أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   المكتبة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=62)
-   -   أسبوع وكاتب - 2 (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=90738)

..AHMAD 01/04/2008 22:03

ضل بس الكتب عمحملهن ....... بس في شوية مشاكل بكتابين رح لاقيهن وحطهن كلهن سوا .... بس فيكن تتابعو ازا متعطلين عليي

:mimo:

butterfly 06/04/2008 01:30

باولو كويللو .. وأخوية

باولو كويللهو :
احدى عشرة دقيقة
الخيميائي
الزهير
الجبل الخامس
الظاهر
.فيرونيكا تقرر ان تموت
..ساحرة بورتوبيللو .
..أنا رجل حر.
دليل فارس النور
باولو كويلو..لقاء الملائكة.
.مكتوب ان تتخيل قصة جديدة لحياتك



باولو كويللو - English

مكتوب
الخيميائي
الزهير
فيرونيكا تقرر الموت
على نهر بييدرا جلست وبكيت

إحدى عشر دقيقة

( قصص قصيرة )
قصة طريقين - سرالسعادة - شجرة سانت مارتن
سحر الحياة
رؤية الله
قصة شيطانية
مقتطفات
كالنهر الذي يجري
ساحرة بورتوبيللو
مكتوب
على ضفة نهر بييدرا جلست وبكيت

حوار مع الكاتب البرازيلي باولو كويلهو
تجرأ على أن تكون مختلفا ً
موقع باولو كويللو الشخصي

:mimo:


..AHMAD 06/04/2008 12:45

اقتباس:

باولو كويللو .. وأخوية

باولو كويللهو :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



باولو كويللو - English

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



( قصص قصيرة )

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


مقتطفات

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -





مرسيل ماني عرفان كيف بدي اشكرك ........ انتي حطيتي شغلات صرلي اسبوع عمنكوش عليها وما قدرت لاقيها

:mimo:

وهيك مع مرسيل منكون خلصنا ....... ومنعتزر عالتأخير

تحياتي
:mimo:

ooopss 02/05/2008 02:03

محمود درويش
 

~~*محمــــــــود درويش *~~

نبذة عن حياته:



ولد درويش سنة 1942
لعائلة مسلمة سنية تملك أرض في قرية الجليل
أيام الانتداب البريطاني على فلسطين
حين كان في السادسة من عمره,
احتل الجيش الاسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش
بخروج اللاجئين الفلسطينين
قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947,
عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها
يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح”.
يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي:
اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها”. :cry:
ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب,
و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”,
منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود,
في مطار باريس سنه 1968, يقول :
" لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت”.
كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة,
حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً.
وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”
حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفت9
سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح.
وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن
منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :
بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”,
وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا,
وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية
ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما.
هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيفا, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك.
" كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”

في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت,
رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية
قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981,
ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي لبنان
اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس,
ساخرا بمرارة من قارة عربية
" تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :
حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب. :cry:
انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987,
لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” )
هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988
رفض عرض الرئيس عرفات بتنصيبه وزيراً للثقافة.
استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993
سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,”
لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996,
ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,
المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني ":fthink:
دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته."عابرون في كلام عابر”
هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين.
أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984,
وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:
” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة”.:cry::fthink:

وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل.
في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية
عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة
أ ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.

وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر”

ooopss 02/05/2008 02:17

محمود درويش والحب
 


محمود درويش والحب :


يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج:
” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”.:shock:
قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني,
يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه”.
ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر"
:D

ooopss 02/05/2008 21:08

مؤلفاتــــــــــــه
 
~~ * مؤلفاتـــــــــــه * ~~

حالـــة حصار


منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت -لبنان
الطبعة الأولى :نيسان\ 2002
كتب هذا النص في يناير 2002
في رام الله- فلسطين

مقتطفات من الكتاب

"في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
أَالشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر
في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

"سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ. "


"سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !"
:D




ooopss 03/05/2008 03:27

مؤلفاتـــــــه :تتمة
 
جداريــــــة
محمود درويش


في تحليل لغلاف الكتاب :
اللون الأخضر يرمز للحياة والابيض يرمز للموت..


قصيدة كتبت عام 1999
منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت – لبنان
الطبعة الأولى: حزيران/يونيو 2000


ملحمة تخترق جدار الصوت والصمت معا لتغوص به انطلاقا من تجربة كيانية وجودية أساسها الإنسان الفلسطيني، ولكن انطلاقا من تجربة حياتية كتبت في لحظة البين بين. برزخ بين الحياة والموت


يبدأ الجدارية بـ :


"هذا هُوَ اسمُك /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ" .


إن المجاورة بين اليهودية والإسلام هي تاريخ من جذر إبراهيمي يشترك في يمينية الكتابة ( الكتابة من اليمين إلى اليسار)، في تقديس أماكن الصلاة، في التشدد في القيم وفي...
يقول محمود :

" أعلى من الأغوار كانت حكمتي
إذ قلت للشيطان : لا. لا تمتحني
لا تضعني في الثنائيات، واتركني
كما أنا زاهدا برواية العهد القديم
وصاعدا نحو السماء، هناك مملكتي
خذ التاريخ، يا ابن أبي، خذ
التاريخ... واصنع بالغرائز ما تريد


وحين تكون الجدارية تحكي حياة البرزخ..يقول محمود درويش في جداريته:
"قام أنكيدو ولم ينهض" (ص:81)
قمة
الإنسان
هاوية
" أنكيدو ترفق
كن وعد من حيث مت، لعلنا
نجد الجواب، فمن أنا وحدي:
ولكن
" كل شيء باطل أو زائل، أو
زائل أو باطل"

بين الأعلى والأسفل ومن خلال منطقة الظلمة الدقيقة هاته تأتي هاته المقاطع التي تمثل بؤرة النص إنها منطقة الاستعصاء في أقصى لحظات الصراع مع المرض والجراح مع الذات والآخر



يحاور الموت طويلا..
في الزمن البين بين، الزمن الذي كان الشاعر فيه بين لحظتين موت/وحياة، إدراك/ولا إدراك. في هذا الحد الفاصل بين الأبيض والأخضر، بين الحياة واللا حياة ، بين الإدراك وعدمه نشأت الجدارية . علها تحد ولو مؤقتا من سلطة هذا القاهر : الموت :
" أيها الموت انتظرني خارج الأرق
انتظرني في بلادك. ريثما أنهي
حديثا عابرا مع ما تبقى من حياتي

.".....لا تحدق
يا قوي إلى شراييني لترصد نقطة
الضعف الأخيرة. أنت أقوى من
نظام الطب. أقوى من جهاز
النفس.... "



ولكن هذا الجدار الذي يحد من حياة الإنسان وإدراكه المباشر للأشياء سيهزم على جدارية محمود درويش :

" هزمتك يا موت الفنون جميعها
هزمتك يا موت الأغاني في بلاد
الرافدين.... "

ويختم الجدارية بقوله :

"هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي -
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت -
لي .
أَما أَنا - وقد امتلأتُ
بكُلِّ أَسباب الرحيل -
فلستُ لي .
أَنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي"


وأخيرا يطول الشرح في الملحمة الجدارية وتحليلاتها وهذه كانت لمحة قصيرة..
:D


ooopss 03/05/2008 17:23

لماذا تركت الحصان وحيدا



الطبعة الأولى 1995
الطبعة الثانية1996
منشورات رياض الريس للكتب والنشر
بيروت لبنان

قصائد الديوان
أرى شبحي قادما من بعيد، (أيقونات من بلور المكان: في يدي غيمة، قرويون من غير سوء، ليلة البوم، أبد الصبار، كم مرة ينتهي أمرنا، إلى آخري وإلى آخره)،
(فضاء هابيل: عود اسماعيل، نزهة الغرباء، حبر الغراب، سنونو التتار، مر القطار)،
(فوضى على باب القيامة: البئر، كالنون في سورة الرحمن، تعاليم حورية، أمشاط عاجية، أطوار أنات، مصرع العنقاء)،
(غرفة للكلام مع النفس: تدابير شعرية، من روميات أبي فراس الحمداني، من سماء إلى أختها يعبر الحالمون، فال المسافر للمسافر: لن أعود كما، قافية من أجل المعلقات، الدوري، كما هو)
، (مطر فوق برج الكنيسة: هيلين، يا له من مطر، ليل يفيض من الجسد، للغجرية سماء مدربة، ، تمارين أولى على جيتارة اسبانية، أيام الحب السبعة)،
(أغلقوا المشهد: شهادة من برتولت بريخت أمام محكمة عسكرية، خلاف، غير لغوي، مع امريء القيس، متتاليات لزمن آخر، عندما يتبعد).
مقتطفات من قصيدة من الديوان

ليل يفيض من الجسد:hart:

ياسمينٌ على ليل تمّوز، أغنيّةٌ

لغريبين يلتقيان على شارعٍ

لا يؤدّي إلى هدفٍ ...

من أنا بعد عينين لوزيّتين؟ يقول الغريب

من أنا بعد منفاك فيّ؟ تقول الغريبة.

إذن، حسنًا، فلنكن حذرين لئلا

نحرّك ملح البحار القديمة في جسدٍ يتذكّر...

كانت تعيد له جسدًا ساخنًا،

ويعيد لها جسدًا ساخنًا.

هكذا يترك العاشقان الغريبان حبّهما فوضويًّا،

كما يتركان ثيابهما الداخليّة بين زهور الملاءات...

- إن كنت حقًا حبيبي، فألّف

نشيد أناشيد لي، واحفر اسمي

على جذع رمّانةٍ في حدائق بابل...

- إن كنت حقًا تحبّينني، فضعي

حلمي في يديّ. وقولي له، لابن مريم،

كيف فعلت بنا ما فعلت بنفسك،

يا سيّدي؟ هل لدينا من العدل ما سوف

يكفي ليجعلنا عادلين غدًا؟

- كيف أشفى من الياسمين غدًا؟
- كيف أشفى من الياسمين غدًا؟

يعتمان معًا في ظلالٍ تشعّ على

سقف غرفته: لا تكن معتمًا

بعد نهديّ - قالت له ...


- يا حبيبي، لو كان لي

أن أكون صبيًّا... لكنتك أنت

- ولو كان لي أن أكون فتاةً

لكنتك أنت!...

وتبكي، كعادتها، عند عودتها

من سماءٍ نبيذيّة اللون:

خذني

إلى بلدٍ ليس لي طائرٌ أزرقٌ

فوق صفصافة يا غريب!

وتبكي، لتقطع غاباتها في الرحيل

الطويل إلى ذاتها: من أنا؟

من أنا بعد منفاك في جسدي؟

آه منّي، ومنك، ومن بلدي:cry:


- من أنا بعد عينين لوزيّتين؟

أريني غدي!...

هكذا يترك العاشقان وداعهما

فوضويًّا، كرائحة الياسمين على ليل تمّوز...


في كلّ تمّوز يحملني الياسمين إلى

شارع، لا يؤدّي إلى هدفٍ،

بيد أني أتابع أغنيّتي:

ياسمينٌ على ليل تمّوز......

:D





ooopss 03/05/2008 18:29

كزهر اللوز ..أو أبعد




سنة النشر :2005
منشورات رياض الريس
الطبعة الأولى

كتاب جميل جدا بحبو كتير
بحب الفلسفة البسيطة فيه
لذلك يمكن تكون المقتطفات كتيرة:oops:

مقتطفات من الكتاب
"إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفراشة: شكراً!
إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
"مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً!
ليقول لك الربُّ: شكراً! "

" فكربغيرك

وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ



[لا تَنْسَ قوتَ الحمام]


وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

[لا تنس مَنْ يطلبون السلام]


وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

[مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ

[ لا تنس شعب الخيامْ]


وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

[ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]


وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

[مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

[قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام]




"حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ
جَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:
لي أملٌ في الشفاء من الرمل /
يخضرُّ قلبُكَ...
حين تُرافقُ أُنثى إلى السيرك
ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ ....
وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل /
يحمرُّ قلبكَ ...
حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد
الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
في زُرقة الليلِ /
يبيضُّ قلبُكَ ...
حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ
يمشي أمامك كالظلّ /
يصفرُّ قلبك ..."

:D:D

ooopss 03/05/2008 18:53

كلمة محمود درويش عن كتابه الأخير " كزهر اللوز أو أبعد"




ليس دفاعا عن كتابي الجديد

محمود درويش
(فلسطين)

لستُ من الذين ينظرون إلي المرآة برضا. المرآة هنا هي انكشاف الذات في صورة صارت ملكية عامة... أي صار من حق غيرها أن يبحث عن ملامح ذاته فيها. فإذا وجد فيها ما يشبهه أو يعنيه من تعبير وتصوير، قال: هذا أنا. وإذا لم يعثر علي شراكة في النص / الصورة، أشاح بوجهه قائلاً: لا شأن لي!
كما أخشي هذا التعليق الذي صار رائجاً في العلاقة بين الكثير من الشعر الحديث وبين أغلبية القُرَاء، منذ استمرأ الكثيرون من الشعراء توسيع الهُوَة بين القصيدة
وكاتبها الثاني: المتلقِي الذي لا يتحقق المشروع الشعري بدونه، وبدون تحركه في اتجاه النص. التُهَمُ متبادلة بين الطرفين. لكن أزمة الشعر، إذا كانت هنالك أَزمة، هي أزمة شعراء. وعلي كل شاعر أن يجتهد في حلِها بطريقته الإبداعية الخاصة.

أَعلَمُ أنني سأُتَهم، مرة أخري، بمعاداة شعر الحداثة العربية التي يُعرِفُها العُصَابيُون بمعيارين.
الأول: انغلاق الأَنا علي محتوياتها الذاتية دون السماح للداخل بالانفتاح علي الخارج.
والثاني: إقصاء الشعر الموزون عن جنَة الحداثة.. فلا حداثة خارج قصيدة النثر.
وتلك مقولة تحوَلت عقيدةً يُكَفِرُ مَنْ يقترب من حدودها متسائلاً. وكُلُ مَنْ يُسَائِلُ الحداثة الشعرية عما وصلت إليه يُتَهَم، تلقائياً، بمعاداة قصيدة النثر!

لم أَكُفَ عن القول إن قصيدة النثر التي يكتبها الموهوبون هي من أَهم منجزات الشعر العربي الحديث، وإنها حقَقت شرعيتها الجمالية من انفتاحها علي العالم، وعلي مختلف الأجناس الأَدبية، لكنها ليست الخيار الشعري الوحيد، وليست الحل النهائي للمسألة الشعرية التي لا حلَ نهائياً لها، فالفضاء الشعري واسع ومفتوح لكل الخيارات التي نعرفها والتي لا نعرفها. ونحن القراء لا نبحث في التجريب الشعري المتعدِد إلاَ عن تحقُق الشعرية في القصيدة، سواء كانت موزونةً أَو نثرية.

وأَعلم أَيضاً أَن مجموعتي الشعرية الجديدة، كسابقاتها، ستُزوِد خصومي الكثيرين بمزيد من أَسلحة الاغتيال المعنوي الشائعة في ثقافة الكراهية النشطة.
سيُقال ـ كما قيل ويُقال ـ إنني تخليت عن شعر المقاومة . وسأعترف أمام القضاة المتجهمين بأَنني تخلَيت عن كتابة الشعر السياسي المباشر محدود الدلالات، :?دون أَن أَتخلَي عن مفهوم المقاومة الجمالية بالمعني الواسع للكلمة...
لا لأن الظروف تغيَرت، ولأننا انتقلنا "من المقاومة إلي المساومة ، كما يزعم فقهاءُ الحماسة، بل لأن علي الأسلوبية الشعرية أن تتغيَر باستمرار، وعلي الشاعر أن لا يتوقف عن تطوير أَدواته الشعرية، وعن توسيع أُفقه الإنساني، وأن لا يكرِر ما قاله مئات المرات... لئلاَ تصاب اللغة الشعرية بالإرهاق والشيخوخة والنمطية،
وتقع في الشَرَك المنصوب لها: أَن تتحجر في القول الواحد المعاد المـُكَرَر. فهل هذا يعني التخلِي عن روح المقاومة في الشعر؟

أَما من دليل آخر علي المقاومة سوي القول مثلاً: سجّل أنا عربي،
أو تكرار شعار: سأُقاوم وأُقاوم؟ فليس من الضروري، لا شعرياً ولا عملياً، أن يقول المقاوم إنه يُقاوم، كما ليس من الضروري أن يقول العاشق إنه يعشق. لقد سمَانا غسان كنفاني شعراء مقاومة دون أَن نعلم أَننا شعراء مقاومة. كنا نكتب حياتنا كما نعيشها ونراها.
وندوِن أحلامنا بالحرية وإصرارنا علي أن نكون كما نريد.
ونكتب قصائد حب للوطن ونساء محدَدات. فليس كل شيء رمزياً. وليس كل ساق شجرة نخيل خصر امرأة أو بالعكس!
لا يستطيع الشاعر أن يتحرَر من شرطه التاريخي. لكن الشعر يوفِر لنا هامش حرية وتعويضاً مجازياً عن عجزنا عن تغيير الواقع، ويشدنا إلي لغة أَعلي من الشروط التي تُقيِدنا وتُعرقل الانسجام مع وجودنا الإنساني، وقد يُساعدنا علي فهم الذات بتحريرها مما يُعيق تحليقها الحر في فضاء بلا ضفاف.
إن التعبير عن حق الذات في التعرف علي نفسها، وسط الجماعة، هو شكل من أشكال البحث عن حرية الأفراد الذين تتكون منهم الجماعة. ومن هنا، فإن الشعر المعبر عن سِمَاتنا الإنسانية وهمومنا الفردية ـ وهي ليست فردية تماماً ـ في سياق الصراع الطويل، يُمثِل البعد الإنساني الذاتي من فعل المقاومة الشعرية، حتى لو كان شعر حُب أو طبيعة، أو تأمُلاً في وردة، أو خوفاً من موت عادي.

ليس صحيحاً أنه ليس من حق الشاعر الفلسطيني أن يجلس علي تلَة ويتأمَل الغروب، وأَن يصغي إلي نداء الجسد أو الناي البعيد، إلا إذا ماتت روحه وروح المكان في روحه، وانقطع حبل السُرَة بينه وبين فطرته الإنسانية.
وليس الفلسطيني مهنة أو شعاراً. إنه، في المقام الأول، كائن بشري، يحبُ الحياة وينخطف بزهرة اللوز، ويشعر بالقشعريرة من مطر الخريف الأول، ويُمارس الحب تلبيةً لشهوة الجسد الطبيعة، لا لنداء آخر... وينجب الأطفال للمحافظة علي الاسم والنوع ومواصلة الحياة لا لطلب الموت، إلا إذا أَصبح الموت فيما بعد أفضل من الحياة! وهذا يعني أن الاحتلال الطويل لم ينجح في محو طبيعتنا الإنسانية، ولم يفلح في إخضاع لغتنا وعواطفنا إلي ما يريد لها من الجفاف أمام الحاجز.:fthink:

إن استيعاب الشعر لقوَة الحياة البديهية فينا هو فعل مقاومة، فلماذا نتهم الشعر بالردة إذا تطلَع إلي ما فينا من جماليات حسية وحرية خيال وقاوم البشاعة بالجمال؟ إن الجمال حرية والحرية جمال. وهكذا يكون الشعر المدافع عن الحياة شكلاً من أشكال المقاومة النوعية.

هل أتساءل مرة أُخري إن كان الوطن ما زال في حاجة إلي براهين شعرية، وإن كان الشعر ما زال في حاجة إلي براهين وطنية؟ إن علاقة الشعر بالوطن لا تتحدَد بإغراق الشعر بالشعارات والخارطة والرايات. إنها علاقة عضوية لا تحتاج إلي برهان يومي، فهي سليقة ووعي وإرادة. ميراث واختيار. مُعْطيً ومبدع. ولكن الشعر الوطني الرديء يسيء إلي صورة الوطن الذي يشمل الصراع عليه وفيه مستويات إبداعية لم ننتبه إليها دائماً.

لذلك، فإن حاجتنا إلي تطوير أشكال التعبير عن الجوانب الإنسانية في حياتنا العامة والخاصة، بتطوير جماليات الشعر، وأَدبية الأدب، وإتقان المهنة الصعبة، والاحتكام إلي المعايير الفنية العامة، لا إلي خصوصية الشرط الفلسطيني فقط، هي مهام وطنية وشعرية معاً، وهي ما يؤهِل شعرنا للوصول إلي منبر الحوار الإبداعي مع العالم، فيصبح الاعتراف بقدرتنا العالية علي الإبداع أحد مصادر الانتباه إلي وطن هذا الإبداع. فكم من بلد أَحببناه، دون أن نعرفه، لأننا أَحببنا أَدبه!

هكذا تمحِي الحدود بين وطنية الشعر وبين نزعته الدائمة لاجتياز حواجز الثقافات والهويات، والتحليق المشترك في الأفق الإنساني الرحب، دون أن ننسي أن للشعر دوراً خاصاً في بلورة هوية ثقافية لشعب يُحارب في هويته.
نعم، علي الشعراء أن يتذكروا كل العذاب، وأَن يُصْغوا إلي صوت الغياب، وأَن يُسَمُوا كل الأشياء، وأن يخوضوا كل المعارك. ولكن عليهم أيضاً ألا ينسوا واجبهم تجاه مهنتهم. وأَلا ينسوا أن الشعر لا يُعَرَف، أساساً، في ما يقوله، بل بنوعية القول المختلف عن العادي، وألا ينسوا أن الشعر متعة، وصنعة، وجمال. وأَن الشعر فرح غامض بالتغلُب علي الصعوبة والخسارة، وأنه رحلة لا تنتهي إلي البحث عن نفسه في المجهول.

وأنا هنا، لا أُدافع عن كتابي الجديد الذي لم يعد لي. ولم أَعد أتذكر شيئاً منه، منذ خرج مني وأَدخلني في مأزق السؤال الفادح: ماذا بعد؟ بل أُدافع عن حق الشعراء في البحث عن شعر جديد، يُنَقِي الشعر مما ليس منه. فإن شقاء التجديد المتعثِر أَفضل من سعادة التقليد المتحجر.
:D


ooopss 04/05/2008 00:24

ذاكرة للنسيان



صدرت طبعته الجديدة عن »دار رياض الريس« في 190 صفحة من الحجم الوسط
وكانت صدرت طبعته الأولى العام 1987..
كتب هذا النص الساخن قبل عشرين عاماً, عن يوم طويل من أيام حصار بيروت العام 1982 بلغة متوترة وبأسلوب يجمع بين السردي والشعري والقصصي والإخباري. وفي هذا النص تتقاطع شظايا سيرة شخصية مع أحداث الحرب حين يقف الفرد عارياً أمام مصيره..
ودار الريس أصدرت بدورها هذه الطبعة غداة الحرب الأخيرة على لبنان, لا لتقول فقط »ما أشبه اليوم بالبارحة« بل لتتذكر فصلاً من فصول الحرب الإسرائيلية الدائمة على لبنان وفلسطين ولاستعادة ملحمة من ملاحم الصمود اللبناني-الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والحصار..
من المنام يخرج منام آخر, ومن الحياة تخرج أمثولة حياة أخرى, محمود درويش في "ذاكرة للنسيان" يعيدنا, إلى مرحلة نحاول نسيانها في قاموس عمرنا المسرب على وجع وعلى خيبات يحكي عن الفضاء المحتل العام 1982 والبحر المحتل, وجبل الصنوبر المحتل وقصف الهواجس الأولى وسيرة خروج آدم من الجنة.. لم يعد له وطن ولم يعد له جسد, القصف يتواصل, قصف أناشيد المدائح, وحوارات الموت المتحركة في دم كالضوء يحرق الأسئلة الباردة كان يبحث عن امتلاء بالبارود, عن تخمة لغضب النفس, تدخل الصواريخ في مسام جلده وتخرج سالمة, ما أقواها
-يقول- ولا أحس بالجحيم التي يوزعها الهواء ما دمت أتنفس الجحيم وأتصبب جهنم, وأريد أن أنشد نعم أن أنشد لهذا النهار المحروق أريد أن أنشد, أريد أن أجد لغة تحول اللغة إلى حديد للروح, إلى لغة مضادة لهذه الطائرات.. الحشرات الفضية اللامعة.. أريد أن أنشد, أريد لغة تسندني وأسندها وتشهدني وأشهدها.. على ما فينا من قوة الغلبة على هذه العزلة الكونية وأمشي. أمشي لأراني ماشياً, ثابت الخطوة حراً حتى من نفسي, في منتصف الشارع, منتصف الشارع تماماً تنبح علي الوحوش الطائرة تبصق نارها ولا أبالي.. لم يكن يسمع إلا وقع خطواته على الإسفلت المحفور, ولا يرى أحداً, لا يبحث عن شيء, لعل عناد التحدي الذي يخفي خوف الوحدة, أو الخشية من الموت بين الأنقاض هو ما يمسك بخطواته ويضرب بها الشوارع النائمة.
لم ير بيروت من قبل في مثل هذا النوم الصباحي, ولأول مرة يرى الأرصفة أرصفة واضحة ولأول مرة يرى الشجر شجراً واضحاً, بجذوع وأغصان وأوراق دائمة الخضرة.
هو يصف بيروت في حينها.. ويتساءل هل بيروت جميلة في حد ذاتها..? كانت الحركة والحوار والزحام وضوضاء التجارة تخفي هذه الملاحظة وتحول بيروت من مدينة إلى مفهوم ومعنى ومصطلح ودلالة, كانت تطبع الكتب وتوزع الصحف, وتعقد الندوات والمؤتمرات لتعالج قضايا العالم ولا تنتبه إلى ذاتها, كانت مشغولة بمد لسان السخرية لما حولها من رمل وقمع. كانت »ورشة« حرية.
وكانت جدرانها تحمل موسوعة العالم الحديث, وكانت مصنع ملصقات, وقد تكون هي أول مدينة في العالم طورت صناعة الملصقات إلى مستوى الجريدة اليومية, ولعل قدراتها التعبيرية المتشكلة من تنوع وموت وفوضى وحرية وغربة وهجرة وشعوب قد امتلأت وفاضت عن جميع أشكال التعبير المعروفة فوجدت في الملصق ما يستوعب فائض التعبير عن اليومي, حتى أصبح الملصق لفظة دارجة في القصائد والقصص ليشير إلى خصوصية وجوه على الجدران, شهداء طازجون خارجون للتو من الحياة ومن المطبعة.. موت يعيد إنتاج موته. شهيد يزيح وجه شهيد آخر عن الحائط ويجلس مكانه إلى أن يزيحه شهيد جديد أو مطر, وشعارات تمحو شعارات.. تتبدل وترتب أولويات الحماسة والواجبات الأممية اليومية.
كل ما كان يحدث في العالم يراه درويش يحدث عندنا انعكاساً تارة ونموذجاً تارة. وقد يتشاجر مثقفان في مقهى باريسي فينقلب شجارهما الكلامي إلى اشتباك مسلح هنا.. لأن على بيروت كما يقول أن تتضامن أو تتزامن مع كل جديد ومع كل قديم يتجدد, ومع كل حركة جديدة ونظرية جديدة, سينما ثورات سريعة الدوران, فيديو للتطبيق المباشر القائد الجديد أو النجم الجديد, في أي مجال مرشح ليكون قائدها أو نجمها تطفح جدرانها بالصور والكلمات ويلهث المارة وراء وعي يتبدل.
لذا فإن أعمار النجوم بنظر محمود درويش والقادة قصيرة, لا لأن الجمهور عندنا سريع الضجر, فالجمهور ليس هنا, بل لأن السباق يجري على النمط الأميركي, ولو كانت أهدافه معادية لأميركا, فهنا مندوبون دائمون لأي وعي جديد ولأية نغمة جديدة, ولأية طفرة جديدة, من الولاعة المتدلية من صدر فتاة الجينز دليلاً على الإفراط في اليسارية إلى حجاب يغطي الوجه واليدين دليلاً على الأصالة, إلى تلقف كل إشارة تضع كارل ماركس في فهرست الاستشراق دليلاً على هبوب ريح الشرق.. إنها محطة تحويل كونية لكل خروج عن السياق, وتعميمه إلى برنامج عمل لشعب مشغول بتأمين خبزه ومائه, وبدفن قتلاه.
الشاعر كان يمشي في شارع لا يمشي فيه أحد, يتذكر أنه مشى من قبل في شارع لم يمش فيه أحد. ويتذكر أن أحداً لم يكن معه يمشي إلى البحر, في سفن نوح الحديثة. في أزرق يسفر عن أبيض لانهائي.. ولا يسفر عن ساحل إلى أين..? إلى أين يأخذنا البحر في البحر? يقول: هنا لم أمت, لم أمت بعد, سأنام.. ما النوم? ما هذا الموت السحري المفروش بأسماء العنب? جسد ثقيل كالرصاص يرميه النوم في سحابة من قطن جسد يتشرب النوم كما يتشرب النبات المهجور رائحة الندى, شاعر يدخل في النوم رويداً رويداً على وقع أصوات بعيدة أصوات قادمة من ماضٍ مبعثر على تجعد السرير والأيام يقرع باب النوم من عضلات ترتخي وتتوتر. يفتح له ذراعه, يأذن له بالدخول, يدخل يشكره يمدحه يحمده النوم يناديه وهو ينادي النوم... النوم بنظره سواد يتفكك تدريجاً إلى رمادي وأبيض... النوم أبيض, انفصال وأبيض... استقلال وأبيض.. ناعم وقوي وأبيض, النوم صحوة التعب وأنينه الأخير, للنوم أرض بيضاء وسماء بيضاء وبحر أبيض وعضلات قوية.. عضلات من زهر الياسمين.. النوم سيد.. أمير.. ملك.. ملاك.. سلطان.. وإله.. استسلم إليه الشاعر كما يستسلم العاشق لمدائح المرأة الأولى, النوم جواد أبيض يطير على سحاب أبيض, النوم سلام, النوم منام يخرج من منام محمود درويش في "ذاكرة للنسيان"
عودة إلى سنوات الجمر والرماد, سنوات الشظايا ليوميات سربت في خرم العمر, لكنها في الذاكرة ما زالت تشرئب لأن الأمس, يشبه اليوم والصواريخ والطائرات والقنابل والقذائف وأخواتها, ما زالت في ظهرانينا, تجوب أجسادنا وتترك بصماتها نيراناً وشظايا ودماء..

:D

ooopss 04/05/2008 00:46


أوراق الزيتون


دار العودة بيروت
1964


من الديوان :قصيدة / بطاقة هوية /
سجِّل!
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ!
سجل!
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟!!
إذن!
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!

:D


ooopss 04/05/2008 01:46


أحبك أو لا أحبك


دار العودة – بيروت 1972
كورنيش المزرعة – بناية ريفييرا سنتر
تلفون 318165 – 815335

ص.ب. 146284

الطبعة الثامنة 1993

قصائد الديوان:

مزامير، عائد إلى يافا، عازف الجيتار المتجول، تقاسيم على الماء،
قتلوك في الوادي، مرة أخرى، أغنية إلى الريح الشمالية، أغنيات حب إلى إفريقيا، المدينة المحتلة،
عابر سبيل، خطوات في الليل، سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا

من قصيدة
مزامير :
"أيتها البلاد القاسية كالنعاس
قولي مرة واحدة
انتهى حبنا
لكي أصبح قادرا على الموت... والرحيل:cry:
أني أحسد الرياح التي تنعطف فجأة
على رماد آبائي
اني أحسد الافكار المختبئة في ذاكرة الشهداء
وأحسد سماءك المختفية في عيون الأطفال
ولكنني لا أحسد نفسي
تنتشرين على جسمي كالاعصار
وتنتشرين في جسمي كالشهوة
وتحتلين ذاكرتي كالغزاة
وتحتلين دماغي كالضوء
موتي لأرثيك..
أو تزوجيني لأعرف الخيانة
مرة واحدة... "
:D

ooopss 04/05/2008 02:17

في حضرة الغياب


منشورات رياض الريس2006

يقدّم درويش نفسه كمدمن غياب، يفكّك الذكرى إلى لحظاتها الأولية، ويصفّي الحسرة حتى آخرها، في عودة أوليسية إلى ماض ما ينفك يولد في الحاضر:
«ولد الماضي فجأةً كالفطر. صار لك ماض تراه بعيداً».
ليست النظرة إلى الوراء هنا تمريناً في الحنين أو امتهاناً لنوستالجيا لا براء منها، بل هي محاولة للتطهر من إثم التناقض، والتخلّص من ازدواجية الاسم والمسمّى:
«بمذبحة أو اثنتين انتقل اسم البلاد، بلادنا، إلى اسمٍ آخر ليس غريباً أن يرى درويش هذا الماضي البعيد فردوساً مفقوداً، تارةً، وجحيماً مستمراً، تارة أخرى. غير أن الحاضر، في كل الأحوال، ليس سوى هاوية، والدخول إليه غوصٌ مستمر في المجهول، وهذا ما يدفع الشاعر للسؤال والبحث عن معنى الهوية، في ضوء ولادة الماضي في الحاضر: «من بؤس الحاضر الجائع إلى تعريف الهوية... ولد الماضي». في النص، الذي يعتمد تقنيات السرد الروائي، ثمة استحضار متعمد لتفاصيل كثيرة عن تلك السنين الأولى التي شكلت وعي الشاعر، وبلورت مخيلته عن العالم من حوله. وفي هذا كله ينقل درويش محنة الوجود بين نقيضين، إحداهما يشدّه إلى الوراء، ويمثل ماضياً مسروقاً، وآخر يسحبه إلى المجهول، يتلخّص بأسطورة العيش في حاضر مزيف، لا واقعي. أما الغد فيظل منطقة رمادية، يصعب تلمس معالمها. كان الماضي واقعاً ملموساً، فأضحى الآن وهماً مزمناً في الحاضر. كانت البلاد حقيقةً، ماثلة للعيان، فأضحت الآن كذبةً. وفي محاولة الاقتراب من مفهوم الهوية الملتبس، يلج درويش دائرة التوتر القائمة بين الداخل والخارج، هو المنقسم، كما يقول، «إلى داخل يخرج وإلى خارج يدخل»،
متأملاً بالمنفى كهوية بديلة، وناظراً للانزياح التاريخي بعين تراجيدية، هو العابر في كلام عابر، الماكث أبداً على الحافة، متأملاً ازدواجية الحضور والغياب:
«عابراً، عابراً بين اختلاط الهنا بالهناك هنا يلعب الشرط التاريخي دوراً محورياً في قلب الأدوار، وخلط المصائر، وجعل الهوية إشكالية قائمة بحد ذاتها، بسبب ما تتعرض له من محو مستمرّ:
«بساعة نحسٍ واحدة دخل التاريخُ كلص جسور من باب وخرج الحاضر من شباك.»
والنص من أوله إلى آخره قائم على هذه الخلخلة التي أحدثها انزياح الاسم عن المسمى، وعلى القرصنة التاريخية التي تعرّض لها حاضر فلسطين في الماضي. من هنا جمالية التساؤل عن معنى الهوية، والنكوص إلى التكثيف الشعري والفلسفي في تسليط الضوء على جدلية الحضور والغياب التي يشيعها أصلاً بيت مالك بن الريب في الاستهلال الذي يفتتح النصّ: «يقولون لا تبعد وهم يدفنونني/ وأين مكان البعد إلا مكانياً؟». هنا يعي الشاعر، الراثي والمرثي، أن المكوث في الحاضر نأيٌ، بل هو شكل من أشكال الموت أيضاً. والحاضر، بالنسبة لدرويش «الطارئ، اللاجئ،» قبرٌ يمتد بين مكانين. ثمة تلك المفارقة التي توسّع الهوة بين ما كان وما هو كائن، وفي الازدواجية التي تعاني منها الأنا، وعدم قدرتها على الانتماء حتى إلى «اللامكان»:
«وإن قلتَ مجازاً إنكَ من لا مكان قيل لك: لا مكان للامكان هناك.»
وعبر الحبكة المقترحة للنص يشعر القارئ بأن ثمة دائماً ما يهدّد الشاعر بالانزلاق الوشيك إلى الغياب، أو الموت، في كل لحظة، كأنما في استرجاع مستمر أو تمثل سيكولوجي لمفارقة ابن الريب، عبر هيمنة هاجس الموت أو الانتحار على ذهن المتكلم، منذ هروب الطفل درويش مع عائلته إلى لبنان، برفقة «سمسار حنين»، هرباً من ظلام المحتل. كأن الموت يكمن في كل مكان، والاستمرار في الحياة لم يكن سوى صدفة، لم تطلها الرغبة بالانتحار:
«وعشتَ لأنّ ضوء القمر اخترق الماء وأضاء صخوراً مدببة أقنعتكَ بأن الموت سيكون مؤلماً لو قفزتَ من تلك الصخرة إلى البحر».
سوف يلاحق هذا الهاجس درويش في محطات مفصلية كثيرة في حياته، منذ فراره مع والده، هرباً من «الضبع» الذي يحرس الحدود، إلى لحظة دخــــوله السجن، إلى الإقامة المــــوقتة في المطارات الكثيرة، والتنقل الأزلي بين العواصم «كبريد جوي»، وهذا كله يجعل الارتحال في المكان، وعن المكان، موضوعة مركزية في النص:
«عشتُ في كل مكان كمسافر في قاعة انتظار».
وينتمي هذا النص إلى ما يمكن تسميته سردية الاعتراف ، وهو نمط من الكتابة الغنائية السردية، التي تتعامل مع حقائق شخصية، وحالات ذهنية ووجدانية تعصف بالشاعر. ويلجأ المتكلم إلى وصف فوضى نفسية ذاتية، يعكسها وضع العالم، ليصبح الشخصي كونياً، والخاص عاماً. يستخدم درويش تقنية المونولوج الداخلي لمتمثل في حوار الذات مع الذات، متجاوزاً القناع المسرحي، وتقنية استحضار مستمع متخيل، بديلاً من الأنا. هذا يجعل النص أقرب إلى هذيان تيار الوعي حيث يتحول العالم الداخلي للشخصية مسرحاً تجرى فوقه الأحداث:
«وأهذي وأعرف أنني أهذي، ففي الهذيان وعي المريض برؤياه».
ثمة اقتراب، كما أشرنا، إلى المرثية الذاتية، لأن درويش يتحدث عن جدلية البعد والقرب، الحياة والموت، من منظور شخصي تقريباً، مستجوباً حيرته، ومواجهاً قلقه، ومتأملاً في تلك المعضلة التي تجعل الركون إلى معنى ناجز للهوية مستحيلاً. ربما أراد درويش أن يتكلم بلسان الضحية، ويروي سيرة الصامتين الذين حُرموا من سرد قصتهم، هارباً من التدوين ذاته، ومن أسطورة المحتل الذي يلعب دور القدر الروائي الذي رسم له مصيره: «كأنني شخص هارب من إحدى الروايات المعروضة في كشك الصحف، هارب من المؤلف والقارئ والبائع»
. لكل كلمة هنا دلالة، بل ثمة حقل ألغام دلالي يمتد أمام القارئ، ليجعل جدلية الغياب والحضور في عنوان النص دراما ذاتية تعصف بالمتكلم الباحث عن رواية أخرى. في هذا النص، المفتوح على تقنيات أدبية متنوعة، يقترب النثر من الشعر اقتراباً عضوياً، كما ألمحنا، بل إن المسافة بينهما تكاد تختفي، لأن الصورة الشعرية التي تميز أسلوب درويش حاضرة بقوة في نثره، ونراه يمارس شغفه بالمجاز من خلال تجريب شـــــعري فائق في مستوى تشكيل الاستعارة، واستيفاء عناصرها البلاغية، كأن يقول: «فقد حلك الضباب على طاولتك الدائخة من فرط ما كدّست عليها من أدوات التأويل». أو كما في قوله «لو هطل المطر علينا في هذا الليل لذاب الظلام ورأينا خطانا والطريق». كما أنه يستحضر لمسته السينمائية أو التشكيلية في الوصف، راسماً مشهد الأفق في قرية فلسطينية نائية، لكي يدلل رمزياً على عبثية المكان المنسحب، الذي يتعرض هو الآخر لخلخلة جذرية:
«بيوتٌ لو نظرت إليها من تحت كرم الزيتون لرأيت لوحة عشوائية رسمها فنانٌ أعمى على عجل، صخرة على صخرة، ونسي أن يرشّ عليها شيئاً من نعمة اللون، فقد كان خائفاً من أن يرى، فجأة، ما صنعت يداه». تظل هذه اللوحة السريالية لبيوت مقذوفة في العراء الأعمى عـــــالقة في المخيلة ونحــــن نغادر نص درويش، مستحضرين مكان البعد في بيت مالك بن الريب، الذي يرثي غيابه في حضوره، تماماً كما هو حال درويــــش في نصه، الذي يجعل الارتحال أو الانزياح ثيــــمة مركزية في ســــرده:
«عشت عصي القلب، قصي الالتــــفاتات إلى ما يوجعُ، ويجعل الوجعَ جهة، وإلى ما يرجع من صدى أجراس تضع المكانَ على أهبة الســــفر». ولكي لا يظل الكائن دائماً على أهبة السفر، يدوّن درويــــش صدى تلك اللحظات، منوهاً بعلاقته الوجدانية بالمكان البعيد، النائي، المنسحب، مستنداً إلى وجع الشاعر، وحنينه إلى مكان لا يرتحل، لا يــــسافر، ولا يسقطُ البتة في الغياب.

مقتطفات من الكتاب :
\\وأنت، تقريباً أنت\\

لا سجين ولا طليق. فالسجن كثافة. ما من أحد قضى ليلة فيه إلا وأمضى الليل كله في تدليك عضلات الحرية المتشنجة، من فرط السهر على الأرصفة، حافية وعارية وجائعة. وها أنت ذا تحتضنها من كل ناحية، حراً متحرراً من عبء البرهان. ما أصغرها وما أبسطها وما أسرعها في الاستجابة الى نشاط السراب. وهي فيك وفي متناول يدك التي تدق بها جدران الزنزانة: في اقتباسك امثولة الطير، وفي هطول المطر، وفي هبوب الرياح، وفي ضحكة الضوء على حجر منسي، وفي كبرياء شحاذ يوبخ مانحيه إذا بخلوا، وفي حوار غير متكافئ مع سجانك حين تقول له:
أنت، لا أنا، هو الخاسر، فمن يحيا على حرمان غيره من الضوء يغرق نفسه في عتمة ظله. ولن تتحرر إلا إذا بالغت حريتي في الكرم، كأن تعلمك السلام وترشدك الى بيتك. أنت الخائف، لا أنا، مما تفعله الزنزانة بي، يا حارس نومي وحلمي وهذياناتي الملغومة بالإشارات. لي الرؤيا ولك البرج وسلسلة المفاتيح الثقيلة والبندقية المصوبة الى شبح. لي النعاس حريري الطبع والملمس، ولك السهر علي لئلا يسحب النعاس سلاحك من يدك قبل أن يرتد اليك طرفك.
الحلم مهنتي، ومهنتك استراق السمع، سدى، الى حديث غير ودي بيني وبين حريتي":fthink:

:D

ooopss 04/05/2008 02:52

إهداء ل butterfly"ميمو"
 
أثر الفراشة


دار رياض الريس للنشر
2008
يُثير كتاب «أثر الفراشة» عدداً من الالتباسات لدى القارئ. لعل درويش نفسه حاول تجنّب التعددية التي تحكم نصوص الكتاب، فوضعها في خانة «اليوميات». لكنّ وسم النصوص بهذه الصفة لا يجعلها تنضوي، كلها، تحت هذه اللافتة. ثمة نصوص كثيرة في الكتاب تتجاوز فكرة اليوميات. بل إن معظمها يفتقد المعنى الدارج لليوميات والذي يتمثل في تدوين الوقائع أو المشاهدات العادية اليومية.
السبب في كل هذا أن محمود درويش لا ينسى أنه شاعر. وإذا نسي هو أو شرد عن كونه شاعراً، فإن لغته، أو بالأحرى معجمه اللغوي ونبرته التي ربّى قصيدته عليها طويلاً، تتكفل بإعادته إلى الحقل الذي يتقن حرثه. الشاعر الذي في داخل درويش يطل برأسه حتى لو كتب نثراً عادياً. الشاعر موجود وإن توارى خلف تسميات أو أجناس أدبية أخرى.
الكتاب، بهذا المعنى، ليس يوميات بالمعنى الحرفي والتقني للكلمة. الطريقة التي ينظر بها الشاعر إلى العالم تتدخل في صوغ كل ما يُستدرج إلى النصوص وشعرنته. لنقل إن ما نقرأه هو استراحة الشاعر من الانكباب المضني على الشعر. النصوص فسحة لكي يتنفس الشعر خارج المتطلبات الصارمة للإيقاع. إنها فرصة كي يستريح الشاعر من مطاردة الصور والاستعارات. لكن هل يمنع هذا تسرّب الشعر أو ما يشبهه إلى جملة درويش حتى وهي مشغولة بغير الشعر. الجواب هو لا بالطبع. فالشاعر لن يقوى على إدارة ظهره للغة التي اعتاد الكتابة بها.
إذا سلّم القارئ بهذه البداهة، فسيكون سهلاً عليه أن يجد تصنيفاً خاصاً بـ«يوميات» محمود درويش. حينها لا يمكن أن يتفهّم فقط وجود شعر متوارٍ أو مدفون تحت سطح العبارات، بل وجود شعر حقيقي بعضه مكتوب بأبيات فراهيدية. لكن لماذا يضع درويش هذه القصائد هنا ولا ينشرها ضمن دواوينه؟ الجواب المرجح هو أن هذه القصائد أقل من الطموح الدرويشي الراهن، خاصة بعد المنعطفات والتطورات التي شهدها شعره في الفترة الأخيرة. الواقع أن بعض هذه القصائد لا يقل عن الشعر الذي نقرأه في دواوين درويش، لكن القارئ المتأني والمتمعن في شعرية درويش يلاحظ أن ثمة شيئاً يعصى على التحديد في هذه القصائد ولكنه كاف ليستبعدها الشاعر عن دواوينه.
تفسح اليوميات مجالاً للتأمل في الموت والحياة ومشاغل العيش العادية. وتفسح للقارئ، في الوقت نفسه، مجالاً كي يعرف جانباً آخر من الشاعر الذي يسبقه شعره وتسبقه فلسطين إلى الجمهور. الشاعر الذي شكا من ربط شعره بالقضية لا يتوقف عن ذلك حتى في يومياته. ها هو يرفع شكواه موزونة هذه المرة: «يغتالني النقاد أحياناً/ يريدون القصيدة ذاتها/ والاستعارة ذاتها / فإذا مشيتُ على طريق جانبيٍّ شارداً/ قالوا: لقد خان الطريق / وإن عثرتُ على بلاغة عشبةٍ/ قالوا: تخلّى عن عناد السنديان/ وإن رأيتُ الورد أصفر في الربيع/ تساءلوا: أين الدم الوطني في أوراقه/ .... / يغتالني النقاد أحياناً/ وأنجو من قراءتهم/ وأشكرهم على سوء التفاهم/ ثم أبحث عن قصيدتي الجديدة».
اليوميات، إذا استعرنا تعبير درويش في الاقتباس السابق، ما هي إلا طريق جانبي يقود في النهاية إلى الشعر.
بقلم/حسين بن حمزة


مقتطفات من الكتاب

ليتني حجر
"لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ

فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي

ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ

لا شيء يحدث لي!

ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني"



"أَثر الفراشة

أَثر الفراشة لا يُرَى

أَثر الفراشة لا يزولُ

هو جاذبيّةُ غامضٍ

يستدرج المعنى، ويرحلُ

حين يتَّضحُ السبيلُ

هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ

أشواقٌ إلى أَعلى

وإشراقٌ جميلُ

هو شامَةٌ في الضوء تومئ

حين يرشدنا الى الكلماتِ

باطننا الدليلُ

هو مثل أُغنية تحاولُ

أن تقول، وتكتفي

بالاقتباس من الظلالِ

ولا تقولُ…"


البيتُ قتيلاً

بدقيقة واحدة، تنتهي حياةُ بيتٍ كاملة. البيتُ قتيلاً هو أيضاً قَتْلٌ جماعيّ حتى لو خلا من سُكَّانه.
مقبرة جماعية للموادّ الأولية الـمُعَدَّةِ لبناء مبنى للمعنى، أو قصيدةٍ غير ذات شأن في زمن الحرب.
البيت قتيلاً هو بَتْرُ الأشياء عن علاقاتها وعن أسماء المشاعر. وحاجةُ التراجيديا إلى تصويب البلاغة نحو التَّبَصُّر في حياة الشيء. في كل شيء كائنٌ يتوجَّع… ذكرى أَصابع وذكرى رائحة وذكرى صورة. والبيوت تُقْتَل ُكما يُقْتَلُ سكانها. وتُقْتَلُ ذاكرةُالأشياء:
الحجر والخشب والزجاج والحديد والإسمنتُ تتناثر أشلاء كالكائنات. والقطن والحرير والكتّان والدفاتر والكتب تتمزّق كالكلمات التي لم يتسَنَّ لأصحابها أن يقولوها. وتتكسَّرالصحون والملاعق والألعاب والأسطوانات والحنفيّات والأنابيب ومقابض الأبواب والثلَّاجة والغسَّالة والمزهريات ومرطبانات الزيتون والمخللات والمعلبات كما انكسر أصحابها. ويُسحق الأبْيَضَان الملح والسُّكَّر، والبهارات وعلب الكبريت وأقراص الدواء وحبوب منع الحمل والعقاقير الـمُنَشطة وجدائل الثوم والبصل والبندورة والبامية الـمُجَفَّفة والأرُزُّ والعدس، كما يحدث لأصحابها. وتتمزَّق عقود الإيجار ووثيقة الزواج وشهادة الميلاد وفاتورة الماء والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والرسائل الغرامية، كما تتمزّق قلوب أَصحابها.

وتتطاير الصُّوَر وفُرَشُ الأسنان وأمشاط الشَّعْر وأدوات الزينة والأحذية والثياب الداخلية والشراشف والمناشف كأسرار عائلية تُنْشَرُ على الملأ والخراب. كل هذه الأشياء ذاكرةُ الناس التي أُفْرِغَتْ من الأشياء، وذاكرة الأشياء التي أُفْرِغَتْ من الناس… تنتهي بدقيقة واحدة.

أشياؤنا تموت مثلنا. لكنها لاتُدْفَنْ معنا!:cry:



:D

ليندا 04/05/2008 02:58

عظيــــم ooopss
:D

ooopss 04/05/2008 03:24

يوميات الحزن العادي




رياض الريس لنشر
2007

االديوان يضم:

القمر لم يسقط في البئر
الوطن بين الذاكرة والحقبه
يوميات الحزن العادي
من يقتل خمسين عربيا يخسر قرشا
الفرح...عندما يخون!
تقاسيم على سورة القدس
صمت من أجل غزة
ذاهب الى العالم غريبٌ عن العالم
ذاهب الى الجمله العربية في الخامس عشر من أيار



مقتطفات من الكتاب :
الفرح... عندما يخون !
"وماذا قالوا لك في المرة الأخيرة؟

خياليون...خياليون أيها العرب.

ولو أعطوك كل شيء,فماذا انت فاعل,هل ترضى؟هل تكف عن البحث عن نقطة انفجار؟وهل تأمن الفرح؟إن من سلبك كل شيء لن يعطيك أي شيء,ولو اعطاك أهانك.

"كن عاقلا واذهب الى الطين"هكذا قلت لنفسك,ولم ترد على سؤالي :
لو أعطوك كل شيء فهل تأمن الفرح؟
وتلتفت الى أيامك وتصنف أجمل الشعارات التي حملتها وسرت بها الى السجون:

تصريح سفر..
حرية تعبير..
مساواة..

وفجأة تضحك,تضحكك المساواة,وأنت تناضل لكي لا تأتمن الفرح.

.ولقد علمتك الأيام أن تحذر الفرح,لأن خيانته قاسية,فمن أين يأتيك فجأة؟:cry:

يوميات الحزن العادي
"من أين أخي؟
*من غزة.
_ماذا فعلت؟
*ألقيت قنبله على سيارة الغزاة,فانفجرت بي.

*ألقوا علي القبض,واتهموني بالإنتحار.
_اعترفت طبعاً؟
*ليس تماماً,قلت لهم إن محاولة الانتحار لم تنجح,ولذلك حرروني من الرحمة وحكموا علي بالسجن المؤبد.

_ولكنك كنت تنوي القتل لا الإنتحار؟
*يبدوا أنك لا تعرف غزة,فالمسافة هناك شيء وهمي

_لا أفهمك جيداً.
*يبدوا أنك لا تعرف غزة,فمن أين أخي؟
_من حيفا.
*ماذا فعلت؟
ألقيت قصيده على سيارة الغزاة,فانفجرت بهم.

*ألقوا علي القبض واتهموني بالقتل الجماعي.
_اعترفت طبعا؟
*ليس تماما,قلت لهم بأن محاولة القتل نجحت,ولذلك أعطوني الرحمة فاستجابوا الى طلبي,وحكموا علي بالسجن لمدة شهرين.
_لا أفهمك جيداً.
*يبدوا أنك لا تعرف حيفا,فالمسافة هناك شيء وهمي.

جاء الحارس..وضعه في زنزانه وأطلق سراحي!


:D




ooopss 04/05/2008 03:26

حيرة العائد

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


دار الريس للنشر 2007

يقدم محمود درويش نفسه في كتابه '' حيرة العائد'' أنه شاعر يعمل بقليل من العشب اليابس والملح والغيوم.. وهذا حسب قوله يكفي للقلب وللإبداع وحتى للمزاح مع العدم.
جمهور عربي كبير يهتم بكتب محمود درويش الذي قال عنه نقاد عالميون بأنه '' قضية في قضية'' ففي كتابه الذي هو عبارة عن شهادات وكلمات في مناسبات مختلفة، يلاحظ أن الموت الذي تحوّل إلى هاجس سيزيفي لدى الشاعر منذ تلك الجراحة الهائلة في القلب، يحتل حيزاً واسعاً من الكلمات.

والتالي قراءة في الكتاب:
''غائباً آتي إلى غائب، فلا أدري إن كنت هناك أم هنا، ولا أدري هل جسدي هو كلامي أم كلامي هو جسدي، ولكنني في الحالين غائب
لا صورة للمعنى بلا مبنى، ولا أرض للقصيدة غير تلك الطعنة التي تحفرها السماء بقرن غزال، على حافة الأرض.
هل دخلت من هناك؟ أم خرجت إلى ما أنت فيه، بحثاً عن أمثالي العائدين في عربات المهاجرين إلى صورتهم، وهي تكبر وحدها، في الليالي القديمة، دون أن تنتبه إلى تدخل الشبح أو الشاعر''.
مَن كان يرثي ''محمود درويش'' ''زميله'' في الشعر أو في التيه (ولو داخل الخط الأخضر) ''توفيق زياد'' أم ''محمود درويش''. حين يتماهى رجلان على حافة الحيرة التي غالباً ما تكون حافة الموت، حتى وإن كان ''لوي أراغون'' قد قال إن الحياة مثل القصيدة تبدأ، وتنتهي، بالحيرة!
الشاعر هو الذي اختار صورته على الغلاف. لسوف تقولون: ''هل من الضروري، إذاً، أن نفتح الكتاب، لقد قرأنا في وجهه كل شيء''. كل شيء؟ أجل، وأكثر...
الكتاب الذي يجمع شهادات وكلمات في مناسبات تختزل تحوّلات القلب، الوحيد الذي بقي في مكانه. كل شيء تغيّر. الحيرة تأشيرة دخول إلى أين؟
قمر بدوي
مجلة إد الفرنسية كرّست عدداً بعنوان: ''فلسطين.. رحلة في قلب شعب''. كتب ''محمود درويش'' في العدد عن تجربته منذ أن كان في السادسة: ''... ولكن ابن السادسة لم يكن في حاجة إلى من يؤرخ له، ليعرف طريق المصائر الغامضة التي يفتحها هذا الليل الواسع الممتد من قرية على إحدى تلال الجليل، إلى شمال يضيئه قمر بدوي معلق فوق الجبال. كان شعب بأسره يقتلع من خبزه الساخن، ومن حاضره الطازج ليزجّ به في ماض قادم. هناك... في جنوب لبنان، نصبت خيام سريعة العطب لنا. ومنذ الآن، ستتغيّر أسماؤنا، منذ الآن سنصير شيئاً واحداً، بلا فروق، منذ الآن سندمغ بختم جمركي واحد: لاجئون''.
مشهد البداية يختزل كل المشاهد الأخرى. هل كانت للحيرة نكهة أخرى؟ الأمل بأن يكون ثمّة أمل: ''لم أعرف كلمة ''المنفى''، إلا عندما ازدادت مفرداتي. كانت كلمة ''العودة'' هي خبزنا اللغوي الجاف. العودة إلى المكان، العودة إلى الزمان، العودة من المؤقت إلى الدائم، العودة من الحاضر إلى الماضي والغد معاً، العودة من الشاذ إلى الطبيعي، العودة من علب الصفيح إلى بيت من حجر. وهكذا صارت فلسطين هي عكس ما عداها، وصارت هي الفردوس المفقود إلى حين...''.
القلب والموت
بعد جراحة معقدة، وصاعقة، في القلب. هل أصبح الشاعر نصفه لـ''محمود درويش'' ونصفه لفلسطين؟ هنا قلب. لا شيء آخر، ويستحق أن يكون حزيناً، ووجلاً، عندما يكون الرحيل هو النهر أو عندما يكون النهر هو الرحيل. هذه هي الأوديسة الفلسطينية. يكتب أحد النقاد في مجلة ''لير'' الفرنسية: ''ترى، هل تحوّل محمود درويش إلى هوميروس؟''. هذا لأن التراجيديا أخذت كل مداها الميتولوجي. المسافة بين اللاوعي والقلب. ذاك الذي صنعه هوميروس. يصنعه أيضاً ''محمود درويش''. لا داعي للعينين أمام هذه الأوديسة أو تلك. بسريالية مثيرة قال ''أندريه بروتون'' ذات يوم: ''عينان تصلحان لقدمين فقط''.
هل يشعر محمود درويش أن الموت يطارده، يطارده هو، ولو بالأزهار الجريحة، مع كل أولئك الذين غابوا: ''ياسر عرفات''، ''فدوى طوقان''، ''أميل حبيبي''، ''محمد الماغوط''، ''ممدوح عدوان''، ''سمير قصير''، ''إسماعيل شموط''، ''توفيق زياد''، حتى إنه يتكلم عن ذكرى ''بدر شاكر السيّاب''.
يكتب درويش لممدوح عدوان: دلتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل
"وزارة الثقافة "
:D

ooopss 04/05/2008 03:33

:D
اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ليندا (مشاركة 984573)
عظيــــم ooopss


:D

شكرا كتير كتير عالمتابعة
:D

ارسلان 04/05/2008 04:08

ooopss
بعمق درويش وفلسفته أشكرك


ooopss 04/05/2008 04:19

لاتعتذر عما فعلت



دار الريس 2003

القصائد :
في شهوة الايقاع
يختارني الايقاع الايقاع
لي حكمة المحكوم بالاعدام
سيجيء يوم آخر
وأنا وان كنت الأخير
في بيت أمي
لاتعتذر عما فعلت
في مثل هذا اليوم
انزل هنا والآن
ان عدت وحدك
لم اعتذر للبئر
لا راية في الريح
لبلادنا
سقط الحصان عن القصيدة
ولنا بلاد
لا شيء الا الضوء
نزف الحبيب شقائق نعمان
هذا هو النسيان

وقصائد كثيرة أخرى...


مقتطفات من الكتاب .

"بلادنا في ليلها الدموي
جـوهـرة تشـع على البعيد على البعيد
تضيء خارجها
وأما نحن، داخلها
فنزداد اختناقاً"
:cry:


"صاحت فجأة جندية:
هو أنت ثانية؟ ألم أقتلك؟
قلت: قتلتني...

نسيت، مثلك، أن أموت"

:D

ooopss 04/05/2008 04:29

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ارسلان (مشاركة 984610)
ooopss
بعمق درويش وفلسفته أشكرك

شكرا الك عالمتابعة:D

ooopss 04/05/2008 06:49

سرير الغريبة


دار الريس
2000
طبعة ثانية


للمكان حضوره في قصائد الديوان الدرويشي اذ المنفي وسرير الغريبة في كل بلاد الله مقاهٍ, وميادين، وساحات,, وهجرات ابدية - غالباً- ما تورث بشاعر كدرويش قليل من اليقين بالعودة الى احضان أم,, ومساحة بيت دكته معاول هدم التاريخ,, اذ في المكان يسكن التاريخ,, وعلى ضفافه ينمو صفصاف الزمان مخلفاً لغة الحاضر للوراء,, تماماً مثلما يحاصر الوجد (الغريبة) في اولى قصائد الديوان شاهرة في ذات الوقت سيف عنوانها
(كان ينقصنا حاضر) (ص11)
لتؤكد ان الزمان لم يعد يعبأ بحاضر ولم تعد النهايات محملة بوهج الدهشة من رحيل الروح الى فناء ذاتها:
(نحن هنا طيبون, شمالية
ريُحنا، والاغاني جنوبية,.
هل انا انتِ اخرى
وانت انا آخر؟)

ومن عبق الاشارة المشرقية الموغلة في عتقها وغموضها يؤكد الشاعر محمود درويش

وعبر ديوانه (سرير الغريبة) ان الشعر العربي لغز يستعصي على الحلول,, بل هو مجد يسكن الوجدان حتى تعجز عن رؤيته او ملاقاته,, ليظل وطن الشعر بعيداً كغيمة في شاهق هذا الافق المترامي تلك التي تعبر دون ان تخلف على ارض الغريبة قطرة ماء واحدة,.
(ليس لي ما اقول عن الارض فيك
سوى ما يقول الغريب:
سماويَّةٌ,.
ربما يخطئُ الغرباء بلفظ حروف
آرامية,, بدائية وجدوها على
ضفة النهر
,,) (الديوان ص51)
يفتتن الشاعر محمود درويش في كل مقومات الغربة,,, فهناك من يحمل هموم الغربة غير الإنسان,, فطيور السلام غريبة,, وعصافير الفجر تصحو على دوي طلقة غادرة تنفيهم الى البعيد,, والمناخات والفصول جميعها تعيش الغربة ان اضحى الزمن على خط العداء الازلي,, لتمضي قصائد هذا الديوان منذ ايمائه الاول مصدر قلق عارم يسجل رحلة الغربة لكل كائن,, حتى الارض في المنفى تصبح واجمة لفرط ما عبرت خلجات الغرباء من فوقها,.
يظل المنفى ما ظل الشعر,, ويبقى الحزن ما بقيت اسرار محمود درويش في تلقين عذابه دروس المنافئ تلك التي فعلها فأحيانا نجد ان رجلاً بلا امرأة هو سيد الغرباء,, ليظل ما يتوامض هناك

في قصيدة (من انا، دون منفى؟)
هو الرجل الشرقي المعذب لفرط أحزانه وحبه، ويتمثل في صنع فكرة جليلة تتلخص في فهم ادق للغربة ان الحنين هو اقسى عندما يكون الغائب ارضا اصبحت مع الوقت أماً للغرباء جميعاً.
ويستحضر الشاعر حكمة القول ليصف لنا هول عنائه الذي لا يكف عن الترحال في اعماق قلبه المجهد من سهر البحر,, والبكاء على فقد خيل الوطن المعد لدخول المدينة التي تتزين فتياتها لاستقبال يوم من ايام مجد الوعد الذي سيطل مع اول خيط للضياء,, ذاك الذي ستشفي من فوق قمم الجبال الشاهقة البعيدة,, تلك التي تلوذ بها الحكايات، والقصص الموغلة في غموضها عن حقب ذلك الماضي الذي تعجز قصيدة عن ذكر تفاصيله,.
وتبرز هنا قصيدة (أغنية الزفاف)

مسجلة وجل الشاعر الذي يحي سماء الغربة من اعلى جبل يعانق الريح,, وتوشّي الغيوم هامته بغلالات البياض,, ولا يعود من هذه التحايا سوى صدى التحية لامرأة يانعة تهيئ ذاتها بالأفراح والوعود
(هل هناك حزن اشد التباساً
على النفس من فرح البنت في
عرسها,,؟
,,,,,,,.
إني نسيت الصدى في الصدى
) :?(الديوان ص65),
وتظل صورة الحياة قاتمة في شعر محمود درويش,, حتى يصل الشؤم مداه,, لينتزع من الحب عالمه، ومن الطير برأته وأفقه ومن الربيع صوت حنين اشجاره,, كل شيء يتلاشى في قصائد (درويش) عدا وجه (الغربة) الذي يحسنه ببديع اللحن ليخلق من رماد ذاكرته جمراً لحياة هؤلاء الذين يفترشون الممرات حالمين بنهاية الفصل الممل من غربتهم,, فلم يبق سوى ريش حمام، وحنين الى قضمة حنطة ضرورية للبقاء,, بل إن طائر الشاعر اضحى في مأزق الحبائل الغادرة تلك التي تلون الافق ببياض غامض:
(زرقت مع الخبز حبك
ولا شأن لي بمصيري
ما دام قربك
,,):sosweet:

(الديوان ص90)
لا يستثني الشاعر محمود درويش من حياة الغربة هنا اياً كان,, ولا يخطط لخروجهم من هذا العذاب,, بل هو الذي يشن حرباً ضارية على كل ما هو قادم للتصالح، والتفاهم، والمذكرات والمخططات، والتعهدات,, والمصالح المشترك منها والفردي لتبقى الغربة فضاء تسبح به الكائنات دون هدى ودون قرار يهز الوجدان ويحقق معادلة البقاء فمن الغربة تنطلق احزاننا واليها تعود ارواحنا محملة بضجيج البحث عن عالمها وأفقها الذي ترامت به مقولات الغرباء على نحو ما اجتمع (الشاعر) و(جميل بثينة) في زمانين مختلفين لكن الغربة أم معمرة,, وشاعر ومعشوقته هرما فيما ظل شاعر الغربة (درويش) يهذي اقوالاً تبين حليب الرواة، وخبز المؤرخين,.
لا فصل هنا فالتاريخ سياق تام,, تاريخ شعر يؤرخ الغربة,, ويمنح الغرباء، والشعراء فرصة العيش في اي زمان او مكان,, لكن البادي في امر شاعرينا انهما يتبادلان مقولات قافية الوجد والحب على اي شاكلة سيكون موتهما المنتقى,, فلا بداية لتاريخ حب,, ولا نهاية له على الاطلاق.
(هل تشرح الحب لي يا جميل
لأحفظه فكرةً فكرةً؟)

(الديوان 117)
ديوان درويش يغرق في نهر الوصف,, ويسرد بجلاء المشهد ثقافة رجل كبير تدمي قلبه لواعج الغربة ويقبل على الغرباء اقباله على ابناء ابية,, ليمتن للحياة التي انجبته في زمن يلهو الماء عن عطش الراحلين,, فيما تفيض سحب الخيبة بما فيه لتعمر القفر حشائش الوعد التي لا تجد سوى خيول السراب لتغازل افواهها بدغدغة عطرة تخلفها ازاهير (سومارية) واخرى (بابلية),, بل هناك (مشرقية ومغربية) جميعها اشارات لان ترعى الخيول ما طاب لها من عشبة الفيافي الغامضة ليبقى (حصان الشاعر وحيداً) يسائل الأمكنة فطرية الاشياء."


"يستخدم درويش في ديوانه كلمة "سرير "في معاني مختلفة وعديدة:
وفي هذا الإطار تأتي الكلمة في قصيدة (سنة أخرى فقط) وهي قصيدة يرثي درويش فيها أصدقاءه الشهداء على نحو يغاير شروط الرثاء التقليدية، فالشاعر مفتون بالحياة، حريص عليها، وهؤلاء الشهداء، عشاق الحياة والمدافعون عنها، يفسدون بموتهم المتكرر متعة الحياة ! لهذا يحرص درويش على أن يصور بطولتهم ضمن رؤية مغايرة، وهي بطولة مرتبطة بالضعف الإنساني
أصدقائي، شهدائي الواقفين
فوق تختي....
اذهبوا عني قليلا
فلنا حق بأن نحتسي القهوة بالسكر لا بالدم


وقد يكون السرير تجسيدا للقاء عابر، ليفقد السرير ثانية خصوصيته، ولكنه يجسد لحظة من لحظات الالتفات الى الجسد، بعيدا عن هوية الجسد، لأن هذا الالتفات تجسيد للتمسك بالحياة، ونفي للحظة المرض:
(ولسنا سوى رقمين ينامان فوق السرير المشاع، المشاع يقولان ما قاله عابران عن الحب قبل قليل، ويأتي الوداع سريعا، سريعا

إذا كان درويش قد كرر عبارة (وطني حقيبة) في قصيدة (مديح الظل العالي) عدة مرات قاصدا بذلك نفي العبارة الشعرية القديمة ذائعة الميت (وطني ليس حقيبة) وهي تقابل عبارة: وطني ليس جدار، فإن بروز السرير في تلك اللحظة، يؤشر على رغبة الخطاب الشعري الدرويشي في تدمير مرجعياته واثبات قدرته على التحول من دلاله الى أخرى. ولا شك أن تحول الحقيبة الى صرير ذي قدرات سحرية متعددة، يؤشر على نوعية اغتراب أخر صار يعيشه درويش في سياق نوع أخر من المواجهة بين الذات والأخر.

"وطني حقيبة
في الليل أفرشها سريرا
وأنام فيها
أخدع الفتيات فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا
وأموت فيها."


وكذلك يطول الامر في تحليل الديوان من جوانب أخرى..


مقتطفات من الديوان:

"سماء منخفضة


هنالك حبّ فقيرٌ، يطيل

التأمّل في العابرين، ويختار

أصغرهم قمرًا: أنت في حاجةٍ

لسماءٍ أقلّ ارتفاعًا،

فكن صاحبي تتّسع

لأنانيّة اثنين لا يعرفان

لمن يهديان زهورهما...

ربّما كان يقصدني، ربّما

كان يقصدنا دون أن ننتبه

هنالك حبّ :hart:... :oops:"


:D


فيرينيا 04/05/2008 14:49

very good ooopss
really you are free girl:D

ooopss 05/05/2008 21:39






- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



عدد الاجزاء: 1، سنة النشر: 1999، الطبعة رقم: 2، الناشر: دار الجديد،



من قصائد الديوان
خطبة الهندي الاحمر
أحد عشر كوكبا
من أنا بعد ليل الغريبة
شتاء ريتا
وقصائد أخرى...

شتاء ريتا

"وأين النهر ، قالت ...

قلت فيك وفيّ نهرٌ واحد

وأنا أسيل دماً وذاكرةً أسيل

لم يترك الحراس لي باباً لأدخل فاتكأت على الأفق

ونظرت تحت

نظرت فوق

نظرت حول

فلم أجد

أفقاً لأنظر ، لم أجد في الضوء إلا نظرتي

ترتد نحوي . قلت عودي مرةً أخرى إلي ، فقد أرى

أحداً يحاول أن يرى أفقاً يرممه رسول

برسالة من لفظتين صغيرتين : أنا ، وأنت

فرحٌ صغيرٌ في سريرٍ ضيقٍ ... فرحٌ ضئيل

لم يقتلونا بعد ، يا ريتا ، ويا ريتا .. ثقيل

هذا الشتاء وبارد "


"من أنا بعد ليل الغريبة

"كنت أمشي الى الذات في الآخرين ،وها انذا
أخسر الذات والآخرين 0 حصاني على ساحل الأطلسي أختفى
وحصاني على ساحل المتوسط يغمد رمح الصليبي في
من أنا000 بعد ليل الغريبة ؟ لا أستطيع الرجوع الى
- اخوتي قرب نخلة بيتي القديم ، ولا أستطيع النزول الى
قاع هاويتي0 أيها الغيب ! لا قلب للحب 000 لا
قلب للحب اسكنه بعد ليل الغريبة 0:cry:00 "
:D


ooopss 05/05/2008 22:17

عابرون في كلام عابر




دار العودة-1994
طبعة ثانية

عابرون في كلام عابر
قصيدة أثارت الكثير من الجدل في الكنيست الاسرائيلي
وهذه مقتطفات منها

"أيها المارون بين الكلمات العابره،
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في ارضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا... والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا.. من بحرنا
من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا
من ذكريات الذاكره
أيها المارون بين الكلمات العابره
:D

ooopss 05/05/2008 23:44

مديح الظل العالي


الطبعة الرابعة


دار العودة -1993



"مقتطفات من القصيدة
قد اخسر الدنيا.. نعم
قد أخسر الكلمات والذكرى
لكني أقول الآن: لا
هي آخر الطلقات: لا
هي ما تبقى من هؤلاء الارض: لا
هي ما تبقى من نشيج الروح: لا
سقط القناع عن القناع عن القناع
سقط القناع
لا إخوة لك يا أخي
لا اصدقاء يا صديقي
لا قلاع
لا الماء عندك
لا الدواء، ولا السماء، ولا الدماء
ولا الشراء، ولا الأمام، ولا الوراء
حاصر حصارك.. لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك.. لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن حر
قتلاك او جرحاك فيك ذخيرة:cry:
فاضرب عدوك.. لا مفر
:D

ooopss 06/05/2008 01:26

تلك صورتها وهذا انتحار العاشق



دارالعودة1993
الطبعة السادسة
مقتطفات من القصيدة
التي تعبر عن آلام العاشق الشاعر الفلسطيني بالمنفى
وعن حبيبته فلسطين

"تلك صورتها
وهذا العاشق
وأريدّ أن أتقمص الأشجار:
قد كذب المساء عليه. أشهد أنني غطيته بالصمت
قرب البحر
أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار.
وأريد أن أتقمص الأسوار:
قد كذب النخيل عليه. أشهد أنه وجد الرصاصة.
أنه أخفى الرصاصة.
أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.
وأريد أن أتقمص الحرّاس:
قد كذب الزمان عليه. أشهد أنه ضدّ البداية
أنه ضدّ النهاية
كانت الزنزانة الأولى صباحا
كانت الزنزانة الأخرى مساء
كان بينهما نهار
وكأنه انتحر ......"
:D


ooopss 06/05/2008 03:25


الكتابة على ضوء البندقية


دار العودة
1967
مقتطفات
"صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين
عندما عانقها، في المرة الأولى، بكت
من لذة الحب.. و من جيرانها
كل قومياتنا قشرة موز،
فكرت يوما على ساعده،
و أتى سيمون يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها.
كان محمود سجينا يومها
كانت" الرملة" فردوسا له.. كانت جحيم..
كانت الرقصة تغريها بأن تهلك في الإيقاع.
أن تنعس فيما بعد في صدر رحيم
سكر الإيقاع. كانت وحدها في البار
لا يعرفها إلا الندم .
و أتى سيمون يدعوها إلى الرقص
فلّبت
كان جنديا وسيم
كان يحميها من الوحدة في البار،
و يحميها من الحب القديم
و من الكفر بقوميتها..
شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار القديم
شولميت انكسرت في ساعة الحائط ساعات..
و ضاعت في شريط الأزمنة
شولميت انتظرت سيمون_ لا بأس إذن
فليأت محمود.. أنا أنتظر الليلة عشرين سنة
كل أزهارك كانت دعوة للانتظار
ويداك الآن تلتفان حولي
مثل نهرين من الحنطة و الشوك.
و عيناك حصار
و أنا أمتد من مدخل هذا البار
حتى علم الدولة، حقلا من شفاه دموية
أين سيمون و محمود؟
من الناحية الأخرى
زهور حجريّة.
و يمر الحارس الليلي .
و الإسفلت ليل آخر
يشرب أضواء المصابيح،
و لا تلمع إلا بندقيّة..
:D

ooopss 06/05/2008 04:46

ديوان
عاشق من فلسطين


1966




مختارات :
من الديوان :
عاشق من فلسطين
صوت وسوط
قصائد عن حب قديم
الى أمي
تحد
وقصائد أخرى

عاشق من فلسطين

"عيونك شوكةٌ في القلب

توجعني... وأعبدها

وأحميها من الريح

وأغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها

فيشعل جرحها ضوء المصابيح

ويجعل حاضري غدها

أعزّ عليّ من روحي

وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعين

بأنّا مرة كنّا، وراء الباب، إثنين! "



"أنا زين الشباب، وفارس الفرسان

أنا. ومحطّم الأوثان.

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

وباسمك، صحت بالأعداء:

كلي لحمي إذا نمت ياديدان :cry:

فبيض النمل لا يلد النسور

وبيضة الأفعى...

يخبىء قشرها ثعبان!

خيول الروم... أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زين الشباب، وفارس الفرسان! "



إلى أمي

أحنّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي..

وتكبر فيّ الطفولة

يومًا على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي! ":fthink:


تحد

"شدّوا وثاقي

وامنعوا عني الدفاتر

والسجائر

وضعوا التراب على فمي

فالشعر دمّ القلب...

ملح الخبز...

ماء العين

يكتب بالأظافر

والمحاجر

والخناجر

سأقولها

في غرفة التوقيف...

في الحمام...

في الإسطبل...

تحت السوط...

تحت القيد...

في عنف السلاسل:

مليون عصفور

على أغصان قلبي

يخلق اللحن المقاتل":fthink:
:D

ooopss 06/05/2008 04:50

العصافير تموت في الجليل


دار الآداب
1969

من الديوان:
ريتا أحبيني
سقوط القمر
عصافير الجليل
غريب في مدينة بعيدة
وقصائد أخرى


عصافير الجليل


نلتقي بعد قليل
بعد عام
بعد عامين
وجيلْ...


ورَمَتْ في آلة التصوير
عشرين حديقةْ
وعصافيرَ الجليل.


ومضتْ تبحث، خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقة.


- وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقةْ


وتمددتُ على الشاطئ
رملاً... ونخيلْ.

هِيَ لا تعرف-
يا ريتا! وهبناكِ أنا والموتُ
سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ
وتجدَّدنا، أنا والموت،
في جبهتك الأولى
وفي شبّاك دارك.

وأنا والموت وجهان-
لماذا تهربين الآنَّ من وجهي
لماذا تهربين؟


ولماذا تهربين الآن ممّا
يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا
يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟...
ولماذا تهربينْ ؟...



كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها
حين يمتدُّ أمام الباب
كالشارع... كالحيِّ القديمْ


ليكن ما شئت - يا ريتا –
يكون الصمتُ فأساً
أو براويز نجوم
أو مناخاً لمخاض الشجرةْ.
إنني أرتشف القُبلَة
من حدِّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرةْ !...

سقطت كالوَرَق الزائد
أسرابُ العصافير
بآبار الزمنْ...
وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء


يا ريتا،
أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ
يا ريتا،
أنا مَنْ تحفر الأغلالُ
في جلديَ
شكلاً للوطنْ...
:D

ooopss 06/05/2008 05:38

ورد أقل




دار العودة-طبعة 6
1993

من الديوان:
انا يوسف يا أبي
تصبحون على وطن
سلام عليك
مطار أثينا
يحبوني ميتا
وقصائد أخرى..

مقتطفات




يحبونني ميتا

يحبّونني ميّتًا

ليقولوا: لقد كان منّا، وكان لنا.

سمعت الخطى ذاتها.

منذ عشرين عامًا تدقّ على حائط اللّيل.

تأتي ولا تفتح الباب. لكنّها تدخل الآن.

يخرج منها الثّلاثة: شاعرٌ، قاتلٌ، قارئٌ.

ألا تشربون نبيذًا?

سألت. سنشرب.

قالوا. متى تطلقون الرّصاص عليّ?

سألت. أجابوا: تمهّل!

وصفّوا الكؤوس وراحوا يغنّون للشّعب،

قلت: متى تبدأون اغتيالي?

فقالوا: ابتدأنا... لماذا بعثت إلى الرّوح أحذيةً!

كي تسير على الأرض.

قلت. فقالوا: لماذا كتبت القصيدة بيضاء

والأرض سوداء جدًّا.

أجبت: لأنّ ثلاثين بحرًا تصبّ بقلبي.

فقالوا: لماذا تحبّ النّبيذ الفرنسيّ?

قلت: لأنّي جديرٌ بأجمل امرأةٍ.

كيف تطلب موتك?

أزرق مثل نجومٍ تسيل من السّقف

- هل تطلبون المزيد من الخمر?

قالوا: سنشرب.

قلت: سأسألكم أن تكونوا بطيئين،

أن تقتلوني رويدًا رويدًا لأكتب شعرًا أخيرًا لزوجة قلبي. :cry:

ولكنّهم يضحكون ولا يسرقون من البيت

غير الكلام الذي سأقول لزوجة قلبي..
:D

ooopss 06/05/2008 05:39

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : فيرينيا (مشاركة 984796)
very good ooopss
really you are free girl:D

شكرا كتير عالمتابعة:D

ooopss 07/05/2008 05:02

بقية أعمال محمود درويش
 

آخر الليل نهار




يوميات جرح فلسطيني




جندي يحلم بالزنابق البيضاء




عصافير بلا أجنحة
1960



شيء عن الوطن




أرى ما أريد
1990



-وأعمال أخرى:
- ديوان " آخر الليل " (1967
)
- ديوان " حبيبتي تنهض من نومها " (1970)

- ديوان " أعراس " (1977
)
- صباح الخير يا ماجد - لجنة تخليد الشهيد القائد ماجد أبو شرار (1981
)
- ديوان " حصار لمدائح البحر " (1984
)
- ديوان " هي أغنية، هي أغنية " (1986)

- ديوان " مأساة النرجس، ملهاة الفضة " (1989

وداعاً أيتها الحرب، وداعاً أيها السلام
- في وصف حالتنا : مقالات مختارة ، 1975 _ 1985 (1987
)
الرسائل ( بالاشتراك مع سميح القاسم ) (1990
)
- المختلف الحقيقي (1990
)


:D


ooopss 07/05/2008 05:03

هلأ يمكن ما حكيت عن مقتطفات من كل الأعمال
بس لأن ما بلحق باسبوع ولسا في كتير اشيا بدي احكي عنها
وبلكي منحط بموضوع اشعار درويش هالمقتطفات
وبنتابع بكرا:D

ooopss 08/05/2008 01:56

الجوائز التي حصل عليها محمود درويش
 
حصل محمود درويش على عدة جوائز منها ::fglasses:

جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة أوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الإتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الإتحاد السوفييتي عام 1983.

ارسلان 08/05/2008 03:39

رائــع :D

ooopss 08/05/2008 05:48

حوار محمود درويش مع جريدة الحياة

عبدو وازن \ الحياة\ 14-12-2005

المرأة والمرأة – الأرض
> «سرير الغريبة» هو من كتب الحب الجميلة جداً وأعتقد انه استطاع ان يضع حداً لمقولة المرأة – الأرض أو الحبيبة – الوطن التي طالما تكلم عنها النقد إزاء شِعرك. كيف ترى الى هذه المقولة وهل من علاقة لها بـ «سرير الغريبة»؟ هل سئمت هذه المقولة؟

- لا لم أسأمها، ولكن هناك خطر من استمرار التمسك بالترمز.
المرأة كائن بشري وليست وسيلة للتعبير عن أشياء أخرى.
الوردة كائن جمالي من دون أن يرمز الى جرح أو دم.
هذه محاولة لتطبيع علاقتي مع اللغة أو الكلمات والأشياء، ولتطبيع علاقتي أيضاً بالنظر الى الفلسطيني ككائن بشري أولاً، قبل أن يكون قضية. فالهوية الانسانية للفلسطيني سابقة للهوية الوطنية. صحيح اننا في صراع طويل يستلزم أن يقوم الشاعر خلاله بدور في بلورة الهوية الثقافية وفي حماية الروح من الانكسار، ولكن يجب ألا يلغي هذا الأمر حقنا الانساني في التأمل في طبيعتنا البشرية. فالفلسطيني إنسان يحب ويكره ويتمتع بمنظر الربيع ويتزوج... إذاً المرأة تحمل معاني أخرى غير الأرض. جميل أن تكون المرأة وعاء للوجود كله. ولكن يجب أن تكون لها شخصيتها كامرأة. عندما تعرضت في ديواني «سرير الغريبة» للنقد واتهمت بالتخلي عن ارتباطي بالقضية، قلت ان هذا تعميق للتجربة. ثم ان شعر الحب يمثل البعد الذاتي من أبعاد المقاومة الثقافية، فأن نكون قادرين على الكتابة عن الحب والوجود والموت والماوراء، فهذا يعمق من قيمتنا الوطنية وهويتنا. نحن لسنا خطاباً، نحن لسنا بياناً. وكما قلت أكثر من مرة
وأكرر: الفلسطيني ليس مهنة بل كائن بشري يناضل ويدافع عن أرضه وحقه.

> هل يضيرك أن تُسمى مثلاً شاعر حب وليس شاعر غزل طبعاً؟
- أتمنى أن أكون شاعر حب أو أتمنى أن تسمح لي ظروفي التاريخية في أن أكون شاعر حب، لأن شعر الحب هو أجمل ما يمكن أن يكتب من شعر. والحب لا ينتهي. شعر النضال ابن مرحلة ما وهو ضروري، ولكنه لا يقدر على الاستمرار. الصراع عملية مستمرة، الصراع في معناه الايجابي، وهو يأخذ أشكالاً متعددة، منها صراع الانسان مع قلبه، الصراع بين العقل والقلب، نداء الغريزة، حق الرغبة في التعبير عن نفسها.

> هل عشت قصص حب وخيبات حقيقية؟ وهل كتبت انطلاقاً من تجارب عشق حية؟
- كل ما أكتبه في الحب أم في سواه، ناجم عن تجارب حية.

> هل هناك امرأة معينة كتبت عنها أو لها؟
- ربما. ولكن ليس كما يعبر عنها شعري. لماذا؟ لأنك إذا بدأت في كتابة قصيدة حب لا يمكنك ان تكتب عن المطلق في الحب، أنت تكتب عن امرأة معينة. لكن الكتابة تأخذ مجرى يخرج من سياق حادثة الحب. حينذاك تختلط ملامح المرأة التي تكتب عنها بملامح امرأة أخرى أو نسوة أخريات، وكذلك، بملامح الشجر والماء والتراب. النص يبدأ دائماً من المحدد ثم ينتقل الى الكلي. أما أن يكون لدي امرأة مثل «إلسا» حبيبة الشاعر أراغون فهذا صعب. ليس لدي «إلسا». هذا مع اعتقادي بأن «إلسا» كانت ذريعة للشاعر أراغون.

> سأنتقل الى الكلام عن «نوبل». ففي كل سنة يتجدد الكلام عربياً عن «نوبل» وتطرح دائماً أسماء عربية، وكان اسمك بارزاً هذه السنة من خلال الاحصاء الذي قامت به صحيفة «النهار» البيروتية وقد احتللت فيه المرتبة الأولى بحسب ترشيح بعض المثقفين العرب اسمك للجائزة! كيف ترى الى هذه القضية الاشكالية؟ هل فكرت بالجائزة يوماً؟**((حيث اتهم درويش بسعيه للجائزة عبر تغيير مسار شعره))
- لم أفكر بجائزة نوبل ولم أحلم بها وأشعر في داخلي بأن على الانسان أن يحلم بما هو ممكن وألا يتحول هذا الموضوع الى «وسواس». القضية غير شخصية وأشكر المثقفين الذين اختاروني للجائزة. ولكن كنت أتمنى ألا يكون اسمي مطروحاً بين الأسماء، لأنني لا أحب دخول هذه «البورصة». كل سنة ترتفع أسهم وتسقط أخرى. وعموماً هناك مشكلة في نظرة العرب الى صورتهم. الأدب العربي لا يحتل مكانته في العالم كما يظن الأدباء العرب. وجائزة نوبل ليست جائزة للأدب العربي. العرب فازوا بها بعد 87 سنة من تأسيسها وحازها نجيب محفوظ باستحقاق عالٍ. ومكانة العرب الأدبية ترتبط أيضاً بمكانتهم العالمية والسياسية وبحضورهم في العالم. ولا يمكن أن يستبعد هذا الشرط. يقيم العرب كل سنة زفة مما جعل القضية هذه محرجة حقاً. ومن حسن حظ العرب ان اعضاء اللجنة السويدية لا يقرأون العربية ولا يضحكون من إصرار العرب على انتزاع الجائزة. وإن فاز بها أي عربي فستكون الفرحة عربية. ولكن علينا أن نتصرف بلياقة أفضل وألا نصاب بمرض أو بهوس اسمه «نوبل». والمشكلة أن بعض الكتاب العرب إذا ترجم لهم كتاب يضعون نفسهم رأساً في قائمة المرشحين للجائزة هذه. وأنا أعتقد ان المرشحين لهذه الجائزة هم بالآلاف. وأي كاتب يمكن أن يُرشحّ الى هذه الجائزة. لكن هذا لا يعني شيئاً. فلماذا يقف العرب كل سنة في «طابور» الانتظار؟ إذا جاءت تكون جاءت وإذا لا فلا.. وعلى الذين يفكرون فيها يجب أن ينسوها، لعلها تتذكرهم.

> ماذا يعني أن يقول شاعر في حجمك ومرتبتك: «أنا لست لي أنا لست لي...»؟ هل هي الغربة التي يحياها الشاعر الذي فيك؟
- في آخر الأمر لا يبقى من الشاعر إلا بعض شعره، إذا كان استحق أن يصمد في غربال الزمن. أما هو فليس لنفسه، إنه منذور للغة ولتقديم مسوّغ وجوده على هذه الأرض. انه، في ختام الأمر زائل واللغة هي الباقية. «أنا لست لي» على المستوى الشخصي، ولكن ربما «أكون لي» على المستوى الشعري، وإذا كانت لي قيمة ما، فهي لن تكون لي، بل للغة وللآخرين.

> هل تخاف الموت؟
- لم أعد أخشاه كما كنت من قبل. لكنني أخشى موت قدرتي على الكتابة وعلى تذوّق الحياة. لكنني لن أخفيك أن الطريقة التي مات فيها الشاعر معين بسيسو في الفندق، وكانت غرفته مغلقة وعلى الباب إشارة «الرجاء عدم الازعاج»:cry: جعلتني أخشى هذه الاشارة أو اللافتة. فجثته اكتشفت بعد يومين. الآن كلما نزلت في فندق لا أضع هذه الاشارة على الباب. ولا أخفيك أيضاً انني لا أضع مفتاح باب البيت في القفل عندما أنام.:cry:

> أليست الفنون قادرة على هزم الموت كما قلت في قصيدتك «جدارية»؟
- هذا وهم نختلقه كي نبرر وجودنا على الأرض، لكنه وهم جميل


يتبـــــــــــع

ooopss 08/05/2008 06:35

حياة خاصة

> قلت لي انك لم تخرج من البيت منذ ثلاثة أيام!

وأحياناً أبقى أكثر.

> ماذا يعني لك البيت؟ ألا تشعر أحياناً بسأم ما، بوحدة ما...؟
- البيت يعني لي الجلوس مع النفس ومع الكتب ومع الموسيقى ومع الورق الأبيض.
البيت هو أشبه بغرفة إصغاء الى الداخل ومحاولة لتوظيف الوقت في شكل أفضل. ففي الستين يشعر المرء بأنه لم يبق لديه وقت طويل. وشخصياً اعترف بأنني أهدرت وقتاً طويلاً في ما لا يجدي:?، في السفر، في العلاقات وغير ذلك.
انني حريص الآن على ان أوظف وقتي لمصلحة ما اعتقد بأنه افضل وهو الكتابة والقراءة. يشكو كثير من الناس من العزلة، أما أنا فإنني أدمنت العزلة، ربيتها وعقدت صداقة حميمة معها. العزلة هي أحد الاختبارات الكبرى لقدرة المرء على التماسك. وطرد الضجر هو أيضاً قوة روحية عالية جداً. وأشعر بأنني إذا فقدت العزلة فقدت نفسي. أنا حريص على البقاء في هذه العزلة، وهذا لا يعني انه انقطاع عن الحياة والواقع والناس... انني انظم وقتي في شكل لا يسمح لي بأن انغمر في علاقات اجتماعية قد لا تكون كلها مفيدة.
> لم تعد حياتك صاخبة سياسياً مثلما كانت من قبل؟
- الصخب لا أستطيع ان أتحرر منه. مصيرنا الوطني والإنساني يعذب النفس ويعذب الفكر. ونحن الآن في لحظة تاريخية يسود فيها، لا أريد ان أقول، قانون الغاب، ولكن استبداد كوني لا يصيبنا وحدنا، لكننا نشعر به اكثر من سوانا، لأننا نحن الأضعف الآن في العالم. ولدينا أزمة حضور وأزمة علاقة بتاريخنا ومستقبلنا. والأخطر هو أزمة العلاقة بالمستقبل. من هنا، فهذا الصخب قوي جداً ولكن يجب ألا نرد عليه بصخب كتابي. فأنت لا تستطيع ان تصارع الصخب بصخب لغوي، فالصخب المادي أقوى من الصوت الذاتي. عليك ان تقاوم هذا الصخب بنقيضه، بل بلغة أهدأ وبالتأمل وبارتباط أعلى بالحياة، وبتمجيد جماليات الحياة وبالبحث عن الطاقة الكامنة في النفس البشرية... هكذا تستطيع ان تسمع صوتك. فالصخب الخارجي العالي يستطيع ان يبتلع صوتك. انني أقاوم الصخب بالسكينة
> قلت مرة ان «البيت اجمل من الطريق الى البيت»؟ هل يذكرك هذا القول بكلام الشاعر الألماني هولدرلن عن «العودة الى البيت»؟
- كثيرون من الشعراء منذ هوميروس كتبوا عن ثنائية الطريق والبيت. كنت دائماً أميل الى تمجيد الطريق، والطريق بؤرة أساسية في الرؤيا الشعرية والصوفية. هذه الثنائية تتناوبها أوليات مختلفة. عندما كنت خارج الوطن، كنت اعتقد ان الطريق سيؤدي الى البيت وان البيت اجمل من الطريق الى البيت. ولكن عندما عدت الى ما يُسمى البيت وهو ليس بيتاً حقيقياً غيّرت هذا القول وقلت: ما زال الطريق الى البيت اجمل من البيت لأن الحلم ما زال
الطريق الى البيت اجمل من البيت لأن الحلم ما زال اكثر جمالاً وصفاء من الواقع الذي أسفر عنه هذا الحلم. الحلم يتيم الآن. لقد عدت الى القول بأولية الطريق على البيت.:fthink:
> إنها حالة عوليس إذاً؟
- أجل، حالة عوليس الذي لم يجد نفسه ولا ما كان يتوقع، ولم يجد كذلك بينيلوب. وبحسب الحالة الراهنة عدت شعرياً الى التأمل أكثر في الدرب والسبب بسيط لأنني لم أجد البيت.
> متى توطدت علاقتك القوية بالبيت؟ في أي مرحلة من حياتك؟
- علاقتي القوية بالبيت نمت في المنفى أو في الشتات. عندما تكون في بيتك لا تمجد البيت ولا تشعر بأهميته وحميميته، ولكن عندما تحرم من البيت يتحوّل الى صبابة والى مشتهى، وكأنه هو الغاية القصوى من الرحلة كلها. المنفى هو الذي عمّق مفهوم البيت والوطن، كون المنفى نقيضاً لهما. أما الآن فلا أستطيع أن أعرّف المنفى بنقيضه ولا الوطن بنقيضه، الآن اختلف الأمر وأصبح الوطن والمنفى أمرين ملتبسين:cry:.
> أي بيت أحببت خلال منفاك؟ وهل من علاقة بين البيت والمدينة التي تكون فيها؟
- لا شك في هذه العلاقة. فالبيت لا ينفصل عن محيطه. بيت في حيفا يختلف عن بيت في باريس أو القاهرة أو بيروت. نوافذ البيت مفتوحة على أصوات الخارج. أما البيت المجازي الذي يخلقه الشاعر لنفسه فإنما هو بيت داخلي يخترعه الشاعر نفسه. إنه عبارة عن بيت شعري. هكذا يتحول البيت الى بيت شعر وبيت الشعر يصبح مسكناً أو مأوى. لذلك أحب كثيراً عثور العرب على كلمة واحدة ذات معنيين البيت أي المنزل والبيت الشعري، وهذا تطابق جميل.
> أول بيت سكنته بعد خروجك من فلسطين أين كان؟
- أول رحلة لي خارج فلسطين كانت الى موسكو. وكنت طالباً في معهد العلوم الاجتماعية، ولكن لم يكن لي هناك بيت في المعنى الحقيقي. كان غرفة في مبنى جامعي.
> كم أقمت في موسكو؟
- وكانت موسكو أول لقاء لي بالعالم الخارجي. حاولت السفر قبلاً الى باريس لكن السلطات الفرنسية رفضت دخولي الى أرضها. كان هذا في العام 1968. كان لدي وثيقة اسرائيلية لكنّ الجنسية غير محددة فيها. الأمن الفرنسي لم يكن مطلوباً منه أن يفهم تعقيدات القضية الفلسطينية. كيف أحمل وثيقة اسرائيلية وجنسيتي غير محددة فيها وأقول له بإصرار انني فلسطيني. أبقوني ساعات في المطار ثم سفّروني الى الوطن المحتل.
>هل أحببت موسكو؟
-كانت أول مدينة أوروبية وأول مدينة كبيرة أعيش فيها. طبعاً اكتشفت معالمها الضخمة ونهرها ومتاحفها ومسارحها... تصور ما يكون رد فعل طالب فتيّ ينتقل من إقامة محاصرة الى عاصمة ضخمة! تعلمت الروسية قليلاً لأتدبر أمور الشخصية. لكن اصطدامي بمشكلات الروس يومياً جعل فكرة «فردوس» الفقراء التي هي موسكو، تتبخر من ذهني وتتضاءل. لم أجدها أبداً جنة الفقراء، كما كانوا يعلّموننا.
>هل فقدت فكرتك المثالية عن الشيوعية في تلك اللحظة؟
- فقدت الفكرة المثالية لكنني لم أفقد ثقتي بالماركسية أو بالشيوعية. كان هناك تناقض كبير بين تصوّرنا أو ما يقوله الإعلام السوفياتي عن موسكو والواقع الذي يعيشه الناس، وهو مملوء بالحرمان والفقر والخوف. وأكثر ما هزّني لدى الناس هو الخوف. عندما كنت أتكلم معهم أشعر بأنهم يتكلمون بسرية تامة. وإضافة الى هذا الخوف كنت أشعر بأن الدولة موجودة في كل مكان بكثافة. وهذا ما حوّل مدينة موسكو من مثال الى مدينة عادية.
> الى أين سافرت بعد موسكو؟

- الى القاهرة.
> كم بقيت في القاهرة؟
- سنتين هما 1971 و1972.
> كيف كانت حياتك في القاهرة؟
- الدخول الى القاهرة كان من أهم الأحداث في حياتي الشخصية. في القاهرة ترسخ قرار خروجي من فلسطين وعدم عودتي اليها. ولم يكن هذا القرار سهلاً. كنت أصحو من النوم وكأنني غير متأكد من مكان وجودي. افتح الشباك وعندما أرى النيل أتأكد من أنني في القاهرة. خامرتني هواجس ووساوس كثيرة، لكنني فتنت بكوني في مدينة عربية، اسماء شوارعها عربية والناس فيها يتكلمون بالعربية. وأكثر من ذلك،وجدت نفسي أسكن النصوص الأدبية التي كنت أقرأها وأعجب بها. فأنا أحد أبناء الثقافة المصرية تقريباً والأدب المصري. التقيت بهؤلاء الكتّاب الذين كنت من قرائهم وكنت أعدّهم من آبائي الروحيين.






> هل التقيت طه حسين قبيل وفاته؟
-من سوء حظي أنني لم ألتقِ طه حسين، كان في وسعي أن ألتقي به، ولم يحصل اللقاء. وكذلك أم كلثوم لم ألتقِ بها. وحسرتي الكبرى انني لم ألتقِ هذه المطربة الكبيرة. كنت أقول انني ما دمت في القاهرة فلديّ متسع من الوقت لألتقي مثل هذه الشخصيات. التقيت محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ وسواهما والتقيت كبار الكتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم.
>هل عملت في القاهرة؟
- عيّنني محمد حسنين هيكل مشكوراً في نادي كتّاب «الأهرام»، وكان مكتبي في الطابق السادس، وهناك كان مكتب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وبنت الشاطئ. وكان توفيق الحكيم في مكتب فردي ونحن البقية في مكتب واحد. وعقدت صداقة عميقة مع محفوظ وادريس، الشخصيتين المتناقضتين: محفوظ شخص دقيق في مواعيده، ومنضبط، يأتي في ساعة محددة ويذهب في ساعة محددة. وكنت عندما أسأله: هل تريد فنجان قهوة استاذ نجيب؟ كان ينظر الى ساعته قبل أن يجيب، ليعرف إن كان حان وقت القهوة أم لا. أما يوسف ادريس فكان يعيش حياة فوضوية وبوهيمية، وكان رجلاً مشرقاً. وفي القاهرة صادقت أيضاً الشعراء الذين كنت أحبهم: صلاح عبدالصبور وأحمد حجازي وأمل دنقل. كان هؤلاء من الأصدقاء القريبين جداً. وكذلك الابنودي. كل الشعراء والكتاب الذين أحببتهم توطدت علاقتي بهم. والقاهرة كانت من أهم المحطات في حياتي.
>هل كانت القاهرة منطلقك الشعري الثاني بعد انطلاقتك الاولى في الأرض المحتلة؟
- نعم. ولكنني سأروي لك هذه الوقيعة: عندما كنت في القاهرة راحت الصحافة العربية وخصوصاً بعض الصحافة اللبنانية تهاجمني. وخصّت مجلة «الحوادث» غلافها مرة لي قائلة: ليته يعود الى اسرائيل. وراحوا يؤبنونني شعرياً معلنين انني انتهيت كشاعر:frown:. قبل أن أكتب، حكموا على ما سأكتب. في القاهرة تمّت ملامح تحوّل في تجربتي الشعرية وكأن منعطفاً جديداً يبدأ.
> ولماذا قامت هذه الحملة عليك؟
-كان يُنظر إليّ عندما كنت في الأرض المحتلة كوني شاعر المقاومة. وبعد هزيمة 1967 كان العالم العربي يصفق لكل الشعر أو الأدب الذي يخرج من فلسطين، سواء كان رديئاً أم جيداً. اكتشف العرب أنّ في فلسطين المحتلة عرباً صامدين ويدافعون عن حقهم وعن هويتهم. اكتسبت إذاً النظرة الى هؤلاء طابع التقديس، وخلت من أي ذائقة أدبية عامة. هكذا أُسقطت المعايير الأدبية عن نظرة العرب الى هذه الأصوات المقاومة بالشعر والأدب في الداخل. ومن القصائد المهمة التي كتبتها في القاهرة هي قصيدة «سرحان سرحان يشرب القهوة في الكافيتاريا» ونشرت في صحيفة «الأهرام» وصدرت في كتاب «أحبك أو لا أحبك».
.
يتبع:D

ooopss 08/05/2008 22:20

تتمة
 
> هناك بعض المسؤولين يقرأون شعرك!

- مثل من؟

> شارون! وذلك الوزير الذي سبب مشكلة كبيرة انطلاقاً من قصيدتك «عابرون في كلام عابر».

- الضجة الكبرى أثارها الوزير الاسرائيلي سريد وهو من حزب «ميريتس»، عندما أدرج بعض قصائدي في المدارس. لم تكن القراءة الزامية بل اختيارية وكما ان من حق الطالب ان يطلع على الشعر البولندي والهولندي والفرنسي يحق له أن يطلع على الشعر الفلسطيني أو العربي. والأمر يتوقف على رغبة المعلم والطالب معاً. والمسألة من أولها الى آخرها لم تكن تستحق تلك الضجة، وكادت الحكومة الاسرائيلية ان تسقط والفرق كان في ثلاثة أصوات. حينذاك سألتني احدى الصحف الاسرائيلية فقلت لها: كنت أعتقد انكم دولة تحترمون أنفسكم الى حد انكم تسقطون الحكومة لأسباب داخلية سياسية ولكن ليس لأسباب شعرية، كنت أعتبر انكم أقوى من ذلك. الوزيرة الجديدة وهي من حزب «ليكود» ألغت للتو قصائدي من البرنامج. أما ما قاله شارون عن شعري فقاله بعدما خرج كلامه عن سياقه. سئل شارون في مقابلة صحافية عما يقرأ، فقال انه يقرأ رواية لكاتب اسرائيلي. فقال له الصحافي ان هذا الكاتب يساري ويكرهك، فقال له شارون: إنني أميز بين الابداع والسياسة، صحيح انني ضد أفكاره وهو ضد أفكاري، لكنني مستمتع بروايته. وأضاف: أنا أقرأ حتى محمود درويش وأنا معجب بديوان «لماذا تركت الحصان وحيداً؟» لأن هذا الاعجاب قادني الى الاعجاب بتعلق الشعب الفلسطيني بقضيته وأرضه. في هذا السياق جاء كلام شارون.
درويش متوسطاً عرفات وجورج حبش


> هل تجوز المقارنة برأيك بين الشعر الاسرائيلي الحديث والشعر الفلسطيني الحديث مثلما فعل أحد الباحثين الفلسطينيين في «الداخل»؟

- من حيث المبدأ، أكاديمياً أو ثقافياً، قد يكون من الممكن المقارنة بين شعرين مكتوبين بلغتين مختلفتين، ومن وجهتي نظر متضادتين، على أرض واحدة. وقد تغري المقارنة هنا بالدراسة. ولكن لا أعرف أي منهج يمكن أن يعتمد وأي موضوع يمكن تناوله: الصراع على الهوية، الصراع على الذاكرة...؟ يمكن اجراء مقارنة بين علاقتين مختلفتين مع الأرض. وثمة بين الشعر الفلسطيني والشعر الاسرائيلي حال من الصراع، صراع في اللغة حول من يمتلك المكان واللغة وحول مَن يسيطر على موضوع المكان أفضل من الآخر. الصراع قائم.

> عندما تقرأ شاعراً اسرائيلياً يتغنى بأرض فلسطين، ماذا يكون شعورك؟

- يأخذني شعوري الى أن الصراع بيننا ليس عسكرياً فقط واننا نحن مدفوعون الى صراع ثقافي عميق. مثلاً هناك شاعر اسرائيلي كبير أحب شعره هو يهودا عميحاي، لم يدع مكاناً في فلسطين، وهو يسميها أرض اسرائيل، إلا وكتب فيه قصائد وبعضها جميل جداً وتحرج الشاعر الفلسطيني حقاً. تحرجه في أي معنى؟ الشاعر الفلسطيني لم يشعر يوماً بأنه محتاج الى تقديم براهين على حقه بالمكان، وعلاقته بالأرض تلقائية وعفوية ولا تحتاج الى أي ايديولوجيا أو تبرير. الشاعر الاسرائيلي الذي يعرف كيف تمّ مشروعه وماذا كان قبل اسرائيل، والذي يعرف أيضاً ان هذا المكان له اسم آخر وسابق هو فلسطين، يبدو هذا الشاعر في حاجة الى شحذ كل طاقته الابداعية من أجل امتلاك المكان باللغة كجزء مكمل للمشروع الاستيطاني. وبالتالي فهذه المسألة مخيفة فعلاً: من يكتب المكان في شكل أجمل يستحق المكان أكثر من الآخر؟ قد يكون هناك شعب لا شعراء له، فهل يكون من حق الآخر ان يحتله؟ الجدارة الأدبية لا تعطي حقاً للسلاح في أن يملك شرعيته. هناك مسائل صعبة. كأن تقول ان صاحب الحق الأكبر هو صاحب التعبير الأجمل. طبعاً يحاولون في اسرائيل دائماً تجريد الشعب الفلسطيني من قدراته الابداعية لكي يقولوا انهم جاؤوا الى أرض شعبها غير متحضر وغير متمدن، وانهم يحملون رسالة تحضير وتحديث أي رسالة كولونيالية. كيف يكون ردّي على شارون مثلاً: عوض أن يحسد الفلسطينيين على العلاقة بأرضهم يستطيع أن يشفي نفسه من هذا الحسد بأن ينسحب من أرضهم. ولكن من جهة أخرى، ان الشعر الفلسطيني بحسب مقولة شارون، استطاع أن يخترق الحصار السياسي والتاريخي.

> كيف تصف نفسك الآن، كمواطن فلسطيني؟

- أنا الآن في فلسطين، مواطن فلسطيني، محاصر بكل شروط الاحتلال والحصار والعزلة التي تفرضها اسرائيل. وأدافع عن حقنا في امتلاك مستقبل أفضل على أرض أوسع، مع الاحتفاظ بحريتنا في أن نحلم بشيء يبدو مستحيلاً مثل العدل والسلام والتحرر. لا استطيع ان أتكلم عن فلسطين في هذه اللحظة إلا بكثير من الاحباط. ففلسطين تتناقص جغرافياً، مع انها لا تزال في مكانها، لكن الواقع الاسرائيلي يقضمها كل يوم، ويحيط ما يريده أن يكون لنا وطناً نهائياً، بالاسوار والجدران. فلسطين تتناقص أيضاً في مدى مشاركة العالم في الدفاع عن حقها بالضغط على دولة ينظر اليها العالم بأنها فوق القانون، ويعاملها كقيمة أخلاقية غير قابلة للمحاسبة. والعالم العربي المحيط بفلسطين يتعرّض أيضاً للمزيد من الاحتلال أي انه «يُفلسطن» في شكل أو في آخر. صورة المستقبل القريب غير مشعّة إذا نظرنا اليها من منظور الحاضر. وللأسف المستقبل القريب أكثر وضوحاً مما ينبغي، لأن معالم الحل الاسرائيلي محددة ومعروفة: ان نعيش في كانتونات تثبت ان الأبارتايد أو التمييز العنصري ينتهي في بلد ويبدأ في بلد آخر. والبعد العربي للقضية الفلسطينية معرّض أيضاً للاحتلال والتهديد. فكل ما حولنا وما فينا يشير الى الحزن والغضب معاً. والاسرائيليون يعطون للنكبة عمراً جديداً، انهم يريدون للنكبة ان تستمر وان تتناسل. وكأن حرب 1948 ما زالت، كما يقول الاسرائيليون، مستمرة. واستمرارها يعني انهم يشعرون بأنهم لم ينتصروا تماماً، أي انهم في حاجة الى انتصار جديد. لكنّ هذا لا يعني أن الفلسطينيين تخلّوا عن حقهم، بل على العكس. لكن تجربة الشعب الفلسطيني في علاقته بأرضه تعني انه شعب غير قابل للخروج من التاريخ ولا من الجغرافيا كما يحاول الاسرائيليون أن يفعلوا. ضاقت الخيارات على الشعب الفلسطيني ولم يبق أمامه سوى خيارين، إما الحياة وإما الحياة. ومن حقه ان يدافع عن نفسه وأول سلاح هو أن حافظ على ذاته وحقه وهويته، وثانياً أن يلجأ الى الوسائل التي تحفظ صورته الانسانية والوطنية ولا تمدّ المحتل بما يريد لها من تشويش واضمحلال. مقاومة الاحتلال ليست حقاً فلسطينياً فقط بل هي واجب، والمقاومة تتخذ أشكالاً متعددة منها الصمود وعدم القبول بالمقترحات الاسرائيلية التي تعني الغاء الذات الفلسطينية، والبحث عن وسائل نضالية تخدم المصلحة الوطنية العليا.

> هل من علاقة لك بالسلطة الفلسطينية؟

- رسمياً أنا لا علاقة لي بأي سلطة، ولكن على المستوى الشخصي علاقتي ممتازة مع رئيس السلطة ورئيس الحكومة ومعظم الوزراء. ومهما كان هناك من مشكلات داخلية فما يجمع الفلسطينيين الآن هو السؤال الوطني، أكثر من أي سؤال داخلي. لكن ذلك لا يعني أن نغضّ النظر عن المشكلات الداخلية. والقضية الأساسية هي كيف نحل المشكلة الوطنية وهي مشكلة الاحتلال. لا أمارس دوراً كبيراً سياسياً بل أمارس دوراً ثقافياً. وينتابني شعور بالغربة، إلا ان واجبي الوطني يناديني كي أكون هناك. وهذا أضعف الإيمان. أنا إذاً هنا وهناك وأشعر بحزن وإحباط.

> عندما تكون في رام الله هل تشعر بأنك فعلاً في وطنك فلسطين أم ان وطنك استحال بقعة ما في ذاتك وشعرك وذاكرتك؟

- شعوري خجول جداً، ولغتي خجولة. لا أشعر كثيراً بأنني في الوطن. أشعر بأنني في سجن كبير مقام على أرض الوطن وكأنني لم أتحرر من منفاي. فمن كان يحمل الوطن في المنفى ما زال يحمل المنفى في الوطن. والحدود ملتبسة جداً، بين مفهومي الوطن والمنفى. الحرية شرسة جداً وجميلة جداً ويجب أن نبقى أسرى لها. وفي هذا الأسر، أسر الحرية نستطيع ان نتحرر. المجازات كثيرة هناك والاستعارات كثيرة والحدود بين الاشياء مختلطة. لا تعرف أحياناً حدود المعنى، وأحياناً تبحث عن المعنى ولا تجده. ولكن أهم أمر هو ألا نسقط الوطن من يدنا ولا من مخيلتنا. تعرضنا كثيراً لمحاولة الوقيعة بيننا وبين هذه البلاد. فالاسرائيليون يقيمون الجدران ليس بيننا وبينهم فحسب ولكن بيننا وبين أنفسنا، بيننا وبين ذواتنا، وهم محتاجون الى إقامة أسوار أخرى بين التاريخ والخرافة، بين الاسطورة والواقع، وهذا ما لا يفعلونه. إنهم متمترسون وراء أسطورة مسلحة برؤوس نووية. لم نسمع في التاريخ عن أساطير تتسلّح بهذا السلاح الفتاك.

> كيف ترى الى العمليات الاستشهادية أو الانتحارية التي تقوم بها بعض المجموعات الفلسطينية الأصولية؟

- هذا سؤال يتأرجح بين الاحساس بالمسؤولية والبعد الاخلاقي. من حق الفلسطينيين أن يقاوموا الاحتلال بوسائل تخدم قضيتهم. ولكن يجب أن يكون الفلسطينيون حريصين على التفوّق الأخلاقي للضحية، وأن يميزوا بين صورتهم وحقهم في العدالة وصورة المحتل. تحفظي الشديد هو على العمليات التي تمسّ المدنيين مما قد يقلّص الفارق بين الصورتين، فنصبح نحن والاسرائيليين كأننا جيشان في حرب. الاستشهادي يقدم حياته. ولا نستطيع أن نحاكم استشهادياً يهاجم موقعاً عسكرياً، ولكن نستطيع أن نقول له ان مهاجمة مطعم أو دار سينما لا تخدم قضيته ولا صورته.

> كيف تستعيد صورة الرئيس ياسر عرفات بعد مضي سنة على رحيله؟

- أريد أن أرى ياسر عرفات وقد رفض الغياب. أريد أن أراه رمزاً، ونحن محتاجون الى الرموز، رمزاً لتاريخ شعب وتحولات هذا الشعب من الغياب الكامل الى لاجئين فإلى مقاتلين فإلى مؤسسي مشروع وطني ثقافي، ثم الى حضور كثيف في خريطة العالم. ياسر عرفات من الذين استطاعوا أن يعيدوا اسم فلسطين الى الوعي العالمي. قدّم كل حياته للقضية ولم يعش لنفسه أبداً. أريد أن أرى هذه الصورة باقية. نفتقد عرفات لكننا لا نريد عرفات آخر. وأنا من الذين يقولون اننا لا نحتاج الى عرفات آخر. لا نحتاج الى رمزية عالية، نحتاج الى مدراء جيدين. كان عرفات يتمتع بمزايا لا يمكن أن تُورث وأن تُورّث. ومن الصعب أن نستنسخ شخصية مثله، وهذه الشخصية أنهت دورها ولم تعد قابلة للاستعادة. لكن تاريخه هو القابل للاستعادة، وكذلك تضحياته. انه سجل مضيء في ذاكرة الفلسطينيين. لكننا لسنا في حاجة الى عرفات جديد.

> يقول إدوارد سعيد انك لعبت دوراً سياسياً في منظمة التحرير مضيفاً عبارة «على مضض». ماذا تعني لك هذه العبارة، مع انك كنت شديد القرب من عرفات، مستشاراً وعضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة؟

- «على مضض» تعني انني لم أرغب، بيني وبين نفسي، في أن أكون عضواً في القيادة الفلسطينية. كنت أفضل أن أبقى في مجالي الحيوي فلا أحتل موقعاً يتعارض مع نزعات الشاعر الخاصة. كوني عضواً في اللجنة التنفيذية تسبّب في تأويلات مبالغ فيها لما أقول أو أكتب، وكأن هناك شعراً رسمياً أو مقالات رسمية. وهذا بعيد كثيراً من طبيعتي ومن حقيقة كتابتي الشعرية. ثم انني لا أصلح للعمل الرسمي والاداري والاجتماعات الطويلة والسهر الطويل والزيارات الرسمية والسفر المضني. لقد انتخبت وأنا غائب، سمعت الخبر في الراديو وكنت في النورماندي في فرنسا فبكيت. وأول مقال كتبته حينذاك عنوانه «قبل كتابة الاستقالة». لكن خضوعي لضغوط معنوية وأخلاقية عالية جعلني امتثل لهذه العضوية لفترة محددة، نحو خمس سنوات. وأقول مازحاً ان من حسنات أوسلو انها أتاحت لي الفرصة للاستقالة من اللجنة التنفيذية.

> ماذا عنى لك خروجك من المنظمة عام 1993؟

- شعرت بسهولة التنفس مثل شخص أطلق سراحه.

> سياسياً؟

- لا شخصياً. شخصياً شعرت انني بت أستطيع أن أنصرف الى همومي الخاصة، الى حياتي، الى شعري والى عشوائيتي أو فوضاي. صحيح أن في الانسان أكثر من شخصية، وأن فيّ السياسيّ والشاعر والكاتب، لكن طبيعة التعبير عن كل شخصية تختلف. طبيعة السياسي تختلف عن طبيعة الشاعر، ثم إن لهما لغتين مختلفتين، من دون أن يعني ذلك أن الشاعر متخلٍّ عن السياسة. فالسياسة فينا والسياسة تعني في وضعنا الفلسطيني أن نكون منتمين الى قضية وطنية. لا يستطيع الشاعر أن يتخلى عن السياسة التي فيه. لكن طبيعة التعبير عن العلاقة هي التي تختلف. أما على المستوى السياسي فكنت حائراً. قرأت نص اتفاق أوسلو قبل أن يذاع وعندما علمت بأنه وقّع بالحروف الأولية قدمت استقالتي وخضعت استقالتي لتأويلات كثيرة ومجحفة وظالمة، وبعضها غير أخلاقي. وكنت من الخلقية حتى انني لم أقل لماذا، كل ما قلته:إننا مقبلون على مغامرة لا أريد أن أكون جزءاً منها، وكانت هناك، للأسف، تفسيرات مزرية. مع ذلك، عندما قبلت المؤسسة الفلسطينية هذه الصيغة وأصبحت هي التي تمثل السياسة الرسمية الفلسطينية، قلت انني لا أستطيع أن أرفضها في المطلق، مرتاح الضمير، ولا أن أقبلها أيضاً، مرتاح الضمير. لذلك كان وضعي هو وضع المتحفظ والممتنع، وليس وضع الذي سيعارض. كان في قلبي نداء ما يقول انه قد ينتج عن ذلك شيء، خصوصاً ان هذا المشروع جاء بعد محاصرة سياسية خانقة لمنظمة التحرير في أعقاب حرب الخليج وانعدام الخيارات أمامها. كنت حائراً بين قلبي وعقلي، العقل كان يقول لي إن هذا الاتفاق لن يؤدي الى حل ولن يؤدي الى سلام حقيقي ولا الى دولة. فنص الاتفاق غامض والمرحلة الانتقالية معدومة الربط نهائياً، وليس لدى اسرائيل أي التزام بالانسحاب، وليس هناك من تسمية للأرض المحتلة بأنها محتلة. ولكن كنت أتمنى أن يكون فهمي مخطئاً، كنت أتمنى أن يكون الذين قبلوا على خطأ، ففي خطأي مصلحة للجميع. ولكن للأسف الشديد، كانت النتائج أسوا مما تصورت. لقد انتقلنا من منفى الى سجن كبير. وعرفات قضى سنوات في زنزانة، في غرفة. أين آفاق أوسلو؟ ما هي هذه الآفاق؟ ومع ذلك رضي القتيل ولم يرضَ القاتل.

> هل كان من حل آخر في رأيك؟

- هذا ما يحير فعلاً. كان من الممكن الوصول الى اتفاق آخر. لو عرف عرفات والمنظمة مدى حاجة اسرائيل الى اتفاق ما مع اسرائيل لكي يفتحوا بوابتهم أمام العالم العربي، لكانت مكافأتنا كحراس للبوابة أفضل وأكبر. ليتنا صبرنا أكثر، لو طلبنا مثلاً فك الاستيطان من غزة كنا سنحصل عليه. لكن الاستعجال كان يحجب القراءة الدقيقة للنصوص.

> ما أجمل خطاب كتبته لعرفات؟

- عرفات يقول ان أجمل نص كتبته له هو نص إعلان الدولة. وأعتقد شخصياً انه أجمل نص كتبته في هذا القبيل. والمفارقة انني كتبته بعد أوسلو. كنت حينذاك في باريس وجاء عرفات وطلب مني أن أكتب النص وكان موضوعه فكرياً، حول مشكلات العالم... وفي الاجتماع كان رؤساء العالم موجودين، وأستشهد أكثر من رئيس بالنص الذي قرأه عرفات، فقال لي «أرأيت كم ان خطابك جيد»، فقلت له: هذا أصبح خطابك أنت.

> كتبت النص على رغم اعتراضك على اتفاق أوسلو!

- اختلافي مع عرفات حول موضوع أوسلو لم يمسّ العلاقة الشخصية التي جمعتني به. والدليل انني ذهبت أو عدت الى الوطن في شروط أوسلو.

> والخطاب الشهير في السبعينات: «لا تسقطوا غصن الزيتون»؟

- لا لم أكتبه وحدي. كنا مجموعة وكتبناه معاً. لكن الصحافة ركّزت عليّ وكأنني أنا الذي كتبته.


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:01 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.21344 seconds with 10 queries