![]() |
أوراق من سيرة تأبط منفى / عدنان الصائغ
|
أوراق من سيرة تأبط منفى / عدنان الصائغ
أتسكعُ تحتَ أضواءِ المصابيحِ وفي جيوبي عناوين مبللةٌ حانةٌ تطردني إلى حانةٍ وامرأةٌ تشهيني بأخرى أعضُّ النهودَ الطازجةَ أعضُّ الكتبَ أعضُّ الشوارعَ هذا الفمُ لا بدَّ أن يلتهمَ شيئاً هذه الشفاه لا بدَّ أن تنطبقَ على كأسٍ أو ثغرٍ أو حجر لمْ يجوعني الله ولا الحقولُ بل جوعتني الشعاراتُ والمناجلُ التي سبقتني إلى السنابلِ أخرجُ من ضوضائي إلى ضوضاءِ الأرصفةِ أنا ضجرٌ بما يكفي لأن أرمي حياتي لأيةِ عابرةِ سبيلٍ وأمضي طليقاً ضجراً من الذكرياتِ والأصدقاءِ والكآبةِ ضجراً أو يائساً كباخرةٍ مثقوبةٍ على الجرفِ لا تستطيعُ الإقلاعَ أو الغرق عدن / 1993 |
كتبي تحتَ رأسي ويدي على مقبضِ الحقيبةِ السهول التي حلمنا بها لمْ تمنحنا سوى الوحولِ والكتب التي سطرناها لمْ تمنحنا سوى الفاقةِ والسياطِ أقدامي امحتْ من التسكعِ على أرصفةِ الورقِ وأغنياتي تكسّرتْ مع أقداحِ الباراتِ ودموعي معلّقةٌ كالفوانيسِ على نوافذِ السجونِ الضيقةِ أفردُ خيوطَ الحبرِ المتشابكةَ من كرةِ صوفِ رأسي وأنثرها في الشوارعِ سطراً سطراً، حتى تنتهي أوراقي وأنام دمشق / 1996 |
اجمل ما قرات
لعدنان الصايغ شكرا |
اقتباس:
شخص عظيم جداً .. وقلم عظيم جداً ... وانسان مظلوم جداً أيضاً :) منتابع .. |
سأحزمُ حقائبي ودموعي وقصائدي وأرحلُ عن هذه البلادِ ولو زحفتُ بأسناني لا تطلقوا الدموعَ ورائي ولا الزغاريدَ أريد أن أذهبَ دون أن أرى من نوافذِ السفنِ والقطاراتِ مناديلكم الملوحةَ. أستروحُ الهواءَ في الأنفاقِ منكسراً أمامَ مرايا المحلاتِ كبطاقاتِ البريدِ التي لا تذهبُ لأحدٍ لنحمل قبورنَا وأطفالنَا لنحمل تأوهاتِنا وأحلامنَا ونمضي قبل أن يسرقَوها ويبيعوها لنا في الوطنِ: حقولاً من لافتاتٍ وفي المنافي: وطناً بالتقسيط هذه الأرضُ لمْ تعدْ تصلحُ لشيءٍ هذه الأرضُ كلما طفحتْ فيها مجاري الدمِ والنفطِ طفحَ الانتهازيون أرضنا التي نتقيَّأُها في الحانات ونتركها كاللذاتِ الخاسرةِ على أسرةِ القحابِ أرضنا التي ينتزعونها منا كالجلودِ والاعترافاتِ في غرفِ التحقيقِ ويلصقونها على اكفنا، لتصفّقَ أمامَ نوافذِ الحكامِ أيةُ بلادٍ هذه ومع ذلك ما أن نرحلَ عنها بضعَ خطواتٍ حتى نتكسرَ من الحنين على أولِ رصيفِ منفى يصادفنا ونهرعُ إلى صناديقِ البريدِ نحضنها ونبكي الخرطوم / 1996 |
حياتنا التي تشبه الضراط المتقطع في مرحاض عام حياتنا التي لمْ يؤرخها أحد حياتنا ناياتنا المبحوحةُ في الريحِ أو نشيجنا في العلبِ حياتنا المستهلكةُ في الأضابير والمشرورةُ فوق حبالِ غسيلِ الحروبِ ترى أين أوَّلي بها الآن حين تستيقظُ فجأةً في آخرةِ الليلِ وتظلُّ تعوي في شوارعِ العالم 15/7/1999- ليلاً قناة دوفر - بحر المانش |
قلم يكتب الوجع من ثغر صاحبه
عظيم جداً شكراً أحمد :D |
اقتباس:
متابعين :D |
أضعُ يدي على خريطةِ العالمِ وأحلمُ بالشوارعِ التي سأجوبها بقدمي الحافيتين والخصورِ التي سأطوقها بذراعي في الحدائقِ العامةِ والمكتباتِ التي سأستعيرُ منها الكتبَ ولن أعيدها والمخبرين الذين سأراوغهم من شارعٍ إلى شارعٍ منتشياً بالمطرِ والكركراتِ حتى أراهم فجأةً أمامي فأرفع إصبعي عن الخارطة خائفاً وأنامُ ممتلئاً بالقهر 16/7/1999 حديقة الهايدبارك – لندن |
سأقذفُ جواربي إلى السماءِ تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ وأمشي حافياً ألامسُ وحولَ الشوارعِ بباطنِ قدمي محدقاً في وجوهِ المتخمين وراءَ زجاجِ مكاتبهم آه.. لو كانتِ الأمعاءُ البشريةُ من زجاجٍ لرأينا كمْ سرقوا من رغيفنا أيها الربُّ إذا لمْ تستطعْ أن تملأَ هذه المعدةَ الجرباءَ التي تصفرُ فيها الريحُ والديدانُ فلماذا خلقتَ لي هذه الأضراسَ النهمة وإذا لمْ تبرعمْ على سريري جسداً املوداً فلماذا خلقتَ لي ذراعين من كبريت وإذا لمْ تمنحني وطناً آمناً فلماذا خلقتَ لي هذه الأقدامَ الجوّابةَ وإذا كنتَ ضجراً من شكواي فلماذا خلقتَ لي هذا الفمَ المندلقَ بالصراخِ ليلَ نهار آب 1999 براغ هي رائعة جداً ... جداً .. جداً :akh: |
اقتباس:
تحية جائعة جداً :D اقتباس:
:D |
أين يداكَ؟ نسيتهما يلوحان للقطاراتِ الراحلةِ أين امرأتكَ؟ اختلفنا في أولِ متجرٍ دخلناهُ أين وطنكَ؟ ابتلعتهُ المجنـزرات أين سماؤكَ؟ لا أراها لكثرةِ الدخانِ واللافتاتِ أين حريتكَ؟ أنني لا أستطيعُ النطقَ بها من كثرةِ الارتجاف 1996 مقهى الفينيق - عمان |
دموعي سوداء من فرطِ ما شربتْ عيوني من المحابرِ والزنازين خطواتي قصيرة من طولِ ما تعثرتْ بين السطورِ بأسلاكِ الرقيب أمدُّ برأسي من الكتاب وأتطلعُ إلى ما خلفتُ ورائي من شوارع مزدحمةٍ ونهودٍ متأوهةٍ ورغباتٍ مورقةٍ في الأسرّةِ وأعجبُ كيف مرّتِ السنواتُ وأنا مشدودٌ بخيوطِ الكلماتِ إلى ورقة تموز 1993 مهرجان جرش- عمان |
لا شمعة في يدي ولا حنين فكيف أرسمُ قلبي لا سنبلة أمامَ فمي فكيفَ أصفُ رائحةَ الشبعِ لا عطور في سريري فكيف أستدلُّ على جسد المرأة لنستمع إلى غناءِ الملاحين قبل أن يقلعوا بأحلامهم إلى عرضِ البحرِ وينسونا لنستمع إلى حوارِ الأجسادِ قبل أن ينطفئَ لهاثها على الأرائك أنا القيثارةُ مَنْ يعزفني أنا الدموعُ مَنْ يبكيني أنا الكلماتُ مَنْ .. يرددني أنا الثورةُ مَنْ يشعلني تشرين ثاني1993 صنعاء |
عشت احمد عشت
|
أحمد .. ببساطة رائعين وفوق الوصف . كل عبارة أروع من الاخرى .
تسجيل شكر ومتابعة واعجاب . :D |
أكتبُ ويدي على النافذة تمسحُ الدموعَ عن وجنةِ السماء أكتبُ وقلبي في الحقيبةِ يصغي لصفيرِ القطارات أكتبُ وأصابعي مشتتة على مناضدِ المقاهي ورفوفِ المكتبات أكتبُ وعنقي مشدودٌ منذ بدءِ التاريخِ إلى حبلِ مشنقةٍ أكتبُ وأنا أحملُ ممحاتي دائماً لأقلِّ طرقةِ بابٍ وأضحكُ على نفسي بمرارةٍ حين لا أجد أحداً سوى الريح 1991 بغداد |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:44 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون