أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   قاسم حداد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=81759)

verocchio 02/11/2007 00:05

و أنت في اليأس ،
اختلجت واحتميت بالسفر ،
ليتولاك البحر بالأزرق والأخضر واللازورد،
بالحب حتى يؤنس وحشتك.
ففي حقائب المنعطفات ترك لك القراصنة المكتشفون
رسائل تدفق الخدر في الغريب،
وتبشر بما يجعل السجن سواراً يعصم الشخص من أحلامه .
و أنت في اليأس، تشقى بما يجعل قميصك
هزيمة الأكاذيب وفضيحة الدسائس.
وأنت في اليأس ، يحسبون صمتك صريخاً عليهم،
وهمهمتـك دخان البراكين.
و أنت في اليأس ،
يسألونك .. من أنت .
102
مثلك لا يقف مذهولاً مفتوح الجراح في الليل
مثلك يكتب الكلام للقلب،
مثلك يمنح الحلم للجسد ،
مثلك يرصد الموت وقرينه،
مثلك يغرر بمن يغفو كمن يشرب زجاج النسيان.
مثلك يضلل المعنى و يفتح التأويل ويقود الغيم للبحيرات
مثلك يجلس في الأقاصي ويصغي للباقي من الروح
مثلك يقرأ البحر ويرشد البوصلة ويسأل المراكب
مثلك يصلب في الصارية
فيفضح النص.
103
تضع يدك في النار
لا لتعرف الطقس ،
لتتفادى الحريق ،
فتصاب بالبركان .
104
كلما داعب الأصدقاء جراحي
تماثلت للموت .
105
تريث قليلا قبل أن توصد الباب،
ثمة ملائكة يأتون للزيارة ،
فابسط لهم جسدك لئلا يصير خزانة النطاسين .

verocchio 02/11/2007 00:05

مبذول لعبور الضواري ،
السجن نزهة لك، والقبر حصنك الأخير .
هل أنت فزاعة المدينة ،
ترى في الرمل المذعور جيوشاً مخذولةً ،
تصقلها وتقودها نحو البحر ،
لتفتح الساحل أمام تجار يتماثلون،
وبحارة ينسون عادة الأعماق،
فيصابون بخـناق الماء .
107
أرقد هناك أيها الطفل ،
ولا تأخذك إلينا شيمة التجربة،
مكانك في راحة الروح وصحة الجسد.
آتيك أينما كنت ،
ارقد هناك ، إلى أن ينسى العسكر فهرس المحنة.
108
سميت لها الموت غيابي ،
وتذكرت لها النخيل الكثيف يغسله المطر قبل البحر.
وكنت أحصي لها أخوةً لي يموتون قبل الأوان.
وكنت أمضيت ليلا كاملاً أنسج لها قميصاً،
لعلها تغفر لي ذلك الموت .
وكنت أسمع بكاءها المكبوت ،
تموت متظاهرة بالنوم.
109
كأنـه يسمعها الآن ،
كأنها بين عينيه وقلبه.
( إذهب بعيداً لكي تأمن العسف)
فيذهب طريدا
يترنح تحت وطأة النبوءة.

verocchio 02/11/2007 00:05

هي المرآة) قيل إنها الذئب وقرينه )
تغري بسهرة الزئبق،
وتكبح الحب بثقة العانس.
حيث بوابة الجسد (قيل إنه القلب وقرينه)
منجم يكتنز بالمحتملات.
هاهي، تخدع الغريب بماء الشهوة
( قيل إنها الخلق وقرينه )
لتلهو به.
111
ذاكرة الذهب ، تمنح الحديد أسرار الكيمياء ،
وتنصح بنسيان المستقبل.
112
وصف لها الليل ، قال :
حياة زاخرة بدواعي الندم ،
لو أنها كرت ثانية لما فـررت،
وما تفاديت ندما واحداً منها .
113
وكان أن صادفه شخص عابر،
نصحه بأن ينسى ، ويكف عن المستحيل وقرينه.
لم يصغ لوشاية الشخص،
قال : أتكفل بنفسي وأعود بها إلى الذئب .
114
يجفل عائدا وحيداً إلى الكهف،
ملطخاً بالتجربة وينتحب :
يجب أن يسمونه القتل، هذا الذي يدعونه الحب .
115
لشخص يفسر أسماءه بالجنون ،
لأطفاله ،
للأيائل مغدورةً ،
للخفي من الأصدقاء
يعودون للكشف عن عريهم.
لأطفالهم ،
يسألون عن الحب و القتل
ينسون تفاحةً ، ويستبسلون ،
لعينين لا تشبهان العيون.

verocchio 02/11/2007 00:06

تـرى في كل نأمة أملاً وتمدح اليأس،
وفيما نرميك بالكارثة، تقاوم نسيان الكتب بذاكرة الذهب.
تضع جسدك في مهب العربات الطائشة،
وتسمي كل عربة ضارية
وردة التجربة.
117
قيل ،
فلما اشتبكت الأيائل بالقرون والأظلاف،
واشتعلت القرى بشهوة المـدن،
تماثل الشخص لشكيمة الحيوان،
خارجاً عن طبيعته، فاتحاً نهر الناس،
لعله يروي حقلاً يوشك على الصريخ لفرط العطش.
قيل ،
ولما تسنى للأيائل الكلام، بين مأدبة البحر ومأتم التميمة،
لم يعد للكلام أثر ولا قيمه .
قيل ،
فلما سمعت الغابة الوعد والوعيد،
ورأت ما يسد الأفق على الأمل،
و هجست بما يبعث اليأس في الصمت.
كشفت الأيائل خبيئة الجبل.
وكانت الأيائل قد قالت الكلمة.
قيل ،
فلما اطمأن الشخص لنجاته من شهوة الناس،
هرب إلى ظاهر النخل،
و عثر على ما يجعل الغابة أكثر رأفة من النوم.
قيل ،
فلم يعد الكلام.
وكان أن سمعت الأيائل نشيد الفقد في ثقة المهزوم،
سمعت من يكرز للجرحى بحتم الموت،
سمعت صوتاً يفتك بالشخص والمشهد .
قيل ،
فلما أتيح للأيائل الوقت، تجرعت شوكران العصيان،
ففتنت بها الساحرات وهي في حبستها
توشك أن تنسى عادة الليل،
قيل ،
فدفع الليل بمخلوقاته لئلا يستفرد النحاة بساحرات
يتخفين في قطيفة الذئب ،
متماهيات بأشكال الخمر والقوارير.
قيلً ،
ولما كانت الأيائل تتهجى كلامها الأول،
كان بينها وبين زهرة النوم نهر
كالمسافة بين القمح في الحقل والخبز في نار البيت،
ثمة شباك رهيفة تمنع التلال عن ليل النبيذ ونشوة الجسد،
شباك تكتشف فجأة أنها الشباك.
قيل ،
تلك أيائل زهـزه لها النحاة
بالفعل منصوباً
و النص مصلوباً ،
فاستعرت النيران في أحشائها واشتبقت الأكباد،
وأخذ الهياج يقود الطبيعة
حتى شغرت السهوب.
118
وصف لها يديه :
ليستا لي ،
فلماذا صرت لشخص يقصر عني ولا يطال).

verocchio 02/11/2007 00:06

أصغيت، كمن يتهدج ضارعاً ،
لكلام الصخرة المشتعلة على هاويه .
120
أصغى لوعوله في النشيد :
) نحن مروجو اليأس والنقائض،
فتية نـعـق ونجحد ونبطر ونبالغ في التيه
ولا أمل فينا .
فينا اليأس
اليأس و المكابرات،
ولشيوخ الأمل أن يتقفصوا عليه ،
وهو يكتهل في غفلة اللغة ، فلا يقشعر لهم بـدن ،
ولا هم يذهبون .
121
وعل هزمت قرونه الريح،
يستخف بصخرة الجبل .
122
وصف الموت للحياة، فقال :
) هو أن تكون مواجهاً الأرض بوجهك،
ومديراً لها ظهرك في آن .
123
نار تكون برداً وسلاماً عليها،
امرأة سهرت ليعود أبناؤها من الدرس،
تذهب مرتديةً قميص النيران.
جنتها تنتظر،
ويتفاقم لها الجحيم .
124
في الظلام امرأة وحيدة،،
تعرف أن ثمة شخصاً وحيداً مثلها في مكان ،
لا تخسره و لا ينالها ،
فتلهو به ،
كمن يرسم الشجرة في عاصفة .
125
تتسابقان ،
نهايتـه وخاتمة النص .
ماذا سيفعل أحفادنا بمخطوطات الأمل والكتب الناقصة.

verocchio 02/11/2007 00:06

خالجه يأس من يرفع جبلاً من قاع البئر.
مستعيداً ماء يسعف الحنجرة ويبرئ الفؤاد.
يدير بصره في عتمة المكان.
فيما الصمت كثيف،
والخطأ أجمل من الصواب.
خطأ في هيئة الصمت.
يحس به الشخص ويلمسه
وهو ينداح ببطء كدخان ثقيل
يلوب في فضاء محبوس.
127
يختلط عليه الشكل ،
هل قدح أم قصعة أم قارورة.
يأخذ شكل الخمر وسرها ،
هل ماء قديم ينحت الشكل على الهوى و المزاج .
هل الخمر تخدع الزجاج ،
أم أن للزجاج سلطة الرؤى.
128
تحتضن الأم أطفالها
تصقل معاصمهم لحديدة الوقت ،
و تؤهلهم لتبادل النوم
في النص
و الصاعقة.
129
جئت ،
جئت، ولم يكن أحد هناك.
130
كتيبة الأيائل
ريف يحزم المدن .
كاتبها سيد الجبل
وخبأ لها مباغتات وسهوباً مثقوبةً ومنحدرات ،
يتدهور فيها قليل الخبرة والطائش
وربيب المحنة.

verocchio 02/11/2007 00:07

لك أن تسمع الباب في هودج النشيد.
تسمع هذا الصوت في ليل الحرير تاجا يتصاعد،
مثل اللهب في شهوة التجربة.
تسمعه، فتنتابك شهقة الصقر وهو يتعلم الهواء على هاوية،
وأمه تحلق أمامه،
تغريه بحنان الريح .
132
من مات قبل الطقوس له جنة
ومن لم يمت.. لا يموت،
بكينا له
عله يخدع الموت من أجلنا
علنا نحضر العرس في مهرجان البيوت .
133
قيل له :
"لا تقصص رؤياك لها، فلا هي تفسير لك،
ولا تتيح لتأويلك حرية البوح "
سمع الشخص الكلام، لكنه وقف في نهاية الرواق ،
ينتظر طيفها العابر ، يصغي إلى نفسه وهو يسرد الحلم،
كمن يستمع لشخص بتقمصه ،
يغويه وينتصر عليه.
134
بينهما ،
يمكن للضغائن أن تزدهر،
والعناق على أشده.
135
حانة المدينة
ثديان مليئان بغيوم وغيبوبات،
منهما سوف تشخب هذه السهوب
ويختض صعيد الأرض المغدورة.
يتأرجحان مثل قرب مذعورة.
حانة المدينة، أقداح مبذولة لجنون الأنخاب
و احتدام الندماء ،
في عراك يشحن الصدور بأحلام المنتظرين.
136
لكن ،
شمس واحدة لم تعد كافية
لنهار كئيب مثل هذا .
137
قصعة اللغة متروكة تحت عقب الليل،
وأنت تلهين بي ،
يقودك مزاج المهرج و حكمة الحاوي.
وحدك في الليل ووحدي للنهار.
واللغة في همل القصعة ،
تحت بخار الشبق وزفير العفة
نتبادل أدوار الخسارة ،
وننسى .
138
كلما فتح كتاباً قرأ لاسمه إسماً آخر،
تقتسمه القواميس
وترثه المعاجم.
139
يعتزل ، يـقـعد عن الحرب ،
لكنها تأتيه،
دائماً تأتيه .

verocchio 02/11/2007 00:07

وكان حين يـدرك روحه النعاس، يودع أصدقاءه
ويموت على مضض.
141
الحب أيضاً طريق للموت
الحب أيضاً زهرة للخسران
الحب أيضاً جنة الفقد
الحب أيضاً حديدة الغريق
الحب أيضاً هندسة الخاتمة
الحب أيضاً
ذريعة الضغائن .
142
وكنت أمــوت أحياناً .
143
لا أحسن الذهاب في الخريطة،
فلا أنا مسافر ولا مقيم،
وليست الأمكنة غير أغلال
تكبر كلما صقلها الرحيل .
144
كليم الماء
جرحه ليس له ،
جرحه عليه ،
سماه جسدا ،
وكان بين حديد يتغرغر بماء الشهوة
وحديد يصدر عن جحيم التجربة .

verocchio 02/11/2007 00:07

والذي حك رسغيه في صخرة الليل
من أين ينسى ؟!
146
كلمات يؤثث بها القبر،
مثل شخص يمنح نفسه مديح العرس.
147
يغمض عينيه ليرى النص بقلبه،
ويهمس مثل صلاة :
(أيها الموت ..
يا حبيبي)
148
بغتـة يعترف الطفل بأخطائه
وصدفةً يموت،
تكترث الذكرى بأسمائه
وتغفل البيوت.
149
هذا ليس موتاً ،
إنها مثابرة الغياب .
150
يخافني الناس لبشاعة الظاهر،
و أخاف الناس لبشاعة الباطن.
151
نحيل ،
ينام تحت جلده، مثل ملاءة ،
ويفسح حيزا لأحلامه.
152
كلما فتحت شرفة على الماء،
اندلعت اللغة مثل قميص يبكي جسداً.
153
أيها الحزن،
يا حزن، يا حزن،
بالغت بالنصل
غيبتني في الهلاك.
ويا حزن يا منتهاي ،
انتهيت،
و أرخيت عيني لليل
كي لا أراك.
فيا حزن يا حزن
ماذا سيبقى لنا ،
عندما ننتهي من بكاء البقايا ،
سواك ؟!
154
نقلت روحي من النص للحاشية ،
وهيأتـها لاحتمال الغياب،
كأن الكتاب،
سيمنحني ناره الفاشية.
155
يقول لنا ، كأنه يصغي :
( الخاسر، لا يخسر شيئا )
156
خارج من غيمة ،
وثـلاث حالات من الكابوس ، تتبعني ،
فأقداحي مصادرة ، وليلي شاحب ،
ونسيت من يغتالني ،
فتركت نومي شاغراً ،
وزجاجة الميزان تـغريني بموت صامت ،
وعلي أن أختار
بين عدوى اليومي والخصم المؤجل.
هارب من غابة ،
وثلاث ساعات من المدح الكثيف ،
لكي أرى قـنديلة الفتوى تؤجلني

verocchio 02/11/2007 00:08

يقتسمون تفاحاً طرياً كلما استحضرت صورتهم ،
ويضفون الغيوم على سلال الرأس .
أصحاب ،
ويحتفلون في غيبوبة الذكرى بتذكارين :
وهم فاتك يحنو على تاريخنا الشخصي ،
أو أرجوحة الأحلام تمنحنا ظلاماً سيداً .
يا أصدقاء الليل ،
هل أجسادنا منذورة للنصل أم للنص ،
كي نرثي حديقتنا ونمدح موتنا ،
وننام قبل الوقت ؟!
158
نسيانـهم لا يكفي
واستعادتـهم من المستحيل .
159
قدحي تفيض ،
و لي احتمالات من النزوات
تاريخ الشراك وجنة الأخطاء لي
ولي النقيض .
160
آن للشخص أن يمنح النص
ما يشـتهي ،
آن للروح أن تنتهي .

verocchio 02/11/2007 00:08

خندق قبل القبر



..آه
!!هذه هي الكتابة إذن
!!الخندق الأخير قبل القبر
ما إن يفرغ الجميع من أشغالهم حتى يلتفت الكاتب إلى الشيء المنسي, الم- غفل المسكوت عليه, المسكوت عنه
الشيء الأخير
بعد أن يفرغ الجميع من أشغالهم
القتيل من موته
القاتل من ضميره
الحرب من طهاتها
الجندي من عبئه
الصديق من غدره
العدو من صداقته
الشعب من ضحاياه
الوطن من منفاه
يلتفت الكاتب إلى الكتابة ليراها تقترح عليه لا جدواها الفاتن ومجانيتها القصوى يلبث برهة يحم لق في البياض المرتعش تحت شهوة موج مكبوت من سواد القلب حيث زيت الجسد يتفص د مثل شمعة الناسك, مستغرقا في وهم المعبد بوصفه لانهائية
الكون
ماذا يمكن أن يقول شخص خارج توا من موت ناجز
!!هذه هي الكتابة إذن
يذهب إليها الكاتب لئلا يمنح الموت فرصة الذهب
الكتابة وهي تعبث بنا, هي البديل المتاح, كي لا يحدث الموت على مضض
وكي لا يخالج الآخرون اليقين بأن كل شيء قد تحقق, مثلما هند سه مبعوثوا الكارثة
2
أجلس ملطخا بالأنقاض, تسندني النصال في الخاصرة, والمعول يقترحني قبرا على هيئة الذكرى
هذه هي الكتابة إذن
ولا مفر
لم يحدث ما حدث إلا لأننا جديرون به ومؤهلون
أرى إلى البياض تاريخا متصلا بالقماط من هنا, وممتدا إلى الكفن من هناك
وعلى الكتابة أن تشفق به وتشهق له
..آه
ها أنا أجلس (أعني ألجأ) إلى أضعف الأسلحة على الاطلاق, وقيل أضعف الايمان
الكتابة
وعند العرب, الكتابة شيء من نافل القول
يتضاعف ض عف ها عندما يكتبها العرب عنهم, ويتعاظم فعلها عندما يقرأها العرب .. عن غيرهم
فطر العرب على عادة القراءة (بوصفها عبادة) منذ : إقرأ
وبقي فعل الكتابة مبنيا للآخر المجهول, لكي تكون للعرب موهبة تقديس المكتوب بقراءة مسورة بالميثولوجيا
وظل لنا, أن الكتابة هامش للقراءة. وعلينا أن نتلقى ما يكتبه الآخرون علينا, نحتفي به بقراءة مستسلمة : إن كتبوا حربا أو كتبوا
سلما
وعندما يقترح عربي كتابة تخرج عن الهامش وتستجوب المتن , يظل مرشحا للضغينة
ينتظر من الكاتب العربي دوما -فيما يكتب - أن (يقرأ) كتابة غيره, لا أن يكتب قراءته هو
لذلك فإنه يبقى منفيا , لأنه يذهب إلى فساد عادة (/ عبادة) القراءة
هذه هي الكتابة إذن
تخالجني إرتعاشة الفؤاد أمام النصل الضاري وهو يفتح الطريق في اعترافات الدم السجين مكتشفا هواء الل

verocchio 02/11/2007 00:08

يا ألله.. هل هذه هي الكتابة حقا
أية مصادفة أسطورية تجعل الكاتب ملطخا بشظاياه وأنقاضه في آن
حتى لكأننا نتبادل أدوار الميثولوجيا, كما يتبادل الندماء أنخاب ضغائنهم في مأدبة
ثمة من إقترح علينا أن تكون عشاءنا الأخير
ترى
هل نحن ذلك العربي القديم الذي راح يهذي حتى قال الشعر
أم أننا في ذهاب خارج الشعر والنثر معا
ذهاب إلى رائحة الجسد: مغدورا مهتوكا ممزقا , ولا أمل له
في كلا الحالين هو جسد عربي, جسد تكس رت عليه أسلحة الأصدقاء والأعداء معا , بلا هوادة ولا رأفة
رأينا كل ذلك يحدث مثل كابوس في تداع قديم, وها نحن نراه ينتقل من كارثة إلى أخرى, فيما نتمر غ في هذيان روحنا
الآن
أنظروا إلى الهذيان يغوينا بلاجدواه الفاتن, حيث يزين لنا الخروج من الهامش إلى النص من القراءة إلى الكتابة
إذن, هذي هي
لكن هل في البياض صدر يتسع
لتفجرات القلب / ليأس حزين يجهر بالحب
يا ألله
كم هو مغو
ومغر ومغامر
هذا القلب المغدور

verocchio 02/11/2007 00:09

كلمات الليل اليافع



لسنا جزيرة،
إلا لمن يرى إلينا من البحر.
2
الخمرة في نصف القدح،
نصفه الآخر لم يكن فارغاً،
كان في النشوة.
3
أن تكتب،
هو أن تتنفس هواءً غير مستعمل.
4
أغبطُ الذين في النوم،
لفرط الثروات التي بين أعينهم.
5
أكتبُ عن الحب،
مثلما يرسم الطفلُ إنطباعاً عن الحلمة.
6
حلمٌ مستحيلٌ أكثر
رأفةً من الوهم المستفحل.
7
الستارة على النافذة،
حاجبٌ أكثر سطوة من السلطان.
8
الاناء، بين الماء و النار،
تحريضٌ للهب.
9
كان يحصي لي الأصدقاء على أصابع يده،
فيما بعد، رأيتُ كفّه بلا أصابع.

verocchio 02/11/2007 00:09

الحُكمُ المعارضة يستويان في سعيهما لرفاهية الشعب..
بسلطةٍ واحدة.
11
لستُ حراً في القبول.
حرٌ في الرفض.
12
أرى إلى الريح تتلاعب براية المكان،
فيما يفقد الناسُ عادةَ الهواء.
13
فضاءٌ يكتظ بالأجوبة،
الجميع محاصر بالأجوبة،
أجوبة في كل جانب وفي كل شيئ.
ثمة الأسئلة.
14
يريد أن يعتذر،
ليس لكونه عدواً،
لكن لأنه أفصح عن ذلك.
15
الخنازير مفيدة أيضاً،
إنها تغني عن صفيحة القمامة.
16
إنها مثل الدولة،
تضع المساحيق وتسأل مرآتها،
دون أن تسمع الناس،
17
كل هذا الليل
لم يعد كافياً لأحلامي،
18
كل يوم،
لا نفعل سوى التأكد من اللاجدوى
المستعصية على الادراك.

verocchio 02/11/2007 00:09

9
عادةً،
أترك ذاكرتي على سجيتها..
لتنسى الجرح وتتذكر السكين.
نالت النصالُ الخبرةَ،
وتعبت الذاكرة.
20
المستقبل،
قيل إنه عكس الماضي،
ونحن في حاضر مستمر.
21
لدي أسرار كثيرة،
أكنزُ بها قصائدي
و أرمي بها في هواء اللغة،
لابد لأحدٍ أن يفضحها.
22
ذلك الشخص الذي لا أعرفه، ولا يعرفني،
لماذا يتأخر بهذا الشكل،
ويتركني في وحشة الرصيف.
23
الأطفال يكزّون بأسنانهم
وبأفئدتهم يكزْون.
24
لستَ وحدك أيها الليل
ثمة كهنة لا يحصون..
25
أنظرْ إليهم،
يتهيأون لاستبدال مواقعهم..
بسهولة الأحذية.
26
يلتقون للحوار
يتبادلون وجهات النظر
مثل تبادل الأقنعة .
27
يريدون إقناع الشعب،
كم هو على خطأ،
و أن نظرة القائد هي المصيبة..
إنها مصيبة.. حقاً.
28
الصمتُ..
مجاملةٌ فادحة للخطأ.
29
ما يفشل الصوابُ في اكتشافه
يكشفه الخطأ.
30
لن تقنعه بالكلام
ما لم يقتنع بالواقع.
31
قبل أن تنام،
ضع الوردة على جثتك.
32
ما الفرق..
شخصٌ أعمى
وآخر لا يريد أن يرى.
33
صليل قيودي يملأ المكان،
أنا الذي أزعم الحرية.
34
قِيلَ : ضَـلّ الطريقا
قلتُ : ضَـلَّ الطريقُ .
35
شفتي ترتجفُ الآن قُبيلَ الكلمة،
شفتي منهزمة.
36
استعدوا.. الماضي قادم.

verocchio 02/11/2007 00:10

وردة الذئاب

أنظرْ الآن ماذا فعلتَ بوردة الذئاب
تاجكَ في شفير الغابة،
لها بكَ الوهمُ وعبثتْ بأخبارك خطيئةُ الحلم
تحاجزتما بما لا يُعطى وما لا يُـؤخذ
ينتابها نوٌم الشهوة و يقظةُ الهوى
فتنالك طبيعة الباسل
لتفوز بنجاة الجنون ونور الحكمة.
بينكما صمتٌ كثيفٌ مثل رعـد الأعالي
تتبادلان حديقة الإشارة مثل أجنّـة تبتكر البوح
بينكما الوحشُ الفاتن
بينكما ما بين النصل والوريد
بينكما خشية الفقد ولهفة الروح .. بينكما .
تمد ذراع الغريق فيطالك الموج والنيلوفر المكنون.
تحتجّ بالمكان فتصاب بالوقت... الوقت والأقاصي.
أنظرْ الآن ماذا فعلت بوردة الذئاب
أنت الذي تقمّصتَ الحيوان والطير والغابة،
آنَ لكَ أن ترفل بالحرير والنيران ورحمة العاصفة.
انظر الآن،
تاجك تصقله الغيومُ وجواشنك ضحيةُ البهجة،
كأنكَ لم تعرف الحب ولم تنتخب النبيذ
روحٌ في الترنّح وجسدٌ في حقيبة المرض
وردةٌ خبأتها في غرفة الملاك،
صارت لك آلة الماء
تضعها في عروة القميص قبل أن تذهبَ إلى النوم.
ها أنت قرين الشظايا مثل لغمٍ ينفجر بين يديك
في حضنك الموحش
في الركن الحميم من جسدك الموشك على الهذيان.
ها أنت تمتدُّ من شخصٍ يغتاله العدوُّ
وشخص تنتظره المراثي،
تمتدُّ من صديقٍ نافرٍ إلى فرسٍ تَهْشـِلُ بكَ
وتضع التجربةَ بين عينيك والكلام.
أنظرْ الآن ماذا فعلتَ بوردة الذئاب.
في صحراء محكومة بالنسيان وبراكين الذاكرة.
أوشكتَ، إلا قليلاً،
أشرفتَ ، إلا قليلاً،
أشفقتَ...، لولا فسحة اليأس.
تماهيتَ عنها بالمستقبل لتصابَ معها بالحجر الكريم .
وعندما كاد الوقتُ والمكان،
تحدّرَ الشلالُ عليكَ في البرهة النادرة،
أنتَ الذي تجرّحَتْ حنجرتك لفرط الصمت.
أنت الذي حملت سركَ في موضع الروح
نظرتَ إلى الشرفة كمن يرى إلى المستحيل التاسع.
لا أنتَ من الرعية ولا تطالك شريعةُ الناس
لكنك بالغتَ في مديح المليكة أقلَ مما تستحق
وأكثرَ قليلاً من نصيبك في نزهة القصر.
وحين تماثلتَ للموت
وضعتْ يدها على قلبك المنتفض مثل نعمة الهواء.
فتراءتْ لكَ الجنةُ وصدّقتَ أن لكَ الريحُ والجناح.
لستَ الفارس
ولم تكن الفريسة ولا عـلّـةٌ بكَ غير العشق.
مثل شخصٍ يشحذ الكلمةَ في شرفة الخلق
يـدٌ ممدودةٌ في وحشة الكون.
ها يدها الكريمة عليك،
و عليكَ الرحمة،
أنظرْ ماذا فَعَلَتْ بكَ وردةُ الذئاب.

verocchio 02/11/2007 00:10

ذئب يتدرب على الموت

رقصة طائشة
ستسمين انتحابي عند عينيك، نهارا كاملا،
ليلا وحيدا
وتسمين يدي أرجوحة مفقودة الحبلين
تصغين قليلا
ريثما ينتابني موتي
و أنسى أننا كنا معا في وردة في الكأس
هل كنا نروض رقصة طاشت بنا
مثل اشتعال النار في ماء وأجنحة.
يدي أرجوحة ليديك
سميني كما يحلو لعينيك البكاء
و أجلي موتي قليلا
ربما في صدفة
نبكي معا حزنا على أحزاننا
ونؤثث الباقي من الأحلام بالمنسي من أخطائنا
لكأن تفسيرا سيمحونا
وتأويلا سيكتبنا
يدي أرجوحة
وبكائي المكبوت في عينيك
سميني كما سيمت لي يوما
قصائدي الغريبة
كالطفولة وهي تستعصي على الأسماء
سميني فلي حق بخيط قميصك المكتوب
لي في سرك الباقي تفاصيل
ومحتمل المصادفة الوحيدة وهي تحدث
في تبادلنا النيازك مثل أغنية بلا رقص.
أموت على يديك ووردتي في الكأس
سميني نحيبا فادحا
وتخيلي خيطا يزوجني بكأس يسكب النسيان
كي أنساك
سميني فلي في نصك المكبوت حرف عابر
ويد مضمخة بحبر غامض
أخفي نحيبي في كتاب الليل
أمضي شاردا
وأحاول التمييز
بين تهور المعنى
وبين رصانة التعليل
سميني نهاراً كاملا يبكي
وليلا يرفض التأويل.*

verocchio 06/11/2007 00:15

طائرُ الحلم


طير في مكان الرأس ،
بين كتفين وسيعين
مكتظين بالتجربة و صنوف الفقد .
شخص طائر
يلهث في ظل إمرأةٍ تكاد أن تخف عن الأرض
يسعفها جناح العفة الباهضة ، وعيناها طيور .
تـزم القلب في صدرٍ مكتنزٍ بالرهبة ،
مثقلٍ بالولع وفهارس الطفولة .
بغتةً ، تندفق نار في الرواق ،
طلق ينسف طير الرأس
في شخصٍ مأخوذٍ بامرأةٍ تعبر الغيم ،
ينفجر ريش كثيف مترف بالأحلام،
فيصير فضاء الرواق عرشاً شاغراً
وعريشةً في الهباء .
ثمة ما يمنح المرأة نيزك الضياع ،
فتندفع مضرجةً بصرخة الريش
تقتحم البهو ،
خلفها رواق مفعم بشظايا الصور وجنة الخطأ ،
كتفان شاغران وشخص مفقود .
تدخل ملتاعةً ،
أحداقها أشداق نمورٍ مقصوفة ،
وتصرخ مثل ثاكلٍ تفقد أبناءها التسعة دفعةً واحدة .
تنهار في ركن البهو
تدفن وجهاً شارداً في ذخيرة الصدر
تبكي وتمزج القلب بذريعة الندم ،
تنتفض في جسدٍ يفقد الحصن
بارئاً من دسيسة الذهب وسـر الأسماء .
نار الرواق تـرن في أجراسٍ مجنونةٍ،
والمرأة مزدانة بريشة الملك ،
تهبط آبار الوهدة متهدجةً ببخار الروح .
ترى في البهو صلاةً منصوبةً مثل عاشقٍ ينتظر القبلة ،
فتنهض ،
تضع وجهها في الأبيض الرزين
وتبدأ في التضرع ،
مثل أيقونةٍ فرغت منها المعجزة تواً .
كفان مبسوطتان ،
رواق مترف بالريش المعصوف ،
جسد يغلب المرض ،
شخص مفؤود
وإمرأة تكاد أن تذهب

verocchio 06/11/2007 00:16

مَـنْ أنتَ



مـن أنت
حتى يصدر الشعراء عن أسمائك الفصحى
و يختلفون نحوك .. ؟!
من أنت ، ... في لهـوٍ ،
و بين يديك يشتبك النحاة
و يفتديك سعاتـهم و يطيش وحيك .
هل أنت مجنون بكى العشاق في قمصانه
و تكاسروا .. و بقيت وحدك .
2
يا أنت .. من أنت .
سميتنا زينة الأرض ، رمانة الصولجان
و سميتنا جنة النوم .
من أنت ،
حتى تقود العصافير في غابة النار ،
سميتنا كي ترانا أسيرين في شفرة الحب
نبكي عليك .. و نبكي معك .
3
أيها الشخص
يا صمتنا في الكتاب،
سنبكي عليك ونبكي معك ،
فهيئ لنا أن نحب كما نشتهي أن نموت .
أيها الشخص
يا صمتنا أول النص يا صوتنا في السكوت .

verocchio 06/11/2007 00:17

شعراء

يرسم الشعراء الطبيعة قبلها،
و يبتكرون ،
ويبنون كوخاً يغادره ثـلة من الأشقياء.
يغنون حيناً ،
ويفتتحون طريقاً لكي يأخذ الماء شكل النهر .
يبثون في الطين ذاكرةً للشجر
ويكتشف الطير ألوانه من كلام القصائد
يختار أسماءه النادره.
عندما يخرج الشعراء من النوم
يبدأ الفتية الأشقياء انتهاكاتهم
يعبثون قليلاً،
ويدافعون ، كأن الطبيعة تنتابهم ،
يعصفون ويصاعقون
وتأخذ أطرافهم في النحول كأن الفصول
ستبدأ تواً ، كأن الطفولة
تنتخب الشكل في بغتةٍ ،
والعيون
تحملق مأخوذةً بارتجال الطبيعة.
والفتية العابثون يؤدون أخطاءهم جوقةً جوقةً
كاحتدام القصائد في بهجة الوقت .
و الكائنات تفض الهدايا
وتأخذ صورتها الفاتنه
كأن السنه
تؤسس للخلق، والناس مذهولة البدء
تلثم ثلجاً شفيفاً يزين مرآتها كي ترى ،
ما الذي يفعل الشعراء لأحلامنا الواهنه .
يعبث الشعر بالنثر
ويرتكب الفتية الأشقياء الجرائر مغفورةً
مثلما يخدش الطفل نهداً ويبكي عليه ،
مثلما يكسر النص صورته
فتنهال تفاحة الحب
تستغرق المرأة في عاشقٍ ضائعٍ .
مثلما يفضح الذئب أسطورةً في القميص المدمى
ويعترف الأخوة الأبرياء
فتعفو الطبيعة عن خالقٍ عابثٍ ،
وتصلي إليه

verocchio 06/11/2007 00:18

تحت الصِفر

أسماء المحالين على النسيان أشباح مؤجـلة
وتخطئ في روايتها تفاصيل الكلام،
وثلجة في الكأس.
لا تغفل ،
فأنت معرض لليل ،
والكتب الحزينة محض أخطاءٍ مراوغةٍ
وضعف فاضح في النحو .
تحت الصفر
يثملك الممثل باحتمال النوم.
صوت الشارع اليومي .. يومي ،
فهل كان الكتاب جنازةً ،
والناس يرتاحون في النسيان ،
في تعويذة الماضي
وتأجيل التآويل احترازاً .
كلما نام المهرج ينعس الحراس .
تحت الصفر ،
من يشرب عصيراً بارداً غير النحاة ،
مصححي القاموس،
والباقون يرتجلون قهوتهم
وينتظرون .
تحت الصفر
ينسى كاتب الماضي خطيئته ويخطئ في الهجاء
ويبدأ الشكوى من الليل الكثيف ،
ويلتهي بالنص،
كي يبكي لنا تغريبة الميزان،
يوقظ فتنةً وينام في الأخرى .
وتحت الصفر تسعة فتيةٍ، ناموا جزافاً،
بالـغوا في شهوة التفسير،
وانتحلوا خريفاً يخدع الأحلام .
فاضطر المدرس أن يبث الشكً
في الكتب التي تبكي لنا
ويلومنا ، ويبجل الأصنام .
تحت الصفر ، قالت بوصلات النص،
أن النحو بصري و أن الصرف كوفي،
وتحت الصفر تسعة فتية ،
تلهو تفاصيل الجنازة باستعادتهم جزافاً
كي تؤجلهم ، وتقترح القرائن
للذين يرون في كراسة التفسير
أشباحآً وضفدعةً وطابوراً من الأسرى،
فينتظرون تحت الصفر تسعة أشهرٍ أخرى،
وحملاً كاذباً .. في جنـة الأخطاء

verocchio 06/11/2007 00:26

زعفرانة البحر

آخينا زعفرانة البحر
وهي تخرج عن خبيئة الجبل
تزخرف مخيلة الغابة
وتمنح الغريب وردةَ الليل
آخينا الماء بزرقته القانية
وهذيانه الناضج
نغسله بمراراتنا القديمة
فيتفجّر في أعطافنا حنين الوحشة
نخبئ أفئدتنا المرتعشة
تحت القمصان والأغطية وضراوة الثلج
مثل ذئاب متوحدة
نخفيها في آبار الذاكرة
لئلا تفضحنا بنشيجها المكبوت
جئنا بأكثر الأعضاء رهافة
لننساك
لننسى نسيانك
فتشهق بنا جمرة القلب
تلامس حواسنا الشجرة ذاتها
الغابة ذاتها
والهواء الشفيف ذاته
هذا هو إذن
الفضاء الذي ازدحم بك
الخضرة التي شغرت من أجمل كائناتها
بعد رحيلك
جئنا
نؤاخي غابة ثاكلة بعدك
لننساك
لننسى نسيانك
فتشهق بنا الأفئدة
كمن يطلق الريح في جمرة النص
جئنا
رحيلاً من جنة الأعالي نحو السواحل المأهولة
بنحيب القواقع واحتدام الموج
من سواد البلاد المكتظة بتاجات النخيل
والمياه القديمة
نحو الجزر الموشحة بأهداب النيازك
المشحونة بالمرارات
جئنا نسأل المنتجع
علاجاً لنسياننا
رحيل ٌ مترفٌ بالوجع ومواكب الدمع
في الخطى المشبوبة
ساعيةً لعدالة المطر وهو يغسل الرجال
بنسوةٍ ينسجنَ القوس الفادح
مجللات بسواد البهجة
فيهنَّ حاملات القرابين
فيهنَّ المعصوبات بالسعف الطازج
فيهنَّ المندلعات بأثداء النعمة
اللائي يدْهنَّ بالتوابل أجساداً تسوق النوارسَ
مزينةً بالريش المبتلّ ، مغرورةً كالريح
في مرورنا الرشيق بين موائد البحر
نلملم عسل الشموع ونبجّل به غيابك الغامر
لعل رحيلنا الباكر يمنحنا نعمة نسيانك
في الأقداح المعبوبة حتى الثمالات
بالشفاه المرتعشة تحت المطر العادل
يستعيد لنا فصاحة الحواس
وهي تصف الهوادج في ترنح الرحيل
أقداحٌ نعبّها حتى تشفّ صور نسائنا
في الزجاج الثمل مصقولاً بجوهرة الأفئدة
في تاجات الزبد تحرس مراكبنا مبحرة
مثل حليبٍ يطيشُ في القصعة
ويمنح الطفل أختامَ النشوة
ليظن أنها الملاك .. وينام
رحيلٌ يضع زفير أرواحنا في التجربة
يعرّينا من حنين جامح
رحيلٌ فادحٌ
خلعنا له أجمل قمصاننا
لنجد أعضاءنا مستوحشة في وحدة الطريق
في ملح جارح يؤجج الجراح
متوغلاً في الخفيّ من أسرارنا
رحيل يذهب بنا
تاركين دفء أكواخنا في غياهب النخل
ميمّمين نحو مسارب الحجر
أعطافنا مثقلة بذريعة الطرائد
رحيلٌ مثل فرار فاجع من شراك الغبار
نلثم رطوبة الرمل بالأهداب

verocchio 06/11/2007 00:26

ونطبع القبلات في هواءٍ يتكاثف على زجاج أيامنا

دخان الأكباد يندلع مختلطاً بتشنجات العضل

وافدين مثل مرضى الجنَّة على مشارف الجحيم

في تهدّج مهجنا المستثارة بفعل المسافة

نساؤنا يمزقنَ أسمالهنَّ لئلا نذهب

فنشدُّهنَّ من قلائد أعناقهنَّ لفرط الرحيل

نؤجل بهنَّ ليل الأسلاف

بكتبٍ تفتح الطريق أمام أشباحنا

نرسم لأحفادنا مستقبل النوم

بالحليب الشحيح في أثداء نسائنا

ونهدهد مهود أطفالنا بزفير الأفئدة

verocchio 06/11/2007 00:28

حكمة النساء

أجهشت النساء المغدورات برجالهنَّ
و أوشك الجزعُ أن يبلغ بهنّ
ليرمين خواتمهنَّ في وجوه الرجال
لكنهن استدركن فأمسكن عن الخلع
واستدرن نحو دُورهنَّ
يدهنَّ الأسرَّةَ بالتوابل
ويؤجّجن القناديل بزعفران السهرة
و يذهبنَ في استجواب المرايا
يشحذنَ َ أسماء عشاقهنَ بالأكباد
وكان في ذلك حكمة
سألتْ امرأةٌ
وهي تشقُّ القمصان من كل جانب
لماذا لا تطلق الغابة كائناتها فصلاً واحداً
تمتحن بها طبيعة النساء المغدورات
رهينات الوحشة في الغرف الشاسعة
مثل شتاء الغربة؟
سألتْ امرأةٌ ، محسورة الروح
وكان في ذلك حكمة
أخذت امرأةٌ عدّةَ زوجها
وبدأت في كسر أرتاج الأبواب
وخلع النوافذ بستائرها المسدلة
فتحت ثغرات الفضاء في جوانب الدار
وسمحت لشمس الليل أن تسهر في البهو
وللنجوم أن تحرس المداخل
لئلا يستوحش كائن في الظلام
كانت تلك مبادرة باسلة
استيقظت بها أحجار الغابة
ونهضت لها شكيمة المبارزات
لم تكن المرأة وحيدة في شهوة الشغل
وكان في ذلك حكمة
سحبتْ امرأةٌ سريرها المشبوق نحو حوش الدار
و أطلقت وحش الأساطير في بخور الأرجاء
ثم طفقت في الأغنية
كانت جوقة الملائكة معها
و مجامر العنبر معها
ومعها قندة الليل تحرسُ السهرة
فطاب لها أن تقترن بالهواء
وكان في ذلك حكمة
أخرجت امرأة صندوق عرسها
المكتظ برسائل الحب
وراحت تتلو أجمل الكلام
كمن يقرأ التعاويذ في محراب
فأخذ المارة يتقاطرون حولها
مأخوذين بكلام الأكباد
وكانت المرأة ملتذّة كأنها في الحب
وشبح الشخص ماثلٌ في الذاكرة
طفقت الريح تمدح الكلام
كمن يوقظ الفتنة
وكان في ذلك حكمة
حلّتْ سيدةُ البيت شعرها
وبدأت تغزل به حجاباً غامضاً
يغلب القاطن المستقر
ويغري الرأس بوسائل السفر
بكت معها غريزة الغريب
وبكت عليها حكمة القلب
فاحتدم حشد من كائنات اللذة
يؤلفن الكتب
و يؤثثن الطبيعة بالأسرار
و كان في ذلك حكمة
نساءٌ مغدورات برجالهن
يغدرن بهم
ويكشفن لهم ذريعة الفتنة
كأنَّ في ذلك حكمة

verocchio 06/11/2007 00:29

المرضى من الشرفة

يضعون تاريخ أعضائهم على الطاولة
يسهرون بها شطرنجاً لا ينتهي
يتبادلون أحلاماً مؤجلة
يذهبون بها إلى النوم الكثيف
مثل فنار يرصد الكوابيس
يرصدون خرائط اليأس من شرفة السماء
معلنين لمن يلتحق بهم
أن من يموت معهم
لا يموت أبداً
مرضى بذرائع الكيمياء
يتفادون الموت في المأدبة
أعضاؤهم تشي بالرغبة وتشفّ عن الحنين
استدقّت منهم الأطراف
واسترقّـت العناصر
وفاض بهم بوحٌ غرّر به الأدلاء
وفتنته شهوة المبالغات
يقرأ بعضهم الكلام في صمت الآخر
ويفزع أحدهم لقميص
ينكسر وحيداً في مقعد شاغر
ويده في عروة القدح
يكبت الجميع نحيباً ناضجاً
ينصبون شراكاً في حديقة أحلامهم
يذرعون المسافة بين خسارة الأمل و خزانة اليأس
متقمصين بسالة الأدلاء
يرون في الآنية وجه الوحش وطبيعة النهايات
يفقدون اللذة ونكهة الملح
تنتابهم رهبة الأعالي و الغياب الأقصى
يرون في الطعام أشداقا تزدردهم
وتفيض بهم المواعين في مزيج رهيب
من الروح و الجسد.

verocchio 06/11/2007 00:29

الذخائر

يشطرن الماء بالسكاكين
ويوزعنه في كتيبة الحرس
بمهارة النمر الفاجر
لئلا تأخذهم الغفلة عن أكثر المهمات
شهامة وصلافة
يصقلن أقداحهن المعدنية
بأخماص البنادق
مثل فارس يحرر مارش العبيد
من ورق النوتة
يكذبن قليلاً
لكي تسري في عروقهن صحوة الماء المذبوح
يشكرن ندماء السهرة
لفرط العناية الفاحشة
ويطفقن في الترنح
متدافعات نحو سرادق العرس
يباهين بالنياشين و الأوسمة
و الدم اليابس في الجراح
حارسات الشهوة
تسهر على راحتهن ساحرات يشطرن الماء بالسكاكين
في مدينة يموت بها الناس والأشجار لفرط الحب
كل ذلك لا يجعل لهم العذر لادخار الضغينة
لمن يفتح نسيانه على النساء

verocchio 06/11/2007 00:30

تراث السفر


مثل فارس يقع من صهوة السفر
فيما الحصان ينهب الطريق
تتعثر به الجثث وهو يتدحرج
غاسلاً أحجار الأرض بدمه النافر الكثيف
لا يتوقف لأجله المقاتلون
و لم تلتفت نحوه الأحصنة
المرضعات في السبايا
وحدهن تريثن لأجله
يضمدن جراحه بأسمالهن
ويدفعن بأثدائهن المكتظة بلبن التجربة
نحو الشفاه اليابسة
والجراح المعفرة بقطيعة الركب
الفارس هنا
و الصهوة في مسافة السفر

verocchio 06/11/2007 00:35

السلال ذات الخفة

تزن السلال خفتها
وهي تتأرجح خلف النساء
متقمصات هيئة طفلات يقلدن أمهاتهن
السلال في الخفة
و النساء يتكئن على هواء شاغر
لكي يحسنَّ رصف الأكاليل وهي تتهدل
طائرة وراء السلال
وضعن فيها مؤونة البيت
كمن يكنس السوق كله
كدّسن فيها الزيت المعصور بالصخرة المصقولة
وخبرة العمل
وخبأن في جيوبهن الأعشاب و الأبازير
كدنا نفقد شهية العراك
و السلال لم تزل في رشاقة القصب
تقلد أكثر المكاييل خفة في اليد
بلا ضغينة
بلا ضغينة
لا أحد يغار من السلال
ولا أحد يضاهي نساء يخرجن في واضحة النهار
يختبرن الموازين و مكاييل السوق
يفضحن ذرائع الباعة
ويطفقن عائدات بالمؤونة


verocchio 06/11/2007 00:35

أخبار الحجر



لك هذا الحجر القديم
كتبته في نسيان صاعقة عابرة
سميت به الحرف الناقص في كلام الليل
هندستُ به الطبيعة ونيرانها
2
دع ماءك الكوني يصغي للأقاصي
و انتظر ترنيمة الكابوس
مثل فراشة
وانهرْ سلالتك المضاعة
دع صوتك المائي يقرأني
ودعني موغلاً في شهوة القاموس
أبحثُ في تآويل المعاني
ربما نأوي لجنّتك المشاعة
3
تقف قرب حجر
يسمع الزلزال المكبوت في القلب
ثمة شخص يطوف حولك منذ قرون
لا يسمع منك سوى الصمت
دون أن يفهم شيئاً
لا تستهن بالحجر
لديه أسرارك
وعن ظهر قلبٍ
يحفظ تحولات الدم في قلبك
حجر يقف قربك
كأنه قرينك القديم
4
لست وحدك
مع الحجر

verocchio 06/11/2007 00:36

ليس عصيّ الكلام
حتى إذا ما خذلتك القواميس
تنبثق لغة ممهورة بالحب
ترأف بك
وتصونك
6
هذه النخلة الشاهقة
ثمة حجر صغير يسندها في الخفاء
ضع يدك عليه
تسمع كلامه يؤانس النسغ
منتقلاً بين الجذور والأجنحة
تلك الأجنحة الخضراء .. في الأعالي
ثمة حجر صغير يسند الهواء
لئلا يخذل النخلة
7
رأيت رعداً يوزع حجارته الكريمة على النوافذ
رأيته، مثل طائر رحيم
ينقل الهدايا لأشخاص
وقف بهم الأرق على الشرفة
تدركهم عطايا الرعد قبل شفير النهايات
فيدخلون إلى النوم مثل ملائكة يولدون
يبعث الرعد بطيوره الفاتنة
تؤنس الغريب .. وتشتهيه
8
لك هذا الحجر
تسند به قلبك في ليل الوحشة
وتمحو به أبجدية النسيان
في شطرنج الذاكرة
9
حجر قديم
هو أيضاً قنديلك في ظلام الأقاصي
حجر قديم
هو أيضاً طفلك الموشك على البكاء قبل النوم
حجر قديم
هو أيضاً موسيقى الأجنحة
تحرس خطوات الطفل في أحلامه
10
ينتابني الذعر
فيما أرى الشخص وهو يتجرع الحجر الأحمر
تحت وطأة جوع إلى الكلام
كيف تشفق على شخصٍ
يحملق في قدحه المترعة بحجر أحمر
وسديم من الصمت الكثيف

verocchio 06/11/2007 00:37

خطواته أحجار خفيفة
يذرع بها البهو ومداخل النوم
يتقدم رشيقاً ، وبين عينيه فضيحة التجربة
خطواته أخفَّ من خطيئة الكاهن
قلبه يسيل على خشبة الباب
لا أحد يفتح له
لا أحد يسمع نحيبه
لا أحد يكترث بالنزيف
لكنه ينتظر
12
عبرت طيور مثقلة برسائل الجبل
تخفق بأجنحتها في نافذة النائم
توقظه ... من يقظته
وتمنحه كتاب الجبل
و ما إن يبدأ القراءة
حتى تفرّ الطيور حزينة لفرط العذاب
عذابٌ يفيض على الشرفة
يتوغل الشخص غريباً في أروقة البيت
وحيدٌ ،
وتذهب عنه الطيور
13
صخرة تنبثق من الأسطورة
مرة تصعد محمولة على الكتف
مرة ترتعش في هيئة خشبتين متقاطعتين
تأخذان شكل الجسد الآدمي
مرة تشرف على كبدٍ تأكل منها الجوارح
أسطورة تقصر عن عبء الصخرة
وتفيض في قدح الذاكرة
14
لو أنهم رموا بالحجر في زرقة الخليج
لكسدت التجارة
و اندلع الزرع في خريطة الرمل
لو أنهم استبدلوا المكان الأول بالأعماق
لكانت الأرض أكثر جمالاً من البحر
لكنهم ذهبوا بالحجر نحو الأسواق
لم يزل الحجر
ولم تزل التجارة
و لم يزل الناس في الرمل
صحراء مفقودة الزرع والضرع
15
حرفك المستهام الذي مسّني في الشغاف
وردة في حجر
يا كتاب النهر
نصنا طاعن في السماء
مثلما شاحبٌ
يمنح الليل مخطوطة حرة
حبرها في رحيلٍ طويل
و أخبارها في الضفاف
16
دعني أسميك ارتعاشاً في الوتر
دعني أنادي فيك أسمائي
و أخبار الحجر

verocchio 06/11/2007 00:38

شـكّ الشمس

عندما تكون على مشارف الخمسين
وتجد نفسك واقفاً بيدين فارغتين أمام مستقبل غامض بالكاد يبدأ مكتظاً بالمحتملات الكئيبة فتبدو كمن قطع الطريق كله من ذلك الأمل ليصل إلى هاوية
فترفع عينيك لخشبة الباب الشاهق
تقول له : افتح
ويفتح
فلا تجد غير السديم
فإذا أنت في حضرة الخلق من أوله
عندما تكون على مشارف الخمسين
بعد خمسة عشر كتاباً وأسرتين وأحفاد وشيكين وجسد معطوب و زنازن كثيرة ونصوص ملطخة بحبر القلب ومخطوطات خمس في خزانة الروح وأصدقاء يهددونك بالفقد وليال محتدمة بالكوابيس ومشاريع قيد الخرافة وأنت لا تكاد تطمئن لما بعد الغد
كيف يتسنى لك أن تكون محسوباً على البشر دون أن تصاب باليأس
عندما تكون على مشارف الخمسين
وترى بين يديك ركاماً من الأحلام المغدورة وشظايا المجابهات تضرج جسدك الواهن والوطن يقف على رصيف الذاكرة نصفه في وهم الجغرافيا ونصفه في حلم التاريخ لا يستدير إليك إلا لكي يفتك بما تبقى في ذبالة روحك من زيت الناس فتكاد تجهش لفرط الخسارة ولا يكاد يسمعك غير غب
ماذا تسمّي كتابك القادم إن كان ثمة وقت له
عندما تكون على مشارف الخمسين
وتدير رأسك في وطن يختلط عليك بملامح الثكنة لا يسمع قصيدتك ولا يصغي لنحيبك ولا تنتابه التفاتة الغريب للغريب وطنٌ وضعته زينة على جسدك المرضوض فوضع لك النصال تسند خاصرتك لتبدو مثل خيال المآتة في حقل خرّبته الرياح السود تدير رأسك فلا ترى غير المسوخ تسد عليك ا
عندما تكون على مشارف الخمسين
وتلتفت خلفك فلا ترى غير الأنقاض كأن العمر الذي أسرفته في الأمس لم يكن يمضي إلا في خراب مستعجل وكأن الطريق الذي منحته القناديل من لحمك وعظمك وبياض عينيك لم يكن غير سرداب مشحون بالأشباح ظننت أنها الناس معك،
فإذا بهم اليأس عليك
عندما تكون على مشارف الخمسين
وتحاول أن تحصي أفراحك فلا يسعفك الوقت ولا يسعك المكان تسند ظهرك في جحيم وتحدّق في جمرة وينتابك الدوار لفرط المسافة التي اختلجَ بها جسدك وتشظّت بها روحك وتاه القلب منك
عندما تكون على مشارف الخمسين
وتصاب بالشك في شمس أيامك .
ترى هل سيتاح لك من العمر ما يكفي
لكي تعيد قراءة مسودة كتابك الأخير قبل القبر ؟
عندما تكون على مشارف الخمسين
ستتمنى أنك لم تزل تقع في خطأ الحساب
عندما تكون على مشارف الخمسين.

verocchio 06/11/2007 00:39

ظلامٌ عليك أيها الجبل

كان الجبل في أحداقنا
ينقل أقدامه الزجاجية من حلم في هيبة البحر
إلى حلم في أبّهة النخيل
ذهبنا لشحذ أعضاءنا بأسنانه
بصلافة صخوره وغدر نتوءاته
فيما هو منشغل بصقل شظاياه
مباهياً بهيبة مراثيه وبراثنه الباسلة
رعاياه
نزن به أحلامنا كأنه معدن الوقت
يكنز نعمته في غيوم غامضة
مبذولة لترف المكائد
تتماهى في خلاعة الأشكال وتشفُّ عن الماء اليابس
قمصاننا تشيع الفتنة لجسدين في لذة السفر
نغفل عن خيوطها المشاعة فنخسر قناديل الطريق
مثل نجوم مدلاّة في تجاعيد الوحشة
تظن أنها السماء .
جبلٌ يخبُّ في جبّته الموشاة بأحداق ثملة
وأهداب فَضَّة
ترصد رعيةً في وحشة السفوح
نحن رعاياه المستوحشون
تنالنا جهامة الليل.
شعبٌ يستفرد به حجرٌ كئيبٌ محمول على المناكب
غاباته مكتظة بيقظة الحواس
تزعم أنها ثمالة حنيننا الموصول بعدالة المطر
ما إن نغفل حتى تغدر الشباكُ بشعبٍ يشطّ
يرشده أدلاّءُ يعرّيهم الجبل بكمائنه
ويفضح خطواتهم بالكواسر
ما إن نغفل حتى تطيش جمرة الغابة
لفرط النطرة وضغائن الفصول
رعايا نحن
نعقُّ عن هيبة الجبل
ونزخرف جسده بمرايا مشروخة
تفضح خرقاً مزقتها مواكب الجنازات
واندلاع النيازك اليائسة
رعايا
نرفع أسمالنا رايةً في طليعة النص
فتخرُّ الخرائطُ مهتوكة بصراحة الكذب.
نعرف في الحجر ذريعةَ الطريق
تأخذ أقدامنا بهجة المسافة
وطبيعة السفر
كأن الماء في المنحنى
كأن شجرة الغابة تقويمنا لندرك خاتمة السرد
كأن زفير المآتم سأمنا الأخير لتفادي سردَ القرابين
كأن بريد القرى المستباحة بلاغة المدينة
تميمتها لتدارك فضيحة التهتك في حضرة القتل
نعقُّ مثل رعية تفقد حرية النوم
نقول للجبل : غيّر غيومك
هيئ ضريحك
وافتح ألوانك على الناس
نقول له : ظلامٌ عليك أيها الجبل
ولك قوسنا الشاهق .. سرادق الأفق
نقول له : سئمنا سيداً يَسكتُ عن أحفاده
ويطلق لأسلافه سطوة الندم
جبلٌ ينهرُ أحلامنا ويشي بنا في محفل الصيارفة
يقودنا بأدلاّئه المذعورين
ويعتذر عن أجمل أخطائنا أمام قناصل الدول
ومبعوثي الجيوش
نقول للجبل :
الجبالُ ترحل أيض

verocchio 06/11/2007 00:40

ما لا يسمى

عندما أسمكَ في طريق
ورأسكَ في طريقٍ أخرى
تتقهقر بشهوتك إلى عتمة الأزقة
نحو خزائن التجربة
لتسعف الرجفة الخفية
رعشة مسوّرة باحتدام الجموع
وهي تتخطّفك
مستصرخاً ذاكرة الشِراك
من أين إلى أين ؟
لتذهب بك في مسارب رؤوس محتدمة
تضطرم بحرائق الطريق
تضع له ما يسعف الشارع بالحجر العتيق
بأشلاء رغبات تنطفئ في صراحة الشمس
تضع له رأسك المكنوزة بخبرة الخرائط
وشهوة العمل
تضع لاسمك زهرة الرأس
كمن يبذل وردته على جنازته
عندما سُبلكَ أكثر من أقدامك
يفيض رأسك بزادٍ يكفيك
ويصونك من مائدة مثقوبة بفاكهة تفسد
لفرط الأسلاف
ينالها العطبُ ويطفح بها التفسير
تتقهقر مطأطئ الرأس
نحو غبار المخطوطات
في تاريخ الجسد ووحشة الروح
تنحدر بك حشود الشارع في ليل واضح
في ذبائح مهدورة
في ماء قديم يأسن
في ذخيرة مبتلّة بزفير التجربة
في غفلة البصيرة وكسل المخيلة
تنحدر
ورأسك كنيسة النوم
عندما رمادك يبرد
تكـرُّ عليه ضباعُ المستنقعات
تسألُ ضميركَ صراحةَ الهواء
وأنت خَدِينُ الخذلان
يشدّك حشدُ الشارع
مأسوراً بقديم الجراح
فيطيش عليك فيضُ الأساطير
يغطيك كرادلة الكهوف
بأوشحة كثيفة كتعاويذ الوهم
يغرونك
يغوونك بجنة تنجو منها
عندما تنسى
يسمِّيك ما لا يسمى
سيف النسيان عندما تنسى
تحت قميصك المليكُ في حريته
وها أنت تفقد المعدن الخفيف
تفقد حرية الهواء
كأنك تفقد النص
تنسى أنك رأس الهجوم
في جيشٍ يقهر الكتبَ وهي تنسى
تطير بأجنحتك في هواء فاره
لماذا رأيت في أدلاّءِ التيه نجمة المنعطف
وفيهم من يشحذ ضواريه في النحر
ممعناً في براءة أخبارك
لماذا رأيت في مغاراتهم آباطَ الدفء
وفي زرد خطابهم الفجّ حرير الحنان المفقود
تلعب به غريزة اللهو ، يخبئ النار في ثوبه
لماذا وضعت رأسك الناضجة
في خدمة الاسم المغترّ بسمته
مأخوذاً بعناقات تهيّج الجموع
متجرعاً شجاعة البرزخ
بين أن تكون عدواً ماثلاً
أو خصماً في الظن
لماذا . عندما رأسك ضحية اسم يتلاشى
في ظهيرة ليل يتظاهر بطبيعة النهار
امتدَّ بك الحلمُ في يدين مغلولتين
لماذا عندما نهضنا بك
تريد أن تجهض زهرة يأسنا
وترشح حيزوم سفينتنا المكتنزة
لصخرة الجبل
ماذا تعرف عنا
بذلنا لك جنون القلب
وقلنا لك هذا القلب لك
حصن يصونك
فاشمخْ به
يتمجّدُ بكَ و ينهض. *
ماذا تعرف عنا
بذلنا لك جنون القلب
لئلا ينتابك ما لا يسمى
وقلنا لك هذا القلب لك
حصن يصونك
فاشمخْ به
يتمجّدُ بكَ و ينهض

verocchio 06/11/2007 00:41

الأسير
يذرعون به المدينة
برسغين مغلولين
وكاحلين في الأسر
فيخرج الناس شاخصين
مثل روم القياصرة
يرون جيشاً صغيراً
يرفع كفين مضمومين بالمعدن
مبتهجاً
و الأحداق المتقاطرة
ليست مذعورة ولا مطمئنة
خوفٌ
يعلنون به هزيمة انتصارهم
ومنعطفات النهار
نهار كامل يكسون بها وحشة المدينة
عارياً
وقمصانهم ملوثة بالجريمة
أخباره مكبوتة
و بريد الفضيحة يندلع
في ناس المدينة
يدّخر دمه المحتقن تحت الأظافر المنزوعة
وجلده المزرقّ في الكوعين و الركبتين
و خاصرته المخدوعة بالحزن النحيل
كل ذلك كان معه في الموكب الغامض
الذي يجوب المدينة
كل ذلك كان يخفره
ويرصد مواقع أحلامه
حتى إذا ما نال الاحتضانة الخاطفة
ومسح الحزن المترف في دهشة طفلته
انفجرت فيه شهوة السرد
فوقفوا به عند البحر
بحر سيأخذه إلى بيت آخر .*
ويرصد مواقع أحلامه
حتى إذا ما نال الاحتضانة الخاطفة
ومسح الحزن المترف في دهشة طفلته
أزاح الموت الذي تعثر به عابراً شجرة العائلة
انفجرت فيه شهوة السرد
فوقفوا به عند البحر
بحر سيأخذه إلى بيت آخر


verocchio 06/11/2007 00:43

الضغائن

أحصي تيجان الوعول العشرة
وهي تنحدر من رؤوس الجبل
مزخرفةً ثلج الليل بحنين الكتابة .
وكلما قرأت تسعةً
أخطأت التاج العاشر ،
فيتولى الثلج ذريعة الحيوان
وهو ينهال على عرشنا
بالضغائن.

verocchio 06/11/2007 00:44

أسطورة

لعينين رمانتان من الحزن ،
للماء ساقيتان على جسدٍ ضارعٍ.
أيها الليل
يا ليلنا الأبدي
إسقنا ،
عـلنا نستعير من البحر أسطورةً
يلتقي عندها الغائبون.

verocchio 06/11/2007 00:45

جسد / 1

رأيتـك في جسدٍ تنتحب فيه الفحول
وتنبثق الصواعق من أردانه .
متروك في الزفير،
تدكـه إناث الخيل بصهيل الشهوة وشغف النسل،
يصدر منه الكلام مثل قصبةٍ تندس بين الحديد والحزن .
رأيتك في جنس المذبوحين ،
تلهج فيك النار والزجاج المكسور .
جسد يهذي بالحب وروح يقصر عنها الموت .

verocchio 06/11/2007 00:46

الحَجَر

لا أحد يعرف الحجر مثلي .
بذرته في أجنـة الجبل ، و ربيت فيه وردة المعادن
فشب مثل طفلٍ يمشي وتبعت خطاه.
صمته قلب يصغي، وعزلته أبجدية تعلم الكلام .
صقيل يشف عن الكنز ، وينبثق في كتبٍ وفي مرايا ،
أقرأ فيه زجاج الجنة وتعويذة العشق .
يتصاعد خفيفاً ، ويمنح الريح صداقة الكتابة ،
مثلي .
متوحد ، ويؤنس الغريب،
ماؤه يقظة الأوج ،
يحرس نوم الشجر ، ويحنو .
له في كل منحدرٍ بريد يغسله الثلج
و يأخذ من البحر رسًالة الموج .
عينان تنضحان بالولع وطفولة الغريب ،
طريد مثل نمرٍ ، يتأرجح في شباكٍ تتدلى حولي.
يسمع النبض في الوريد ،
يشف و يشبق و يشطح ويهذي ،
مثلي .
يعرف السر و الفضيحة موغل في القرائن ،
تأخذ منه الوردة أسبابها ويرصد الجبل
في حال الوجد والتلاشي .
مثلي ،
أسماؤه في المعادن و ذريعة العدو
مثلي ،
عاشق يذوب ، ماءوه القلق وجنة الفقد.
يكابد الحب ، مشحوذاً بالسفر وشهوة الغياب،
مثلي .
وحده يعرف تاريخ خطاي وأخطائًي و يغفر و ينسى
مثلي .

verocchio 06/11/2007 00:47

ضائعٌ .. ويَضِيع



أضع الوقت على الطاولة وأفتح باب الغابة : ( شخص يضيع )
ثمة شخص آخر ينهرني .
أتحسس العشب بقدمين عاريتين ،
جليد يتقصف بين لحمٍ يرتعش وعشبٍ طازجٍ يتفلت.
يأخذ الشخص نصف أوكسجين الغابة
بشهيقٍ عميقٍ ٍوينقذف مثل طائرٍ في فضاءٍ يخلع الثلج .
يستجيب للنداء الغامض ، يترك السبل المطروقة
ويذهب في كمائن أخطأتها الطرائد ،
يفسد خطط الشراك ويفضح الشباك المموهة
فتستيقظ شهوة الطير والهواء.
يضيع ، ويضلل الأطياف ،
يلهث ،
زفيره يسبق خطواته مغموراً بغيمة الرؤى
تكاد أن تنهمر على سترته المعفرة بليلٍ عابثٍ،
يضيع ، كأنه يرى .
بغتةً يكتشف البحيرة تحدق به،
قدماه مغروستان حتى الكاحلين
في جليدٍ يتهشم ويفيض في قدمين مجنحتين بالفراشات .
ذئب يضل الطريق نحو الجبل .
وحين تدركه شهوة الأوج يلقي بجسده في تعبٍ
ويدير رأسه بغطرسة من يتفقد أطيانه.
يطير في وجهه جناح مدلهم فيفر ،
كمن يسعف جسده من وهدةٍ وشيكة.
( شخص يخرج من غيبوبة الناس
ليضيع في غابة نفسه )
ثمة شخص آخر هناك .
ينتشل قدميه من قبضة الجليد،
كمن يسحب جذوره من مكان .
( هذا صباح جدير بغموض الفتنة،
أهرب من غربتي إلى ضياعي )
يتقدم ، مبتعداً عما يعرف ،
ذاهباً إلى ما يريد .


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 03:15 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05497 seconds with 9 queries