أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   المكتبة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=62)
-   -   أسبوع وكاتب - 2 (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=90738)

suryoyo 24/07/2008 21:48

قصيدة رائعة و طويلة ...


المومس العمياء

الليل يطبق مرة أخرى، فتشربه المدينه والعابرون، إلى القرارة... مثل أغنية حزينه. وتفتحت كأزاهر الدفلي، مصابيح الطريق، كعيون "ميدوزا"، تحجر كل قلب الضغينه، وكأنها نذر تبشر أهل "بابل" بالحريق من أي غاب جاء هذا الليل؟ من أي الكهوف من أي وجر للذئاب؟ من أي عش في المقابر دف أسفع كالغراب؟ "قابيل" أخف دم الجريمة بالأزاهر والشفوف وبما تشاء من العطور أو ابتسامات النساء ومن المتاجر والمقاهي وهي تنبض بالضياء عمياء كالخفاش في وضح النهار، هي المدينة، والليل زاد لها عماها. والعابرون: الأضلع المتقوسات على المخاوف والظنون، والأعين التعبى تفتش عن خيال في سواها وتعد آنية تلألأ في حوانيت الخمور: موتى تخاف من النشور قالوا سنهرب، ثم لاذوا بالقبور من القبور! أحفاد "أوديب" الضرير ووارثوه المبصورن. (جوكست) أرملة كأمس، وباب "طيبة" ما يزال يلقي "أبو الهول" الرهيب عليه، من رعب ظلال والموت يلهث في سؤال باق كما كان السؤال، ومات معناه القديم من طول ما اهترأ الجواب على الشفاه. وما الجواب؟ "أنا" قال بعض العابرين... وانسلت الأضواء من باب تثاءب كالجحيم يبحثن في النيران عن قطرات ماء... عن رشاش.


لا تنقلن خطاك فالمبغى "علائي" الأديم:


أبناؤك الصرعى تراب تحت نعلك مستباح،

يتضاحكون ويعولون.

أو يهمسون بما جناه أب يبرؤه الصباح

مما جناه، ويتبعون صدى خطاك إلى السكون

الحارس المكدود يعبر متعبات،

النون في أحداقهن يرف كالطير السجين،

وعلى الشفاه أو الجبين

تترنح البسمات والأصباغ ثكلى، باكيات،

متعثرات بالعيون وبالخطى والقهقهات،

أوصال جندي قتيل كللوها بالزهور،

وكأنها درج إلى الشهوات، تزحمه الثغور

حتى تهدم أو يكاد. سوى بقايا من صخور.

جيف تستر بالطلاء، يكاد ينكر من رآها

أن الطفولة فجرتها ذات يوم بالضياء

كالجدول الثرثار - أو أن الصباح رأى خطاها

في غير هذا الغار تضحك للنسائم والسماء،

ويكاد ينكر أن شقا لاح من خلل الطلاء

قد كان - حتى قبل أعوام من الدم والخطيئة -

ثغرا يكركر، أو يثرثر بالأقاصيص البريئه

لأب يعود بما استطاع من الهدايا في المساء:

لأب يقبل وجه طفلته الندي أو الجبين

أو ساعدين كفرختين من الحمائم في النقاء.

ما كان يعلم أن ألف فم كبئر دون ماء

ستمص من ذاك المحيا كل ماء للحياء

حتى يجف على العظام - وأن عارا كالوباء

يصم الجباه فليس تغسل منه إلا بالدماء

سيحل من ذاك الجبين به ويلحق بالبنين -

والساعدين الأبيضين، كما تنور في السهول

تفاحة عذراء، سوف يطوقان مع السنين

كالحيتين، خصور آلاف الرجال المتعبين

الخارجين خروج آدم، من نعيم في الحقول

تفاحة الدم والرغيف وجرعتان من الكحول

والحية الرقطاء ظل من سياط الظالمين

أتريد من هذا الحطام الآدمي المستباح

دفء الربيع وفرحة الحمل الغرير مع الصباح

ودواء ما تلقاه من سأم وذل واكتداح

المال، شيطان المدينه

إبر تسل بها خيوط من وشائع في الحنايا

وتظل تنسج، بينهن وبين حشد العابرين،

شيئا كبيت العنكبوت يخضه الحقد الدفين:

حقد سيعصف بالرجال

والأخرىات، النائمات هناك في كنف الرجال

والساهرات على المهود وفي بيوت الأقربين

حول الصلاء بلا اطراح للثياب ولا اغتسال

في الزمهرير، ودون عد لليالى والسنين!

ويمر عملاق يبيع الطير، معطفه الطويل

حيران تصطفق الرياح بجانبيه، وقبضتاه


suryoyo 25/07/2008 02:47

تتراوحان: فللرداء يد وللعبء الثقيل

يد، وأعناق الطيور مرنحات من خطاه

تدمي كأثداء العجائز يوم قطعها الغزاه

خطواته العجلي، وصرخته الطويلة ""يا طيور

هذي الطيور، فمن يقول تعال...""

أفزعها صداه

وتحسسته كأن باصرة تهم ولا تدور

في الراحتين وفي الأنامل وهي تعثر بالطيور،

وتوسلته: ""فدى لعينك - خلني. بيدي أراها"".

ويكاد يهتك ما يغلف ناظريها من عماها

قلب تحرق في المحاجر واشرأب يريد نور!

وتمس أجنحة مرقطة فتنشرها يداها،

وتظل تذكر - وهي تمسحهن - أجنحة سواها

كانت تراها وهي تخفق... ملء عينيها تراها:

سرب من البط المهاجر، يستحث إلى الجنوب

أعناقه الجذلى... تكاد تزيد من صمت الغروب

صيحاته المتقطعات، وتضمحل على السهوب

بين الضباب، ويهمس البريد بالرجع الكئيب

ويرج وشوشة السكون

طلق... فيصمت كل شيء... ثم يلغط في جنون.

هي بطة فلم انتفضت؟ وما عساها أن تكون؟

ولعل صائدها أبوك، فإن يكن فستشبعون.

وتخف راكضة حيال النهر كي تلقى أباها:

هو خلف ذاك التل يحصد. سوف يغضب إن رآها.

مر النهار ولم تعنه... وليس من عون سواها

وتظل ترقى التل وهي تكاد تكفر من أساها.

يا ذكريات علام جئت على العمى وعلى السهاد؟

لا تمهليها فالعذاب بأن تمري في اتئاد.

قصي عليها كيف مات وقد تضرّج بالدماء

هو والسنابل والمساء -

وعيون فلاحين ترتجف المذلّة في كواها

والغمغمات: ""رآه يسرق""... ""واختلاجات الشفاه

يخزين ميتها، فتصرخ يا إلهي، يا إلهي

لو أن غير ""الشيخ""، وانكفأت تشد على القتيل

شفتين تنتقمان منه أسى وحبا والتياعا

وكأن وسوسة السنابل والجداول والنخيل

أصداء موتى يهمسون رآه يسرق في الحقول

حيث البيادر تفصد الموتى فتزداد اتساعا

وتحس بالدم وهو ينزف من مكان في عماها

كالماء من خشب السفينة، والصديد من القبور،

وبأدمع من مقلتيها كالنمال على الصخور

أو مثل حبات الرمال مبعثرات في عماها

يهوين منه إلى قرارة قلبها آها فآها.

ومن الملوم وتلك أقدار كتبن على الجبين؟

حتم عليها أن تعيش بعرضها، وعلى سواها

من هؤلاء البائسات وشاء رب العالمين

ألا يكون سوى أبيها - بين آلاف - أباها

وقضى عليه بأن يجوع

والقمح ينضج في الحقول من الصباح إلى المساء

وبأن يلص فيقتلوه... (وتشرأب إلى السماء

كالمستغيثة وهي تبكي في الظلام بلا دموع)

والله - عز الله - شاء

أن تقذف المدن البعيدة والبحار إلى العراق

آلاف آلاف الجنود ليستبيحوا، في زقاق

دون الأزقة أجمعين

ذاك اسم جارتها الجديد، فليتها كانت تراها

هل تستحق اسما كهذا: ياسمين وياسمين؟

يا ليت حمالا تزوجها يعود مع المساء

لكن بائسة سواها حدثتها منذ حين

عن بيتها وعن ابنتيها، وهي تشهق بالبكاء

كالغيمة السوداء تنذر بالمجاعة والرزايا،

أزراره المتألقات على مغالق كل باب

مقل الذئاب الجائعات ترود غابا بعد غاب

وخطاه مطرقة تسمر، في الظلام، على البغايا

أبوابهن، إلى الصباح - فلا تجاهر بالخطايا

ويظل يخفرهن من شبع وينثر في الرياح

أغنية تصف السنابل والأزاهر والصبايا،

وتظل تنتظر الصباح وساعديه مع الصباح

تصغى - وتحتضن ابنتيها في الظلام - إلى النباح

وإلى الريح تئن كالموتى وتعول كالسبايا

وتجمع الأشباح من حفر الخرائب والكهوف

ومن المقابر والصحاري بالمئات وبالألوف..

فتقف من فزع وتحجب مقلتيها بالغطاء،

ويعود والغبش الحزين يرش بالطل المضاء

سعف النخيل... يعود من سهر يئن ومن عياء

- كالغيمة اعتصرت قواها في القفار، وترتجيها

عبر التلال قوي تجوع - لكي ينام إلى المساء:

عيش أشقّ من المنيّة، وانتصار كالفناء

وطوى يعب من الدماء وسمّ أفعى في الدماء

وعيون زان يشتهيها، كالجحيم يشعّ فيها

سخر وشوق واحتقار، لاحقتها كالوباء

والمال يهمس أشتريك وأشتريك فيشتريها

يا ليتها إذن انتهى أجل بها فطوى أساها!

لو أستطيع قتلت نفسي.. همسة خنقت صداها

أخرى توسوس: والجحيم؟ أتبصرين على لظاها؟

وإذا اكفهر وضاق لحدك، ثم ضاق، إلى القرار

حتى تفجر من أصابعك الحليب رشاش نار

وتساءل المكان فيم قتلت نفسك يا أثيمه؟

وتخطفاك إلى السعير تكفرين عن الجريمه.

أفتصرخين أبي فينفض راحتيه من الغبار

ويخف نحوك وهو يهتف قد أتيتك يا سليمه؟

حتى اسمها فقدته واستترت بآخر مستعار

هي - منذ أن عميت - ""صباح""...

فأي سخرية مريره!

أين الصباح من الظلام تعيش فيه بلا نهار

وبلا كواكب أو شموع أو كوى وبدون نار؟

أو بعد ذلك ترهبين لقاء ربك أو سعيره؟

القبر أهون من دجاك دجى وأرفق، يا ضريره

يا مستباحة كالفريسة في عراء يا أسيره

تتلفتين إلى الدروب ولا سبيل إلى الفرار؟

وتحس بالأسف الكظيم لنفسها: لم تستباح؟

ألهر نام على الأريكة قربها... لم تستباح؟

شبعان أغفى، وهي جائعة تلم من الرياح

أصداء قهقهة السكارى في الأزقة، والنباح

وتعد وقع خطى هنا وهناك: ها هو

هو ذا يجيء - وتشرئبّ، وكاد يلمس ... ثم راح

وتدقّ في أحد المنازل ساعة... لم تستباح؟

الوقت آذن بانتهاء والزبائن يرحلون.

كالدرب تذرعه القوافل والكلاب إلى الصباح؟

الجوع ينخر في حشاها، والسكارى يرحلون،

مروا عليها في المساء وفي العشية ينسجون

حلما لها هي والمنون:

عصبات مهجتها سداه وكل عوق في العيون،

والآن عادوا ينقضون -

خيطا فخيطا من قرارة قلبها ومن الجراح -

ما ليس بالحلم الذي نسجوا ما لا يدركون ...

شيئا هو الحلم الذي نسجوا وما لا يعرفون،

هو منه أكثر: كالحفيف من الخمائل والرياح،

والشعر من وزن وقافية ومعنى، والصباح -

من شمسه الوضاء... وانصرفواسكارى يضحكون!

ستعيش للثأر الرهيب

والداء في دمها وفي فمها. ستنفث من رداها

في كل عرق من عروق رجالها شبحا من الدم واللــهيب

شبحا تخطف مقلتيها أمس، من رجل أتاها

سترده هي للرجال، بأنهم قتلوا أباها

وتلقفوها يعبثون بها وما رحموا صباها،

لم يبتغوها للزواج لأنها امرأة فقيره،

واستدرجوها بالوعود لأنها كانت غريره،

وتهامس المتقولون فثار أبناء العشيره

متعطشين - على المفارق والدروب - إلى دماها.

وكأن موجة حقدها ورؤى أساها.

كانت تقرب من بصيرة لبها صورا علاها

صدأ المدينة وهي ترقد في القرارة من عماها:

كل الرجال؟ وأهل قريتها؟ أليسوا طيبين؟

كانوا جياعا - مثلها هي أو أبيها - بائسين،

هم مثلها - وهم الرجال - ومثل آلاف البغايا

بالخبز والأطمار يؤتجرون، والجسد المهين

هو كل ما يتملكون، هم الخطاة بلا خطايا

ليس الذين تغصبوها من سلالة هؤلاء:

كانوا مقطبة الجباه من الصخور

ثمتص من فزع الضحايا زهوها ومن الدماء

متطلعين إلى البرايا كالصواعق من علاء!

وتحس، في دمها، كآبة كل أمطار الشتاء

من خفق أقدام السكارى، كالأسير وراء سور

يصغي إلى قرع الطبول يموت في الشفق المضاء.

هي والبغايا خلف سور، والسكارى خلف سور،

دميت أصابعهن: تحفر والحجارة لا تلين،

والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين:

وطلول مقبرة تضم رفات ""هابيل"" الجنين!

سور كهذان حدثوها عنه في قصص الطفوله:

""يأجوج"" يغرز فيه، من حنق أظافره الطويله

ويعض جندله الأصم، وكف ""مأجوج"" الثقيله

تهوي، كأعنف ما تكون على جلامده الضخام.

والسور باق لا يثل... وسوف يبقي ألف عام،

الطفل شاب وسورها هي ما يزال كما رآه

من قبل يأجوج البرايا توأم هو للسعير!

لص الحجارة من منازل في السهول وفي الجبال

يتواثب الأطفال في غرفاتها ويكركرون...

والأمهات يلدن والآباء للغد يبسمون،

لم يبق من حجر عليها فهي ريح أو خيال.

وأدار من خطم البلاد رحى، وساط من البطون

ما ترتعيه رحاه من لحم الأجنة والعظام،

وكشاطئين من النجوم على خليج من ظلام

يتحرقان ولا لقاء ويخمدان سوى ركام -

شق الرجال عن النساء سلالتين من الأنام

تتلاقيان مع الظلام وتفصلان مع الشروق:

لو يقطعون الليل بحثا والنهار - على سواها

في حسنها هي؟ في غضارة ناهديها أو صباها

وبسعرها هي ؟ أي شيء غير هذا يبتغون؟

عمياء أنت وحظك المنكود أعمى يا سليمه.

وتلوب أغنية قديمه

في نفسها وصدى يوشوش: يا سليمه، سليمه

نامت عيون الناس. آه... فمن لقلبي كي ينيمه؟

ويل الرجال الأغبياء، وويلها هي، من عماها!

لم أصبحوا يتجنبون لقاءها؟

عيونها، فيخلفوها وحدها إذ يعلمون

بأنها عمياء؟ فيم يكابرون ومقلتاها

أدري وتعرف أي شيء في البغايا يشتهون

بنظرة قمراء تغصبها من الروح الكسيره

لترش أفئدة الرجال بها، وكانوا يلهثون

في وجهها المأجور، أبخرة الخمور، ويصرخون

كالرعد في ليل الشتاء

ولعل غيره ""ياسمين"" وحقدها سبب البلاء

فهي التي تضع الطلاء لها وتمسح بالذرور

وجها تطفأت النواظر فيه....

كيف هو الطلاء؟

وكيف أبدو؟

- وردة ... قمر... ضياء!

زور.. وكل الخلق زور،

والكون مين وافتراء

لو تبصر المرآة - لمحة مقلتيها - لو تراها

- لمح النيازك - ثم تغرق من جديد في عماها!

برق ويطفأ... ثم تحكم فرقها بيد، وفاها

بيد، وترسم بالطلاء على الشفاه لها شفاها

شفتاك عارية وخدك ليس خدك يا سليمه،

ماذا تخلف منك فيك سوى الجراحات القديمه؟

وتضم زهرة قلبها العطشى على ذكرى أليمه:

تلك المعابثة اللعوب... كأنها امرأة سواها!

كالجدولين تخوض ماءهما الكواكب - مقلتاها،

والشعر يلهث بالرغائب والطراوة والعبير

وبمثل أضواء الطريق نعسن في ليل مطير،

تقتات بالعسل النقي وترتدي كسل الحرير.

ليت النجوم تخر كالفحم المطفأ والسماء

ركام قار أو رماد، والعواصف والسيول

تدك راسية الجبال ولا تخلف في المدينة من بناء!


suryoyo 25/07/2008 02:47

أن يعجز الإنسان عن أن يستجير من الشقاء

حتى بوهم أو برؤيا، أن عيش بلا رجاء...

أو ليس ذاك هو الجحيم؟ أليس عدلا أن يزول؟

شبع الذباب من القمامة في المدينة، والخيول

سرحن من عرباتهن إلى الحظائر والحقول،

والناس ناموا -

هذا الذي عرضته كالسلع القديمة: كالحذاء،

أو كالجرار الباليات، كأسطوانات الغناء...

هذا الذي يأبي عليها مشتر أن يشتريه

قد كان عرضا - يوم كان - ككل أعراض النساء!

كان الفضاء يضيق عن سعة، وترتخص الدماء

إن رنق النظر الأثيم عليه. كان هو الإباء

والعزة القعساء والشرف الرفيع. فشاهديه

يا أعين الظلماء، وامتلئي بغيظك وارجميه

بشواظ عارك واحتقارك يا عيون الأغبياء!

للموت جوعا، بعد موتي - ميتة الأحياء - عارا.

لا تقلقوا.. فعماي ليس مهابة لي أو وقارا.

مازلت أعرف كيف أرعش ضحكتي خلل الرداء

كالقمح لونك يا ابنة العرب،

كالفجر بين عرائش العنب

أو كالفرات، على ملامحه

دعة الثرى وضراوة الذهب.

عربية أنا: أمتى دمها

خير الدماء... كما يقول أبي.

تجري دماء الفاتحين. فلوثوها، يا رجال

أواه من جنس الرجال... فأمس عاث بها الجنود

الزاحفون من البحار كما يفور قطيع دود

يا ليت للموتى عيونا من هباء في الهواء

ترى شقائي

إلا العفاة المفلسين.

أنا زهرة المستنقعات، أعب من وحل وطين

وأشع لون ضحى...

وذكرا بجعجعة السنين

سعالها. ذهب الشباب!!

ذهب الشباب!! فشيعيه مع السنين الأربعين

ومع الرجال العابرين حيال بابك هازئين.

وأتي المشيب يلف روحك بالكآبة والضباب،

فاستقبليه على الرصيف بلا طعام أو ثياب،

يا ليتك المصباح يخفق ضوءه القلق الحزين

في ليل مخدعك الطويل، وليت أنك تحرقين

دما يجف فتشترين

سواه: كالمصباح والزيت الذي تستأجرين.

عشرون عاما قد مضين، وشبت أنت، وما يزال

يذرذر الأضواء في مقل الرجال.

لو كنت تدخرين أجر سناه ذاك على السنين

أثريت..

ها هو ذا يضيء فأي شيء تملكين؟

ويح العراق! أكان عدلا فيه أنك تدفعين

سهاد مقتلك الضريره

ثمنا لملء يديك زيتا من منابعه الغزيره؟

كي يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين؟

عشرون عاما قد مضين، وأنت غرثى تأكلين

بنيك من سغب، وظمأى تشربين

حليب ثديك وهو ينزف من خياشيم الجنين!

وكزارع له البذور

وراح يقتلع الجذور

من جوعه، وأتى الربيع فما تفتحت الزهور

ولا تنفست السنابل فيه...

ليس سوى الصخور

سوى الرمال، سوى الفلاه -

خنت الحياة بغير علمك، في اكتداحك للحياه!

كم رد موتك عنك موت بنيك. إنك تقطعين

حبل الحياة لتنقضيه وتضفري حبلا سواه،

حبلا به تتعلقين على الحياة: تضاجعين

ولا ثمار سوى الدموع، وتأكلين،

وتسهرين ولا عيون، وتصرخين ولا شفاه،

وغدا. وأمس ... وألف أمس - كأنما مسح الزمان

حدود ما لك فيه من ماض وآت

ثم دار، فلا حدود

ما بين ليلك والنهار، وليس، ثم، سوى الوجود

سوى الظلام، ووطء أجساد الزبائن، والنقود،

ولا زمان، سوى الأريكة والسرير، ولا مكان!

لم تسحبين ليالى السأم المسهدة الرتيبه؟

ما العمر؟ ما الأيام؟ عندك، ما الشهور؟ وما

السنين؟

ماتت ""رجاء"" فلا رجاء ثكلت زهرتك الحبيبه!

بالأمس كنت إذا حسبت فعمرها هي تحسبين.

كانت عزاءك في المصيبه،

وربيع قفرتك الجديبه.

كانت نقاءك في الفجور، ونسمة لك في الهجير،

وخلاصك الموعود، والغبش الكبير!

ما كان حكمه أن تجيء إلى الوجود وأن تموت؟

ألتشرب اللبن المرنق بالخطيئة واللعاب:

أو شال ما تركته في ثدييك أشداق الذئاب؟

مات الضجيج وأنت، بعد، على انتظارك

تتنصتين، فتسمعين

رنين أقفال الحديد يموت، في سأم، صداه:

الباب أوصد

ذاك ليل مر...

فانتظري سواه.


انتهت !

achelious 29/07/2008 14:57

يعطيك العافية suryoyo:D تابعنا لنعرفك ع"ديكنز":D

achelious 29/07/2008 15:04


تشارلز ديكنز
كاتب وروائي بريطاني
1812-1870م

achelious 29/07/2008 15:18

أكثر من مائة عام مرت على وفاة تشارلز ديكنز , أعظم اديب بريطاني , وثاني أعظم الرجال بين كتاب بريطانيا بعد شكسبير , مؤلف (( أوليفر تويست )) و(( دافيد كوبرفيلد )) وغيرهما من القصص الشهيرة وهو الأديب الذي ترك ثروة أدبية وروائية خالدة على مرور الزمن.
كان تشارلز ديكنز عبقريا بكل ما تعنيه الكلمة .. فهو يتميز عن اقرانه بذكاء لمّْاح .. وهو دؤوب يعشق العمل وفوق ذلك كان يمتلك طاقة خلاقة جبارة .. وقد ساعدت الظروف و الأحداث التي مرت في حياته على شحذ عبقريته وعلى توجيه تفكيره وحياته كلها إلى احتراف القصة حيث كان نبوغه .

ولد تشارلز ديكنز في (( بورتسي )) ما تعرف الآن بـ ((بورتسموث) في 7 فبراير 1812 بين عائلة كبيرة فقد كان هو الأبن الثاني من بين ثمانية أخوة. وكان والده جون ديكنز يعمل كاتب حسابات في مكتب مرتبات البحرية البريطانية وكان جده وجدته لأبيه خادمين .. ولكن أباه كان يحب حياة الرفاهية بطبيعته كما كان أيضا مسرفا ولا يستطيع أن يدبر أحواله المادية تدبيرا حكيما. مما زاد الطين بلة أن زوجته هي الأخرى كانت لديها نفس الصفات . وأدى إسراف ديكنز الأب إلى كل الشقاء الذي قاساه ديكنز الابن في صغره .. و لكن كما يقول المثل : رب ضارة نافعة .. فان المأساة التي عاشها تشارلز في صغره هي التي خلقت منه ذاك العبقري الذي خلده التاريخ.

بدأت ميول تشارلز ديكنز الأدبية مبكراً في سن السابعة حيث كان يقرأ القصص بنهم كبير, كان يختفي في غرفة صغيرة في الدور العلوي بمنزلهم ويقرأ قصص 'دون كيشوت' , و'روبنسون كروزو' , و'توم جونز' , و'ألف ليلة وليلة' .. وغيرها . وكانت هذه القصص بمثابة الوقود و الإلهام الذي جعل منه كاتبا عبقريا.

(يتبع..:D)

achelious 30/07/2008 02:17

وبدأت الأمور تسوء شيئا فشيئا في منزل آلـ ديكنز, وبدأت الديون تتراكم عليهم لدرجة أن أثاث الأسرة بدأ يباع القطعة تلو الأخرى، حتى جاء الدور على كتب تشارلز وقصصه أيضاً، مما جعله يشعر بتعاسة ما بعدها تعاسة , ولكن القدر كان يخفي له شيئا أخر أشد مرارة وقسوة فبعد يومين من ميلاده الثاني عشر أرسله أبوه ليعمل في مصنع للطلاء الأسود .. وكان لهذه الخطوة تأثير نفسي سيءعلى تشارلز لم يتلاشى من ذاكرتة بمرور السنين ولا حتى بالنجاح الذي حققه بعد ذلك ..

وفي سن الخامسة عشرة ترك تشارلز المدرسة نهائياً ليبدأ العمل صبيا في مكتب أحد المحامين , لكن الصبي الطموح لم يعجبه هذا العمل فبدأ يتطلع إلى عمل آخر .. ويبدو أن القدر كان في عونه , ففي ذلك الوقت كان والده قد تعلم الاختزال,واستطاع أن يحصل على وظيفة مندوب برلماني لصحيفة تسمى (( بريتش برس )) واتخذ تشارلز من نجاح أبيه في عمله الجديد مثالاً يحتذى به, فأقبل على تعلم الاختزال أيضاً, واستطاع أن يجيد هذا الفن وأن يترك عمله في مكتب المحامي ليصبح كاتب اختزال محترف. ولكنه كان لا يزال أصغر من أن يصبح مندوبا برلمانيا لصحيفة من الصحف كأبيه , فذهب ليعمل في إحدى المحاكم وخلال عمله هذا اكتسب معرفة بخبايا القانون وقواعده , مما ساعده على إتقان سرد الجوانب القانونية في قصصه.

achelious 30/07/2008 02:20

لم يمر عام، حتى بدأ الفتى الصغير يحقق نجاحا آخر ليصبح أصغر مندوب صحفي في برلمان انجلترا, وقام الفتى تشارلز بتسجيل المناقشات التي دارت في مجلس العموم حول وثيقة الإصلاح التي صدرت في عام 1832.

وفي عام 1836 ظهر كتابه الأول بعنوان (( صور وصفية )) تحت أمضاء مستعار (( بوز )) , واستقبل الكتاب بحماس, وبدأ اسمه يلمع في الأوساط الأدبية مما دعا أحد الناشرين إلى أن يعرض عليه كتابة كلام مجموعة من الرسوم الكوميدية المسلسلة التي تمثل شخصيات رياضية, وكان ديكنز على وشك الزواج فلم يستطع رفض هذا العمل الذي كان يبدو تافها بالنسبة له ومع ذلك فقد فتح هذا العمل باب الشهرة على مصراعية أمام ديكنز فهو الذي جعل الكاتب المبتدئ يفكر في شخصية مبتكرة و هي شخصية (( بيكوك )), تلك الشخصية الروائية التي حازت على إعجاب كل القراء في مختلف أنحاء بريطانيا وجعلت من الفتى الذي لم يتعدى عمره الرابعة والعشرين من أشهر شخصيات بريطانيا أنذاك .

(يتبع..:D)

اسبيرانزا 30/07/2008 16:45

متابعين اشيليوس :gem:

achelious 31/07/2008 00:56

كان تشارلز ديكنز رجل غريب الاطوار فقد كان له من التصرفات الغريبة و المريبة الكثير، فقد كان يداوم على مغادرة منزله في منتصف الليل و يسير في شوارع لندن قاطعاً مسافات طويلة بلا سبب مقنع لتلك النزهات الليلية. و كان يتثآب بفم مفتوح و هو ما يعتبر من الموبقات في المجتمع البريطاني المحافظ و يذكر انه في إحدى الحفلات التى اقيمت لأجل تكريمة في الولايات المتحدة قام بإخراج مشطاً و بدأ يمشط شعر ذقنه و شاربيه أمام اعين الحاضرين.

وبالرغم من ذلك، كانت شهرتة تزداد مع كل كاتب جديد له وكان قراؤه ينظرون إليه على أنه ضمير الأمة الذي يتكلم باسم الملايين .. وكان ديكنز غزير الإنتاج فقد كانت قصصه تخرج الواحدة بعد الأخرى , وفي نفس الوقت يقوم بتحرير بعض المجلات وإخراج المسرحيات , ويقوم أيضا برحلات ثقافية إلى أوربا وأمريكا حيث يلقي المحاضرات.
:D

achelious 31/07/2008 01:12

لم تكن حياة تشارلز ديكنز العاطفية ناجحة كما هي حياتة الأدبية .. فقد كانت اول تجربة حب مخيبة للامال عندما احب و هو في سن الثامنة عشر ولكن حبيبتة هجرته بعدما وعدته بالزواج ليتزوج بلا حب من سيدة بريطانية أسمها 'كاثرين هوغارت' و ينجب منها تسعة اطفال في خلال خمسة عشر عاماً, ولكنه أنفصل عن كاثرين بعد أن وقع في حب ممثلة شابة أسمها 'نيللي تيرنان' ولكن تسرب رسائل الحب المتبادلة بينهما إلى الجمهور جعله يصاب بالاحباط و فقدان الثقة في من حوله.

وتكشف رسائل الروائي الانجليزي تشارلز ديكنز التي حررها ونشرها "جراهام ستوري" عن قصة حبه العنيف للممثلة الشابة "نيللي تيرنان"، والتي تسببت في انفصاله عن زوجته كاثرين، وهي قصة حب جلبت له القلق والانزعاج بعد أن اصبحت حياته الشخصية نهباً لفضول الاخرين على اثر نشر رسائل خاصة به وبحبه الاخير جعله يفقد الثقة في الرسائل كوسيلة تواصل بين الاصدقاء والأحبة.

دأب ديكنز بعد ذلك على تمزيق كل رسالة تصله عقب قراءتها، وفي الوقت نفسه أجبر نفسه على الإختصار الشديد في كتابته لأية رسالة يجد نفسه مضطراً لكتابتها.
ومن بين الرسائل التي نشرت رسالة كان يعرب فيها ديكنز لصديقه الفنان "ريتشارد لين" في عام 1864 عن استيائه من عكوف البعض على جمع رسائل الادباء الشخصية ونشرها في كتاب لتكون مثار تعليقات الناس في مجالسهم الخاصة والعامة.

ونتيجة لنشر مجموعة من رسائله الخاصة في حياته، أصر ديكنز خلال الفترة الاخيرة من حياته على ان يكون عازفا اكثر عن كتابة رسائله حتى انه لم تظهر له رسائل اخرى يعبر فيها عن حبه لنيللي تيرنان إلا في عام 1867 عندما بعث بها الى مساعده وصديقه ويلز الذي كان يعيش في اميركا في ذلك الوقت.
(يتبع..:D)

achelious 01/08/2008 12:38

ومع ذلك لم يكن تشارلز ديكنز في رسائله يبدو كرجل يغدق الكثير من مشاعره على الآخرين، بل كان على العكس من ذلك، حتى ان موت والدته لم يحرك فيه اية مشاعر. كذلك عندما توفي ابنه الصغير في الهند لم يقم بكتابة خطاب واحد الى زوجته كاثرين يعزيها فيه في ابنها. ايضاً قال عن كاثرين انها اصبحت بالنسبة له كصفحة من حياته كان قد كتب عليها اشياء في سابق الايام واصبحت بعد ذلك صفحة بيضاء خالية.
واثناء قيام صديقه فورستر بكتابة سيرته الذاتية، طلب منه ديكنز ان يكون اكثر تعاطفاً معه في كتابه، وان يلقي الضوء على حرمانه العاطفي في طفولته والذي كان السبب في عدم اغداقه بمشاعره على الآخرين وفي التعاسة التي لازمته طوال حياته والتي كانت وراء محاولته اغراء الممثلة الشابة الصغيرة نيللي بالمال حتى تبادله حباً بحب.


وقد يبدو العطش العاطفي في حياة تشارلز ديكنز جلياً في قوله : 'بعض الرجال يحبون المال ، وبعضهم يحبون المجد ، أما النساء فهن عند الرجال أغلى من المجد ، وأثمن من المال'. :D

achelious 01/08/2008 12:43

وفي السادسة والأربعين من عمره قام بقراءة أعماله أو فقرات منها أمام الجمهور في بريطانيا وأمريكا .. وكان تأثير هذه القراءات على الجمهور أشبه بالتنويم المغناطيسي بينما كان تأثيرها على ديكنز نفسه أثارة نفسية مبرحة نتيجة لاندماجه الغريب بكل مشاعره في أدوار شخصيات رواياته المختلفة و نتيجة أيضا للتفاعل المذهل الذي كان يحدث بينه و بين جمهوره هو على منصة القاعة، وبين الحشد الغفير الذي يشاهده .

achelious 01/08/2008 12:51

أثرت قراءات ديكنز لإعماله للجمهور على صحته تأثيرا سيئا فاعتكف في منزله وأخذ يكتب قصة (( سيرادوين درود )) وفي يوم 8 يونيو عام 1870 استمر في الكتابة طوال اليوم في الكوخ الصغير الملحق بمنزله وعاد إلى المنزل في المساء حيث قام بكتابة بعض الخطابات .. وأثناء تناوله طعام العشاء , تبينت أخت زوجته - التي كانت معه - أنه مريض و يهلوس .. فقد قال فجأة أنه سيذهب إلى لندن فورا .. ولكن عندما حاول القيام من مقعدة سقط مغشيا عليه.
(يتبع..:D)

achelious 02/08/2008 16:55

مات تشارلز ديكنز و هو لم يتجاوز الثامنة والخمسين من عمره-اثر ارهاقه الشديد في جولة أميركا الشمالية- تاركاً كنزاً ادبياً رائعاً,بكته انجلترا كلها ومشت وراء جنازته بالملايين..لم يحظ اي كاتب بهذا التشريف الرسمي والشعبي اللهم الا فيكتور هوغو في فرنسا..

وفي وقته كان مشهوراً اكثر من اي شخص آخر بل ويرى البعض ان شهرته كانت تعادل شهرة الملكة فيكتوريا ذاتها!


كتب ديكنز 14 رواية كبيرة يزيد حجم الواحدة منها عن 600 صفحة وله أيضا الكثير من القصص القصيرة ،في عام 1850 اصدر ديكنز مجلة (كلمات عائلية) والتي حظت باقبال شديد من قبل قارئيه نتجة كتاباته الأسبوعية في المجلة ،من أهم أعماله:


* أوراق بيكويك (1836)
* مغامرات السيد بيكويك (1837)
* أوليفر تويست (1838
* نيكولاس نيكلبي (1839)
* أنشودة لعيد الميلاد (1843)
* ديفيد كوبرفيلد (1849)
* دافيد كوبر فيلد (1850)
* قصة مدينتين (1859)
* الآمال الكبيرة(1861)
* أوقات عصيبة (1870)


achelious 02/08/2008 17:01

قــصــة الآمــال الكــبــيرة

المقدمة
تقع أحداث الرواية في انجلترا في القرن التاسع عشر أهم شخصية في الرواية تدعى (بيب) و الذي نستعرض حياته منذ الطفولة حتى الشباب.


طفولة بيب
تبدأ القصة عندما كان بيب وحيداً و يتيماً و تقوم أخته على رعايته و تربيته و لكنها كانت صارمة و قاسية معه. و كان أفضل صديق له "جــو" زوج أخته فقد كان لطيفاً و حنوناً معه وكان يحب بيب كابنه تماماً.
في يوم ما أعطى بيب الطعام والشراب لسجين هارب من السجن. و لكن الرجل قبض عليه مرة أخرى من قبل الشرطة و لكنه لم ينسى معاملة بيب اللطيفة معه .
بعد مدة جاء بيب خبراً يقول بأنه يستطيع الحصول على كثير من المال حتى يستطيع تلقي تعليماً عالياً في لندن و يصبح شخصاً حسن المستوى .


في لندن
درس بيب في لندن بجد وكان يتلقى المال بشكل مستديم دون أن يعلم من أو من أين يأتيه المال . و كان يعيش في شقة مع رجل ميسور الحال يعمل في شركة تأمين و أصبحا أصدقاء.
بعد مدة زاره السجين الذي ساعده بيب في الصغر . فقد أرسل السجين مع بعض المجرمين إلى استراليا و أصبح مزارعاً غنياً هناك و كان يتمنى أن يصبح بيب متعلماً و صاحب مال حتى و إن لم يكن هو سيداً محترماً. و كانت الشرطة في لندن لا تزال تلاحقه لتقبض عليه.


النهاية
فكر بيب و صديقه أن لندن مكاناً خطيراً على الرجل الهارب و أنه يجب على بيب مساعدته للسفر خارج البلاد. و عندما عزما على ركوب السفينة قبضت عليه الشرطة . و عند محاكمته في المحكمة حكم عليه القاضي بالموت و قبل أن يشنق توفي في السجن . و صودرت جميع أمواله للحكومة كما ينص على ذلك القانون . و اضطر بيب أن يجد عملاً كي يساعد نفسه و أصبح موظفاً في مكتب صديقه و بعد مضي سنوات أصبح شريكاً في شركة التأمين و أصبح له عملاً موفقاً نتيجة لجهوده و ليس بفضل الثروة التي منى نفسه بها.


(يتبع..:D)

suryoyo 02/08/2008 22:35

اقتباس:

(يتبع..)

بانتظار يتبع :akh:

achelious 03/08/2008 18:35

قصة مدينتين

يفتتح ديكنز «قصة مدينتين» بعبارة من أشهر عباراته على الإطلاق هي : «كان ذلك الزمن أفضل الأزمنة، وكان أسوأها» حيث يروي قصة تدور أحداثها في مدينتين هما لندن وباريس.

في لندن نتعرف على لوسي مانيت، إبنة الطبيب الفرنسي ألكساندر مانيت، الذي كانت تحسبه ميتاً، ثم تفاجأ بأنه كان مسجونا في الباستيل، ولا تعلم بوجوده إلا بعد إطلاق سراحه، واجتماعه بها في لندن.
هنا يصور ديكنز شخصية الأب الذي أنهكته سنوات السجن الطويلة، حيث كان يعمل صانع أحذية خلال تلك الفترة، وهو يخرج أدواته بين الفينة والأخرى ويعود إلى تلك المهنة، كأنه ينسى واقعه الجديد. يتم استدعاء الأب وابنته للشهادة في قضية خيانة يتهم فيها تشارلز دارني، وهو شاب فرنسي لطيف تعجب به لوسي، ويبرأ من تهمته على يد محام شاب يشبهه إلى حد مذهل اسمه سيدني كارتن.
يبوح كارتن للوسي بحبه رغم علمه بأنه غير جدير بها، ويتمنى لها حياة سعيدة مع من تحب، ويعدها أن يقدم لها يوماً ما يثبت جدارته بحبها.

في باريس، يسجل ديكنز أحد مشاهده الأكثر تأثيرا في الذاكرة على الإطلاق، حيث يسقط في الشارع برميل خمر من عربة تحمله، وينكسر في الشارع، ويتدافع الناس لشربه قبل أن تمتصه الأرض، وفي هذه الأثناء يغمس أحدهم يده في الوحل النبيذي ويكتب على الحائط كلمة «دماء»، كأنه يتنبأ بما ستؤول إليه الأمور في فرنسا. في مشهد تالٍ، تدوس عربة الماركيز ايفرموند طفلا فتقتله، ثم يلقي هذا الماركيز إلى والد الطفل بقطعة نقدية كتعويض، إلا أن الأب يرفضها، ويتبع العربة إلى القصر. هنا، نجد أن هذا الشخص هو عم دارني، بطل القصة، والذي عندما يعلم بما حدث يعلن تبرؤه من إرث عائلته، ويقرر مغادرة القصر.
في اليوم التالي يتم العثور على الماركيز مقتولا، وإلى جانبه رسالة تحمل اسم جاك، وهو الاسم الذي كان الثوار يطلقونه على أنفسهم (حزب اليعاقبة). في اليوم التالي يتم إعدام والد الطفل، ويغادر دارني القصر عائدا إلى انجلترا، حيث يبوح بحبه للوسي، ويتقدم للزواج منها بعد أن يعدها بإخبار والدها بأصله، وعندما يفعل ذلك يوم زواجهما يفاجآن بعودة الأب إلى صنع الأحذية.
تأخذنا الأحداث مرة أخرى إلى باريس عام 1789 زمن الثورة الفرنسية، حين يتم القبض على شخص يدعى جابيل، وهو المسئول عن قصر آل ايفرموند، فيستنجد بتشارلز دارني لإنقاذه، ورغم علم هذا الأخير بخطورة ذهابه إلى فرنسا، إلا أنه يذهب لإنقاذ جابيل. في فرنسا، يتم القبض على تشارلز، ويودع السجن، ثم تذهب زوجته ووالدها إلى فرنسا لإنقاذه، ويستخدم والدها نفوذه مع الثوار حتى يحصل دارني على حريته.
هناك شخصية أخرى تأخذ دورها في الأحداث هنا، وهي مدام دوفارج، التي نراها سابقاً تجلس في محل زوجها وتحيك الصوف طوال الوقت، وترسم في نسيجها أسماء أعداء الثورة الذين تخطط لإعدامهم. هذه السيدة ستلعب دوراً في الأحداث فيما بعد. يعتقل تشارلز ثانية في نفس الليلة، ويحاكم، وأثناء محاكمته يقدم دورفارج وثيقة كتبها الدكتور مانيت بخط يده يوم كان في السجن، يحكي فيها عن ليلة جاء في طلبه الأخوين ايفرموند، وهما والد تشارلز وعمه، وأخذوه إلى بيتهما حيث كانت امرأة هناك تعاني سكرات الموت، ويعلم مانيت أن أحد الأخوين قد اغتصبها، وقتل أخاها.
تموت هذه المرأة في تلك الليلة، ويقوم الأخوان بالقبض على الطبيب وإيداعه السجن خوفا من أن يصبح شاهداً على أفعالهما، هذا السجن الذي يقضي فيه سنين طويلة، وهو يلعنهما في هذه الوثيقة، ويطلب الموت لهما حتى آخر سلالتهما.
نعلم هنا أن تلك المرأة هي أخت مدام ديفارج، وأن الشاب المقتول أخاها، وهي تأخذ على عاتقها مهمة تصفية آل ايفرموند حتى آخر سلالتهم، كما طلب مانيت في تلك الوثيقة التي أودعها جدار زنزانته، قبل أن يعلم بأن أحد أبنائهم سيصبح صهره، وأن حفيدته ستكون أيضا من تلك السلالة.
تحكم المحكمة بإعدام تشارلز دارني، ويقرر تنفيذ الحكم بحقه بعد يوم واحد. في هذه الأثناء يسمع سيدني كارتن عن مخطط لإعدام لوسي وابنتها كذلك، فيهربهما ويعيدهما إلى لندن.
في هذه الأثناء تشعر مدام ديفارج بأن هناك خطة للهرب، فتأتي إلى منزل لوسي محاولة وقفها، إلا أن خادمة لوسي تقوم باحتجازها ريثما يهربون، ويحصل بينهما عراك يؤدي إلى مقتل دوفارج بسلاحها الناري. يتوجه كارتن إلى السجن حيث يطلب زيارة دارني، ويقنعه بأن يتبادلا ثيابهما، ويكتب رسالة توضيحية، ثم يقوم بتخديره بمساعدة صديق له، ويسحب مساعده دارني خارج السجن، بينما يقبع كارتن هناك بانتظار إعدامه في اليوم التالي. تنتهي القصة بأن يتم تهريب دارني إلى لندن، بينما يعدم كارتن الذي قدم روحه فداء للمرأة التي يحب، حتى يكون جديراً بحبها كما وعدها ذات يوم، وهو مقتنع أنه يكتسب بتضحيته قيمة ومعنى لحياته.

في القصة الكثير من التفاصيل المدهشة، والشخصيات المرسومة بدقة، وهي ذات حبكة مثيرة مليئة بالمفاجآت، بالإضافة إلى أن ديكنز يستغلها لإيصال بعض قناعاته، كإمكانية الإحياء والتغيير الدائمة، التي تتجلى عندما يضحي كارتن بحياته. فهو من جهة يقدم حياة أفضل لغيره، ومن جهة أخرى يكتسب بعداً جديداً لحياته التي تكللت بهذه التضحية، فيموت قرير العين.

يطرح ديكنز أيضا أهمية التضحية، حيث يضحي الثوار بكل غال وثمين في سبيل الحرية التي يدركون صعوبتها، والثمن الضخم الذي سيدفعونه من دمائهم من أجلها.
كما يرى ديكنز أن الثورة تميل حتماً إلى القمع والعنف، فهو رغم دعمه للقضية التي استوجبت الثورة إلا أنه يشير إلى ما يرتكبه الثوار من شرور. ديكنز من جهة يدين قمع الفلاحين الذي كان يحدث، ومن جهة أخرى يدين طريقتهم في القضاء عليه، ومحاربة العنف بالعنف، حيث يتحول من كان يعاني من الاضطهاد إلى اضطهاد الآخرين بنفسه.
وديكنز يعتمد في القصة أسلوب الراوي، لكن الراوي يبقى مجهولاً، ويمكن ببساطة اعتباره أنه هو ديكنز نفسه. ويلاحظ باستمرار أن الراوي يسبغ عواطفه الجياشة بصورة واضحة على الشخصيات الطيبة، مثل كارتون، دارني، مانيت الأب والابنة. وفي المقابل، فهو ينتقد الشخصيات التي لا تثير غير الكراهية بسبب قسوتها، مثل مدام دوفارج، لكنه يحاول أن يجد لها عذراً مخففاً، ألا وهو القمع الذي كانت هي ضحية له.
ويستغل ديكنز شخصية الراوي - المجهولة - ليكشف لنا مقدار معرفته بتفاصيل الأحداث ورأيه فيها. فهو لا يكتفي بإماطة اللثام عن الأفكار والعواطف والدوافع التي تجيش في نفوس شخصيات القصة، ولكنه يسرد، بلسان الراوي وبقلم المؤرخ، مجريات الأحداث ويعلق عليها بثقة تامة.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن ديكنز قدم لنا صورة واقعية للصراع الطبقي، ولعل أكثر جوانبها إثارة هو الصراع الذي كان يعتمل في نفس دارني ويجعله في نهاية الأمر يقرر التخلي عن طبقته لما مارسته من قمع واضطهاد ضد عامة الناس وفقرائهم.:D


achelious 03/08/2008 18:43

أنشودة عيد الميلاد

تبدأ القصة مع الجملة "وقد مات مارلي" و تركّز على شريك مارلي في المحاسبة اسمه "ابنزر سكروج". و تحدث أحداث القصة عند ليلة عيد الميلاد في مدينة لندن حيث عاش سكروج.

أيامها كان هناك فقراء كثيرون ولكن سكروج كان غنيا جدا وبخيلا جدا. دُعي سكروج إلى حفلة عيد الميلاد السنوية ولكنه رفض الدعوة قائلا "باه هامباغ" (ما هذه البغاوة). في تلك الليلة جلس سكروج في بيته و زاره شبح مارلي الذي جاء لسكروج ليحذره. ظهر مارلي كشبحٍ مربوطٍ بسلاسل ثقيلة لأنه كان بخيلا مثل سكروج طوال حياته.

قال مارلي لسكروج إنه يجب عليه أن يتغير. أخبر مارلي شريكه بأنّ ثلاث أشباح سيزورونه تلك الليلة. فخاف سكروج من تلك الأخبار وركض إلى سريره. ما لبث أن ينام فصحا و شاهد شبح عيد الميلاد الماضي وخاف سكروج . قاده الطيف إلى طفولته. في الماضي يشاهد سكروج كيف حبه للمال كان أهم من أصدقائه وامرأة اسمها "بيلّ". بعد هذا سكروج مؤسف فرجعه شبح عيد الميلاد الماضي إلى سريره.
ثمّ يبقى سكروج في النوم مدّة طويلة فوصل شبح عيد الميلاد الحاضر. أظهر الطيف لسكروج أحداث عيد الميلاد الحاضر. ثمّ يشاهد سكروج موظفه الفقير, "بوب كراتشت", يحتفل بعيد الميلاد مع أسرته. مع أن وليمتهم كانت صغيرة فكانوا متشكرين. في ذلك الوقت تعلم سكروج أنّ ابن "كراتشت", اسمه "تيم الصغير" هو كسيح. فاختفى شبح عيد الميلاد الحاضر عندما اقترب طيف جبته سوداء.

فهذا الطيف هو شبح عيد الميلاد القادم. ويسمع سكروج عن رجلا يتحدث عن موت شخص ما يسمع اسم الشخص أبدا. بحزن شديد يدرك سكروج أن الشخص ليس محبوبا. ثمّ يريد سكروج أن يعرف اسم الميت. فيأخذه شبح عيد الميلاد القادم إلى مقبرة كنيسة حيث يقرأ سكروج اسمه هو على قبر. وبعد العلم بهذه الأخبار, يريد سكروج أن يغير قسمته. ويصبح رجلا كريما. فورا اختفى شبح عيد الميلاد القادم .
ويجد سكروج نفسه في سريره. الآن هو سعيد لأنه عنده فرصة ثانية مع أنه كان بخيلا في الماضي. يبدأ سكروج أن يستردّ بإرسال ديك رومي كبير إلى بيت "كراتشت". فقال "تيم الصغير" إن "ربنا يباركنا كلنا"! كان ابنزر سكروج كريما واحتفل بعيد الميلاد كل سنة حياته حتى انتقل إلى رحمة الله.

(يتبع..:D)

achelious 04/08/2008 22:20

تميزت كتابة ديكنز..
بتصوير الواقع بشكل جذاب للقارئ.
الوصف الدقيق للشخصيات.
الوصف المفصل لمختلف الطبقات الاجتماعية.
العاطفة و خصوصا الحزن والأسى في العديد من كتباته.
النقد البناء وعكس مشاكل الشارع مما أسهم في الاصلاح..:D

achelious 04/08/2008 22:25

تصوير أعماق المدن والبشر

منذ سنوات تتواصل اعادة تحرير واصدار رسائل الروائي الانجليزي الشهير تشارلز ديكنز ويومياته الصحفية فقد صدر، مؤخراً، الجزء الثالث من يومياته التي حررها مايكل سلاتر، كما صدر الجزء العاشر من رسائله التي حررها غراهام ستوري وآخرون, وفي الموضوعات التي يعالجها الجزء الثالث من يومياته نجد نفس الطاقة التي بعثت الحياة في رواياته الرئيسية في تلك السنوات 1851-1859 ، وهي دوريت الصغيرة ، و المنزل الكئيب : الغضب تجاه الرياء واللامبالاة ببؤس الثقافة السياسية في العصر الفكتوري الوسيط، وهو ما سماه تشيسترتون الخنوع المعلن والدبلوماسية القذرة , ويتجسد رد فعل ديكنز المميز على ذلك في السخرية المشبعة بالحنق، حيث ينقب في مخيلته ليجلد التملق والنفاق المحيط به, وهذا هو الصوت السائد في هذا الجزء من اليوميات, غير ان هناك، الى جانبه، اصواتاً من حياة ديكنز البارعة المزاج والواسعة الخيال، حيث التذكر التفصيلي الرائع لتجربة الطفولة، والعزم على التعبير عن معاناة الفقراء والمهمشين, ويحتوي هذا الجزء من اليوميات، ايضاً، على ذكريات ديكنز الشخصية الاكثر كشفاً، ودفاعه العلني عن فنه، وتقديمه العون الهائل للقراء على معرفة دوافع وظروف كتابة عدد من روايات ديكنز وقصصه والشخصيات التي ظهرت فيها.

ومن المعروف ان ديكنز الذي ولد عام 1812، وبدأ عمله المهني كمراسل صحفي في البرلمان، كان يعتبر افضل كاتب للتقارير الصحفية في زمنه، ويتضح هذا في الجزء السابق، الثاني، من يومياته التي حررها مايكل سلاتر ايضاً, وربما كان تقدير النقاد لتميز ديكنز كصحفي يرتبط بمصادر معلوماته وحيويته في التقاط الأخبار، وقدرته على اختيار القصص التي تجتذب قراء الصحافة, ومن الطبيعي ان تساهم سمعته ككاتب وروائي في حماس الصحافة لنشر ما يحرره ويكتبه، وحماس القراء في متابعة ما ينشر له.

فعندما يقوم ديكنز بكتابة تحقيق تفصيلي عن ظاهرة او مؤسسة ما، تظهر طاقاته الاستثنائية في المعاينة والوصف نفسها على افضل نحو، ولا تتوقف عند حدود كتابة تقرير صحفي عن حدث مستقل, والمقالات الموجودة في الجزء الثاني من يوميات ديكنز، والتي تشمل الفترة من 1834-1851 حول مواضيع مختلفة بينها السجون، واجراءات البوليس السري، واصلاحيات الاحداث، وحضانات الاطفال، وكتاب عرائض الاسترحام، مقالات تتميز بالفعالية، والاعتدال، والحجة المقنعة، وتهتم بالمشاكل الاجتماعية التي يأمل من خلال معالجتها التأثير على الرأي العام.:D

achelious 04/08/2008 22:33

ولم يكن ديكنز، كما اشير غالباً، يتمتع بموقف سياسي ثابت، بل بحماسات وكراهيات اكثر مما بآراء راسخة, وتتجلى اهتماماته الرئيسية التي مازال كثير منها يتسم بأهمية في التعليم، واللهو البريء، والسكن، وصحة الفقراء، ورعاية الاطفال، واصلاح السجون، وهو ما نجده في مقالات هذه المجموعة من اليوميات, وفي بعض الاحيان يبدو القارىء وهو يسمع تنافراً في نغمات الاصوات، عندما يربط مثلاً، في احدى مقالاته الصحفية الهامة، بين التقدم الاجتماعي ونجاحات التجارة والاستثمار الحر لرأس المال, ومما يثير المفارقة انه وصف باعتباره راديكالياً محافظاً ، اذ لم يكن هناك اطار سياسي يستوعب آراءه الانتقائية التي تتصادم احياناً مع بعضها.
(يتبع..:D)

achelious 05/08/2008 17:40

لقد حقق ديكنز انجازات صحفية مدهشة في السنوات السبع عشرة التي يغطيها الجزء الثاني من يومياته،حيث الحجة المقنعة، والكشف عن البؤس، والوصف الحي، والابتكار في لغة الكتابة، ومن المدهش أنه كتب، خلال هذه السنوات ثماني روايات وثلاثاً من قصص عيد الميلاد الشهيرة، وعدداً من المسرحيات واكثر من مائتي تقرير ومقالة وعرض، وما يكفي من الرسائل لاصدار خمسة مجلدات ضخمة, ولكن ديكنز، الناقد الاجتماعي والمصلح الليبرالي، كان بمعنى ما صحفياً طوال حياته، اذ لم تكن هناك سوى فترات قصيرة لم يحرر فيها مجلة او يسهم، بانتظام، في اخرى, وفي عام 1850م اصدر ديكنز مجلة كلمات عائلية التي حققت نجاحاً استثنائياً، وكانت وسيلة لتواصله المباشر مع قرائه من خلال كتاباته الصحفية الاسبوعية, وفضلاً عن ذلك كان ديكنز يلقي الخطابات في المآدب من اجل القضايا الخيرية، كما قام بزيارة فرنسا واميركا وايطاليا، وانجب تسعة من الاطفال، وبحلول نهاية هذه الفترة وصلت شهرته ذروتها، رغم ان بعضاً من اعظم ابداعاته الروائية جاءت في فترة لاحقة.:D

achelious 05/08/2008 17:47

ويذكر كتاب سيرة تشارلز ديكنز انه في عام 1854 حدث اضراب في مدينة بريستون الصناعية بشمال انجلترا، فقطع ديكنز، بفضوله النهم المعروف، كل الطريق من لندن الى هناك ليرى ما الذي كان يجري وفي وقت لاحق كتب رواية عن ذلك الحدث سماها ازمنة صعبة ، وسمى المدينة كوكتاون كانت مدينة مكائن ومداخن طويلة تنتشر منها اعمدة دخان لا متناهية بخطوط افعوانية, كانت فيها قناة قذرة، ونهر يجري ماؤه بلون ارجواني، وبرائحة تبعث على الغثيان، واكوام هائلة من البنايات المليئة بالنوافذ حيث الضوضاء والقعقعة طيلة اليوم، وحيث مكبس الآلة البخارية يصعد ويهبط بحركة روتينية مثل رأس فيل في حالة كآبة وجنون.

وربما تكون هذه القطعة هي الاكثر شهرة في الادب الانجليزي حول تأثيرات الثورة الصناعية وتشويهها الانسان.:D

achelious 05/08/2008 18:01

وتشارلز ديكنز قبل كل شيء كاتب عن حياة المدن التي تميز بفهمها من الداخل وكانت المدينة التي عرفها على افضل نحو، حيث عاش كل فترة صباه تقريباً، هي مدينة لندن, وكان ديكنز، نفسه، يشبه لندن القرن التاسع عشر، فقد كان يتمتع بحيوية استثنائية، ومخيلة هائلة، مشوشة ومهتزة احياناً وروايات ديكنز تشبه المدينة، ايضاً، فهي ضخمة، ومكتظة بكثير من الشخصيات الغريبة الاطوار: مجرمون، رجال شرطة، ايتام، مشردون، اناس يترنحون على حافة الافلاس، وهم يتشبثون بالكياسة البرجوازية, وتشبه مخيلة ديكنز، الى حد ما، ذلك الحصان الجامح الهارب في روايته الاولى اوراق بيكويك , فقد كتب اربع عشرة رواية، كانت روايات ضخمة، معظمها يزيد على ستمائة صفحة لكل واحدة منها، وحبكاتها تتحرك متدفقة، ومتجهة، احياناً، في منعطفات مفاجئة.

(يتبع..:D)

achelious 05/08/2008 22:38

واخيراً فإن الشيء الذي يميز الفترة الاخيرة من حياته (1852-1870) هو تركيزه على الرواية الاجتماعية وتجديده في عدة مجالات ففي عام 1854 اصدر رواية بعنوان: الأزمنة الصعبة وفيها يدعو بكل كرم وسخاء الى تحسين وضع العمال المزري في المصانع واما روايته «دوريث الصغيرة» فتدين بعض مظاهر الظلم والقهر في المجتمع الانجليزي الرأسمالي الصاعد آنذاك انها تدين المضاربات المصرفية التي تؤدي الى الربح السريع دون بذل اي جهد يذكر كما وتدين سجن الناس بسبب الديون المتراكمة عليهم والتي يعجزون عن دفعها ونلاحظ هنا انه ينتقم لأبيه الذي سجن بسبب ذلك كما قلنا في بداية المقال ثم يدين البيروقراطية الانجليزية وعدم فعاليتها او قدرتها على حل مشاكل الناس.

:mimo:

phoenixbird 09/08/2008 12:38

شكرا وائل يعطيك الف عافية

phoenixbird 09/08/2008 12:41

توفيق زياد هوي الشاعر اللي رح نحكي عنه

phoenixbird 09/08/2008 12:56


phoenixbird 09/08/2008 13:00


phoenixbird 09/08/2008 13:01


phoenixbird 09/08/2008 13:04




phoenixbird 09/08/2008 13:07




phoenixbird 10/08/2008 21:51








phoenixbird 10/08/2008 21:58





phoenixbird 12/08/2008 10:21



phoenixbird 12/08/2008 10:23






phoenixbird 12/08/2008 10:30











رجل من ورق 21/08/2008 15:27

يا جذر جذري !! انني سأعود حتماّ
فانتظرني . انتظرني في شقوق الصخر ،
والأشواك ، في نوارة الزيتون ، في
لون الفراش ، وفي الصدى والظل ،
في طين الشتاء وفي غبار الصيف ،
في خطو الغزال، وفي قوادم كل طائر..
شوق العواصف في خطاي ،
وفي شراييني ..
نداء الأرض .. قاهر
أنا راجع فاحفظنَ لي
صوتي .. ورائحتي .. وشكلي
يا أزاهر
إحفظن لي
صوتي .. ورائحتي .. وشكلي ،
يا أ .. ز .. ا .. ه .. ر !!


وأعطي نصف عمري ، للذي
يجعل طفلاً باكياً
يضحك
وأعطي نصفه الثاني ، لأحمي
زهرة خضراءَ
أن تهلك
وأمشي ألف عام خلف أغنية
وأقطع ألف وادٍ
شائك المسلك
وأركب كل بحرٍ هائج ،
حتى ألم العطرَ
عند شواطئ الليلك
أنا بشريّة في حجم إنسانٍ
فهل أرتاحُ
والدم الذكي يسفك !!

<B>أغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
وقصائدي ،
هي كلّ ..
<SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 15pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-language: EN-US">ما أملك !

رجل من ورق 21/08/2008 15:27

مرج ابن عامر

1ـ العُصارة

وعرفتَني لما أتيتكَ
بعد غيبتيَ الطويلة ،
مستفيض الشوق زائر
أبكي بلا دمع
وأسحب خطوتي
في خطو مفجوع وقابر
ونظرت نحوي ..
هذه النظراتُ
في قلبي .. خناجر
علقت أنفاسي عليها
ـ غير مختارٍ ـ
وعلقت الخواطر
وهممت أن تنهض
فشدّك ألف قيدٍ
محكم الحلقات قاهر
وفقدتَ صوتكَ
إذ هممت تصيح بي
وفقدتُ صوتي
وأنا الذي عوّدتُ صوتي
أن يطوف ..
على المنابر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
إني شربت ..
عصارة المأساة ،
يا مرج بن عامر !!


2ـ محرّمات

أرضي ..! ترابي ..!
كنـزيَ المنهوبُ ..! تاريخي ..
عظام أبي وجدّي
حرمت عليَّ ، فكيف أغفر ؟؟
لو أقاموا لي المشانقَ ..
لست غافر
هذي قرانا السُّمرُ
أضحت كلُّها دِمَناً
وآثاراً عواثر
آحادُها بقيت ،
وما زالت
تحارب بالأظافر
شدَّت على أعناقها أنيابـهم
تمتصُّ من دمها
كواثر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
حتى المقابر بُعثرت ..
حتى المقابر ..


3ـ قطعن النصراويات
(من أغنية شعبية قديمة)


النصراويّات الجآذرُ
كم قطعن مداكَ
في خطو الأكابر !
زمرٌ على الطرقاتِ
فيهنّ الحبالى والبنات البكرُ
كالزهر المسافر
والمرضعاتُ ..
صغارهن على الظهور ،
على الخواصر
يَنقُلْنَ أكوام الغلالِ ،
من الحقول ..
إلى البيادر
يسهرنَ حول النّار ،
ينشدن الأغاني
دون آخِر
عن حرب تركيّا ،
وأسراب الفرارييّنِ ،
عن ظلم العساكر
وعن الخواتم ، والأساورِ ،
كيف بيعت
لاقتناء سلاح ثائر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
إن كان لصُّ الأرضِ وحشاً كاسراً ،
فالعزم
فينا
ألفُ
كاسِر


4ـ الظاهرة والعمق

لا تحكِ لي ! لا تحكِ لي
أنا قادمٌ
من حيث تُغتال الضمائر
وتذوب في الأغلالِ
أيدٍ حُرّةٌ
ويوسوس الفولاذُ
في أقدام صابر
أنا قادمٌ
من حيث كل فمٍ
عليه حارسٌ
والمخبِرون على الستائر
حيث استوى في الحُكمِ
شرطيٌّ
وقديسٌ
وتاجر
حيث الجريمة فرَّخت
في كلّ مأمورٍ
وآمر
حيث العيون السُّودُ
تثقبُ بالرصاصِ
وبالخناجر
حيث الرجال بلا طعامٍ
والنساءُ بلا رجالٍ
والجمالُ بدون شاعر
حيث الحدود خنادق
والبحر زيت كله
والأفق بالفولاذ عامر
وحديقة الأطفال
صارت مصنعاً للكُرهِ
وانغمّت البصائر
حيث الصّدى والظلّ
ينكر أصلهُ
ويسوط خالقه مغامر
أنا قادم
من حيث
تلتهب الضمائر
حيث المآسي تصنع الأبطال
والشكوى
علامة كل خائر
حيث الشوارع زاحفات بالرجالِ
مواكباً
من دون آخر
حيث البحيرات التي
أمواجها أعلام شعبٍ
لن يهاجر
وحناجر الأطفال
والعمال
والشعراء
تملأ
أفقَ عالمنا
بشائر


لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
أأنا الذي نيّبت
تخدعني المظاهر .. ؟!
الضؤ والمأساة
قالا لي: لعنتَ ، إنفذ
إلى عمق الظواهر
لا شئ يبقى نفسه
والدّهر
دولاب ودائر
ولكل ليل آخرٌ ،
مهما بدا ..
من دون آخر ..


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:39 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.10160 seconds with 10 queries