أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   قاسم حداد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=81759)

verocchio 30/10/2007 22:39

ربـمـا
ربما يصير الانتظار شجرة
أو نافذة أو سحابة
ربما يدخل انتظاري في الليل والسؤال
والتعب
ربما يمتزج انتظاري بالريح والحرف
والحنين
ربما يختلط انتظاري بالنوم والنحلة
والنخيل
ربما
ربما
ولكن من أجل النيلوفر النافر في عينيك
سيأتي الثمر والمطر والراحة
والجواب والعاصفة والقصيدة
والحلم والعسل والبلح
من أجل النيلوفر .

verocchio 30/10/2007 22:39

شجرة الماء

رأيت الشجر النظيف بعد المطر
مغسولاً قبل لحظة
فرأيتك خارجة من الغسل
ملتفة بالأخضر الخجول
والأسود المنسول ينسدل
كشال فوق رأسك
أطرافه هنا أطرافه هناك
... تبكي بوجع الماء
رأيتك يا شجرة الماء الأخضر هكذا
فيهأت لك دخولاً في الغسل ..
كل يوم .

verocchio 30/10/2007 22:39

رجاء

كيف لهذا الجسد المريض أن يتحمل حبك
أليس بوسعك أن تخففي ثقل الورد
على أكتافي
فقد أنهك حبك جسدي
وأرهق الشوق المتأجج أطرافي
ساعديني
لم أعد قادراً على احتمال حب لا يرحم
ان الموجة القادمة كجبل .. ستأخذني
وأنت مينائي الوحيد
لماذا تنظرين إليّ بغرورٍ .. هكذا ؟!

verocchio 30/10/2007 22:40

سقوط البكائيات الواقفة

أمس كان الوقت باكرا ،
غدا سوف يفوت الأوان ،
. . . اليوم.
- ل -
( قفا نبك )
وهل ظلت دموع لم تصرع أشجار
وهل بقيت لنا وقفه
(قفا ) . . من قال ؟
لا نقف
وإن وقفت سهام الليل عند الباب ، إن وقفوا
إذن ، فالنار تحت رماد قتلانا وما عرفوا
سنختصر الطريق إليك منذ الآن
نلف كتابنا لفه
ونركب أي مهر أو براق نحتمي بالنور،
فانتصبي
أيا أحزان هذا البحر
يا ورداً تفتح داخل الأحداق
يا أغنية ، من قال ؟
هل وقفت سجونهم
وهل تعطي السماء الخبز ؟
لا نقف .
وحين تذيقنا الساعات كيف تصلبت في البرد أقدام
وكيف القوم حين توالد الخطر
غفوا في حانة بلهاء وانتحروا
وحين أتتهم الأخبار ما انتصروا
وقالوا ( يومنا خمر وبعد اليوم نفتكر )
لقد هاموا .
قفا أحزاننا اتحدي .
خليج قبل موتتنا يصافحنا
فصول الحقد يا بلدي تعلمنا
(قفا . . ) لا ،
هذه النيران ما ولدت سوى من هذه الكبد
قفا . مشتاقة يدنا .
ونختصر الطريق إليك منذ الآن
نعرف كيف نخرج ، كيف ندخل مثلما الأزهار
من جرح التواريخ التي لم تعرف الإنسان
لكن البكاء سفينة مثقوبة
( هل يستطيع الزيت
أن يبقى بقاع الماء؟
هل خبز يجيء إلى
الجياع غدا بغير دماء؟ )
إليك على براق الشوق
راحلة قوافل أهلي الفقراء عبر جزيرة العرب
لتبحث في حريق الليل عن لغة تحاور نفسها
عن ثأر .
قوافلنا تجيء ونارها فيها
تعالي يا منى في النفس يا . .
( من قال ؟
من أين الدموع تجيء
كيف تصير ، كيف زنازن الكفار
أسواقا يباع البرق فيها
هل تحول عشقنا لغة
نساوم عبرها الأعداء؟
كيف النار؟)
قفا . لا
أيها الأحباب لا جدوى
سيقتلنا الوقوف
سوف تميتنا الدمعة
قفا نضحك .

verocchio 30/10/2007 22:40

المؤودة

من قتل الصبية الحلوة
وخبأها في سرير الأرض ؟
أيها البدوي القديم
لقد رأتك السماء في ذلك المساء
وأنت تمسح يديك في ردائك
هاهي الصبية الحلوة
تشير إليك من هناك :
( كان يقول لي : خبأت لك هدية هنا )
وراح يرفع عن غطاءٍ عن درجٍ
عن سريرٍ عن وسادةٍ من الحجر
ولم تكن هنا هدية لي
طوى ظفيرتي الطويلة التي ربيتها حول رقبتي
وربط بها يدي وقدمي
وقال : ( انظري إلى هذا الوشاح )
ثم هال التراب
رأيت إلى السماء نظرة أخيرة
كأنها الأولى .
ولم أنس

verocchio 30/10/2007 22:41

أسرار

أرى في المرأة مرآة تكشف السر
وتهادن التواطؤات
أتزوج بها نتلابس ونمحو أقدامنا
أرى إليها ترى إلي
ولا نصدق أسرارنا
فبعد المساء تتهاجم العساكر
ويهجو الملوك رعاياهم

verocchio 30/10/2007 22:41

تصوّري

يسمونني فأر السهرة
تصوّري
ما ذنبي إذا كنت أفشل دوماً
في السيطرة عليك في داخلي
ويقولون أنني فأر السهرة
تصوّري ما الذي يحدث في الليل
حين ينام الرفاق
أحسّك تنداحين هنا .. هنا
كالموجة العظيمة في قلبي
كيف يمكن اخفاء ذلك ..
أو السيطرة عليه ؟
ساعتها ألْتَصقُ تماماً بقلبي
أحضنه وأنتفض معه
ونتكىء معاً على إبرة الأزرق
نُحدِثُ أصواتاً رفيعةً
رفيعة جداً
بحيث يتحول صمت الليل الى ضجة
وواحداً واحداً
يُطلُ الرفاق من أحلامهم
ويعتقدون أن فأراً يستفرد بقطعة الخبز اليابسة
وفي الصباح
يكتشفون أنني كنت ألقّنُ الشعر ..
درساً في اللياقة
فيصرخ بي أحد الرفاق ضاحكاً :
أيها الفأر الذي يسهر متأخراً ..
هلاّ سهرت أكثر ؟؟ .

verocchio 30/10/2007 22:41

الطريق

قدماه سكرانتان
في شارع الناس
يتلاطم كالطفل في الحلم
واحدة تتعثر في طين أفكاره
واحدة تندس في قصعة الجوع
وطريقه خندق في طرق الناس
في سكرة الخلق
وحش يستأنس الغابة
قل عن الرؤية عن وعدها
عن قدميك مأسورتين
من أي خمرٍ تصدر
ويرصدك الجند في غفلة الناس
تتلاطم لا أنت تيه ولا تحار
ولا تعرف
تسأل عن حانةٍ في ساحة الناس
والناس في غبارٍ ولهجٍ
يداه في الخلق قدمان سكرانتان

verocchio 30/10/2007 22:42

عشاء المحبة

مائدتي مفتوحة لعابري السبيل
للصعاليك والزنج والخوارج والدراويش واللصوص
والمتصوفة والقرامطة والقراصنة
والذين يسألون ويشكون
وليس لسيوفهم غرف غير الصدور
كسيفٍ من الله جاء
إلى الله يذهب

verocchio 30/10/2007 22:42

في التجربة

عندما كان الحارس يغفو
أهزُّهُ

verocchio 30/10/2007 22:42

العاشق

أنا ولدٌ تاهَ
وأغواني هوايَ
ولا أجدُّ في نية الحضور

verocchio 30/10/2007 22:43

قصيدة

من يقدر أن ينازل
قصيدة لا تنهزم ؟

verocchio 30/10/2007 22:44

أحوال النهر والنساء

أكز على قلبي
والهلع في رأسي
أرى إلى الفرات هاربا من القتل
هاربا هاربا من النهر ينز
أرى إلى الدم المدفوق في السواحل
والخليج نساء في الخدور
يغرقن في التعاويذ
أرى إليه راكضا راكضا
والقتل في الطريق و الخطوة
افتحوا
افتحوا له الفضاء
أيتها النساء أخرجن
أطلقن سلاما لهذا الفرات
الهارب المشرد
حليبا له كطفل
حليبا لئلا يموت

verocchio 30/10/2007 22:45

المأخوذ

يشعل الشمعة الوحيدة في البيت
يفتح باب الغرفة الليلية
التي ورثها من الأجداد
يدفع قدمه الأولى ببطء
ويدخل المكان الذي بلا ضوءٍ
يجوس بالشمعة الشاهدة باحثا عن الظلام
تنطفئ ويشعلها تنطفئ ويشعلها
الثقاب يكاد أن ينتهي ولا يجد الظلام

verocchio 30/10/2007 22:46

شمس ليست لنا

أيها الرجال
تحسسوا الصارية
والطقس والمناخ
ثمة شمس ليست لنا مرصودة للشرق
وتلك الريح الوحيدة التي ننتظرها
مربوطة بالضفائر الكثيرة
يا رجال
اتركوا صليل الجسد يدهن الدفة
ويحرس المرافئ
ويا نساء
أرخين أحلامكن أيضا وأيضا
فعندما تغتسل الأمواج بشهوة السفر
تصير الأشرعة تاجا للبحر
ويلتئم جرح السواحل الموحشة
أيها الرجال
لم يبق لأصدقائنا القراصنة خبز
ولم يبق ملح
فالشمس ليست لنا
والريح الوحيدة وحيدة
النساء في الزينة
ولهن الفزع والفجيعة
السفينة لرغبة الرحيل
والخليج ميناء لا يتسع
لتظل الصواري منتورة
كرماحٍ راكضةٍ نحو الأفق
أبعد من الشمس
الشمس التي ليست لنا
يا رجال تحسسوا
إن الشمس التي ليست لنا ليست لنا

verocchio 30/10/2007 22:46

غزالة الليل والنهار

من العتمة إذن
تلك العتمة الموغلة في الضوء الواسع
جئت يا غزالة ساحليه
من هناك
حيث لا يرى في الضوء
غير الظلام الأبيض
من العتمة
حيث لا النهارات تسع العمل
ولا الليالي الطويلة تسع الحب
أيتها الغزالة التي من هناك
توغلي في النهار والليل .

verocchio 30/10/2007 22:46

الخبيئة

حزين
ويأسي يغمر البيت
فأولاد النمور يوارون عار الجنازة
لا أدخل في خشية الكشف
أفضح عورة يأس يأمل
أقول للجنازة يا جنازة
أفسد عرس البهائم وأخرب البيت
مدججا بالحزن واليأس
واثقا في خبيئة الرماد

verocchio 30/10/2007 22:47

ذهب سعيدا في الموت

هو ذاك
كان صديقي
الذي فتح جسده يستقبل النصل
ليس مجنونا ولا طائشا
كان صديقي
الذي يفتح الكون باللغة
وضع شارة لمسيرة النخل
قال انتهى
ولم يكن يهجس بذلك ولا يستشرف
أسس لكلماته مناخا
وألقى بجسده في طريق الأقدام النحاسية
قال أنتهي مع النخل
سمع المطر في بكاءٍ والأرض تنشج
يهاجم المدينة بالقرية
ويحزم الحجارة بالعشب
أحداقه كالوقت
مزج الحبيبة بالوطن
وأسس لها مجدا من الكلمات
يقتحم يهاجم
حواره لغة تعلم الكلام
هو ذاك
وكان صديقي
مولعا بافتتاح الأفق والفروق
سريعا يصوغ مخلوقاته
سريعا يقول سريعا يفعل
وسريعا يموت
إلتفت يسأل فأدركه النصل
فتح جسده ودخل القتل
كأنه لم يطق الموت بلا موتٍ فمات
هو ذاك
صديقي الذي كان
صغيرا على الحب والشعر والوطن
صغيرا على الموت
لكنه مات
هو ذاك
الذي كنت صديقه
والذي لم أزل

verocchio 30/10/2007 22:47

الانتظار

أحيط بكل جراح الأصدقاء
صاهلا مثل يمامة
أحشو معطفي بالجراح الصديقة
وفي السفر
أضع كفي في معطفي
فتطير العصافير في لونٍ أخضر
مثل قلب فراشة
أعرف أن جراحا جديدة
يهيئوها أصدقائي
تنتظرني
فأنتظر بشغفٍ شامل

verocchio 30/10/2007 22:48

الأغنية

أبحث عن الرياح المائلة
التي تسعل لشدة العشق
تسعل وتطرش المناديل بشظايا الصدر
وهشيم الصندوق
في أدراج هذه الرياح
أطلق صوتي بالأغنية
حيث لا سناجب تقرض الصدى
وليس للسنونو وحشة ولا يخاف
أجمع أشتاتي وأدخل المناديل
حيث المرض الصادق
الأقوى من العافية وأبعد
أدخل أدراج الرياح
والأغنية والسعال الصديق

verocchio 30/10/2007 22:48

الرمح

رته الأيام
نحيل رهيف مشحوذ
انظروا إلى هذا النصل
كم هو باسل بارق وينتظر

verocchio 30/10/2007 22:48

ذاكرة ذلك كله

بوسعهم أن يمنعوا القهوة
والنوافذ والدفاتر
بوسعهم أن يسيجوا الأشجار
والنهر والأساطير
بوسعهم أن يعبئوا الغابات
في القوارير والأحزمة
بوسعهم أن يقطعوا الطرق
في وجه البريد والنحل
وهذه السواحل الرشيقة
لهم أن يحيلوها جباناتٍ ومواقف للعناكب
ولقبضاتهم حرية الانتقال بين الريح
والضريح والمواكب
بوسعهم أن يفعلوا ذلك كله
ولكن بوسعنا أن لا ننسى
أنهم فعلو ذلك كله

verocchio 30/10/2007 22:49

أيها الغريب الغريب

صار في أقدامه شوك
ولا يأمن السعة
كل راحةٍ فخ أو احتمال له
يستجيب لكل الغوايات
مرة قال له الغريب
( أيها المطمئن ذو اللسان الأعوج
تعال )
فلم يتأخر
ركض في طريقٍ على كل الطرق
تقمص الظلام فابتكر ضوءا
تاهت له الأبصار
قيل جنون
وقيل خرس يدب في اللغة
أيها الغريب الغريب تأخرت
يطرح أسئلة على الأجوبة
يستسهل المعجز
ويأخذ الجبل في رحيله
لم يقنع بالنهايات وأطراف الحروب
حروبه القتال الطويل والترصد
عقد أحلافا مع المرايا
وراح يغرر بعذارى الكلمات
ويزني بها فتسمو
يبحث عن الواضح الذي صار ،
يؤآلف بين الوحش والغريب
يقول للرمح أنا نقيضك
يصغي إلى الطريدة التي تتدافع
وتتدارك وتهفو وتحنو على حليبة الطير
تنقاد لمهوى السماء تداوي جراح النبيين
تدنو تتغافل تغفو وتنداح
لها للتي ضاع ميراثها
تتداعى وتلهو
لها للتي ليس ميعادها في وصولٍ
وتنجو من الحياة
يصغي إلى الطريدة يصغي
ويغلق الصحراء في وجهها
يقول لها ارجعي
طاردي الرمح والرامي
لا رمية أنت
ولا فلاة مفتوحة
أضيق من خاتمٍ هذا المدى
أضيق
فاسترجعي وارجعي
واستعيدي عنصر المذابحة
له الغابة والغيم ويغوي
يهدهد القتلى ويحنو على الدم
عيونه تحضن الأفق
ولا باب جدير بالثقة
كل نافذةٍ تطل على سجنٍ
على قيدٍ وزنزانةٍ
مفاتيحه الريح والراحة نعش له
أو ضريح
لا يطوي مزاليجه إلا عند طفل
وأطفاله طلع وطيور
يبسط الماء لأوهامه سجادة
مرة قال له الغريب
( أيها الغريب الغريب
أجج لغاتٍ
وافتح كتابة الماء
إفتح صلاة بلا إله)
ولم يتأخر
ركض في طريقٍ طفلةٍ
وأزهرت أقدامه شوكا
أيها الغريب الغريب
لا يتأخر العرس
تأبط أحزانا كثيرة وجاء
وكان قد اكتشف طرقا في الطريق
وأسئلة وشكا في الأجوبة

verocchio 30/10/2007 22:49

حضور الضمائر الغائبة

الغابة الجميلة الشرسة
تحتازني ،
سوار من الوحوش التي تغيب
أبحث عن وحشٍ يعرف اللغة
ويفتح نوافذه لي
لي لي لي
فقد اتسعت الصحراء في قلبي
اتسعت
قلت يا أصدقائي الذين في الاحتمال
إلبسوا أظافر الضبع
وهيئة الذئب
وصراحة اللبن
وتعالوا
أيها الأصدقاء المشردون
في القرى والمدن والبراري
تعالوا
بذاكرة الكلاب المخلصة
برعونة الوعول وسياسة الثعالب
تعالوا فالغابة الجميلة تفقد طراوتها
ولا يصير الليل فضاءا
ولا الأحلام نوافذ ولا الوحل
الوحل العظيم الذي اغتسلنا به
تطهرنا بقذارته المقدسة
من لي
والغابة ذات الجمال والحبائل
والقتال الضاري
صدرا عاريا
حيث لا قميص الطين
ولا أصدقائي المدججين بالماء
من لي من لي من لي

verocchio 30/10/2007 22:49

الفتح

يركض الأطفال بجنونٍ في دمائي
ينبغي أن افتح الطرق أمامهم

verocchio 30/10/2007 22:50

إشراق

في الهدوء المأسور
أسمع حداء الإبل
وقبائل تزحف
تخوض في أخضر الأيام
فأقبع في أسري
في يأسي المكابر مستسلما
أنسى وأتذكر
وأنسى

verocchio 30/10/2007 22:50

الأحفاد

فيما يميل وينتقل ويتأجج
تصير له ذكورة وانوثة
وتصاغ التراثات له وتلهج به
ويتصل بأحفاد
أيتها النيران اصهريه
وسويه ينهض هذا الاله الجارح
اجرحي شفتيه وقولي له الكلمة
دو زني الكون وكونيها
فيما ينتقل ويتلجلج
يخرج أحفاده من الكتاب الكامن
ويسبقون
الحرق يجنحون يشكون
في الشمس والشمائل
لهم الحرف ولا كلمة تقول ولا تقدر
لا ميل ولا احتيال لهم
يطوفون
يحصون المداخل والخليج يرد السفائن
يسهو عن القتال
ويستبسل في قتال آخر
ويقولون للماء اشتعل
وليس كلامهم كتبا ولا تكايا
يفكون لغز الوضوح
يقولون نحن الغوامض
يمضون
يمضون
يمضون
الأرض قيد لهم
والسماء طريق لفخ يخون

verocchio 30/10/2007 22:50

رذاذ

أتأرجف على طرف اللغة
أحتمي أتحصن بما لا يكفي
بقطرة الكلمة وأقل من الحرف
أقول لمنثوراتي لمي وتجمعي واحتدمي
وأمسك الكلام الذي يتهاطل
تنكسر الرماح والسيوف
والحصن لا يتعل

verocchio 30/10/2007 22:51

إستنطاق

هذا الرعب المهيمن على روحي
ورثته من طرقة الباب في الليل
الطرقة التي لا موعد لها
ولها كل المواعي

verocchio 30/10/2007 22:51

زيون

النوم
في النوم
تبكي في النوم
الطفلة تبكي في النوم
تبكي
ما الذي جعل الطفلة تبكي في النوم
ولا تحلم ؟

verocchio 30/10/2007 22:52

صلاة ليست له

إلهي
إلمسْ هذا القلب بقلبك
هل تعرفه إنه لك
مولع بك ومأخوذ
لكنهم سدوا كل الطرق التي إليك
كل فريقٍ يستحوذ طريقا ويصنع له بابا
ويقول : ( بابي هي الطريق )
إلهي ، دلني على طريق
لا مملوكة ولا محكومة
ولا باب لها ولا جند

verocchio 30/10/2007 22:52

الدخول الملكي

دخل الملوك
القرية قانعة بحصيرتها الوحيدة
تجلس وتسرح أحلام أطفالها
طويلة طويلة
مثل طريق الحرية
لم تكن تشبع
لكنها ليست للموت
تمر عليها العربات
تنقل المناديل الكثيرة
التي يتزوج فيها الزيت والزنازن
والأساطير تتدافع بلا موانئ
تحرس القرية لئلا تحمي نفسها
ودخل الملوك
فصارت القرية صافناتٍ عوجتها الحظائر
فقدت حصيرتها الوحيدة
تكسر المشط الخشبي
تنقلت المناديل بين الدم والدموع
والقصر يلوح بحرية الموت
في أقاليم النخل
صار الملوك في قريةٍ كانت
وللملوك سطوة على الطقس
حتى فسد الهواء
دخل الملوك دخلوا دخلوا دخلوا
ولم تعد النملة تتنازل عن ثقبها لأحد
فالقرية لا تتسع لغير الملوك والخراب

verocchio 30/10/2007 22:53

حصون

أجلس في لغة الماء
وأستصرخ من يحاور ؟
هذه المدينة ذات الآبار المسمومة
مسنونة الأسنان تفتح الأحضان
تعال
وأنا / لا
من يحاور ؟
لغة الماء في وحشة المدينة
من يحاور ؟
لا أعرف الحروب
أعرف حروف الحنين كلها
ولا أحد يصغي
جيش الأطفال وهمس القواقع والقبرات
أسأل / يسأل الماء/ يصرخ
آه من العطش
اللغة
الطريق الوحيدة لكي يكون الشاعر هنا
وتأخذ إلى القتل هذه الطريق
وحين يصطفق قلب الشاعر باللغة
لا يصدق أن الكلمات له
والوسادة له
والأسماك الملونة له
لا يصدق أنه / له
الشاعر لا يصدق
وحدها اللغة تدفعه إلى الثقة و الوحشة
يلبس الماء
يجلس في لغة الماء
قميص يشف عن الإهاب الذي بقى
في المدينة ذات القلعة والقنديل الشرس
لا أحد يحاور
أجلس / ليس لي وهج المقصلة
والوقت لا يسع
وتضيق بي اللغات
المدينة قبر أو نعش يأخذ إلى القبر
يصرخ بي الشاعر الذي تحت الدم /
من يحاور ؟
فأكتشف الصمت

verocchio 01/11/2007 23:34

طائرُ الحلم

طير في مكان الرأس ،
بين كتفين وسيعين
مكتظين بالتجربة و صنوف الفقد .
شخص طائر
يلهث في ظل إمرأةٍ تكاد أن تخف عن الأرض
يسعفها جناح العفة الباهضة ، وعيناها طيور .
تـزم القلب في صدرٍ مكتنزٍ بالرهبة ،
مثقلٍ بالولع وفهارس الطفولة .
بغتةً ، تندفق نار في الرواق ،
طلق ينسف طير الرأس
في شخصٍ مأخوذٍ بامرأةٍ تعبر الغيم ،
ينفجر ريش كثيف مترف بالأحلام،
فيصير فضاء الرواق عرشاً شاغراً
وعريشةً في الهباء .
ثمة ما يمنح المرأة نيزك الضياع ،
فتندفع مضرجةً بصرخة الريش
تقتحم البهو ،
خلفها رواق مفعم بشظايا الصور وجنة الخطأ ،
كتفان شاغران وشخص مفقود .
تدخل ملتاعةً ،
أحداقها أشداق نمورٍ مقصوفة ،
وتصرخ مثل ثاكلٍ تفقد أبناءها التسعة دفعةً واحدة .
تنهار في ركن البهو
تدفن وجهاً شارداً في ذخيرة الصدر
تبكي وتمزج القلب بذريعة الندم ،
تنتفض في جسدٍ يفقد الحصن
بارئاً من دسيسة الذهب وسـر الأسماء .
نار الرواق تـرن في أجراسٍ مجنونةٍ،
والمرأة مزدانة بريشة الملك ،
تهبط آبار الوهدة متهدجةً ببخار الروح .
ترى في البهو صلاةً منصوبةً مثل عاشقٍ ينتظر القبلة ،
فتنهض ،
تضع وجهها في الأبيض الرزين
وتبدأ في التضرع ،
مثل أيقونةٍ فرغت منها المعجزة تواً .
كفان مبسوطتان ،
رواق مترف بالريش المعصوف ،
جسد يغلب المرض ،
شخص مفؤود
وإمرأة تكاد أن تذهب .

verocchio 01/11/2007 23:34

شعراء

يرسم الشعراء الطبيعة قبلها،
و يبتكرون ،
ويبنون كوخاً يغادره ثـلة من الأشقياء.
يغنون حيناً ،
ويفتتحون طريقاً لكي يأخذ الماء شكل النهر .
يبثون في الطين ذاكرةً للشجر
ويكتشف الطير ألوانه من كلام القصائد
يختار أسماءه النادره.
عندما يخرج الشعراء من النوم
يبدأ الفتية الأشقياء انتهاكاتهم
يعبثون قليلاً،
ويدافعون ، كأن الطبيعة تنتابهم ،
يعصفون ويصاعقون
وتأخذ أطرافهم في النحول كأن الفصول
ستبدأ تواً ، كأن الطفولة
تنتخب الشكل في بغتةٍ ،
والعيون
تحملق مأخوذةً بارتجال الطبيعة.
والفتية العابثون يؤدون أخطاءهم جوقةً جوقةً
كاحتدام القصائد في بهجة الوقت .
و الكائنات تفض الهدايا
وتأخذ صورتها الفاتنه
كأن السنه
تؤسس للخلق، والناس مذهولة البدء
تلثم ثلجاً شفيفاً يزين مرآتها كي ترى ،
ما الذي يفعل الشعراء لأحلامنا الواهنه .
يعبث الشعر بالنثر
ويرتكب الفتية الأشقياء الجرائر مغفورةً
مثلما يخدش الطفل نهداً ويبكي عليه ،
مثلما يكسر النص صورته
فتنهال تفاحة الحب
تستغرق المرأة في عاشقٍ ضائعٍ .
مثلما يفضح الذئب أسطورةً في القميص المدمى
ويعترف الأخوة الأبرياء
فتعفو الطبيعة عن خالقٍ عابثٍ ،
وتصلي إليه .

verocchio 01/11/2007 23:35

النص الشعري



غابة أم بشر
هذي الوجوه التي تأرجح أحداقها في زجاج الفضاء
بهجة أم كدر.
2
ليست نـزهـة،
من يعـرف،
لـكأن ما أراه مـن بيـاض هـو الكفـن المنتخـب،
مـن يعـرف،
هـل أنـا في الحرف الأول،
في الكلمـة الأخيرة.
3
أرشح أكثـر الأعضـاء خفاء لكنيسـة الجسـد.
كيف أقول..
عن ارتعـاشة جسـد في التجربة
يضطـرب مثل طفـل خالجته الصـاعقـة.
4
تقـدم
نعـد لك الأعـراس و الـمراثـي،
نشـد أزرك و نسـنـد خـاصـرتك بالسـكاكين،
تقدم
مــا أبهـــــاك
و أنــت إلـى الكتـابـة كأنـــك إلى المـوت.
5
المخفي.. يخيف.
6
كلما وضعت عليك عضوا لئلا تصيبك الوحشة،
انتابتني النصال،
النصال كلها.
ها جسدي يكاد أن يذهب
مشغوفا بك، و أنت في الفـقد.
7
الوجوه، الوجوه
استعارت حيادا من الماء
استدارت لتخلع أقنعتة من هواء.
8
جــوع كاسر يتـفصد في صلصال الهيكل
لكأنك تلمح فضتـك الذهبية تنـتقـل، كمشكاة،
من جسد النار إلى آنـية اللهب.
جـوع كافـر
مثل زئبق يمنح الصدر شهوة الأوسمة.
9
جــوخ تهـرأ لفرط المديح،
مشدوخ بشهوة الأسئلة وهي تنهض من المذلـة
فيصاب بهيبة التهدج.
سناجبه تكنس القطيفة بفروها الأليف.
مضى عليه وقت في نعمة الوعد
ولم يـرخ حواسه لسماع الكلام،
ما إن تقال له الكلمة حتى يتفصد النحـل من كتفيه
مثل بوصلة تسأم مجد التيه.
10
جثـة تـمرح في ذاكرة الناس
مشمولة بغنج المؤآمرات،
موصولة بجسد يتفلت من تاريخ له موهبة الميزان
و غيبوبة الطريق.
جسد لا يخلع درعه الأخير،
مثل حصن ساهر
يتبادل أنخاب الجليد في هدأة الوحشة.
و ما إن تدير الجثة رأسها ناحية المشهد،
حتى يختلج الكلام في الصدور .
11
جـحـيم يسمونه بلادا ،
حينـا يقال له الوطن،
وغالبا يحمله الشخص مثل خيط من الأوسمة :
زينة الضريح / جنازة الأمل.
قيل إنه الوقت والمكان،
يتراءى مثل الحلم فيما يكون وهما
يتمارى فلا تدركه البصيرة ولا يطاله الكلام
لن تعرف ما إذا كنت سيدا في هذا الجحيم أم عبدا.
ليس لك أن تقول باللغة
وما إن تقول بيدك حتى ينالك القصل
ففي الجحيم ( الذي لا تسبقه جنـة و لا تـليه ) أنت في المـهب :
مزاج الريح يعصف بك
ومزيج الحرية يدفعك إلى التهلكة.
12
ناس الغابات
يعيثون فسادا في البيت.
13
سيد من سقـط القبائل و يحسن الفـر،
ينـداح.. ينـداح و لا يخطئ الهـزائم.
مـرة هاجت يـداه في غفـلة و سأل الذبيحـة عن وليمتها،
مـرة هاجت عيـناه، ولم يـزل.
كلمـا أوشك على الـكر،
إنـداح مثل قذيفـة تسبق أهـدافهـا
تفـر إليهـا.. تفـر و لا تصـل.
14
يحـلـم
مثل طفـل يكاد أن يهـرم.
15
أنظر إلى النـاس
مـكـتظين ببداهة لا يقـدرون على إعـلانهـا.
أشباح تتكئ على رمـاد بـارد.
16
لا يحيا و لم يقدر عليه موت،
و لـم يـكن حـكيما.

verocchio 01/11/2007 23:35

أفعـى،
و أينمـا أدرت وجهـك رأيــت أفعــى .
18
نحيل،
ينام تحت جلده مثل ملاءة،
ويفسح حيزا لأحلامه.
19
تظاهري بالغفلة،
لكن لا تغفلي عن كنزك، يمرح في مخيلة الناس.
هيئي الكنز
وتظاهري بالنوم..
ونامي.
20
أدخـل في الخدر أيها الفارس الوحيد،
أدخـل،
بين وركيك مدينة و مهاميز و قتل كثير.
ساحاتك يهندسها روم كثيرون
لأجـل القتال،
تجرجر جثتك المـكابرة
لأجـل القتال،
بين كتفيك بيت تلعب فيه الجيوش
و يغشاه نحيب الغزاة.
أدخل،
ليس غير الخدر الأليف.
أيها الفارس في الوحشة،
كم تسافر من ضريح إلى ضريح.
أدخل غموضك
و لا تتوضـح
ولا تهتـــــم.
21
تتصاعد من أعضائه المناديل ملطخة،
ويهفو لمكبوت يتكشف في جسد تكسره بقايا الروح
وأصغر أحفاده يأخذه الوهج :
من أين جئت بكل هذا.
ليس في الجسد ليس في الروح.
يتأرجح مثل غيبوبة
مثل ليل ينسى.
22
وكلما غسلوه بالحديد، كلما منحوه لشكيمة الغابة،
كلما احتفت به النصال، كلما انثنى ليرأف بأعدائه،
كلما بين عينيه، كلما أسس لهدم، كلما انتحبت كلماته،
كلما كلم الماء، كلما كان يصغي، كلما الليل ينسى،
كلما الجرح والهوى، كلما الميل والتعديل.
بينه مسافة المساء المهيمن، لا يعبأ بتضرعات عناصره المتوجعة المستوحشة ،
يحـم جسده بـتأود الأرض وطقس الوهم.
23
لا تتركوه وحيد الكتف موغل الليل، كمن ينتظر لصا يتذرع بالقميص، ينتظر عدوا يشفق، ينتظر ذئبة تفوز به وتعصف بطحينها جسدا تهدل جلده وتـخـبخب في غابة من شظايا،
تقرأ له مرثية، ما إن يلتفت، ما إن يـنـتر عنقه المعروقة،
ما إن يحدق، ما إن يظن أنه يرى ماءا.
ماء بين أيامه ولياليه.
يسأل، يتأجج في غرفة النادبات، يدفعونه إلى جلوس،
هو الذي لم يطمئن لقاعد ولا قاعدة.
عيونه تكسر الأفق.
بينه وبين أيامه ولياليه سؤال يؤنس وحشة الطريق.
24
جسد يهوى، فتنهره الروح.
تركت الغابة عليه العبء. كتف تنسل مخلوقات،
لا يسعها كتاب.
منتهى شهوة الليل، ذاكرة مزدهاة وجسارة تزخرف الشرفة. هاتف من مكان.
كلما حـرك الأصدقاء خبيئـتـه، صار له يأس،
وتـيقـن أن أيامه ولياليه،
ليست أياما ولا ليال.
25
لـوقع أبصـارهم رهبـة الغابـة وغـرور الأوج.
ما من موجة إلا وهيأوا لراحتهـا رمـل الأقاصي وغرف السفر. ما من سفر إلا وانتخب وحشا يهذي. يهيمـون مثل مـاء مجنـون. كلما انتبـذوا أقـداح السهـرة، فزعـت أنثـاهم الفاتنـة بذخيرتها.
يضعـون أدواتهم المتعبـة عند سفح الغيم، يؤثثون الكتب بأسمال منسولة من سماء مسقوفة بالصلاة،
ينشدون مزاميرهم، وينفرون من جهة تخلعهـم، رافعين شـظايا الأقفال في مائدة الطريق تمجيدا.
ثمـة حديد يحرس المداخل،
ثمـة شعب من قلامـات البركان .
قيل إنه بوصلـة تضلل النساك وسـدنة الهيـكل.
يتـكلمـون، فتنهض معهم اللغـة،
وتختجـل الكلمات العذراء، مثل طيـور ضـائعـة في العمـاء.
26
منذ أكثر المخلوقات جمالا وجهامة ومهاجمة، منذ الكرسي والمائدة، منذ الماء في مكانه، منذ فبراير الثلجي ،
منذ ( آب ) الأخير، منذ الاستجواب المؤجل، منذ بنات آوى، منذ الأصدقاء، منذ أقاصي امرأة في انتظارها،
منذ باب المغامرة، منذ شهقة النهد والنمر ونعاس الآلهة،
منذ شظايا القدم المذعورة، منذ النوم والموت والكوابيس،
منذ القلب والقيامة، منذ شكل الكلام، منذ خدم العبيد،
منذ الجنس في الخلايا، منذ الحديد والذهب، منذ غيظ الهذيان منذ الوحيد
وحده.
27
كيف يعجز شخص، يزعم الكتابة، عن الكلام، كنت وحدي، وأنت تـمعنين في هجومات غيابك.
وما إن أطلق ريش تعبي عليك حتى تمنحي الروح فسحة التعب.
كنت أكثر من وحيد، وأقل من الهذيان.
28
لا تملك عبيد العرب،
و لا تخدم ملوكهم .
29
قيل لهم :
هنا تستريحون من السعي،
فألقوا بأكياسهم المتهرئة لفرط ما شرشتها التضاريس. أحفاد وضعوا كواهلهم المتعبة على أصول الأشجار، وراحوا يرسمون هندسة التل، يمنحونه جيوبا سرية مشمولة بالكبريت.
أقبية خفرتها يقظة الحيوان، مخلوقات مشحوذة المخيلة،
تطلق أخلاطها في رؤوس الطرائد القادمة من الأصقاع.
30
كأنه يسمع، كأنه يرى،
كان الجنس يتلاطم ويتبركن. والنساء وراء الأكمات يرقبن شهيق التـل شاهدا لهن.
يسحلن مكامنهن الخفية بالكمـأ ونتوءات الحجر.
31
منذور لغفلة الوحش وكسل الأساطير.
تسمع الوصايا يلهج بها الأسلاف، وترى كيف اهتبل الأحفاد تلك الغفلة وذلك الكسل، وتكاسروا على مداخل البحر.
32
ألم تكن الشرفات مكتظة بكم وقت كانت جهنم لا تكف عن الدفع بمبعوثيها لشتى المهمات :
تارة لكي نساوم على ماء في النهر أو ماء في القدح،
وتارة لكي نمدح الخازوق ونتضرع للضريح.
33
هل أنت هكذا دوما في الملمات،
تحسن اللهو وتتبادل المرايا مع مريديك حتى الانتشاء؟
إذن، ما الذي أبقيت للنادل أيها التل الثمل ؟
لا يحلو لك التهتـك إلا ساعة يتهدج الجسد المرضوض
تحت الغزو.
ألم أقل إن هناك من يستحق، أكثر مني، الوقوف أمام امتحان الفلك ومشارط النطاسين.
فلـم كل هذا الهياج الفاجر يتصاعد مثل نحيب المرأة المشبوقة، في حين يصطرع الغزاة وحرس التل في ضراوة من يتلو صلاة القتلى.

verocchio 01/11/2007 23:35

يا زهـرة الناس،
كلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها في ريشة السديم،
لا تعرف البوصلة جهاتك و لا يطالك المـاء،
جـرحك جهة تحـج إليها الجيوش و تتدفق فيها الأنهار،
و يصاب بالفقد كل باسل يتوهم النصر،
أو يتوسم الهزيمة.
35
من أين لك كل هذا التماهي و هذه التحـولات،
تذهبـين إلى نـاس العرس،
فيصابون بالوجل.
36
لك النهر و شكله، الريح و قميصها الأخير،
أخـرج من النـوم و اخرج عليه،
تصادف طرقا مسقوفة بالرعـب، فاحرسها بزعفران المرايا، تطلع تاجات الأعالي مكنوزة بالغيم و الفضيحة المؤجلة،
فـفي الحـب شئ من الجـنـة.
37
ليس لك أن تنجو من وهــدة الخـاتمـة
فليس ثمة نهـاية لنـص.
38
لنـا دلالـة الحـزن، و الـدم درج لمراراتنـا،
لا النـيران تغسل القميص ،
لا الذئاب تألف الجـب،
لا البحر يسعـف السـفن، و لسنا للنسيان.
39
أطفال يرفعون أسمالهم في طليعة أصواتنـا.
يقتحمـون الطريق الملكيـة، فنسمع دبيـب الوحـش في ز فيرنا. فيما نرقب صافنـات عوجتـها الانتـظارات .
40
الجســــــد / حـديد طري تستفرد به دماثة الغابة،
الجســــــد / حنين يأخذ شكل الحروف،
الجســــــد / صمت يتلاشى في زئبق الكـلام،
الجســــــد / حـالة الـذهب في مديـح النـيران،
الجســــــد / حيـلة الطـين لئلا ينجـو من المــاء،
الجســــــد / ذبيحة الجسد.
41
بــلادك أيها المجنـون،
سـاحة حربـك الأخرى،
خطيئتـك الجميــلة،
فانتخب أعــداءك الفرسان
قاتل و انتظر و اهدأ،
فهذي وردة للكأس سوف تقول للأطفال
عـن جسـد تماثـل و اصطفى موتا
و أبكى غفلة النـيران.
42
هنيئـا للـذي يلهو به يأس
و يحرسه رمـاد غـادر
و يقول للموتـى : صـباح الليل.
يهـذي،
سـاعة الهذيان تفضح موت مـوتانـا
و تمنـح كل مـرآة خيـانتـها.
صباح الليل للموتى..
إذا ماتوا.
43
تـرون كما يرى الأعمى،
كما لا يخطئ الفقـهاء في الفتـوى،
كما تغفـو نصـال غـير عـابئة بمـوت النـص.
44
يخافني الناس لبشاعة الظاهر،
و أخاف الناس لبشاعة الباطن.
45
أيها الغريب
هل في أصابعك شهوة الباب الموصد ؟
هذا نهارك المشحون بالعمل و المكتشفات.
أيها الغريب
ها أنت الواحد القليل
تتـكاثر كلما دلفت في رواق يأخذك إلى بهو الجسد،
حيث الذخائر يخبئها لك شخص
لا تعرفه لا يعرفك،
و بينكما ألف عرس و ألف جرس،
و عضلة مفتولة،
حريتك الأخيرة في النهار الأخير .
46
تدفــقوا من صخرة تشتعل، لتراكم الأرض بقفطاناتكم القرمزية وتلمس أطرافكم، تحزمون المدن بشكيمة الحجر، تقودون الشجر والدواجن والفراشات والنحل والمناديل مبللة بالحزن، تحرسون الظلال الهاربة والأحلام المذعورة في نوم الأطفال تقودون ساحرات الوقت بقمصان هلهلتها وحش
غزاة أليفون لأوهامنا، نمشي في خديعة سافرة جرجر الضباع
أجسادنا نحو الجب في وحشة الصحراء وسفن التيه،
من سيسعف صخرة النار.
قفطاناتكم القرمزية، رايات الوقت، تنقذون الماء من السكينة، وتكرعون نبيذ الهجوم لتفزع المدن المستسلمة بنواقيس أفراسكم الرشيقة، مدن تجرعت عارها هزيمة هزيمة.
تذهب عن القتال متدرعة بالتعاويذ ونصوص السقيفة،
مذعنة لرغبة الموت..
كأنها تموت.

verocchio 01/11/2007 23:36

تصد عنا الهوام منسولة من الكبح تتراكم مثل تمائم الوهم، نظنها الأوسمة، فإذا هي وشم أعضائنا الذاهلة.
سقيفة تتفاقم حول الأرض بعرس باذخ، نصدق سرادق الفضيحة منصوبة فوق الضحايا.
تنهض كل ليل من الكفن والمراقد الأبدية، تـقض شراشف أحلامنا واستسلام رؤانا جديرون ببشارة الشخص وحنين القرمز وشبق الكائنات.
تخرجون على خريطة الأرض، تخبطون مدنا أسلمت قيادها لأكثر الطغاة أناقة وتيها ومباهاة.
تصيرون بريد الفزع لأكثر الشعوب اطمئنانا لسجنها.
48
تسألنا الأرض عن عرس وعدنا به، فنتلعثم ونختلج.
أفواهنا مملوءة بالتراب، لا نعرف هل كنا نقبل الأرض كي تصفح عن سهونا وغفلة قلوبنا،أم كنا نكبت صرخات الذعر لفرط الحبسة.
ذهبنا إلى الساحة بوهم الأعداء، لنجد الأحباء في انتظارنا بالنصال المسنونة، لنسقط معا في احتضار طويل.
كنا ذريعتكم لارتداء أكثر القفطانات خجلا، نحن أحبابكم الخاطئون، نسمع نشيجكم ينبعث في صخرة مشتعلة،
مثل حمم تصعدون من الأقاصي وتقذفون بقناديلكم نيازك تبغت الغافل والنائم والمأخوذ والشريد والقاطن والمسافر. تبغت العبيد وهم يرفلون في حرياتهم المكبوتة.
صمت يخلع الأكباد من نواحها، ويفتن الأرض بأزهار القرمز الباهرة، صمت ينهر وهدة المـهد.
49
ليل..
كما لو أنه الليل كله.
50
كان عليه أن يؤثث دروبه بأشباح تتميز برهافة الريح،
حوذي يغتاظ لضراوة الغبار المثار حول مواقع خيله.
ما كان له أن يغفل عن رعشة الغريب. غريب سهر الليل كله يملأ الأفق أحلاما ومناديل.
بينه و بين الطريق بوصلة ثملة،
و أسرى مجللون بالبياض.
51
يا حوذينا الجميل،
إرفق بنا وصدقنا و لا تذهب عنا أكثر مما فعلت.
يا حوذينا الأرعن الجميل،
ليس ثمة سفيرة في انتظار خيولك غير هذه القلوب المرتعشة، تأكل منها الغربة و وحشة الطريق.
يا حوذينا ذو الاسم الباهر،
إرخ لخيولك قليلا، واصغ لزفيرنا المكتوم،
واغفر لنا كل ذلك الحب.
52
تقف النساء في الساحل، غارسات أطرافهن في الرمل، يرقبن معادن تطفو عارية، غير عابئة بنسلها المـهدور في الرمل. معادن ارتعشت منها الأوداج والفرائص في دكنة الليل،
دافقة ماءها، ليطلع النسل مثل السنابل.
نساء مأخوذات بالبحر وهو يأخذ الرجال.
53
واحدا واحدا
كل هذي الوجوه الصغيرة أعرفها،
واحدا واحدا
و الطيور الحبيسة مشحونة بالمرايا و موعودة بالصور،
تأمـل،
ستلمس غبطة أغصانها وهي تحنو على النهر مكتظة بالشجن، تأمـل،
لأكتافها خصلة سوف تبني عليها العناصر أحلامها،
و إن سال منها الدم المستثار،
تأمـل،
ستلمح فيها احتمالا و مستقبلا للنهار،
واحدا واحدا
كلما هيأ القتل و القيد أسطورة،
فـز في شمعدان الطفولة وقت الصلاة.
انتظر أيها الفارس الرخو،
هذي الوجوه الجميلة تعرفها
فانتظر.
54
يشهد الفضاء الشاسع لحظة امتثال،
تفسح للهيكل الهائل حدودا بعيدة، لكي يخرج من هيأة
و يدخل في هيأة،
لترى الأعالي كيف يصير اللحم والعظم و الجلد والحراشف والريش حديدا مطاطا،
كأن الموقد يصهر الأشياء كما يحلو له.
فتتفلت نحو رحم لا يتمخض و لا يجهض و لا يلد،
يرتـج لوقع جنازير المعدن الرديء،
مكتنزا ببشر لا يسعهم الوقت للكر،
يدفعهم المكان للفر.
55
كل هذا الهزيع الأخير من الوقت يدعى جنوبا و مستقبلا،
كله الآن يمتد مثل التراتيل
من مات قبل الطقوس له جنة،
و من لم يمت لا يموت.
في مهب النهارات يكبو على التل،
هذا
هو
الطين
تحت
العذاب.
انتظر أيها الفارس الرخو،
هدهد لأبنائك المترفين بأشلائهم،
56
علـهم يصبرون قليلا على الموت.
قل لأحجارهم :
إن هذا الهزيع الأخير من الوقت،
هذي الجهات الكثيرة محصورة في هزيع من الموت،
لو يصبرون قليلا عليه
... قليلا عليه.
57
كلما داعب الأصدقاء جراحي،
تماثلت للموت.
58
طاردني حرس الخالق منذ الكتاب الأول، منذ أروقة المكتبات المعتمة، منذ الغرف الموصدة،منذ أكثر المخلوقات جمالا وجهامة ومهاجمة، منذ الكرسي والمائدة،منذ الماء في مكانه،
منذ فبراير الثلجي،
منذ " آب " الأخير،
منذ الاستجواب المؤجل، منذ بنات آوى، منذ الأصدقاء،
منذ أقاصي امرأة في انتظارها، منذ باب المغامرة، منذ شهقة النهد والنمر ونعاس الآلهة، منذ شظايا القدم المذعورة، منذ النوم والموت والكوابيس، منذ القلب والقيامة، منذ شكل الكلام، منذ خدم العبيد، منذ الجنس في الخلايا، منذ الحديد والذهب، منذ غيظ الهذيان، منذ الوح
طاردني الخالق والمخلوق، حتى وصلت منهك العضل،
فائض الجزع، واضعا جسدي في شرفة الشنق، مكتشفا أنني لم أذهب طوال هذا الليل أبعد من حياة مليئة باللبونات.
59
الخاسر..
لا يخسر شيئا

verocchio 01/11/2007 23:37

ها أنت، مبذول لعبور الصواري، والقبر حصنك الأخير.
لست إلا فزاعة المدينة، ترى في الرمل المذعور جيوشا
تقودها نحو البحر. لتفتح الساحة أمام تجار يتماثلون
و بحارة ينسون حرية الأعماق،
فيصابون بخناق الماء.
مثلك لا يقف هكذا مذهولا مفتوح الجراح، شرفاته مباحة للغربان و أقداحه مسكونة بعناكب الكهوف.
مثلك يصلب في الصارية.
61
ذاهـب لـترجـمة الليـل.
62
ذاهب في وطأة الجب و عذاب القميص و جنة الذئب،
ما كان لك أن تبذل جسدك لمهب الحب الصارم،
مثلما يضع الفارس شغافه في شفرة السيف..
ويحلم بالنجاة.
63
كنت القدم العارية كنت شظية القلب الضاري كنت مسمار الباب مارقا زهرة الصدر كنت أسئلة الكهرباء كنت نحيب الأبجدية كنت ميراث الكتب كنت شظف الخبز في العائلة كنت الحديد فاضح الليل كنت عاج العفة تقية التجديف كنت الشهوة الخفيفة كنت التميمة وصمت الناس كنت الدمث كنت
64
آن لكم أن تصعدوا بأبصاركم
أكثر فأكثر،
سهوب
أطلع منها في قطيع من الوعول
معلنا أنها انتقاماتي.
65
حوله عشرون غولا يتطاير من أطرافهم شرر عظيم
وبين أكتافهم تتهدل أسمال مضفورة
لتبدو رؤوسهم في أفاع مسدولة.
يفرك عينيه ويكرع كأسه الأخيرة
كأنها الأولى
فيكبو على وجهه في رغام رطب ينضح بسائل لزج
جسده يتعفر وينتفض ويشهق
ويضطرب في قهقهة العشرين غولا
تحيط به...
يهم أن... يتذكر...
يتذكر ... و ينسى.
66
في نزهة الضباع
ليل يتعثر بقفطانه المتخبخب ويكبو عند المنعطفات.
سمعت المرأة صرخة ولـدها الغريب
كأنها تلده الآن
رأتـه، في ما ترى الثاكل،
أعضاؤه تمر تحت آلة ضارية شلوا شلوا
وهو يمزق قمطه بصريخ يفزع البهو والأروقة.
تزيح خشب النافذة، حجر الطريق، عقابيل الغابة،
تزيح صخرة القبر
لنرى امرأة مصابة بالفـقد
67
أيها الموت..
يا حبيبي.
68
أنا، الوحيد الواقف في هاوية، أكتشف الآن بأني سهرت العمر أنسجها لخطواتي نأمة نأمة، زاعما أنني القوي المقاوم القادر على المجابهات. أنا المخلوق الأضعف بلا يقين ولا حجة كابرت مثل جبل يجهش في حضرة الغيم. كائن يقف فضيحة في قلب الكاهن. شهوة تـفتح النهاية وتأخذ ي
69
أنا، قرين الوحشة، منتصف الهزيمة، قاع الوهم، جنس الندم، أسنان الأهتم، ولع البهيمة، طنافس الشيطان،جهامة العسس، هودج النوم، خسائر الليل، غنج الذبيحة،
أنا الجثة الذهبية محروسة بالهوام.
لدي من الحقد ما يكفي قطيعا من ذئاب الشهوة، ولكم أن تطلقوا دهشة الهجوم في أرجائي دون أن ينتابكم ضمير الآثم.
لكم حرية الأسلحة لكي تأخذ نصيبها مما يتبقى.
70
أنا، الخارج من صبر الناس الملطخ بالخطيئة معلنا أنني رسول الكلام. لم يبق سوى نهاية تليق.
أنا الوحيد الواقف وحده على شفير شاحب، ذهبت إليه منذ ذبالة الخيط البالي، متوهما أنه أول الغزل في وشاح العزلة، وضعت روحي في المهب.
قيل إن المجرات سوف تتذكر أهدابي. لكم بهجة القتل،
وأنتم تضعون نصال سكاكينكم في قلبي تـفـرون اللحم وتطالون العظم، فتطفر فضة روحي في وجوهكم لصلافة الفتوى.


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:19 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05169 seconds with 9 queries