعر كأنـها العدو هروباً من المستقبل : شكيمة الحلم / اقتراح البوصلة هذا هو الصهيل مشدوخٌ بشهوة الأسئلة وهي تنهض من المـذلـة ، فيصاب بهيبة التهدج . سناجبه تكنس القطيفة بفروها الأليف . مضى عليه وقتٌ في نعمة الوعد ولم يـرخ حواسه لسماع الكلام ، ما إن تقال له الكلمة حتى يتفصد النحـل من كتفيه مثل بوصلةٍ تسأم مجد التيه / نجمـة المعسكر هذا هو الصهيل جثـةٌ تمرح في ذاكرة الناس مشمولةٌ بغنج المـؤامرات موصولةٌ بجسدٍ يتـفـلت من تاريخٍ لـه موهبة الميزان وغيبوبة الطريق . جسدٌ لم يخـلـع درعه الأخير مثل حصنٍ ساهرٍ يتبادل أنخاب الجليد في هدأة الوحشة وما إن تـدير الجثـة رأسها ناحية المشهد حتى يختلـج الكلام في الصدور . أول الصوت / آخر البوصلة هذا هو الصهيل جـحـيمٌ يسمونه بلادا ً ، حينـاً يقال له الوطن ، وغالباً يحمله الشخص مثل خيطٍ من الأوسمة : زينة الضريح . جنازة الأمل . قيل إنه الوقت والمكان يتراءى مثل الحلم فيما يكون وهما ً يتمارى فلا تدركه البصيرة ولا يطاله الكلام لن تعرف ما إذا كنت سيداً في هذا الجحيم أم عبداً. ليس لك أن تقول باللغة وما إن تقول بيدك حتى ينالك القصل ففي الجحيم ، الذي لا تسبقه جنـةٌ و لا تـليه ، أنت في المـهب مزاج الريح يعصف بك ومزيج الحرية يدفعك إلى التهلكة. في المهب ، ترى إلى نفسك : سيداً يهذي / رقيقاً يتملـكه الحلمة هذا هو الصهيـل جمـرةٌ ، شهـقـة اللغة ، وقيل إنها تميمة المـجـدف ممعنا ً في غواياته . تهتاج ، فيبدأ النواح يوزع سرادقه فضاءً يـزخر بأشباحٍ تـزعـم أنها الناس . تئج مثل خبيئة العاشقة يكتـظ بها الأسرى ويطيش لها عقل الطغاة . قيل إنها كلام النار للغابة وكلما جاء ماءٌ ، صـعد الأوار واشتعلت ضراوة النحاة: جمرةٌ . نارٌ . كلمةٌ / لا نهائية النص بصرةٌ . كوفةٌ . كتابةٌ / نهضة البوصلة هذا هو الصهيل جنـسٌ يئن تحت عريشة اللذة وأنتم حوله تطغون بقصباتكم المثقوبة في عزفٍ مثل جوقةٍ ينقبض و ينبسط يشد و يرخي يشهق ويطاله شبـق الموج والجنون . تطلبون لقصباتكم بهجة العظم لتخلطوها بفضة الهيكل يتخبط ويتلمظ يختلج ويخرج ، فتصابون بهلع المرأة في مخاضٍ وثكلٍ مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة هذا هو الصهيـل . مثلما تخضع جهات الروح للبوصلات الفاتكة هذا هو الصهيـل . |
إمرأة
تبعث الحرير في الـدم وتغزلك في النوم مثل قنديلٍ يرسمٌ السهرة تنتخب لك الليل فتحنو عليك الأحلام ترأف بك في ظهيرة المطر مثل زجاجة الله مثل شـعل ٍ تفتــن الظلمة من أين ، مـن أيـن فاكهـةٌ تمنح جسدك مجد المستقبل وتمضي بك تمضي وأنت تهـدر دمــك في خلاعة الماء هي سكينة النيران هو قطيفة الذهـب . بينكما صدفة المسافة وبهجة الغياب بينكما ليل العفة و ذريعة الندم . هو جالسٌ في كنيسة الكتابة خائف الذاكرة . هي قرينة الوردة سفيرة الندم. من أين من أين مليكةٌ عشقها يمنح هامتك التاج ومديحها يصقل الذهب . |
المليكة ذاتها
أخرج من عزلة الذهب مبعوثاً في مليكةٍ يلــذ لها اللهو بسفراء الوحشة، فتمنح كل قتيلٍ قميصاً يشف عن قلبٍ يشتعل بها. سليلة البدو الشاهقة ، من أين لها كل هذا الجحيم المكبوت المليكة ذاتها راعية النيازك سيدة المجرات سهرت عند شرفتها لئلا يخالجها شكٌ في الحب . المليكة ذاتها تنتخبني مثل فتنةٍ تتماثل للنوم . تطلق حريرها في موضع النحر فتطفر المرايا مثل أطفالٍ يطلعون من بهجة الجسد. تتقمص شهوة اللثم ، ذئبةٌ في حضرة الدم تهتف : العبيد .. لا الفرسان فقط المـقاتل الوحيد أولاً . تقمصت موهبة المكابرة تهتف : لا أحدٌ يهجو قبيلةً إلا شاعرٌ ينضح البراكين . تقمصت موهبة الثلج تهتف : الحب ليس في المغفرة الحب جريمة الوقت هندسة السديم، طريق الحليب، مدار الجدي ، مجراتٌ تزدحم و تزدان ، والتخوم مفتوحةٌ أمام بهجة النيازك . المليكة ذاتها ، سليلة القبائل الشاهقة، تقمصت الشموخ، تحرس فضتها في جسدٍ يكتنز بالأسلحة، يتكاسر الفرسان تحت شرفتها لترمي بالوردة وتصطفي ذئباً حزيناً يحسن الهجاء والهجوم، المليكة ذات الإسم الموصول بقهوة البدو وأسرار السهرة، من أين لها هذا الإسم الفاتن، وكيف طاب لها أن تلهو ما إن وضعت رأسي في فروها الأليف حتى اشتعل الثلج وصار القميص بهواً من اللهب وفي زجاجة الجسد يختلج نبيذٌ قديمٌ يشرف على العسل. نقتحم الحصن مثل كتيبة النوم . توأم الجحيم نتحاجز ونتكاسر ونشرف على الملك . |
ذئاب و تهذي
دعني لذئابٍ تهذي أيها الغريب . في حضن امرأةٍ شاسعةٍ، ما أذهب إلى كوخٍ وما أفتح نافذةً وما أنظر في قدحٍ حتى أصادفها منتظرةً. كأنها لم تنم منذ تركنا البيت. يوم اقتسمت معنا النبيذ والأمتعة. وأوهمتنا أنها أخذت ما يكفي، وتركتنا نحمل الباقي، لنكتشف، وراء الجبل، أنها وضعت لنا زاداً زائداً، لت عيناك تقطران دماً، تنظر المرأة منتظرةً. ذاهباً في هذيانك وأنت في حضن امرأةٍ مثلها. حضنٌ قرأت فيه زعفران الطفولة في برج الجدي، قرين الأجنة. حضنٌ ينبت العشب لكي نلهو به، فنتواءم ونخدع الموت. في التيه والبرد والسفر حضنٌ شاسعٌ يضمني مثل جنينٍ. فأنجو من الموت ثمة من يريد قتلنا ، وهذا يدعو ليأسٍ أقل . |
يوسف
وضـعتـه في قطيفةٍ وغطـته بغيمة الرؤى سمته تميمة النهر والنخيل جنية ٌ تحسن مكالمة الليل، تآلفت مع الأيائل فلما آن لها الوضع .. وضعته في قطيفةٍ في وردة الخشب في مــاءٍ جــار ٍ . رأت مستقبل الموج ، فأعلنت بشارتها لئلا يشغلها الذاهب في غواية الذئب . 2 يـكرع الكأس تلو الكأس يترنـح ويهتاج حتى إذا ما لطمته جهامة العسس في منعطفات الطريق ، خرج من غفلته برهةً خاطفةً ، مسح تاج الشوك عن شفتيه ، ورفع عينيه ليرى إلى مصدر اللطمة . لم يلمح سوى قضبانٍ صاعدةٍ ، فدار بجسده دورةً كاملةً ليلقي نظرةً وحيدةً ، كأنها الأخيرة ، على خريطة الليل. يكتشف زنزانة وحوله عشرون غولاً يتطاير من أطرافهم شررٌ عظيمٌ وبين أكتافهم تتهدل أسمالٌ مضفورةٌ لتبدو رؤوسهم في أفاعٍ مسدولة . يفرك عينيه ويكرع كأسه الأخيرة كأنها الأولى فيكبو على وجهه في رغامٍ رطبٍ ينضح بسائلٍ لزجٍ جسده يتعفر وينتفض ويشهق ويضطرب في قهقهة العشرين غولاً تحيط به ، يهم أن ... يتذكر ، يتذكر ... و ينسى . 3 في نزهة الضباع ليلٌ يتعثر بقفطانه المتخبخب ويكبو عند المنعطفات . سمعت المرأة صرخة ولـدها الغريب كأنها تلده الآن رأتـه ، في ما ترى الثاكل ، أعضاءه تمر تحت آلةٍ ضاريةٍ شلواً شلواً وهو يمزق قمطه بصريخٍ يفزع البهو والأروقة . تزيح خشب النافذة / حجر الطريق / عقابيل الغابة، تزيح صخرة القبر لنرى امرأةً مصابةً بالفـقد : ( مـن أعطاك كل هذا الحديد والدم والفداء المفقود ، ألهذا إدخرت دمك ولحمك ألهذا ركضت بك وضـللت النصال لئلا تطالك ، ألمثل هذه الغيلان صـددت عنك الضباع ، مـا كان للماء الرؤوف أن يصير وحشاً عليك كانت حيوانات الشمس ورائي، وأنا أطويك في المكان الذي لا يطالونه ) وحين عبرت النهر ، أيقظت لك زرقة النوم، و رأيت لك نيزك الحلم لكنك الآن في الغدر في الغـدر والمؤامرات . هـل أنت يوسف … وإخوتـك لا يحصــــون |
زفير الأحجار
يحضنك الفك كأنه رأفة القصل. يحتازك نصلٌ وهو يجهش تحسب أنه الأم تنتخب لك المهد، فيما هو لحدك المحتوم. فالحب قبرٌ أحياناً، ويفتحون لك الأفق .. لتضيع يرصدك رصاصٌ يطيش في خطواتك، تظن أنها بهجة الطبيعة تبعث لك أجنحة الولوع، وهو هلعٌ يرصد لك الخطوة والطريق ، فالقدح يغلب الماء أحياناً . وأحياناً تبرد أطرافك بفعل الوحشة ، وحدك في كهفٍ، تقرأ كي تخدع النوم لئلا يستفرد كابوس الوحي برأسك، فالماء يحايد أحياناً . يتركك الرفقة في الدار، و زفير الأحجار يتصاعد طيوراً. يختلج قنديل المعنى ليشي نصف النص بنصفٍ آخر. لماذا تنام وتتيح لأشباحك حرية المخيلة وسلطة الليل لماذا كلما انتابك الذعر هفوت بأحلامك إلى حـب يسبق الموت ويليه. هل لديك أسماءٌ واضحةٌ لشمس أيامك . هل لديك أيامٌ لا ينال منها الوقت ولا يطالها المكان . ذاهبٌ في وطأة الغياب وعذاب القميص وجنة الذئب، ما كان لك أن تبذل جسدك لمهب الحب الصارم، مثلما يضع الفارس شغافه في شفرة السيف .. ويحلم بالنجاة . |
انتحارات
سنقرأ شعراً يـؤلفه الأصدقاء وينتحرون ونغتاظ مما سيخسره الأصدقاء لتبكيرهم في الذهاب فلهم عندنا جنة في العيون. لـدينا لهم ما تبقى لنا من بلادٍ ومن حانةٍ، يستعيد بها الساهرون مراراتهم في زجاجٍ كئيبٍ ويحتدمون . لدينا لهم جوقة من بقايا الحروب، جنود يؤدون كل النهايات يفتون في جنة الله ويستفسرون عن الشمس ، حتى يكاد الجنون . أيها الأصدقاء لدينا لكم من تراث الضغائن مخطوطة حرة فكيف سنقرأ شعراً لكم وأنتم بعيدون عمـا أدخرناه لليل من قهوةٍ مـرةٍ ومن فلذاتٍ و أعداء لا يرحمون . لماذا تشكون إنـا وحيدون من بعدكم ، ونحن هنا في البراثن مستوحشون ونرفل في الوهم ، كيف تسمون أخطاءنا نزوةً ولدينا لكم، - لو تركتم حماقاتكم برهة ً -خصوم ألـداء يسترقون من النص ما يجعل السيف تفاحةً ، يغالون في الإجتهاد ويستنفرون إذا مسهم صمتنا. أيها الأصدقاء الوحيدون في صمتهم ، لماذا ذهبتم بمنعطفٍ فادحٍ ولكم عندنا العاشقات اللواتي يطرن لكم شهوةً ويغسلن بالرغبات الحميمة أجسادكم . لدينا لكم - لو تريثتم - نزهة في الهزيع النـزيه من النص ، كي تأخذوا آخر الأوسمة ، فكل انتحاراتكم عبث عارم وكل احتمالاتنا مظلمة . لماذا تظنون أنـا قرأنا لكم سأماً وتنتحرون . لماذا لنا وحدنا أن نرمـم إرث الضغائن بالشعر كي نستحق اللحاق بكم ، ولكم وحدكم رغبة في الغياب كما تشتهون . أيها الأصدقاء الحميمون ، ماذا سيبقى من الشعر يقرأه الآخرون علينا لننقذ أرواحنا بغتةً ريثما يسترد الخصوم طبيعتهم في الكتاب و ينتحرون . |
الأصدقاء هناك
أصدقاء ينسجون أسمالهم الجدٍيدة في صباح مفقود الشمس . أجسادهم تنتفض وأيديهم في حمأة الشغل يغزلون اللغة بشغف الحواة وثقة المحترفين يهبون صوفاً للصيف وثلجاً للشتاء . أصدقاء في شرق الماء يتقنون العمل في الوحدة. أقف في الساحل، أنظر إلى أشباحهم ترسم الأفق ، أبعث الكتب في قوارير تشف عن كلماتي ، فيفيض بهم الرفـق بها ويركضون على الجسر بأقدام مشتعلة. وراقون مكتظون بالمخطوطات هناك ، جسر يمدح الجغرافيا ويهجو التاريخ، و يرصد الكتابة مثل عدو، يكنون النص في آباطهم، وينحدرون مثل وعولٍ تزخرف الطريق، أحتضنهم ، يعبرون الهلع، ذاكرتهم من الدم وأصابعهم مزمومة على شظايا الزجاج ملطخين بفلذات الأفئدة. نتلاطم في منتصف الحب والموت مثل موج يتبادل الملح ويفتن السفن. أجساد فتية عارية، حيث لم يكتمل القميص للصيف ولا الغبطة للشتاء الأصدقاء الوحيدون هناك. |
ذاكرةُ الذئب
للذئب ذاكرة مفعمة بالألم وللذئب أنثاه، كي يستوي بالغريب من الناس تهجره ليلة الحب ، تنساه حيناً ، وتذكره عندما يستجد العدم . وللذئب أن يكمل الليل منتظرا ، ثملاً في قميصٍ من الشهوات بعينين محمومتين يصد السأم . وللذئب حزن نبيل وذاكرة جمرة فالعشق طقس ، وينتحر الذئب حين تبالغ أنثاه في الوهم .. مثل الندم . |
سَـرْدُ الأسطورة
هل كانت يد الليل الوحيدة منقذي وصديقتي في النوم، كان السرد ينقلني لمخطوط الخرافة، و احتمال البحر يأخذني بزرقته لأذهب في غياب الناس. هل كنا على حلمٍ كثيفٍ عندما عادت سفينتهم بزرقتها وكان أبي يدلـل آخر الأبناء لم يعثر على أثري، هربت موشحاً بالخوف وحشاً شارداً والباب مفتوح على الأسرار ، والأطفال يعتقدون بالجنية الزرقاء ، والباقي لنا من جنة الأخطاء كي نبكي . مخيلة و قنديل و محتملان : نسيان وذاكرة . وكان الباب يوشك أن يوارب عندما أدركته بيدين راعشتين ، و النوم البعيد يمد لي جنيةً أو ملجأً في يقظة النسيان |
أعداء
لن يبكي علينا، عائدين إلى شجيرات القرنفل ، غير أعداءٍ لنا ، يخشون عودتنا، ويرتجلون أخطاءً لعل البرتقال يشي بنا ويشيع نكهته ، فيتبعنا بريد النحل ، يفضحنا ترفعنا عن التمويه . أعداء سيبكون الغياب ، يؤلفون صداقةً في دفتر الأخبار ، أعداء لنا سئموا الخصومة واستعادونا وطاروا خلف هجرتنا لئلا نستدير لهم . بكوا من فرط حيرتهم : لهم نحن ، إذا عدنا لهم ، أم أن شهوتنا تلاشت في شجيرات القرنفل ؟! لا يعزينا سوى أن يصبح الأعداء أعداءً لنا حيناً .. و ينصرٍفون . |
القتلى
عادةً ينتصر القتلى ويهدون سلاماً للذي يبقى من الأحياء كي ينتصروا قبل الممات . عادةً نـمدح أشلاء ضحايانا بشعرٍ شاحبٍ نـمنح أشكال البكاء للذين انتصر الحب عليهم ، ونسمي جنة الأخطاء ميراثاً لهم، ونصلـيهم، ونفديهم بنا لًيباهوا بتراتيل الصلاة . عادةً تبكي مرايانا علينا ينقض الله صلاة الخوف كي ينقذنا ، والذي يبقى من الوصف لقتلانا ... رفاة . عادةً ينبثق السحر وليل الناس في منتصف الأحلام في رمانة التعزيم ، والمأتم منصوب ، لكي يعتقد القتلى بما يعتقدون فيهبون فرادى مثل ريش الطير مغدوراً ، وينسون كلام الله في الموت ، ويرثون مديح الوقت فيما ... يبطل السحر وتبقى الساحرات . |
جسد
جسدي جحيمي ، والذي يبقى من الماضي لك ، ولك احتمال الليل . لي جسد ... لك مثل انتظار الماء، مثل زجاجةٍ تبكي على قلبين مفدوحين. لي جسد مضاع مثل عرشٍ يعلن الحكم الموشى بالمرايا وهي تختزل الخليقة في ارتعاشٍ شاهقٍ ، يبقى من الماضي .. لك . جسدي جحيمي ، فانظري من شرفة التأجيل . ينتظران في ولعٍ وينطفئان بالنيران . يختلجان في غيبوبة البلور . هل يبقى لنا غير احتمالٍ واحدٍ أن لا نموت بقية الأيام منسيين في كراسةٍ مقهورةٍ في كوكبٍ مكسور |
البقايا
ما الذي يبقى لنا أشياؤنا المغدورة الأحلام، ليل الناس ، تقويم النهاية، غبطة الثكلى، تفاصيل الهوى، وتميمة المجنون. هل يبقى لنا الدفن المـؤجل واحتمالات المقامر وهو يرهن ثوبـه وينام في الباقي من الأشياء ؟ ما الذي يبقى لنا جسر العودة المكسور و القتلى ، وخمسون كتاباً في نظام الشعر والتأويل ، و الأعداء ..كانوا يطمئنون على حسرتنا حيناً ، يدقون المسامير على صلباننا حيناً ، يباهون بنا .. و يباهون علينا . ما الذي يبقى لنا جنازنا ، كتف مهشمة ، تراث شاخص ، شورى ، شهيد شامخ، أسطورة تقـتادنا أسرى ، وماء الوجه يغسل جزمة الأعداء؟ |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:30 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون