أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   قرأت لك (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مختارات لإيريس نهري (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=78665)

dot 03/02/2009 22:40

إليكَ ... إليكَ وحدك


برغم هذه الحرائق في الخارج، أشعر بالبرد.

صوتُكَ غائبٌ وراء مسافات الهروب.

وجهكَ ضائعٌ في لحظات البعد عن أمكنتنا.

ورائي أُقفِل أبواب الغربة، أَحمل بقايا جرأتي، أَقتل في ذاكرتي خوفاً قابعاً منذ احتراق الطفولة مع احتراق الوطن، وأَهرعُ إليكَ مع طلوع الشّمس عَلّي أسرقُ من اليوم الجديد كَسْرَ وقتٍ إضافياً قبل رحيلي مُجدّداً الى مساحات هذه الوحدة الرّابضة بِليلِها على فرحتي بك.

***


كثيراً ابتعدنا. هجرتنا الشّمس والليل والمساحة الأخرى فهجرناها وصرْنا كالولد العاق لا أمانَ لنا.


كيف أرجع اليك؟


من يعيدني الى أحضانك، ويدُكَ بعيدة؟ لم أعْتَدْ بعدُ المشيَ بدونِك، ما زلتُ أصغرَ من أن أبقى بعيدة عن حنان قلبك.


أَعِدْني إليك.


سَكنَني الموت حتى الموت. لا حياةَ لي بعيداً عنكَ.


أَعِدْني إليك.

***
أَبتعِد. أَبتعِد.

تقذفُني الغربة أبعدَ من أن أراك.

آلامُ احتراق مدينتي تَحملُني الى احتراقٍ داخليّ ينْزف دماً ودموعاً.

تُمسي أنتَ سجينَ غرفةٍ واحدة، وأنا... سجينة غُرَف.

أَتنقَّل كالطّير المذبوح من مكان الى آخر، بَحثاً عن زاويةٍ أرتمي لديها وأَلفظُ فيها نفَسي الأخير.

يناديني الرّمقُ الأخير أن "إصحي من اليأْس، لا بدّ أن تشرق الشمس".

أَفتحُ عينَيَّ، أُلقي على مَا ومَن حولي نظرةً أخيرة، وأَعي أن لا مكانَ تشرق منه الشمس.

أَضعتُ البوصلة، ما عُدْتُ أُجيدُ تَحديدَ الاتّجاهات. أضعت طريقي إليكَ، تَحوّلتُ سجينةَ المكان الوسيع بعدَ أن كنتُ حرّة في زاوية واحدة.

***
إليكَ!!! إليكَ وحدَك!!!

أُريد العودةَ إليكَ وحدَك: لا مكان لي هنا. لم يكن أبداً هنا مكاني.

أحيا في لحظاتي القليلة معكَ. أتنفّس كلماتِك. أَشرب أنفاسَك فأحيا. بدونك أَختنِق.

إليكَ!!! إليكَ وحدَك!!!

تحملني طريقي منّي إليك فأبقى مكاني. لا خطوةَ الى الأمام. كلُّ رحيلٍ له اتّجاهٌ واحد: صوبَك.

كلُّ رحيلٍ له بلوغٌ واحد: اقترابٌ من حدود الخطر.

لا يَهُمّني الاحتراق طالما ستحمل رمادي في عينيك طوال العمر.

أَغمِضْ عينيكَ. أُريد أن أنام.

***
تتبدّل المناسبات، الأحداث، تتغيّر حوليَ الألوان، وأبقى السجينة المنقولةَ تَحت الحراسة المشدّدة من سجن الى آخر.

ما هَمَّ أن يكون السّجن ورديَّ الجدران أو أزرقَها أو أبيضَها؟ لا يزال سجناً.

ما الفرقُ أن يكون السجّانُ رجلاً أو امرأة أو طفلاً، طالما يَحرسُ بابَ السّجن بِحزْمٍ أياً يكن جنسُه أو انتماؤُه.

هناك: هربتُ الى الخارج، تَحولّت "الحريّة" غُرفةً زجاجيةً تَخترقُها نظرات المراقبين وتُحاصرُها بانتظار عودتي الى داخل القضبان.

هنا: صار السّجن أكبر، وتناسلَت النظرات المراقبة، فسقطتُ في ألم الغياب الطويل... الطويل حتى حدود الحريّة الحقيقية، حدود النسيان... حتى عودتي إليكَ.

يا حبيبي...

يا حبيبي...

أَعِدْني إليكَ.

banna 15/02/2009 09:59

بيجنـــــن

حلويـــن

ميرســـي كتيـــر

والله يعطيك العافية


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 14:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.02476 seconds with 9 queries